عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-20, 09:39 PM   #407

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دلف طارق الى غرفة مكتب أردال بعدما أخذ يطرق بخفه على الباب دون اى اجابة ... بدأت خطواته تتقدم بينما كانت ملامحه تنعقد بتعجب و هو يتابع شرود صديقه هذا و كانه بعالم آخر تماماً !!

حالته أمس و حالته الأن تدل انه قد وقع .... وقع بشكل عميق بالرغم من كل محاولاته الا يفعل لكنه لايزال يحارب نفسه .... يحارب مشاعره .... فهو من يعلم اى الم يعانى الأن ... تقدم ليجلس على سطح المكتب يحرك كفه أمام وجه أردال و هو يردف بنبرات مرتفعة بعض الشئ

( الى أين ذهبت ... ترى هل ابتعدت كثيراً )

اجفل أردال على حركة طارق لكنه تحدث و كفه ترتفع لتحك ذقنه بخفة يحاول ان يعود من صراع افكاره

( على الاقل أنا هنا بجسدى ... لم اهرب مثلك .... حقاً أين كنت ؟! )

ارتج جسد طارق اثر ضحكته التى صدحت و راسه تتحرك بقلة حيله و هو يردد بنبرات متحجرشة من كثرة الضحك

( أنت بارع فى قلب الحوار لياتى لي .... انها موهبة اقدرها حقاً )

اراح أردال ظهره على المقعد و ابتسامة لا تحمل اى نوع من أنواع المرح تظهر على شفتيه قبل ان يقول

( لا ... لن تستطيع الهروب منى ... صدقاً أين كنت ؟! )

مط طارق شفتيه بغيظ قبل ان يكتف ذراعيه و هو يتحدث بمشاغبته المعتادة

( و هل سوف تقول لى ما سبب شرودك هذا ان اخبرتك )

صمت يتابع تنهد أردال قبل ان يكمل و هو يغمز له باستفزاز

( لكننى أريد تفاصيل ... فانا أعلم السبب الرئيسي ... نارفين اليس كذلك ؟؟!! )

رفع طارق حاجبيه بمشاغبة و هو يرى صمت أردال و الذى فاجئه حقاً حينما تحدث بذات الاسلوب الذى اتبعه هو فهى المرة الاولى الذى يفعل بها هذا

( حسناً فانا ايضاً أريد تفاصيل ... لانني أعلم السبب الرئيسي ايضاً ... ميرال كما الحال دائماً ! )

تابع أردال شحوب معالم وجه طارق أمامه للحظات قبل ان يتغلب عليها طارق و هو يرسم ابتسامة مهزوزة لا حياه بها مردداً

( حسناً يا صديقي لكنك اولاً ... فأنا احتاج لاتحدث حقاً ... لن استطيع ان اغض النظر عن ما حدث ... لكن يجب ان تعلم ان ما سوف تسمعه لن يعجبك كثيراً ! )

اعتدل أردال بجلسته ليتكئ على سطح المكتب مكتفاً كفيه أمامه بحزم و عقله يعود الى ما حدث يوم الحفل و نبراته تصدح بارتجاف شارد

( لقد اعترفت لي بحبها !!! )

ارتد رأس طارق للخلف بينما خرجت نبراته بتساؤل مدهوش كحال ملامح وجهه

( ماذا .... كيف ؟! )

لم يعطى المجال لأردال حتى يتحدث ليعود و نبراته تحمل المزيد من التساؤلات

( هل حدث أمس ... بالطبع بعدما علمت عن أمر الحصص ... أم أنك ... هل اقتربت منها ... يعنى حالتك .... أقصد لقد كنت قلق ... )

توقفت حروف طارق المتحمسة حينما ارتفعت كف أردال بالتزامن مع نبراته الهادئة

( توقف طارق ... اهدئ لا تجعلني اندم اننى اخبرتك )

حرك طارق كفه بالرفض و هو يسارع بالقول

( حسناً حسناً ... لن اتفوه بحرف آخر ... اخبرني ؟! )

لم يكن أردال يدرك انه بدأ يتلمس تلك الحلقة التى تربطه بها مهما حاول هو انكار هذا ... شروده الذى طال للحظات دون ان يقطعه طارق الذى لايزال اندهاشه يتزايد و هو يتابع حاله أردال أمامه كما لم يراه من قبل ... ينتظر حديثه !

( لقد فعلت يوم الحفل )

ارتفع حاجبي طارق بتعجب و هو يتحدث

( ياااالهى ... لقد توقعت انها سوف تقولها اولاً )

مال طارق بجسده ليربط على كتف أردال و هو يردد بمرح

( لاننى أدرك كم أنت عنيد )

تجهمت ملامح طارق و هو يتابع نظرات أردال الهاربة و التى لا تدل على خير ابداً ليحرك راسه باعتراض و هو يتساءل

( لحظة ... أنت ... لقد قلت لها أنك تبادلها نفس الشعور اليس كذلك ؟! )

ضحك أردال باستهزاء و كفه ترتفع لتمسح على ملامح وجهه بعصبية و هو يردد

( هل فقدت عقلك يا طارق ... عن اى شعور تتحدث ... أنت تعلم ... )

قطع طارق كلمات أردال التى كادت ان تطيح بعقله و هو ينهض ليقف أمامه مردداً بعدم تصديق

( أنت لا تصدق ... أعلم ماذا يا أردال ... أنا لا أعلم شئ سوى أنك ايضاً تحبها .... ما أعلمه ان تلك الفتاة التى تدعوها بالصغيرة استطاعت ان تسرق قلبك منذ مدة و أنت لا تريد الاعتراف ... انها انتشلت روحك من ظلام الماضى ... و اعادت لك الحياة ... هذا فقط ما أعلمه يا صديقي ! )

نهض أردال بدوره هو الآخر يضغط على جانب رأسه بتعب قبل ان يردد بخفوت متالم و كلمات طارق تعذبه أكثر

( لا يا طارق .. كل ما يجب ان تعلمه و ان لا تتناساه ... ان نارفين تحمل طفل آسر ... و اننى فعلت كل شئ حتى احميها لأجله ! )

اخذ فك طارق يتحرك بتلعثم مندهش و كانه لا يستطيع ان يصيغ الحروف بينما أخذت رأسه تتحرك بعدم اتزان للحظات قبل ان تخرج نبراته اخيراً باعتراض

( حقاً ... و هل تنازلت عن ميراثك ... حصص والدك التى تعني لك الكثير لتحميها من أجله ايضاً ؟! )

صمت طارق للحظة قبل ان يعود ليكمل و كفه ترتفع لتشير الى الاريكة القابعة بزاوية الغرفة بغضب اخذ يتضاعف

( حالتك أمس و أنت تجلس هنا برعب عليها ... لقد كنت ضائع يا أردال .... ضائع و كانك فقدت كل شئ تملكه .... هل سوف تستطيع ان تراها معه حقاً ؟! )

( توقف يا طارق !! )

هتف أردال بحدة بينما كانت حركة صدره تدل على تسارع انفاسه الغاضبة ... و هو يضم قبضته يحاول ان يسيطر على هذا الحريق الذى نشب داخل اعماقه و صور قاتله أخذت ترتسم أمام مخيلته لكن طارق رفض ان يرحمه فقد تقدم منه و نبراته تخرج بالم دفين لايزال يقتله و يلقيه داخل بئر مظلم منذ سنوات

( لن تستطيع صدقني ... فانا من يعلم عن اى وجع اتحدث ... سوف تشعر أنك تختنق بكل مرة ... سوف تشعر أنك تسقط بظلام ياكل روحه حتى تصبح جثة هامدة .... لا تقدم تلك التضحية لمن لا يستحقها يا صديقي ... انها تحبك .... انها زوجتك أنت !! )

أغلق أردال جفونه بتعب يخفي هذا الارتجاف الذى حل بنظراته كما الحال مع جسده ... و كلمات طارق تجعل فوران عجيب يدب داخل عروقه .... لحظات مرت من الصمت المشحون قبل ان يقطعها طرق على الباب صاحب دخول المساعدة لتظهر معها هيئة تاليا المتأنقة بدلال كعادتها و هى تردد بمرح لا تدرك اى حديث كان يدور قبل قليل

( لقد اتيت مع المساعدة هذه المرة !! )

تنهد طارق و نظارته تلتفت لتواجه قامة تاليا ليتحدث باستخفاف لم تدركه هى

( فى وقتك تماماً !! )

تقدمت تاليا نحو أردال بعدما القت نظرة عابرة على طارق ... انها لا تحب هذا الطارق منذ اليوم الأول دائماً تشعر باستخفاف عجيب بنظراته نحوها ... انه بغيض مثل ميرال تماماً !! ... نفضت راسها لتعود و تتفحص أردال توجه نحوه نظرات مغرية كما تظن هى ... لكن ما لا تعلمه انه بمكان آخر!!

رفعت تاليا اناملها نحو رابطة عنقه بدلال تتلاعب بها و نظراتها لا تزال تتجه نحو محيطه لتهمس بفحيح مغوى بجانب اذنيه

( لقد اشتقت اليك )

أغمض أردال جفونه و جسده يبتعد عنها بتلقائية قتلتها و ما زاد من جنونها كلماته الذى اخذ يرددها و هو يتجه نحو مكتبه ليتكئ على سطحة متكتفاً يواجها بجمود

( و ما سبب هذه الزيارة العزيزة ؟! )

سيطرت تاليا على هذا الحريق الذى نشب داخلها ببراعة تُحسد عليها و هى تعود لتتقدم نحوه من جديد ترسم ابتسامة واسعة على شفتيها بينما اردفت بحماس

( انه سبب سعيد ... بل سعيد جداً لكم !! )

رفع أردال انظاره نحو طارق و كلاهم يفكر بذات الشئ و قبل ان يردف أحد منهم كانت نبرات تاليا تؤكد لهم ظنونهم و هى تردد

( أجل بخصوص المناقصة المنتجع ! )

لحظة واحدة و كانت تاليا تفقد كل حماسها و هى تستمع الى طرق الباب و نبرات أصبحت تصيبها بالجنون تصدح من خلفه .... نبرات لم تكن سوى لنارفين و هى تردد

( أردال هل استطيع الدخول ... هل أنت بالداخل ؟! )

جزت تاليا على اسنانها و هو تتابع هيئة أردال الذى تحرك من مكانه ليتجه نحو الباب يفتح لها بينما كادت كلماته ان تحرقها و هى تخرج بنبرات مهتمة تعرفها هى حق المعرفة !!

( نارفين ماذا تفعلي ... يمكنك الدخول باى وقت دون اذن )

رفعت نارفين نظراتها و ارتجاف محبب يصيب روحها ... لا تنكر انها قد اتت عن قصد ... لقد علمت عن قدوم تاليا لهذا قد اتت لغرفته بالرغم من معرفتها ان طارق بالداخل هو الآخر !! .... لكن كلماته الأن نحوها و أمام تلك المدعوة تاليا جعلها تنتشي لن تنكر هذا

( ايتها السيدة الصغيرة نحن هنا ايضاً )

صدحت نبرات طارق باستفزاز مقصود اصاب تاليا بجنون كاسح خاصتاً و هى تستمع الى ضحكة نارفين الرقيقة بشكل اثار حقدها أكثر و أكثر عليها

( طارق كيف حالك ؟! )

اردفت نارفين و نظراتها تتجه نحو طارق الذى ابتسم لها برقة ليتحدث من جديد

( الحمدلله بخير ... حمدلله على سلامتك )

كادت تاليا ان تنفجر من هذا الحوار لكنها تغاضت عن كل هذا الذى يحدث لتتحدث دون ان تعلق عن كلمات طارق الاخيرة .... تعود لموضوع المناقصة من جديد

( هل نعود الى أمر المناقصة أم ماذا ؟! )

استطاعت تاليا ان تجذب اهتمام الجميع نحوها من جديد و خاصتاً نارفين التى بادلتها النظر بثبات للمرة الأولى فهى بالرغم من كل شئ سوف تظل عند وعدها ... لن تسمح لهذه المرأة ان تلحق الضرر بأردال من جديد

قطع هذا التواصل المتحدي بيتهم صوت أردال و هو يردد بما يتوقع

( قدومك الى هنا اليوم تاليا يدل على شئ واحد و هو اننا من ربحنا المناقصة أليس كذلك ؟! )

عادت لتلتفت نحو أردال مع ابتسامتها المدللة و هى تردف دون ان تهتم بوجود نارفين

( هل أنت متشوق للعمل معي الى هذا الحد ؟! )

ابتلعت نارفين تلك الغصة التى شعرت بها تسكن حلقها و كلمات تاليا تنغرس داخل روحها ... انها حقاً حقيرة لا تخجل ... لكنها اجفلت على ضحكة أردال التى صدحت بسخرية قبل ان يردف بهدوء متزن

( كما اتذكر أن هذه المناقصة بدأت قبل قدومك الى هنا بأشهر تاليا ... لقد تخطينا عده مراحل حتى نصل الى هنا !! )

لحظات قليلة مرت و نظرات تاليا تتثبت على مقلتي أردال لحظات من عدم التصديق قد اصابتها ... انها اصابت التعاون مع عزام ... فهو الوحيد الذى يستطيع ان يساعدها حقاً

تنهدت و هى تحاول السيطرة على انفعالاتها حتى لا تذهب لتخنق تلك الفتاه هنا أمامه لكنها تحدثت اخيراً بهدوء زائف

( هناك خبرين ... أحدهم سعيد و الآخر ... )

تركت تاليا جملتها مُعلقة للقليل من الوقت قبل ان تكمل حديثها من جديد

( الخير السعيد هو انكم بالفعل ربحتهم المناقصة ! )

تنهد طارق بظفر و كفه ترتفع لتخط على كتف أردال فى تهنئة لكن نبرات أردال خرجت بتساؤل قلق مترقب

( و الخبر الآخر ؟!! )

مطت تاليا شفتيها بقلة حيلة و هى تُجيب بنبرات جعلتها محبطة ببراعة

( سوف تتسلموا المشروع بالمناصفة مع شركة عزام ... لانها تمتلك الخبرة بالأسواق الخارجية بينما تمتلكون انتم الابداع بالتصميم )

لحظة واحدة فقط التى مرت على نافين لتشعر بدوار كاسح يفتك برأسها يكاد ان يفقدها توازنها لتترنح بالفعل قبل ان تستند على الحائط من خلفها و خيوط مرعبة تدب داخل عقلها ..... خيوط جعلت خفقاتها تتقافز بذعر داخل صدرها و كلمات برهان تعود لها لتصم اذنيها عن همسات أردال القلقة بعد ان هرع نحوها يسند جسدها لكنها كانت غائبة عنهم فقط تتذكر تلك الكلمات التى تلقتها كالقنابل قبل يوم واحد فقط كلمات برهان حينما تحدث معها

( حتى اتى ذلك اليوم ! ... هذا اليوم الذى وجدت به كل من عزام و قادير ياتيان الى الشركة يطلبون مقابلتي أنا !! ... الشئ الوحيد الذى أتى بعقلى حينها انهم سوف يفاوضون من أجل ان انسحب من تلك المناقصة .... لكن كانت الصدمة الحقيقة هى انهم عرضوا علي مشاركتهم بها !!!! )

اجفلت نارفين على نبرات أردال القلقة الذى اعدتها الى هذا الواقع لا بل لهذا الكابوس

( نارفين ... نارفين هل أنت بخير ؟! )

رمشت عدة مرات قبل ان تتحرك بنظراتها نحوه بذعر ... لا ... لا مستحيل يجب ان تحذره ... لن تستطيع ان تتحمل ان حدث له شئ تنهدت و هى تعتدل تحاول السيطرة على نفسها قبل ان تردف بنبرات زائفة

( أنا بخير لقد تعبت قليلاً من الوقوف بهذا الكعب ... سوف اعود الى مكتب التدريب هناك بعض الاشياء الذى يجب على انهائها)

و دون ان تعطيه المجال للحديث قد ذهبت ... ذهبت تركض تسابق هذا الرعب الذى احتل كيانها لا تعلم كيف أصبحت حتى الأن تبحث كالمجنونة داخل حقيبتها عن هذه البطاقة .... بطاقة برهان الخاصة و الذى اعطاها لها باليوم السابق ... لحظات و كانت تخط أرقام هاتفه لتستمع الى نبراته بعد عده لحظات مرت عليها كالدهر و دون اى سابق انذار اردفت بذعر

( سيد برهان أنا بحاجة الى مساعدتك !! )

***

كان يجلس كل من أردال و طارق بعد ذهاب تاليا كلاهم شارد يفكر بما سوف يكون القرار النهائي .. ليقطع طارق هو هذا الصمت حينما هم بالحديث يتساءل بتشتت

( ماذا سوف نفعل أردال .... لما لا ندع هذه المناقصة ... فقد أصبح الأمر موتر حقاً ! )

رفع أردال رأسه و نظراته تتجه نحو طارق باستفسار نطقه لسانه

( ماذا قصدك طارق ؟! )

تنهد طارق و كفه ترتفع ليمسح على ملامحه بحيرة قبل ان يعود ليردد باستياء

( أقصد الاشخاص أردال ... بالبداية تاليا و الأن عزام ... لا اشعر بالراحة اتجاه هذا الأمر ... لماذا نعمل ما أشخاص لا نريدها بحياتنا من الأساس يا صديقي ؟! )

نهض أردال من على مقعده يتجه نحو هذا الزجاج المطل على حديقة الشركة ليردد بعد القليل من اللحظات

( نحن دائماً نُضطر لفعل اشياء لا نريدها حتى نحصل على ما نريد بالنهاية !! )

تقدم طارق ليقف بجانب أردال يتمعن بملامحه بتعجب و داخله لا يصدق ... ان اخر شئ كان يفكر به ان ياتى هذا اليوم الذى سوف يتعاون به أردال مع عزام !!!

لم يستطيع طارق منع تساؤله من الخروج بنبرات حملت معها ذات التعجب

( هل سوف تضع يدك بيد عزام حقاً ؟!!! )

التفت أردال نحو طارق بملامحه المشدوهه و داخله لا يعلم الإجابة حقاً على هذا التساؤل لهذا اردف هو تساؤل اخر تماماً الى طارق

( و هل نخسر هذه الفرصة الذى كنا ننتظرها منذ زمن من أجله ؟!! )

حك طارق اسفل عنقه بعنف و حدثه يشعره ان عليهم الرفض .... عليهم التخلي عن هذه الفرصة حقاً !! ... لكنه لم يقول هذا بوضح بل أردف يعطى لنفسه و الأردال بعض الوقت

( حسناً يا أردال لازلنا نمتلك حتى الغد لنقرر هذا .... دعنا نفكر بهدوء و نتحدث عن الأمر مجدداً )

اومأ أردال نحو طارق بهدوء فهو حقاً ليس اكيد من قراره .... هناك العديد و العديد من الاشياء تجول داخل عقله .... يُريد ان يفكر بهدوء حتى يتخذ قراراً حاسماً

***

دلف طارق الى مكتبه يشعر بالضياع .... يشعر بعدم راحة غريب ينتابه من أمر هذه المناقصة ... فقد كان شارد بشكل لم يستطيع به حتى التعرف على تلك الرائحة التى كانت تنتشر بارجاء مكتبه !!

لكنه أجفل على نبرات لا يخطئها ابداً

( طارق هل أنت بخير ؟! )

التفت طارق بتعجب نحو ميرال يطالعها ... ليصطدم بتعابير وجهها و هذا البريق المطل من نظراتها و ابتسامتها نحوه !!

ابتلع ريقه قبل ان يتنحنح يبحث عن نبرات صوته حتى عثر عليها اخيراً

( أجل أنا بخير لا يوجد شئ )

صمت ينتظر حديثها لكنها ظلت صامته تتابعه بذات التعبير المربك لاعصابه و كيانه ليجدها تتقدم منه بهدوء لعب على اعصابه ..... لا .... لا يجب ان يكون بهاذا الضعف نحوها .... كيف تستطيع ان تفعل به هذا ؟؟! .... حقاً كيف !!

رمش بجفونه و هو يحرك رأسه ليبتعد عن هذا السحر الذى تُمارسه عليه يردد بتساؤل المها و هى تتلمس الاستياء به

( لماذا اتيتِ ميرال ؟! )

ابتسمت بالم و هى تتابع ظهره الموجه لها .... تتابع حركة كفيه المضطربه على تلك الاوراق القابعة على سطح مكتبه بعشوائية .... الهذا الحد المته .... الهذا الحد حقاً كانت حمقاء !!!

تقدمت خطوات بطيئة نحوه ... و عقلها يعود الى تلك الاحداث... تلك الذكريات التى جمعتهم معاً !! ... انه هو وحده ... أجل انه طارق دون اى شخص آخر ... كيف لم تُدرك هذا من قبل .... كيف لم تستطيع ان تكتشف تلك المشاعر داخلها نحوه من قبل


وقفت على بعد خطوة واحدة فقط منه تتابع توقف كفه بتوتر عن جمع هذه الأوراق .... ياالهى انه حتى لا يحرمها من هذه النشوة فى عز غضبه منها .... نشوة شعورها انها تستطيع التاثير عليه

سحبت انفاسها بتوتر تلبسها و هى تستنشق عطره !!

لتبتعد هى خطوة تشعر ان التاثير اصبح متبادل وليس خاص بها هى وحدها ... لتتحدث أخيراً بخفوت مضطرب يحمل معه جميع توترها

( لقد كنت محق !! )

صمتت لترفع كفها تقبض على صدرها بالم و ندم قبل ان تكمل بعزيمة أقوى

( أجل طارق لقد كنت محق .... لقد كنت أنا من يهرب دائماً .... أنا من كان لا يريد ان يُدرك مشاعرك طوال الوقت .... مشاعرك التى كنت تغرقني بها طوال الوقت .... أهتمام ... حنان ... مراعاة ... احتواء ... دعم ... صداقة ... لقد كنت لى أخ و أب ايضاً ..... لقد اعطيتني كل شئ و الأهم ..... الحب !! )

كان طارق يغمض عينيه و كفيه تقبض على حافة المكتب .... يحاول ان يسيطر على انفاسه التى تتضخم داخل صدره بعنف !! .... يحاول ان يتمالك انفعالاته و نبراتها تتلاعب به بهذا الشكل لكنها لم ترحمه لم تصمت بل زادت من تلك الخفقات بشكل اعنف حينما اكملت

( لقد جعلتنى اعيش كل المشاعر معك طارق .... حتى جاء اليوم الذى قتلتني به ... اليوم الذى جعلتنى أعلم كيف تكون المرأة بين يد رجل يحبها حقاً !! )

صمتت تبتلع غصة قاتلة داخل حلقها تسيطر على دمعة كادت ان تنزلق من مقلتيها المرتجفه لتعود لتتحدث من جديد و هى تستجمع قوتها .... لتُلقي تلك الكلمات عليه دون ان تعرف مدى خطورتها على نبضات قلبه اليائس

( لهذا لن اكون حمقاء أكثر من هذا يا طارق .... لن أقف و اشاهد تلك المشاعر تضيع منى .... لن اتخلى عنا كما كنت أفعل من قبل بغباء .... سوف اخطو قدماً ليصبح لنا طريق نستطيع ان نسير به بوضح النهار معاً يا طارق !!!! )

***

( أنتِ ماذا تقولي .... هل أنتِ اكيده من هذا يا نارفين ؟! )

حاولت ان تسيطر على ارتجاف جسدها و شهقاتها قبل ان تردد بهلع

( أجل أنا اكيدة سيد برهان ... ارجوك أفعل شئ .... يجب ان تحذره ... يجب ان تقول له ان هذا فخ )

صمت برهان يفكر ... انها فرصه كبيرة سوف تدمر الجميع .... لكن أردال حقاً لا يستحق هذا ... لكن هو سوف يطاله الاذى بالنهاية فهو واحد منهم !!

( نارفين ابنتي)

لم تتوقف شهقاتها بل اخذت تزداد مع كل حرف تحدثت به

( لا تقول أنك لن تفعل ارجوك .... أنا اخبرتك حتى لا يُكتشف أمر والدى ... لكن ان تطلب الأمر أنا من سوف يخبر أردال )

تنهد برهان بالم حقاً ... الم يستشعره على تلك الفتاه لكنه تحدث بقناعته يحاول ان يقنعها هى الآخرى

( انها فرصة لن تكرر يا نارفين .... ان فعل عزام ما قلتِ سوف يكون هذا كفيل بقلب علاقته بقادير الى دون تدخل منا .... ان الأحمق يعتقد ان قادير سوف يتساهل معه ان فعل شئ لأردال .... لا تقلقى ان قادير سوف بستطيع ان يخلص زوجك منها ... لكن اتحاده مع عزام سوف ينتهى حينها للأبد !! ... أنا حقاً لم لكن اظن أنكِ تحبينه الى هذا الحد ؟! )

رفعت نارفين كفها لتخط على صدرها المتالم بعنف .... تشعر انها تكاد ان تفقد وعيها .... تشعر انها تختنق من مجرد الفكرة ..... ان يحدث له شئ لا .... لن تحتمل

( أرجوك سيد برهان .... اتوسل اليك .... الا أردال .... الا هو أرجوك .... أنت لا تعلم شئ ... هو ليس مثلهم ... لقد انقذ حياتى منهم ... ليس مرة بل العديد من المرات أنا لا استطيع ان اشاهد هذا يحدث له لاى سبب من الأسباب ... انه تزوج بى فقط ليحميني أنا و طفلي منهم .... أرجوك سيد برهان .... أنت لا تعرف حقيقة وجودى بينهم .... ارجوك أفعل شئ )

نهاية الفصل التاسع عشر


اتمنى تكون الاحداث عند حسن ظنكم و باذن الله يكون الفصل القادم اطول من كده و كله مفاجات 🙈🙈


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء