عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-09, 05:49 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- عشاء بلا شموع
عندما تسللت أشعة شمس اليوم التاي من خلال فتحة الستارة , نفضت ميراندا عنها أغطية الفراش , وجلست تفكر, ثم قررت أنها لا بد كانت تحلم.
كانت الغرفة تبدو طبيعية جدا , والساعة الموجودة الى جوار السرير منتظمة وغير متعجلة في دقاتها , وشعرت بالأحساس اللذيذ لعدم الأستعجال الذي يميز أيام العطلة.
أعتدلت على حافة السرير ثم أنزلت قدميها وبحثت بهما عن خفها , وبدأت تقيّم في ضوء النهار البارد الأحداث التي لم تكن حلما , هل ظلت مستيقظة معظم الليل , متسائلة عما دفع جاسون الى الأدلاء بهذا البيان البالغ الغرابة الذي سمعته منه؟ وحدد عقلها عددا من الأسباب لذلك , بعضها مناف للعقل.
سمعت مرة عن رجل تزوج فتاة لا يكاد يعرفها لأنه كان عليه أن ينجب ليصبح له الحق في ميراث ما , لكن جاسون لا يبدو في حاجة الى مثل هذا الأجراء وسبحت في أفكار أخرى خيالية لكن لها طابعا شخصيا رقيقا مفرطا في الرقة حتى أنها وبخت نفسها على مثل هذا التفكير – فكيف تتخيل أن جاسون من الطراز الذي يكتشف فجأة أنه ولهان بفتاة لا يكاد يعرفها , وهي فتاة يمكن أن نصفها لو ألتزمنا المجاملة بأنها خجولة , تخفي مشاعرها ولا تظهرها , وأنها عضو غير هام في أدارة الحسابات, كلا , هناك سبب واحد يصمد للدراسة المنطقية المطولة وهي أن جاسون صاحب دعابة من طراز فريد ولا يمكن التكهن بالظروف التي يطلق فيها دعابته.
حقا, لقد كانت الغلطة غلطتها , وكان عليها أن تعترف بذلك لنفسها لو لم يكن قلبها ضعيفا لهذا الحد ... وجاسون عنيف أولا وقبل كل شيء ومرن في الوقت نفسه , ولو لم يكن كذلك لما كانت له تلك السلطة في عالم الأعمال , وتنهدت, رغم كل هذا فللمحادثة ذكريات جميلة ,وهي لا تستطيع أن تنسى قسمات وجهه وهو نائم , كان فتيا وجذابا , على نحو غريب حتى أنها أرادت أن تلمس صدغيه بخطوطهما الفضية .
وأنصرفت عن النافذة بقوة, وأرتدت ثياب المنزل , كانت مثارا للسخرية ربما كان يهزأ مما حدث الآن , لا بد أنه يتوقع منها أن تشاركه هذه النكتة ... نكتة كبيرة أنهت مشاكسة السيدة العجوز صاحبة المنزل وأخذت تفكر وهي ماضية الى الحمام أن المشكلة الحقيقية هي أضطرارها لترك الشقة , أذا نحينا جانبا كل كل اللغو الذي قاله عن أنه لن يسمح لها بالبقاء , فأنها لن تستطيع أن تعترف بالحقيقة عندما تحين لحظة شرح الموقف وحتى أذا لانت السيدة سوندرز وقالت لها أنها تستطيع البقاء , فأن ميراندا لن تستطيع مواجهتها والأعتراف بأن كلام جاسون كان مجرد طريقة سريعة ومناسبة للتخلص من المأزق.
" ميراندا؟".
أنتفضت واقفة كرد فعل لهذا الأستدعاء , وفتحت الباب قليلا لترى السيدة سوندرز التي قالت لها:
" تصورت أنك لا بد أن تكوني هنا , هناك مخابرة لك في الدور السفلي هل تنزلين أن أني؟ أعتقد أنه خطيبك , لكنه لم يذكر أسمه , طلبك فحسب".
" سآتي".
وأندفعت ميراندا الى الطابق السفلي متجاوزة السيدة سوندرز , وهي تحيط نفسها بمنشفتها الكبيرة , كانت تطير وهي نازلة السلالم , وقلبها يخفق بشدة , وأنفاسها متقطعة وهي تهمس في الهاتف:
" نعم , أنا ميراندا ميك".
قال جاسون بصوت لا ينم عن شيء مما حدث في اليوم السابق:
" صباح الخير , هل حدثت مشاكل بعد رحيلي الليلة الفائتة؟".
" كلا".
" حسنا , والآن أسمعي يا ميراندا , أنا في عجلة من أمري اليوم , لقد ألغى الرئيس أرتباطاته هذا الصباح وذلك حتى ألتقي به, ومن ثم فلن أستطيع الأعتذار عن عدم مقابلته , وسينضم والي أمبروز الينا في الغداء , الأمر الذي يعني جلسة عمل ممتدة , أشك أنني سأفرغ قبل الثالثة , ربما بعد ذلك , ما الذي ستفعلينه اليوم؟".
" حاليا , ألتف بالمنشفة".
" ماذا؟".
وقبل أن تستطيع الرد ضحك برقة وقال:
" هل أخرجتك من الحمام؟ خطر ببالي أنني ربما أخرجك من السرير , لا تقلقي لن أحنجزك طويلا , سأمر عليك في السابعة ... هل يناسبك؟".
وأومأت برأسها ثم أدركت أنه لا يراها فغمغمت بما يفيد الموافقة فقال لها:
" حسنا , الى اللقاء".
وضعت هي السماعة بدورها وألتفتت لترى السيدة سوندرز تدور في الردهة مقبلة نحوها وهي تقول:
" لم أكن أعرف أنك مخطوبة له , لو عرفت لما تسرعت , لكنني أرتعبت عندما سمعتكما , في هذا الوقت المتأخر...".
" نعم , أنا أدرك ذلك".
" أنا آسفة أذ كنت فظة , وأنت بالطبع تعرفين أنه ليس عليك أن ترحلي حتى... أعتقد أنكما تعدان المنزل حاليا".
وأبتسمت السيدة سوندرز , وغمغمت ميراندا بشيء غير واضح فقالت لها السيدة سوندرز:
"أذهبي قبل أن تصابي بالبرد وأنت تقفين فذ هذه الردهة التي تموج بتيارات الهواء".
وأنتهزت ميراندا هذه الفرصة وهرولت وهي ممتنة , فقد كانت تتوقع كل أنواع الأسئلة الودودة : ما نوع الخاتم الذي قدمه لك ؟ ما نوع حفل الزفاف الذي ستقيمانه ؟ متى ؟ وأين؟ ناهيك عن نصائح الصداقة , وأنتابت ميراندا حالة أكتئاب عندما بلغت غرفتها , ليتها ما نطقت بتلك الدعوة في تلك الليلة الماضية , فقد أرهقها التفكير في التفسيرات المربكة التي عليها أن تقدمها أن عاجلا أو آجلا.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس