الموضوع: وعد بلا رحمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-20, 11:12 PM   #49

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع :
****************

انتفض جاسم بجلسته و التفت اليها .. بينما هدأ السائق من سرعة السيارة حتى وقف بها فقالت له بإمتنان :
- متشكرة جدا .. بس خمس دقايق و هرجع تانى .

ثم فتحت الباب و ترجلت مسرعة .. عبرت الطريق و جاسم يتابعها بعينيه متعجبا حتى رآها تقترب من محل للبقالة .. إبتاعت زجاجة ماء و بعض المأكولات الخفيفة و عبرت الطريق مجددا و لكنها تابعت سيرها حتى وقفت أمام رجل مسن يعمل عامل نظافة للطرق .. إبتسمت له بمداعبة و تحدثت معه قليلا و جاسم يقتله الفضول لمعرفة حديثهما الذى جعل الرجل يبتسم بهدوء .. حتى أعطته وعد الماء و الطعام .. فكانت سعادة الرجل لا توصف وقد إتسعت إبتسامته وهو يأخذ منها الأشياء ولم تكتفى بذلك بل و ضعت يدها بحقيبتها و أخرجت شئ و أعطته له بيده .. و ربتت على كفه بحنو .. فسر جاسم ما أعطته له على أنها مساعدة مالية لتنفرج شفتيه عن إبتسامة عاشقة لتلك الملاك التى تسير نحوه وهى ترمقه ببرود قاسى حتى صعدت السيارة مجددا بهدوء .. ليصعد هو الآخر و قال للسائق :
- إطلع يا أسطى .

لم يتخلى عن إبتسامته و هو يتذكر موقفها الإنسانى الذى لم يخطر على باله من قبل .. تنفس مطولا وزفره على مهل وقال بنفسه :
- إيه البت دى ملاك .. ﻷ دى جنية ناوية تسحرنى و تخلينى أدوب فى كل تفاصيلها .. عمرى ما قابلت واحدة زيها فى حياتى .. ملكت قلبى و بقا ليها لواحدها .. و لازم قلبها يبقى ليا لواحدى حتى لو هجرحها وأذيها بس مش هسيبها تبقى لحد غيرى .. إن شاالله أقتلها وأقتل نفسى بس تكون ليا وبس .. هى ملكى أنا .. بتاعتى أنا غصب عن أى حد .

خرج من شروده على تباطئ حركة السيارة و السائق يصفها بجوار دار الأيتام .. مدت وعد يدها بالأجرة للسائق .. فرمقها جاسم بنظرة جعلتها ترتجف و تعود بيدها لجوارها .. بينما أعطى جاسم السائق أجرته وترجلا بهدوء .. وقف جاسم أمامها وقال بإستعطاف لا يتناسب مع رجولته الظاهرة للعيان بجسده الضخم و صوته الأجش :
- أنا آسف يا وعد .. صدقينى أنا عمرى ما إعتذرت من حد قبل كده .. وعارف إنى زودتها معاكى .
أومأت له برأسها وقالت بهدوء رزين :
- حضرتك عندك حق فى اللى قولته .. أنا اللى حطيت نفسى فى موقف محرج .. و دلوقتى خلينا فى اللى إحنا جايين علشانه .
هز كتفيه فى حركة طفولية و عقد ذراعيه أمام صدره وقال :
- ﻷ .. مش هندخل غير لما تقوليلى إنك سامحتينى ومش زعلانة منى .
إبتسمت بتلقائية على حركاته الطفولية و قالت وهى ترمقه بتعجب :
- أنا مش زعلانة منك .. يالا بينا .
مد لها ذراعه لتتقدمه .. فزادت إبتسامتها فشرد بغمازتيها و فمها الذى يشعل بداخله نيران لم يشعر بها من قبل مع أى أنثى عرفها .. دخلا للدار وإصطحبهما عامل الأمن لمكتب المديرة التى رحبت بهم بحفاوة بعد علمها بهوية جاسم و أنه إبن فضل رحال أكبر رجال الأعمال بدمياط و أغناهم .. وبالفعل تحققت نبوئتها بعما قدم لها جاسم شيك بمبلغ مالى كبير تخطى أحلامها .. بينما عرضت وعد عليها فكرتها فى توفير فرص عمل للفتيات بعد خروجهم من الدار .. و توفير المسكن والأسر البديلة لهم .. فقالت لها المديرة بفرحة :
- مش عارفة أشكركم إزاى .. يا ريت كل الناس زيكم و يبقى فى عدالة إجتماعية للكل .
إستندت وعد بمرفقها على مكتبها وقالت بقوة و ثقة :
- أنا بعد إذنك طبعا حابة أتعرف عل البنات اللى قربوا يخرجوا علشان أقدر أحدد إهتمامتهم و ميولهم و أوفر لكل بنت شغل تحبه و سكن آمن .
أومأت المديرة رأسها بتفهم وقالت بموافقة :
- طبعا يا فندم من حقك .. و قرب السن بينكم هيخليكى تقدرى تقربى منهم بسهولة .. أنا دلوقتى هعرفك على خمس بنات قدامهم أسابيع بسيطة و يتموا السن القانونى و يخرجوا من الدار .
رفعت سماعة هاتفها و طلبت من سكرتيرتها أن تحضر إليها الخمس فتيات .. بعد قليل إنتبهوا على طرقات على باب الغرفة فقالت المديرة بصوت عالى :
- إدخل .
دلفت الخمس فتيات للغرفة .. فقالت المديرة بإبتسامة هادئة :
- هما دول يا آنسة وعد البنات .. تقدرى تتعرفى عليهم .
مررت وعد عينيها على الفتيات لتجدهم فى عالم آخر و قد تعلقت عيونهم بذلك الوسيم الجالس أمامها .. أخفت إبتسامتها وقالت بنفسها :
- البنات عينهم هتطلع على جاسم .. الحمد لله إن مالك مجاش معايا كان زمانى دلوقتى هادة الدار على دماغتهم .
ثم توقفت عينيها على تلك الساحرة .. و التى لم ترى بجمالها من قبل .. قطة .. قطة منزلية مرفهة بتلك العيون الفضية و بياضها الناصع و شعراتها البنية المنسدلة على ظهرها بتموجات ساحرة .. إلتفتت وعد لجاسم فوجدته يتطلع بتلك القطة السيامى .. فأردفت قائلة بنفسها مجددا :
- لتانى مرة بحمد ربنا إن مالك مش معايا .. أنا متأكدة إنه كان هيعجب بيها زى الباش مهندس .
إرتسمت إبتسامة جانبية على ثغره وهو يحول مقلتيه لوعد فوجدها تحدجه .. بينما علمت هى أن تلك الإبتسامة خاصة بها وتأكدت عندما وجدته يتطلع إليها بقوة نافذا لروحها .. لا تعلم سر تلك النظرات التى تسلبها إرادتها وتجعلها لا تحيد بعينيها عنه ...
ربما لم تهتم لنظراته لتلك القطة الجميلة و لكنها قارنتها بنظراته إليها فكانت الرابحة بلا أدنى شك فتلك اللمعة بعينيه تجاهها جعلتها توقن أنها أجمل من تلك القطة وهى تعلم أن ما تخفيه تحت حجابها و ملابسها الفضفاضة أكثر بكثير مما تظهره تلك القطة ......
شعور غريب بالإنتشاء ملأها .. ربما غذى جاسم بنظراته غرورها و أنوثتها فأصبحت ممتنة لتلك الشباك السوداء التى كلما تطلعت بها أسرتها بقوة و أصبح الفكاك منها أمر صعب ومرهق .. و لكنها قاومت و وقفت و إقتربت من الفتيات و صافحتهم بود لكسب صداقتهم و تعرفت عليهم واحدة تلو الآخرى .. حتى وقفت أمام تلك القطة السيامى كما أطلقت عليها بداخلها و صافحتها بإبتسامة إعجاب متأملة عينيها الرمادية عن كثب و سألتها برقة :
- إسمك إيه يا قمر .
أجابتها الفتاة وهى تبادلها إبتسامتها :
- إسمى لمى .
رفعت وعد حاجبيها بإعجاب شديد على الإسم و صاحبته و قالت بمداعبة :
- يعنى قمر و جميلة و كمان إسمك لمى .

زادت إبتسامة الفتاة و شكرتها قائلة :
- شكرا .. عنيكى اللى حلوة .
تراجعت وعد بعض خطوات للخلف وقالت للفتيات بحماس :
- أنا هاجى أزوركم دايما و أتمنى نكون صحاب .. و إحنا هنوفر ليكم بعد ما تخرحوا من الدار حياة مستقلة و قوية هنوفر لكم وظائف محترمة و سكن آمن و مش هنخليكم محتاجين حاجة لغاية ما تتجوزا وتبنوا حياتكم .
شكرتها الفتيات و قالت إحداهن بتقدير :
- متشكرين جدا يا آنسة وعد .. و إحنا اللى نتمنى نبقى صحابك .
إبتسمت وعد براحة وقالت بطيبتها المعتادة :
- إن شاء الله .
أشارت لهن المديرة بالإنصراف .. فتركوهم وخرجوا بينما عادت وعد لمقعدها و هى تبتعد بعينيها عن ذلك المحاصر لها بنظراته والتى باتت تخشى تفسيرها .. وجهت حديثها للمديرة وطلبت بهدوء متزن :
- إن شاء الله لو سمحتيلى حضرتك حابة أجى أتعرف عليهم كويس .
أومأت المديرة رأسها بقوة وقالت موافقة :
- طبعا يا فندم تقدرى تيجى فى أى وقت و إحنا تحت أمرك .
خرج جاسم عن صمته و قال بوعد :
- و أنا بوعد حضرتك إن كل شهر هيوصل لحضرتك شيك بمبلغ مالى مساهمة من شركة رحال للدار .. بس بتمنى من حضرتك محدش يعرف علاقة شركة رحال بالدار .. دى حاجة بينا و بين ربنا .
أجابته للمديرة وهى ترتدى نظارتها الطبية :
- طبعا يا فندم .. متفهمة حضرتك .
وقف جاسم و صافحها قائلا بإمتنان :
- فرصة سعيدة يا فندم .. و حابب أشكر حضرتك على مجهودك فى الدار بجد حاجة تشرف .
- أنا اللى ليا الشرف يا باش مهندس .
صافحتها وعد أيضا و خرجوا من مكتبها .. أثناء سيرهم إستمعت وعد لهمهمات النساء حولها على جاسم .. فسألت نفسها بتعجب :
- شوفى البنات هيموتوا على جاسم إزاى .. على إيه يعنى ده عادى جدا .. هو صحيح أسمرانى و طول بعرض و شوية عضلات و ملامحه حادة بس وسيم شوية برضه .. عموما أنا مالى .
خرجوا من الدار فسألها جاسم بفضول :
- هترجعى معايا الشركة ولا هتروحى رأس البر .
تطلعت لساعة يدها و طالعته و هى تقول بإرهاق :
- ﻷ هروح بقا أساسا ميعاد الشغل عدى من فترة و أنا تعبت النهاردة .. هركب مواصلات و أرجع أنا .
عقد حاجبيه نافيا ما قالته وقال بحدة :
- مواصلات إيه .. أنا هوقفلك تاكسى طبعا .
وبدون أخذ رأيها أشار لسيارة أجرة .. فوقفت أمامهم فدنا من السائق و سأله ثم إعتدل فى وقفته و فتح لها الباب الخلفى و قال بصوته الرخيم لفرض سيطرته عليها :
- إركبى يالا .
وما أن فتحت فمها لتعترض سبقها هو و قال بنظرات محذرة باتت تخيفها :
- إركبى بهدوء لو سمحتى .
أغلقت عينيها بنفاذ صبر من تحكماته و زفرت بضيق و قالت بعبوس :
- حاضر أى أوامر تانية .
إبتسم وهو يتابع غضبها اللذيذ و قلد نبرتها الغاضبة ساخرا و قال :
- ﻷ مافيش أوامر تانية .
صكت أسنانها بقوة و صعدت السيارة بصمت و أغلقت ورائها الباب فوجدته يصعد السيارة بجوار السائق .. و أمره بالتحرك فرفعت حاجبيها بتعجب وسألته :
- هو حضرتك رايح فين .
أجابها ببرود مستفز وهو يتطلع بالطريق أمامه مستمتعا بنغمة صوتها الناعمة مثلها :
- هوصلك و هرجع .

- نعم ؟!!!!!
قالتها بدهشة غاضبة و هى لا تملك أى تفسير عن تصرفاته الغامضة معها .. و لكنه قال بنفس النبرة الباردة :
- زى ما سمعتى هوصلك وهرجع .
و أخرج هاتفه وعبس به قليلا متجاهلا تزمرها و ضيقها .. ولكنه كان يتابعها فى المرآة الجانبية للسيارة فبعث لها رسالة على هاتفها فحواها :
- عوزانى أسيبك مع سواق التاكسى لواحدك .. هو إحنا آه شباب بنلبس بناطيل مقطعة و رافعين شعرنا زى لاعيبة الكورة بس ولاد بلد و نفهم فى الأصول .

و أرسلها .. إنتبهت على رنين هاتفها بوصول رسالة فتطلعت به فوجدتها منه .. رفعت رأسها نحوه بتعجب .. ثم عادت برأسها للهاتف و فتحت رسالته و قرأتها .. فإبتسمت بخفوت و ردت عليه :
- ما إحنا كمان بنات رجالة قوى ولو حسينا بغلط بنطرطش زلط .
و أرسلتها له .. إهتز هاتفه بيده فوجدها رسالة منها ففتحها و قرأها ليدخل فى نوبة ضحك عالية .. تطلع إليه السائق بتوجس .. بينما أخفت وعد إبتسامتها و عاد هو ليرد عليه برسالة جديدة :
- شوف إزاى .

و أرسلها و إنتظر عاصفة غضبها .. فتحت هى الرسالة و قرأتها لتشتعل عينيها بضيق ثم ردت بقوة ساخرة :
- شوفت بقا .. قول إنت يا باسط هتلاقيها هاصت .
وأرسلتها فقرأها ليعود لضحكه مجددا و كتب :
- يا باسط يا رب .
و أرسلها و لكنها إكتفت ولم ترد عليه .. و إستمر صمتهم طوال طريقهم الطويل و لكن إبتسامتهم العابثة ظلت مكانها و جههم ......

.................................................. .................................................. .
.......................

وصل سامر بسيارته أسفل شركة علا .. و وقف فى المرآب فى إنتظارها .. ترجل من سيارته و جلس على مقدمة سيارتها حتى رآها تتقدم نحوه وهى تحمل بعض الملفات الثقيلة التى تلهيها عن رؤيته .. ولكنها إعتدلت فى سيرها فرأته أمامها .. رمقته بنظرة غاضبة و قالت بعبوس :
- إنت .. إنت بتعمل إيه هنا .
تطلع إليها بشوق وهو يطوف بعينيه على وجهها ثم قال بهدوء :
-بستناكى .
فتحت السيارة ووضعت بها الملفات و أغلقت بابها بقوة و إلتفتت إليه بقوة و قالت ساخرة :
- و بتستناتى ليه إن شاء الله .. لعل السبب خير .
قفز من على سيارتها و وقف أمامها و قال بغمزة من عينيه :
- وحشتينى .
إبتلعت ريقها بتوتر .. وهى تذوب داخل عينيه الزيتونية التى تعشق لونهم .. ثم تمالكت و قالت بضيق :
- صدقنى آخر ما هزهق هعرف جاسم إنك بتضايقنى و ساعتها هتخسروا بعض .
إبتسم بسخرية و إقترب منها و هو مازال يتطلع داخل عينيها ثم قال هامسا :
- هتقوليله إيه .. كنا بنحب بعض و أنا إتجوزت و سبتوا .. ودلوقتى هو بيطاردنى .
أشاحت بوجهها عنه و زفرت بضيق ثم عادت بعينيها تطالعه بنظرات نارية من شدة غضبها .. لتقابلها نظراته العابثة الواثقة .. فرفعت سبابتها أمام وجهه و قالت بتحذير :
- إوعى تفتكر إنك بكلامك ده هتخوفنى .. ﻷ .. أنا أقدر أقوله كل اللى إنت قولته ده ولا يهمنى .. حتى لو هتبقى النتيجة إنى آخد بنتى و أرجع شقتى تانى لوحدى .
تخلت عينى سامر عن الهزل و طالعها بشفقة ثم قال بندم :
- آسف لو قولت حاجة زعلتك منى .. بس أنا هموت عليكى يا علا ما سبتش حد السنين اللى فاتت غير و سألته عنك .. كنت بستنى سيرتك تيجى فى كلام جاسم علشان أطمن عليكى .. ريحى قلبى بقا .. زعقيلى و إضربينى لو عاوزة بس إرجعيلى أنا تعبت .
كانت علا تذوب مع صوته و نظرات العشق بعينيه .. و لكنها قالت ببرود :
- خلصت كلامك .. مع السلامة .
و فتحت باب السيارة لتصعدها ولكنه أغلقه وقال بغضب :
- إنتى إيه .. لوح تلج مش حاسة بالنار اللى جوايا .. بقولك هموت عليكى و نفسى تبقى ليا .
تعلم جيدا أنها لو إستمرت فى وقفتها معه ستنهار بسهولة أمامه وتعلن إستسلامها له ..و تعترف له بأنها تريده أكثر منه .. و تشتاق إليه كل ثانية تقضيها بدونه و لكن كبريائها و عزة نفسها تمنعها من الضعف أمامه بعدما تركها فى الماضى لصديقه بمنتهى اليسر لمجرد أنه لا ينوى خسارته .. ومع تدفق الذكريات المؤلمة أمامها عادت لقوتها و قالت بسخرية قاتلة :
- كلامك بقى مستفز بشكل .. أنا مش عاوزاك إفهم ده كويس .. بعد طارق مش هحب حد لأنى معاه عرفت الحب اللى بجد .. كان حبيبى و أبو بنتى و جوزى .. فاهم يعنى إيه جوزى .. و بعده ما فيش حد هيدخل حياتى .
إبتسم بسخرية فهو يعلمها أكثر من نفسها ويرى تأثيره عليها بسهولة رغم تلك القشرة الصلبة التى تظهرها له .. فدنا منها و قال بثقة :
- ولا يفرق معايا بنص جنيه من قرطاس كلامك الفارغ ده .. إنتى متأكده إن قلبك ما دقش غير ليا و بس ممكن تكونى إديتى لطارق كل حاجة .. بس قلبك ليا أنا و أنا متأكد من اللى بقوله .
ضحكت ضحكة عالية ساخرة تدارى بها أنه صادق بكل حرف قاله .. بعد لحظات تمالكت وقالت من بين ضحكاتها :
- تصدق بالله أوقات بتصعب عليا .
تنهد سامر مطولا و قال و هو يتطلع إليها بهيام و ألم :
- إحساسى معاكى مخلينى متأكد إنى جوة فى قلبك و عنيكى ما بتقدرش تكدب عليا .. ورغم كده أنا هعملك اللى إنتى عاوزاه و هبعد عنك و هسمع كلام أمى و هلاقى بنت الحلال اللى تبقى مراتى و تدينى اللى محتاجه منك .. بس رغم كده قلبى هيفضل معاكى إنتى .
إرتفع حاجبيها بذعر وهى تستمع لكلماته المؤلمة .. حتى أردف قائلا :
- حبك هو الهوا اللى بتنفسه .. حبك بيطمنى و بيخلينى حاسس إنى عايش و بتنفس .. بس برضه مش هذل نفسى ليكى أكتر من كده .

ثم رفع كفه ناحية وجهها و مرر أنامله بالهواء على صفحة وجهها كأنه يرسم ملامحها داخل قلبه فى حركة قديمة بينهما ليشعر كأنه يتلمسها .. زادت دقات قلبها وهى تراقب حركته القديمة .. فهوى قلبها تحت قدميها .. وعينيها تتبعه حتى إنطلق بسيارته بهدوء تاركا خلفه علا فى أضعف حالتها .. صعدت سيارتها و قادتها مسرعة و هى لا تشعر بشئ حولها .......

ظلت كلماته تدور برأسها .. سيتزوج .. سيصبح ملك إمرأة غيرها .. ستعيش كل ما مر به أثناء زواجها .. هل جاء الوقت لتذوق ولو قليلا مما أذاقته له بسبب عندها و تكبرها .. و لأول مرة تسأل نفسها لماذا وافقت على الزواج من طارق .. لم تجد إجابة سوى للإنتقام من سامر و التشفى بعذابه .......

عليها منذ الآن التحلى بالصبر و القوة .. لأنه ببساطة سيتزوج .. قلبها يلومها على إستمرارها بعندها و إنتقامها الواهى الذى آذاها و عذبها أكثر من عذابه هو .. فهى من رميت نفسها فى نار زواج من شخص لا تحبه .. بل و يجب عليها أن تبادله حبه و تعطيه من مشاعرها و حياتها و جسدها أيضا .. رغم بقاء قلبها على عهده القديم لحبيبه الوحيد .. كانت تنمزق كلما ذكره طارق أمامها .. و كلما قص عليها أنه على بداية علاقة مع فتاة جديدة .. ثم يخبرها أنه تركها لتعود لفرحتها أنه لن يكون لغيرها .. و ها هو الآن يستسلم مثلها و يقرر أن يرمى نفسه بالنار مثلما فعلت هى .....

كففت دموعها التى إنسابت على وجنتيها و هى تصف سيارتها أمام روضة إبنتها ريتال .. و ترجلت منها و دلفت للداخل لتجد ريتال جالسة بمفردها تضع يدها أسفل وجنتها بملل .. فإقتربت منها و قالت بحنان :
- حبيبة ماما زعلانة منها علشان إتأخرت عليها صح .
رفعت ريتال وجهها ناحية علا بغضب و قالت بعصبية :
- الولاد كلهم روحوا و أنا ﻷ .. حتى مس روضة مس موجودة و أنا زهقت .
حملتها علا و ضمتها لصدرها و قالت بأسف :
- أنا آسفة وهحاول بعد كده أجى بدرى أخدك .. خلاص متصالحين .
ضمتها ريتال إليها و قبلتها و قالت بمشاغبة :
- خلاص متصالحين .. بس هنتغدى عند ماك .. ok .
أومأت علا برأسها وقالت بموافقة على طلبها :
- تحت أمرك يا أميرتى و كمان هنشترى لعبة جديدة .
صفقت ريتال بيديها وقالت بفرحة :
- حبيبتى يا مامتى .. أنا بحبك قوى .
قبلتها علا مجددا و هى تتأمل ملامحها التى تذكرها بطارق دائما .. فقد ترك لها قطعة مصغرة منه لتظل تتذكره و تتذكر حنانه وحبه لها .. و لكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها و وضعت ريتال بالمقعد المجاور لها بالسيارة و وضعت لها حزام الآمان .. و أغلقت الباب و إلتفت حول السيارة و ركبت خلف المقود وهى تبتسم بوجه صغيرتها المبتسمة إليها ببرائه .. فلتنسى سامر و طارق و نفسها لو قضى الأمر من أجل تلك الصغيرة والتى هى أغلى ما تملك بالحياة .


.................................................. .................................................. .............
........................

وصلت أخيرا السيارة الأجرة لوجهتها أمام شاليه وعد .. ترجلا منه و إنطلقت السيارة مغادرة تطلعت وعد بجاسم متعجبة و سألته بتلقائية :
- هو حضرتك مش هترجع معاه .
وضع جاسم كفيه فى جيبى بنطاله الجينزى و طالعها بإبتسامة مشاغبة وقال بلوم :
- ده إنتى بخيلة بشكل .. طب قوليلى إتفضل إشرب كوباية ماية أكيد ريقك نشف من الطريق .
عضت وعد شفتها السفلى بحرج وهى تبتسم بخفوت و طأطأت رأسها بخجل و قالت :
- آسفة والله .. طبعا إتفضل .. أهلا .
رد جاسم مسرعا :
- إن شاء الله هنبقى أهلا و قريب .
عادت لها ملامحها المتعجبة من كلماته المبهمة .. ثم تطلعت إليه بنظرات ثاقبة وهى تسأله بترقب :
- إحنا دلوقتى بره نطاق الشغل .. فا أقدر أتكلم مع حضرتك براحتى مش كده .
أومأ برأسه و هو يبادلها نظراتها الثاقبة ثم قال بثقة :
- قولى اللى إنتى عوزاه ما تقلقيش .
عقدت وعد ذراعيها أمام صدرها و قالت بقوة :
- ليه دايما فى كلام حضرتك و نظراتك حاجة مش قادرة أفهمها .. لو حابب تقولى على حاجة معينة قولى على طول لو سمحت .
إقترب منها فى خطوتين و هو يقول بمكر :
- أنا ماليش فى اللف والدوران و لما أحب أقول حاجة بقولها على طول .. وبرضه لو عاوز حاجة مافيش حاجة فى الدنيا تمنعنى عنها .
لم تحصل وعد على إجابة شافية لسؤالها ولكنها تغاضت عن تلميحاته التى بدأت تتضح إليها .. قطع نظراتهم المحتدة والمتأهبة ظهور عمرو و هو يرحب بجاسم بعدما صافحه قائلا بإمتنان :
- يا أهلا وسهلا .. نورت الدنيا يا جاسم .. مش عارف أشكرك إزاى إنك ما سبتش وعد لوحدها .
أجابه جاسم بنظرة معاتبة وهو يقول بإستياء :
- لو سمحت ما تعملش بينا فرق .. و أنا ما كنتش هطمن عليها لو رجعت لواحدها .
نظرت إليهم وعد بيأس وقالت بنبرة محتدة :
- هو إنتوا ليه دايما بتعاملونى على إنى طفلة صغيرة لازم حد يوصلنى وحد يرجعنى .. أنا دلوقتى مديرة مكتبك يا باش مهندس .. تعرف يعنى إيه .. يعنى أنا بساعدك فى إدارة شركة من أكبر الشركات فى دمياط .. ياريت تثقوا فيا زيادة شوية .
جذبها عمرو إليه بقوة و ضمها بكتفه و قبل مقدمة رأسها و قال ساخرا :
- قولى اللى إنتى عوزاه بس هتفضلى فى نظرى البنوتة الصغيرة بتاعتى .
إبتسمت وعد رغما عنها وقالت بعبوس مزيف :
- بس برضه يا أستاذ عمرو هتتعاقب .
صفع عمرو جبهته بقوة و قال برجاء :
- ﻷ .. عقاب ﻷ .. و باعدين جاسم هو اللى صمم يوصلك لهنا عاقبيه هو بلاش أنا أنا عريس و غلبان والله .
عقد جاسم حاجبه متعحبا و سألهم بفضول :
- هى هتعاقبك إزاى يا عمرو .
أجابه عمرو وهو يرسم على وجهه ملامح المقهور قائلا :
- هتخلينى أجيبلها أيس كريم وشوكولاتة بكل الفلوس اللى معايا .
ضحك جاسم ضحكة عالية وهو يلتهمها بعينيه ثم دنا منها وهو يقول ساخرا :
- و زعلانة إننا بنوصلك و خايفين عليكى .. ﻷ و مأموصة قوى إننا بنعتبرك صغيرة و إنتى صغيرة فعلا .. لسه بتاكلى أيس كريم و شوكولاتة .
إزدادت حركة شفتيها إمتعاضا و هى تهز ساقها قائلة بغضب :
- فيها إيه يعنى لما آكل أيس كريم .. يعنى إنت مش بتاكله .
وقفت سيارة مالك بجوارهم .. فإلتفتوا إليه حتى صفها و ترجل منها قائلا بإبتسامته الهادئة :
- إنتوا سبقتونى .. ده أنا جاى بسرعة علشان ألحق جاسم قبل ما يمشى .
صافحه جاسم مصافحتهم المعتادة و قال بإبتسامة هادئة :
- أنا ما كنتش همشى غير لما هاخدك .. ورايا سبق و عاوزك معايا .
أشار إليه مالك للصعود معهم حتى يتناول غدائه و يبدل ملابسه و ينطلق معه .. صعدوا جميعا و جلسوا بالشرفة الواسعة .. فأشار مالك لوعد بحاجبيه أن تقف ليخاطبها .. و بالفعل وقفت مستندة على سور الشرفة و وقف مالك بجوارها متأملين البحر بهدوء .. حتى قال لها مالك بهمس مثير :
- وحشتينى .
إبتسمت شفتيها بهدوء ثم تطلعت إليه للحظات قليلة .. و تركته و إلتفتت لتجد جدتها أمامها .. فإحتضنتها قائلة بمداعبة :
- و حشتينى يا إمتثال .
كل هذا و جاسم يشتعل من غضبه بينما يبتسم لعمرو و يبادله حديثه .. حتى إنتبها على قدوم إمتثال ناحيتهم .. وقف جاسم مسرعا و مد يده إليها فصافحته و ربتت على كفه و قالت بإمتنان :
- شكرا يا إبنى إنك عطلت نفسك و جبتها لغاية هنا .
رد عليها جاسم و هو يتطلع بوعد :
- لا عطلة ولا حاجة .. بس واضح كده إنكم كلكم بتعتبروها طفلة صغيرة .
إشتعلت عينى وعد و قالت بغيظ :
- كده يا إمتثال حتى إنتى .
بحثت إمتثال فى الأرضية وهى تقول بتهديد :
- برضه هتقولى إمتثال .. مين اللى شال الشبشب من هنا .
وضعت وعد كفها على فمها و قالت وهى تضحك بشدة :
- بتدورى على إيه بس .. الشبشب فى رجلك يا إمتثال .
إنحنت الجدة قليلا و إلتقطت حذائها بسرعة عالية و صوبته بسرعة أكبر ناحية وعد التى ركضت و إحتمت بباب الشاليه الخاص بهم .. ثم أطلت برأسها و قالت ساخرة :
- ما جتش فيا .
صاحت بها الجدة بغضب وهى تقول :
- متستفزنيش هجيلك .
خرجت وعد و وقفت أمامها وهى منهارة من الضحك و تطلعت إليها ببرائة كجرو صغير يريد شيئا و قالت بنبرة دلال :
- أنا جعانة قوى يا تيتة .. تصدقى إنى ما أكلتش من الصبح .
شهقت الجدة بصوت عالى و سألتها بقلق :
- ما أكلتيش حاجة خالص .
زمت و عد شفتيها بطفولة وقالت :
- ما أكلتش حاجة خالص مالص .
كل هذا و مالك وجاسم يذوبان مع دلالها المثير كالمثلجات التى تعرضت لفرن ساخن فجأة .. حك جاسم ذقنه بإستثارة و قال بداخله :
- خالص مالص .. و حياة أمى لو ما شالوها من قدامى لهرتكب فعل فاضح فى الشاليه العام .
تطلعت وعد حولها وسألت بتعجب :
- هما البشر اللى هنا فين .
أجابتها الجدة مسرعة :
- طنطك آمال نايمة .. و روان بتساعدنى فى الغدا .. و عمك سراج وروضة بيتغدوا بره .
أومأت وعد برأسها و قالت بإرهاق :
- أنا هدخل أغير هدومى و هصلى و هاجى أساعدكم .
ثم إلتفتت برأسها لجاسم و قالت بلهجة حازمة لا تقبل النقاش :
- حضرتك هتتغدى معانا ومش عاوزة أى إعتراض علشان ما تقولش عليا بخيلة .. و أنا بنفسى اللى هحضره مع تيتة وروان .
ثم لم تعطه فرصه للرد و إنطلقت مختفية عنه داخل الشاليه .. بينما زفر مالك وجاسم بقوة نافثين تلك النيران التى تأججت بداخلهم من تلك الزوبعة المثيرة .. فسألهم عمرو بتعجب :
- إنتوا حرانين للدرجة دى .
لم يأته رد منهما بينما دلف مالك للإغتسال حتى تهدأ نيران قلبه المشتعلة و إرتدى ملابسه و خرج ليساعد الجميع فى وضع الطعام على الطاولة التى بالشرفة .. بينما أكلت السيدات بالداخل .
بعد تناولهم للغداء .. أعطت إمتثال العصير و الحلويات لوعد لإخراجهم .. فقالت وعد بتذمر :
- ما تخلى روان هى تخرجهم .
جففت روان يدها بمنشفة المطبخ و قالت بسعادة ساخرة :
- هاتيهم أنا هخرجهم و إنتى تعالى إغسلى الأطباق .
شهقت وعد بذعر و قالت مسرعة بإبتسامة صفراء :
- و تتعبى نفسك ليه أنا هخرجهم .. قال أغسل الأطباق قال .. و ضوافرى يا ماما .
ثم حملت الصينية و خرجت .. دنا مالك من جاسم و قال غامزا بعينه بمكر :
- سبق النهاردة وراه بنت جديدة صح .
وقفت وعد لثانية وهى تستمع لكلمات مالك و إنتظرت رد جاسم الذى جاء سريعا وهو يقول بحزم :
- ﻷ طبعا .. إنت تعرف عنى كده .
ضحك مالك ضحكة عالية و قال مازحا :
- ده إنت أبو كده .. و أم كده .. و عيلة كده كلها .
فقال له عمرو ساخرا :
- كلنا كنا كده .. بس لما بنلاقى الحب اللى بجد بنمسك فيه بإدينا و أسنانا .. و نعمل المستحيل علشان نحافظ عليه .
هام كلا منهما بكلمات عمرو .. حتى ظهرت أمامهما وعد التى و ضعت الصينية أمامهم و قالت بإبتسامة خافتة :
- إتفضلوا .
قدم عمرو لكل منهم كوبه و قال لوعد :
- شكرا يا دودو .. تسلم إيدك .
أومأت برأسها و عادت للداخل .. إلتفت جاسم لمالك و قال بحسم :
- قوم إلبس بقا يا مالك خلينا نمشى بدرى .
إرتشف مالك من كوب العصير .. ووقف مسرعا و قال بحماس :
- خمس دقايق وتلاقينى قدامك .
و بالفعل إرتدى مالك ملابسه فى عجاله و خرج لجاسم الذى وقف ما أن رآه و إنطلقا سويا .. فى سيارة مالك .. كان الصمت حليفهم على غير العادة فقطع مالك تلك الحالة وقال بإبتسامة هادئة :
- جاسم .
أجابه جاسم بشرود وهو يتطلع للطريق بينما بقى عقله و قلبه عند جنيته الساحرة :
- ها .
إمتعض وجه مالك و قال بعصبية :
- ما تبصلى يا عم و أنا بكلمك .
إلتف جاسم بجسده ناحية مالك و قال بملل :
- أدينى بصيت .. قول يا قوال .
ولى مالك بنظراته متابعا الطريق ثم تنهد مطولا و قال :
- طلع عندك حق أنا بحب وعد .
أطبق جاسم عينيه بقوة و هو يكبت بداخله غضب ينهش بعظامه .. ثم فتح عينيه و سأله من بين أسنانه :
- و هى .
نظر إليه مالك وفى عينيه مزيج من الفرحة والعشق و قال :
- هى كمان بتحبنى .. و هنتخطب قريب إن شاء الله بس محتاج أجمع شوية فلوس علشان الشقة و الفرش و الشبكة و كده .
عاد جاسم بعينيه للطريق و فكر قليلا حتى لمعت عينيه بفكرة شيطانية ظلت تدور وتدور داخل عقله حتى إكتملت .. ثم إلتفت لمالك مجددا بلهفة و قال له ببرائة لعوب :
- طب واللى يحللك مشكلتك دى فى شهر .
قطب مالك جبينه بدهشة و سأله مستفهما :
- قصدك إيه ؟!!!
إبتسم جاسم إبتسامة شيطانية و هو يرى مالك يقع فى فخه بسهولة .. ثم قال بنبرة معللة :
- أنا محتاج حد يسافر رومانيا لمدة شهر تقريبا ..هيلف هناك على كل موردين الخشب لينا و يلاقيلى أنسب سعر و أفضل الأنواع .. لأنى زهقت من خافيير و بنته .. و مش هلاقى أحسن منك للسفرية دى و المبلغ اللى هتوفره لينا ليك منه نسبة ما تتخيلهاش و بكده تقدر تشترى الشقة و إنت حاطط رجل على رجل .
شرد مالك قليلا فيما قاله جاسم .. ثم لمعت عينيه بفرحة فهو على أول الطريق المؤدى لحبيبته و الذى يبدو أنه بإقتراج جاسم قد أصبح الطريق السريع .. لم يفكر أكثر و أجاب جاسم بحسم :
- موافق طبعا .. بس بعد فرح روان و عمرو .
أومأ جاسم برأسه وهو يبتسم إبتسامة شيطانية و قال بهدوء :
- ما عنديش مانع طبعا .. جهز إنت الباسبور و الفيزا و سيب الباقى عليا .. و هخلى معاك هناك مترجمة أنا أعرفها ليها أصول عربية هتساعدك كتير .
ربت مالك على ذراع جاسم و تطلع إليه بإمتنان وشكر و قال :
- ربنا يخليك ليا يا صاحبى .. عمرى ما هنسى معروفك ده .
لوهلة إنتفض ضمير جاسم يذكره بأن مالك أعز الناس لقلبه .. فها هو يخسره من أجل رغبة غبية .. ثم نفض تلك الأفكار المحبطة من داخله و قال بحدة :
- ما تسوق بسرعة شوية .. إيه الملل ده .

زاد مالك من سرعة سيارته وهو يبنى عشه السعيد مع حبيبته بخياله .. تطلع بالسماء يشكر ربه على خروجه من ذلك المأزق الذى أرهقه الفترة الماضية ...........
بينما لمعت عيني جاسم و إبتسم بخفوت على ما جال به خاطره .. فها هي تقترب منه و ما سيفعله سيقلب الموازين و تصبح جنيته .. له .......
.................................................. .................................................. .................
.........................

قراءة ممتعة ......


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً