عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-21, 03:41 PM   #4

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي ما بعد البداية - الفصل الثانى

ما بعد البداية

الفصل الثانى

إنتاب مجدى القلق عندما شاهد شريف يخرج خلف بسمة ثم يغيب لعدة دقائق .. فخرج من قاعة الحفل يبحث عنه .. ثم خرجت خلفه زوجته خلود .. وقف مجدى يبحث بعينيه عن شريف أو بسمة ولكنه لم يجد أى منهما .. فنظر الى خلود والشرر يتطاير من عينيه .. ثم قال بحدة ونبرة آمرة : يالا يا هانم .. فخرج من المطعم العائم وخلفه خلود وبدون أن يلقيا التحية على العروسين ..
على الجانب الآخر كان شريف وبسمة قد خرجا سويا منذ دقائق .. خرج ممسكا بيدها التى لم يفلتها منذ ان امسكها للمرة الأولى منذ فراقهما قبل ان يغشى عليها بالنادى .. خرجا ولم ينطق اى منهما ببنت شفة .. خرجا وكأنهما يعلمان تماما الى اين وجهتهما ..
سارا طويلا على كورنيش النيل كأنهما حبيبن طال بهما الشوق لبعضهما البعض ثم التقيا بعد فراق وشوق طويل .. كانت ترتدى حذاءا ذو كعب عال .. فبعد ان سارا طويلا وقفت بعد ان آلمها الحذاء .. فابتسمت وهى تقول : ممكن نقف شوية .. بصراحة الشوز تعبنى ..
شريف بلهفته الدائمة عليها : أنا آسف .. لو تحبى ممكن نقعد فى اى مكان ..
بسمة بخجل : يا ريت يا شريف ..
كان على طول الكورنيش مطاعم كثيرة وكافيهات .. فدخلا الى المطعم الذى كانا يقفان امامه ..
اختار شريف طاولة بعيدة عن العيون فأجلسها بشياكة ثم جلس فى المقعد الذى امامها ينظر الى عينيها وكأنه يستمد دواءا لفراقها عنه من تلك العيون التى عشقها منذ ان رآها أول مرة .. ولا يزال .. سكت لدقائق ثم قال بعينيه قبل شفتيه : ليه..؟
نظرت له بسمة وهى تحاول ان تتحكم فى دمعة غلبتها وسالت على خدها .. فابتعدت بعينيها عن مرمى عيونه ليمسك شريف بذقنها برفق ويعيد وجهها وعيونها الى عيونه وهو يقول : أرجوكى يا بسمة .. ارجوكى متهربيش .. وجاوبينى ..
بسمة : اجاوبك على ايه ؟
شريف وهو ينظر بعمق أكثر فى عينيها : ليه بتبعدى . ليه بتتعمدى تهدى كل اللى بينا ..؟
حاولت بسمة ان تشيح بوجهها مرة أخرى ولكنه عاد من جديد واعادها الى مرمى عيونه وهو يقول بنفس العمق والاصرار : المرة دى مش زى كل مرة يا بسمة .. المرة دى القدر هو اللى جمعنا علشان يحط حد للعذاب اللى بعيشه من آخر مرة اتقابلنا فيها فى النادى .. ارجوكى يا بسمة .. انتى مش متخيلة العذاب اللى أنا فيه .. أنا أهون عليا يروح نظرى منى تانى واعيش بالسعادة اللى كنت بعيشها معاكى الفترة دى .. ارجوكى فهمينى انتى ليه بتتصرفى كده .. ومين الراجل اللى كنتى واقفة معاه فى التادى ومين الولاد اللى كنتى بتلعبى معاهم .. ؟
كانت بسمة فى تلك اللحظات تفكر فى ان تكمل ما بدأته من تمثيلية ارادها منها والده .. فتستغل علاقتها بجمال واولاده فى ان تنهى العلاقة بينها وبين شريف .. كانت على وشك ان تقول له انها لا تحبه وان جمال هو رجل جديد فى حياتها شعرت بعاطفة ناحيته وناحية اطفاله .. ولكنها لم تستطيع .. فقد أمرها قلبها ان لا تفعل .. امرها حبها له انه لا يستحق منها هذا ..
شعرت فى تلك اللحظات ان ما بينها وبين شريف هو اكبر واعظم من أى شيء خصوصا وهو فى هذه الحالة من الحب والضعف أمامها .. يستجديها ان تطمئن قلبه من ناحيتها ومن تصرفاتها الغامضة نحوه .. خصوصا بعد ان وافق والده .. كما اوهمه على الارتباط بها .. حتى كرامتها وكرامة ابيها التى كانت دافعا لها لتركه صغرت فى تلك اللحظة بجانب حبه الثائر نحوها وحبها المظلوم معها ..
لم تجد نفسها الا وهى تضع أناملها على شفتيه عندما قال انه يفضل فقد البصر فى جوارها عما يعانيه تلك الأيام فى البعد عنها .. وضعت أناملها الصغيرة الناعمة وهى تنظر الى عينيه بحب جارف وهى تقول : أرجوك متقولش كده يا شريف ..
ساد الصمت بينهما والعيون تتكلم .. أخيرا تكلمت بسمة وهى مضطربة ومترددة : أنا كمان بحبك يا شريف ويمكن اكتر من حبك لي .. بس اللى حصل مش بإيدى .. سكتت مرة أخرى تلتقط انفاسها وتحاول أن تتعقل فى سرد كلامها معه .. ثم بدأت تقص عليه من هو جمال وعلاقتها بوالدته التى يعرفها شريف جيدا .. وأخذت تقص عليه سوء التفاهم الذى حدث بالنادى عندما شاهدها مع جمال وهى تلتقط ابنته بعد ان وقعت على الأرض فى نفس اللحظة التى سارع فيها جمال يلتقط ابنته .. وكيف انهارت وغابت عن الوعى عندما شاهدها ونظر لها نظرة جرحتها بشدة حين تركها ومضى بدون أن يعلم حقيقة الموقف .. أخبرته انها قد عاشت نفس العذاب الذى يحكى عنه وربما اشد .. لأنها بجوار عذاب فراقه عاشت عذاب شكه فيها واحتقاره لها بعد ان ظن انها على علاقة بغيره ..
كان شريف يستمع الى كل كلمة ويصدقها قلبه قبل عقله .. يصدقها كيانه كله .. فهو يعلم مدى صدقها ونقاؤها .. يؤمن ان هذا الملاك الذى القى الله حبها فى قلبه .. فملاكه هذا لا يستطيع ان يكذب ولا يعرف الكذب.. علم ان تلك العيون التى عشقها لم تكن أبدا لتخدعه فى يوم من الأيام .. فهدأ قلبه اليها وامسك بيدها القابعة فوق الطاولة وقال بشوق وندم : حبيبتى .. سامحينى .. سامحينى انى اتسببت لك فى الألم ده كله .. سكت للحظات ينظر الى عينيها التى كانت تسيل دموعها على خديها كالنهر المتدفق وهى تحكى لحظات العذاب التى عاشتها منذ ان فقد بصره ومرورا بما حدث بينهما فى النادى .. وعندما التقطت بسمة منديلا ومسحت به دموعها وكان هو مازال ممسكا بكفها يضغط عليه بشدة .. عاد وقال : بسمة .. احنا مش لازم نضيع دقيقة بعد كده واحنا بعاد عن بعض .. حبيبتى .. احنا لازم نتمم موضوع جوازنا فى اقرب وقت .. وزى ما انتى عارفة .. مبقاش فيه مانع بعد ما بابا وافق على ارتباطنا ..
عند هذه الجملة عادت الى بسمة ذاكرتها من جديد .. عادت تتذكر اتفاقها مع والده فى ان تنهى هذه العلاقة وهذا الحب من ناحيته .. أن تجعله يكرهها .. عادت تتذكر اهانات والده لها وخداعه لابنه .. فنظرت اليه بوجوم لا تدرى ماذا تجيبه ..
كان شريف ينظر الى وجومها هذا ويتعجب له .. فقال : بسمة انتى سمعانى .. ؟
بسمة وهى مازالت واجمة : سمعاك .. سمعاك يا شريف ..
شريف : طيب ليه مبتقوليش حاجة .. ليه مبترديش على .. انتى فيه حاجة لسة مخبياها على .. ليه مش عايزة تحددى ميعاد مع باباكى علشان نروح نطلبك رسمى ؟
بسمة وهى مازالت تفكر .. هل تصارحه بكل شيء .. بحقيقة مادار بينها وبين والده .. تهديده واهاناته لها ولاسرتها .. طلبه فى ان تجعله يكرهها .. وهل سيتحمل شريف تلك الصدمة والتى لا تقل عن صدمته التى تلقاها من ابيه عندما اخبره فى المرة الأولى برغبته فى الارتباط بها .. بل ربما تزيد .. هل ستتحمل أن تكون تلك المرة هى السبب فى ضياع بصره الى الأبد .. لا .. لا.. لن تصارحه أبدا .. فهى لا تتحمل أن يصاب بسببها بأقل مكروه قد يصيبه ..
عندما طال صمت بسمة وعدم ردها عليه .. عاد شريف يتساءل بعينيه ويحثها بهما على ان تجيبه .. ولكنها لم تفعل وهربت بعينيها من مرمى عينيه وتوسلاته الصامتة .. فتكلم شريف بيأس : افهم من سكوتك انك مش موافقة على ارتباطنا .. ؟
لم تجيبه بسمة وظلت هاربة بعيونها ودموعها التى عادت الى مجراها من جديد .. فعاد شريف يقول وقد ازدادت نبرة اليأس فى كلامه : فيه حد تانى ؟ .. ثم سكت للحظتين واردف .. جمال ؟؟؟
استدارت بسمة تنظر اليه ففوجى بالدموع تسيل من مقلتيها كالنهر المتدفق وهى تصرخ فيه : مفيش .. مفيش الا انت .. انت وبس .. انت وبس اللى فى قلبى .. وحتفضل فيه ومالكه لآخر يوم فى عمرى .. بس مع كل ده ارتباطنا مستحيل .. مستحيل يا شريف .. ثم وقفت تمسح دموعها بعصبيه وهى تقول : أنا لازم امشى دلوقتى .. ثم سكتت وهى تراه ينظر لها يستعطفها .. فقالت : من فضلك يا شريف ..
مرت تلك اللحظات على شريف كدهرا امتلأ بالكدر والعذاب لعدم فهمه ما يحدث .. فأمسك يدها ليمنعها من ان تغادر .. فتسمرت بسمة فى مكانها تنظر اليه بوجهها الذى شحب وامتلأ بالحزن على الفراق الوشيك .. ولكنه لم يكن ليسمح لها ان تفعل وقال لها بتوسل : أرجوكى انتى يا حبيبتى .. اهدى .. واقعدى .. أنا لو سمحت لك انك تمشى من غير ما أفهم تاكيدى انى حيجرى لى حاجة .. تأكدى انى حتجنن .. لو بتحبينى فعلا زى ما بتقولى .. وزى ما أنا شايف دلوقتى .. تقعدى وتهدى ..
ظلت بسمة تنظر اليه وهى تمر باحاسيس كثيرة ومتضاربة .. ولكنها فى النهاية رضخت لتوسلاته .. بل رضخت لضعفها وحبها له ..
مرت عدة دقائق كل منهم يحاول ان يهدأ ويبعد عن لحظات الانفعال السابقة .. وأخيرا تكلم شريف بهدوء : حبيبتى .. أنا حاسس انك مخبية عنى حاجة .. وحاجة كبيرة .. وان فيه سبب مانعك انك تقوليهالى .. خلينا نتفق اتفاق .. احكى لى على اللى انتى مخبياه كأنى مش شريف حبيبك .. كأنى واحدة صاحبتك .. أو كأنى والدك .. وصدقينى .. مش انتى قولتيلى مرة ان والدك مش مجرد والد عادى بالنسبة لك وانكم صحاب .. صدقينى .. أنا حعرف افصل كويس بين شرف وبين الشخص اللى انتى حابة تحكى له .. ايه رأيك .. ؟ قوليلى . ليه ارتباطنا مستحيل .. ايه السبب اللى مخليه مستحيل ؟
بسمة : نفسى .. نفسى يا شريف احكى لك واقولك كل اللى نفسك تعرفه .. بس صدقنى .. خوفى عليك هو بس اللى مانعنى .. يمكن قبل النهاردة كانت فيه حاجات تانية جنب خوفى عليك .. لكن النهاردة .. بعد ما اتأكدت انى اضعف من انى انهى حبك فى قلبى أو فى قلبك .. بعد ما اناكدت ان حبك اغلى عندى من كرامتى اصبح اللى مانعنى هو خوفى عليك انت وبس ..
شريف بتعجب : خوفك على .. !!! من ايه خايفة يا عمرى .. ؟؟!! .. أنا مريت باصعب تجربة فى حياتى والحمد لله ربنا سلم وعديت منها .. يعنى مفيش حاجة اكبر من كده ممكن تخوف ..
بسمة بتردد : خايفة لما اقولك ترجع لك حالة فقدان البصر من تانى .. والدكاترة قالوا ان لو لا قدر الله عادت من تانى حيبقى ..... سكتت بسمة ولم تستطيع ان تكمل .. فابتسم شريف وهو يقول : حفقد نظرى للأبد .. مش كده ..
سارعت بسمة بلهفة وهى تمسك بيده : بعد اللشر عليك يا عمرى ..
شريف وقد عاد يبتسم مرة أخرى : اسمعى يا بسمة .. أنا الصدمة الأولى اللى اخدتها من بابا .. واللى اتسببت فى فقدان البصر المؤقت .. علمتنى حاجات كتير .. صحيح التجربة كانت صعبة .. بس أنا استفدت منها اكتر ما تتصورى .. وأكتر من أن أى حد يتصور .. كفاية انى عرفت قيمة نعم ربنا علينا احنا البشر .. وخصوصا نعمة البصر .. نعم ربنا على الانسان كتير اوى .. بس للأسف مسئلة التعود على وجود النعمة بيفقدنا الاحساس بقيمتها .. مبنحسش اد ايه هى كبيرة وعظيمة الا لما نتحرم منها .. واحنا الدكاترة أكتر ناس المفروض يحسوا بعظمة النعم دى .. علشان احنا بندرس وبنشرح كل نعمة فيها وبنستشعر عظمة الخالق وبديع صنعه لما بنشوف ادام عنينا اد ايه عظمة وابداع الخالق فى كل جزء من من اجزاء جسمنا .. سواء كانت فى الظاهر او الباطن .. سكت شريف قليلا ثم اردف : والليل الطويل اللى عشته فى الأيام دى خلانى افكر واعيد حساباتى .. خلانى اكتشف عيوبى .. واكتشف اد ايه انا كنت انسان هش ضعيف .. قابل للكسر .. الليل والظلام اللى عشته خلانى اقرر ان مفيش حاجة تكسرنى بعد كده .. خلانى اقرر انى مضعفش ابدا ولا انى اكون فى احتياج لحد .. وأنا فى بداية الحالة دى دعيت ربنا يرد لى بصرى علشان انفذ اللى قررته .. وهو انى ارتبط بيكى حتى لو كان ابويا رافض .. وده شيء مكنتش اقدر اقرره لو مكنتش مريت بالتجربة دى .. الليل والظلام اللى كنت بمر بيه علمنى ان مهما كانت التجربة قاسية .. اكيد حنتعلم منها حاجات تغيرنا للأحسن أو للأسوء .. بس بالنسبة لى بحمد ربنا انها كانت الأولى .. الأحسن .. الأحسن هو يا بسمة اللى خرجت بيه من التجربة دى .. مكنش بيأرق حياتى غير شيء واحد ..
ردت بسمة بلطف : ايه هو ..؟
شريف بشجن : انتى .. انتى يا بسمة .. ساعات كنت بمر بلحظات ضعف ويأس .. والشيطان يصورلى انى حعيش باقى حياتى فاقد للبصر .. ساعتها كنت بشوف ان ارتباطنا اصبح مستحيل بسبب انى بقيت اعمى .. حرمانى منك كان هو اصعب شيء ممكن يخطر على بالى .. وجاية دلوقتى بعد ما مريت بكل اللى بحكيهولك وبعد ماربنا انعم على ورد لى بصرى تانى تقوليلى ان ارتباطنا مستحيل .. صدقينى .. المستحيل هو اللى بتقوليه .. المستحيل هو انفصالنا يا قلبى .. وده قرار نهائى .. حتى لو انتى رافضة ارتباطنا ومش عايزة تقولى الاسباب .. أنا بقى مصمم على الارتباط ده .. وحروح لأبوكى واطلبك منه .. وابقى ساعتها ورينى حترفضينى ازاى ؟؟
بسمة بسعادة .. وهى تبتسم للمرة الأولى منذ ايام طويلة : مجنون ..
شريف : أيوة مجنون .. مجنون بحبك .. واسمى من دلوقتى .. مجنون بسمة ..
بسمة بسعادة وخجل والبسمة ملئ فيها : بحبك ..
شريف وهو مطبق على كفيها بحنان : بحبك .. بحبك .. بحبك لآخر يوم فى عمرى ..
ساد الصمت .. وقد ظلت العيون تتكلم على وضعهما هذا حتى قطع رنين تليفونها حديث العيون .. فانتبهت بسمة وهى تنظر الى شاشة اللتليفون وتقول : يا خبر ده بابا .. ياه الساعة داخلة على واحدة .. أنا اتاخرت اوى .. ثم اشارت الى شريف ليصمت حتى تنهى مكالمتها مع ابيها ..
بسمة : ألو .. ايوة يا بابا .. أنا آسفة .. عارفة انى اتأخرت .. بس خلاص الحفلة يدوب مخلصة دلوقتى .. أنا حركب عربيتى وراجعة حالا ..
خميس بلهفة : طيب يا حبيبتى .. تحبى آجى أخدك .. الوقت اتأخر وأخاف انك ترجعى المشوار ده كله لوحدك ..
بسمة : متقلقش يا حبيبى .. أنا راجعة فى العربية .. اطمن .. الناس ماليه الشوارع .. مفيش قلق .. نص ساعة بالكتير وحكون فى البيت ..
خميس : طيب يا بسمة .. خلى بالك على نفسك .. واوعى تقفى لحد بالعربية .. وأنا حنزل استناكى تحت البيت بعد شوية ..
بسمة : مفيش داعى تنزل تستنانى يا حبيبى .. الدنيا امان عندنا فى الشارع ..
خميس : لا يا بسمة أنا مش حيجيلى قلب افضل فوق .. أنا حنزل استناكى ..
بسمة : اللى يريحك يا حبيبى .. ياللا علشان انا حركب العربية .. مع السلامة ..
خميس : توصلى بالسلامة يا عمرى ..
كان شريف ينظر الى بسمة وهى تتكلم مع والدها .. شعر بألفة عجيبة بينها وبين ابيها .. سلاسة فى التعامل بينهما يفتقدها هو وامه واخته فى التعامل مع ابيهم .. فقال لها وهو يبتسم : عارفة يا بسمة .. انا مشتاق أوى اتعرف على باباكى ومامتك .. نفسى أوى اشوف الملايكة اللى جابوكى لى .. حاسس انهم ناس طيبين أوى .. حاسس انى ححبهم زى ما بحبك ..
بمسة وهى تبتسم له برقة وحتين : همه فعلا طيبين .. اكتر من اى طيبين فى الدنيا .. قريب ان شاء الله حتتعرف عليهم .. بس دلوقتى رجعنى للعربية بسرعة .. لازم امشى فورا .. والا عمك خميس حينشف من البرد تحت العمارة .. وانت ميرضكش تكون السبب فى دور برد يجيله ..
انتفض شريف من السعادة بعد ان سمعها تقول له هذا .. ورد بحماس : بجد .. بجد يا بسمة حتعرفينى عليه قريب ؟؟ .. لك على يا ستى لو اخد دور البرد حجيله كل يوم اراعيه لحد مايخف ..
بسمة وهى تخطو خطوات الى الخارج وهو معها : بجد يا حبيبى .. ان شاء الله حتتعرف عليه قريب .. ثم اكملت بابتسامة وهى تمزح : بس بلاش اسلوب التقطيع على بعض ده من اولها .. انت عايز تخطف منى الزباين من دلوقتى .. وكمان والدى .. !!
ظل الاثنان يضحكان حتى توقف تاكسى امامهما شاور اليه شريف .. فركبت وركب بجوارها ثم طلب منه شريف ان يتوجه الى المطعم الذى به الحفل حتى يستقلوا السيارة ..
وصل التاكسى فى غضون دقائق قليلة الى مكان سيارة بسمة فركب معها شريف حيث انه اتى الى الحفل مع والديه .. وقبل ان تصل بسمة الى بيتها وقفت بعيدا قليلا ونزل شريف من السيارة على وعد للقاء فى الغد بالجامعة .. ثم توجهت بسمة الى بيتها حيث كان يقف ابيها فى انتظارها .. فاستقبلها بحنانه المعتاد وهو يضع يده على كتفها ويسيرا الى داخل المبنى يتحدثان .. ويصعدا الى منزلهما ..
-----------------------------------------------

فى مكان بعيد عن مكان الحفل بالنادى .. وقفت رنيم خلف رغد تعنفها على ما بدر منها فى حق سارة وأيمن .. كانت رغد تتباعد بعينيها عن مرمى عينى اختها .. لاتريد ان ترى فى عين رنيم هذا الكم من الضعف والحقارة التى وضعت نفسها به امام الجميع .. وبالأخص أيمن .. لا تعلم كيف سولت لها نفسها ان تفعل ما فعلت .. هى لم تكن بذلك الوهن تجاه شيء أو تجاه أحد يوما ما .. ألهذه الدرجة هى تحب أيمن .. الهذه الدرجة ساقها حبه وغيرتها عليه لمثل تلك الحماقات .. هى لم تكن تسمع شيئا من تعنيفات أو تعنييف رنيم لها .. حتى لو اجتمع العالم اجمعه وعنفها فى تلك اللحظة فلن يكون تعنيفه اشد من جلد نفسها لنفسها فى تلك اللحظة .. ودت لو أنها عادت بالزمن تلك الدقائق السخيفة لتسلك سلوكا آخر غير التى سلكت .. ولكن ما حدث قد حدث .. وما عليها الآن الا الانسحاب أو المواجهة .. وأول مواجهة واهمها هى تلك التى ستفعلها مع نفسها .. لابد أن تعترف انها اضعف من ان تبتعد عن حبها .. لا بد ان تعترف بقبولها للهزيمة وان عليها القبول ببعض التنازلات فى علاقتها بأيمن .. لابد ان تتعلم احترام رغبات الآخرين فى الوفاء بعهودهم .. وأولهم أيمن ورغباته .. بل وعليها أن تشاركهم وتدعمهم بقدر ما تستطيع .. فالحياة مشاركة .. الحياة أخذ وعطاء ..والحب عطاء .. فان كانت حقا تحب أيمن فيجب أن تعطيه وهى تشعر بعطاءها هذا انها تأخذ وانها تستمد سعادتها من هذا اعطاء ..
التفتت رغد الى رنيم التى توقفت عن توبيخها للحظات عندما شاهدت الدموع المنهمرة من مقلتيها .. فاسرعت اليها رنيم تضمها الى صدرها وهى تقول بلهفة : رغد .. انتى بتبكى .. أنا آسفة .. مكنتش اقصد انى اجرحك بالشكل ده ....
قاطعتها رغد وهى تحاول ان تسيطر على بكائها : أنا مش زعلانة منك يا رنيم .. صدقينى .. أنا زعلانة من نفسى ومن اللى عملته .. ومش النهاردة بس .. أنا اكتشفت انى انسامة انانية .. وبسبب غيرتى وانانيتى خسرت حبى الوحيد .. وبغير من إيه .. من طفلين يتامى .. أنا مش عارفة ايه اللى حصللى .. ازاى قدرت ابعد عن ايمن بسبب رعايته لطفلين يتامى ملهمش فى الدنيا غيره .. أد إيه انا كنت انانية وتافهة .. وازاى النهاردة بفسد فرحة واحدة من صحابى لمجرد انى الفت نظر ايمن لى واحرك غيرته ناحيتى .. مش بقولك .. انانية وتافهة .. أنا بكره نفسى ..
رنيم : مفيش خسارة ولا حاجة .. وساعات كتير معظمنا بيتصرف بانانية وتفاهة .. احنا فى النهاية بشر .. وكل شيء ممكن يتصلح يا حبيبتى .. المهم انك عرفتى غلطك .. وقررتى انك متستمريش فيه .. وتصلحى اللى حصل بينك وبين أيمن ..
رغد بخجل : يتصلح ازاى .. ده انا نيلت الدنيا .. أنا مش عارفة ازاى حقدر ابص فى عيون الناس وخصوصا سارة ..
رنيم : أهى دى بقى اللى مش عارفة أنا شخصيا حبص فى عينيها ازاى .. انتى ناسية انى اختك .. وانى فى نفس الوقت مرات اخو خطيبها .. يعنى المفروض اننا حنشوف بعض دايما .. الله يسامحك يا رغد ..
رغد فى توتر : الله يخليكى يا رنيم .. متتكلميش بالشكل ده .. ده أنا معتمدة عليكى تصلحى اللى انا هببته ده .. وتلطفى الموضوع مع سارة ..
رنيم وهى تتعجب مما قالت رغد : نعم !!.. طيب وده حيحصل ازاى ان شاء الله ..
رغد : اسمعى .. سارة مش حيفرق معاها تصرفانى لو عرفت واتأكدت انى اتصرفت بالسخافة دى علشان احرك غيرة ايمن نحيتى .. كل اللى يهم سارة انها تتأكد من انى بحب أيمن وانى بعيدة كل البعد عن أمير ..
رنيم : لا وانتى الصادقة .. اللى يهم سارة مش حبك او عدمه لأمير .. اللى يهم سارة هو مشاعر أمير نفسه .. وانها تحس بحبه لها مش ليكى .. الظاهر انى غلطت لما لفت نظرك زمان وقلت لك ان امير بيحبك .. وانتى مكدبتيش خبر واستغليتى الموضوع ده بغباء فى يوم مهم بالشكل ده لسارة وأمير ..وللأسف حصل اللى حصل .. سكتت رنيم للحظات ثم اكملت : اللى انا مستغرباه انتى ازاى جالك الجرأة تقربى منه بالشكل ده وهو جنب سارة وتهزرى معاه بالشكل ده .. انتى دايما كنتى حاطه حدود بينك وبين أى شاب .. وخصوصا أمير .. لما عرفتى مشاعره ناحيتك .. انتى إيه اللى جرى لك .. وعلى فكرة .. بابا وماما مش حيفوتولك اللى حصل ده .. وبعدين مين اللى قالك ان الطريقة البلدى دى حتخلى أيمن يغير ويتحرك .. انتى لو كنتى بصيتى على عيونه وانتى بتميلى على امير بالشكل ده .. كنتى عرفتى أد إيه انتى غبية ..
رغد : تقصدى ايه؟
رنيم : عيونه كانت كلها قرف من تصرفك ده .. هو عقلك راح فين ساعتها ؟!!
رغد بأسف : عنك حق .. انا انسانة غبية .. مفكرتش غير فى نفسى ومصلحتى .. يارب سامحنى ..
رنيم : اللى حصل حصل .. المهم دلوقتى ان أمير يقدر ينسى سارة التصرفات السخيفة دى .. ويقدر يوصل لها مشاعره ويطمنها ..
فجأة .. وجدت رنيم أشرف وأيمن بجوارهما هى ورغد .. فاقترب أشرف من رنيم وهو يضع ذراعه فوق كتفها .. ثم نظر الى رغد نظرة استنكار وهو يقول لرنيم : تعالى عايزك .. هما حيلبسوا الشبكة دلوقتى ..
رنيم : بجد .. طيب يا حبيبى .. أنا جاية معاك ..
غادر اشرف ورنيم الى الحفلة .. فى حين وقف أيمن بالقرب من رغد التى كانت تنظر اليه فى شوق وخوف واضطراب .. تنتظره ان يتكلم .. أو حتى يعاتبها ويعنفها .. ولكنه ظفر نفسا طويلا وهو ينظر الى الفضاء البعيد .. يحاول ان يسيطر على مشاعره المضطربة والمتناقضة فى تلك اللحظات .. حتى سمع رغد تقطع عليه افكاره المضطربة وهى تقول على استحياء ووجل : وحشتنى .. سكتت لبرهة ثم اكملت متلعثمة الحروف : ياترى انا كمان وحشتك.. ؟
لم يرد أيمن .. وظل ينظر الى الفضاء البعيد .. ويبدو ان هم الدنيا يجثو فوق صدره .. وفى نفس الوقت كان يترك لها محاولة أخرى من التودد اليه .. فقالت رغد بإنكسار : لما انت مش عايز ترد على .. ليه جيت مع اشرف ؟
تنهد أيمن وهو يقول : بصراحة مش عارف ارد واقول ايه ..
هنا تحركت رغد بنرفزة .. تشرع فى المغادرة وهى تقول : عموما لما تحب ترد .. اكيد مش حتغلب فى انك تلاقينى ..
امسك أيمن ذراعها بعفوية ليمنعها من المغادرة وهو يقول : وكمان انتى اللى زعلانة ؟ .. امرك عجيب يا رغد .. انتى متأكدة انك انتى رغد اللى حبيتها .. متأكدة من اللى انتى بتعمليه ده حيقربنا من بعض .. ؟
سكتت رغد وقد امتلأت مقلتيها بالدموع ولكنها ما زالت تنظر الى أيمن .. تتمنى لو انه يلاحظ دموعها التى تستعطفه بها .. لعل تلك الدموع تقول ما لم تستطيع ان تقوله وتنهى هذا الفراق بينهما .. وتعود المياه لمجاريها .. ولكنه لم يفعل .. فقط كان ينظر اليها كأنه يراها للمرة الأولى .. يشتاق اليها نعم .. ولكن غضبه منها كان يفوق هذا الاشتياق ..
انسابت دموع رغد وهى تنظر اليه راجية ان يشفق عليها .. حتى شعرت بدموعها وكأنها بحر من حولها وهى تغوص فيه رويدا رويدا وأيمن لا ينقذها من غرقها حتى شعرت بأنفاسها تختنق .. والجميع قد جاؤا من الحفل والتفوا حول أيمن الذى امسك باحفاد الشيخ والجميع ينظر اليها .. وهى غارقة فى بحر دموعها وتبتعد عن الجمع .. فأخذت تضرب المياه بقوة بذراعيها والبحر يأخذها بعيد عن أيمن الواقف مكانه ينظر اليها ولا يتحرك .. فاستيقظت فجأة على شهقة عالية من نومها وهى لازالت تشعر باختناق شديد وكل جزء من جوارحها يتألم والعرق يتصبب منها ..
جلست رغد نصف جلسة فوق سريرها تلتقط انفاسها اللاهثة .. تسترجع هذا الحلم الفظيع .. وتحمد الله على كونه حلما ..
----------------------------------------------------------

على الجانب الآخر .. وفى منزل أمينة كانت الأمور تجرى على قدم وساق .. فموعد ذهاب الجميع الى النادى حيث حفل الخطوبة قد اقترب .. فسوف يذهب أمير بصحبة اشرف ورنيم الى بيت سارة وتذهب باقى الاسرة الى النادى لاستقبال الضيوف ..
أما رغد فسوف تذهب مع والديها الى الحفل ..
مرت حوالى ساعتين وقد حضر معظم الضيوف الى الحفل .. ومن قبلهم حضرت جميلة خالة سارة وحضر ايضا خالد وأمينة وغادة ..
دخلت سارة بعد دقائق وأمير ممسكا بيدها وبجوارهما أشرف ورنيم .. فصفق جميع الحضور والقوا عليهم التحية والمباركات ..
حضر أيمن بصحبة والده واصطحب أيضا احفاد الشيخ عبد الله .. زهة وعبد الرحمن .. فاستقبلهما خالد وأمينة بترحيب شديد .. ثم اقتربا من أمير وعروسه مهنئين .. وما أن وقعت عينى رغد على أيمن حتى خفق قلبها بشدة معلنا فرحته برؤية حبيبها .. خصوصا عندما لاحظت عينيه تدور فى المكان وهى على يقين انه يبحث عنها .. فهى تدرك كم يحبها .. فهو لوقت قريب لم يمل من محاولاته فى الاتصال بها .. ولكنها كانت مصرة على موقفها حتى صباح اليوم حين استيقظت من حلمها الذى غير لها تفكيرها وقرارها ..
وقعت عينى أيمن على رغد .. فخفق قلبه هو الآخر .. وشعر كأنه يفتقد رؤيتها من سنين .. وليس من عدة أيام ..
خرجت من مكان الحفل بعد ان ابتسمت الى ايمن كأنها تدعوه للخروج خلفها .. وبالفعل لم يدخر وقتا فخرج خلفها مسرعا غير مصدق دعوتها تلك ..
اختارت رغد مكانا بعيدا عن العيون بالنادى لتقف به .. فاقترب ايمن منها وهى تعطيه ظهرها .. فناداها بشوق الأيام الماضية : رغد ....
التفتت اليه رغد تنظر الى عينيه الحائرتين الى اى جزء فيها ينظر .. فقد شعر بحنين لكل جزء فيها .. وهى أيضا كانت تنظر له نفس النظرات .. فخفق قلبيهما بشدة .. ليدرك كل منهما انه لا سبيل له الا سبيل الآخر ..
أيمن : حبيبتى .. أنا مش مصدق نفسى انك واقفة قدامى .. نفسى اضمك لصدرى علشان اتأكد انى مبحلمش ..
رغد : مبتحلمش يا أيمن .. أنا هنا معاك .. رغد حبيبتك ..
أيمن : ليه .. ليه عذبتينى كل العذاب ده .. ازاى هنت عليكى ..
وضعت رغد أناملها على شفتيه لعله لا يسترسل فى عتابها .. فشعر أيمن برجفة تسرى فى كامل جسده .. كما شعرت هى ايضا برعشة تسرى فى جسدها لمجرد ان لامست اناملها فاه ..
رغد وهى تنظر الى الأرض : آسفة .. آسفة يا حبيبى .. بس صدقنى أنا كمان عشت ألم وعذاب كبير وانت بعيد عنى .. بس خلاص .. أنا عرفت انى كنت غطانة .. أنا معاك يا أيمن .. حنكمل مشوارنا مع زهرة وعبد الرحمن ..
لم يصدق أيمن اذناه .. فقال بلهفة : بجد .. بجد يا رغد .. يعنى انتى معندكيش مانع اننا نربيهم وأحافظ على وعدى للشيخ عبد الله .. الله يرحمه ..؟
رغد : لا يا حبيبى .. معنديش مانع .. بس .. سكتت قليلا للحظات فقال ايمن : بس ايه يا حبيبتى ..
رغد بتلعثم واضطراب : بس حنخلى الموضوع ده بينى وبينك .. أقصد مش حنجيب سيرة عنه لبابا وماما .. أنا مش عايزة أى حاجة تخليهم يتحفظوا على ارتباطنا ..
أيمن : أيوة يا حبيبتى .. بس الموضوع ده مش حنقدر نخبيه .. مسيره يتعرف .. واخاف ساعتها يحسوا انى خدعتهم ..
رغد : ساعتها حكون مراتك .. وساعتها أنا اللى حقدر اشرح لهم الموضوع واقنعهم ان مراعيتنا لزهرة وعبد الرحمن مش مسببة لنا أى مشكلة .. بالعكس احنا بناخد بيها ثواب كبير ..
أيمن : مش عارف يا رغد .. بس قلبى مش مستريح للفكرة دى .. يا ريت تفكرى كويس .. أنا مش حابب يكون بينى وبين اهللك اى مشاكل ..
رغد : صدقنى يا حبيبى .. بابا وماما ناس طيبين قوى .. بس خايفة انهم ميستوعبوش الموضوع ده فى الأول مش اكتر .. علشان كده خلينا ناخد الموضوع خطوة خطوة ..
أيمن : اللى تشوفيه .. أنا أهم حاجة عندى اننا نكون لبعض .. ومش مهم أى حاجة تانية .. يا ترى اقدر اطلب من أشرف يحدد لى ميعاد نزوركم فيه امتى ..؟
رغد : أى وقت .. ان شاء لله من دلوقتى ..
أيمن مازحا : ده انتى مصدقتى بقى .. وأنا اللى كنت مرعوب انك تكونى نسيتينى .. أتاريكى واقعة ..
ضحكت رغد وهى تضربه برقة فى صدره .. احنا الاتنين واقعين يا حببيبى ..
-----------------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس