الموضوع: قسوة الماضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-20, 09:24 PM   #7

قلب تهامة

? العضوٌ??? » 297108
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » قلب تهامة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع

لا تعلم كيف نطقت بها , لازالت تحت تأثير الصدمة , كم تمقت الحياة في هذه اللحظة ,كانت تعتقد بأنها اختصرت كل المتاعب التي تواجهها بكلمة "نعم"
لكنها لم تدرك إلا هذه اللحظة بأنها كانت "نعم" لبداية حياة جديدة لكنها بداية متاعب أخرى من نوع آخر أقسى . تتذكر تماما اتصال والدتها التي وردها بالأمس بعد انقطاع دام 5 أشهر , تطلب منها فيه العدول عن قرارها , لكنها لم تستمع وأغلقت الهاتف بغضب وقهر شديد.

قطعت تأملاتها يد والدها التي امتدت نحوها وشدها من عضدها بخفة وهو ينقلها من كرسيها التي تجلس به إلى جانب شخص يلبس ثوب رمادي , لم تتجرأ على رفع رأسها للأعلى , أحست بأنها تبكي تحسست وجهها بكفيها لكنها لم تجد أي دموع , هل يعقل أنها تبكي بصمت , تنحنح الذي يجلس بجانبها
وتناول كفيها براحة وهو يقول
- شلونتس يامريم ؟
رفعت رأسها وقد غطت عينيها غشاوة ضبابيه من الدموع لتدرك أنها قد نزلت دموعها أخيرا
سمعت صوت والدها الذي مقتته في هذه اللحظة وهو يقول
- مماعليه خجلانه يا أبو عبدالله
- قهقه الأخر قائلا ايييه ماعليه بتتعود
حاولت سحب كفها بخفة لكنه سحبها بقوة اكبر وضغط عليها بتملك شديد
تأوهت وهي تحاول تحرير كفها من بين يديه لتسمع صوت والدها وهو يقول
- أترككم لحالكم تتفاهمون يا بو عبدالله
رفعت رأسها بسرعه وهي ترسل إشارات استغاثه لوالدها الذي أولاها ظهره وخرج مغلقا الباب من خلفه



رفعت جوالها وهي تنظر للمتصل وكشرت ثم ضغطت زر الرد لتسمع صوته الحانق من خلف الشاشه
- وينك ؟
- بالجامعة
- طيب واللي بالجامعة ماترجع ؟ ماتشوفين الساعة كم ياهانم ؟
ردت ببرود
- والله لو كلفت عمرك وسألتني ليه متأخرة كان جاوبتك , وبلاها هالنرفزة اللي مالها داعي
صدح صوته مخترقا طبلة اذنها
– جاوبي على قد سؤالي ياسارة ولاتختبرين صبري
- عندي برزنتيشن اليوم وموعد للعصر
لتسمع بعدها صوت اغلاق الخط وتبعتها رسالة يخبرها فيها بأنه سيقلها للمنزل وعليها
ان تكون أمام البوابه المعتاده الخروج منها عند الخامسة مساءا
تأففت بقهر ورمت الهاتف في حقيبتها


دخلت الغرفة الصغيرة وهي تفكر في الحديث الذي وجهه عمها لها , أيعقل أن يتقدم لخطبتها ابن الجارة الطيبة , هي لاتعلم عنه شيئا , لكنه يعتبر فرصة ممتازة للتخلص من عمها وزوجته وابنتهما الغثيثه
قررت أن توافق بدون تفكير وانطلقت تخبر عمها بقرارها, لاحظت نظرات زوجة عمها وهي تبتسم بخبث – ياجعله بالبركة ياسما , ام فيصل حرمة طيبة وان شاء الله ولدها بيسعدك
سعادبسخرية – عالبركة ياسما أخيرا بيصير لك بيت
أغمضت عينيها بتعب وهي تستشف نبرة السخرية من ابنت عمها الحقود وتجاهلتها قائلة لعمها – بعد اذنك ياعمي , اذا ماتبغا مني شي ابغا اروح اريح بغرفتي
- روحي يبه , وانا بكلم أبو فيصل الحين ابلغه بموافقتك
- قاطعته فوزية اصبر شوي كم يوم لايقولون ماصدقو يخطبون منا وضحكت ضحكة عاليه
- انزعج أبو طلال من ضحكتها وامسك هاتفه يهم بالاتصال حين قاطعه اتصال أبو فيصل ليخبره بأن الفتاة قد وافقت واتفقوا على موعد للشوفة الشرعية


الساعة الخامسة تماما تقف أمام البوابه الكبيرة تنتظر سيارته بملل , لاتقوى على نوبة غضب جديدة , فهي قد مرت بنوبة قبل ساعات , على الرغم من تصنعها القوة , الا انها تكذب لو قالت انه سوءه معها لايؤثر بها , معاملته القاسية معها تجعلها متبلدة باردة وتزيدها سوءا , تسلحت بالصمت واكفهر وجهها وهي ترى سيارته السوداء تقترب منها لتركب وهي تلقي السلام بصوت خفيض , رد عليها بصوته الجهوري وانطلق بسرعة كبيرة وهو يحاول التعبير عن غضبه بهذا الشكل .
لم تلتفت اليه واسندت رأسها المتتعب إلى المقعد وهي تستغفر بهدوء , تحاول أن تسعد نفسها بالرغم من أن قربه يخنقها , اليوم كان أدائها جيدا في البرزنتيشن الذي قدمته أمام دكتورة المادة , حسنا يوجد شيء جيد اليوم , احست بتوقف حركة السيارة لترفع رأسها وتتفاجأ بوقوفه أمام بناية حديثة تراها للمرة الأولى , همت بالصراخ فجأه لتسمعه يقول
- قبل ماتقومين بأي حركة جنونية , هذا بيت أختي أم رياض , وجايين عشان بنتها روان تعبانه وضروي أوديها للمستشفى , والحين انزلي هيا
- سلامتها ان شالله , بس أنا وش لزمتي أجي معك, بنتظرك هنا وجيبها ووصلني بيتنا وبعدها روح مكان ماتبي
قاطعها
- بدون كلمة زيادة انزلي
همت بالاعتراض لتجده يفتح بابها ويسحبها من عضدها بقسوة , تأففت وهي تعض شفتيها بقهر , كل حيااتها بيد هذا الرجل وكل أمورها مسيرة بأمره , سئمت هذا الوضع اليوم حقا ستطلب الطلاق أو ستخلعه لايهم , لن يمر الأمر مرور الكرام , يصرخ عليها ويأمرها ويجوب بها المدينة ووالدها صامت , حقا هذا كثير , تذكرت قبل أسبوع حين خرجت مع إحدى صديقاتها للتسوق, وكانت قد أخبرت والدتها بأمر خروجها لتجده يقف عند الباب بعد عودتها وينظر لها بنظرات حارقة , تتذكر تماما حين حاولت تجاوزه والدخول , تتذكر ألم مسكته وشده على زندها ونهرها بشده وأمره بأن تستأذن منه أيضا عند الخروج, تتذكر صمت والدتها وكأنها تخافه أيضا , سحقا لماذا يصمتون له هكذا , حاولت حينها إخبار والدها لكن أمها اعترضت بشده على ذلك , فليكن اليوم لن تخاف وستواجه والدها بالأمر لقد تجاوز حده هذا الأحمق فعلا.

فتحت عينيها لتجده يطرق الباب وتفتح له فتاه تبدو في الخامسة عشر من عمرها تربط شعرها الطويل بجديلة مضحكة , أطلت بوجهها البريئ وهي تهتف
- هلا خالي سليمان , بسرعه أمي بس تصيح
دفع البنت بخفة للداخل وهو ينهرها لأنها خرجت بكامل جسدها خارج الشقة وهو يسحب التي تقف خلفه, لتسمع شهقه من الفتاه ذات الخمسة عشر عاما وهي تقول
- يممممممممممممه , خالي سليمان جايب معه بنييه
خبطها على رأسها بخفه ضاحكا

- بنيه مين , هذي سارة
كشرت بانزعاج , ايقصد انها ليست انثى؟
سمعت ترحيب أم رياض من الخلف
- ياهلا بسارة ياهلا بمرت الغالي , تمنيت اتعرف عليك بظروف أحسن من كذا
قبلتها بسرعه وهي تغلق عباءتها وهي توصي الفتاه الملقوفه ذات الجديلة
- رزان حبيبتي انتبهي على نفسك يمكن نطول
قاطعها سليمان
- سارة بتجلس معها
همت بالاعتراض قبل أن ترى نظراته الحارقة نحوها , لكنها صدمت برد ام رياض
- ياعمري ياسارة ماتتاخرين كذا على بيتكم ؟ والله اني متفشله منك , انا أخاف على رياض واخاف بنيتي هذه ماتعرف تتصرف معه لو صحي يبكي
ابتسمت ببلاهه وهي تقول
- ماعليك يا أم رياض
ودعتهم وهي تسمع دعوات ام رياض لها واقفل سليمان الباب وهو يخبرها بأن والدها لديه علم بأنها معه
بعد خروجهم استوعبت بأنها مع طفله في الخامسة عشر وفي عنقها مسؤولية طفل آخر في عمر 3 سنوات تقريبا , اخذت تأكل اظافرها بقهر , وهي مصممه اليوم ستخبر والدها بافعال هذا الرجل وستتخلص منه للأبد .



قلب تهامة غير متواجد حالياً