عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-20, 09:28 PM   #347

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

صباح يوم جديد كانت تتابع ملامح وجهها المنتفخ أمام المرآه تشعر انها لا تريد ان تواجه أحد اليوم .... لا تريد ان تظهر بهذا الضعف أمام أحد يكفيها ضعف و الم ... يكفيها حماقة !

أغمضت جفونها بتعب و حرقة عبراتها تعود لتداهمها و صور ليلة أمس تقفز من جديد داخل مخيلتها ... التفتت لتطالع الاريكة الخالية .... لم يعود ... لقد ظلت تنتظر و تنتظر لكنه لم يعود .... كم قتلتها عدم عودته .... لم يكن عليه ان يفعل هذا حتى يؤكد لها انه لا و لن يراها سوى عشيقة لابن عمه !!

حمقاء .... أجل هى من اخطات و تسرعت .... كيف استطاعت ان تفعل ما فعلته هذا .... على اى اساس ... أغمضت عينيها بقوة تمنع هذا الارتجاف الذى حل بها ... لتردد داخلها انها سوف تصمد .... سوف تكون قوية بالرغم من كل شئ .... لكنها سوف تبتعد عنه و عن احلامها الحمقاء تلك .... رفعت هاتفها و كفها تخط ارقام هاتف طارق .... لكنها ابعدته بعد لحظة واحدة بعد ان استقبلت رسالة ان هاتفه مغلق !

***

كانت تسير بالممر و داخلها يشعر بالقلق عليه ... انها حتى لا تجرؤ ان تسال أحد عنه ... توقفت قدمها دون ارادة منها عند باب تلك الغرفة “ المكتبة “ و سؤال مؤلم يدب فى عقلها ... هل من الممكن ان يكون بالداخل ؟!

نفضت راسها من جنونها و هى تتقدم خطوة لكنها عادتها من جديد و حريق قلبها يحثها ان ترى ان كان بالفعل هرب لماضيه بعد ما حدث ام لا ... و بالفعل طاوعت هذا الجنون لتجد قدمها تتقدم نحو الداخل بحذر و هدوء

لحظات مرت عليها بترقب صاحب تسارع مربك لخفقان قلبها ... لكنها سرعان ما اطلقت انفاسها براحة و هى تتاكد من خلو الغرفة منه و من اى شخص .... لكن شيطان عقلها نحو هذه الغرفة لم و لن يهدأ ابداً .... فضولها عن هذا الماضى الذى اصبح يؤلمها بات مرضى و كانها تحاول تعذيب نفسها بشتى الطرق لم يكفيها ما حدث أمس ؟!

حركت راسها ترفض الهروب لتواجة هذا الماضى بكل ما فيه .... تقدمت نارفين من أحد الرفوف لتسحب كتاب بشكل عشوائى تبحث بين صفحاته عن تلك الصور التى كانت تجمعه مع تاليا لكن دون ان تعثر على شئ .. لتتقدم من رف آخر و كتاب آخر يتبعه العديد من الكتب دون ان تجد شئ من تلك الصور ايضاً !!

( لقد تخلص منهم جميعاً ! )

انتفضت نارفين على نبرات بهار التى صدحت من خلفها ... لتسارع بوضع الكتاب مكانه تردد بتلعثم

( أنا لم أقصد ان أتى الى هنا .. أنا فقط )

تجاهلت بهار محاولة نارفين الفاشلة بالتبرير و هى تردف و خطواتها تتقدم

( الم ترين هذه الصناديق أمس ... انها كانت تحمل جميعهم ! )

رفعت نارفين راسها و هى لا تصدق انه تخلص من جميع الصور حقاً ... لكن نبرات بهار عادت لتشوش على افكارها و هى تقول

( حتى انى أعتقد انه قد تخلص من هذا الماضى باكمله ! )

أغمضت نارفين عينها تحاول ان تسيطر على تلك العبرات التى شعرت بها تهاجمها ... كيف لها ان تقول انه لم يفعل .... انه مازال يعشقها فكل شئ يؤكد لها هذا ... و انها هى الحمقاء التى تنتظر ان يراها فقط ... حركت راسها بعجز دون ان تردف بشئ اى شئ حتى لا تفقد هذه السيطرة الواهية التى تتسلح بها .

***

رفع كفه يضغط بعنف على مقدمة رأسه ... يشعر به يكاد ان ينفجر من فرط التفكير .... يشعر بالم غريب داخل صدره و منظرها المكسور من كلامه يقتله !

تنهد و هو يغمض جفونه بالم ... حتى كلامه المه هو شخصياً ... لكن تلك المشاعر التى اجتاحته كادت ان تبتلعه .... مشاعره و خفقات قلبه الذى شعر بهم يعصفوا داخله جعلوه يهرب .... أجل يعترف انه هرب منها و من مشاعره التى فاجئته بل صعقته .... يهرب للمرة الاولى بحياته ... ماذا فعلت به ... كيف .... انه لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير بها .... لكن ..... آسر

خرجت ااااه حارقة من بين شفتيه ليردد بعدها بالم و كفه تتخاذل على سطح مكتبه ... مكتبه الذى قضى ليلته به ... فهو لن يستطيع ان يعود ليواجها... حتى لا يضعف !!!

( مستحيل ... انه مستحيل عد لوعيك ... انها .... انها تخص آسر ! )

شعر بحرقة انتشرت داخل صدره و كان هذا الاسم قد احرقه ... لكنه اجفل و هو يرى مساعدته تطل من خلف الباب قبل ان تردد بتوتر معتذر

( سيد أردال ... اعتذر لم اكن أعلم أنك بالداخل ... لقد اردت ان اضع هذا الملف قبل ان تصل لتراه )

حرك راسه و عقله بعيد كل البعد عن اى ادراك لكلماتها لكنه تساءل و كفه تمتد نحو هاتفه

( اين طارق هل اتى ؟! )

حركت راسها بالرفض تردد

( لا لم ياتى بعد )

عقد أردال حاجبيه بتعجب ... انه لا يستطيع الوصول اليه منذ أمس ... اومأ لها لتغادر و شعور بعدم الراحة يتزايد داخل اوصاله و كفه تعود لتخط ارقام هاتفه من جديد !!

***

لم تستطيع ان تمنع نفسها ان تاتى الى غرفة مكتبه ... تريد فقط ان تطمئن عليه لا أكثر .. فعدم عودته أمس جعلت قلق عجيب يحتلها .... تعلم انه لا يريد ان يراها بعد ما فعلت لكن ماذا تفعل بقلبها الأحمق هذا ... تقدمت نارفين بهدوء من مساعدة مكتبه بتستقبلها بابتسامة مرحبة و هى تردد

( سيدة نارفين اهلاً بك )

ابتلعت ريقها لا تعلم ما الذى عليها قوله بالضبط هل تسالها اين زوجها الأن!! ... غمضت عيناها تشجع نفسها قبل ان تردف بابتسامة مصتنعة

( انه بالداخل أليس كذلك ؟! )

حمقاء !!! ... هكذا أخذت تردد داخل نفسها لكن ذهب كل هذا التوتر الذى كان يحتلها و هى تستقبل إجابة مساعدته

( أجل يمكنك الدخول لا يوجد أحد معه الأن)

تنفست الصعداء و هذه الإجابة تجلب الراحة الى كيانها لكن تلك الراحة لم تدم كثيراً و هى تواجة قامة ميرال التى ظهرت أمامها !! ..... جحظت مقلتيها و هى ترى هذه الضمادة الموضوعة على رأسها بينما انتشرت بعض الخدوش على وجها ... جسدها التى تتحامل عليه لتستطيع الوقوف

( ميرال؟! .... ماذا حدث معك ... أنتِ ... ياااالهى ... هل أنتِ بخير ؟! )

أخذت نارفين تردد بهلع بعد ان تقدمت نحوها و عيناها تمشط كامل جسدها برعب ... رفعت ميرال انظارها نحوها و داخلها يضيع أكثر .... انها ترى قلقها حقاً ... تستطيع ان ترى مدى صدق مشاعرها و خوفها لكنها لم تستطيع ان تستوعب تلك الحقيقة بعد ... يكفيها ما فعلت ... المهم الأن ان تجده .... ان تصحح له الأمر ... ابتلعت ميرال ريقها المتحجر بالم لتردد بعدها اسمه بالم صاحب تعابير وجهها

( طارق ... اين هو ؟! )

عقدت نارفين حاجبيها بتعجب و هى ترى حالة ميرال هذه و الم بدأ يغزو كامل جسدها و شعور بتانيب الضمير اخذ يسيطر عليها ... انها شاركت بكسر تلك المرأة التى تقف أمامها ... أجل لقد فعلت

( اين هو نارفين ؟! )

اجفلت نارفين على نبراتها التائهة هذه و قلق آخر بدأ يدب داخلها على صاحب هذا الاسم ... لقد حاولت الوصول له صباحاً لكنها لم تستطيع

( لا أعلم ميرال .... فى الحقيقة .. )

صمتت قبل ان تلتفت الى تلك المساعدة التى كانت تطالعهم باهتمام لتردف

( هل تعلمين اين هو السيد طارق ؟! )

انتقلت ملامح ميرال نحو تلك الفتاة بلهفة لم تدم سوى للحظة واحدة قبل ان تسمعها تقول باسف

( مع الأسف لا أعلم... لم ياتى اليوم .. حتى السيد أردال كان يحاول الوصول اليه )

شعرت بالارتجاف يغزو جسدها للحظات حينما استمعت لأسمه لكنها عادت لتجفل على جسد ميرال الذى أخذ يتحرك دون ان تنطق بحرف واحد لتتبعها و هى تتساءل بقلق

( ميرال الى اين ؟! )

لم تتوقف خطواتها بينما اجابتها بخفوت متالم

( يجب ان اعثر عليه )

سارعت نارفين لتقف أمامها تمنع حركتها و كفها ترتفع لتحتوى وجنتها برفق

( ميرال أنتِ لستِ بخير ... لما لا نذهب للقصر معاً )

صعقت نارفين و هى ترى تلك العبرة التى انزلقت من عين ميرال و هذا الالم الذى تشرب كلماتها

( لا أستطيع ... يجب ان اجده )

تقدمت نارفين نحوها من جديد و كفها تسارع لتمسح دموعها برفق لتردد بحزم و هى ترى حالة ميرال التى تكاد ان تسقط فملامح وجهها تدل انها قد عانت طوال الليل

( حسناً ميرال ... لكنني سوف اذهب معك ... لن اتركك بتلك الحالة مطلقاً ! )

لا تعلم لماذا لم تعترض على قدومها معها .... بل على العكس لقد ارادت ان تتسلح بها ان تشعر بوجودها .... فهي دائماً كانت وحيدة منبوذة !

لا أحد يقف بجانبها ... لا أحد يساندها و يقف معها .... سواه هو .... لم تريد ان تشعر انها خسرت الشخص الوحيد الذى كان يعرض عليها المساعدة ... حتى و ان كانت عشيقة زوجها !! .... فهى لا تستطيع ان تتحمل كل هذا الالم وحدها !

عادت ميرال من عالم شرودها على نبرات نارفين و هى تتساءل بعدما خرج كلاهما من الشركة

( اين سوف نذهب ... هل سوف نذهب الى منزله ام أنكِ بحثت هناك ؟! )

لحظة واحدة فقط هى التى مرت عليهم و قبل ان تردف ميرال بحرف واحد فقد كانت كل منهم قد تسمرت بمكانها و تلك السيارة الضخمة تقف أمامهم بسرعة لم يستطيعون استيعاب اى شئ منها و نظراتهم تقع على هؤلاء راجال الذين ظهروا من داخلها !

لم تشعر ميرال بجسدها سوى و هو يرتطم بالارض اثر حركة و احدة من أحد هؤلاء الرجال ... لكن صدمتها بدأت تتلاشى مع صراخ نارفين التى كانت تحاول ان تُقاوم بشكل هستيري ... لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل لتجد جسدها يُلقى داخل هذه السيارة و صراخ ميرال باسمها يصدح بالارجاء !

حاولت ميرال النهوض غير ابية لهذا الجرح الذى وقع على ذراعها اثر ارتطام جسدها بالأرض ... فقد كان ارتجافها و صدمتها هم الأعظم .... أخذت تمسح على ملامحها تردد بهستيريا

( يااالهى ... يااالهى نارفين ... ماذا أفعل ؟! )

و كأن هناك مارد قد مسها ... لتعود لتجثوا جانب حقيبتها التى سقطت منها و كفها تبحث عن هاتفها بارتجاف حتى استطاعت ان تعثر عليه و بانامل مرتجفة بدأت تخط أرقام هاتف أردال لتصدح نبراتها بذعر عندما شعرت بانفتاح الخط

( أردال ... ساعدنى نارفين .... ياااالهي لقد .... لقد اختطفت !!! )

نهاية الفصل السادس عشر

اتمنى الاحداث تكون عند حسن ظنكم
ملحوظة الفصل مش قصير هو اااه اقل من اللى فات بس انا كمان اللى قللت عدد المشاركات 😍😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء