عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-21, 11:06 PM   #134

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,433
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 56

" فئران في المصيده "



أغلق دارسي الهاتف والإبتسامة على شفتيه وهو يقول: وقع ثيو بالفخ ! سيذهب برجليه الى حيث موقع الملف ..
وضعت كارمن رجلاً على الأُخرى وهي تُعلق: قال فيكتور بأن ذاك المدعو بلوكا قد تحدث عن موقع الملف ، أرى بأنه من الأفضل الذهاب هُناك بدل تتبع ثيو هذا ..
دارسي: ربما قالها لكي يُشتتنا عن المكان الأساسي ، أوليس تتبع ثيو هو القرار الأمثل ؟
هزت كتفها تقول: لا يهمني ، المُهم لديّ هو الحصول على الملف بأي طريقه ، أنا أكثر من سيتضرر لو وقع بيد الشُرطه ..
دارسي: لا تقلقي ، فيكتور هُناك وسيتولى الأمور جيداً ..
أخرج هاتفه وبدأ بكتابة رسالة وهو يُكمل: سأُخبره بأني جعلتُ ثيو يتحرك كالأحمق وليس عليهم سوى إتباعه وأخذ الملف منه ، وحبذا لو قتلوه أيضاً ..
كارمن: لا أرى داعياً لقتله ، تدمير الملف هو الخيار الأمثل وأجعلوه يُحطم نفسه من الغضب واليأس ..
دارسي: وااه كارمن أنتِ فتاةٌ قاسيه ..
تجاهلت تعليقه وسألت: ماذا حدث لأخاه أو أياً كان الذي كان بالخارج ؟
دارسي: أردتُ التخلص منه حقاً ولكن ثيو وضع كاميرات في الأنحاء لذا تراجعتُ مُرغماً ..
كارمن: وأين هو الآن ؟
دارسي: تركته بعد أن أخذتُ هاتفه ، لا يُمكنني فعل شيء بوجود الكاميرات فثيو يبدو وكأنه خرج عن السيطرة وسيفعل المُستحيل ليزج بنا في السجن ..
همس بعدها بتساؤل: لما فجأه بدأ بالتصرف بتهور ؟ لم يكن هكذا سابقاً بل كان أكثر حذراً في كُل تصرفاته ..
كارمن: رُبما نفذ صبره ..
دارسي: رُبما ..
وقف وأكمل: أخبريني بالمُستجدات عندما يتصل بك فيكتور ، أُريد مُحادثة إبنة فينسنت قليلاً ..
حركت يدها بلا مُبالاه فخرج وإتجه الى الغرفة حيثُ هُناك رجلان يحرسان بابها ويُطلان عليها بين فترةٍ وأُخرى فلا زالت حادثة هربها السابقه درسٌ مُهم للجميع ..
ترددا عندما وقف دارسي أمامهما ولكن لم يستطيعا قول أي شيء ..
اخبرتهم كارمن ألا يسمحوا باي أحد تحت أي ظرفٍ كان أن يدخل إليها حتى لا يتكرر الأمر كما حدث سابقاً مع ريوك ويصبح خائنٍ في الآخر ..
ولكنه دارسي ، يستحيل أن يكون خائناً !
فتح أحدهم الباب فدخل دارسي ليجدها تجلس بهدوء على أريكةٍ مُريحه تنظر الى الباب عندما سمعته يُفتح ..
كانت الغرفه مُرتبه للغايه ، من شدة خوف كارمن أن تهرب كالعاده وضعتها في غرفةٍ قريبه للغايه منها حيث هُناك العديد من الحرس ..
إبتسم وتقدم منها وهو يرى نظرات الحذر والخوف الشديد في عينيها ..
جلس على الاريكة المُقابله ووضع رجلاً على الأُخرى يقول: سمعتُ من كارمن أنك إستعدتي ذاكرتك ، هذا يعني بأنكِ كُنتِ صادقه عندما أخبرتني سابقاً عن كونك فقدتِها !
رين في نفسها: "لم يُخبرني احدهم أن هذا المُجرم سيكون متواجداً ! أنا حقاً أخافه ، ماذا افعل ؟"
لم تُجبه وبدت وكأنه تتجاهله بينما هي لا تعرف بماذا تُجيبه أو ماذا تقول حتى ..
تحدث مرةً أُخرى يقول: حسناً ما دُمتِ إستعدتِها فهذا يعني بأنك تعرفين ما أُريده الآن !
رين في نفسها: "لقد مضى وقتٌ وأنا هُنا ! هل كذب علي ثيو ؟ لما لم يُخرجني حتى الآن ؟!! لا يُمكنني الدخول في جدال مع هذا ، سيقتُلني حتماً" ..
بدأ يشعر دارسي بالإنزعاج من صمتها المُهيب وعندما فتح فمه ليتحدث توقف وأخرج هاتفه ليرى ممن أتته الرسالة النصيه للتو ..
عقد حاجبه يقرأها قبل أن يهمس: ذلك المحظوظ ، لقد نجى من حرب الجوع التي كان يخوضها ، لم أتوقع أن تفتقده عائلته بسرعه ويبلغون الشرطه ، العائلات الكبيرة لا تفعلها تجنُباً لتشويه السمعه ..
رفع عينيه الى رين ونظر إليها لفتره قبل أن يقول: هل قطعت كارمن لسانك ؟
حاولت التظاهر بالجُرأه وهي تقول: إبحث عن إجابات أسئلتك بنفسك ..
نظر إليها بهدوء تام قبل أن يبتسم بسُخريه يقول: التظاهر بالشجاعه لن يُكسبك القوه ! أنتِ تجرين نفسك الى التهلُكه فموقفك ضعيف وأنتِ بين يدينا !!
علق مُكملاً وهو يضحك نصف ضحكةٍ ساخره: الشابة كعمها حقاً ..
لم تقل شيئاً ..
ولم تُعلق ..
ما عرفته هو أنه وعمها بالتأكيد إلتقيا أو على الأقل يعرف عنه شيئاً ..
تتمنى أن يكون على ما يُرام ..
للتو سعُدت بوجود قريبٍ آخر ، لا تُريد أن تفقده قبل أن تتعرف إليه أكثر ..
دارسي: عزيزتي ، دعينا نُنهي الأمر سريعاً ، والدُك كان شديد التكتم ، بالتأكيد لم يُخبر أي أحد بهذا الأمر ، ولكن عندما كُشف أنه السارق أتى إليك ، إن كان سابقاً وضع الملف في مكانٍ آمن فإذاً أتى إليك لسببٍ مُختلف عن الملف ، ماذا عساه يكون ؟
لقد ملّت منهم حقاً !!
فبعيداً عن غضبها عندما يتحدثون عنه ببرود ولا كأنهم قتلوه بيدهم ... هي غاضبةً أيضاً من إصرارهم على أنه أخبرها بشيءٍ ما !!
لا زالوا يضعون سبباً لقدومه إليها فقط قبل موته !!
لما يجب أن يكون هُناكَ سبب ؟!!
إنه أب ... وهي إبنته !
هو مُطارد من منظمةٍ خطيره !
هذا واضح ، أتى ليُعطيها الوداع الأخير ..
أتى ليعتذر لها عن تهوره الذي سيسلب حياته منها ..
أتى ليحتضنها ... ليُخبرها أن تكون أقوى ... ليمُدها بالشجاعة لتبقى صُلبةً من بعده !
ألا يُمكنهم أن يفهموا مثل هذه الأمور الطبيعيه ؟

إنزعاجه من صمتها بدأ يزداد حيثُ قال: الإلتجاء الى التجاهل هو خيار سيء يا رين ..
تكره هذا ..
تكره ان يُنادوها بإسمها ..
بـ رين ..!
تحدثت أخيراً تقول: لن تجد ما تُريده لديّ ، لا تُتعب نفسك ..
إبتسم بهدوء قبل أن يقول: لما تختارين الصمت بامور تهم غيرك ولا تهمك ؟ ماذا ستستفيدين من إبقاء السر لكِ وحدك ؟
نظرت إليه بهدوء تُفكر بالموقف ..
إنه يُصرّ على كون والدها أطلعها على سر ما قبل وفاته ..
حسناً ، ما دام هو مُصر فستلعب هذا الدور ..
قالت بهدوء: السر تُرك لي ، لي وحدي ، من المُفترض أن تُحاول كسب تقديري كي أُفكر في إطلاعك عليه ..
إبتسمت بعدها وهي لا تعلم كيف فعلتها وقالتها ..
وكأن شخص آخر الذي يتحدث ..
وكأن نفسها القديمه هي من تُحدثه بكُل هذه الثقة والقوه ..
إبتسم يقول: وكأنك تطلبين بفعلك هذا أن أقتُلك الآن ..
رين: جميل ، سيُدفن السر للأبد هكذا ..
ضحك دارسي ضحكةً عاليه قبل أن تختفي ضحكته وهو يقول بهمس: فتاةً وقحه !
وقف وتقدم منها فرجعت بجسدها الى الخلف دافنةً ظهرها في الأريكة حتى وقف أمامها وإنحنى يتكئ بيديه حولها ووجهه مُقابل وجهها يقول بهدوء: والدتُك تطلقت من والدك بسبب آليس هذه ، لقد دمرت عائلتكم السعيده ، يُقرفني حقاً كونك مُخلصةً لها وتُخفين أسرارها عن الجميع ، هذا مُقزز ..
كان قلبها يدق بقوه وبالكاد كانت تنظر الى عينيه مُباشرةً مُتظاهرةً بالشجاعه لتقول أخيراً: حسناً ، إخلاصي من عدمه هي أمور تخُصني ..
ظهر البرود في عينيه لفترةٍ ليقول بعدها بهدوء: لوكا قد قُمنا بسجنه ، وأُختك في مكانٍ قريب نعرفه ، أُقسم يارين إن إستمريتي بصمتك سأجعلك وحيدةً في هذا العالم ..
زادت نبضات قلبها ولم تستطع إخفاء نظرة الخوف التي غزت عينيها من تهديده الصريح هذا ..
إنه يُهددها بعائلتها !
هي خائفه ، خائفةً منه هو بالذات فلقد فعلها سابقاً وقتل صديقتها ..
بالتأكيد لن يتوانى في قتلهما ..
همست بحقد: هذه حقاره ! مُشكلتك معي أنا !
دارسي: مُشكلتي مع عائلتك كُلها ، الذنب لا يحمله الفرد بل تحمله العائله ..
حاولت السيطرة على خوفها وعلى حِقدها ..
يجب ألا تستفزه ، هو مهووس بالقتل لذا عليها ألا تُحفزه ..
لا تعلم ماهي المعلومة التي يُريدها ، ولكن ستقول أي شيء لتُسكته ولو قليلاً ..
والدها ، آليس .... سر آليس ، بدون أدنى شك والدها يعرف عنه ..
هذا ما تعتقده ..
ضاقت عيناها تُفكر بالأحداث السابقه ..
هل يا تُرى .... موضوع إمتلاك البروفيسور لإبن هو ما يسعى إليه ؟
تذكرت كلام فرانس بخصوص علاقة آليس والبروفيسور ..
تذكرت سؤال البروفيسور عن مكان ما تُخبئه وعن كون ريكس يعلم عنه ..
تذكرت لمحة الماضي بخصوص إخبار آليس لها عن إبنها ..
لابد من أنه السر الكبير الذي يسعى له دارسي ..
لابد من ذلك ..
رين: حسناً ، تُريد سر آليس يعني ؟
إبتسم دارسي يقول: أجل ..
رين: السر الذي تُخفيه هي والبروفيسور ؟
إتسعت عيناه من السعاده !
نعم !! لقد كانت تعرفه حقاً !!
كان يُطاردها لأنه يشك بالأمر ولكنها بالفعل تعرفه !!
هي أفضل واسهل من ذلك الأحمق المدعو بفرانسوا ..
إبتسم يقول: أجل ، سِرُ البروفيسور ..
رين: وستتركني وشأني ؟
دارسي: سأنكر أصلاً معرفتي بك ..
دُهشت للحضه وبقيت صامته لفتره قبل أن تقول: لقد كان البروفيسور يُحبها جداً ....... ولكنها رفضته لأن قلبها مُعلق بزوجها السابق ..
وصمتت بعدها ... إنتظرها لتُكمل كلامها ولكنها بالفعل صامته ..
دارسي: فقط ؟
رين: فقط ..
صُدم من ردها !
فقط !!
حقاً فقط ؟!
البروفيسور يبحث كالمجنون خلفها حتى بعد موتها لأنه فقط يُحبها !
إنها كاذبه !!!
هذه الصغيرة اللعينة كاذبه !
كاد أن يُجن جنونه في وجهها ولكن قُطع عليه فتح كارمن للباب تقول: أين أنت دارسي ؟ لدينا ماهو أهم وأنت تلهو مع هذه التافهه ؟
عض دارسي على شفتيه وعينيه لا تزالان مُصوبتان على رين وهو يقول بهدوء: كذبت رين بخصوص إمتلاكها للملف بينما في الحقيقة مُتعاونة مع ثيو صحيح ؟ مصيرها الموت أليس كذلك ؟
صُدمت رين من إكتشفاهم لهذا الأمر بينما رفعت كارمن حاجبها تقول: حسناً ، هذا بديهي ..
دارسي: سأفعلها أنا ، قتلتُ والدها لذا أنا من عليه قتلُها ..
كارمن: دارسي ، هُناك ماهو اهم ، سنعود إليها بعد تخلصنا من ثيو ، هيّا .. أنت لا تُريد تكرار خطأ موت فينسنت قبل إيجاد الملف صحيح ؟
ضاقت عينا دارسي لفتره وهو يتذكر كم عانوا بعد موت فينسنت ..
كانوا واثقين بان الملف مع إبنته وبأنها يتُعطيهم إياه بسهوله ولكن الأمر اصبح أكثر صعوبه ..
لو هددوا فينسنت وقتلوه بعد إمتلاك الملف لما تعبوا طوال هذه الشهور الاخيرة مع رين ..
تنهد بعدها إعتدل واقفاً قبل أن يلتفت ويُغادر من أمام كارمن بهدوء ..
إنهارت رين من الضغط النفسي الذي عاشته في هذه اللحضات القصيره وعقلها يسترجع كلامهما بخصوص ثيو ..
لقد كُشف !!
وثقت بالشخص الخطأ !
ماذا ستفعل ؟ مصيرها الموت لا محاله ..
هي خائفه !
خائفةٌ للغايه .. !

***


-Paris-



غربت الشمس والتي لم يكن لها ظهور منذ ساعات بسبب تكاثف الغيوم وحجب ضوئها عن أراضي باريس البارده ..
كانت الأجواء هادئه ولا كأن هُناك حرباً ضروس بين الخير والشر لإستعادة ملف قد ظهر أخيراً أمام الجميع ..
قامت الحرب الحقيقه مُنذ سرقته !
فهم يبحثون هُنا وهُناك ويستجوبون جميع المُقربين به لإستعادة ما سُرق فبداخله ما قد يُشتت منظمتهم الكبيره ويُضعفها ..
وبالمُقابل وجد ذاك المُحقق الذي يسعى خلفهم خيطاً جعله يفعل المُستحيل ليحصل عليه ويُدمرهم !
قد لا يُدمرهم هذا تماماً ، ولكنها بالتأكيد ستكون ضربةً قاسيه ..
وهو فعل أموراً لم يعتقد في يوم من الأيام أن يفعلها لأجل فقط أن يُدمرهم ..
فناهيك عن كونهم منظمةً إجراميه وهذا عمله ... فهم من قاموا بقتل والده !
لذا يدفعه حس العدالة والإنتقام في آنٍ واحد ..
أطفأ هاتفه بعدما وصلته رسالةً تُطمئنه عن كون آندرو لم يشتبك بهم كثيراً وقد غادر بعد أن تم إكتشافه وهو الآن في طريقه لطائرته التي ستُقلع بعد لحضات ..
علت الإبتسامة شفتيه يهمس: من الجيد أنه لم يُحاول تصحيح خطأه وتعقيد الأمور في وجهي وقرر الإنسحاب ..
أوقف ثيو سيارته أمام إحدى المكاتب العامه حيث تحوي على قسم خزائن يُسمح فيه بالتخزين بمُقابل ماليّ كُل شهر ..
تسائل في نفسه هل تتخلص مثل هذه الخزائن من مُحتوياتها فلقد مرت عدة شهور دون أن يُدفع المبلغ !
نزل من سيارته وذهب إليها تحت أنظار أعين مترصده تُراقبه مُنذ فتره ..
فمثل هذه الخزائن تنقسم الى عدة أقسام ..
خزائن يكتفون فقط بالرقم السري ولا يُبالون بهوية من يفتحها ..
وأُخرى لا يسمحون سوى بصاحب الخزينة أن يفتحها !
في كلا حالتين يُمكن لضابط مُكلف بالتحقيق بالقضيه أن يفتحها ..
وما إن يستلم الملف حتى يأخذونه منه بالعنوه ..
فهي ليست سيارةً واحده .... بل ثلاث سيارات تترصد المكان .. وفوق كُل هذا بعض الرجال بالداخل ليتأكدوا من أنه أخذ الملف ولم يُعطيه لأحدٍ آخر ..
لقد دبروا كُل شيء ولم يجعلوا له فرصةً لخداعهم ..
لقد ...
جعلوه كالفأر في المصيده !

مرت دقائق قبل أن يخرج ثيو من المبنى وعينيه تدوران في المكان ليرى إن كان هُناك من يُراقبه ..
يبدو بأن شكوكه قد خابت فهو لم يرى أحداً ، لم يتحركوا بسرعةٍ كما كان يضن ..
ركب السياره ووضع الملف بجانبه ناظراً إليه لفتره قبل أن يهمس: يبدو بأن المُهمة ستكون اسهل مما ضننت ..
حرك السيارة وإتجه الى الطريق العام وأسرع بها مُتجهاً الى المركز الذي يعمل فيه ..
فهو مُتشوق للغايه لمعرفة ما بداخله وعن المدى الذي يستطيع من خلاله تدميرهم ..
لقد مات رجلٌ من اجل الملف ! لابد من أنه يحوي الكثير أكثر مما أخبره به مُخبره ..
عقد حاجبه ورفع عينيه الى المرآه عندما شعر بسيارةٍ تتبعه ..
عجيب ، إنها ليست سياراتٍ سوداء كما هي عادتهم !
لقد فعلوا الكثير لأجل ألا يشعر بهم ..
حاول البقاء في الخط السريع بين العديد من السيارات تجنباً لأن يُحاولوا بدء حرب سياراتٍ معه ..
لقد حدث هذا مُسبقاً ، يُجبروه على خوض مسلكٍ مُحدد ليتفردوا به في الأخير ..
يجب أن يكون حذراً فربما هذه المرة يُنهون حياته ..
لا يريد الموت في هذه النقطه !
هو مُستعد للتخلي عن الملف إذا لزم الأمر ، المهم ألا يُخاطر بحياته فمن غيره يستطيع مواجهتهم والتخلص منهم ؟
كان سيقبل الأمر لو مات بعد أن فضحهم وسج بهم بالسجن !
ولكن أن يموت قبل هذا ؟ كما حدث مع والده ؟
لا يُريد هذه النهايه !
لاحظ سيارةً أُخرى أكبر من سابقتها ..
سيارتان إذاً ؟
حاول البحث عن المزيد وهو ينظر عبر المرآه ليقطع عليه نظره دخول شاحنة نقل كبيره وبدأت بالمشي بجواره الأيسر تماماً ..
بطئ من سرعته حتى تتجاوزه هذه الشاحنه لأن طريقه الى المركز سيكون عبر أخذ المسلك الأيسر ..
دُهش عندما بطئت الشاحنة أيضاً من سُرعتها وهُنا إستوعب أنها ثلاثة سيارات بأحجامٍ مُختلفه ابتدائاً من سيارة اكورد صغيره الى شاحنة نقل ضخمه ..
سُحقاً !
لا يريد أن يصل الأمر الى أن يتفردوا به !
يبدو بأن المُخطط هذه المرة لعمليتهم هو فيكتور أو دارسي ..
أسرع بسيارته ليتجاوز الشاحنه فُصدم بسيارة الاكورد التي إعترضت طريقه وأصبحت أمامه بينما سيارة الجيمس خلفه لذا هو مُجبر على سُرعة 70 كم بالساعه ..
فتح الخريطة عبر هاتفه وقرر الخروج عبر اول مخرجٍ من جهة اليمين فهي الجهة الوحيدة المُفتوحه ..
وقبل حتى أن يُنهي التفكير بالأمر دخل الى هذا السباق سيارةً سوداء حدّته من جهة اليمين !
نظر الى الخريطة وصُدم عندما رأى بأن الطريق الذي يسلكونه الآن سيمر بعد فترة من غابة بولونيا !
لاب من أن هذا هو هدفهم فهو أفضل مكانٍ خالي من الكاميرات كي يقتلوه فيها !
عليه ألا يجعل الأمر يصل الى هذا الحد !
بطأ كثيراً من سيارته وربط حزام الأمان حتى إصطدم بسيارة الجيمس خلفه وحاول إجبارها على التوقف ولكن سيارته صغيره ولن توقف سيارةً كبيره كهذه بل على العكس اجبرته على الإستمرار بالقيادة !
إبتسم هامساً: عرفوا كيف يوزعون سياراتهم !
ضغط على هاتفه وإتصل بأحدهم وعندما رد قال له: أنا الآن على طريق الدائره السادسة عشر مُتجهاً الى غابة بولونيا ، أحضر لي كتيبة شرطة هُناك عند مدخل الغابه خلال خمس دقائق ! إنه أمرٌ عاجل سجله بإسمي ..
دُهش الطرف الآخر يقول: لن يُمكننا الوصول بالوقت المُناسب ..
ثيو: إفعلها ..
وأغلق الهاتف وهو يُحاول تبطئة السياره ليصنع المزيد من الوقت ولكن لا فائدة فالإصطدامات المُتكرره من الخلف تؤذي سيارته ويخاف أن يصل الأمر الى خلل يؤدي لحدوث حريق في أسوأ الحالات !
شد على أسنانه عندما أُجبر لإتخاذ الطريق الأيمين وتأكد بأن توقعه كان صحيحاً فهم يسلكون طريق الغابه !

إستمرت هذه الحرب حتى وصل بالفعل الى الغابة وبطأوا من سرعتهم ليُجبروه على التوقف تدريجياً بينما هو يتمنى أن تصل الشُرطة في أقرب فرصه ..
فإتخاذهم لمثل هذا الطريق دليل على أنهم لا ينوون السرقه بل ينوون قتله أيضاً !
توقفت السيارات في منتصف الطريق الخالي والمُضيء فقط ببعض أعمدة الإناره ..
حل الليل ، وإزدادت البروده وتصاعد توتر ثيو وهو يراهم يقتربون من سيارته التي توقفت مُرغمه ..
تجمع ما يُقارب 13 شخص حول سيارته وطرق أحدهم زجاج نافذته ..
بنظرةٍ سريعه لم يرى أي سلاح في أيديهم ..
همس بشيء من السُخريه: لم يحملوها تحسباً لحضور الشرطه .. أكرههم عندما يُفكرون جيداً ..
طُرق الباب مُجدداً بشيء من القوة هذه المره فأنزل القليل من الزُجاج يقول: مُهاجمة مُحقق ذو مركزٍ رفيع ، يبدو بأنكم تتوقون الى السجن بدرجة كبيره ..
إبتسم أحدهم بسخريه يقول: وهل من دليل لتسجُننا ؟
أكمل بعدها بجديه: سلم الملف حالاً وكلمة إعتراض واحده ستُجبرنا على قتلك حالاً ، فالكُل -واقولها حرفياً- يتوقون لرؤيتك ميتاً !
ضاقت عينا ثيو عندما لاحظ بعض نظرات السُخريه في أعين الرجال ..
هذا الرجل يكذب ، سيقتلونه في كِلا الحالتين ..
ربما لا يملكون سلاحاً نارياً ولكنهم يملكون بعض الاسلحة البيضاء ..
و13 رجلاً كثير مُقابل رجل واحد !
عليه مُماطلتهم لحتى أن تحضر الشرطه ..
عليه أن يبقى حياً لتتم الأمور ..
أغمض عينيه عندما فاجئه أحدهم بضرب عصاً قويه زجاج المقعد المُجاور لتتناثر شظايا في أرجاء السياره ..
سحب الرجل الملف قبل حتى أن يستوعب ثيو ذلك وما إن رآه في يده حتى شد على أسنانه فالشرطة تأخرت أكثر مما يجب !!!!
لو لاحظ وجودهم حوله منذ البداية لطلبها في وقتٍ أبكر !
هذه الغلطة الصغيره لا يُريد منها أن تُكلفه حياته !!!
تحدث أحد الرجال يقول: انزل نُريد تفتيش السيارة والتأكد من عدم وجود ملف مزيف ، شخص مثلك لابد من أنه سيسعى للحفاظ على الملف بأية طريقه ..
نزل بهدوء من السيارة وعينيه على الرجل الذي أخذ الملف والذي كان يتصفحه مع احد الرجال ليتأكدوا من محتواه ..
فتش الآخرون السيارة ولم يجدوا شيئاً في حين تحدث الرجل يقول: لا بأس ، إنه الحقيقي ..
وهُنا تعالت أصوات أبراق سيارات الشُرطة فإتسعت أعينهم بصدمه فأمر احدهم الآخرين قائلاً: ليُحرك أحدكم الشاحنه كي تسد الطريق والبقية أهربوا ..
ورحل بعد أن أعطى ثيو نظرةً حقد بينما هو هادئ للغايه يُراقبهم ..
وصلت السيارات بوقتٍ مُتأخر فلقد هربوا بعد أن قام أحدهم بالفعل بسد الطريق عبر شاحنته والهروب بعدها معهم بالسياره ..
سيارتان شرطة حاولت اللحاق بهم بعد إبعاد الشاحنه بينما السيارة الثالثه توقفت ونزل منهم رجل وفتاة قالت فيها الفتاة بقلق: هل أنت على ما يُرام ؟ ألم تتأذى ؟!
نظر الرجل الى سيارة ثيو حيث جميع الأبواب مفتوحه وقال: هل سرقوا منك شيئاً ؟!
ثيو بهدوء: أجل ..
صُدم الرجل وقال مُعتذراً: آسف ، لقد حاولتُ الوصول في وقتٍ أبكر ولكن الأمر كان مُستحيلاً ، سنُطاردهم ، سنستعيده بالتأكيد !
نظر إليه ثيو بهدوء يقول: حسناً ، أرني كيف ستفعل ذلك ؟!!
هز الرجل رأسه وإبتعد يعطي أوامره الصارمه لسيارتا الشرطة التي تُطارد السيارات الثلاث التي هربت ويأمر المركز بتطويق المخرج لكيلا يدعوا لهم مجالاً للهرب بما لديهم !

***

رُبما لم ينالوا مُرادهم بالتخلص من ثيو ..
ولكن الملف كان له الأولوية القُصوى ..
إستمع دارسي الى هذا الخبر بإبتسامه ..
طاردتهم الشُرطة وحاولت الإمساك بهم ولكنهم خرجوا منها ووصلوا الى مركزهم وهاهم سلموا الملف الى رئيسهم ..
أغلق دارسي الهاتف ثُم رفع عينيه الى كارمن التي كانت تحتسي شرابها بهدوء تام وقال: إنتهى الأمر ، الملف في يد فيكتور الآن ..
كارمن: واثق ؟
دارسي: أجل ، لن تقلقي بشأنه بعد الآن ، أُخذ من ثيو ببساطةٍ شديده ، راقبوه جيداً ، لقد أخذ الملف مُباشرةً ولم يقم حتى بتصوير محتوياته لذا لا شيء بحوزته ولا حتى صور ..
ضحك واكمل: ليس وكأن الصور فقط ستضر ، من دون أوراق رسميه لن يمكنه فعل شيء ..
هزت رأسها تقول: هلى فيكتور التخلص منه حالاً ..
دارسي: ههههههه اصبح يُشكل هاجساً لديك ..
صمت قليلاً بعدها قال: من الغريب ان تتناولي الفودكا ؟ الم تكرهيه سابقاً ؟
إبتسمت بهدوء تقول: لقد كرهتُ كُل شيء سابقاً ، أن تكون حياتي على المحك هو رُعب لا أُريد خوضه مُجدداً ..
نظرت الى دارسي وأكملت: أتعرف ما أُريد رؤيته الآن ؟
دارسي: ماذا ؟
كارمن: وجهه ، وجه الرجل الخاسر ..
إنفجر دارسي ضحكاً يقول: ليتني أملك صورةً له بذلك الوجه ! لطالما خسر منا ، لما لا يستسلم ويذهب لمُمارسة العداله مع من هم بمثل قُدراته ؟
إبتسمت كارمن دون تعليق وأكملت تناول شرابها مُستمتعةً بذلك ..
بعد فترة صمت قال دارسي: والآن رين .... لم يعد لها أهمية صحيح ؟
كارمن: إطلاقاً ، يُمكنك التصرف بها كيفما تشاء ..
إبتسم دارسي وقال: جيد ..
طُرق الباب فأذنت له كارمن بالدخول ..
دخل رجل وإقترب منها هامساً بإذنها: باتريك يُريد رؤيتك على إنفراد ، يقول بأن لديه أمرٌ بالغ الأهمية يُريد إخبارك به ..
كارمن: أنا الآن استرخي ، سأطلبه بعد ساعة على الأقل ..
هز رأسه وغادر فعلق دارسي يقول: ماذا يفعل البروفيسور الآن برأيك ؟
كارمن: يحتفل ؟
إبتسم دارسي يقول: من يدري ، فعلى ما يبدو بأن هُناك ما يُهمه أكثر من الملف ..
كارمن: ولكنه على أية حال لابد من ان يحتفل ، إنه النجاح الثاني بعد موضوع خيانة آليس ..
دارسي: لا تُذكريني بتلك الأيام ، كان الرُعب يُسيطر على المنظمة بأكملها فما لديها هو أقوى بعشرات المرات مما سرقه فينسنت .. بالكاد سيطرنا على الأمر ..
كارمن بإبتسامه: أُحب كوننا لم نخسر ولا لمرةٍ واحده ..
إبتسم ولم يُعلق ..
بعد فترةٍ طُرق الباب مُجدداً فقطبت جبينها دليل الإنزعاج ..
لقد كانت اوامرها واضحه بعدم قطع أي أحد لخلوتهما ..
أذنت له بالدخول فدخل على عجل وبدأ التوتر عليه فعقدت حاجبها تقول: مابك ؟
بلع ريقه وقال: أ أعتذر ..
ضاقت عينا دارسي فهذا الشاب نفسه الذي كان يحرس غرفة رين فقال: ماذا حدث لرين ؟!!
نظر إليه بتوتر قبل أن يقول: لا أعلم كيف حدث ذلك ..
كارمن بحده: كُف عن التبرير وتحدث مُباشرةً ..
جَفُل برُعب وقال: ليست .... ليست بالغرفه ، لا أعلم كيف هربت ..
إتسعت عينا دارسي بصدمه في حين وقفت كارمن تقول بغضب: كيف لهذا أن يحدث ؟!!!! عينتُ إثنان منكما فكيف تهرب هكذا بدون أثر ؟!! نحنُ لسنا في قصةٍ خيالية كما ترى !!
بلع ريقه وكرر إعتذاره في حين تجاوزه دارسي وخرج متجهاً الى حيثُ كانت ..
وقف على الباب ينظر الى الغرفة بإنزعاجٍ تام ..
إنها ليست هُنا بالفعل !
كيف لهذا أن يحدث ؟
أمسك بياقة قميص الرجل الاخر والذي كان يحرس الغرفه وقال بنبرةٍ مُرعبه: كيف هربت وانتما هنا ؟ أخبرني قبل أن أقتتُاك عقاباً ..
صُدم وقال: انا أخطأتُ ولكن ....
قاطعه دارسي: خطؤٌ يكلفك حياتك ، هذا إن كان بالفعل خطئاً ولم تكن أحد رجال ثيو !!
فُجع الرجل وبدأ بالدفاع عن نفسه في حين وصلت كارمن تقول: توقف دارسي ، إنه من بين الجميع يستحيل أن يفعلها !!
دارسي بسُخريه: مثل ريوك صحيح ؟
ظهر الضيق في عينيها تقول: ذلك شيئٌ آخر !
دارسي: بل الشيء نفسه !! لم تهرب من الباب وهذان كالارقوز واقفان ! هُناك خائن يا كارمن ، إنه أحدهما هذا إن لم يكن كلاهما !!
كارمن: سنُحقق بالأمر ولكن دعه الآن وشأنه ، لن أقتل أحد رجالي من أجل بضعة شكوك لاسيما بأن رين هذه لم تعد تهمنا فهي لم تعد تُشكل أي خطر ، الملف معنا ، فُزنا أخيراً ، إنتهى الأمر معها الآن ..
دارسي: ولكنه لم ينتهي معي أنا !
كارمن: هذه مُشكلةً أُخرى ، لا تُدخل رجالي فيها ، لن اقول بأن الأمر لا يُهمني ولكن لن اقتُله مُباشره ، سأجعل باتريك يُحقق معهم ، حقق معهم انت ان اردت ، ولكن لا قتل دون دليل ..
انزعج دارسي ولكن لم يستطع قول اي شيء ..
هي مُحقه ، انهم رجالها لذا من حقها ان تحميهم في حال كانوا بريئين ..
انها على عكسه تماماً لا تقتل اي شخص من رجالها دون ادله دامغه .. حتى انها لا تقتلهم في غالبية الاحيان كما حدث سابقاً مع ريوك فهي لم تُكلف أحداً للحاق به وقتله ..
يكره هذا التناقض بين شخصيتيهما ..
هو حقاً يُفضل فيكتور عليها ..
ترك قميص الرجل الذي إبتعد فوراً عنه وإلتفت الى كارمن يقول: حسناً ، سأقبل بتحقيق باتريك ، وبالمُقابل أرسلي في هذه الاثناء رجالاً للبحث عنها فهي لم تبتعد بكُل تأكيد ..
كارمن: لك هذا ..
إلتفت دارسي وهو مُنزعج بالكامل ..
هروبها افسد عليه نشوة النصر على ثيو ..
سُحقاً لها !!

***


7:30 pm



جلست رين بإسترخاء وقلبها ينبض بعد حادثة التهريب هذه ..
همست بعدم تصديق: هل بالأمكان أن أكون محظوظةً الى هذا الحد ؟ لم أدخل قط في مُشكله إلا ويأتيني فارساً من اللامكان ويُنقذني !
صمتت مُفكره ثُم قالت: بهذا تكون المرة الثانيه التي يُنقذني فيها ثيو ، من الجيد أني قبلتُ بمُساعدته !
إبتسمت تنظر الى كفيها اللتان لا تزالان ترتجفان من هول الموقف ..
أن يدخل عليها رجل ويُخبرها بأنه سيُهربها ..
أن يفعلها حقاً ويأتي بها الى شقةٍ مؤمنه ويُخبرها بأن هذه كانت خُطة ثيو ..
الأمر جنوني ، سعيدة وخائفه ، شعوران مُتناقضان جعلا جسدها يرتجف طوال تلك المُده ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول بسُخريه: تلك المرأة ماذا كان إسمها ؟ واااه كم عدد الخونة بين رجالها ؟! في كِلا المرتين هربني أحدهم ناهيك عن كون ريكس أيضاً خائن ..
ضحكت وأكملت: ثلاثه !!!! واااه أرغب بالسُخرية منها ، غبيه ! إنها حتى صدقت كذبتي ..
وضحكت بعدها ..
لا تعلم لما ضحكت ، ولكن الشعور الذي تعيشه الآن غريب ومُتناقض ..
ولكنه بالتأكيد شعور جيد ..
وقفت وبدأت تدور في الصالة ذهاباً وإياباً ومن شدة سعادتها تُريد أن تفعل شيئاً !
أي شيء ..
تُريد الصواخ تُريد الجري تُريد بالفعل فعل أي شيء جنوني !!!
جلست تقول بإبتسامه: هيّا توقفي لا تُفسدي الأمر على ثيو ، واااه أرغب بإحتضانه من شدة الإمتنان !
رن الهاتف فنظرت الى جهته بدهشه لتبتسم بعدها هامسه: وهاتفي هُنا أيضاً ..
ردت على الرقم تقول: كيف تُريد مني مُكافئتك ؟ طعام عشاء على حسابك ما رأيُك ؟
إبتسم ثيو بهدوء عندما سمع صوتها فهو لم يتصل الا ليتأكد من خروجها بأمان ..
رد عليها: تُكافئيني وعلى حسابي ؟ اشكر لك كرمك ..
ضحكت وقالت: إعترف متى آخر مرة دعتك فتاة الى طعام العشاء ؟ عليك أن تكون مُمتناً ..
إبتسم ليقول بعدها: إبقي في مكانك لبعض الوقت فرجال كارمن يجوبون الأنحاء بحثاً عنك ..
رين: كارمن اجل اجل هذا كان اسمها ههههههه ..
تنهدت لتقول بعدها بإبتسامه وبصوتٍ هادئ: انا حقاً مُمتنه لك ، شُكراً ..
إبتسم وقال: عبري لي عن إمتنانك بالبقاء هُناك لحين اتصالي القادم ، أراكِ لاحقاً ..
وأغلق بعدها الهاتف ..
تنهد وهو يجلس في مكتبه وهمس: نفذتُ وعدي يالوكا ، رين بخير ..
إبتسم وهو يتذكر صوتها الصادق وهي تشكره ..
إنها حقاً مُمتنه ، يتطلع للقائها بعد إستعادتها لذاكرتها ..
طُرق الباب ودخل أحدهم ..
جلس يقول: أعتذر لقد هربوا ..
ثيو: كُنتُ أعلم هذا ، لم أرجو شيئاً عندما طلبتُ من كاني أن يتعقبهم ..
إبتسم وأكمل: لا بأس ، ليس وكأننا سنستفيد أكثر من أن يُسجنوا لبضعة أيام ..
مد يده وأكمل: والآن ، أعطني الملف يا رومان ..
إبتسم رومان وأخرج الملف الذي كُتب عليه بالخط العريض رقم 110 وهو يقول: ما كان عليك المُخاطرة وجعلهم يتعقبوك هكذا !
أخذ ثيو الملف يقول: عليّ جعلهم يصدقون بأنهم أخذوا الحقيقي حتى لا يُفكروا بالتأكد من محتوياته ، سأجعلهم يقومون بحرقه ، أُريد أن يدفنوا الأمر تماماً ..!
حرك الملف وقال: هذه ضربةً موجعة لهم ، ولا أرغب بإستخدامها الآن بل بعد أن يتأكدوا بأنهم في مأمن ، فجزء منها يحتوي على خطوط التوزيع التي قطعوا التجارة بها بعد سرقة الملف ، أُريدهم أن يعودوا إليها ليُصبح التدمير أكثر قوةً حينها ..!
رومان: حسناً ، وماذا ستفعل في هذه الأثناء ؟
حرك ثيو يديه بإستسلام يقول بوجهٍ حزين: سأتظاهر بالهزيمه ..
ضحك رومان في حين إبتسم ثيو وبدأ بالتقليب في مُحتويات الملف ليُقاطعه وصول رسالةٍ نصيه الى هاتفه ..
نظر إليها حيثُ كانت من وقمٍ غريب ففتحها ومن أول كلمة عرف بأنها مُرسلةً من أخيه آندرو ..
قرأ بدايتها بإبتسامةٍ لتختفي تدريجياً وهو ينظر الى طلب أخاه الذي صدمه بعض الشيء ..
عقد رومان حاجبه يقول: ماذا ؟ لا تقل لي بأن شيئاً سيئاً قد حدث ؟
هز ثيو رأسه بالنفي يقول: لا ، أمور عائليه ..
وقف رومان وقال: على أية حال لدي بعض الأعمال ، إن أحتجتني فأُطلبني ..
وغادر في حين أغلق ثيو هاتفه وبقي مُفكراً بكلام آندرو لفترةٍ قبل أن يهمس بسُخريه: لو سمعتك روانا لقتلتك فوراً ..
ضحك قبل أن يتنهد بعُمق وهو غير راضٍ عن طلب أخاه هذا ..
ولكن ..... سيفعلها لأجله ..
نزل الى آخر قائمة الأرقام وإتصل وبعد عدة رنات إبتسم يقول: آسف لإتصالي أرجو ألا يكون في وقتٍ خاطئ ..
بعدما إستمع الى الرد قال: جيد ، لدي طلبٌ أُريد طلبه وأتمنى ألا أُثقل عليك بطلبه ..
بعد أن سمع الرد الإيجابي طلب طلبه الذي لم يعتقد بأنه قد يطلبه في يوم من الأيام ..
ولكنه ضعيف تجاه العائله ..
لا يُريد أن يرفض لآندرو أي طلب ..

***



8:00 pm


تجلس كارمن بهدوء شاردة البال بعد أن خرجوا أغلبية رجالها بحثاً عن رين في كُل مكان ..
حتى دارسي لم يستطع البقاء وخرج بنفسه قائلاً بأنه قد يعرف الى أين ذهبت ..
بالمُقابل طلبت من باتريك أن يهتم بأمر الرجلان والتحقيق حتى من الكاميرات القلائل الموجوده بالداخل ..
والآن تجلس مُسترخيه تتسائل ماذا يفعل فيكتور الآن بالملف ؟
طلبت أن يتم حرقه حتى يرتاح الجميع ، تتمنى ألا يقرر الإحتفاظ به ..
طُرق الباب ودخل باتريك يقول: أزعجتُك ؟
أبعدت يدها عن راسها تقول: كلا ..
تقدم يقول: مابك ؟ تبدين مُرهقه !
كارمن: اليوم لم يكن بسيطاً يا باتريك ، ماذا عنك ؟ إختفتَ دون أثر ولم تتصل بي حتى !
جلس باتريك على الأريكة المُقابله يقول: أعتذر ، لقد كان هُناك ماهو اهم ، لو علمتُ بأن اليوم سيكون عصيباً عليك لأجلتُ عملي الى الغد ..
هزت رأسها وقالت: حسناً ، ماذا حدث مع الرجلان ؟
تنهد وقال: مُصران على الإنكار ، كُل واحدٍ منهما غادر مرةً الى دورة المياه فلذا يتهمان بعضهما ..
إبتسمت بسُخريه ولم تُعلق فصُداعها يزداد شيئاً فشيئا !
باتريك: حسناً ، هل أنتِ مُتفرغةً الآن ؟ أرغب بإطلاعك على أمرٍ هام ..
عقدت حاجبها ونظرت الى المُفكرة التي بين يديه وقالت: حسناً ، ماذا لديك ؟
باتريك: تتذكرين حديثي عن ريكس ؟
تنهدت بملل تقول: ليس مُجدداً ! انت من جهه وماثيو من جهه ! الاستفزاز طبيعته لذا توقفوا عن صنُع مشاكل لأجل هذا !
إبتسم باتريك يقول: كُل شيء حوله غريب يا سيدتي ، يكفي بأن المُغني الذي ظهر مع رين بالصوره هو أخاه ! كُنتُ أشعر بوجود صِله ..
وضعت كارمن يدها على رأسها تقول: المُحقق باتريك ، هذا ما كان ينقُصني ..
ضحك باتريك وقال: هيّا سيدتي دعيني أُنهي حديثي فهو ليس محظ توقعات بل مدعومةً بالأدله ..
عقدت حاجبها ونظرت إليه بشيء من الإهتمام فإبتسم عندما إسترعى إنتباهها وقال: أخبرتُك بأن كُل شيء حوله مُريب ، خاصةً بعد فشله في حماية البضائع التي كانت ستُرسل الى التاجر الروسي ، وحتى بعد أن وعد بتدبر الأمر لم يوفي بوعده ، ناهيك عن كوني إكتشفتُ بأن أخ ثيو صديق لريكس ! من هُنا بدأتُ أشك بكونه جاسوس لثيو داخل مُنظمتنا ، وتأكدتُ لأنه كان متواجداً في اليوم الذي ساعد فيها ريوك رين على الهرب ! أتتذكرين عندما شعرتُ بموجود أمور غريبه بالمنظمه ؟ لابد من وجود جاسوس فيها ! انه ريكس ! وأُراهن بأنه السبب ايضاُ في هروب رين هذا اليوم فالرجلان يتحدثان بطريقةٍ تبدو وكأنه مُخطط لها ..
ضاقت عينا كارمن لفتره قبل أن تقول: حسناً ، إنها إفتراضات منطقيه ولكن أين الدليل ؟
إبتسم وحرك المُفكره يقول: هُنا ..
عقدت حاجبها فأكمل: تتبعتُ أخباره وعرفتُ بأنه سيُسافر لذا إستغليتُ الأمر وذهبتُ الى منزله وفتشتُه أنا ورجالي لساعاتٍ قبل أن أجد مكاناً سرياً بالجدار ! وهُناك عثرتُ على هذه المُفكره المليئه بخطط ريكس المُستقبليه ..
أكمل بهدوء بعدها: والتي أهمها هي تدمير هذه المنظمةً رأساً على عقب !
إتسعت عيناها من الصدمه وإعتدلت في جلستها ففتح المذكره على إحدى الصفحات وأراها إياها يقول: إبدأي بقراءة هذه الصفحات القليله ..
أخذت المُفكره وبدأت بقراءه المعلومات الخاصه عن المنظمه وعن المنتسبين إليها ومعلوماتٍ عن كُل واحد فيهم ..
هذا رجلٌ أحمق ..
وهذا علاقته سيئه بالبقيه ولكنها جيده مع باتريك لأنه ينقل المعلومات إليه ..
هذا رجل يُثير شكوك من حوله بأفعاله الغريبه ..
وهذا يُثرثر عن كون كارمن تثق به فهي لا تطلب من أحدٍ ينظف سيارتها سواه هو !!
والكثير من المعلومات العامه كـ....
لدى كارمن منزل آخر غير الرئيسي هذا وتقضي مُعظم وقتها فيه !
وعن عدد المخازن والغرف وعدد الرجال في المنظمه وعن مخارج المنزل العامه والخاصه والكثيييييير !!
انها معلوماتٍ لا يتم تجميعها في شهرٍ أو شهرين !!
الأمر صادم للغايه !!!
تحدث باتريك يقول: ووجدتُ أدلة تصويريه لمُحادثات خاصه وتهريبات بضائع والاتفاقات !! لديه كُل شيء ، المعلومات والأدله وبحركةٍ واحد يُمكنه تدمير المنظمه ..
ضاقت عيناه وأكمل: اتسائل لما لم يفعل هذا حتى الآن ؟
رمت كارمن المُفكره على الطاولة أمامها وبقيت عيناها مُعلقتان بها بتفكير وهي تهمس: لم أتوقع هذا قط !
باتريك: لم تكن شكوكي تجاهه من فراغ !
صمت قليلاً ثُم قال: سيدتي ، علينا قتله حالاً ..
هزت رأسها نفياً فصُدم وقال: لما ؟!!!
نظرت إليت تقول: الأدلة كُلها معك صحيح ؟
باتريك: أجل ، لم أترك أي شيء ..
كارمن: جيد ، إحتفظ بها ، أحتاج لأن أُفكر بالأمر أكثر ..
باتريك: ماذا ستفعلين ؟
كارمن: ما دام كُل شيء معنا فلا سبب يدعونا الى الخوف منه ، وعدني بأنه سيضع شركته بين أيدينا لأجل الصفقة القادمه ، سأستغله أكبر إستغلال قبل التخلص منه ..
باتريك بدهشه: ولكن ماذا لو كان ينوي شيئاً سيئاً بوعده هذا ؟ ماذا لو أنه بنى خطةً قويةً تجاهنا !!! سيدتي نحنُ لسنا بحاجةٍ الى شركته فنحنُ لم نسقط بسبب الصفقة الماضيه التي فشلت ! لا زلنا أقوياء ! لنُدمره قبل أن يُدمرنا ..
نظرت إليه كارمن بحده تقول: من يُعطي الأوامر هُنا ؟
إنزعج أيما إنزعاج ، سيدته لا تُفكر بعقلانيه !!
تحدث يقول: حسناً ما رأيُك لو نُعطي البروفيسور نُسخةً مما وجدناه ؟ تحسباً لو ....
قاطعته: مُشكلتي انا ومشكلة أحد رجالي ! لا أُحب أن يتدخل أي طرفٍ فيها حتى البروفيسور نفسه !!
لا ! هذا غباء !
لن يجعلها تذهب الى الموت برجليها بسبب مبادئها المُزعجه هذه !!
لا يُريد أن يتم تدمير كُل شيء فهو واثق بأن ريكس لم يتأني ولم يُقرر أن يضع شركته بين أيدهم إلا لأنه يملك سبباً قوياً لهذا ..!
ماذا لو كان السبب هو ضربةً قاضيه للكُل ؟؟؟
لن يسمح بحدوث هذا ..
نعم ،، قد تغضب كارمن قليلاً ولكنه رقم واحد بالنسبة لها ..
لن تقتله لهذا الأمر ..
ناهيك عن كونه سيرتفع مكانةً عند البروفيسور بسبب ما كشفه ..
إبتسم يقول: لا تقلقي سيدتي ، دعي الأمر لي ، سأعرف كيف أتصرف به ..
أخذ المُفكره وأكمل: سأطلب من أحدهم أن يُحضر حبوباً من أجل رأسك ، عليك أن تأخذي قسطاً من الراحه ..
دُهشت كارمن وقالت: باتريك !!! كلمتي مُطلقه !
إعتدل باتريك واقفاً يقول: نعم لا تقلقي ، إسترخي الآن ..
وإلتفت مُغادراً وهُنا علمت كارمن بأن باتريك خرج عن السيطره وأصبح مُتعجرفاً يضن بأنه أذكى من الجميع !
لدرجة أنه يعصي أوامرها ضاناً بأن هذا في مصلحة الجميع ..
همست: من تضن نفسك ! أنا من جعل لك شأناً هُنا ..
وبطريقةٍ بارده لم يتوقعها باتريك حتى فتحت درجها وأخرجت مُسدسها الذهبي وأطلقت رصاصةً إخترقت ظهره ..
إتسعت عيناه من الصدمه وهوى على الأرض وبالكاد إلتفت من شدة الألم ليجد كارمن تقترب منه حتى وقفت عند رأسه تماماً تقول ببرود: صنعتُ منك رجلاً وجعلتُ لك مكانةً هُنا لتُصبع خاتماً في أصبعي وليس لتتعجرف وتضن وفسك أذكى مني ..
باتريك بعينين مُتسعتان من شدك الصدمه قال ونفسه يتسارع: سيدتي اسف !!! لم أعنيها ! أنا ....
إبتلع الكلمة في حلقه من شدة الرُعب وهو يراها تُصوب فوهة المُسدس الى وجهه تقول: تأخرت ، لن أجعل شخصياً وضيعاً مثلك يُفسد علي خُطتي ، مُت وسأجد رجلاً آخر يُصبح ذراعي الأيمن ، هذا سهل ..
وأطلقت الرصاصة الى رأسه مُباشرةً فاتسعت عيناه من الصدمه ومات فوراً قبل حتى ان تخرج الصرخة من شفتيه ..
إنحنت وإلتقطت المُفكره فطُرق الباب فوراً ودخل ثلاث رجال بقلق يقولون: سيدتي كارمن !!!
توقفوا بصدمه وهم يرون جُثة باتريك على الأرض ومن ثُم نظروا الى سيدتهم التي تحمل المُسدس بين يديها ..
أجابت على تساؤلاتهم التي نطقتها أعينهم قائله: هذا هو الخائن في المُنظمه ، أرموه فلا يستحق أن يُكرم ويُدفن ..
وبعدها ذهبت الى مكتبها فبدأوا يحملون جثته بصمت بينما جلست ببرود وإلتقطت هاتفها تكتب فيه:
"استغرب طلبك في حماية ريكس من أي أذى ، على أية حال اضطررت لتسكيت أحدهم في سبيل ذلك ، أنتَ مدين لي"
وارسلتها مُباشرةً إليه ..
الى من طلب هذا الطلب تلبية لرغبة أخاه ..
إليه هو الذي رسم كُل الخطط ببراعة في الخفاء وجعلهم ينعمون بالإنتصار المُزيف ..
الى ثيو ..



End




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس