عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-20, 09:32 PM   #328

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

شعرت ميرال بنيران تنهش داخلها و هى تطالع هيئة تاليا التى كانت تتقدم بكل ثقة داخل الحفل لا تأبى لنظرات الجميع المدهوشة من حولها .... شعرت بالم غادر يتسلل اليها و هى تكاد تجزم ان أباها خلف ذلك الأمر !

لا يفكر سوى بنفسه كما كان يفعل دائماً ... لا يهتم الى قلب ابنته الذى يتمزق الأن.... لا يسعى سوى لإغضاب أردال ... يريد ان ينتقم منه !

ضحكت بسخرية مريرة بداخلها من الذى يفترض ان ينتقم من من ؟! .... هل سوف تكون جنت ان ذهبت الى أردال و أخبرته بكل شئ .... ان من لعب بعقل زوجته و جعلها تقتل طفله هو فى الواقع والدها !

حاولت ان تسيطر على ذلك القناع المثلج الذى ينافى حريق خلاياها و قلبها و هى تستقبل ضحكة تاليا الهازئة نحوها ..... نارفين !! اسم رن داخل عقلها ... ياالهى انها أضعف من ان تواجها ... انها تشعر بهذا الالم الذى سوف تستشعره فور رؤيتها الى تلك الأفعى !

لقد عانت منها الكثير و الكثير ... لكن لا لن تسمح لها ان تحرق المزيد من الأرواح ... لن تترك نارفين تواجهها وحدها ... أخذت ميرال تبحث بمقلتيها المهزوزتين عن نارفين لتجدها اخيراً و هى تتقدم داخل الحفل ... شعرت براحة و هى ترى ذراعهم المتشابكة ... انها استشعرت انجذاب أردال لها عدة مرات

***

كانت تشعر بارتجاف أناملها على ساعده فهذا التقارب كما يجعلها قوية يضعفها ... فهى و دون إرادة منها ترتجف ... ترتجف بإدراكها ان نظرات الجميع سوف تتوجه نحوها ... غريب انها لا تشعر بالخوف من نظرات الحقد الكامن داخل مقلتى هذا الرجل الذى دائماً اثار رعبها و قد اعطته كامل الحق فهى قد دمرت حياه ابنته دون وجه حق

حتى نظرات قادير المتفحصة لها بغموض لم تعد تُربكها .... فهو يقف جانبها تتكئ بكفها الصغيرة على ساعده الصلب ... شعرت بكره لا ارادى يطفو على روحها و أنظارها تقع على آسر !!!

كم غريبة تلك الحياة انها كانت تبحث عنه و تحلم برؤيته من قبل ... كانت تحلم بتلك للحظات التى جمعتهم و التى سوف تجمعهم معاً .... لم تكن تُدرك ان كل هذا سوف يقلب حياتها ... انها سوف تصدم بواقع قاسى كاذب كان هو السبب به .... ذلك الواقع الذى القاها به دون ان يهتم بما سوف يصيبها .... ليلتحم قدرها هذا الرجل الذى يسير بجانبها الأن

هذا الرجل التى لم ترى مثله من قبل .... كم هو عجيب ... كيف يحملان نفس الدماء و شتان بين كل منهم ... شعرت ببرود مقيت يكتسح روحها و عينها تفقد ذلك البريق اللامع و هى تتوقف عند جسدها الأنثوي ... تاليا !!

انها الشخص الوحيد التى لم تتوقع رؤيته بهذا الحفل ... فعلى حد علمها ان الجميع لا يستطيع ان يدعوها ... فذكر اسمها كان محرم .... توقفت و هى تتساءل داخلها .... هل يعقل ان يكون أردال هو من دعاها !!!!

صمت مرعب غزى داخلها بتلك اللحظة ... لكنها و على الرغم من الالم الذى عرف طريقة الى نبضها تذكرت انها سوف تنفذ ذلك الوعد التى قطعته على نفسها مهما حدث


شرار حاقد كان يتطاير من مقلتيه و هو يتابع تشبثها بأردال !! .... دخولهم بهذا الشكل الذى جعل الم روحه يتزايد بداخله دون ان يستطيع السيطرة عليه .... بينما الذى كاد ان يفقد عقله نظراتها الهاربة منه .... لا بل تلك النظرة التى لمحها بعيناها .... هل راى حقاً خواء بهم ؟! ... ام انه يتخيل .... لا لن يقف هكذا مكتوف الايدين بعد الأن .... سوف يواجه من تسبب بهذا الأمر .... سوف يقف أمام والده يطالب بها !

انها حبيبته و أم طفله .... أغمض آسر مقلتيه يهرب من هذا المنظر الذى يستفز جميع خلاياه لكن نبرات تاليا جاءت لتداهم ما تبقى من اعصابه و هى تردف

( لقد انتظرت اتصالك ... لكنك لم تفعل ؟! )

ازدرد آسر ريقه بهدوء يحاول ان يسيطر على غضبه ... يحاول ان يرتدى الهدوء لينبعث من نبراته ايضاً ... فتح عينيه يلتفت نحوها و هو يردد بثبات

( لم اجد الشئ الذى اردته تاليا ! )

لم تتحرك عضلة واحده من ملامح وجهها .. فهى أتت اليوم لتستجمع ما تريده لتضرب تلك الفتاه بأضعف ما لديها .... لقد شعرت بالم غادر يطعن صدرها و هى تراهم معاً هكذا ... ترى هذا الانتفاخ الذى يحمل طفلهم !

ان تلك الفتاه استطاعت ان تربط أردال بها طيلة العمر ... لقد استطاعت ان تدخل له من نقطة ضعفه و ...... و ضعفها ... خطأها الأكبر نحوه بل نحوهم معاً .... عادت لتتحدث بهدوء ينافى تسارع خفقاتها من تلك الذكريات

( لا تتسرع باختيار طرفك آسر ... فأنا أشعر أنك سوف تحصل على ما يساعدنى عن قريب ! )

شعر أردال بتضارب مربك يحتل داخله خاصتاً و هو يستشعر حركات نارفين المضطربة بجانبه و الذى يعى جيداً انها سيطرت عليها عند رؤيتها لتاليا .... ما هذا الشعور الخانق الذى يحتله الأن ... لماذا يريد ان يبرر تواجد تاليا هنا .... هذا جنون لا يجب ان يفعل .... و لماذا يفعل ؟!

شعر بصدره يضيق و هو يشعر بنظراتها الهاربة منه ... حك اسفل عنقه بتشتت انه يعلم ان هذا الأمر لن يخرج سوى من عزام لا أحد سواه ... يريد ان يضربه من حيث نقطه ضعفه كما يظن هو ! .... شعر أردال بارتعاد جسد نارفين بجانبه و الذى صاحب نبرات تاليا التى صدحت بالارجاء تحمل اسمه !!

التفت كل من أردال و نارفين نحو تاليا التى تقف بدلال و ثقة عجيبه و التى عادت نبراتها تتردد و هى تردف

( لقد اتيت اليوم الى الشركة ولم اجدك ... لكننى تعرفت على زوجتك ! )

لحظة فقط جعلت عقل أردال يتشتت بشكل أعنف ... و تصريح تاليا يعنى له شئ لم يكن يتوقعه !! .... التفت نحو نارفين التى وجدها تبتسم نحو تاليا و هى تردد بهدوء زاد من تعجبه

( أجل لقد تعرفنا بشكل صحيح اليوم ! )

هذا يعنى انها ... شعر أردال بخفقات غريبه تتقافز و تسارع داخل صدره بينما لم يستطيع ان يحرك انظاره من على نارفين و هو يدرك انها قامت بمواجه تاليا ... لم تهرب كما فعلت سابقاً ... لقد أعلنت عن زواجها منه ... هل هذا يعنى انها .... توقف تفكيره و صوت تاليا يعود لكن بخفوت مدروس و هى تردف بايحاء

( لقد اتيت لك حينما علمت أنك سوف تُشارك بالمناقصة الخاصة بشركتي )

شعر بغضب عجيب و ارتجاف كف نارفين يعود بشكل أقوى يشعر به يخترق قماش طاقمه ... يعلم ان تاليا تتقصد هذا .... ابتسم أردال باستهزاء نحوها و هو يردد بثبات ثلجي

( أجل... سوف نشارك بهذه المناقصة بالفعل تاليا ... لكننا كنّا سوف نفعل هذا منذ ان علمنا عنها ... اعتقد ان ذلك كان قبل قدومك الى هنا ... أجل أقصد قبل عودتك .. )

ابتسمت تاليا بدلال و هى تخرج نبراتها هادئة بايحاء كاد ان يطيح بتعلق نارفين التى كادت ان تختنق من حبس انفاسها المتشنجة بداخلها و تمالك جسدها المرتجف .... هل يعقل انه فعل ذلك من اجلها ... هل يريد ان يُعيدها الى حياته !

( كم سوف يكون ممتع العمل معك من جديد أردال )

هل حقاً يغضب من نفسه الأن و هو يستشعر تشنج جسد نارفين بجانبه ... تنهد بحركة تمثيلية أراد ان يخفى بها تخبطه الداخلي كما اعتاد ان يفعل و هو يردد

( لا تستبقين الأحداث تاليا ... من الممكن ان لا نربح المناقصة )

ارتفع حاجبى أردال و هو يرى تقدم تاليا منه بشكل وقح و نبراتها تخرج بثقه زادت من غضبه و نظراتها تخترق مقلتى نارفين المنكمشة بجانبه

( أنا اثق بعقليتك المميزة أردال ... سوف نلتقى كثيراً بالأيام القادمة )

تحركت بهدوء و ابتسامة نصر تزين شفتيها و هى تدرك هذا الارتجاف التى ألقته على هذه الفتاه المسكينة !

ازدرد أردال ريقه ليشعر بتلك الغصة التى آلمته و هو يطالع جسد نارفين الذى لا يزال ينكمش .... نظراتها الهاربة باهتزاز ... كادت حروفه ان تتحرك ليجفل على حركتها المباغتة و التى جعلت صدره يضيق بالم و هى تسحب كفها المشبوك بساعده و نبراتها الخافتة المرتبكة و هى تردد

( سوف اذهب الى الحمام )

لم تنتظر نارفين اى رد من أردال الذى كاد ان يفقد تحكمه و هو يراها بذلك الشكل و هى تتحرك من أمامه و البريق قد اختفى من مقلتيها

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء