رهيـن المحبسيـن
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري
شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية
لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت
وذلك لأنه قد اعتزل الناس حيث كان فقدان الركنين الأساسيين في حياته أمه وأبيه كفيلة بأن تؤثر به وعليه كأي إنسان ولو بلغ من قوته ما بلغ عدا عن فقدان بصره، فاعتزل لناس أكثر من أربعين سنة إلا أن أهل العلم لم يتركوه للعزلة ألحّوا عليه وطلبوا شرب العلم من منهله فالتزموا داره آمّين له طالبين علمه وأدبه فقد كانوا عارفين لقدره ومنزلته معترفين بفضله ومكانته ولم يقتصر بعزلته فقط عن الناس والمجتمع وإنما أرادها في الآخرة فتمنى ألا يشهد الحشر في الناس، فيقول:
فيا ليتني لا أشهدُ الحشرَ فيهم
إذا بعثوا شعثًا رؤوسهم غبرَا
حتى أنه طلب أن يدفن بموضع لم يحفر فيه قبرٌ لأحد وكأنه يريد أن يرفع فوق قبره راية من الريح ونعرّج على اعتزاله النوعي الذي ألزم نفسه بالحرمان الطوعي، فيقول طه حسين: "لم يدع لنفسه شهوة إلا أذلها ولا عاطفة إلا أخضعها لسلطان العقل