الموضوع: وعد بلا رحمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-20, 02:07 AM   #68

ياسمين أبو حسين

? العضوٌ??? » 450896
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » ياسمين أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس عشر :
*************************



و ما عند الله خير و أبقي ...
انت تريد و أنا أريد و الله يفعل ما يريد .... من وهننا نعتقد أننا نسير الكون وفقا لمتطلباتنا و رغباتنا و لكننا للأسف نسير كما قدر الله لنا .. نلتقي .. نفترق .. قدر و معلوم و نمشي عليه .....

خرجت روضة من غرفتها مسرعة و قالت لوالدها بهدوء وهى تمد ذراعها نحوه :
- إتفضل يا بابا القميص جاهز و مكوى وزى الفل .
أخذه منها والدها راسما على ثغره إبتسامة و اسعة و ربت على كتفها بحنو قائلا :
- عقبال يومك يا حبيبتى .. و الله دى هتبقى الفرحة الكبيرة .
إكتفت روضة بالإبتسام مجاملة له و قالت برقة :
- ربنا يخليك لينا يا بابا .. هدخل أنا لوعد أشوفها جهزت ولا لسه الناس على وصول .
و تركته و توجهت لغرفة وعد بعدما عادت لوجومها الحزين .. ولجت للغرفة متمتمة بحدة :
- خلصتى يا وعد ولا لسه ده النا ........ .
تسمرت فى مكانها وهى تتطلع لوعد بإندهاش كبير .. من جمالها و أناقتها الجذابة .. بينما تشكلت على ثغر وعد إبتسامة خجله و هى تتابع إعجاب روضة بعينيها و سألتها بخفوت :
- عجبتك يا روضة .. شكلى حلو .
ترقرقت الدموع فى عينى روضة بحنان و أومأت برأسها مرددة آيات الله لحفظ صغيرتها من العين و الحسد ثم إقتربت منها و وضعت كفها على رأسها و قالت :
- بإسم الله أرقيكى .. من كل شئ يؤذيكى .. و من شر كل نفس أو عين حاسد .
إحتضنتها وعد بقوة و قالت بحب صادق :
- ربنا ما يحرمنى منك يا أحلى حاجة فى دنيتى .
أبعدتها روضة عنها قليلا و هى تتطلع بعينيها نافذة لعقلها و سألتها بحزم :
- متأكدة من قرارك يا وعد .
أومأت وعد برأسها قائلة بثقة :
- متأكدة و معتمدة على ربنا بعد ما صليت إستخاره و وكلته أمرى .
ربتت على ذراعيها بحنو و قالت بفرحة :
- ربنا يقدم اللى فيه الخير و يبعد عنك كل شر .
إستمعوا لجرس الباب .. فقالت روضة بتوتر :
- أهل العريس وصلوا .. أنا متوترة زى ما أكون أنا العروسة .
تنفست وعد مطولا و زفرته على مهل محاولة تهدأة أنفاسها و دقات قلبها و إرتعاشة جسدها المفاجئة .. حتى دلفت إليهم روان قائلة بإبتسامة متسعة :
- العريس و أهله وصلوا .. واضح إنهم ناس محترمين جدا .
إستقبلهم عيسى و سلوى بإبتسامة ودودة مرحبة .. حتى جلسوا جميعا فى غرفة الصالون .. رحب عيسى بفضل قائلا :
- النهاردة زارنا النبى يا حاج فضل .. الدنيا نورت .
ربت فضل على ساقه بإمتنان قائلا :
- منورة بيكم يا أبو عمرو .. وحشتنا يا راجل فينك و فين أراضيك .. أديلنا سنين ما إتقابلناش .
أجابه عيسى بهزة من رأسه قائلا بأعين متأثرة :
- السفر هو اللى منعنى من زيارتك يا حاج فضل .. إنت عارف الشغل و لقمة العيش .
بينما رحبت سلوى بدولت قائلة بفرحة :
- وحشانى يا حاجة دولت والله .. أنا حمدت ربنا إن جاسم يبقى إبن ناس ولاد أصول زيكم .
أجابتها دولت وهى تحدج إبنها بفخر قائلة بلطف :
- ده من زوقك يا حبيبتى .. أنا اللى فرحت قوى لما عرفت إن وعد تبقى بنتكم و هتجنن و أشوفها من كتر ما جاسم و الحاج فضل ما إتكلموا عنها و شكرولى فيها .
إتسعت إبتسامة سلوى وهى تستمع لكلمات دولت .. و لم تفتها نظرات الإحتقان التى علت ملامح تلك السيدتين الجالستين بجوارها .. إنتبهت دولت لنظراتها فقالت معرفة :
- دى بقا الحاجة نجوى أخت الحاج فضل و دى كمان الحاجة ألفت أختها .
هزت سلوى رأسها متصنعة الإبتسام و هى تتابع حنقهم و لوية ثغرهم و قالت ببرود :
- يا أهلا وسهلا .
ثم أشارت دولت بيدها ناحية علا و قالت متابعة تعريفها :
- ودى بقا الباش مهندسة علا بنتى و بنتها ريتال .
إبتسمت لها سلوى إبتسامة حقيقية و قالت بترحاب :
- يا أهلا و سهلا يا بنتى .. منورة الدنيا .
أجابتها علا بنعومة :
- متشكرة يا طنط .. أمال فين روضة و وعد .
وقفت سلوى و قالت بصوت مسموع :
- هناديهم حالا .
إنتصب جاسم فى جلسته و هو يتابع الباب بعينيه فى إنتظار قدوم جنيته المشاغبة بعدما شعر بالملل من أحاديثهم الجانبية .. و ما هى إلا لحظات و إرتفع حاجبيه و هو يتأملها بوله من شدة جمالها و أناقتها بفستانها الأزرق و الذى بدت به رائعة الجمال و الحسن .. فوقف مسرعا و هو مشدوها بطلتها الآخذة .. فجذبه عمرو من مرفقه و قال مداعبا :
- مالك يا عريس هو الكرسى متكهرب .
لم يعره جاسم أى إهتمام فتلك الهالة المحيطة بحبيته سلبت إرادته و تعقله .. صافحت وعد فضل قائلة بخفوت خجل :
- أهلا وسهلا يا فندم .
شدد فضل من قبضته حول كفها قائلا بلوم و عتاب :
- إيه يا فندم دى .. هنا تقوليلى يا عمى .. تمام .
أومأت وعد برأسها إيجابيا .. لم تمهلها دولت الوقت للرد عليه حيث إقتربت منها قائلة بسعادة :
- بسم الله ما شاء الله .. إيه الجمال ده يا حبيبتى .
وجذبتها لحضنها فجأة و قبلتها على وجنتيها بقوة و هى تقول :
- إزيك يا وعد يا حبيبتى .
أجابتها وعد و هى تحدجها براحة من بساطتها و طيبتها :
- الحمد لله يا طنط .
ورحبت بجاسم بهزة من رأسها ليبادلها ترحابها الناعم مثلها .. بينما صافحت ألفت و نجوى و إحتضنت علا مرحبة بها .. ثم حملت ريتال و قبلتها قائلة بلطف :
- وحشتينى يا توتا .
تعلقت ريتال بعنقها و قالت بفرحة :
- و إنتى كمان يا وعد .
إستمرت جلستهم بعض الوقت حتى غمز جاسم لوالده أن يتحدث فى الموضوع الأساسى و يكفى هذا القدر من التعارف .. و بالفعل إلتفت فضل بجسده مقابل عيسى قائلا بجدية :
- إحنا يشرفنا يا عيسى إننا نتقدم لوعد و نطلب إيدها لجاسم إبنى و نبقى ممتنين لموافقتكم .
إرتبك عيسى قليلا و لكنه قال بحسم و قوة :
- الشرف لينا .. و إحنا لو لفينا الدنيا مش هنلاقى لبنتنا زى الباش مهندس جاسم .. كفاية إنه إبنك يا حاج و والدته تبقى الحاجة دولت .
زفر فضل بإرتياح و قال بنبرة متأثرة :
- ده من أصلك .. يبقى على بركة الله نعمل الخطوبة و كتب الكتاب الإسبوع الجاى و الفرح إن شاء الله فى أقرب فرصة علشان جاسم قالى إنكم هتسافروا كمان شهر .
أومأ عيسى برأسه مؤكدا و قال :
- فعلا يا حاج مش هقدر أتأخر أكتر من كده و مش هقدر أنزل تانى قبل سنة كمان .
هتف فضل بتفاؤل متابعا حديثه :
- تمام .. و جاسم عنده شقته متشطبة و جاهزة على الفرش و مساحتها 200 متر فى بيت العيلة و هنفرشها بأحسن و أغلى فرش و فرحهم هيتعمل فى أشيك مكان و هيبقى فرح الكل هيتكلم عنه .. و شبكتها هتنزل تختارها مع الحاجة و اللى تؤمروا بيه نافذ .
أجابه عيسى وهو يعتدل بجلسته قائلا بإبتسامة هادئة :
- هى بنتك و هو إبنك و اللى تشوفه على راسنا يا حاج .
ربت فضل على ساقيه بقوة قائلا بإرتياح :
- يبقى نقرأ الفاتحة و ربنا يهنيهم و يسعدهم .
تطلع جاسم بوعد بسعادة و هو يتابع فركها لأناملها بخجل .. ثم إنتبه على قرائة الجميع للفاتحة فرفع كفيه أمام و جهه و بدأ فى تلاوتها ....

بعدما إنتهت من تلاوتها و قعت عينيها على جاسم المبتسم بفرحة و يلتهمها بعينيه .. أخذتها قليلا وسامته الملفتة ببذلته السوداء و قميصه الأبيض و ساعة معصمه الغالية .. فأشاحت بوجهها بعيدا عنه بخجل .. و داعبت ريتال فى محاولة لتخفيف توترها .....
مالت علا على وعد و قالت بمداعبة :
- بقولك إيه يا وعد ما تيجى نقعد إحنا بره قاعدة بنات و نسيبهم هما يتكلموا فى التفاصيل .
هزت وعد رأسها بقوة و قالت بأدب :
- آه طبعا إتفضلى معايا .
جذب جاسم علا من ذراعها و قال هامسا بضجر :
- ما تاخدونى معاكم .
ضحكت وعد بخفوت على مزحته .. بينما إمتعض وجه علا و قالت له بحدة مستنكرة مزاحه السئ :
- دمك خفيف .. بنقولك قاعدة بنات .. خليك مع بابا و عمو و إتفقوا على اللى جاى .. إنما إحنا لينا إتفاقات تانية خالص .
خرجت علا و وعد و ريتال و جلستا بصحبة روضة و روان .. بعد تبادل السلامات و التحيات سألت علا وعد و هى تطالعها بقوة مستشفة ردة فعلها :
- إنتى مبسوطة يا وعد إنك هترتبطى بجاسم .
حولت وعد مقلتيها ناحية تلك الشباك السوداء التى لم ترحمها و لو لثانية متطلعة إليه بإبتسامة هادئة و أجابتها بثقة :
- أيوة طبعا .
إرتاحت ملامح علا فربما تقديرها لما بين مالك و وعد كان خاطئ .. فصفقت بيدها قائلة بسعادة و هى تعتدل فى جلستها بحزم :
- بصوا بقا يا بنانيت .. عاوزين الأيام اللى جاية نعمل شوبنج على أعلى مستوى .. و نحضر لكل حاجة علشان الخطوبة تطلع تجنن .
قطعت وعد إسترسالها المتحمس قائلة ببساطة :
- إحنا هنعمل الخطوبة و كتب الكتاب هنا فى الشقة .
زمت علا شفتيها قائلة بحزن :
- ليه كده .. كنا عاوزين نفرح .
- ما إحنا هنفرح برضه .. بس هنا و فى الفرح إن شاء الله إعملوا اللى عاوزينه .

.................................................. .................................................. ................
.......................

رغم حزنها العميق و التى دفنته داخل قلبها مع توالى الأيام .. إلا أنها لم تنسهم و قررت زيارتهم و تقديم يد العون إليهم دون مقابل ......

إستوقفتها كلمة دون مقابل .. فزيارتها لهم تعنى حبها و فقط .. لا توجد بداخلها رغبة لشئ .. إذا فهناك ما يسمى حبا على ما يبدو ........

تعالت ضحكاتهم فإنتبهت إليهم وعد و قد كانت عيناها غائمتين تنظر أمامها بلا هدى .. فقالت إحداهن بإبتسامة ودودة :
- تعرفى يا وعد إحنا قولنا إنه بعد ما إتقبض على رحاب .. إنك مش هتزورينا تانى .
شبكت وعد أنامل كفيها ببعضهما و جذبت بهم ركبتها إلى صدرها و هى تجيبها بتعجب :
- بتقولى ليه كده .. أنا قولتلكم أكتر من مرة إنكم بقيتوا أصحابى و إنى بحبكم .. ده غير إنى وعدتكم بشغل و حياة سليمة لما تخرجوا من الدار .
ربتت إحداى فتيات الدار على ذراعها و سألتها بمرح لتغير دفة الحوار :
- قوليلى صحيح أخبار الباش مهندس جاسم إيه .
شبكت فتاة أخرى ذراعها بذراع وعد و قالت بتنهيدة حارة :
- هاااا .. قوليلنا يا وعد هو كويس .. و ليا طلب عندك وحياة أمك يا شيخة .. خليه ييجى علشان أشوفه .
دفعتهم وعد بالقوة عنها للفكاك من حصارهم .. بينما منحتهم ردا سريعا و قوى و هى تقول بغضب :
- حيلك حيلك إنتى وهى .. اللى بتتكلموا عليه ده هيبقى خطيبى و جوزى يوم الجمعة اللى جاية .
شهقت الفتيات بإحباط و قالت إحداهن بإبتسامة ماكرة بعدما تحقق ظنها :
- مش قولتلكم إنه بيحب وعد .. ده كان باين عليه قوى .
رفعت وعد حاجبها بدهشة ثم مالت عليها بفضول و سألتها بعين ونص قائلة بصدمة :
- كان باين عليه إزاى يعنى .
تنهدت الفتاة مطولا و قالت بهيام :
- بصاته ليكى كانت عاملة زى النار اللى بتدفى .. و نبرة صوته لما يكلمك بتبقى حنينة و ناعمة زى القطيفة .. و إبتسامته الهادية لما تقولى حاجة تلفت نظره .. و لما يقلب أول ما راجل يبص ناحيتك بحسه هيتحول للرجل الأخضر و عضلاته هتتنفخ و هيقطع قميصه و هينفخ اللى بصلك ده .
إبتسمت وعد بخفوت وهى تحلل كلماتها على مواقف كثيرة جمعتهما .. فكانت الفتاة على حق .. إذا فالجميع شعر بعشقه لها .. و هى لم تشعر كانت هائمة بآخر لا يستحق ثانية تفكير أو رثاء على حبه الضائع .... .
غمزت الفتيات لبعضهم و هم يشاهدون شرود وعد و إبتسامتها الشغوفة .. فوخزتها إحداهن قائلة بنبرة متسلية :
- روحتى فين يا وعد .. هو لحق وحشك .
ضربتها وعد على رأسها وقالت بحدة :
- إتكلمى بأدب أحسنلك .
ضحكت الفتاة و تأوهت من ضربتها قائلة بإستعطاف :
- آآه .. آسفة يا دودو يا قمر .. بس خفى إيدك شوية كان هيجيلى إرتجاج فى المخ .
إقتربت إحداهن من وعد و جلست بجوارها و سألتها بخجل :
- طيب لما تتخطبوا .. و فى مرة قالك .. مثلا .. مثلا يعنى .. هاتى بوسة هتعملى إيه .
تطلعت وعد لكفها و التى زينته خاتم ذهبي .. فعلمت أنها مخطوبة و هذا سؤال خاص بها فأجابتها برومانسية حالمة :
- هااااه .. أحب أنا الجو الرومانسى ده قوى .. تعرفى لو فى مرة قالى هاتى بوسة .
إتسعت أعين الفتيات بلهفة لإنتظار ردها .. حتى أردفت قائلة و هى محتفظة بتلك النبرة الرومانسية :
- أكيد طبعا مش هقوله عيب .. و بتكسف و الجو اللى عفى عليه الزمن ده .
إستندت الفتاة بمرفقيها على ساقيها و قالت بحماس :
- أمال هتعملى إيه ؟؟!!!
وقفت وعد بشموخ و هى تمثل بذراعيها و الفتيات تتابعها بتلهف حيث قالت :
- هبوس كف إيدى بوسة كبييييرة ..و باعدين هرفعها برمانسية فى الهوا .. و طرااااخ .. أديله كف خماسى الأبعاد على وشه ينزل يرن علشان البوسة تلزق صح .
تعالت ضحكات الفتيات مجددا .. حتى قالت إحداهن و هى تلهث من شدة ضحكها :
- يخرب عقلك .. ده أنا جهزت نفسى لكلام قبيح و الله .
هزت وعد رأسها بيأس و قالت بتهكم :
- مش قولتلكم قليلة أدب .. أنا هقول كلام قبيح .. يا قبيحة .
وقفت إحداهن بجوارها و سألتها بتردد :
- هى لمى أخبارها إيه يا وعد .
ملست وعد على ظهرها و أجابتها بهدوء مطمئن :
- كويسة الحمد لله .. و إنتم وحشتوها جدا .. بس خوف عليها مش هتقدر تشوفكم و أول ما نخلص من الكابوس ده .. هتجيلكم دايما و إنتم هتخرجوا ليها كمان .
تنفسوا براحة و قالوا جميعا :
- الحمد لله .

.................................................. .................................................. ...............
...................

مرت الأيام و الإستعدادت للخطبة و عقد القران تسير على قدما وساق .. و هو يتابع فى صمت .. دائما ما نهره عقله قائلا المقولة الشهيرة .. الساكت عن الحق شيطان أخرس .....

بعدما إطمئن أن الشركة الأن قد أصبحت خالية من موظفيها .. قرر التسلل إلى هناك للوصول لأى شئ يستطيع منه التحدث مع مالك قبل أن يتم مخطط جاسم ....

و بالفعل وصل سامر بسيارته أسفل الشركة .. صفها و ترجل منها شاعرا بتوتر و تخبط فى مشاعره .. وكان معه أحد رجاله ..و رغم تخبطه لكنه حزم أمره و حيا رجال الآمن و صعد للشركة .. و بعد قليل وقف أمام مكتب جاسم .. تنفس الصعداء و فتح الباب بالمفتاح و ولج للداخل معه رجله .. توجه مباشرة للحاسوب و أداره ناحيته قائلا بحزم :
- إفتحلى الكمبيوتر ده بسرعة .. مش إنت هتعرف تجيب الباسورد .
أومأ الرجل برأسه بثقة و قال و هو يضع نظارته الطبية :
- متقلقش يا كبير خمساية و كل حاجة هتبقى تحت إديك .
لم يأخذ وقتا طويلا كما إعتقد سامر .. بل فتحه منتشيا بنفسه و أداره ناحيته قائلا بفخر :
- أصلى يا كبير .. بس صاحبك ده سهلها عليا جدا .. الباسورد بتاعه تلت حروف بس .. و .. ع .. د .. يالا مش عاوز منى حاجة تانية .
تنهد سامر مطولا .. فمن الواضح حب جاسم القوى لوعد و ليست نزوة كما يعتقد .. ثم أومأ لرجله نافيا و قال له شاكرا :
- شكرا ياض .. شغلك أصلى بس إوعى حد يشم خبر مفهوم .
رفع سبابته أمام عينيه و قال بخنوع :
- من عنيا يا كبير .. أنا راجلك و تحت طوعك .. يالا سلامو عليكو .
- و عليكم السلام .

ثم سحب سامر كرسى مكتب جاسم و جلس أمام الحاسوب و فتح الإيميل الخاص به و عبث به قليلا حتى عثر على مراسلاته مع ديما .. راجعها كلها حتى جحظت عينيه .. فديما من ساعدته لتنفيذ مخططه .. و تلك الصور القذرة لمالك معها لم تكن حقيقية كما شعر .. و ما أغضبه أن جاسم ورائها .. فسأل نفسه لما قد يفعل جاسم ذلك .......

حتى أضائت إنارة عقله متذكرا اليوم الذى رأوا به الصور و حضور وعد بعدها و مرضها الذى صادف نفس اليوم .. إذا فوعد إطلعت على تلك الصور و قد أصابها ما أصابها .. تنفس سامر مطولا و زفره دفعه واحدة كأنه ينفث نارا ثم قال بغضب :
- لعبتها صح يا جاسم .. للدرجة دى بتحبها .. بس برضه لازم مالك يعرف و هو يتصرف و أنا أرتاح .
عاد بعينيه للحاسوب و فتح صفحته الشخصية على الفيس بوك .. و تطلع بقائمة الأصدقاء حتى عثر على ديما و بالمصادفة كانت هنا .. فكتب لها على أنه جاسم :
~ هاى ديما .. إيه الأخبار .
أجابته مسرعة :
~ مرحبا حبيبى .. كيفك إشتقتلك كتير .. ما راح شوفك يا جاسم .
~ هشوفك قريب بس أخبار مالك إيه .
و إنتظر قليلا حتى كتبت له :
~ هو معى و بدأ صبره ينفد .. أنا حطيت موبايله فى شنطته تحت أوعيته .. و نحنا خلاص مهمتنا راح تنتهى و هيرجع لمصر .
إبتسم سامر بإنتصار و كتب لها مسرعا :
~ طب إديله تليفونك عاوز أقوله حاجة مهمة بس هكلمه على الماسنجر .. و إديله الموبايل على طول مفهوم .
~ ok حبيبى .. مع إنه نفسى أسمع صوتك .. بس راح إعمل اللى بدك إياه .. تشااو .

بصق سامر بجواره بتقذذ من حوارهما و بحث بأدراج جاسم على سماعة الرأس حتى وجدها .. و ضعها على أذنيه و أوصلها بالحاسوب و هو يسبها بألفاظ نابية و إتصل عليها حتى إستمع لرنين المحادثة .. و بعد قليل و صله صوت مالك قائلا بتذمر :
- لسه فاكر تسأل عليا يا جاسم .
أجابه سامر بحزم :
- أنا سامر و إوعى البت اللى جنبك دى تحس إنك بتكلمنى و إتكلم عادى على إنى جاسم و إبعد عنها شوية .
وقف مالك مسرعا بعدما شعر بشئ غريب و مريب فى حديث سامر و إبتعد بهدوء عن ديما قائلا بمداعبة :
- وحشتنى يا جاسم .. أخبار مصر إيه .
وبعدما إطمئن لبعده عنها سأله بتوجس و قلق :
- فى إيه يا سامر .. إيه جو المخابرات ده .
رفع سامر كفه بصرامه و هدر قائلا بغضب :
- مالك .. إنت لازم ترجع على أول طيارة لمصر .
شعر مالك أن هناك أمر غير محمودا ينتظره فسأله بذعر :
- أبويا و أمى كويسين .. طب روان .. و لا تكون وعد ...... .
قاطعه سامر بحزم :
- كلنا كويسين جدا .. بس فى مصيبة هتحصل لو ما رجعتش حالا .
ضغط مالك على شفتيه بقوة و قال من بين أسنانه بغضب :
- إخلص يا سامر هتقعد تختصرلى و تجبلى من كل فيلم أغنية .. فى إيه هموت من رعبى يا أخى .
أجابه سامر بهدوء :
- أنا هبعتلك رقمى .. إكتبه و إطلع كلمنى من أوضتك أو من أقرب تليفون علشان نبقى على راحتنا و خد بالك من اللى إسمها ديما دى .. تمام .
لم يبدى أى إعتراض و قال بحدة :
- ماشى يا سيدى .. إخلص و لينا حوار يلمنا .. ده أنا هطلع **** أمك .. على اللى عملته فيا لو طلع هيافة من هيفاتك .
أرسل إليه سامر رقم هاتفه و أغلق حاسوب جاسم و أعاد السماعات لمكانها و خرج مسرعا .. ثم إستقل سيارته و إنطلق مبتعدا .......
هاتفت ديما جاسم بشك .. حتى أتاها صوته قائلا بتلقائية :
- أخبارك إيه يا ديما .. و إيه أخبار مالك .. معلش بقالى كام يوم مشغول عنكم .
إبتسمت ديما بمكر بعدما صدق حدسها و قالت له بحدة :
- فى حدا كلمنى من صفحتك على الفيس بوك على إنه إنت و كلم مالك .
إكفهر و جه جاسم و سار مسرعا مبتعدا عن ما حوله أكثر و قال بريبة :
- مين اللى هيعمل كده .. و باعدين الكمبيوتر فى الش ....... .
أغمض عينيه بقوة و مسح وجه بكفه قائلا بحنق :
- سامر .
زفرت ديما ببرود و قالت بنبرة حازمة :
- لازم أختفى حالا قبل ما مالك يعرف كل شى و يخربها فوق راسى .. سلام يا حبيبى .. ما تنسى باقى اللى إتفقنا عليه .
أجابها جاسم بفتور :
- حاضر .. سلام دلوقتى علشان أتصرف .
- تشااو بيبى .

أغلق هاتفه و هو يتطلع من خلال تلك الواجهه الزجاجية على وعد التى تنتقى شبكتها بخجل .. ضيق عينيه بغضب و قال هامسا بصوته الأجش المنفعل :
- ماشى يا سامر .. وعد ليا غصب عن أى حد و هشوف أنا و لا إنتم .
ثم هدأ من تشنج ملامحه و رسم إبتسامة هادئة على شفتيه و ولج لداخل محل الصائغ بثقة .......

.................................................. .................................................. ..............
...................

كان القلق ينهش بداخله دون رحمة .. دلف لغرفته بالفندق و هاتف سامر .. إنتظر طويلا حتى إستمع لصوت سامر فصرخ به غاضبا :
- ساعة علشان ترد يا زفت إنت .. إحكيلى فى إيه بسرعة .
أجابه سامر و هو يستند بمرفقه على زجاج نافذة سيارته .. و يتطلع أمامه بشرود :
- معلش كنت بركن العربية .. بص يا مالك إنت لازم ترجع قبل يوم الجمعة بالليل .
فسأله مالك بنفاذ صبر قائلا بحدة :
- ليه بقا .. إنطق حرام عليك .
سحب سامر نفسا طويلا وزفره بهدوء و قال بتوتر :
- علشان يوم الجمعة خطوبة جاسم و وعد .
صمت رهيب ساد بينهما حتى أتاه ضحكات مالك الهيستيرية .. إستمرت ضحكاته لما يقارب الدقيقة و النصف .. ثم قال بضيق :
- تصدق إنك حيوان .. قلقتنى و خلتنى هموت من الخوف و إنت بتهزر فى الآخر .. تعرف يا سامر .. إنت لو قدامى دلوقتى كنت وقعتلك صف أسنانك بإيدى .
صرخ به سامر بحدة و هو يقول بصوت عميق :
- و الله ما بهزر .. جاسم بعدك و سفرك علشان ياخد وعد منك .
شعر مالك بألم بصدره و رفع كفه و مرره على ذقنه برعشة خفيفة .. ثم إبتلع ريقه ليجلى حلقه الجاف من كلمات سامر القاتلة .. و خرج صوته متحشرجا .. ميت لا حياة به :
- مستحيل .. جاسم مش هيعمل فيا كده .
ترقرقت الدموع فى عينى سامر فهو يعلم شعوره جيدا و ذاقه من قبله و ما زال يتعذب به حتى الآن .. ثم أجابه بشفقة قائلا :
- إرجع يا مالك .. وعد هتروح منك .
لأول مرة يشعر بالغربة و الوحدة .. ألم غريب يغزو عروقه منتشرا مع دمائه المتدفقة .. قبضة شديدة تلتف حول رقبته لتخنقه .. و لكنه سيطر على آلامه و جروحه و سأله بأمل زائف :
- ﻷ .. إنت بتعمل فيا مقلب و الكلام اللى قولته مش حقيقى .
ضرب سامر المقود أمامه بغضب و صرخ به قائلا بقوة مؤلمة :
- فوق يا مالك .. لأن يوم الجمعة مش خطوبة و بس ده هيكتبوا كتابهم كمان و هتبقى مراته .
لأول مرة لمعت بعينيه دمعة متألمة و هو يقول بحزن عميق :
- هو عارف إنى بحبها .. ده هو اللى قالى إنى بحبها .. إزاى يفكر فيها .. أنا مش فاهم حاجة .
أجابه سامر بترفق لحالة الضياع و الصدمة الجلية بنبرته المنكسرة :
- إنت كنت طول الوقت بتتكلم عليها قدامه .. لحد ما عقله إنشغل بيها و باعدين جبتها و حطتها قدامه فى الشركة علشان قلبه كمان ينشغل بيها .. جاسم بيحبها بجنون يا مالك .
و فجأة إستمع لصوت تكسير أشياء تعالى معها صوت صراخ مالك و هو يقول هادرا بوحشية :
- هقتله .. لو بس قرب منها هقتله مش هسمحله يا خدها منى .. دى بتاعتى أنا .. وهى كمان بتحبنى .
ثم تجمد بمكانه و كأن عقله يعود للعمل مجددا .. فحمل هاتفه مجددا و سأل سامر بصوت محتقن :
- وعد وافقت عليه .
أجابه سامر بإيجاز :
- أيوة وافقت .
نزلت كلماته على مالك كدلو ماء ساخن .. ذاب معه جلده و لحمه من الألم .. ثم قال بصوت مهزوم :
- بس هى بتحبنى أنا .. هى قالتلى آخر مرة إنى هوحشها .. و قالتلى إنها هتقولى إنها بتحبنى و هى مراتى .. هى عارفة إنى سافرت علشان أجمع فلوس أشترى بيها شقتنا .. شقتنا يا سامر .
مرر سامر أنامله بشعراته قائلا بتوجس :
- وعد مالهاش ذنب يا مالك .. إوعى تلومها أو تزعل منها مهما حصل .
تسائل مالك بإهتمام جلى فى نبرته :
- قصدك إيه .. و إزاى وافقت عليه بالسهولة دى .
إبتلع سامر ريقه بإرتباك شديد و أكمل قائلا بتوتر :
- لأنه جاسم .. خلى ديما تصوركم فى أوضاع تبان إنك على علاقة بيها .. و وعد شافتهم و مش عارف إزاى المهم تعبت جدا و إنهارت .. و دخلت فى غيبوبة كام يوم و بعد كده لما فاقت جاسم ضرب على الحديد و هو سخن و طلبها للجواز و طبعا وافقت .
إرتفع صوت مالك بسباب لاذع و هو يصرخ بنبرة ذبيحة ثم قال بحزم :
- أنا هاجى على أول طيارة .. سلام يا سامر .
أغلق الهاتف .. ليعود سامر لشروده مجددا .. ربما ما فعله كان خاطئا و لكنه الآن مرتاحا .. فليفعلوا ما يحلوا لهم .. فهو أدى ما عليه و القادم بيد واحد فقط .. الله .......

.................................................. .................................................. ................
................

أحيانا تضعنا الأيام أمام إختيارات مؤلمة .. و يجب أن تختار ما بين المؤلم و الأكثر ألما .. و لا تعطيك فرصة لإختيار آخر .....

سحبت نفسا طويلا و هى تتخيله أمامها بإبتسامته الهادئة و التى تغمض بها عينيه قليلا .. مستندا على الحائط أمامها واضعا كفيه بجيب بنطاله .. و يطالعها بنظرات نهمة .. تعشقها و تعشق صاحبها .. مالك ....
أفاقت وعد من شرودها على صوت سلوى التى سألتها بإبتسامة منتشية :
- إختارتى و لا لسه يا وعد .
أومأت وعد برأسها و قالت بنبرة فاترة :
- أيوة إختارت .
ثم بحثت بعينيها حولها و سألت بإيجاز :
- فين جاسم .
أجابتها دولت و هى تشير إليه بيدها للخارج :
- جاله تليفون و خرج يتكلم .
عادت وعد بعينيها للطقمين الذهبيين الموضعان أمامها .. و قد سلبا عقلها بجمالهما و فخامتهما .. عاد جاسم للجلوس بجوارها و سألها بتلهف :
- إختارتى حاجة يا وعد .
أشارت له على طقم ذهبى رقيق مثلها و قد أعجب به جاسم أيضا .. ثم عرض عليها خواتم الخطوبة أو بالمعنى الدارج " الدبل " لتختار من بينهم .. بينما سألت دولت جاسم بفضول :
- مين اللى كان بيكلمك يا حبيبى .
فكر قليلا ثم قال ببرود يجمد الحمم :
- كنت بكلم مالك .
شعرت وعد برجفة غريبة إجتاحت جسدها و هى تستمع لإسمه .. بينما جاهدت .. وبقوة .. أن تبدو طبيعية .. وهى تنتقى خاتمها .. بينما سألته سلوى بتعجب :
- طب ليه مش بيكلم أهله .. دول هيتجننوا عليه .
منحها ردا سريعا و هو يقول بخبث :
- مش عارف .. بس فى حاجة شغلاه هناك .. ده أنا كل ما أطلب منه يرجع يقولى يومين كده .. غريب .
تشنجت تعابير وجه وعد و هى تضغط على أعصابها أكثر من اللازم .. و قلبها مفطور بألم بات يرهقها .. تفرس جاسم فى وجهها محاولا سبر أغوار عقلها نافذا لروحها المتألمة قائلا بداخله :
- عارف إنك دلوقتى بتتعذبى .. بس دى أعراض إنسحاب الإدمان .. و بكرة تفوقى و تعرفى إن محدش هيحبك زى ما أنا بحبك .
إبتلعت وعد ريقها و أشارت بإبهامها على إحدى الخواتم و قالت بشبح إبتسامة :
- دى حلوة .. إيه رأيك يا جاسم .
حملها بين أنامله يتأملها عن قرب و قال بإعجاب :
- جميلة .. و لو عجبتك ناخدها .
إلتفت بوجهها ناحيته و تطلعت إليه مطولا .. هائمة بوسامته الهادئة .. تمنى نفسها بأن يصبح حبيبا لقلبها .. كما سيكون شريكا لحياتها .. و أهدته إبتسامة ساحرة و هى تقول برقة :
- أيوة عجبتنى .. جدا .. و عمرى ما هقلعها .
وصلته رسالتها كيوم بارد فى صيف أغسطس .. و كان صوتها رقيق كبلبل يشدو بحب .. و نظراتها كغزالة مترفعة بدلال .. بادلها إبتسامتها و هو يطلب منها بتوجس :
- ممكن نكتب عليها أسامينا .. زى الأفلام .
تصنعت التفكير .. ثم عادت بعينيها لعينيه و قالت بهمس حارق :
- بس اللى هيكون بينا .. لسه الأفلام ما وصلتلوش .
إختفت إبتسامته و تعلقت عينيه بعيناها دون أى حركة تذكر لحدقتيه .. صدمة .. صدمة لم يكن يتوقعها على الإطلاق .. جرأة كلماتها جمدته مكانه كتمثال صخرى لعاشق مع مرتبة الشرف .. لم تمهله فرصة للرد و قالت بإبتسامة مشرقة و كأنها محت كل آثر لمالك بداخلها :
- إيه رأيكم فى ذوقى .
ربتت دولت على ظهرها و هى تتطلع لخاتمها قائلة بإعجاب :
- كل اللى إختارتيه ذوقه تحفة يا وعد .. ربنا يهنيكى يا حبيبتى بيهم .
ثم مالت برأسها ناحية جاسم و تابعت بتوسم رقيق :
- و جاسم يعيش و يجيبلك و يزودهم ليكى يا حبيبتى .
قاطعتهم سلوى و هى تقول بإمتنان و سعادة :
- بس كتير قوى الحاجات دى يا جماعة .. و غالية جدا .
أجابها جاسم مسرعا دون تردد :
- قولت لحضرتك قبل كده .. إن عمرى كله فداها .. و لو طلبت عنيا مش هتأخر ثانية .
إبتسمت وعد بخجل و قالت بهدوء مرتبك :
- عارفة و متأكدة .. ربنا يباركلى فيك .
إقترب منهم الصائغ و سألهم بعملية :
- محتاجين تشوفوا حاجة تانية يا فندم .
أجابته وعد مسرعة و هى تشير بيدها بقوة :
- ﻷ خلاص .. كده كويس جدا .
أومأ الصائغ برأسه و قال ﻷحد العاملين بالمحل بهدوء متمرس :
- غلف الحاجات دى يا إبنى .. و حطها فى علب شيك و لفها لفة هدايا .
و بعدما إنتهوا .. خرجوا سويا و وعد تحمل شبكتها الباهظة الثمن بسعادة .. إستقلوا سيارة جاسم عائدين لمنزل وعد .. و لم تتركها عينيه فى مرآته الأمامية و هى تبادله نظراته المختلسة بإبتسامة خجلة .. و بعدما أوصلهم سار متجها لمنزله لإيصال والدته التى لم تهدأ ثانية و ظلت تخطط بحماس لخطبة و زفاف وحيدها بسعادة ....
ولكن سعادتها تلك لا تماثل سعادة جاسم بتتطور العلاقة بينه و بين جنيته الساحرة .. لم يتذكر مالك أو موقف سامر المتخاذل .. فقط يفكر بحبيبته و تلك الأيام التى سيقضوها معا بحب ..........

.................................................. .................................................. .................
................


قراءة ممتعة


ياسمين أبو حسين غير متواجد حالياً