عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-20, 09:26 PM   #346

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

أخذت خطوات تاليا تتقدم نحو قامة عزام و داخلها يحترق بغل نحوه تتابع حركة من حولها بذلك الحفل دون ان تشعر بشئ من تلك النيران التى تكاد ان تبتلعها ... لقد لعب بها من جديد ! ... يريد ان يستغلها لصالحه .... لم يخبرها بحقيقة الامرع ... لكنها سوف تنتقم... سوف تلعب عليه كما فعل معها .... سوف تستغله لصالحها دون ان يدرك هو ... رسمت أحد ابتسامتها بدلال حينما وصلت اليه لتحدثت بخفوت مدروس

( لقد قبلت عرضك ! )

انشرحت ملامح عزام و داخله يمنيه بنصر قريب فهو كان يعلم انه سوف يحصل على القبول بعد ان يجعلها ترى بعينيها تلك المكانه التى خسرتها لتذهب الى هذه الفتاة .... اتسعت ابتسامته من جديد و هو يلتقط نبراتها حينما اردفت

( سوف اساعدك لتعمل مع أردال بذلك المشروع ..... لكن )

ضاقت عينيه بترقب ينتظر ان تكمل ليسمعها تضيف و الحدة تغلف كلماتها

( لكنك سوف تساعدنى بالتخلص من هذه الفتاه حينما أريد أنا ذلك !! )

***

نظرت ميرال حولها تطالع تلك الغرفة الفندقية بخواء عجيب بينما كانت تجلس على الاريكة بتعب تتابع حركة طارق من حولها .... لم تعد تشعر بأي شئ وكانها سقطت ببئر مظلم ... لا تشعر سوى بالم روحها المكلومة ..... و داخلها يردد بالم أعظم فى كل مرة و عيناها تتابعه

“ حتى أنت يا طارق ! “

أغمضت عيناها تحاول ان تنسى هذا المشهد .... لماذا يحدث هذا معها ... لقد كانت ..... لقد كانت تحاول ان تتغير .... كانت تحاول ان تؤمن بهذا الوهم الذى يدعى بالعلاقات الانسانية ...... شددت من اغلاق جفونها و صورة نارفين تقفز أمامها و صدى كلماتها تعود لترن من جديد داخل رأسها

“ ( آسر قلت لك توقف الا تفهم .... ابتعد أنت .... أنت كيف تستطيع ان تفعل هذا .... اى شخص مريض أنت ... لقد خدعتني و كذبت على لم تخبرنى حقيقة كونك رجل متزوج ... كيف لم ارى كم أنت مثير للشفقة بهذا الشكل من قبل ..... لقد كنت تبرر لنفسك خيانتك لميرال بترهات و حجج واهية .... لكن الا تُدرك أنك الأن تخون أردال بتصرفاتك تلك ..... أردال.... الذى تدعوه باخى طوال الوقت و الذى كنت تتغنى بمساعداته و تربيته لك ..... أهكذا ترد له المعروف ...... لا آسر ان كنت تفعلها فأنا لم و لن أفعل هذا للرجل الوحيد الذى أنقذ حياتى و حياة طفلي فى الوقت الذى كنت أنت تقف و تشاهدنا نُهان أمام عينيك دون ان تتحرك لخطوة واحدة ) “

شعرت بنصل حاد يعود ليطعنها من جديد ... و هى تحاول ان تبرر موقف نارفين هذا ... لانها رات بها صديقة لالام روحها ... لا تعلم لماذا الأن لا تستطيع ان تحقد عليها كما تفعل معهم ... جميعاً تلمسوا بها القسوة ... جميعهم كانوا يروها ابنته فقط “ عزام الصايغ “ الا هى لم تفعل ... لماذا كذبت عليها لماذا ؟!

توقفت للحظات ماذا كانت تريد منها ان تقول ... انها تلك الفتاة التى سرقت زوجها و تحمل طفله فى احشائها ايضاً !!

شعرت بالم كاسح كاد ان يفقدها انفاسها ... الم جعلها تشهق لتطالب بالهواء لتستمع بعدها الى نبرات طارق القلقة و هو يردد بينما اخذ يقترب منها

( ميرال أنتِ بخير ... ماذا يحدث معك ؟! )

جثا ارضاً أمامها يطالع هذا الالم الذى لا يعرف سببه لكنه لم يعود ليسالها عن السبب فقد فعل كثير من المرات دون ان يحصل على إجابة لذلك

( اعتذر ميرال لم استطيع ان اذهب بكِ لمنزلي ... هنا أفضل لكِ ... لا أريد ان يحدث معنا كما حدث فى المرة السابقة ... لقد عاهدت نفسي اننى لن أجعل سوء يمس اسمك و سمعتك من جديد ... فأنا لازلت لا اسامح نفسي على ما حدث )

كانت تتابع تعابير وجهه الذى يقابلها و شعور غريب يحتلها شعور امتزج به كل من الالم و غضب و الاحتياج !! .... فهى بالرغم من كل هذا الالم و الغضب الذى تكنه له و لهم جميعاً ... تحتاج لوجوده بجانبها حتى انها لا تستطيع ان تُفسر هذا الارتجاف الذى احتل جسدها مع تلميحه الاخير حتى انها لم تستطيع السيطرة على كلماتها حينما تساءلت بخفوت أحمق

( أنت تقصد هذه القبلة أليس كذلك ؟!! )

صدمة أخذت تسيطر عليها قبل ان تسيطر عليه من تلك الجراءة الوقحة التى تلبستها ماذا تفعل ما الذى تحاول ان تصل له ؟!

ابتلع طارق ريقه يحاول ان يتمالك نفسه ... و الذكرى تعود لتداعب عقله لكنه اخذ يردد بما يصدقه و كفه ترتفع لتضم كفها

( هذا كان خطأ ميرال ... لقد اخطات بحقك و بحقى ... بحق زواجك و بحق أردال ... لذلك اعتذر عن ما حدث )

صمت للحظات جعلتها تتالم أكثر و جنون خطير يدب داخل عقلها لتسمعه يكمل و عينيه تعود لتحتوى خاصتا تشبع من احتياج روحها

( لكن ... أنا هنا بجانبك فى اى وقت تحتاجين به لمساعدتي ... سوف اظل دائماً صديقك الوفى كما كنتِ تقولي لي )

لم تستطيع ان تمنع تلك الدمعة التى انزلقت من مقلتيها ... دمعة الم و ندم و غضب على نفسها .... انها كانت تشعر بمشاعره ... أجل لن تكذب .... كانت ترى نظراته التى تتوه بها الأن .. ذات النظرات التى كانت تُشبع كبريائها دائماً .... حتى انها الأن قد ادركت انها لم تشعر بانوثتها سوى من انعكاس نظراته لها ... كما لم تشعر من زوجها المزعوم او حتى حبيبها التى كانت تركض دائماً خلفه

نكست راسها تشعر انها تختنق تتابع انزلاق عبراتها بصمت واحدة تلو الاخرى حتى شعرت بكهرباء دبت بكامل جسدها و هى تشعر بانامله التى احتوت ذقنها ترفع راسها و نبراته الحانية التى داعبت اوتار قلبها بينما كان يتساءل

( ميرال .... ما الذى حدث معك ؟! ... أنتِ لستِ بخير ! )

لم تشعر بنفسها و هى ترتمى بين احضانه تجهش فى بكاء لم تستطيع ان تسيطر عليه ... و نحيب اخذ يتزايد مع كلماتها المتالمة

( أنا بحاجة لك طارق ... لا تتركني ارجوك ... أنا اختنق )

صمتت لتشهق حينما أخذت رئتيها تطالب بالهواء لكنها سرعان ما اكملت و انفاسها التى تحرق تجويف رقبته و هذا التقارب يفتك بعقله و ينشب الحرائق بجسده يجعلوه بعالم آخر

( أنا اشعر بالم يكتسح قلبي طارق ... لا احتمل )

تحامل على تسارع انفاسه و هو يحاول ابعاد جسدها برفق فهذا الجنون الذى بدأ يحتل كيانه و هو يشعر بجسدها بين يديه ليس بخير ابداً ... كل ما يحدث الأن ليس سوى جنون

( ميرال اهدئي ... أنا هنا بجانبك )

لم يستطيع ان يتحدث أكثر من ذلك فنبراته المتاثرة فضحته .... اغمضت ميرال جفونها للحظات و هى تُدرك مشاعرها العجيبة فى هذه اللحظة .... لتعود لتفتحهم من جديد تتابع ملامحه القريبة منها

أخذت انفاسها تتسارع و هى تشعر بتلك المطالب العجيبة الذى يمليها عليها جسدها ... احاسيس لم تشعر بها من قبل تجتاحها ... احاسيس جعلتها تتلعثم هى تردد بخفوت مرتجف

( طارق ..... أنا )

لم تستطيع ان تُكمل كلماتها و هى تشعر بجسدها يرتفع بفعل كفه التى سحبتها و لفحة الهواء البارد التى رافقت ابتعاده و هو يردد بخشونة

( يجب ان اغادر الأن !! )

توقف جسده بحركة كفها التى قبضت على معصمه لكنه سارع ليردد بعد ان عاد ليواجهها

( أنتِ لستِ بوعيك الأن ميرال ... لهذا يجب ان اغادر )

افلت معصمه ليغادر لكن نبراتها التى صرخت بحده الجمته ليتسمر مكانه

( أنت تهرب طارق ... كما كنت تفعل دائماً )

لحطة واحدة فقط هى ما فصلته عنها قبل ان يلتفت نحوها يقترب بخطوات شرسة و هو يردد بعنف

( اهرب !! .... أجل اهرب ميرال ... اهرب لأنكِ امرأة متزوجة .... و ما كاد ان يحدث الأن و ما فعلته من قبل ليس سوى حقارة منى ... انه خيانة ! )

كانت انفاسها تتسارع و جنون كل ما حدث بحياتها يمر أمام عينيها لكن كلماتها التى أخذت تصدح بهستيريا و كفها تضرب على صده لا تدرك ما تتفوه به

( لأنك جبان طارق .... أجل ... لا تنظر لي هكذا ... لم تحاول ... لم تتجرا ان تصرح لى عن مشاعرك ... )

شعرت بجسدها يتحرك بجنون كفه التى اخذت تهزها و هو يعصف بكل تلك الالام التى تحملها

( حقاً ميرال ؟!! ... أنا لم احاول حقاً ؟!! .... لا تخدعي نفسك ميرال .. لقد حاولت لم اقولها صراحة ربما ... لكن كل شئ بى كان يصرح لك عن حبى ! .... لكن كان ينتهى بى الحال و أنا استمع الى قصة عشقك لأردال .... الا تتذكرين حقاً ... هل تريدين ان اكمل ... )

توقف سيل كلماته مع صرختها و كفها تدفعه لتكتم اذنيها تردد بعدم سيطرة منها

( توقف ... توقف ارجوك )

لم يشفق على حالها كما كان يفعل دائماً ... بل شعر انه يريد ان يصرخ بها أكثر يهزها بعنف جراح قلبه التى تقتله يوماً بعد يوم

( لماذا ميرال ... لماذا اتوقف الأن ... فانا لم انتهي ... لازال يوجد آسر !! )

تقدم منها تلك الخطوات التى ابتعدتها ليكمل بعدما عادت كفه لتهزها من جديد بحدة أكبر غير اباً لدموعها التى أخذت تنزلق بعنف

( هل تتذكرين اليوم التى جئتِ لي لتخبريني أمر زواجك به ... أنا لازلت اتذكر كل حرف خرج من بين شفتيك ... لانهم كانوا كالحمم التى احرقتني )

نفضت نفسها عنه و ارتجاف جسدها اخذ يتزايد ... هستيرية شلت كل تعقل لديها و كلماته تخترق قلبها كالسكاكين ... حتى انها لم تكن تعى تلك الحروف التى أخذت تلقيها عليه لتجعله يتسمر دون حراك

( أنت مثلهم ... كنت تريد الانتقام منى اذاً ... لهذا اشتركت معهم فى خداعي ... كنت تريد ان تتشفى بي ... تريد ان ترانى و انا اعاني ... تُمثل معهم مسرحية زواج أردال و نارفين لتقتلني ... تشاهدني و أنا ابكى حبى لتنتقم مني ... نارفين يا طارق التى هى بالأصل عشيقة زوجى التى كنت ابحث عنها )

أخذ صدرها يعلوا و يهبط من فرط الانفعال بينما بدأ جسدها يرتجف بعنف أكبر ... لكن لحظات هى التى مرت عليها قبل ان تُدرك ما تفوهت به و هى تتابع تعابير طارق المشدوهه ... صمته الغريب و جسده الذى لم يتحرك ... فقط حركة صدره و انفاسه هى التى تدل انه لم يتحول الى تمثال !

لحظات أخرى مرت حتى هدأت انفعالاتها و هى لاتزال تتابع صمته و داخلها يتالم على ما تفوهت به لكن تساءله الذى اتاها بنبراته العجيبة الخشنة ببؤس تستشعره للمرة الأولى جعلها ترمش عدة مرات

( منذ متى و أنتِ تعلمين بالأمر ؟!! )

ابتلعت ريقها بالم دون ان تجيبه بحرف لا تعلم انها بذلك تحضر شياطين جنونه .... لحظة واحدة فقط هى التى مرت قبل ان تشعر بكفه تعتصر ذراعها بطريقة مؤلمة و انفاسه الملتهبة تحرق ملامح وجهها و هو يردد تساءله من جديد

( منذ متى ميرال ؟!! )

أغمضت جفونها بالم جسدها و روحها معاً قبل ان تُلقى كلماتها التى قتلته دون ان تعلم هى

( اليوم ... قبل الحادث علمت كل شئ )

راته يغلق جفونه و الم عجيب يكتسح ملامح وجهه قبل ان تجده يبعدها بنفور عنيف جعلها تسقط على الاريكة من خلفها ... القها بنفور و ظنونه تتاكد له ... لقد دعا ان تُكذب حدثه لكنها كما توقع تماماً !!

كانت تحملق به بصدمة و نظراته تقتلها دون ان تعرف لهذا سبب .... نظرات جعلت جسدها يرتعد و هى تقول لها اشياء ترعبها لكن نبراته خرجت بهدوء هذا الظلام الذى كسى روحه ليؤكد لها رعبها هذا

( ما كاد ان يحدث قبل قليل .... لهذا القيت بنفسك بين احضانى .... أنتِ كنتِ تريدين الانتقام لكرامتك منهم بي !! )

جحظت مقلتيها برعب جعلها تنتفض من مكانها و هى تردد بهلع

( طارق ... لا )

لكن كفه التى ارتفعت أمام وجهها بحدة لتصمت جعلتها تتسمر مكانها لتتلقى كلماته التى أخذت تصفعها بعنف

( لقد كدت ان احترق و أنا اشعر بانفاسك القريبة منى ... شعرت للحظة انني امتلك و لو بعض من تلك الخفقات التى كانت تقرع فوق صدرى .... لكن الأن تحديدا فهمت انه مستحيل ... أنا و بعد سنين اخيراً ادركت ما كنت احاول عدم تصديقه ... أنتِ .... أنا .... لقد بدأت اشعر بالتقزز من مشاعرى نحوك ... من وجودي حولك ... كم أنتِ انانية ... لقد اكتشفت الأن أننى كنت مخطئ ... أننى كنت الأحمق الوحيد بينهم .... ادركت أنكِ حقاً انانية و مثيرة للشفقة !! )

تابعت نظراته التى قتلتها بحق قبل ان تشاهده و هو يغادر ... يغادر لتغادرها انفاسها معه و شعورها بالاختناق يتزايد ... بل شعورها بالخسارة يكاد ان يقتلها حتى انها لم تكن حتى تشعر بعبراتها التى بذأت تتعاقب برتابة على وجنتيها و ارتجافة جسدها المتعاظم حتى شفتيها التى كانت ترسم حروف اسمه بصمت لم تكن تشعر بها !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء