الموضوع: قسوة الماضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-20, 12:12 PM   #6

قلب تهامة

? العضوٌ??? » 297108
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » قلب تهامة is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث /

دخلت المنزل متجهه صوب غرفتها متجاهله صوت عمها الذي يجلجل من خلفها متذمرًا , نزعت عباءتها باهمال ورمتها على السرير لتخرج وتجد سعاد بانتظارها / هذي صينية ارسلناها معك وكذا سويتي , انا شلون أعتمد عليك بالله ؟
حدثت نفسها بصمت / ليتك ماتعتمدي علي صراحة لأنك رامية نفسك بزيادة
وأكملت طريقها متجهه نحو المطبخ


فتحت عينيها وهي تسمع المسجد القريب منهم يردد
"حي على الصلاه , حي على الفلاح , الله اكبر الله اكبر , لا اله الا الله "
صلاةالعصر , هل نامت كل هذا الوقت ؟
تلفتت بنظرها للتقويم الماثل بجانبها , لقد مرت خمسة أشهر بالتمام على رحيل والدتها , ومن يومها وهي تقوم بدور المربية والام والزوجه وكل شيء في منزلهم البارد جدا, تعبت تمثيل دور أكبر منها , وأصبحت تشعر وكأن كل شيء ضدها , تثاءبت بكسل وهي تقوم من مكانها لتجد والدها بوجهه المتجهم بجانب الباب
/مريم يله يبه قومي صلي وشوفي اخوانك ذاكروا ووش وضعهم
أومأت بصمت ودخلت دورة المياه لتتوضأ.

في مكان آخر

أبو فيصل / يايبه انت وش عليك , تبي أمك تخطب ولقت لك بنت الحلال , تتشرط ليه ؟ وش فيها البنيه ؟ مدام مايعيب اخلاقها شي
فيصل برفض / مااعجبتني , شفتها مرة وحسيتها ماتنفع مرة
أم فيصل / مرة طيحت صحن قدامك يومك خرشتها
فيصل بيأس / يله شوفوهم , واذا مااعجبتني بعد الشوفةها قلتلكم برفض
لتذهب أم فيصل وتتصل بسعاد وهي سعيده .

أما فيصل ذهب لغرفته وهو حانق على الفتاة التي دخلت حياته بلا مقدمات , في البدايه كان يبحث لها عن عمل ليجدها فجأه من المرشحات للزواج بها , هو الذي أخبر والدته منذ فترة عن رغبته في الزواج لتبحث له عن عروس مناسبه من معارفهم , ليجدها فجأة ترشح له سما التي بزغت بين يوم ليله لتقلب كيانه , لايعلم لما لايحس براحة للموضوع , لكنه صمت ووافق على مضض , أرسل رساله لصديقه ماجد وانكب على سريره يبحث عن نوم يريح بدنه المرهق بعد يوم شعر بأنه طويل

بيت أبو ماجد

في جلسة عائلية تحفها عائلتهم البسيطة المكونة من ماجد البكر وشقيقيه وسام ووليد
وأختهم سلوى ذات العشرين ربيعا وسمر أم عزام تجلس بعد وصولها من منزلها
سلوى تصب القهوة لأبيها وتسمع ماجد وهو يحدث سمر
ماجد / خلاص كلم فيصل أمه ولقى للبنيه عمل , يقول خالته عندها جمعيه ومحتاجه سكرتيرة فيها
سمر/ أي الحمدلله طيب, والله ماودي يضيق خاطرها جدا اخلاااق البنت ياماجد
ماجد / بس ترا من حقك تعفينها من العمل اذا ماكنتي محتاجتها
سمر / ادري بس ماودي ازعلها
دخلت سلوى لتتحدث بلقافه / سمور وظفيني أنا عندك قسم بالله طفشت من جلسة البيت
ليقاطعها والدها / يومك طفشانه من جلسةالبيت ليش ماتكملين دراستك
تاففت سلوى / والله ماحب الدراسة


أضاء هاتفه يشير إلى وصول رسالة فتحها ليقرأ محتواها ثم يقهقه ضاحكا لافتا الأنظار اليه
لتقول والدته / خير ياوليدي , ضحكنا معك
ماجد وهو يعيد قراءة الرسالة " ابلشتنا ياماجد انت وموظفات أختك , أمي شافت الوظيفة الجديدة اللي تناسب البنية انها تزوجني ياها , ليتني ماتدخلت في موضوعكم "
/ هههههه يمه خالتي ام فيصل شكلها بتزوج فيصل للبنيه اللي من اليوم نتكلم عنها
سمر / صاادق؟؟ والله تستاهل فيصل , البنت جميله واخلاق , بس أحس عندها شي , كذا كتومة جدا وفجأه تسرح باين فيه شي مضيق عليها في حياتها
أم ماجد / الله يستر عليهاو على بنات المسلمين, ها ياماجد ماودك نشوف لك انت كمان عروسة ؟
ليستمر النقاش وماجد يتأفف من فتح سيرة العرس


مريم

دخلت المطبخ لتراه مقلوبا رأسا على عقب , تضجرت بداخلها وهي تريد أن تصرخ يككككككفي , كل هذا كثير , تود أن تذهب لحضن والدتها وتختبئ فيه , كل يوم نفس السيناريو
تصحو , تطبخ , ترتب المنزل المطبخ , تهتم بإخوتها , أصدقاء والدها الذين لاينتهون , ليأتي الليل وهي منهكة قواها مستهلكة , لترقد على أمل صبح جديد يحمل شيئا جديدا لكن لاجديد
دمعت عيناها فمسحتها بقسوة وأكملت عملها وهي تتجاهل صياح الأطفال بالخارج
لم تشعر بدموعها التي تتساقط على الصحن المغطى بالصابون أمامهها وهي تتذكر ماحصل ذاك اليوم بالتفصيل
كانت نائمة في غرفتها بأمان , لتسمع طرق شديد على باب الغرفة وصوت بكاء والدتها وصياح والدها , خرجت فزعة لترى خالها يمسك بيد والدتها وبيده حقيبة كبيرة وأخوتها الأربعه محملقين في والدتهم بفزع
ووالدها يجلس على أريكة الصاله لاينظر في وجوههم
خرجت والدتها وهي تبكي ومريم لم تفهم شيئا مما يحصل , لتسمع والدها يحدثها من مكانه
/ اسمعيني يامريم أمك راحت وخرجت من البيت بلا رجعه من اليوم ورايح إنتي أم الصغار هذيل ومسؤولة عنهم
ومو مسموح يروحون ولاتروحين لأمك وأنا عايش مفهوم؟
صرخت بصمت ماذا يحدث ؟ كانوا اسرة سعيدة
مكونة من مريم 24 عام وخلف ومروان 6 أعوام وصبا3 أعوام والصغير معاذ عامين
أمها قاست كثيرا حتى تجلب الأطفال الاربعه بعدها , فقد أصيبت بمرض جعلها غير قادره على االانجاب لذلك فترة طويلة مرت بينها وبين اخوتها , لكن منذ ولادة الطفل الأخير ومشاكل والديها لاتنتهي
وختمت برحيل أمها عن المنزل نهائيا ومن يومها اعتزلت جميع الاجتماعات بسبب نظرة الشفقه التي تراها من من حولها

شهقت بقهر وهي تحدث نفسها / ماذنبي في كل هذا ؟
الاب يعيش كما يحب يخرج ويجلب اصدقاءه تاركا اطفاله على عاتقها
والأم نست أو تناست فلذات أكبادها ومااصابها في مقتل
خبر زفته جدتها لها قبل أسبوع بأن والدتها قد تزوجت حديثا
ووقعت هي بينهم
دخل والدها وهو يقول / ها الشاي جهز ؟
أومأت بصمت ليصرخ والدها / وإنتي ماعندك لسان بس هزيلي راسك
مسحت دموعها بسرعه قبل أن يلحظ / أي جهز يله
وقف من خلفها وهو يسألها وقد تغيرت نبرته للعطف / فكرتي في الموضوع اللي قلت لك عليه ؟
فكرت بداخلها , هي لم تنم طوال ليلة البارح , فقد عرض عليها والدها الزواج من تاجر يعرفه أربعيني متزوج لديه 7 أبناء يريد الزواج من إمرأه ثانيه, لم تستشر أحدا لكنها وجدت في ذلك خلاصها من بيت والدها ومسؤولية إخوتها التي ألقيت على عاتقها , ستتزوج حتما وتسافر وتعيش في منزل يخصها وحدها ستنعم بالهدوء وستلفظ إخوتها ووالديها
أجابت بقهروهي تشعر بأنها تنتقم من والديها اللذان تشعر بأنهما سبب ماهي فيه من متاعب / موافقة يبه



قلب تهامة غير متواجد حالياً