عرض مشاركة واحدة
قديم 28-11-20, 10:22 PM   #388

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال يا احلى متابعين اسفه على التاخير 🙈
قراءة ممتعة 😍😍

الفصل الثامن عشر


كانت نارفين تجلس أمام برهان فى غرفة مكتبه لاتزال تحاول ان تتماسك من اثر كلماته عليها ... لكن نبراته التى عادت لترتفع من جديد جعلتها تعود لترتجف

( هل هدأت أعصابك الأن ... هل أنتِ مستعدة لتتعرفى على الحقيقة ؟! )

لا انها ليست مستعدة ... لا يجب ان يحدث هذا .... لا يجب ان يكون هذا الكلام صحيح !!

زفرت انفاسها بارتجاف و صورة أردال تقفز داخل مخيلتها !! ... لتشعر ان خفقات قلبها تتسارع و صدرها يضيق بالم عجيب ... لا لا يجب ان يكون صحيح!!

اجفلت على ألصوات أخذت ترتفع من حولها ... لتتجه نظراتها نحو مصدر تلك الأصوات ... لتجد كف برهان تعبث باحد الادراج قبل ان يُخرج أمامها هذه الساعة مجدداً ... لكن هذه ساعة آخرى مطابقة تماماً لما كان يرتديها هو !!!

ابتلعت ريقها بالم تتابع تلك الساعة التى أصبحت تستكين أمامها و انامله ترتفع لتشير على ساعة معصمه المماثلة لها بالضبط و هو يردف

( هذه ساعة والدك يا ابنتي ... لقد اهديته هذه الساعة بعد ان اعجبته خاصتي .. انها تصمصم مميز لا يمتلك أحد مثيل له عدانا )

كادت ان تشهق انها تتذكر ان والدها قال لها كلام مشابه عن تلك الساعة بالفعل ... لكنها لم تردف بحرف لان حركة كف برهان و هو يقلب الساعة أمام انظارها جعلتها ترتجف بشكل مضاعف و هى ترى حروف اسمها تزين غطاء الساعة الخلفي ... انها تتذكر ... أجل لقد حفر والدها اسمها بالفعل على ساعته !!!

رفعت انظارها المهزوزة نحو ملامح برهان الذى تحدث من جديد بالم

( لقد استلمت هذه الساعة و محفظة والدك رحمه الله من قسم الشرطة بعد وفاته بفترة ... فأنا لم اكن بجانبه حينها .... لقد كنت فى السجن على زمة قضية مخالفة بناء !! )

حركت نارفين راسها بعجز يدل على انها لا تستطيع ان تستوعب اى شئ .... لكن برهان عاد ليخرج أمامها تلك المحفظة و هو يردد

( داخلها يوجد صورتك مع والدك .. لقد عرفتك من تلك الصورة على الرغم من صغر سنك لكنكِ لم تتغيري ابداً )

امتدت كفها بلهفة لتفتح المحفظة ... و كما قال لقد وجدت تلك الصورة التى جمعتها بوالدها تطالعها .... لم تشعر بعبراتها التى أخذت تنزلق بصمت متالم ... و هى تشاهد الصوره تتحسس ملامح وجهه المبتسم .... كفه التى تحتوى كتفيها .... تتذكر شعورها بالأمان فى ذلك الوقت

أغمضت جفونها تُحرر دموعها التى تجمعت علها تقلل من هذا الالم الذى تشعر به لكن نبرات برهان عادت لترتفع لتعيده هو الآخر لسنوات مرت عليه باسوء ايام حياته

( لقد كنت أنا و والدك أصدقاء مقربين لقد تعرفت عليه عن طريق أحد المعارف حينما كنت انشأ شركتي الخاصة بالxxxxات ... و اصبح هو المسؤل القانونى عن كل شئ يخص التعاملات القانونية للشركة و المحامى الخاص بها ايضاً ... ليصبح بعدها شريك بحصة لا باس بها من الأسهم )

صمت و عقله بدأ يغوص أكثر بتلك الذكريات ليكمل

( كل شئ كان كما يجب ان يكون بل كان أفضل بكثير من كل توقعاتنا .. و بدأ اسم الشركة يكبر حتى أصبح ينافس أعظم الشركات بذلك الوقت و من ضمنهم شركة الشاذلي و شركة الصايغ ... كان السوق جميعه يعلم عن اتحاد الشركتين لكن بذلك الوقت لم يكن هناك عقد بينهم كما الأن ... حتى بدأ نجاح شركتنا يغضبهم ... لقد استطعنا الحصول على العديد من المناقصات بالفوز عليهم .. نجاح تلو الآخر و مناقصة تلو الآخرى ... مشروع يليه مشروع )

أغمض جفونه بثقل لتخرج نبراته بخفوت مميت و هو يردد

( حتى بدأ كل شئ )

ارتجفت نارفين بعنف و رعبها يتزايد من ما هو ات ليعود صوت برهان يرتفع بمرار

( كان هناك أحد المناقصات العملاقة التى كانت سوف تتيح لنا فرصة التوسع بالخارج ... كان هذا بمثابة حلم لي ... لقد بذلت كل ما بوسعي حتى أستطيع الحصول عليها ... لكن بداخلي لم اكن واثق اننا سوف ننجح لاننا لم نعمل بالخارج من قبل و كنا ننافس شركات كبيرة لها قدم واثقة بالعديد من البلاد الاجنبية )

زفر برهان انفاسه بعمق يحاول ان يسيطر على انفعالاته لكنه ايضاً كان يشفق على حال تلك المسكينة التى ترتجف أمامه بترقب مرعوب .... لكنه اكمل بذات الثبات الذى كان يفرضه على نفسه

( حتى اتى ذلك اليوم ! ... هذا اليوم الذى وجدت به كل من عزام و قادير ياتيان الى الشركة يطلبون مقابلتي أنا !! ... الشئ الوحيد الذى أتى بعقلى حينها انهم سوف يفاوضون من أجل ان انسحب من تلك المناقصة .... لكن كانت الصدمة الحقيقة هى انهم عرضوا علي مشاركتهم بها !!!! )

تابع برهان علامات التعجب التى ظهرت بوضوح على ملامح نارفين مما جعله يبتسم و هو يردد و انامله تشير الى تقاسيم وجهها

( أجل هذا هو ذات التعبير الذى احتلنى حينها .... لم اصدق ... أجل لم اصدق ... فالجميع كان يعلم انهم لا يشاركون أحد مهما كان ... كما ان فرصتهم أكبر بهذه المناقصة تحديداً ... اذاً لماذا ؟! )

اتسعت ابتسامته بمرار يسكنه قبل ان يضيف

( لم انكر حماقتي بذلك الوقت .... لقد كدت ان اطير من السعادة ... ها هى الفرصة التى حلمت بها دوماً !! ... ذهبت الى والدك و أنا بغاية السعادة اقص عليه ما حدث و أنا احلم بهذا النجاح الذى سوف نحققه بالخارج .... لكنه لم يشاركني هذه السعادة و هذا الحماس على العكس كلماته بذلك اليوم لاتزال تدور بعقلي حتى يومنا هذا

“ لا تفعل يا برهان ... اياك ان تفعل ... انهم أخطر بكثير من ما تظن “

ليتنى استمعت الى كلامه فى ذلك الوقت )

صمت .... صمت هذه المرة يحاول ان يمنع مشاعره من الظهور أكثر لكن نبرات نارفين التى خرجت للمرة الاولي و هى تتساءل بفضول مرتجف و كفها تقبض على قماش ثوبها باضطراب

( هل قبلت ؟! ... ما الذى حدث بعدها ؟! )

تابعت حركة كفه المرتجفة للمرة الاولى و تعابير وجهه الغامضة و كانه يحارب اشباح الماضى خاصته .... هل حقاً تريد ان تسمع ... هل تريد ان تعرف ما الذى سوف يحدث .... هل سوف تستطيع ان تواجه تلك الحقيقية ؟!!

عادت من دوامة مشاعرها المشتتة على كلماته التى أخذت تجعل القهر بداخلها على هؤلاء الشياطين يتزايد

( أجل لقد قبلت ... بالرغم من كل تحذيرات والدك !! ... لقد كان كل شئ بمثابة الحلم لي ... فقط بضع شهور ..... حتى جاء هذا اليوم ... لن أستطيع ان انسى منظر الشرطة و هى تقتحم مكتبي ... توجه لي تهمة التحايل و التزوير بالتراخيص الخاصة بمشروع تلك المناقصة .... نظرة العمال و الموظفين الموجه نحوى كل تفاصيل هذا اليوم لم استطيع ان امحوها من مخيلتي مطلقاً )

ابتلع برهان ريقه يسحب انفاسه بعمق ان يكمل

( حينما قابلت والدك بينما أخذت اصرخ و أنا اتساءل

“ كيف .. كيف يا ظافر ... كيف حدث هذا لقد كانت تلك التراخيص اختصاصهم .. أنا لم افعل ؟! “

لكن كلماته كانت قاتله حينها

“ لا أعلم كيف يا برهان لقد طعنت بصحة التوقيعات لكن .... لكن النتيجة تقول ان جميعها صحيحة ... و هناك شهود ايضاً .... هل جعلوك توقع على اى اوراق “

و هنا فقط ادركت اننى سقط بفخهم... كل شئ كان مدروس ... بدون اى خطأ ... لقد حاول ظافر ان يعثر على اي شئ لكن دون جدوى .... حتى صدر حكم المحكمة ستة سنوات مع الشغل و النفاذ ..... لقد خسرنا كل شئ .... كل احلامى شركتنا و سمعتي كل شئ ... لم يقف أحد بجانبي سوى والدك حتى بعدما جعلته يخسر كل شئ هو الآخر ... لم ييأس .. لم يتوقف عن البحث .. كان لايزال مؤمن انه سوف يستطيع ان ينجح ... انه سوف يحصل على دليل ليثبت بيه برائتي ! ..... و بالفعل لقد استطاع !! )

رفع برهان نظراته نحو نارفين ليجد ملامح الاندهاش ترتسم على وجهها و للغرابة تمتزج بأمل .... تنهد قبل ان يردف بحقد و الم

( و لهذا فقد حياته فى المقابل ! )

رمشت نارفين بارتجاف و حرقة عجيبه بدأت تدب داخل مقلتيها بينما حاولت ان تستجمع نبراتها لتتساءل بتلعثم

( ماذا ؟! )

ابتلع برهان تلك الغصة التى أخذت تحرق احشائه و هو يكمل

( بعد عدة شهور تلقيت مكالمة منه بعدما طلبنى مأمور السجن ... حينها لم اصدق كلماته ... اخر كلمات قالها لي قبل ان يذهب

“ برهان لقد وجدته .... لقد وجدت دليل برائتك ... انتظر يا صديقى أنا فى الطريق الى النائب العام ... أنا امسك بدليل برائتك بين يدي الأن سوف اجعلهم يدفعون ثمن هذا لا تقلق !! “

لقد انتظرت و انتظرت حتى تلقيت خبر وفاته .... لاعلم بعدها انه حادث سير مدبر ... لكنه سجل ضد مجهول .... و يال العجب لم يكن معه اي شئ سوى تلك الساعة و هذه المحفظة ... حتى الهاتف لم يستطيعوا العثور عليه ! )

تابع برهان عبراتها التى أخذت تتساقط و حركة كفها التى ترتجف حتى انه ظن انها لن تستطيع ان تتحدث بعد الأن لكن سؤالها الذى اتى بخفوت مقهور جعله يندهش

( و ماذا عن دليل برائتك ؟! )

مال راسه للحظات و كانه يعود الى هذا الماضى من جديد قبل ان يقول بقهر

( لقد اختفى !! )

تابع حركة اناملها المرتجفة و هى تزيح دموعها بينما كانت تتساءل بالم

( لقد بقيت بالسجن .. ؟! )

أوما لها برهان بثبات حاول تصنعه قبل ان ينهض ليتجه نحوها يجلس على المقعد المقابل لها يحتوى كفها بين يديه و نبرات حانية تسمعها منه للمرة الاولى تصدح

( لقد ظل والدك يبحث عنك لسنوات عديدة ... كان يحلم باليوم الذى سوف ياخذك بين احضانه )

تابع برهان دموعها التى عادت لتنزلق بقوة مما جعله يشدد على كفها أكثر حينما اردف

( لقد ترك لك والدك كل شئ كان يملكه ... فهو كان دائماً يسجل كل شئ باسمك أنتِ )

لم ترد بل أخذت عبراتها تنزلق بشكل أعنف حتى شهقت لتلتقط الهواء .... التقط برهان كاس الماء القابع بجانبه ليمده نحوها ... يردد بعد لحظات و هو يراها ترتشف منه

( لقد كنت اظن أنكِ تعلمي كل شئ حينما رايتك بهذا الزفاف ... ظننت أنكِ تريدين الانتقام ... لم اتخيل للحظة ان تكون صدفة بهذا الشكل ؟! )

صمت يمط شفتيه ليتحدث بعدها

( لكن بعدما رايت حالتك أنتِ و أردال .. ادركت انها ليست سوى صدفة )

ابتلع برهان باقى كلماته حينما راي كفها ترتفع لتخط على فمها تمنع تلك الشهقة و عبراتها تعود لتنزلق من جديد ... و اسمه جعلها تشعر بالاختناق ... و كان القدر يؤكد لها ان وجودها بحياته مستحيل .... ان مشاعرها الحمقاء تلك مستحيل !!

عاد برهان ليمسك يكفيها يردد و كانه يحاول ان يواسيها

( أنا ادرك ان أردال يختلف عنهم ... لا يشبه عمه ولا عزام ... حتى هذا الفتي الحقير آسر ... لذلك اخترت ان اعمل معه ... لن انكر فى البداية اردت ان انتقم من عمه به فكما اسمع انه حتى يحبه أكثر من ابنه ... لقد كنت اظن انه سوف يكون مثله فهو الذى رباه بعد وفاه والده ... لكننى تفاجئت ... لقد رايت أمامي رجل بمعنى الكلمة ... فقد كان ينتابني الشك كيف له ان يكون جزء من هذا الظلام ؟!! )


لكنه صمت يتابع تعابير وجهها و ارتجاف جسدها ليتأكد من شئ واحد فقط “ انها تحبه بالفعل “ ..... تنهد قبل يعود ليتحدث بثبات ... كلمات اخترقت داخلها بعنف مع كل حرف

( لكن .... لكنه بالنهاية أحد افراد هذه العائلة !! .... سوف يطوله الضرر بالنهاية )

سحبت نارفين كفها بارتجاف بينما أخذت نبراتها تصدح بتلعثم

( لا .... أرجوك .... ليس هو .... هو حقاً كما قلت يختلف عنهم )

مال فم برهان بابتسامة حزينة و هو يتابع جسدها المرتجف أمامه و دموعها المتالمة قبل ان يقول

( لقد قلت لكِ يا أبنتي ... أنا لن أفعل شئ له ... حتى اننى لا أريد ان اؤذيه لكن .... لكنه بالنهاية سوف يقف بصف عائلته ..... لن يقف معك ضدهم .... ربما سوف يصبح عدوك اذا تطلب الأمر ! )

نكست راسها بقهر و كلماته تنغرس داخل روحها .... انها لا تعني له شئ !! .... لقد رفضها .... رفض حبها ..... أجل تريد ان تنتقم منهم ..... ليس من أجل والدها فقط .... بل من أجل نفسها ..... من أجل طفلها ..... لكن هو ..... لا لن تستطيع ان تواجهه .... ان يصبح عدوها ..... لا ... مستحيل

( لا ... لا استطيع )

نطقت بها بحده لم تثير اندهاش برهان على العكس فهو كان يتوقع ردت فعل مشابها لهذا

( لكِ الاختيار يا نارفين .... أنا لن اجبرك على شئ .... أنا بدأت هذا الطريق بمفردي .... أنا كنت أريدك ان تعرفي الحقيقة فقط لا شئ آخر .... و ان تحصلي على حقوقك ايضاً )

صمت يتابع حركة صدرها المضطربة بعنف انفاسها قبل ان يكمل

( كما انني اثق أنكِ لن تخبري أحد بما حدث بيننا الأن .... لذلك افتعلت موضوع اختطافك هذا .... سوف ارسل معك رسالة لهم تحمل تهديد حتى ينسحبوا من أحد المناقصات و بهذا الشكل سوف استفيد ايضاً )

لكن و قبل ان ينهض برهان كانت نبرات نارفين قد استوقفته حينما اردفت

( لكنني أريد ان انتقم منهم ! )

زفر برهان انفاسه قبل ان يتحدث بصدق

( انظري يا أبنتي .... هذا ليس بقرار سهل أعلم ... لهذا معك كل الوقت لتتخذي قرارك ... فاسم أردال مرتبط مع هذه العائله و سمعته ايضاً .... لهذا حددي صفك و اخبريني .... و هذا لن يغير اي شئ ... أنا هنا بجانبك من أجل اى شئ تريدين )

***

فى صباح اليوم التالي نهض أردال من على تلك الاريكة التى تقبع بمكتبه بالشركة يتحايل على وجع جسده الذى كان يتمازج مع الم روحه بينما راسه كان يكاد ان ينفجر هل يعقل حقاً انه لم يستطيع ان يبقى بغرفتهم من دونها .... بل لم يستطيع ان يبقى بالقصر باكمله !!

أغمض جفونه بتعب بينما أخذ يمسد راسه و شعوره بالعجز يقتله .... شعوره بالقلق الذى لا يهدأ عليها يفتك به .... بينما كان شعوره بالضعف هذا يطيح به .... انه لم يشعر بهذا الضعف من قبل .... متى أصبحت تحتل داخله بهذا الشكل ليشعر بهذا الضعف من دونها !! .... لحظات مرت قبل ان يجد باب الغرفة ينفتح من أمامه ليجد قامة طارق تقابله !! ..... لم ينطق بحرف واحد بل رفع كفيه ليحتوي راسه التى تفتك به .... لتصدح نبرات طارق بعدما اخذ يتقدم منه بقلق ممزوج مع شعوره بالذنب فهو لم يصدق اذنيه حينما تلقى رسالته بعدما أغلق هاتفه طيله كل هذا الوقت حتى يهرب من كل شئ لكنه لم يكن يتوقع ان يحدث كل هذا حتى ميرال ارسلت له عن خطف نارفين تطالبه بالعودة من اجلها

( أردال ... هل أنت بخير ؟! )

همس طارق بتلك الجملة و هو يسارع ليجلس بجانبه .... و الاندهاش يسيطر عليه من رؤيته له بهذا الشكل .... انها المرة الاولى الذى يرى بها أردال بهذا الانكسار !!! ..... لكن صدمته أخذت تتعاظم أكثر و نبرات أردال تخترق اذنيه انها نبرات شخص محطم !!

( لقد بحثت عنها بكل مكان يا طارق .... لكنني لم استطيع العثور عليها .... حتي عمي و عزام يبحثون عنها دون جدوى ... و كانها تبخرت )

رفع طارق كفه يحك لحيته و داخله لا يعلم ما الذى عليه قوله ... فهو يشعر انه يتعامل مع شخص يراه لاول مرة !!!

( اعتذر يا صديقي ... لم اكن بجانبك فى هذا الوقت )

رفع أردال راسه بتعب ليمسح على ملامحه قبل ان يردف بخفوت

( لا عليك طارق ... أنا فعلت كل شئ كنت سوف تفعله ... حتى فعلت اضعافه )

ابتلع طارق ريقه و داخله لا يعلم هل يقول ظنونه ام لا ... لكنه بالنهاية اختار ان يصرح بها

( كيف لك ان تثق بعزام و عمك بالبحث عنها ... يعني الا تشك ان يكونوا خلف الأمر ! )

ضحكة ساخرة صدحت من أردال جعلت اندهاش طارق يزداد حينما استمع الى كلماته

( ان عمي أول شخص ذهبت اليه يا طارق و حينما نفى معرفته بالأمر لم اصدق ايضا .... لهذا فعلت ما يضمن لي انه لن يستطيع ان يقترب منها طول حياتها !! ... بل و يكون حريص على عودتها سالمة أكثر من الجميع ! ) ....

عقد طارق حاجبيه بعدم فهم و نبراته ترتفع بذات التساؤل

( كيف لهذا ان يحدث ؟! )

( لقد تنازلت عن حصتي بمجموعة الشاذلي الي نارفين )

( ماذا ؟! )

صدح صوت طارق بهذا التساؤل بعدما نهض من وهل الصدمة قبل ان يردد

( يااالهى لابد انه قد جن عندما علم .. أردال أنت كيف فعلت هذا ؟! )

لم يتحرك جسد أردال فقط انفاسه و حركة صدره هى التى كانت تعبر عن وجوده قبل ان يكمل بذات الثبات و الهدوء المميت

( ليس هذا فقط بل انها لا تستطيع ان تتصرف بالأسهم دون الرجوع لي ... و ان حدث لها اي مكروه سوف تذهب تلك الحصة للجمعيات الخيرية)

عاد جسد طارق ليسقط من جديد من اثر الصدمة و شفتيه تتلعثم بالحديث

( مستحيل ... يااالهى ... هل أنت مدرك لفعلتك تلك يا أردال )

تابع طارق حركة راسه و ملامح وجهه المتوترة و هو يردد بارتجاف يلمحه بنبراته للمرة الاولى ايضاً

( لم يكن امامي خيار آخر يا طارق ... لم اكن لاجازف بحياتها )

صمت طارق يتابع حالة أردال أمامه دون ان يتحدث مجدداً ..... فهو حقاً لا يجد ما يستطيع قوله ... لكنه ادرك شئ واحد ان نارفين أصبحت تعني له الكثير ... حتى أكثر من ما كان يتخيل هو !! ..... لحظات مرت عليهم فى صمت مميت قبل ان يرتفع رنين هاتف أردال الذى سارع الاجابة عليه دون ان يرى هوية المتصل لياتيه صوت بهار و هى تردد بسعادة

( لقد عادت بني ... لقد عادت نارفين )

انتفض جسد أردال ليقف بينما كان يحاول ان يعثر على نبراته التى خرجت متلعثمة بعض الشئ بالرغم من كل محاولاته

( حقاً ... هل عادت ؟! )

( أجل بني لقد عادت سالمة بفضل الله ... خذ تحدث معها حتى تصدق ! )

لحظات مرت ليستمع الى صوت انفاسها عبر الخط ... لا يعلم كيف استطاع ان يعلم انها هى ... لكنه يشعر بها ... لحظات جعلت قواه تتراخى ليسقط على الاريكة من جديد و كان قدمه لا تستطيع ان تحمله ليردف حروف اسمها بهدوء و نبرات جاهد لتخرج دون ارتجاف لكنه فشل

( نارفين ؟! )

خرج اسمها على هيئة تساءل جعلها ترتجف .... ترتجف بالم و شوق لتجيبه و كفها ترتفع لتقبض على نبضات قلبها الخائن الذى خضع لصوته

( أردال ... أنا )

وقبل ان تكمل كانت نبراته تصدح بطريقة جعلت نبضاتها تتسارع بشكل لم تعهده من قبل خاصتاً مع تلك التنهيده التى خرجت من بين شفتيه و كانها تشعر بها تخط على ملامح وجهها

( نارفين ... ياااالهى ... هل أنتِ بخير ؟! )

و قبل ان تجيب عادت لتستمع الى صوته من جديد و هو يردد بلهفة لم تستطيع ان تصدقها

( أنا قادم !! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء