عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-21, 05:30 PM   #1

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي ما بعد البداية (2) .. سلسلة البدايات *مميزة *مكتملة*







البدايات الجديدة هذا رابط الجزء الأول 👇👇
https://www.mediafire.com/file/msv5y...%25AF.pdf/file

***********

ما بعد البداية
(الجزء الثانى من رواية البدايات الجديدة)











مقدمــــــــــة
المشاكل ليست سوى مرادف لما بعد البدايات، فليست هناك حياة أو علاقات بدون مشاكل، وليس للمشاكل عمر معين تزداد أو تنقص فيه، ولكن ربما هناك بيئة ممهدة قد تنشط فيها المشاكل عن سواها، وكلما كانت البدايات سليمة وعلى أسس دينية وأخلاقية قوية وصحيحة .. وكلما كانت هناك مراقبة لله فى نشأتنا وتربية ابنائنا .. كلما كانت المشاكل التى نواجهها بسيطة وسهل حلها .. ولكنها أبدا لا تنتهى ..
---------------------------------------------------------

الفصل الأول

سكت الجميع من هول الفاجأة .. ولم يهمس أحدا بصوت .. فظل صوت الموسيقى هو السائد حتى اقترب ياسر تماما وأصبح على بعد خطوة واحدة من علا التى جحظت عيناها حتى كادت أن تخرج من وجهها .. لاتصدق ولا يصدق من حولها من اسرتها أن يأتى ياسر اليوم .. لا يصدق أحد منهم أن يتمتع ياسر بهذا القدر من البجاحة .. وخاصة وهو يقف امامها مباشرة وعلى شفتيه ابتسامة مهزوزة ربما من رد فعلها الذى يتخيله منذ أن أخبره نادر بميعاد زفافه من سلمى .. ففى الآونة الأخيرة منذ ان تواصل ياسر مع نادر ليتوسط له عند علا واسرتها كى تعود إليه .. توطدت علاقة نادر وياسر كثيرا وخصوصا عندما استطاع ياسر أن يقنع شركته الكبيرة بدبى أن تستخدم مكتب نادر فى قضايا الشركة بفرعها بالقاهرة ..
توتر الجو فقد كان جمال على وشك ان ينقض على ياسر ليفتك به .. لكن سرعان ما تدارك نادر الأمر واقترب من ياسر ليحول بينه وبين جمال الذى توقف فى اللحظة الأخيرة عندما اقتربت منه سلمى وامسكت بيديه بشدة وهو يستمع الى نادر مرحبا بياسر : أهلا استاذ ياسر .. ثم جذبه برفق من ذراعه وابتعد به قليلا عن الجمع .. وهو ينهره بصوت خافت ولكن فى ضيق شديد من تصرفه وحماقتة: انت ازاى تتجرأ وتيجى النهاردة بالشكل ده .. على فكرة أنا مدعتكش ..
ياسر بتوتر : آسف يا استاذ نادر .. بس صدقنى .. أنا خلاص فاض مابيه .. وكان لازم احط حد للى بينى وبين علا وجمال .. مهو مش معقول حفضل مستنى لرد فعلهم أو قرارتهم بالنسبة لى اكتر من كده .. وخصوصا علا .. أنا فى النهاية زوج وأب .. وولادى وحشونى جدا ونفسى اخدهم فى حضنى ..
نادر بتهكم وسخرية : ويا ترى كان فين الأب والزوج ده لما خان مراته مع مرات أخوها وأقرب صحاباتها .. انت اللى زيك يسكت خالص ويستنى .. ويحمد ربنا على انهم سايبينك لغاية دلوقتى .. ناس تانية كان تصرفهم ورد فعلهم مش حيعجبك أبدا .. سكت قليلا يزفر فى الهواء متوترا .. ثم أكمل : بقولك ايه يا ياسر .. أنا معنديش وقت ولا استعداد اخش فى مشاكل مع سلمى من أول يوم جواز بسببك .. فمن فضلك تنسحب وتمشى فورا ..
ياسر : غلطة .. غلطة يا ناس .. هو انتم ايه ملايكة .. مفيش حد فيكم بيغلط ..
نادر وقد زادت حدة غضبه : غلطة .. انت بتسمى المصيبة اللى انت عملتها غلطة .. يا بجاحتك يا أخى .. وبعدين ملقتش الا يوم فرحى على سلمى علشان تفسد علينا اليوم .. تقدر تفهمنى أنا حتصرف ازاى دلوقتى .. وازاى حبررلهم وجودك هنا .. ؟!!
لم يرد ياسر .. بل كانت عيناه مصوبتان على علا التى كانت بدورها فى قمة توترها وغضبها .. وقد حاصرتها جميع ذكرياتها مع ياسر فى لحظة واحدة .. ذكريات الفرح والحزن .. الحب والكره .. أجمل ايامها معه وابغضها الى قلبها .. وبالطبع هو يوم رأت خيانته لها بعينيها .. ولكنها بالرغم من الضيق الذى قد انتابها من الظهور المفاجئ لياسر واسترجاع موقف خيانته لها مع سمر .. وبالرغم من طوفان الذكريات التى مرت بمخيلتها منذ أن ادركت وجوده بالحفل .. الا انها كانت تشعر أن هناك فى ركن بعيد من قلبها شيء من الحنين اليه .. كانت فى تلك اللحظة تتمنى لو كان لديها القدرة على قطع هذا الجزء الذى يحن اليه بما يحمل من مشاعر الضعف تجاهه .. بل كانت تشعر انها تكره نفسها بسبب هذا ..
لم يجد نادر بدا من ان يطلب من ياسر أن يغادر .. لعله يستطيع ان يصلح شيئا مما أفسده فى أهم ليلة فى حياته ..
نادر : اسمع يا ياسر.. انت لازم تمشى دلوقتى حالا .. أرجوك .. أنا مش عايز مشاكل هنا .. وكفاية انك بتصرفك ده ان الليلة دى مش حتفوت على خير بينى وبين سلمى .. ممكن من فضلك تمشى حالا ..
لم يجد ياسر بدا من ان يغادر على أمل أنه قد قطع شوطا كبيرا نحو محاولاته فى الرجوع لعلا .. فقد واجهها وواجه جمال .. وتلك الخطوة كانت هامة جدا ان يتخذها .. فقد كسر حالة الجمود بينه وبينهم .. وبذلك استطاع أن يكسر ولو قليلا حدة موقفهم منه وانتهى الأمر .. أما اى لقاءات مستقبلية فسوف يهون أمرها .. فقد كانت المشكلة فى اللقاء الأول بعد المصيبة التى وقعت على الجميع بسبب علاقته بسمر ..
ياسر : أوكى يا استاذ نادر .. أنا حمشى دلوقتى .. بس من فضلك لازم تبلغ علا اننا لازم نتكلم ونحط حد للى احنا فيه ده .. أنا ماليش دعوة باللى حصل لجمال ومراته الله يرحمها .. وحتى لو هى مش عايزة تتكلم معايا .. فعلى الأقل لازم تعرف انه من حقى اشوف ولادى ..
قاطعه نادر بحدة وبصوت خافت لا يسمعه الا ياسر : ارجوك يا ياسر تمشى حالا .. الموضوع مش محتاج كلام اكتر من كده .. على الاقل دلوقتى .. ارجوك حالا ..
نظر اليه ياسر نظرة غضب وعتاب .. ثم استدار ليتوجه الى الباب .. وهو ينظر الى علا التى كانت تبتعد بنظرها عن مكانه على قدر ما تستطيع .. ولكنه تفاجأ بجمال بعد عدة خطوات يقطع عليه طريقه .. فتوتر الجميع بشكل كبير وتأهب نادر وسلمى وبسمة للتدخل .. ساد الصمت بين الجميع .. ولكن اخيرا تكلم جمال والشرر يتطاير من عينيه : حسابك معايا لسة متقفلش .. حنتقابل علشان نصفيه .. بس أكيد مش النهاردة .. لانى مش ناوى افسد على امى اليوم ده .. وكمان علشان نكون لوحدنا و محدش يتدخل .. خليك فاكر .. حنتقابل قريب .. قريب جدا ..
لم يرد عليه ياسر .. ولكنه نظر اليه لحظات قليلة كان يدرك فيها كم هو حقير وخائن لصديقة .. بل لأسرة زوجته كلها .. ثم أطرق ناظرا الى الأرض وتخطاه الى باب الخروج ليختفى بعد لحظات ..
تنفست سلمى ونادر وأيضا بسمة الصعداء بمجرد أن خرج ياسر .. فاقترب نادر من سلمى التى يعلم مدى توترها وشكها فيه .. فحاول ان يضع ذراعه على كتفها ليهدأ من روعها ولو قليلا أو يمتص غضبها الواضح على وجهها .. ولكنها ازاحت يده برفق فى محاولة ان تصله رسالة ضيقها وغضبها منه .. لكن فى نفس الوقت كانت حريصة على أن لا يلاحظ احد من المدعويين حالتها وضيقها من نادر .. فظلت الى جواره مبتسمة ابتسامة مجاملة للحضور .. ثم ابتعدت عنه خطوات وهى لاتزال ترسم البسمة يمينا ويسارا .. حتى اقتربت من علا التى كانت فى شبه حالة ذهول مما حدث .. فامسكت بكفى ابنتها بين كفيها فلاحظت برودة غير طبيعية تسرى فى يدها .. فقالت لها .. علا حبيبتى : انتى كويسة ؟
علا بتوتر : انا بخير .. متقلقيش يا مامى .. انا كويسة .. اطمنى .. سكتت قليلا ثم اردفت : أنا حخرج بره شوية .. حاسة انى محتاجة لشوية هوا .. الجو هنا مكتوم من الزحمة.. حرجعلك بعد شوية ..
لم تسترح سلمى لرغبة علا فى الانفراد بنفسها ولو قليلا .. كانت تخشى أن يكون ياسر مازال بالخارج .. خافت أن تلتقى به علا ويحدث بينهما ما لا يحمد عقباه .. فقالت لها : حبيبتى .. تحبى آجى معاكى ..
علا وهى شاردة : لا يا مامى .. خليكى انتى مع ضيوفك .. أنا حابة أكون لوحدى .. متقلقيش علي ..
سلمى : طيب يا حبيبتى .. خليكى على راحتك .. بس متتأخريش ..
علا : حاضر .. ثم توجهت الى الخارج فى خطوات سريعة ..
توجهت سلمى الى بسمة التى كانت تقف على بعد خطوات قليلة منها وقالت لها : بسمة حبيبتى .. ممكن من فضلك تروحى ورا علا .. أنا خايفة تتقابل مع جوزها برة ويحصل بينهم مشكلة .. من فضلك بصى عليها من بعيد .. ولو ياسر كان موجود تعالى بسرعة وقوليلى ..
بسمة وقد اغتمت قليلا من طلب سلمى : فهى لا تريد أن تقحم نفسها فى مشاكل أولاد سلمى .. خصوصا علا التى لاتوجد بينها وبين بسمة اى نوع من العلاقات .. خافت من تطفلها على حياتها وهى تمر بتلك الظروف السيئة .. وفى نفس الوقت لم ترغب أن تترك شريف الذى كانت تتبادل معه النظرات منذ قليل وتستعيد بها ذكرياتهم الجميلة عندما كانت تبادله النظرات قبل بداية تعارفهما .. ولكنها كانت مجبرة على أن تنفذ ما طلبته منها صديقتها سلمى .. وكيف لها أن ترفض لها طلبا بسيط مثل هذا ..
خرجت بسمة لتجد علا قد وقفت أمام احدى شرفات المطعم العائم تنظر الى صفحة النيل المنبسط أمامها .. ساكن سكون يستفز ما بداخلها من نيران تستعر ليست وليدة تلك اللحظة .. ولكنها منذ أشهر طويلة .. حين علمت بخيانة زوجها .. ثم ذهبت لتشاهد تلك الخيانة بأم عينيها ..
اقتربت منها بسمة فى هدوء .. ووقفت ساكنة تنظر اليها .. تتساءل هل تبدأ حديثا معها .. ام تتركها لشجونها التى قد تجلت لمن يراها .. والدليل هو دموعها النهمرة على خديها .. فى حين ان علا لم تلاحظ او تشعر بوجود بسمة الى جوارها .. فقد كانت فى عالم آخر من الغضب والحزن والشجن فى آن واحد ..
مضت دقائق قليلة .. ثم تجرأت بسمة وقالت لها : علا .. انتى كويسة .. ؟
نظرت لها علا بجانب عينيها ولم تجيبها .. ثم استدارت برأسها لتنظر من جديد الى صفحة النيل .. تتمنى ان يسكن ما بداخلها سكونه ..
شعرت بسمة ببعض الحرج .. فقالت لها : أنا آسفة انى بقطع عليكى خلوتك أو بسألك .. بس مدام سالمة .. قلقانة عليكى .. وطلبت منى انى اكون جنبك .. لو تحبى أنا ممكن اسيبك لوحدك ..
كانت علا فى تلك اللحظات قد انتبهت الى انها قد تقابلت مع بسمة من قبل .. ولكنها لم تكن على يقين من هويتها .. هى كل ما تتذكره انهما قد تقابلا من قبل فى منزل والدتها مرة بعد وفاة والدها .. لذا ردت عليها ببعض الود : أنا كويسة يا .....
ردت بسمة بابتسامة هادئة : بسمة .. اسمى بسمة .. أنا عارفة انه صعب تفتكرينى .. احنا اتقابلنا مرة واحدة عند مامتك .. بس على فكرة احنا كمان جيران ..
علا وهى تمسح دمعة كادت ان تجف على خدها : اعذرينى يا بسمة .. أنا بس مضايقة شوية ..
قاطعتها بسمة بابتسامتها الصافية التى تجذب بها من حولها : وهو برده ينفع انك تضايقى فى يوم حلو بالشكل ده ..
لاتدرى علا لماذا شعرت بألفة نحو بسمة .. شعرت وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد .. بل ربما كانت فى حاجة ان تتكلم وتلقى بهمومها التى استشعرت فى تلك اللحظة انها لا تقوى على حملها بمفردها .. كان ينتابها حالة غريبة من الغضب والحزن ورغبة فى الانتقام والحنين فى وقت واحد .. كانت فى حالة من الضعف كتلك التى لا تسمح للمرء ان يتحكم فيما يقول .. أو يرغب ان يقول .. فقالت بعد تنهيدة حارقة كأنها تحدث نفسها : عارفة يا بسمة .. أنا اكبر واحدة مغفلة فى الدنيا دى كلها .. وللأسف عشت حياتى لغاية دلوقتى وكنت فاكرة العكس .. كنت فاكرة انى اكتر واحدة فاهمة الدنيا من حوليا .. واكتر واحدة فاهمة الناس .. وانى اقدر اعرف اللى جواهم واللى بيدور بعقولهم ببساطة .. بس مع الأسف زى ما قلت لك .. فجأة اكتشفت انى اكبر مغفلة .. وانى مبفهمش أى حاجة ..
تفاجئت بسمة بالكلمات التى تفوهت بها علا للتو .. ولكنها لم تعلق على ماقالت .. كانت تشعر انها تهذى .. أو علمت بسمة بحقيقة حالة الضعف التى تمر بها علا فى تلك اللحظات وانها بحاجة لأن تتكلم .. ولأحد ان يستمع الى ما تقول حتى ولو لم يعقب أو يحاورها فيما تقول .. لذا آثرت الصمت والانصات فقط .. ليس فضولا منها ان تعلم حكايتها .. فهى فى الحقيقة على علم بكل أمور تخص سلمى وابناءها .. بل هى تعلم ادق التفاصيل فى حكاية كل منهما .. ولكنها تعرف ان كلام علا فى تلك اللحظات سوف يهدأ من حالة الحزن والغضب التى تمر بها .. ولو لحظيا .. فربما تندم بعد ذلك انها اقحمت احدا غريبا عنها فى خصوصياتها ..
ساد الصمت قليلا فأردفت علا بحزن وهدوء : طعم الخيانة صعب أوى .. بس ياترى .. هو الأصعب ولا الحرمان .. سكتت لبرهة ثم اردفت فى سخرية : تفتكرى مين فيهم الأصعب يا بسمة ..
لم تجاوبها بسمة .. فأردفت علا التى كانت بالفعل تسأل وتجيب نفسها .. فهى فى الحقيقة لم تكن تشعر بوحود بسمة .. هى كانت تتحدث مع نفسها وحسب .. ولولا خوفها من أن يظن من حولها انها تكلم نفسها لطلبت من بسمة ان تتركها لحالها .. تتكلم مع نفسها بالكيفية التى تريدها ..
علا: أنا اقولك .. اصلى انا جربت الاتنين .. جربت الخيانة .. ثم ضحكت وهى تقول بسخرية واضحة ممزوجة بالحزن والهم الذى قد اعتلى صدرها .. جربتها دوبل .. آه والله جربتها دوبل .. من جوزى وصاحبتى .. والمصيبة انها مش صحبتى وبس .. دى كمان مرات أخويا .. اللى خسر حياته وحياة مراته والمصيبة الأكبر ان بعد كل ده .. لما شوفته النهاردة حسيت بشوية حنين له .. وحسيت انى اشتقت له .. صحيح حسيت بالغضب ورغبة فى الانتقام .. وكمان حسيت بشيء من القرف .. بس للأسف فيه لحظات حسيت فيها بالحنين له .. بذمتك شوفتى فى حياتك واحدة هبلة زى اللى واقفة قدامك دلوقتى .. قالت جملتها الأخيرة وقد بدأ نحيبها فى الازدياد وعلا صوتها لدرجة ان من كان بالجوار بدأ ينظر اليها ..
لم تعلم بسمة كيف تتصرف أو تقول .. ولولا ظهور جمال فى تلك اللحظة لكانت فى ورطة لا تعلم كيف تتصرف فيها أو تتجنبها .. ولكن لم يكن جمال وحده هو الذى وصل الى مكان الحدث .. كان شريف أيضا قد انتابه القلق من غياب بسمة عن عينيه .. وقد شاهدها وهى تخرج من باب المطعم وتختفى لدقائق ليست بقليلة .. ولما شاهد جمال يخرج من نفس الباب ازداد قلقه وتلاعبت به ظنونه مرة أخرى مثل تلك التى كانت بالنادى من ايام قليلة .. فلم يستطع الانتظار اكثر مما انتظر عودتها .. خرج خلف جمال الذى اقترب من علا وبسمة فشاهده شريف وهو يضع ذراعه على كتف علا بحنان ثم ضمها اليه ضمة حنونة .. كان يلاطفها بكلمات لم يستطع ان يتبينها .. فاطمئن قلب شريف قيلا و توجه بنظره الى بسمة .. بسمته .. يشاهدها وهى تنظر لعلا نظرة لطالما احبها منها .. هى نظرة كانت ترمقه بها عندما تنتابها حالة من العجز حيال أمر ما .. عندما كانت تقابل فقيرا أو معدما فى الطريق أو مريضا فى مشفى وهى معه .. أو يتيما فى مأوى وتشعر بالعجز تجاه اى منهم .. كان يرى فى عينيها حنانا عجيبا ممزوجا بالدموع الحزينة .. كان ضعفها ونظرتها الحائرة تلك تزيدها ضعفا وشحوبا يزيدها جمالا فى نظره ويجعله يرغب ان يضمها الى صدرة لعله يخفف عنها ما تعانيه فى تلك الحالة ..
ابتسمت علا ابتسامة رقيقة ممزوجة بالحزن واليأس وتوجهت مع جمال الى الداخل مرة أخرى وهى تحتمى بصدره من نظرات وفضول ما تمر بهم ..
ظلت بسمة فى مكانها تنظر اليهم .. فاقترب منها شريف ينظر اليها .. فاستدار جمال الذى تنبه لعدم سير بسمة معهم فوجد شريف وقد اقترب كثيرا منها وكل منهم ينظر الى الآخر نظرة يعلمها جيدا ويعلم مغزاها .. فتسمر مكانه للحظة وقد صدمه ما رأى .. فقد شاهد شريف يمسك بأحد كفيه يد بسمة واليد الأخرى تمسح دمعة سرت على خدها ..
فى هذه الأثناء كانت علا تنظر الى اخيها الذى تسمر فى مكانه مذهولا .. ثم نظرت اللى بسمة وبجوارها شريف .. فجذبت جمال الى الداخل فى هدوء ودخلا سويا الى المطعم حيث حفل زفاف أمهما ..
لم يشك جمال أو يفكر لحظة واحدة منذ ان تعرف الى بسمة ان تكون على علاقة بآخر .. حاول جاهدا ان لا يفكر فى امرها ولكنه لم يستطيع .. حاول ان يحدث نفسه بأن ما بينها وبين هذا الشاب قد يكون شيئا آخر عما يدور بخلده .. ولكن كيف وهو يقترب منها ويمسك بيدها ويمسح دمعتها بهذا الشكل ..
قضى بقية الحفل وهو يفكر فى أمر بسمة .. من يكون هذا الرجل ؟ .. وما العلاقة التى تجمعه واياها ؟.. ويفكر أيضا فى ياسر وما اقدم عليه اليوم .. فهو بزيارته المفاجأة اليوم قد اشعل فتيل الغضب فى قلبه من جديد .. أشعل رغبة الانتقام منه .. أشعل ذكريات أليمة ظلت تفتك به منذ ان وقعت عيناه عليه وهو يدفع سمر خارج منزله واللحظات الأليمة التى عاشها بعد ذلك الى ان ماتت سمر بخيانتها أمام عينيه ..
مر شريط الذكريا على مخيلة جمال الى نهاية الحفل .. عاودته الذكريات الأليمة التى مر بها منذ ان علم بخيانة صديقة وزوج اخته مع زوجته .. والصدمة الجديدة من بسمة التى ما كادت مشاعره تتحرك نحوها الا وقد فوجئ بعلاقتها الأكيدة مع رجل ظهر فجأة ليخطفها منه .. هو يعلم ان ما قد احس به تجاه بسمة ربما لم يكن حبا بالمرة .. ولكنها كان يدرم انه فى حاجة لفتاة مثلها تعتنى به وبأولاده ..
كان قد بدأ يعلق آمالا كبيرة على بسمة فى ان تكون شريكة لحياته وحياة اطفاله الذين قد تعلقوا بها كثيرا .. حتى هو .. فبالرغم من ان آلآمه وجروحه لم تندمل بعد من جراء الخيانة التى تعرض لها ومن فقدانه لأم ابنائه .. الا انه رأى فى بسمة روحا نقية وجمالا هادئا لديه قدرة عجيبة على جذبه نحوها .. ولكن للأسف .. فمع جمال غالبا ما تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن .. فوجد نفسه يعود من جديد الى شرنقة الحزن التى قد ابتلعته يوم اكتشافه للخيانة ..
اقتربت ريم من جمال .. او بالأحرى هى لم تبتعد عنه طوال الحفل سوى دقائق معدودة .. ظلت طوال الحفل تتكلم معه وتسأله .. وكان يرد عليها باجابات وايماءات مقتضبة .. لدرجة انه مل من ملازماتها له ومن استفساراتها الكثيرة عن كل شيء يخصه .. ولكنها لم تمل .. فقد وجدت فى جمال رجل حلمها الذى قد يعوض فقدانها لأبيها بسبب زواجه من سلمى ..
كان جمال يفوق ريم طولا وعرضا .. وربما هذا الذى قد لفت نظرها له .. فهى كمراهقة كانت مفتونة بالرجال ذوات الاجسام الكبيرة والبنية القوية .. ودائما ما كانت تحلم بذلك النوع من الرجال فى احلام يقظتها ونومها .. تسرح دائما فى وسامتهم وتتمنى انوثتها الوليدة لو ان يشبع احدهم حاجتها لهذا النوع من العاطفة والتى أذكتها ضعفها نحو مشاهدة صور الرجال .. فتدرج بها الأمر حتى أصبحت تقبل وبشدة على المواقع الاباحية .. لذا لم تكن تتورع ان تحاول جذب انتباه جمال بعد ان لاذت بالقرب منه لعله يجاريها فيما ترغب به من متعة لم تجربها بعد ولكنها عاشتها مرارا فى كل مرة تدخل فيه على موقع إباحى ..
اعتبرت ريم الأيام القادمة فرصة للإختلاء بجمال ومحاولة ان تفوز باحضانه وقبلاته وما فوق ذلك .. تلك كانت احلام مراهقتها التى لم تجد حولها احدا يهذب سلوكها تجاه رغباتها .. وكيف يكون ذلك ومعظم اصحابها بالمدرسة والنادى قد نشأوا وتربوا بدون وازع دينى أو اخلاقى يمنعهم ويحجب عنهم التفكير فى الأمور السيئة .. بل كانوا هم مفتاح عينيها على كل ما هو سيء .. وقد يفضى بها الى ما لا يحمد عقباه .. خصوصا وان كل شيء فى هذا العصر مباح وسهل الوصول اليه ..
قضت علا باقى ساعات الحفل مغتمة .. تفكر فى ياسر .. غاضبة بشدة منه ومن نفسها .. ومن هذا الركن البعيد فى قلبها الذى لا يزال يحن اليه .. تفكر فى قرارها تجاهه .. هى فى كل الأحوال خاسرة .. ان سامحته هى خاسرة لأخيها .. وان انفصلت عنه .. هى خاسرة لزوج احبته بشدة واب ولديها ..
ظلت علا فى شرودها ولم تلاحظ ذلك الرجل الأربعينى شديد الوسامة الذى كان يراقبها منذ ان وقعت عينيه عليها وهى تخرج من قاعة الحفل الى الخارج بوجه زادته حمرة خديها ودموع مقلتيها جمالا .. فتعلق نظره بها عن بعد ولم يرفعه عنها حتى نهاية الحفل ..
فى حين أن سلمى وبالرغم من الصدمة التى تلقتها من جراء زيارة ياسر المفاجأة للجميع كانت تنظر الى نادر نظرة لوم وتساؤل .. وتنظر الى ريم نظرة تعجب من تصرفاتها وملاحقتها لجمال .. وتنظر الى علا وجمال فى حسرة .. ولكنها مع كل ما تمر به .. كانت تنظر الى المدعويين بابتسامة مجاملة رقيقة لم يشعر معها اى من الضيوف مدى ضيقها مما حدث أو انها تعانى من شيء ما ..
مر اليوم وانتهى الحفل البسيط الهادئ من الأحداث الصاخبة والمثيرة سوى زيارة ياسر المفاجأة التى عكرت صفوه .. توجه نادر وسلمى الى احدى الفنادق لقضاء الليلة به حتى اليوم التالى ليستقلا الطائرة فى رحلة خطط لها نادر الى لبنان لقضاء عدة أيام كشهر عسل .. فى حين اصطحبت علا وجمال ريم الى بيت سلمى لتقيم معهم لحين عودة نادر وسلمى من السفر ..
لم ينم اى من افراد الأسرة فى تلك الليلة .. عاش الجميع لحظات عصيبة .. فسلمى لم تغفر لنادر دعوته لياسر .. مما احدث بينها وبينه شرخا فى بداية حياتهما الزوجية .. ولا تفكر الآن سوى بهذا الشرخ وكيف ستتخطاه كى تستقيم حياتها مع نادر الذى من الواضح ان معاشرته لن تكون بتلك السهولة التى بنت عليها سلمى موافقتها على الزواج منه ..
دخلت سلمى بصحبة نادر الى السويت الخاص بهما .. آثرت ان لا تثير مشكلة فى أول يوم يجمعها به حتى لا تبقى لها كذكرى مؤلمة فى ذلك اليوم .. ولكنها فى نفس الوقت كانت تستشيط غضبا بداخلها .. فاصبحت كقنبلة موقوتة قد تنفجر به فى اى وقت ..
شعر نادر بالحالة التى كانت تمر بها سلمى منذ ان تكلم مع ياسر بصوت خافت فى الحفل .. لذا اقترب منها وامسك كتفيها بحنان وهو ينظر بعينيها وكل مشاعره الحالمة قد اسكنها تلك النظرة المملوءة بالشوق اليها .. لا يصدق انه من اليوم قد امتلكها وانها بين يديه وان حلمه الطويل بها قد تحقق ..
توترت سلمى قليلا عندما لامسها ونظر الى عينيها .. وازداد توترها عندما اقترب بشفتيه من جبينها يطبع قبلة امتنان على جبينها .. فانتفضت قليلا ولكن ليس لدرجة النفور .. فهى كانت ترغب به كأنثى تأخر عليها هذا اللقاء كثيرا كما تأخر على نادر الذى رغبت به منذ ان اشبع انوثتها بكلام رومانسى تاقت اليه منذ سنوات عندما اقعد الشلل زوجها السابق وجعل حياتها جافة من كل عاطفة ولو بسيطة كانت تشعر بها معه .. فكلاهما قد حرم من اللقاءات الحميمية منذ سنوات .. ومن الطبيعى ان يشتاق كل منهم لهذا اللقاء بعد رحلة الحرمان الطويلة .. ولولا التصرف الأحمق لياسر ونادر لزاد اشتياق سلمى له .. ولكنها لا تشعر بالرغبة فى ان يتم هذا اللقاء اليوم .. فكيف لها أن تشعره ان ما قد ارتكبه فى حقها وحق علا وجمال قد يمر مرور الكرام وكأنه لم يحدث .. أحست انها لابد ان تضع من البداية حدا لتصرفاته الغير محسوبة معها ومع من يهمها أمرهم .. قررت ان تفرض شخصيتها منذ اليوم الأول حتى يعلم نادر جيدا أى امرأة تزوج .. فسلمى فى نظر نفسها ليست كأى امرأة .. هى تعلم انها مميزة بجمالها واخلاقها وشخصيتها القوية ..
فرغ نادر من طبع قبلته الطويلة على جبين سلمى وساورته نفسه لاستكمال مغامرته فطبع قبلة خفيفة على خدها .. ثم هم ان يطبع اخرى على جيدها ولكن عند هذا الحد قد وضعت سلمى نهاية لمغامرته القصيرة .. فاوشحت بوجهها قليلا عن مرمى قبلاته ليتوقف نادر وهو ينظر اليها فى تعجب ..
بادرت سلمى بتوتر ونعومة : نادر من فضلك ..
نادر : مالك يا حبيبتى .. ؟
سلمى : أبدا .. بس حاسة انى تعبانة شوية .. اليوم كان مرهق .. وحاسة ان اعصابى مشدودة شوية بسبب احداثه ..
نادر : بس الحفلة كانت بسيطة زى ما طلبتى .. ومكنش فيها اى دوشة توترك او تشد اعصابك ..
شعرت سلمى بغيظ من تعليق نادر الذى حاول تجاهل حضور ياسر الى الحفل .. وبعد ان كانت قد قررت عدم فتح هذا الموضوع تلك الليلة لم تتحكم فى نفسها وهى تقول بانفعال : فعلا .. مكنش فيه حاجة تشد اعصابى خالص .. حتى عزومتك لياسر فرحتنا كلنا .. خصوصا جمال وعلا ..
تنبه نادر الى غضب سلمى .. فسارع يقول : لحظة .. لحظة من فضلك يا سلمى .. أنا معزمتش ياسر .. هو اللى جه الحفلة من نفسه ..
سلمى بسخرية : من نفسه !!!!.. ده على اساس ان علا ولا جمال هما اللى عزموه .. ولا يمكن انا من غير ما ادرى ..
اقترب نادر مرة اخرى من سلمى وامسك بكفيها وهو يقول : تعالى بس يا حبيبتى اقعدى واهدى .. وانا حفهمك اللى حصل ..
سحبت سلمى يدها فى هدوء وهى تعطيه ظهرها لتبتعد الى ابعد مقعد وتجلس بعيدا عنه .. فتنهد نادر وهو ينظر اليها معاتبا .. واقترب منها وجلس الى جوارها .. ثم نظر مرة اخرى لعينيها فابتعدت بنظرها عن مرمى عيونه بغضب ودلال .. فتبسم من تصرفها الطفولى وهو يقول : يا حبيبتى الموضوع فيه سوء تفاهم .. أنا فعلا معزمتش ياسر .. هو اللى جه وفاجئنى زى ما فاجأ الجميع ..
سلمى : وده طبيعى انه ييجى من غير ما حد يعزمه .. وبعدين ايه اللى عرفه من الاساس علشان ييجى ؟
نادر بشيء من الحدة : أنا .. أنا يا سلمى اللى عرفته .. بس فى نفس الوقت معزمتوش ..
سلمى : افهم من كده ان فيه اتصال ومودة بينك وبينه للدرجة اللى تخليه يحضر فرحنا حتى من غير ما تعزمه ..
نادر : يا حبيبتى الموضوع مش كده خالص .. أنا صحيح فيه بينى وبينه كلام .. لكن مش لدرجة المودة .. الكلام اللى بينا بحكم انى ماسك قضايا فرع الشركة اللى بيشتغل فيها ياسر فى مصر .. دى كل الحكاية ..
سلمى : بس انت مجبتليش سيرة ولا اخدت رأيي فى موضوع ان مكتبك أخد شغل الشركة اللى ياسر بيشغل فيها .. وطبعا كان هو الوسيط .. يعنى بيحاول انه يضمك لصفه علشان موضوعه مع علا .. وطبعا انت مصدقت علشان الصفقة مهمة بالنسبة لك ..
نادر وقد فاض مابه .. فهو لم يتخيل أبدا ان تتحول ليلته الأولى مع سلمى الى محاكمة واستجواب كالذى يحدث منها الآن .. فقال بشيء من العصبية : اسمعى يا سلمى .. بالرغم انى محبش حد يتدخل فى شغلى .. بس أنا مضطر انى اشرح لك الموضوع .. وياريت بعد ما افهمك اللى حصل نقفل الموضوع ده تماما ومنفتحهوش تانى أبدا .. أنا عايز حياتنا وعلاقتنا تكون على المستوى اللى اتمنيته .. حياة وعلاقة كلها ود وتفاهم .. وانه ميكونش فيها مشاكل تعكر علينا صفو حياتنا .. خصوصا لما تكون المشاكل دى سببها طرف تالت ..
شعرت سلمى بشيء من الضيق عندما قال لها انه لا يحب احد يتدخل فى شغله .. فقد اشعرتها الجملة انه يضع حدود للعلاقة بينهما .. وهذا الشيء ترفضه تماما فردت عليه بحدة : ومن أولها بتعتبرنى "حد" .. عموما لو الموضوع حيمشى بينا بالشكل ده .. فاحنا لسه على البر .. و ......
قاطعها نادر بحدة أشد وهو يضع باطن يده فوق شفاهها .. فسكتت سلمى وهى تنظر اليه بعيون امتلأت بالدموع .. وساد الصمت للحظات كان ينظر فيها نادر بعمق ولوم لعينيها لا يصدق ما تفوهت به للتو .. ثم كسر حاجز عتاب العيون المتبادل بينهما .. يقول : وقدرتى تقوليها .. والليلة دى يا سلمى .. !! .. أد كده أنا مش فارق معاكى ..
لم ترد سلمى على الفور .. ولكنها ادركت حجم الجرح الذى سببته له وهى تعلم كم يحبها : فابتعدت بعينيها عن مرمى عيونه خجلا وهى تقول : طالما انى كلى على بعضى مش فارقة معاك وبتعتبرنى "حد" ..
نادر : للدرجة دى انا مقدرتش اوصلك اد ايه انا بحبك .. اد ايه بقيتى كل شيء فى حياتى .. اد ايه انا مقدرش استغنى عنك .. سكت للحظة ثم اردف : عموما سواء كانت الكلمة اللى مزعلاكى أوى منى خرجت بعفوية .. او سواء فضلت باقى عمرى اقولك بحبك وانتى مش حاسة بيها .. أنا بحبك يا سلمى .. بحبك .. فاهمة يعنى ايه بحبك ..؟ انتى بالنسبة لى حلم كان محرم على لسنين طويلة .. فضلت احلمه غصب عنى وأنا بتعذب بيه .. ولما ربنا حللهولى وقدرت احققه ليه عايزة تحوليه لسراب ؟ .. أنا مقدرش استحمل ده يا حبيبتى .. أرجوكى افهمينى وصدقى ان اللى حصل ده ماليش دخل فيه .. خلينا نبدأ حياتنا بعيد عن مشاكل احنا ملناش ذنب فيها .. ارجوكى يا سلمى ..
لانت سلمى بكلماته الأخيرة .. أحست مدى قسوتها عليه .. ولكنها فى نفس الوقت وجدت صعوبة فى ان تعتذر له او تصالحه .. فتركت له الفرصة ليقوم بالمبادرة لفعل هذا عوضا عنها .. أجبرت الغضب الذى تحكم فى جوارحها على السكون وهى تنظر اليه بعين صافيه قرأ فيهما دعوتها له ليصالحها هو .. فاقترب منها فى شوق وهو مازال ينظر لعينيها الصافيه .. وظل للحظات ينظر اليهما بعمق كأنه يحدثهما بانه قد افتقد تلك النظرة الصافية .. وكم يشتاق لضمها ضمة الزوج المشتاق لزوجته للمرة الأولى .. فأمسك بكفيها المثلجتين والمسترسلتين جانبها ورفعهما الى شفتيه يقبلهما بحنان ويبعث فيهما حرارة شوقه اليها .. ثم مال عليها ليذيب فارق البعد بين شفتيه وشفتيها ليطبع القبلة الأولى بينهما والتى طالت للحد الذى شعر فيه نادر بان حرارة الشوق اليها لم تنتقل الى كفيها فقط .. بل شملت جسدها كله وبالأخص شفتيها ووجنتيها .. واستشعرت فيه سلمى بأنوثتها تذوب وتفقد توازنها فى اللحظة التى مال بها وهو يحيطها بذراعيه ويلتقطها بقوة الرجل وحنان العاشق .. أما هى فقد ذاقت نشوة الغرام التى افتقدتها لسنوات طوال .. ليطلب جسدها المزيد ....

---------------------------------------------------------------



غلاف هديه من um soso





روابط الفصول

الفصل 1 .. اعلاه
الفصل 2, 3 .. بالأسفل

الفصول 4, 5, 6, 7, 8 نفس الصفحة
الفصول 9, 10, 11, 12 نفس الصفحة
الفصول 13, 14, 15, 16, 17, 18, 19 نفس الصفحة
الفصول 20, 21, 22, 23, 24 نفس الصفحة
الفصول 25, 26, 27, 28, 29 نفس الصفحة
الفصل 30, 31 نفس الصفحة
الفصول 32 ، 33, 34, 35 نفس الصفحة
الفصل 36
الفصل 37, 38 الأخير

*رابط التحميل*
https://www.mediafire.com/file/3dyii...wUoBuGzQdtl34c




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 09-11-21 الساعة 11:21 PM
Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس