عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-20, 07:16 PM   #25

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون

حبيبتي البراءة في روعتها
الجمال في سحره
سمو الحب بعطره الشدي
طاغية الجمال أنتِ سيدتي
وسهمًا من سهام إبليس اللعين
فتنة تمشي على قدمين
وخطر محدق بالرجال أيان سرتي
يسارًا أو يمين


انتهى الحفل بعد مدة طويلة ، وودعا الجميع قبل أن يصعدا إلى غرفتهما في الطابق الثالث من قصره والذي خصصه بالكامل له ولزوجته كما طلبت في السابق وكما كان يخطط هو.
الهدوء كسى المكان ولا يُسمع إلا تسارع دقات قلبيهما كأنهن في مارثون تريد كل منهن إثبات قوتها وسرعتها.. توتر وقلق طبيعيان انتابا هدير ، نعم هذه ليست المرة التي يغلق عليهما باب واحد بمفردهما لقد مكثت أيامًا لا تستطيع النوم إلا بأحضانه.
لكن هذه المرة مختلفة.. هي زوجته واليوم زفافهما.
أما عنه لا يستطيع وصف شعوره.. كالرحّال وسط بحر الصحراء وفجأة وجد واحة خضراء يتوسطها بحيرة عذبة فهرول إليها ليجدها هي ملكة الواحة التي روت ظمأه.
دقاته تتسارع من فرط أشواقه..
سابقًا وعلى الرغم أنها كانت بقربه لا يستطيع تعدي الحدود والإقبال على فعل شيء ، لكن الآن من حقه فعل أيًا ما يريده.
شعر بتوترها فتقدم منها يضغط بلطف على كتفيها بحنان من الخلف يقبل رأسها ، فشعر برعشة جسدها أسفل كفيه فابتسم بحب وطلب منها أن تبدل ملابسها كي يبدآ معًا حياتهما بركعتين.
كمن صدقت قوله وأمسكت ذيل فستانها تهرول نحو المرحاض تغلق الباب خلفها.
استندت على الباب أنفاسها ترتفع بعنفوان بحر هائج ترتفع أمواجه بسبب زلزال نبضاتها ، تنظر للحمام الواسع من حولها بحجم غرفة كاملة كبيرة للغاية ، يغلب عليه اللونين الأبيض والذهبي ومرايا تحيط بأغلب الأماكن وكل شيء له مكانه المخصص ، حاجياتها الخاصة ، فرشاة أسنانها ، مستحضرات شعرها في مكان خاص ، وكذلك هو في مكان متخصص.
تقدمت نحو المرآة تنظر لوجهها الذي احتقن بدماء التوتر تحاول بث طمأنة نفسها
-"مفيش حاجة تقلق يا هدير ، ده مازن فـ ليه التوتر ده اهدي"
نظرت خلفها لمكان تعليق الثياب على الحائط ، وجدت رداء نوم باللون الأبيض قصير للغاية جهزته لها والدتها فوقه روب شفاف يزين أطرافه فرو أبيض ، تدعو لوالدتها بالخير من بين أسنانها على اختياراتها وظلت وقت طويل تقنع نفسها أن ترتديه لكن خجلها تمكن منها.
وفي النهاية ارتدته بدون الروب وارتدت إسدالها فوقه ، وقفت خلفه ليبدأ الصلاة بخشوع ذهلها ، وما أن انتهى حتى أخبرها أنه سيخرج قليلًا ويتركها حتى تأخذ حريتها لبعض الوقت وتتأهب وأخذ ثيابه معه.
دلف إلى جناح واسع مكون من عدة أرائك واسعة تحيط محيط الجناح باللون الأبيض ، يقابلها شرفة واسعة تطل على الحديقة وحمام السباحة .
نزع سترته وقذفها على الأريكة ، فك رابطة عنقه وتركها تتهدل على كتفيه وفتح أول أزرار قميصه يكشف عن جذعه الذي يرتفع وينخفض برتابة.
صب لنفسه كأس من الماء المثلج يشربه وأخرج سيجاره من علبته الذهبية ثم وقف أمام الشرفة يتأمل الليل وهدوءه لكن ثوران مشاعره يطغي على هذا الهدوء ، دخان زفيره يكون سحابة أعلى رأسه والماء البارد يهبط كلمسات طفيفة على قلبه.
يبتسم أنها أخيرًا أصبحت ملكه ، له ، لا يحق لأحد الآن أخذها من بين أحضانه.
برود تحول لنيران عشق!!
رفض وكره تحول لثقة وأمان!!
حياة خاوية ملأتها هي فقط ولا يريد غيرها!!
قذف سيجارته بعد أن أنهاها ، نزع قميصه وبنطاله وارتدى ثيابه المكونة من بنطال بيتي أسود وكنزة زيتية بأكمام قصيرة وانطلق نحو جناحهما.
القمر زينة السماء ، وفي الليل يزدان بأشكاله المختلفة ، يعكس ضوء الشمس بخجل واضح ، ويتلاشى تدريجيًا تاركًا للنجوم مكانه ، لكنها طغت على جمالهن بوقوفها هكذا ، ثوب نوم أبيض يصل لمنتصف فخذيها ، فوقه روب قصير يصل إلى ركبتيها بالكاد يظهر ساقيها البيضاء البراقة وقدميها الصغيرتين بأظافر مطلية باللون الأحمر ، توليه ظهره فهبط شعرها بتموج على ظهرها تضم ذراعيها إليها وتنظر للسماء.
اقترب ببطء حتى وقف خلفها ، وحال نظره بينها وبين القمر كأنه يعقد مقارنته العويصة ، فهبط بأنفه يستنشق عبق الياسمين المختلط بالعنبر الذي يشع منها يملأ رئتيه به ، أغلقت عينيها برعشة سارت بعمودها الفقري كالكهرباء فعادت بظهرها تستند على صدره فأحاط خصرها بذراعيه هامسًا بوله
-"لو قولت إنك زي القمر هبقى ببخس حقك ، أنتِ أجمل منه والمفروض ينكسف منك"
مسح بيده على ذراعها يديرها ببطء فوجدها مغمضة العين ، رفع رأسها بهدوء ففتحت مقلتيها تنظر له بعشق قرأه بوضوح واستندت بكفيها على صدره تحركهما كمن تمسد عليه هامسة بابتسامة من ثغرها الوردي
-"أنا لو أجمل فعشان أنت اللي مجملني يا مازن"
عصفت زرقاوتيه وتحولت للأسود لأول مرة تراها بهذا الشكل فانبهرت من هوج مشاعره ، يجول بنظره على ملامحها الرقيقة وبحركة سريعة قام بجذبها أكثر لصدره يداعب بها وجنتها ، واقترب فلم يفصلهما إلا بضعة إنشات ليتحدث بهمس
-"بحبك ، بحبك ولا عاوز أحب غيرك"
ظل يمرر يده على وجنتها مما أخرسها وجعلها تتوه في أمواجه طويلًا ، لتهبط بنظرها إلى شفتيه المكتنزة بجرأة أعجبته كحاله الذي كان ينظر بكل جزء في وجهها حتى وجه نظره إلى شفتيها هائم بها حتى النخاع.
شعر بغصة في حلقه ولمعت عيناه بشدة عندما رأى نظرة المشاكسة في عسلتيها وأحاطت عنقه تقترب منه أكثر تضع شفتيها على ذقنه مقبلة طابع حسنه الذي عشقته وهمست
-"طابع حسنك ده بيستفزني ، وبيضايقني إني معنديش واحد"
تسارعت أنفاسه بقوة يريد تقبيلها يروي ظمأ قلبه فاقترب ليضغط بشفتيه على شفتيها وتنصدم هي لتذهب في عالم آخر ، تعمق أكثر بينما وضع يديه على خصرها يقربها ويتعمقان أكثر وأكثر .. شفتاها كانت كافية لتأخذه إلى عالم آخر يأخذ من شهدها قبل أن ينتبه لقلة الهواء في رئتيهما فابتعد عنها ببطء وقلبيهما يهدران بعنف يكسو وجهيهما اللون الأحمر.
هبط برأسه إلى عنقها يدفنه فيه ويستنشق عبقها ، ثم رفع رأسه واستند بجبهته إلى خاصتها ، لتنظر إلى عينه الشرسة والمفعمة بالرغبة المطلقة لتتسارع وتيرة أنفاسها فتلسع صفحات وجه وأكمل
-"هدير.. أنتِ ليا وقلبك ليا ، تقاسيم وشك وملامحك البريئة وابتسامتك اللي بعشقها..
تفاصيلك وكل حاجة فيكٍ ، أنا بحبك لا لا بعشقك "
أنهى حديثه وحملها بين ذراعيه يتقدم بها نحو الفراش ، فكادت أن تصيح به بخجل ليتركها ، فابتلع كلماتها بقبلته التي أجبرتها على الاستسلام وهمس بين شفتيها
-"بس ، مبقاش وقت للكلام دلوقتي أنا اللي هتكلم"
امتدت يده ويغلق الأنوار.. وهنا أحتلهما الصمت وتحكم بهما ، وعجز اللسان عن النطق ، حاولا صف الأحرف وحياكة بعض المفردات وأدركا أن كل الكلمات.. بل كل حروف الأبجدية تقف
عاجزة أمام عشقهما لبعض.
★★★★★★
ملحمة عشقه لا تحتملها سطور
ولا تصفها أبيات شعر!!
ملحمة عشقه لا يكفيها الكون بسمائه و أرضه
لتخط كلمة حولها!!

بعد أن شق الصباح و أعلن الكون عن يوم جديد و بعد أن استيقظت تتسحب من جانبه كانت الآن تقف أمام المرآة ، بثوب أسود ينسدل على جسدها كالحرير يلفها كاملة بأنوثة ، ويديها تجفف خصلات شعرها الندية بمنشفة صغيرة
تمشطها بدلال.. و مع كل خطوة تنسدل أهدابها بانغلاق طفيف ترتسم معه بسمة
غارقة بطوفان العشق الذي لفها فيه دون أن تدرك أنها تحت رقابة عينيه الزرقاء.
كان قد استيقظ منذ مرت برياح عطرها بعد الاستحمام بجانبه..
خطواتها متمهلة تخشى إيقاظه من نومته وكأنها تخشى أن يأخذها بجولة عشق أخرى مباغتة!!
ارتفعت شفتيه ببسمة خبيثة عابثة و جسده مسطح بجذع عارٍ و شورت قصير أسود يرتديه ، رفع ذراعه الأيسر يستند به تحت رأسه واعتدل يراقب تفاصيلها
ثوبها الواصل تحت الركبة باتساع أعجبه
و حزام خصّر جسدها و أبرز تفاصيل نهديها
أشعلت عينيه برغبة خفتت فور أن سمع شهقتها المفاجئة واقترابها المريب من المرآة تتفحص جيدها.
دققت النظرة بعلامة زرقاء تفشت بجانب عنقها
آثار لم تتذكر متى تركها بقبلاته فالتفتت تنظر تجاهه شذرًا و كان قد دس جسده بسرعة في السرير و أغلق عينيه يدعي النوم ، فتمتمت بغيظ
" يا ربي على الفضيحة دي ، ماشي يا مازن"
حملت مستحضر تجميل من حقيبة أدواتها ، و أخرجت إسفنجة تضغط على المادة السائلة و تربت بها على جيدها تخفي آثار قبلته الجامحة.
باتت تبتعد برهة و تقترب ، ترفع خصلاتها بأناملها الرقيقة و تنظر من كل اتجاه خشية وجود علامة أخرى ، فقطع صمت الغرفة صوته الأجش يخبرها
-"حلو البتاع ده ، ابقي اشتري علبتين أو ثلاثة عشان أنا مش ضامن نفسي يا دير"
قذفته بمنشفة شعرها فصدعت ضحكاته باستمتاع وهو يلتقطها بيده ، وقفت تتوسط بيديها خصرها بحنق تهتف
-" مازن بطل قلة أدب ، و بعدين تقدر تقول لي هقابل مامتك وأسماء إزاي بالمنظر ده؟!"
سألته بغضب توسد مقلتيها و حرج رفع شعاره على وجنتيها و عادت تتفحص وجهها و جوانب عنقها خشية فضيحة ليست مستعدة لها ، نادته بحشرجة صوتها و عينيها مسلطة على المرآة :
- "ممكن تيجي تشوف لو في حاجة تانية ظاهرة عشان مش عارفة أشوف كويس؟!"
لبى ندائها بأعين سكنها التيه في عشقها و خطوات رجولية متباينة.. حافي القدمين بجذعه العاري و كفه الساخن ، يرفع شعرها عن جيدها بأصابع يده اليمنى، يقبل آثار قبلته بلطف وعينيه تعانق خاصتها بالمرآة
يخبرها بغرق
-" ده معناه إني بحبك و إنك بتاعتي أنا ، اعتبريه وشم حبي، و بلاش تكرهيه كده"
رفعت أهدابها المستكينة بضعف ، تناظره بعاطفة و تمنحه بسمة خجلة بهزة رأس و يديه تغادر عنقها لتمسك بخصرها يحاوطها من الخلف ، و يستند بذقنه على كتفها.. يديه تلفها داخله في صورة بدت متكاملة تمامًا!!
هو دائمًا بظهرها يحلق بها يهمس بعينين غائرة
-" صباحية مباركة يا عروسة"
★★★★★★






كالسراب يظهر ويختفي بلحظات!!
ثعبان سام يعلم متى وكيف يتخفى!!
كالنسر الواقف أعلى قمة جبل وعيناه تستطيع رصد السمكة الصغيرة التي تسبح براحة وطمأنينة غافلة عن النظرات التي ترمقها منتشية أنها حصلت على غذائها اليومي.
لكن سمكة اليوم ليست سمكة عادية
بل كالحوت الصغير الذي يحتوي على خاتم سليمان بالنسبة له.

بنفس التوقيت وبالنصف الآخر من الكرة الأرضية ، يقف شامخًا بكنزة سوداء ثقيلة أمام زجاج الشرفة الواسعة يراقب الثلوج التي تهبط من السماء الروسية ، يمسك بيده كأسًا من النبيذ الأحمر يتجرع منه ببطء واستمتاع ويرسم على ثغره ابتسامة لعوب هامسًا بصوته الأجش
-"ياسمين الوكيل"
أخرج هاتفه يتأمل ملامحها التي أخذت شاشة هاتفه بالكامل توليه ظهرها وتدور برأسها فقط تنظر للكاميرا التي التقطت الصورة ، ابتسامتها الهادئة كشفت عن أسنانها اللؤلؤية ، عيناها اللوزية التي تقلص توسعهما عندما تبتسم.
لكن ما فطن له جيدًا الثقة والثبات الذي يطل من عينيها ، نظراتها ثاقبة وبها لمعة قوة جذبته منذ أن رآها في محطة الوقود ، ذكرته بقوة هدير التي كانت أول ما جذبته لها واستفزته لكسرها.
كالفهد الذي وجد الغزال الشريد يريد التريث ويخطو نحوه ببطء وهدوء حتى يستطيع الانقضاض عليه والاستمتاع بوليمته بانتشاء.
بدايتهما وما تلاها ستعوق ما يخطط له ولابد من تصحيحه بطريقة الصياد الخاصة به
-"لالا لازم نصحح اللي حصل ونرضي البرينسيس"
التقط هاتفه يهاتف مدير أعماله بالقاهرة يلقي عليه ما سيفعله بالحرف.
★★★★★★
الاشتياق لشخص كالإدمان
لا يعاقب عليه القانون..
ولكن تعاقبنا عليه الأيام والوقت بالحرمان!!

تزوجت هدير.. ومر يومان على زواجها.
وهو أخذ إجازة طويلة من الجريدة ليتفرغ قليلًا لشركته وعمله الآخر فلم تعد تراه إلا قليلًا بعد رحلة المزرعة التي أخذها إليها منذ أسبوعين.
زياراته قلّت ، مكالماته أصبحت نادرة كوجوده ، وتعلم أن هذا رغمًا عنه.
حاولت التركيز في عملها لكنها فشلت ، قذفت القلم من يدها ليتدحرج على سطح المكتب ويسقط تحت قدم محمد الذي دلف للغرفة فهتف بسخرية
-"مش كل شوية هنلم وراكِ حاجة بسبب عصبيتك ، طالما عاوزة تشوفيه روحي ليه ، استغلي خروج رئيس التحرير واخلعي"
لمعت عيناها بمشاكسة وقفزت من موضعها تجذب حقيبتها بسرعة هاتفة
-"تصدق أول مرة تقول حاجة صح"
لم تنتظر رده ولم ترَه يرفع ياقته بغرور كأنه صنع ما لم يُصنع من قبل.
وصلت لبهو شركته وهبطت من سيارتها تسارع خطواتها الهواء حتى تصل إليه وتراه ، وقفت أمام مكتب سكرتيرته مبتسمة
-"صباح الفل يا قمر"
بادلتها الفتاة ابتسامتها برقة وقالت
-"صباحك نور يا جميلة.. كويس جيتِ في وقتك"
عقدت حاجبيها بدهشة وكادت أن تسأل لكن سمرها هتافه وصراخه العالي من الداخل!!
غاضب كالرعد الذي يدوي في ليلة عاصفة ، جعل الجميع يقف متأهب لما يحدث.. لأول مرة يروه بهذا الغضب!!
لم تلتفت لأحد وهرولت للداخل تفتح الباب على مصرعيه بملامح قلقة ونظرات مضطربة وقلب وجل.
زجاج متكسر على الأرض.. رجلان يقفان يرتعشان من التوتر والاضطراب من غضب ذلك الهائج أمامهما بوجهه الذي ينافس اللون الأحمر في الشدة ، عيناه بنظراته الشرسة ، أنفاسه الهادرة وصدره الذي يتحرك بعنفوان.
-"نادر..!!"
همسة بسيطة استطاعت انتشاله من فوهة النيران والكترونات الشراسة المنتشرة في الهواء..
همسة كانت قشة النجاة لغريق كي يتمسك بها وينقذ حياته بالنسبة لهما..
رفع أنظاره إليها فهدأت أنفاسه رويدًا وكأنه كان بانتظارها ، وكأنه كان يناديها تنتشله من الضغط العصبي الذي يغوص به هذه الأيام فلبت النداء بصدر رحب.
تسلل الرجلان للخارج بل الأدق فرّا هاربين من أمامه ، فأغلقت الباب وقذفت الحقيبة على الأريكة ثم اقتربت منه تتلمس ذراعه وتنحني قليلًا بجانب جسده المنحني مستندًا بقبضتيه الذي يضغط عليهما بقوة حتى ابيضت مفاصلهما على سطح المكتب.
همست بقلق وتوتر من حالته وتسارع أنفاسه
-"فيه إيه يا نادر؟
مالك إيه اللي حصل لده كله؟"
دفع بجسده على الكرسي خلفه بقوة جعلته يتحرك للخلف قليلًا ، يستند بمرفقيه على قدمه يحيط رأسه بكفيه بهوان لم يعد يتحمل أكثر يريدها بجانبه
-"تعبان يا منار ، حاسس كل حاجة ماشية غلط.. الظاهر إن أسلوب اللين مبقاش ينفع الأيام دي والكل بيفكره ضعف ويمشوا على مزاجهم والمرة دي سمعة الشركة وكل اللي بنيته كان هيتهد في لحظة"
جلست القرفصاء أمامه تمسد ساعديه بكفيها وأمسكت بكفيه تضغط عليهما تخبره ألا يقلق هي هنا.. معه.. لن تتركه.
تقابلت النظرات.. غضب قابلته بحب وعشق!!
قلق قابلته بطمأنينة وثقة!!
همست أمام وجهه
-"الشغل اللي ماسكه واحد زيك تعب وكافح وبيتقي الله في كل صغيرة وكبيرة وممشيش في الحرام ولا أساليب مش مشروعة ، استحالة الشغل ده يضيع"
شهقت بخفة عندما وضع جبهته على كتفها وشعرت بتهدل جسده كمن وجد مكان راحة بعد طريق سير طويل متعب.
أنفاسه تخترق قماش كنزتها الرقيقة بخفة تشعر بحرارتها على كتفها فرفعت كفها بابتسامة تمسد على كتفه برفق وحنو تسمعه يقول
-"خايف كل ده يضيع ، خايف تعب أبويا يضيع وأنا أكون مش قد المسئولية!!
خايف أكون بدي الصحافة شغف أكبر من الشركة وعشان كده قصرت شوية هنا"
همست تصحح له فكره
-"مفيش نجاح من غير مطبات في النص ، لو محصلش مشاكل وحليتها استحالة هتقدر قيمة اللي هتوصله من صفقات ونجاح ، وكل مشكلة بتحلها بترفع من اسمك أكتر وبتزيد ثقتك أكتر يا نادر"
رفع رأسه عنها ينظر لها بأعين عاشقة ممتنة والأكثر محتاجة ، فابتسمت تضع كفها على وجنته بحنان تدلك وجنته بإبهامها وأكملت بثقة
-"نادر التهامي.. الأمان والثقة بستمدهم منك مينفعش تضعف ، ويوم ما تضعف يبقى معايا أنا اللي هقويك زي ما بتقويني"
أسند جبهته على خاصتها ، مغمضًا عينيه يتلمس وجنتيها بظاهر أنامله نزولًا إلى ذقنها هامسًا بـوله
-"بحبك"
★★★★★
في ذات الوقت في إحدى الشقق القابعة في الطابق العاشر بإحدى العمارات في حي متميز.. تدور في شقتها ببنطال أسود ضيق يصل لمنتصف ساقيها ، وكنزة بحمالتين رفيعتين من نفس اللون ، ترفع شعرها بمشبك بطريقة مبعثرة غير مرتبة.
تمسك كوب الشوكولا الساخنة التي لا تستطيع بدأ يومها إلا به ، وجلست في الصالة الواسعة ترفع قدميها على الطاولة أمامها ، تضع حاسوبها المحمول أمامها تتابع أحد الأفلام الجديدة.
صدح جرس الباب مرتين ليصمت بعدها ، فنهضت لتفتح فلم تجد أحد.
كادت أن تغلق الباب لكن جذبها باقة الزهور الحمراء يتخللها أخرى بيضاء من نوع الزنبق والقرنفل وورقات الياسمين ، التقطتها بدهشة تتأملها بنوع من الإعجاب فذلك نوعها المفضل ، وحالت برأسها حول الباب تنظر لأعلى وأسفل علّها تجد صاحبه.
دلفت للداخل وفحصتها لترى الكارت الصغير مدون فيه
-"عربون اعتذار بسيط عن اللي بدر مني ناحية عربيتك ، أتمنى تقبليه وتبقى بداية تعارف جديدة لحد ما أرجع"


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس