عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-20, 09:33 PM   #329

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

كانت ميرال تتابع هذا المشهد من بعيد ... كانت تُدرك ان نهايته لن تكون بصالح نارفين .... لكن تلك الحمقاء لم ترى نظرات أردال .... الم تشعر بهذا البرود الذى ينبع من جسده نحو تاليا .... ربما لم تفهم لانها لم تراه من قبل أمامها ... لم ترى ذلك الشرار الذى كان يحتل جسده أمامها من قبل !

تحركت ميرال لتتبع نارفين التى أخذت تسير بشرود و روحها تتألم .... تشعر بقبضة قوية تعتصر قلبها تكاد ان توقف نبضاته ..... انها لا تستطيع ان تتماسك ... لا تستطيع ان تتحكم بمشاعرها .... لا تستطيع ان توقف الم قلبها الأن بتلك اللحظة ... هذا الالم التى تشعر به يدمى روحها

شعرت نارفين بذراعين قويه تحتوى جسدها من الخلف و انفاس ملتهبه تخط بالقرب من اذنيها انفاس استطاعت ان تميز صاحبها حينما سمعت نبرات آسر و هو يردد بنبرات مشتعله بأشواقه نحوها

( نارفين ياااااالهى لقد اشتقت اليكِ )

شعرت وكان جسدها يرفض هذا التقارب بل يمقته فاخذت تتخبط داخل ذراعه و هى تردد بخفوت حاد

( آسر اتركنى .... توقف ماذا تفعل ابتعد هل جننت !!)

سحب آسر انفاسه ليستنشق رائحتها التى شعر بها تعيده للحياه مرة اخرى و هو يردف

( توقفى أنت نارفين .... لقد تركتك حتى تهدئي .... تركتك الاننى لم اكن أستطيع مواجهتك ... لكن الأن... )

احكم آسر ذراعيه حولها و هو يشعر بتخبطها الذى اخذ يزداد و هى تردد بقسوه

( آسر قلت لك توقف ... دعنى )

تنهد يحاول السيطرة على نفسه .... لقد اشتاق لها ... اشتاق لكل تفاصيلها

( لن أدعك بعد الأن نارفين ... سوف انفصل عن ميرال ... لقد اردت ان اقول لك هذا ... سوف انفصل عنها لنكمل حياتنا معاً أنا و أنتِ و طفلنا !! )

شعر أردال بسهام تخترق صدره ... تنغرس بعنف داخل روحه و هو يشاهد هذا المشهد من بعيد يشاهد ظهر آسر و جسدها المستكين بين ذراعيه ... لقد تبعها حتى يبرر لها كلمات تاليا ... لقد كاد ان يتنازل حتى يصحح لها ... شعر أردال بأنفاسه تتسارع و غضب مستعر يسيطر عليه حتى باتت عيناه كالمحيط الهائج تعصف بجميع انواع العواصف و شعور غريب أخذ يتسلل اليه و يتملكه ..... يشعر وكأنه سقط ببئر مظلم

مظلم لدرجة جعلته يشعر بالاختناق يسيطر على روحه المحترقة دون ان يعلم سبب لذلك ... حتى دون ان يستطيع ان يسيطر عليها و للمرة الاولى بعد زمن تعلم به السيطرة على مشاعره و ردات فعله يعجز عن كبت تلك العاصفة التى توحشت لها ملامح وجهه و ثارت لها براكين عضبه .... ما الذى يحدث معه لا يعلم .... لا بل يعلم انها رجولته ... رجولته التى تهينها تلك الفتاة و أمامه و التى من المفترض انها زوجته أمام الجميع يجب ان تحترم هذا الأمر حتى ان كان مجرد عرض مسرحي مبتذل و جد نفسه يمثل به بل و يستحوذ على بطولته أيضاً ... و الأغرب من كل ذلك انه تناسى و عاش به للحظات ... بل و كاد ان يجن أكثر و هو يتخبط بتلك المشاعر ... هل كان يتوهم تلك الشرارات التى كانت تنشب بينهم ... ما هذا الخفقان الذى يحتل جسده يؤلمه بهذه القسوة ... لماذا يشعر باحشاءه تتقلص بالم يكاد ان يفتك به .... أغمض عيونه لينتزع هذا المشهد من أمام عينيه

أجل يعلم علاقتهم السابقة لكن ان أرادوا ان يفعلوا شئ أو يكملون علاقتهم تلك لن يكون هو الغطاء لهذا الأمر ... لقد اخطاء حين شعر للحظة واحدة انها تستحق ان يتعامل معها ببعض من الاحترام و الآدمية ... كيف .... كيف أعماه ثوبها الطفولى و برائتها المصطنعة تلك .... كيف كاد ان يفقد نفسه أمام هذه الهالة الساحرة خاصتها !! .... لا يجب ان ينهي هذا الأمر ... اليوم قبل الغد

انسحب ليغادر تلك الزاوية التى باتت تشتته ... الزاوية التى نشبت صراع داخله لا يعلم كيف يسيطر عليه مع هذه الانفاس الملتهبة التى تحرقه هو دون غيره ....... تسارعت خطواته مع تسارع انفاسه ليبتعد و يترك هذا المشهد دون ان يتابع نهايته و التى كانت ربما سوف تصدمه أكثر !!

شعور غريب بالنفور أخذ يتسلل اليها ... شعور بالرفض .. بالأشمئزاز منه و من لمساته التى كانت تعشقها و تتمناها من قبل .... ماذا يحدث معها الأن حتى ينكمش جسدها بهذا الشكل حتى انها أصبحت تشعر بالغثيان من هذا التقارب ... للحظة و طيف رجل اخر مر من أمام مخيلتها جعل داخلها ينتفض قبل جسدها لتدور بعنف و هى تدفعه عنها بعنفوان استمدته من هذا الطيف وهى تصيح به بغضب و رفض ادهشه و ارتجف له قلبه بنبرات ثائرة

( آسر قلت لك توقف الا تفهم .... ابتعد أنت.... أنت كيف تستطيع ان تفعل هذا .... اى شخص مريض أنت ... لقد خدعتني و كذبت على لم تخبرنى حقيقة كونك رجل متزوج ... كيف لم ارى كم أنت مثير للشفقة بهذا الشكل من قبل ..... لقد كنت تبرر لنفسك خيانتك لميرال بترهات و حجج واهية .... لكن الا تدرك أنك الأن تخون أردال بتصرفاتك تلك ..... أردال.... الذى تدعوه باخى طوال الوقت و الذى كنت تتغنى بمساعداته و تربيته لك ..... أهكذا ترد له المعروف ...... لا آسر ان كنت تفعلها فأنا لم و لن افعل هذا للرجل الوحيد الذى أنقذ حياتى و حياة طفلي فى الوقت الذى كنت أنت تقف و تشاهدنا نُهان أمام عينيك دون ان تتحرك لخطوة واحدة )

شعر آسر بغضب قاسى يحتل كيانه و ذكرها لأردال يفقده سيطرته مما جعله يقترب منها تلك الخطوة التى ابتعادها عنه و هو يردد بفحيح

( أردال ..... أليس كذلك ... هل أعجبك الأمر ام ماذا نارفين ... هل صدقت تلك التمثلية .. هل أعجبك و وقعت بحبه !! )

صدمه كست ملامحها ... صدمه صدمت روحها النازفة ... هل هذا هو الرجل التى تحمل طفله حقاً ؟!! .... هل كان هكذا من قبل ... كيف لم ترى تلك الحقارة به اذاً !

تراجعت نارفين خطوة اخرى بتخبط و هى تستجمع حروفها حتى اردفت اخيراً بتلعثم خافت

( أنت ... هل كنت بتلك الوضاعة من قبل ... كيف أحببتك ... كيف صدقتك ؟!! ... كيف كنت حمقاء هكذا ؟!! )

اعتقل آسر ذراعها بعنف يهزها بقسوة ذلك الاشتعال الكامن داخل عروقه و كلماتها تصيبه بالجنون

( أنتِ سوف تكونين حمقاء حقاً نارفين ان ظننت للحظة ان من الممكن لأردال ان ينجذب لكِ او ينظر نحوك بطريقة مختلفة .... ان لم يكن من أجلى فسوف يكون من أجل هذا العشق الذى يسيطر عليه و يأسره يوماً بعد يوماً .... ان أردال عاشق لامرأة واحده فقط " تاليا " ... هل تسمعين نارفين " تاليا فقط هى من تحتل قلبه ..... هو يحميك من أجلى فقط هل تسمعين .... لقد ذهبت له اليوم و أخبرته أننى سوف انفصل عن ميرال حتى اعود لكِ أنتِ و طفلى .... لذلك لا تحلمي نارفين ... أنت لى هل فهمت )

تركها حتى كاد جسدها يهوى أرضاً .... و كلماته المسمومة تسمم روحها ... تلك الكلمات التى أخذت تنغرس كالسكين الصدئ داخل قلبها حتى كاد ان يتوقف

شعرت بعبراتها تتجمع بعنف أمامها حتى بدأت تتساقط بالم و عقلها يتخبط .... مع كلمات آسر ... ان أردال لا يفكر بها ... انها فقط حمل ثقيل احتمله من أجل ابن عمه !!!

اتكأت بجسدها على الحائط من خلفها تحاول ان تتحايل على هذا الارتجاف المسيطر على أوصالها لم تكن تعى ذلك الجسد الذى كان يرتجف معها بأحد الزواية المظلمة .... فقد كانت ميرال تكتم شهقتها و عبراتها تنزلق بصمت ... ذلك الصمت الذى احتل جميع خلايا روحها .... هل ما رأته .... هل ما سمعته حقيقة ؟! .... هل كانت بهذا الغباء حقاً بنظرهم .... كيف .... كيف ؟!

شهقت لتلتقط انفاسها المخنوقة و بعنف أخذت تكفكف عبراتها ... و بحركات هستيريه توجهت نحو الخارج نحو سيارتها و سواد كاسح يحتل عالمها ..... سواد بدأ يسيطر على تفكيرها حتى اعمى عينيها .... فحتى ذلك الطريق المظلم التى أصبحت تسير به بجنون لا تعرف كيف و متى بدأ يختفى من حولها و مقلتيها تنزف دموع مقهوره

ضربت على مقود سيارتها الذى اختل توازنه للحظات و صرختها تخرج لتشق سكون الليل ..... لتشعر بعدها بصداع كاسح اخذ يحتل رأسها و هذا المشهد يتكرر من جديد أمامها .... و أصوات بعيده تهاجم ظلامها الذى يتكاثف من حولها ..... تلك السرعة الجنونية التى أصبحت تسر بها و عقلها غائب عن اى ادراك و تعقل ..... فقط صرخه واحدة اخرى هى التى استطاعت ان تشق ظلامها هذا

( ميراااااال ...... احذرى )

تلك النبرات البعيدة التى أخذت تنبعث بشكل طفيف الى هذا الظلام التى شعرت به مع ارتطام رأسها بمقود السيارة كانت اخر ما ربطها بالعالم .... عالم لم تعد تريد ان تعيش به .... عالم لم ينصرها يوماً اى شخص به

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء