فتوقف وأفسح لها الطريق لتتقدمه , وسارت في صمت محاولة الحفاظ على الهدوء وهي تفتح الباب الزجاجي للردهة الخارجية, كانت السيدة سوندرزتهتم كثيرا بمسائل الأمن , ومن ثم وضعت بجوار القفل العادي رتاجين كبيرين , سحبت ميراندا الأسفل منهما لكن الأعلى كان متيبسا وأعلى من أن تصل اليه بسهولة , فتقدم جاسون لفتحه وأحدث الرتاج صريرا عنيفا وعندئذ قال جاسون وهو يهمس: " ألم تسمع صاحبة المنزل عن زيوت التزليق التي تمنع هذه الأصوات". وأحست ميراندا بالرغبة في أن تقهقه وبالفعل أفلتت منها ضحكة والباب ينفتح وأبتسم جاسون بدوره , لكن بابا أنصفق من خلفهما ما جعل ميراندا تتجمد في مكانها , وجاءهما صوت حاد من أعلى: " من هناك؟". ونظرت ميراندا الى أعلى بعينين مذعورتين , فرأت السيدة سوندرز وهي ممسكة شمعدانا وترتدي عباءة , وغمغم جاسون قائلا: " ها قد وصلنا". وردت ميراندا مضطربة: " أن كل شيء على ما يرام يا سيدة سوندرز أنني ميراندا". " أنت... لكن كيف دخلت , لقد أغلقت الباب من الداخل بنفسي , و....". " كلا , نحن... ذلك هو السيد ستيل , أنه خارج ... آسفة أذا أزعجتك , لكننا..". " خارج ... هل تعنين أنكما لستما قادمين ؟ هل تعنين أنك أنت وهذا الرجل كنتما ... كنتما تتسللان في هذا الوقت من الصباح؟ كيف تجرؤين ؟ لقد رأيت السيارة الغريبة عندما جئت , لكنني لم أكن أبدا...". فقاطعتها ميراندا بعد أن أدركت ما ستقوله وهي تصيح : " كلا , أنتظري! أصغي , أن كل شيء على ما يرام يا سيدة سوندرز , أستطيع أن أشرح لك الموقف , أن السيد ستيل هو رئيسي في شركة كارونا ستيل , لقد أوصلني الى المنزل , وكان قد عاد توا من...". " أنا لا أبالي بمن هو , ولا من أين جاء أن وضعه بالنسبة اليك لا يهمني في شيء , وكذلك وضعك بالنسبة اليه , لكنني أفضل أن يتم هذا خارج منزلي , ولا تحاولي أن تقولي لي أنه كان لديكما عمل في هذه الساعة من الليل , لقد حذروني من المخاطرة بأدخال غرباء في منزلي ولم أصدق , لقد صدمت فيك يا آنسة ميك , أعتقدت أنك فتاة لطيفة هادئة بعد الرواية التي حكيتها لي عن المكان الذي كنت تعيشين فيه , والطريقة التي أنشأتك بها عمتك , أنا أشعر بالأسف من أجلك , لن أخدع ثانية , هذا مؤكد , ولن أنتظر حدوث هذا مرة ثانية , هل سيدخل الرجال ويخرجون من منزلي طوال ساعات الليل؟". فهتفنت ميراندا في ذعر: " يا سيدة سوندرز, أنت مخطئة تماما , أستطيع أن أشرح لك الأمر فقط أذا أنت...". " لا أعتقد أن هذا ضروري , فكما قلت لك , ليس هذا شأني , لكنني سأطلب منك الرحيل , فأنا أخشى على جان ومن الخير أن ترتبي أمورك بأسرع ما تستطيعين". |