عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-21, 09:17 AM   #133

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Part 55



علينا إستيعاب هذا ...
عن كون بإمكاننا أن نُصبح سيئين بالقدر الذي أصبحنا به جيدين
فداخلنا وحش مُختبئ خلف إبتسامتنا وقُمصاننا ومُعاملتنا اللطيفه !
إنه بداخل الجميع
... حتى لو أنكروا هذا !




بداخل زنزانات الحجز في إحدى مراكز الشرطة بباريس
كان يجلس بهدوء تام شارد البال بأخاه الوحيد فينسنت ..
همس بهدوء تام: ثيو ..
عقد هذا الأصلع حاجبيه وفتح عينيه ناظراً الى لوكا بعدما سمع هذا الإسم ..
لقد كان مستلقياً على رجليّ أحد المساجين بعدما أخافه بأساليبه المُعتاده لذا عدّل من نفسه وجلس يقول: ماذا قُلت ؟
نظر إليه لوكا وهمس بعدها: ماذا تُريد بالضبط ؟ شجار ؟
موريس بإبتسامه: لا تُحاول إفتعاله معي فستندم ..
كشر لوكا في وجهه يقول: حسناً إخرس ..
إنزعج موريس ودفع الرجل الذي كان ينام على رجله يقول بحده: إن كُنتَ رجلاً فأخرسني بالأفعال لا بالكلام ..!
رفع لوكا صوته يقول: أيُها الشُرطي هُناك سجين يُهددني ..
دُهش موريس في حين تقدم الشُرطي من الباب يقول بحده: سأُرسل أي شخص يُحدث الشغب الى السجن الإنفرادي !
إعتدل موريس في جلسته هامساً: سُحقاً ..
في حين إبتسم له لوكا بإستفزاز قبل أن يتنهد ويُشيح بوجهه مُفكراً بتلك المُحادثة التي جرت بينه وبين أخاه والتي لم يكن يعلم بأنها المُحادثة الأخيره !
لو عَلِم لما إقترح عليه إقتراحاً أحمقاً كذاك الإقتراح !
أغمض عينيه وهمس: سامِحاني رين ونينا ، أخشى بأني السبب في موت والدكما ..
وعادت فيه ذاكرته الى الوراء بأشهر قليله ..
عندما فجأه شعر بالإشتياق وقرر مُكالمته ..

-قبل أشهر قليله -

إستلقى على سريره وبيده هاتفه يُقلب بين الأسماء الكثيرة بحكم كونه إجتماعيّ للغايه ..
إبتسم وضغط زر الإتصال وهو ينظر الى سقف غرفته المليء بالمُلصقات المُتنوعه ..
رُغم كونه في أواسط العشرين إلا أنه لا يزال يُحب أفعال المُراهقين من ناحية إلصاق صور الأشخاص المفضلين له على الجدران ..
وخاصةً لاعبي كُرة السلة فهو يعشقهم للغايه !
فهاهي صورة ضخمه لمايكل جوردان بجوارها العديد من الصور المُشابهه لنفس الشخصيه ولكن بحجمٍ أصغر ..
وبالجهة الاُخرى لاعبه المُفضل كوبي براينت وحوله بعض قُصاصات الجرائد عن خبر موته الذي سبب له صدمةً كبيره ..
همس: سُحقاً للطائرات المروحيه ..
رد عليه أخاه يقول: ماذا فعلت لك ؟!
إبتسم لوكا يقول: اووه فينسنت مرحباً ، أخبارك ؟
فينسنت: على ما يُرام ، هل هُناك أمرٌ طارئ ؟
لوكا: كلا ، لما هل أنت مشغول ؟
فينسنت: حسناً ، بعض الشيء ..
لوكا: في ماذا ؟ هيّا أشعر بالملل وأُريد التحدث إليك !
صمت فينسنت قليلاً ثُم قال: حسناً أنا مُحتار في أمرٍ ما ... ولكن أولاً هذا سر لا تُخبره لأحد حسناً ؟!
إبتسم لوكا وجلس مُتربعاً بحماس يقول: لا تقلق ، هيّا أخبرني من هي المراة التي تُريد أن تتزوجها ؟
قطب فينسنت حاجبيه يقول: هل تُريد لرين أن تقتُلني !
ضحك لوكا ضِحكةً عاليه يقول: أخي المسكين يعيش منذ زمن من دون زوجه والسبب عناد وأنانية إبنته ..
إبتسم فينسنت يقول: لا تقل عنها هكذا ..
لوكا: اوووه اسف اسف تعديت الحدود ، علي التوقف عن شتمها وإلا ستُرسل إليّ لعنةً مُؤذيه ..
ضحك فينسنت دون تعليق فقال لوكا: حسناً ، ماهو موضوعك ؟ سيكون سراً ..
صمت فينسنت لفتره ثُم قال: حسناً ، الشركة التي اعمل بها تُمارس نشاطات غير مشروعه ..
دُهش لوكا وقاطعه يقول: كيف إكتشفت هذا ؟! وما الذي يُمارسونه !
لم يُريد فينسنت أن يتحدث عن التفاصيل فقال: عن طريق الصدفه ، إنها نشاطات كتهريب الممنوعات او تهريب البضائع لتفادي التفتيش الجُمركي ومن هذه الأمور ، حسناً الأمر هو أني عرفتُ عن مكان ملفٍ مُهم يحوي أسماء وتواقيع المسؤلين عن هذه الأفعال وخرائط عن ممرات تهريبهم والعديد من الأمور المُهمه ، أُفكر في سرقته وتسليمه للشرطه ..
صفر لوكا يقول: اخي بطل عداله ! يالا شهامتك ..
قطب فينسنت حاجبيه يقول: لا أُريد السُخريه ..
أبعد لوكا نظرت السُخرية من وجهه يقول: آسف ..
علق بعدها: حسناً هذا فعلٌ جيد ، ولكن رُبما تخسر وضيفتك فالشركة ستُغلق إن ثَبُتت أدلتك ..
فينسنت: لا تهمني الوظيفه ، أُريد أن تتوقف هذه الأعمال السيئة للأبد ..
لوكا: حسناً إذاً إفعلها ، لما أنتَ مُحتار ؟
صمت فينسنت قليلاً ثُم قال: لديهم رجل شُرطة الى جانبهم ، سيُخفي الأدلة حال تسليمي لها وبهذا لن أستفيد ، هُناك مُحقق أُريد تسليم الملف إليه ولكني مُحتار ..
لوكا: واااه لا زِلتُ عند قناعتي بأن رجال الشُرطة سيئين ، حسناً أوافقك بألا تُسلمها لهم فسوف تتضرر ليس إلا ولن تستفيد شيئاً ، وماذا عن موضوع المُحقق هذا ؟
فينسنت: شخصٌ يُدعى ثيو ، عدو قديم للمنظمه لذا هو أأمن من أُعطيه الملف ولكنه بالمُقابل رجل مُتردد عندما يصل الأمر الى عائلته ، أخشى أن يصل إليهم الأمر ويُهددونه بأخيه أو أخته كي يسحب الملف ويُغلق القضيه ! لهذا أنا مُحتار ..
صمت لوكا لفتره مُفكراً قبل أن يقول: مُحقق مُزعج لا يختلف بالسوء عن رجال الشرطه ، حسناً لا ألومه فالعائلة شيء مُهم ، قبل أن تسرق الأوراق جرّب مُحادثته عن الأمر وأنظر الى ماذا تصلان !
فينسنت: هذا رأيُك ؟
لوكا: أرى بأنه الحل المِثالي ..
تنهد فينسنت وقال: حسناً فهمت ، سأنظر في الأمر ..
لوكا بإبتسامه: إذاً أخبرني ، ماذا ستكون خطوتك القادمه ؟

**

فتح عينيه وهمس: ليتني لم أُشجعه على قراره ، لم أتوقع أن يكونوا مُنظمةً سيئةً الى هذا الحد !
لف بنظره ناحية موريس وظهرالحقد فيها هامساً: سأُدمرهم ! سأُكفر عن ذنبي بإنهائهم عن بكرة أبيهم ..
إبتسم بعدها بهدوء مُفكراً بنفسه ..
لم يتوقع أن حادثة قتل أخاه بسببه قد تُحوله الى هذه الدرجه !
من شاب إجتماعي مرح الى حاقدٍ شرير مُنتقم ..
قطع تفكيره صوت رجل شُرطة يقول بصوتِه المُرتفع: لوكا چيلر ، زِياره ..
عقد حاجبه ونظر الى الشرطي يُفكر بمن قد يزوره الآن !
هي حتماً ليست صديقته ولا أحد آخر يعرف عن كونه قد سُجن !
وقف وذهب الى الخارج ..

***


بعد هذا الحدث بساعاتٍ قليله ..
إستمعت كارمن الى جملة فيكتور بهدوء تام قبل أن تُبعد السماعة عن أُذنها وتنظر الى رين التي كانت تقف بهدوءٍ تام ..
نظرات كارمن لم تكن تُبشر بخير ، إنها تشعر بقلق كبير إزاء هذا الأمر ..
لا بأس ، عليها أن تتفائل ..
يجب أن تتفائل !
كارمن بهدوء: تقولي لي بأنك تملكين الملف صحيح ؟
بلعت ريقها وحاولت إظهار الثقة وهي تُجيبها: أجل ..
كارمن: حقاً ؟
رين: أجل ..
كارمن: أعطني دليلاً ..
صمتت رين لفتره في حين سمع فيكتور جُملة كارمن عبر السماعه وقال: أخبرتُك أن تقتليها ، لا يملكون الملف أنا واثق ، لو إمتلكوه لسلموه للسلطات منذ البدايه ، هم فقط يُقايضونا لسلامتهم ..
كارمن بهدوء: لا بأس ، لا تقلق ، أُكلمك لاحقاً ..
ومن ثُم أغلقت الهاتف ونظرت الى رين تنتظر ردها ..
أجابتها رين: ولما تنتظرين الدليل ؟ سأُعطيكِ إياه وهذا يُغني عن ألف دليل ..
كارمن: حقاً ؟ سابقاً كُنتِ على شفا حُفرةٍ من الموت ومع هذا أنكرتي ، كيف تُريدين مني تصديقك ؟
رين: ببساطه لأني إستعدتُ ذاكرتي ..
رفعت كارمن حاجبها فأكملت رين: كُنتُ فاقده لذاكرتي ذاك الوقت ، إسألي موريس وهو سيؤكد لك الأمر ..
موريس ؟
صمتت كارمن قبل أن تهمس لنفسها: "وكيف سأسأله وهو في بيته الثاني السجن كالعاده ، لكنها تبدو واثقه من الأمر "
كارمن: ولما لم تتحدثي ؟
رين: قُلتها مراراً وتكراراً بأني لا أتذكر ولكن لم يُصدقني أحد ، ضننتُم بأنها كِذبةً لأُخلص نفسي ، الآن أنا أتذكر ، وسأُسلمكم الملف مُقابل تركي وشأني ، لا زِلتُ شابه وأُريد أن أعيش حياتي بسلام ..
كارمن بهدوء: من المُفترض أن أُصدقك صحيح ؟ أولستِ ذاتها التي رفضت الإفصاح عن شيء وبأنك ستنتقمين لموت والدك ! الإستسلام التام هذا مشكوكٌ فيه ..
رين: كُنتُ وقتها تحت تأثير فقدانه ، لا أنكر أني أكرهكم ولكني لستُ نداً لكم ، أيقنتُ هذه الحقيقة الآن ..
نظرت كارمن إليها لفترةٍ ليست بالقصيره قبل أن تقول: حسناً ، أين هو ؟
رين: عِديني أولاً بأن تتركوني وشأني ، هُناك قتلةً يُطاردونني ، إضمني لي حياتي ..
كذبت كارمن وهي تعرف بأن البروفيسور لا أحد يُعارض كلامه حيثُ قالت: حسناً ، سأضمن لك هذا ..
رمقتها رين بنظرةٍ مُطوله قبل أن تسأل بهدوء: ستقتلوني لا محاله صحيح ؟
لم تُجبها كارمن وإكتفت بالصمت ورؤية كلامها القادم ..
نظرت إليها رين لفتره ثُم نظرت الى الرجال الثلاثه المتواجدين في ذات المكان قبل أن تُعاود النظر الى كارمن قائله بهدوء: حسناً ، سأقبلُ هذا ، ولكن لا تكونوا قُساةً عليّ ، حققوا لي مطالبي قبل أن تُنهوا حياتي ..
رفعت كارمن إحدى حاجبيها قبل أن تقول: يُسعدني أنكِ تُفكرين بواقعيه ..
رين في نفسها: "وقحيين لا يوفون بوعودهم" ..
أخذت نفساً عميقاً ثُم قالت: والدي عندما عُثر عليه مقتولاً كان فارغ الجيوب ، أعلم بأنكم إحتفضتم بمُتعلقاته لعلّها تُفيدكم ، أُريدها ، إنها آخر ما تركه والدي بعد وفاته ، حتى لو كان مُجرد منديل ، قد تكون تافهه بالنسبة لكم ولكنها كالكنز لي ولأُختي ، والشيء الثاني والأخير لدي أُختٌ صغيره ، هي ما بقيت لي بعد وفاة والداي ، أتركوها وشأنها فهي طفله ، رجاءاً ..
إبتسمت كارمن تقول: يالها من طلباتٍ يائسه ، على أية حال مُتعلقاته قد تم التخلص منها بعد التأكد من عدم أهميتها وأُختك ستكون على ما يُرام مالم تفتعل هي المشاكل معنا ..
رين بإستنكار: طفلة بالعاشره فكيف ستفتعل المشاكل !! وماذا مع أمر تخلصكم من مُتعلقات والدي ؟!!! أرجوكِ قولي كلاماً آخر ، انها بالنسبة لنا كهدية وداع !
كارمن ببرود: إستسلمتِ لواقعك ولنهايتك فلما تُبالين بهذا الأمر ؟
صمتت رين قليلاً قبل أن تقول بهدوء: ليس لأجلي بل لأجل أُختي ، رحيلي ورحيل والدي معاً ؟ هذا كثير لتتحمله ، أُريدها أن تحتفظ بآخر ما تبقى منا ، إنها أُمنيتي الأخيره ، فقط حققيها ..
نظرت الى عيني كارمن وأكملت: صدقيني أملك الملف ، الملف 110 ، يحوي على عقود وتواقيع شخصياتٍ هامةٍ في المُنظمه وأنتِ إحدى هذه الشخصيات ، يحتوي على تفاصيل لطُرق تهريب البضائع وممرات التهريبات الجُمركيه ، إنه يفشي الكثير من أعمالكم ويضع بعضكم في مواقف مُحرجه أمام القانون ومن الصعب التخلص منها ، أنا أملكه حقاً ، صدقيني سأُعطيكِ إياه إن أعطيتني مُتعلقات والدي الأخيره وجعلتِني أُرسلها لأُختي ، سأبقى هُنا بين يديكِ ولن أطلب أن أذهب بنفسي ، لن أدع أي مجال لأن تعتقدي بأني أكذب ، أرجوكِ ..
جملها الأخيرة هذه كانت صادقه للغايه ولا هدف منها ..
هذا ما جعل كارمن تُفكر في الأمر ..
إنه طلب بسيط وتافه ، تبدو حقاً كوصيةِ يكتُبها عجوز على مشارف الموت ..
ستُلبي لها هذا ، لن تخسر شيئاً من المُجازفه ..
فهي بحق تُريد إمتلاك الملف بدلاً من دفنه للأبد كما يُخطط فيكتور ..
لأنها أحد الأسماء المُتورطة فيه ..
ستوافق إذاً على أُمنيتها هذه ما دامت بسيطه وتافهه ..
همست لها بهدوء: لن تُغادري الغرفه وتطلبي طلباتٍ أُخرى ؟
إتسعت عينا رين بسعاده تقول: نعم لن أفعل ، أعدك ..
نظرت كارمن الى أحد الرجال الثلاثة تقول: إبقها تحت ناظريك حسناً ؟
هز رأسه بالإيجاب وأخذ رين معه الى الخارج حيث ستُجري كارمن بعض الإتصالات لتُلبي مطلبها الأخير ..
خرجت رين برفقة الرجل من الغُرفه وإبتسامه غريبه ترتسم على شفتيها ..
إبتسامةً تقول ،
لقد فعلتُها !

***


6:30 pm


أوقف سيارته وهو يُحدث أُخته عبر هاتفه يقول: بدأت الشُرطة بالتحرك منذ عدة ساعات بعد أن مر أكثر من 24 ساعة على بلاغ إختفائه ، أعلم بأنه سينزعج من كوننا نُعامله كطفل ولكن لا يهمني ، لذا الآن خُذي قسطاً من الراحة يا استيلا ويُمكنك بعدها إستكمال البحث عنه فأنتِ لم تنامي جيداً مُنذ الأمس ..
أجابته: ماذا عنك ؟ ماذا حدث معك ؟
آلبرت: لا شيء جديد ، أُحدثك لاحقاً ..
إستيلا بدهشه: آلبرت لحضـ...
وأغلق الهاتف قبل أن ينزل من سيارته ويقف ناظراً الى هذا المنزل الذي لم يعد يعرف كم عامٍ مر مُنذُ أن دخلَه آخر مره ..
أغلق باب سيارته وعبَرَ باحة المنزل قبل أن يمد يده يلف مقبض الباب وهو يعلم بأنه من دون أدنى شك مُحكم الإغلاق فصاحبه قد سافر مُسبقاً ..
دُهش عندما فُتح الباب فدخل الى الداخل وهو يُعلق هامساً: منذ متى كان ريكس بهذا الإهمال ؟
لحضة صمت مرت على الجميع ..
على آلبرت الذي يرى أمامه رجلان أحدهما على كُرسيّ يُقلب بمُفكرةٍ بحجم الدفتر بين يديه والآخر بجواره مُنحني يقرأ معه ..
وعلى باتريك الذي فوجئ بدخول غريب بعد أن أيقن أن ريكس في سفر ويستحيل أن يتواجد أحدٌ داخل المنزل !
همس للرجل الذي بجانبه: من هذا ؟ تعرفه ؟
رد عليه: كلا ، إنها المرة الأُولى التي أراهُ فيها ..
خرج آلبرت من حالة صمته وتقدم منهما يقول: من أنتما ؟ رفيقان لريكس ؟
علم باتريك أنه أحد معارف ريكس بناءاً على سؤاله ..
حسناً ، معضلةً جديده لم يحسب لها حساباً ..
أجابه: نعم ، من أنت ؟
ضاقت عينا آلبرت ونظر نظرةً خاطفةً خلفهما حيث قد تم نزع ديكور الحائط ليظهر خلفها حُفرةً تبدو كخزنةٍ فيها بعض الأوراق ..
عقد حاجبه وتبادر الى ذُهنه ذِكرى قديمه ..
قبل سنوات في ليلة الشواء تلك التي صنعتها والدة ريكس والتي من بعدها إختفت لسنوات ليتفاجؤا بعدها بخبر موتها ..
حينها كانوا أطفالاً ، ريكس في الثامنه وهو في العاشره !

- قبل 19 عاماً -

أنهى آلبرت بناء بُرجٍ بورق اللعب ثُم إلتفت الى فرانسوا وإدريان يقول: أرأيتما ؟ إنه سهل ..
إدريان بدهشه: أنت عبقري !
فرانسوا: واااو ..
إبتسم آلبرت بإطراء وإلتفت باحثاً عن ريكس ليتفاخر أمامه أيضاً فهو يُحب أن يكون أفضل منه في كُل شيء ..
عقد حاجبه عندما لم يُشاهده فنظر الى زوجة عمه السابقه آليس وهي تُحدث أحدهم عبر الهاتف بالقرب من آلة الشواء ..
إنه ليس بالقرب من والدته أيضاً !
وقف ومشى عبر الباحة حتى دخل الى داخل المنزل رافعاً صوته يُنادي عليه ليجده يقف بهدوء تام أمام لوحةٍ مُعلقه على الحائط ..
إقترب منه وعقد حاجبه عندما لاحظه لا ينظر الى اللوحة بل الى الحائط نفسه ..
وقف بجواره ينظر الى حيث ينظر وهو يقول: الى ماذا تنتظر ؟
فزع ريكس وإلتفت إليه فدُهش آلبرت يقول: لما تفزع ! لقد ناديتُ عليك عندما دخلت ألم تسمعني ؟
بقيت عينا ريكس الفزعتان مُعلقتان به قبل أن يتنهد يقول: لا ، هيّا نخرج ..
آلبرت بتعجب: لكنك لم تُخبرني لما كُنتَ هُنا وحدك ؟ والى ماذا كُنت تنظر ؟
نظر ريكس إليه ثُم نظر الى الحائط قليلاً قبل أن يُعاود النظر إليه يقول بتردد: هل تعدني بأنك لن تُخبر أحداً ؟
إعتدل آلبرت في وقفته فقد جذبه الحديث للغايه وقال: أعدك ، لن أُخبر اي أحدٍ على الإطلاق ..
ريكس: الى الأبد ؟
آلبرت: الى الأبد ..
إقترب منه قليلاً وهمس: ماما لديها سرٌ كبير تُخبئه عن الشُرطه ، ولكني أفشيتُ السر وآذيتُها ..
ظهرت إبتسامةً غير واثقه على شفتيه وهو يُكمل: لكن ماما الآن بخير ، هذا يعني بأني لم أؤذها صحيح ؟
عقد آلبرت حاجبه يقول: ماذا تعني ؟
رمى ريكس نظرةً مُتوتره الى الحائط ثُم عاود النظر الى آلبرت يقول: لا لا إنسى الأمر ، إنه سر ..
ثُم غادر من أمام أعين آلبرت المُنزعجتين فلقد كان يشعر بفضول كبير !
عاود النظر الى الحائط وهو يتسائل عن السبب الذي جعل ريكس يُطيل النظر إليه هكذا ؟

**

بقيت عينا آلبرت مُعلقتان في البُقعة ذاتها التي إستمر ريكس في طفولته بالنظر إليها دائماً ..
عاود النظر الى ما يحمله الرجل الجالس بين يديه قبل أن يسأل: أنتَ صديقه آندرو ؟
قرر باتريك الإستمرار بالكذب حتى يتخلص من هذا الفضولي الذي لا يعرف من أين خرج فجأه فقال: أجل ..
وأكمل في نفسه: "هو على علاقةٍ بريكس ولكنها ليست علاقةً قويه ما دام أنه لا يعرف حتى شكل آندرو"
ضاقت عينا آلبرت وبسهوله عرف بأنهم مُتطفلون !
فحتى لو لم يكن يعرف آندرو فلقد شاهده حول ريكس عدة مراتٍ في المُناسبات العامه ..
هذا مُخادع ..
مُخادع يعرف الكثير عن ريكس ..
وهو بالتأكيد ليس بصديق فلو كان كذلك لما إضطر الى الكذب !
همس بداخله: "لديك الكثير من الأعداء يا ريكس ، هل هم شركة مُنافسه أم ماذا ؟"
عاود النظر الى مافي يد باتريك ثُم نظر إليه وتقدم منه يقول بإبتسامه: آندرو ! أخيراً حانت الفرصة للقاءك ، يتحدث عنك ريكس دائماً ..
بدأ الإنزعاج يتزايد بداخل باتريك فهذا الفضولي ينوي الإنخراط بالحديث معه !
كيف يتخلص منه ؟
إبتسم وقال: لم تُخبرني من تكون ؟
وقف باتريك أمامه يقول: أحد أقرباء ريكس ، لا تُشاهدني كثيراً بما أني كثير السفر ..
أخذ المُفكره من يد باتريك يتصنع الدهشه وهو يقول: عجباً ! إنها ذاتها التي إهدتها له أُخته في عيد ميلاده العشرون ! ألا زال يحتفظ بها ؟
حاول باتريك الحفاظ على أعصابه يقول: أخشى بأني لا أملك الوقت لتبادل الحديث ، سأحرص على أن أُلبي دعوة ريكس في أي مُناسبةٍ قادمه لأتعرف عليك أكثر أما الآن فـ...
قاطعه آلبرت وهو يتظاهر بتفحص المُفكره من الخارج: ريكس يملك جانباً لطيفاً على عكس المتوقع !
بينما عيناه كانت تعبث بالصفحات لعله يكتشف ماهو مُدون داخلها !
فلقد أصبح الآن يفهم أمراً ما ..
أن ما بالحائط هو مخبأ سرّي وأنّ ريكس بكُل تأكيد لن يحتفظ بداخله سوى بأوراقه الخاصه للغايه !
وهذا مُتطفل لعين يتجرأ على إستغلال غياب ريكس كي يُطيح به ..
الكُل حوله يُحاولون الإطاحة به ..
حتى ريكس بنفسه يُحاول تدمير نفسه !!!
يالها من حياة مجنونة هذه التي يُعيشها !
لا يعرف لما لم يكتشف كُل هذه الأمور الغريبه التي تدور حوله من قبل ؟
لقد كان معصوب العينين عن الكثير من الأمور ..
عن جينيفر وأخاه فرانس وأخيراً عن ريكس ..
سُحقاً للعمل الذي أخذ منه إهتمامه بعائلته ..!
توقف عن التفكير وفتح الصفحه عاقد الحاجبين ينظر الى خط ريكس وهو يرسم شبكةً من الأسهم والكثير من الأسماء حيثُ كُتب تحت إحداها "علاقته وثيقه بدارسي ، قال جُملةً مُريبه عن كون آليس إستحقت الموت ، من المُحتمل أنه يعرف من قتلها"
ماهذا بالضبط ؟!!
"قتلها" ؟ أيقصد والدته !
ما هذه المُلاحظات التي لا تدل على شيء سوى عن كونه منغمس بهدفٍ أسود قاتم يُسمى الإنتقام !
سحب باتريك المُفكره منه بعد أن لاحظ صدمة آلبرت وقال: تشرفتُ بلقائك ، إعذرني فأنا مشغول ..
وأشار الى الرجل الذي بجانبه ليأخذ بقية الأوراق التي بالخزانه ليُغادروا المكان ..
لقد أتى ليحفر عن أدلة تُدين ريكس وهاقد وجد دليلاً قاطعاً سيوصل ريكس الى الموت بسهوله ..
لن يجعل فضوليّ أتى من الفراغ كي يتدخل الآن ويُعرقل الأمر ..!
لمّ الرجل كُل ما في الخزانه حيثُ لم يقرأوا محتوياتها بعد وتقدم الى الخارج وعندما تحرك باتريك خلفه مد آلبرت يده وأوقف باتريك ساحباً المُفكرة منه يقول: لحضه ! أحتاج الى تفسير الموقف !
توقف الرجل وإستعد ليهجم حال يأمر باتريك بذلك بينما الآخر نظر الى آلبرت بهدوء فهو لم يكن يُريد أن يُسبب أي ضجه ولكن هذا الفضولي يُرغمه على التصرف ببعض القسوه ..
صوت رن الهاتف قطع عليهم الموقف فعقد آلبرت حاجبه وأخرج هاتفه ليُصدم بأنه رقم فرانس !
رد بسرعه يقول: فرانس !!
جائه صوت رجل يقول: مرحباً ، معك الشُرطه ..
عقد آلبرت حاجبه ببعض القلق يقول: أهلاً ، وجدتم فرانس ؟
الشرطي: حسناً ، بناءاً على الإسم فأنت من قدم الى المركز لتقديم بلاغ الإختفاء صحيح ؟
عندما لم يجد رداً تنهد وأكمل الشُرطي كلامه يقول: نعم وجدناه ولكن أخشى بأن هذا لن يكون بالخبر السعيد على الإطلاق ..
زاد القلق والخوف في قلب آلبرت وهو يسأل: لما ؟
صمت الشُرطي لفتره قصيره قبل أن يقول بهدوء: آسف ..
ولم يقل أي كلمةٍ بعدها !
"آسف" فقط كانت كفيله بشرح الموقف ..
كانت كفيلةً بأن توصل إليه هذا الخبر المُفجع ..
وهذه الحقيقة القاسيه ..
حقيقة كون مُحادثته تلك في المطعم ....
قد تكون هي آخر مُحادثه لهما معاً ..
وأن فرانس ربما لم يعد له وجود في هذا العالم !!
لم يستطع أن يستفسر اكثر ..
لم يستطع أن يُجبره على شرح معنى هذه الكلمه ..
فمعناها واضح وبداخله أملٌ ضئيل لا يُريد أن يتلاشى عندما يطلب هذا التوضيح ..
لذا كُل ما قاله بهمسه الهادئ هو: أين أنتم ؟


بعد دقائق قليله وصل فيها آلبرت بسرعةٍ جنونيه الى الموقع المُرسل ليجد المكان مُحاطاً بالمُتفرجين بما أن سيارات الشرطة وسيارة إسعافٍ كانت تقف وأنوارها تُضيء المكان ..
أبعدهم عن طريقه ليصل الى مركز التجمهر ليجد المُسعفون قد خرجوا من المبنى وهم يحملون شاباً مُغطىً بشرشفٍ على حمالةٍ يتجهون بها الى السياره ..
لقد كان مُغطىً بالكامل !
لقد مات !!
رحل أخاه الصغير بالفعل !
بالكاد حرّك رجلاه الثقيلتان عندما أغلق المُسعفون باب السيارة الخلفي ومد يده موقفاً أحدهم قبل أن يركب بالمقعد الأمامي ويُغادر ..
نظر إليه المُسعف ينتظر منه أن يتحدث ولكن آلبرت لم يستطع السؤال ..
رُغم انه يعرف الإجابة إلا أنه يخشى سماعها ..
يُريد أن يبقى على هذا الأمل الضئيل ..
يُريد أن يبقى على هذه الكذبة التي تُناقض الحقيقة الموجعه فهو مهما بدا قوياً .... قطعاً لن يحتمل الحقيقه
لن يحتملها على الإطلاق ..
فهم المُسعف كُل شيء من عيناه المُتألمتين فتنهد وقال بهدوء: أعتذر ، أعتذر بشده فلقد وصلنا مُتأخراً ، يبدو بأنه قد تم حبسه ومنعه عن السوائل لأيام ، سبب هذا الشيء الجفاف الشديد لجسده ونقص الأكسجين بدمه وقل ضغط دمه ، وتدريجياً إختل أيونات البوتاسيوم والصوديوم وأدى ذلك الى إختلال بالنبضات الكهربائيه بالعقل والحسد ، حالته زادت سؤاً تدريجياً حتى وصل الى مرحلة لم نعد نعرف فيها إن كان بإمكاننا إنقاذه أو لا ..
إتسعت عينا آلبرت من الصدمة على آخر جُملةٍ قالها !!
قال "كان بإمكاننا إنقاذه" !
لم يقل "مات" !!
إنهار جسده يجلس على الارض وتنهيدة حاره مؤلمه خرجت من جوف صدره وهو يهمس بصوتٍ مُرتجف: لم يمت ، لم يمت ..
رفع يده بسرعه يُغطي عينيه عندما شعر بالدموع فيها ..
الدقائق القلائل هذه أخذت من عمره سنين طويله ..
لقد جُن فيها بالكامل !!
ضن بأنه خسره ..
بأن خسر أخاه الصغير قبل أن يُصلح المُشكلة التي بينهما ..
لم يكن ليحتمل هذه الحقيقة على الإطلاق ..
لم يأبه بفكرة أنه حُبس ومُنع من الشراب
أو أنه بحالةٍ خطيره للغايه
أو أنه قد لا ينجو أصلاً !
كُل ما يهمه أنه لم يُصبح في عداد الأموات بعد ..
هذا يكفي
في هذه اللحضة هذا الخبر يكفيه ..
لن يطلب ماهو أكثر ..

***









رفعت رين عينيها الى ثيو حيث كان ينظر الى الورقة والى هاتفه بإبتسامه طفيفه على شفتيه ..
ضاقت عيناها مُفكره بحديثه مُنذ دخوله وحتى الآن ..
كان لبقاً مُقنعاً للغايه ..
إما أنه محق في كُل كلمةٍ قالها أو أنه مُمثل بارع تخطى ببراعته دي كابريو ..
سألته: ماذا بخصوص الرقم ؟
رفع عينيه إليها ثُم أغلق هاتفه يقول: نعم ، أعرف صاحبه ..
رين: عدو أو صديق ؟
ثيو: شخص يُدعى لوكا ، ألا يُمكنك تذكر الإسم ؟
رين بإنزعاج: لا تسخر مني ! أنت تعرف عن أمر فقداني لذاكرتي و...
قاطعها: لا أقصد السُخريه ، لكني ضننتُك قد تتذكريه فور سماعه .. إعذريني فمعلوماتي عن فاقدي الذاكره لا تتعدى عن كونها قصص جانبيه لأفلامٍ شاهدتُها ..
شعرت بالحرج من اسلوبه اللبق وقالت تُغير الموضوع: حسناً ومن لوكا ؟
صمت قليلاً قبل أن يقول: بشكلٍ مُختصر ، عمك ..
إتسعت عيناها بصدمه فلم تكن تتوقع أن تمتلك قريباً في هذه الحياة غير أُختها !
إنه حتى يبحث عنها في كُل مكان !!
هذا الأمر ... صدمها وأفرحها في الوقت ذاته ..
شعرت وكأنها ليست وحدها في هذا العالم !
لم تستطع أن تمنع نفسها من الإبتسام بسعاده وكأنها تلقت للتو إعتراف بالحب !
تلاشت الإبتسامه تدريجياً وهي تتذكر تعليق ريكس على شخصيته وعن كونه شخص خطير ..
توترت وتسائلت في نفسها هل عمها هذا .... يبحث عنها لأجلها أو ربما لأنه يضع اللوم عليها في موت أخاه !
عقد ثيو حاجبه عندما لاحظ نظرة التوتر التي لحقت إبتسامتها فقال: ماذا ؟
نظرت إليه قليلاً قبل أن تقول بعد فترة صمت: بما أنك تعرف الكثير عني وعن والدي ، هل تفقه نوع علاقتي به ؟
إبتسم إبتسامة منع فيها ضحكته من الخروج ..
يشعر حقاً أنه إستغلاليّ عندما كذب عليها ببراعه بكونه كان متعاوناً مع والدها للإطاحة بالمنظمه ..
لقد صدقته بكل براءه بما أنه دعم كذبته بالعديد من الأدله ..
يتسائل عن ماذا ستكون ردة فعلها عندما تستعيد ذاكرتها ؟
لا يُريد التخيل حتى ..
أجابها: حسناً ، كان علاقته بكم جيده رُغم المشاكل القديمه بين كِبار العائله ، إنتظري ..
فتح هاتفه وقلّب فيه وهي تهمس بداخلها: "مشاكل بين كِبار العائله ؟ هذا يعني بأنه صادق حقاً ! إنه يعرف الكثير عني ، يستحيل أن يكون مُجرد مُحقق عادي لا تربطني به علاقه ، ناهيك عن رائحة عطره التي أسرتني ، عليّ سؤاله هو مُباشرةً عن إسمه" ..
لف شاشة الهاتف الى جهتها يقول: أنظري ، أُلتقطت هذه الصوره بعد تخرجك من الثانويه ، هو الشاب الذي بالأخير ..
نظرت الى الصورة بدهشه ..
لقد شاهدتها من قبل ولكن الشاب هذا لم يكن فيها ..
همست: لما لم يكن هُناك ؟
رُغم أنه تساؤل بينها وبين نفسها إلا أنه فهمها وأغلق هاتفه يُجيبها: إسألي الشخص الذي دبّر لحادثة صدمك ، لابد من أنه يملك سبباً مُقنعاً لقطع صورة عمك عن البقيه ..
دُهشت ونظرت إليه بعدم تصديق فقال قبل أن تسأل أي سؤال: لدينا الآن ماهو أهم ، بعد الإنتهاء من كُل شيء سنتحدث بخصوص الأمور الجانبيه ..
سألها بعدها بجديه: ما رأيُك ؟ موافقه ؟
ترددت بعض الشيء ولكن وجدت بأنه لا يوجد سبب لرفضها ..
إنها مُطارده من قتلة مُخيفون وسيصلون إليها في أي لحضه ..
لطالما كان الحظ بجانبها ولكن لا يُمكنها الإعتماد على هذا دائماً ..
لم تُفكر قط بمسألة أن تتخلص من المنظمة تماماً ولكن إن حانت فرصةً مُناسبه لذلك فلا سبب يدعوها الى الرفض ..
فالتخلص منهم أأمن من الهروب بمائة مره ..
أجابته: موافقه ، أثق بك ..
إبتسم وقال: حسناً ، إذاً سآتِي بخطةٍ وأُخبرك فيها ، لكن الآن أُريد مُحادثة عمك لوكا ، كان خارج دائرة المشاكل ولكن سعيه خلفك لدرجة بحثه عنك بهده الطريقه تعني بأنه من دون أدنى شك إما يعرف شيئاً أو أنه قد إصطدم بالمنظمه ورُبما خرج ببعض المعلومات منهم ، ساحتاج لأتفه معلومه ..
أخرج ورقةً دوّن فيها رقم هاتفه وهو يُكمل: ما إن تشعري بالخطر إتصلي علي وسأُخبرك حينها ما ستفعلينه بالضبط ..
إبتسم قليلاً بعدها أكمل: فقط ثقي بي يا رين ، إن فعلتِ هذا فسأُخلصك منهم تماماً ..
نظرت إليه مُطولاً ثُم هزت رأسها بالإيجاب ..

**

تنهدت وهي تتذكر هذا الموقف وتتذكر بعدها مُكالمتها له عندما رأتهم يطرقون بابها ..
لم تكن تملك الوقت لتستفسر منه كُل شيء ..
كُل ما قاله لها هو "إذهبي معهم ، مثلي جيداً بأنك يائسه مستسلمه وتريدين منهم فقط عهداً بأن يتركوا أختك وشأنها ، وأصري على أن يُعيدوا مُتعلقات والدك إليك"
لم تعرف لما قالها ، ولكنه بدا واثقاً وكأنه بالفعل حصل على معلومةٍ جيده للغايه ..
ستثق به ، ستُجرب أن تُعاود الثقة بمن حولها مُجدداً ..
ريكس كان جيداً معها ، وربما ثيو يكون كذلك أيضاً ..
ستتوقف عن أن تشك بالجميع ، فالكُل ليسوا سواسيه ..
أغمضت عينيها وهي تتأمل خيراً من هذا ..




بالخارج ..
نزل آندرو من سيارة الأجره التي أقلّتهُ الى المكان المُرسل بالرساله وحالما وصل نظر حوله ثُم أرسل رسالةً يُخبره عن وصوله ..
لم تمر ثواني من إرسال الرساله حتى أتاه رد طويل للغايه وكأنه كُتب منذ فتره وجُهّز ليُرسل بعد وصوله ..
تنهد هامساً: ما الذي يُخطط عليه ثيو ؟
قرأ مُحتوى الرِسالة قبل أن يتنهد وينظر حوله مُجدداً وهو يهمس بإنزعاج: رين مُجدداً ، لا أعلم متى ننتهي من أمرها !
إختفى إنزعاجه تدريجياً عندما إستوعب أنه كرهها لأجل ريكس ..
كان خائفاً عليه منها ..
والحقيقة كانت العكس ، وهو كالأحمق لم يكن يعلم شيئاً ..
قطب حاجبيه يهمس: هيّا كُفَ عن التفكير بهذا !! الأمر الآن بالغ الأهميه !
ومن مكان لا يبعُد كثيراً عنه ..
يستند دارسي على الحائط والسيجارة بين أُصبعيه يُراقب آندرو وهو يهمس: ما الذي أتى به الى مقر كارمن ؟ وكيف عرفه ؟
ضاقت عيناه وقرر مُراقبته أكثر ليتبيّن نيته الحقيقيه من قدومه ..
فإن كان يُشكل خطراً ..... فقد وصل الى مُبتغاه وسيقتُله بكُلِ سرور ..

إتكأ آندرو على الحائط حيثُ أمامه شارعٌ هادئ وبعده مُباشرةً منزل واسع ذا مساحةٍ خارجيه كبيره للغايه ومُحاطةً بأسوارٍ عاليه ..
بدأت أصابعه تُطقطق على شاشة الهاتف بسرعه وهو يكتب بعض التساؤلات التوضيحيه ويُرسلها لأخاه بينما الجو من حوله بدأ يبرُد وإزداد الهواء وكأنه يُنذر بهطول ثلجٍ أو مطر ..
وهذا بالتأكيد ليس بالتوقيت الجيد ..
أنهى رسالته الطويله وأرسلها ليتفاجئ بأخاه الذي رد عليه بجُملةٍ واحده: "نفّذ بدون أسئله" ..
همس: هذا ليس عادلاً ثيو !
ولكن لا خيار أمامه ، بدأ بتنفيذ أوامره على مضض حيثُ خرج الى قائمة الإتصالات وإتصل على الرقم 112 ووضع السماعات على أُذنيه وهو يرى الصور التي أرسلها أخاه ..
رد عليه رجلٌ يقول: مرحباً معك الطوارئ أي خدمه ؟
آندرو: أُريد الإبلاغ عن حادثة خطف حدثت أمام عينيّ ..
الرجل: حسناً ، سأُحولك الى القسم المُناسب من أجل شرح تفاصيل الحادثه ..
إنتظر آندرو نقل المُكالمه وعينيه على صورٌ أُلتقطت من كاميرا المُراقبه تصور رين وهي تنزل من سيارة جيمس سوداء في ذات الشارع الذي هو واقفٌ فيه الآن ..
همس بهدوء: لديه صورٌ لها ، هذا يعني بأنه كان يعرف بأنها ستُخطف فلما لم يمنع الحادثه بدلاً من الإبلاغ ؟ هو يعلم بأن إبلاغ الشرطة لن يُفيد فهم سيُخرجون انفسهم من الأمر بكُل سهولةٍ كعادتهم ..
إختفت صورة رين من أمام عينيه عندما سُحب الهاتف بهدوءٍ تام فدُهش ونظر الى يمينه ليتفاجئ من وجود دارسي الذي تبعه دون أن يشعر بذلك !!
جاءه صوت إمرأة عبر الهاتف تستفسر منه عن سبب الإتصال ولكنه لم يُجبها فعينيه مُعلقتان بدارسي الذي ينظر الى الهاتف بهدوء قبل أن يبتسم قائلاً: ثيو يلعب بكُل ثِقله الآن ها ؟
رفع عينيه الى آندرو مُكملاً: وأشرك أخاه الصغير في خِططه ! ماهذا الأخ المُتهور ؟
تحدث آندرو بهدوء تام يقول عبر السماعه: أُبلغ عن حادثة خطف فتاةٍ شابه ، إتّبعوا رقمي لتعرفوا العنوان ..
دُهش دارسي من إستمراره بالحديث ففصل سلك السماعات بسرعه من الهاتف ليوقفه عن قول المزيد وبعدها وضع الهاتف على أذنه حيثُ كان الصوت يستفسر عن معلومات أكثر فرد عليها: أعتذر لقد كان هذا ....
ضرب آندرو يده ليطير الهاتف الى الشارع الذي خلفه وهو يقول: لما الخوف ؟ ألم تُكرروا أن لا فائده من الإبلاغ عنكم ؟ حسناً دعنا نفعل ما نشاء ..
ضاقت عينا دارسي بغضب يقول: لا تضنني أحمقاً ! من الواضح بأن هُناك خطه مُحكمه وإلا لما أشركك ثيو فيها !
آندرو بإبتسامه: إذاً أنتَ خائف ؟
تقدم دارسي شاداً بيديه على قميص آندرو يقول بهمس: ماذا عنك ؟ ألا تخاف أن تموت هُنا ؟
آندرو: رأيتَ الصور في هاتفي صحيح ؟ هذا يعني بأن ثيو وضع كاميرات مُسبقاً في هذا الشارع الذي حرصتم ألا يحوي على كاميرات مُراقبه ، إذاً ... أُقتلني إن كُنتَ تجرؤ ..
بقيت عينا دارسي مُعلقتان بعينا آندرو التي تُشعان بالتحدي ..
إنه حقاً يُريد رؤيتها تجحض وتُصارع الموت ..
يُريد رؤيتها تستنجد بالحياه ..
بل تستنجد به !
إبتسم بشيء من السُخريه يقول: حسناً ، أُحب هذا التحدي ..
أخرج هاتفه النقال وكتب رسالةً سريعه الى كارمن وما إن أرسلها حتى أدار شاشة هاتفه أمام آندرو ليقرأه محتواها ..
" كارمن إحذري ، ثيو يُحيك خُطةً ضدك ، اُراهن بأن إبنة فينسنت إحدى خيوط خطته ، دمري الأمر تماماً "
إتسعت عينا آندرو بدهشه حيثُ علق دارسي: أعتقد بأن تدمير خُطط أخاك بسببك هو أقسى عليك من أن تموت الآن صحيح ؟
شد آندرو على أسنانه وهو مصدوم من فِعلة دارسي !
سُحقاً !
ليته لم يستفزه !
ليته حاول الكذب باي شيء بخصوص وقوفه هنا وحصوله على صور من اخاه ..
لقد كشف له عن كون ثيو يُخطط جيداً لدرجة أنه وضع مُسبقاً كاميرا مُراقبة تدعم خطته ..
حتى وإن لم يعرفوا تفاصيلها فحذرهم منه سيُدمر عليه الأمر تماماً !
ماذا عليه أن يفعل الآن ؟!!!

***


6:34 pm
-Paris-


فتح الباب وإتكأ على حافته يقول: ماذا تفعل يا آلوين ؟
آلوين وهو يعبث بالأدراج في هذا المخزن القديم المُهترئ: أوامر تقتضي بالبحث عن بعض القُمامه ..
عقد حاجبه يقول: قُمامه ؟
تنهد آلوين وإعتدل واقفاً يقول: تذكر ذاك الخائن الذي سرق الملف وقُتلَ بعدها ؟
صديقه بتفكير: الذي لديه إبنةً شابه ؟
آلوين بسُخريه: اصبحتَ ذكياً يالورانز !
قطب لورانز حاجبه بإستياء يقول: كُف عن السُخرية من ذاكرتي في كُل مرة ..
ضحك آلوين وأكمل البحث في الأدرج يقول: لم أرى أحداً ينسى بقدرك ..
تقدم لورانز بإنزعاج ووقف بالقرب منه وهو يُحرك يده ليُبدد الغُبار الذي إنتشر في المكان: على أية حال ماذا بشأنه ؟
آلوين: طُلبَ مني البحث عن الحاجيات التي أخذوها منه عند قتله ..
لورانز بتعجب: ولما ؟
آلوين: هل على أعضاء صِغار مثلنا أن يسألوا ؟ فقط نُنفذ دون إعتراض ..
أمال لورانز شفتيه يقول: حسناً ، أنتَ مُحق ..
أكمل بعدها: هل تحتاج مُساعده ؟
إبتسم آلوين وهو ينظر إليه يقول: يالك من شاب جيد ، ذكرني ألا أسخر من ذاكرتك مُجدداً ..
وضحك بعدها يُكمل: هذا إن تذكرت ..
قطب لورانز حاجبه بإنزعاج وهو يفتح بعض الأرفف القريبة منه فعلق آلوين بعد أن أنهى ضحكته: ستجده في كيس بلاستيك عليه مُلصقاً بإسمه " فينسنت "
وبعدها ساد الصمت بينهما عدى أصوات الأوراق والأكياس البلاستيكيه التي تُعكر هدوء المكان ..
بعد ربع ساعةٍ لم يتحدثا فيها إلا قليلاً إلتفت فيها لورانز الى آلوين يقول: هذا هو ؟
نظر آلوين لى ما يحمله في يده ليقول بعدها براحه: وأخيراً !!
أخذها منه يقول: سأحتاج الى حمامٍ ساخن بمُنتجع صحيّ بعدما دُفنتُ لنصف ساعةٍ بين الأتربه ..
ضحك لورانز ورافقه الى الخارج يقول: لا أُمانع في مُرافقتك إليه ..
أغلق آلوين الباب بمفتاحه يضحك ويُعلق: إذاً دعنا نتقاسم التكفله ..
لورانز: هل هُناك مجال للتراجع ؟
غادر آلوين من أمامه يقول: بخيل ! ستدفع رُغماً عنك ، إنتظرني هنا قليلاً ..
تنهد لورانز وإستند على الحائط ينتظره وحالما غاب عن ناظريه أخرج هاتفه النقال وفتح على آخر صورةٍ إلتقطها كانت لمُحتويات ذلك الكيس ..
وبسرعةٍ أرسلها الى رقمٍ مجهول يحفضه قلباً عن ظهر كتب فيها "تمت المُهمه دون ذرة شك"
وأرسلها ليحذف بعدها رسالته من قائمة الرسائل ..
ما إن أعاد الهاتف الى جيبه حتى حظر آلوين يقول: حسناً ، تفرغتُ أخيراً ، هيّا لنختر أفضل الحمامات الساخنه ، أُريد الغطس فيه حتى شُروق الشمس ..
ضحك لورانز وعلق على كلامه وهما في طريقهما الى الخارج ..


من جهةٍ أُخرى تلقى ثيو الرسالة ليبتسم هامساً: وأخيراً بعد سنةٍ كامله من زرع مُخبرٍ بينهم إستطعتُ الإستفادة منه بمعلومةٍ قيمه .. أحسنتَ لورانز ..
كبّر الصوره يتفقد المحتويات وهو يتذكر مُحادثته التي حدثت قبل ساعاتٍ قليله حال وصوله الى باريس ..

- قبل ساعاتٍ قليله -

دخل لوكا الى غُرفة الزيارات ليعقد حاجبه وهو يرى شاباً أسود الشعر بعينين زرقاوتين تحمل كاريزما هادئه وقويه ..
تقدم وجلس في الكُرسي المُقابل ينظر حوله حيث خَلَت الغُرفة من الشُرطة عداهما فقط ..
نظر أخيراً إليه يقول: من تكون ؟
إبتسم ثيو قائلاً: إتصلتُ بِك مراراً وتكراراً ، لما لم تُجب على إتصالي ؟ هل عرفتَ مُسبقاً من اكون ؟
عقد لوكا حاجبه بتعجب لينطق بعدها ببعض الإنزعاج: أنتَ ذاك المُزعج الذي أفسد علي تسجيلي الصوتي بإتصاله !
لم يفهم ثيو ما قاله ليُكمل لوكا: ألم يكن بإمكانك إختيار وقتٍ أفضل من هذا لإجراء إتصالك ؟!! كيف ستُعوضني عن هذا ؟ كُنتُ سأضرب ضربتي الجيدة وأتخلص من بعض الأفراد على الأقل !!
ثيو: حسناً ، دعنا نتحدث في أمور أكثر أهميه ..
لوكا: أكثر أهمية من تسجيلي الصوتي ؟
ثيو: دع تسجيلك الصوتي هذا جانباً و...
قاطعه لوكا: كلا ! لقد افسدته ولا تستطيع أن تُقدم إعتذاراً لبقاً على الأقل و...
قاطعه ثيو: أعتذر عن هذا ..
دُهش لوكا وتوقف عن الحديث فلقد أُحرِجَ من لبقاته لذا قال: لا بأس ، أتمنى بأن تملك سبباً قوياً لإتصالك ..
ثيو: ردة فعلك تؤكد بأنك لم تعرف هويتي ، ضننتُ بأن رين حدثتك عني لهذا تجاهلتَ إتصالي ..
لم يأبه لوكا ببقية كلامه فما إن سمع إسم رين حتى قال بدهشه: هل وجدتها ؟!!!
ثيو: هي من أعطتني رقمك ..
إتسعت عينا لوكا بصدمه وشبح إبتسامةٍ سعيده رُسمت على شفتيه ..
أخيراً !
أخيراً وجدها بعد أسابيع من البحث كالمجنون عنها في كُل مكان ..
أخيراً !!!
سأله مُباشرةً: أين هي ؟ كيف حالها ؟
حسناً ، كان من الواضح بأنه لا يعرف أي شيء عنه ورين بالتاكيد لم تُحدثه سابقاً ..
لا بأس من بعض الكذب عليه ، هو يُريد من كذبه المصلحة العامه ..
فقول الحقيقة أمامه وأمام رين لن يسفيد منها شئياً فصفة العناد لابد من انها متوارثة في العائله ..
أجابه: أجل بخير ، هي متعاونة معي للإطاحة بقتلة والدها ..
دُهش لوكا قليلاً ليسأل بعدها: ومن تكون ؟
هل يقول بأنه شرطي ؟
هو يعرف كم تكره رين الشرطه ، فهل هو أيضاً يكرهها ؟
لابد من ذلك ، إنهما يملكان الدم ذاته لذا قال: نملك الهدف ذاته ، أنتقم لموت قريبٍ لي ..
نظر إليه لوكا مطولاً قبل أن يهمس في نفسه: "ما دامت قد وثقت رين به فهو جيد إذاً ، رين لا تختار سوى الأصدقاء الجيدين أمثال آريستا وجاكي والآخرين ، ناهيك عن كونهما يملكان العدو ذاته والهدف ذاته ، أتسائل كيف إستطاعت إقناع رجل مثله الى مُشاركتها" ؟
علق قائلاً: حسناً مرحبا ، أين رين ؟
تنهد ثيو وإستنبط بأنه شابٌ قليل الصبر فأجابه: ربما كلامي لن يُعجبك ، دعنا نتحدث برويه لنجد أفضل الحلول ..
عقد لوكا حاجبه وشعر ببعض التوتر وهو يقول: ماذا ؟!!
ثيو: حقيقةً وضعها ليس بالجيد ، لا أعلمُ عن مدى معرفتك بمشكلتها ولكنها مُطارده من أجل ملف ..
قاطعه لوكا: سرقه فينسنت من المنظمه ..
إبتسم ثيو فهذا يُسهل عليه الأمر وقال: أجل ، ولكن يبدو بأنهم قد ضاقوا ذرعاً من إنكارها لذا يُريدون قتلها كي يُدفن مكان الملف للأبد و....
قاطعه لوكا: أخبرتهم باني أملكه ..
صُدم ثيو وضاقت عيناه يقول: هل حقاً تملكه ؟!
نظر إليه لوكا قليلاً بعدها قال: كلا ، كذبتُ لهدفٍ في نفسي ..
ثيو: يعرفون بكذبتك ؟
لوكا: ربما عرفوا بعدما سجنوني ، لا أعلم بالضبط ..
بقي ثيو صامتاً يُفكر بهذه المعلومة الجديده التي ناقضت فكرته السابقه ليقول بعدها: حسناً ، وكيف صدقوك ؟ هم أيقنوا أنها مع رين لأنها الوحيدة التي قابلها فينسنت قبل مماته !
لوكا: لدي بعض المعلومات السطحية عن محتوياته ، صدقوني عند عرضي لها ..
ثيو: وكيف تملك هذه المعلومات ؟
لوكا: هل من سبب يُجبرني على إخبارك ؟
تنهد ثيو ، لقد كان جيداً حتى الآن فلما ظهر عرق العناد فجأه ؟
كذب قائلاً: رين بين يديهم الآن ..
إتسعت عينا لوكا بصدمه وقبل أن ينطق قاطعه ثيو مُكملاً: لذا أحتاج مُساعدتك للخروج بخطةٍ مُلائمه لتخليصها من الأمر ..
صمت لوكا لفترةٍ قصيره قبل أن يقول: ولما عليّ تصديقك ؟ رُبما تكون أحدهم وتُمثل علي لأجلٍ هدفٍ ما !
حسناً ..
كان يتوقع ثيو بأنه قد يشك في مصداقيته ، يتسائل لما تحدث بصراحه وللتو بدأ يشعر بعدم الثقه ؟
أجابه: لما فجأه ...
قاطعه لوكا: إمتلاكك لرقمي وذكرك لإسم رين ليس سبباً لأُصدقك وأنت الذي حتى لم تُخبرني حتى بإسمك أو تُحظر دليلاً يُثبـ...
قاطعه ثيو: آسف للتصرف بتصرفاتٍ تُسبب الشك ، أُدعى ثيو ، لدي ما يُثبت ...
قاطعه وقوف لوكا المُتفاجئ وعينيه مليئتان بالصدمه ليقول بعدها: ثيو ؟ مُحقق !!!
أشاح ثيو عينيه للحضه فالأمور يبدو بأنها ستتجه للأسوأ ..!
عرف عمله ، هذا دليل عن أن رين قد حدثته عنه وهي بالتأكيد لم تقل كلاماً طيباً ..
ليته كذبَ بإسمه ..
حسناً قالها وإنتهى الأمر لذا سيُحاول إقناعه ..
ثيو: أجل ..
بقيت عينا لوكا المصدومتان مُعلقتان به قبل أن تضيقان بهدوء ويجلس قائلاً: لما كذبتَ بخصوص كونك من الشرطه ؟
ثيو: لم أكذب ، أنتَ لم تسألني ..
عقد لوكا حاجبه وبالفعل تذكر بأنه لم يقلها صريحةً بأنه ليس من الشرطه ..
كان كلامه عادياً جعله يضنه شخصاً عادياً مُنتقماً ليس إلا ..
بقي ينظر إليه لفتره وهو يتذكر كلام فينسنت بخصوصه ..
حسناً ، هذا الرجل محل ثقه ولا يكذب فهو يسعى للإنتقام كما أخبره فينسنت سابقاً ..
لوكا بهدوء: إذاً الملف ليس معك ؟
عقد ثيو حاجبه يقول: ما سبب سؤالك الغريب ؟
تجاهل لوكا إستفساره وسأله مُباشرةً: لو هُددتَ بأحدٍ من عائلتك فهل ستتخلى عن رين ؟
ضاقت عينا ثيو من سؤاله هذا وإستنبط عن كونه يعرف أموراً أُخرى بشأنه لا يعرف كيف وصل لها ..
أجابه بعد فترة صمتٍ طويله: أعترف بأن التهديد يجعلني أخضع في بعض الأحيان ، ولكن بأمور تضرني أنا وليس أحداً آخر ، لا يُمكنني خذلان شخص وثق بي ..
نظر لوكا الى عينيه الصدقتين لفترةٍ ليست بالقصيره قبل أن يقول: حسناً ، رُغم كُرهي للشرطة إلا أن فينسنت إختارك من بين الجميع ، ورين إختارتك شريكاً لها ، سأثق بك ..
ضاقت عيناه وأكمل بتهديد: ولكن لو خدعتنا في الأخير فستجدني كالأرملة السوداء أُلاحقك حتى في أحلامك الى أن أُنهيك تماماً ..
إبتسم ثيو وقال: لا تقلق ، لن تضطر الى لعب هذا الدور ..
بقي لوكا ضيق العينين لفتره قبل أن يقول: حسناً ، ماذا ستفعل لتُخرج رين مما هي فيه ؟
ثيو: أحتاج لأن أصل الى الملف ، إن كُنتَ تملكه فسيُمكنني الوصول الى خطة لقلب كُل شيء على رؤوسهم ..
لوكا: لا أملكه ، ولكن ما أعرفه هو أن أخي قُتل قبل أن يُسلمه لك ..
عقد ثيو حاجبه ليُكمل لوكا: خبئه في مكانٍ ما وأراد لقائك لتعده بأنك ستستعمل محتويات الملف بكُل أمانه ولا تُسلمه لهم تحت أي ضرف ، أخبرني بالمكان الذي سيُخبئه فيه وأعرفه جيداً ولكني لا أملك الرقم السري لذا لم أستطع فعل شيئاً حيال الأمر وتركته تماماً ..
إتسعت عينا ثيو بصدمه يقول: أنتَ واثق من كلامك ؟!!
لوكا: إن كُنتَ تشك فتفضل وتجاهلني ..
تنهد ثيو من شخصيته المُستفزه هذه وقال: حسناً ، هل لك أن تتحدث بتفصيل أكبر ؟ نحتاج للوصول الى الملف بأسرع وقت ..
صمت لوكا قليلاً بعدها اخبره عن المكان الذي قال له أخاه بأنه سيُخبو الملف فيه والذي بالتأكيد قُتل بعد ما خبئه لأنه لم لم يحدث لوجدوا الملف معه ..
ثيو بهدوء: إذاً إما أنه يحفظ الرقم السري ظهراً عن قلب أو ربما دونه كمُلاحظة في ورقةٍ ما !
ضاقت عيناه بشيء من الإنزعاج يُكمل: ولكنه لم يكن يحمل شيئاً ، هم أخذوا حاجياته تماماً ..
تنهد وبقي يُفكر قليلاً قبل أن يقول: لا يعرفوا بهذا الأمر فلو عرفوا لفتشوا جميع الخزائن بدلاً من اللحاق بإبنته ، دعنا نأمل بأنه دون الرقم معه ولكنه كان يبدو كرقمٍ تافه بدون معنى لذا لم يعيروه إهتمامهم ..
حسناً ..
حدد خطوته القادمه التي سيضع كُل رهانه عليها ..
على مُتعلقات فينسنت ..
سيصل إليها بأي طريقه ..
فلو كان هُناك ما يجعله يفتح تلك الخزينه فلقد وصل الى الضربة التي ستضرب المنظمة بضربةٍ قاسيه ستؤلمهم كثيراً ..
رن هاتفه في هذا الوقت ..
رد على رقم رين التي قالت له بكُل خوف: ثيو ! إنهم هم عند الباب ! ماذا سأفعل ؟
إبتسم ووقف مُبتعداً عن لوكا وهو يقول لها: نفذي ما سأقوله لك ..
عن طريقها هي سيصل الى مكان المُتعلقات ..
وفي الوقت ذاته سيحرص على أن يجد لها مخرجاً مما أوقعها فيه ..

**

ظهرت الإبتسامة على شفتيه عندما وقع عينيه على قائمة طلبات المنزل وآخرها رقم من أربع خانات يبدو وكأنه حساب للمبلغ الذي سينفقه في شراء الحاجيات ..
أخيراً !
أخيراً وصل الى نقطة تجعله يقلب كُل شيء على رؤسهم !
أخرج هاتفه وراسل آندرو يسأله عما فعله ..
وهل بلّغ الشرطة كما طلب منه ؟
فيُهمه الآن خروج رين بأمان ..
يعلم بأن إبلاغ الشرطة لن يضرهم بشيء وسيخرجون بأمان كعادتهم ولكنه على الأقل سيستفيد بخروجها هي أيضاً بخير ..
وهذا الأهم ..
لم يكن يُريد إختيار آندرو ولكن إبلاغ كهذا عليه أن يأتي من شخص عادي وليس من رجل شرطه ..
هو لا يعرف سوى القليل في ستراسبورغ وجميعهم رجال شرطه ..
لا يُريد أن يُعرض وظائفهم للخطر من أجل بلاغٍ عادي كهذا ..
لا بأس ..
سينتهي كُل شيء بخير فلقد حرّص على آندرو أن يكون حذراً ويُبلغ دون ذِكر إسمه لئلا يكتشفوا المنظمة الأمر ..
عقد حاجبه عندما أطال آندرو بالرد ..
هل هو بعيدٌ عن هاتفه ؟
لا ... لقد طلب منه ألا يترك هاتفه مُطلقاً ولا يجعله يقلق لأجله !
إعتدل في جلسته وإتصل على آندرو وبعد رنتين جائه صوته الهادئ يقول: مرحباً ثيو ..
إتسعت عينا ثيو بصدمه عندما تعرّف على الصوت وشد فيها على أسنانه فأسوأ السيناريوهات قد حدث فعلاً !!
قال بهدوء تام: ماذا تفعل بالضبط ؟!!
إبتسم دارسي وقال بهدوء بعدها: إني أُخفف العبء عن أخاك وأرد على إتصالاته بنفسي ، ألستُ لطيفاً ؟
ثيو: إنك تسعى لهلالك منذ فترة ، سأُحققه لك قريباً لا تقلق ..
إبتسم دارسي وقال: إحزر ماذا ؟ كُل شيء تم ربطه ببعضه بعد إجراء محادثةٍ قصيره بيني وبين كارمن وفيكتور للتو إنتهينا منها ، عرفنا سبب إصرار رين الكبير على الوصول الى المُتعلقات ، فُتشت تلك المُتعلقات جيداً من قِبل فيكتور ليُلاحظ وجود رقمٍ فيها ، ربطه بكلام أخ فينسنت عندما قال بأن الملف في خزانةٍ عامه ، لقد كان واثقاً في كلامه ولم يكن يكذب ، ولكنه للأسف لم يكن يملكه .... يملك الرقم السري الذي كان بحوزة فينسنت طوال هذه المُده دون أن ندري ، أتسائل ... هل وصلوا الى الخزنة أم بعد ؟
إتسعت عينا ثيو بصدمةٍ عارمه ليِغلق بعدها الخط في وجهه ويقف مُسرعاً مُلتقطاً معطفه وهو يُفكر بالأمر قبل أن يهمس بإنزعاج: لوكا الأحمق ! هل حقاً أخبرهم عن مكانها مُسبقاً ؟!!
لا بأس ، لم يمضِ سوى ربع ساعةٍ منذ أن أرسل له مُخبره الرقم ..
ودارسي قالها بنفسه بأنهم للتو قد أنهو حديثهم بخصوص الأمر ..
لم يتحركوا بعد ..
بالمُقابل هو في مكانٍ قريب من مكان الخزنه ..
عليه أن يسبقهم إليها ..
لن يسمح بأن يتدمر كُل شيء بسبب غلطةٍ غير مقصوده ..
خرج من المقهى الهادئ الخالي من الزبائن وهو من صدمته بكلام دارسي نسي بأن خطته بإخراج رين بأمان قد فشلت ..
بل وقد أصبح أخاه متورطاً في الأمر أيضاً !



End


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس