عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-21, 09:09 PM   #50

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الثالث
**********

مريضة أنا بك، وكنت أود الشفاء منك
ولكن ترياقي!،
أن أبيت في حنايا قلبك؛ حيث تبني لي بيتا وأنا صاحبته.بقلمي🙊
★★★
فتح علي باب الغرفة التي توجد في الطابق العلوي لمنزل عمه، والتي قد جهزها الأخير منذ فترة، حين كبرت الفتيات وكانت زيارة عمران وعلي له متكررة، وذات مرة أخذهما عمهما حيث سطح البيت، وفاجئهم بذاك المكان والذي كان بالنسبة لهما أكثر خصوصية وراحة كما هو الأمر بالنسبة لعمه وبناته، إطلالة الغرفة على سطح المنزل، كان لها فرحة خاصة، مكان ينعش رئتيك ويآسر عينيك بأضواء تطل من كل مكان لم يعتد كلا منهما على هذا الأمر رغم سفرهما المتكرر لهنا.
هتف علي وهو يقف بوسط الغرفة محدثا عمران الذي وكأنه بعالم آخر«دش دافيء يزيل تعب السفر، وألقي بنفسي على السرير».
ولم يكد ينهي كلامه حتى فتح حقيبة ملابسه، وأخرج منها ما يحتاجه لتبديل ما عليه بأخرى بيتية مريحة، بينما رد عليه عمران بهدوء مفرط «بالفعل يارجل تحتاج لراحة بعد مجهود الحديث منذ وصلنا إلى بيت عمك».
رمقه علي بطرف عينه وهو يضع ملابسه على كتفه قبل أن يقول«وهل كنت معنا الليلة حتى تسمع حديثي؟!»
تنهد عمران وهو يقترب من طرف السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة، وانحنى يخلع حذائه، قائلا بذات الهدوء«وأين سأكون؟، كنت معكم أكيد»
قال علي قبل أن يدخل الحمام المرفق بالغرفة«لو كنت معنا لعلمت بأن الحديث اليوم بيني وبين ندى قليل لدرجة أفزعتني لأول مرة أراها غائبة عني».
نظر عمران لأخيه وهو يغلق باب الحمام خلفه، مضيقا حاجبيه، يتسائل داخله(هل حقا كان غائبا عنهم، إذن أين كان!؟،تبا هل كان شارد فيها، قلبه بحاجة لتأديب صارم منه، قلبه الذي لا زال يخبط بصدره، يناديه للإطمئنان عليها، لكن بأي صفة!؟).
بعد بعض الوقت كان علي قد انتهى، جلس على الجانب الآخر للسرير، ينشف شعره بالمنشفة، بينما عيناه تحدق في أخيه الممدد على السرير مستندا برأسه على ذراعيه و الذي لم يع بخروجه من الحمام ولا أنه يحدثه منذ وقت،هتف بصوت أعلى«عمران»
التفت له عمران مجفل وهو يعتدل بجلسته على السرير ويقول بحنق«لو تحدثت بصوت هاديء لن أسمعك؟!».
رد علي ساخرا وهو يضع المنشفة جانبه على الكومود وقد شعر بالفعل أنه مرهق بحاجة إلى راحة، فتمدد على السرير وأرخى عينيه قبل أن يقول بخفوت «ناديت كثيرا ولم تسمع، قم أخي خذ دش دافيء، ربما أزاح ما على صدرك! وصفى ذهنك قليلا».
تأمله عمران للحظات طوال ثم زفر طويلا وكأنه كان يحبس أنفاسه لوقت طويل وقام بتثاقل واتجه ناحية الكومود الذي يوجد جانب أخيه، انحنى بتأفف يأخذ المنشفة التي تركها الأخير هكذا بفوضوية، فربما يتحمل تلك الفوضى التي تدور برأسه لكن تلك لا وهمس وهو ينظر لوجه أخيه الناعس«متى تأتي لك ندى ترحمني من فوضويتك؟»،واتجه إلى الحمام كي ينعش نفسه، ربما كان حديث أخيه صادق.
ترك رذاذ المياه الدافئة ينساب على جسده، عله يفيق من غرقه وشروده، أسند راحتي يديه على حائط الحمام، مغمضا عيناه، يحاول الاسترخاء بينما حبات المياه الدافئة كانت تخبط برأسه، ظن بأنه سيفيق لكنه غرق أكثر،عينا سمر الزائغة في سابقة لم تحدث قبل، وجهها الشاحب، صوت بكائها و نحيبها لا يتركه ينسى.
لم يعد اللحظات ولا الوقت الذي قضاه تحت المياه،إلا حين لسعته برودتها، فانتفض يفتح عينيه، يحدق في حائط الحمام بذهول وقد أدرك أنه شرد كثيرا،أحس بنفسه يرتعش فأغلق الماء بسرعة وقام بتنشيف جسده قبل أن يرتدي بنطال قطني أسود وقميص بذات اللون لا يقطع سواده سوى كلمة بلون أبيض على صدره.
ما إن أنهى ذلك، فتح الباب وتوجه حيث توجد غلاية الماء والتي كانت أحد الأشياء التي اهتمت ندى بوجودها هنا رغم عدم وجود مطبخ، جهز فنجان كبير فهو بحاجة للدفء بعدما صعقته تلك البرودة.
وبعد لحظات كان يقف خلف سور السطح يحمل في يده فنجان الشاي، يتأمل القاهرة وهي تلمع بأضوائها ليلا، كانت كنجمة لامعة تضوي بسحر يأخذ القلب،ارتشف القليل من الفنجان ،ثم وضعه على السور وأشعل سيجارة، وضعها بين شفتيه، يمتصها بقوة، وكأنه يأخذ معها كل أفكاره، زفر بحرارة فكان ذاك الدخان الذي نفثه من بين شفتيه أمامه يشوش على المنظر البديع والصورة اللامعة أمامه والتي تنعكس معها طفلة بضفيرتين وغرة فأغمض عينيه يعتصرهما علها تبتعد عن مخيلته لكنها كانت كعادتها صامدة تحارب حصونه تحاول أن تمر منها!.
★★★
صباحا...
تصعد ندى السلم بخطوات مسرعة، وأحيانا تعتلي درجتين مرة واحدة كالطفلة التي ستنال عيدية بيوم عيد، وقفت أمام باب سطح بيتهم وابتسامتها تعلو ثغرها، تضع يدها على صدرها تحاول تهدئة دقات قلبها، حتى لا ينتبه لها علي فيظنها بلهاء، ولو يعلم بأنها تفعل هذا كل مرة يبعثها عمها كي تنادي عليه لتناول الطعام لتأكد من جنونها، رسمت الهدوء على خطواتها، وضبطت وشاحها على رأسها فربما قابلها عمران أولا وعند هذه الفكرة ثقلت حركتها، فعمران دائما ما يلاحظ بلاهتها تلك؛ فلا يرحمها من مزاحه.
همست بصوت خافت وهي تقترب لوسط السطح «علي،علي»
إلتفت يد علي حول خصرها من الخلف جعلتها تشهق بينما يديرها له دون أن يتركها؛ يتأملها بعشق حيث فستانها الهادىء بلون الشيكولاتة الذي ينسدل عليها باحتشام وحزام يتوسطه بذات اللون بينما ترتدي طرحة تليق عليه تلتف حول وجهها القمري ثم قال بعشق «قلب علي»
ازدردت ريقها تتعلق بملامحه الحبيبة بينما تحس بيديه يلتفا حولها بإحكام، نبضات قلبها تدق لاهثة كأنها في سباق والتي تحاكي دقات قلبه، شفتاها الورديتان احمرتا من خجلها وهمست بخفوت«اتركني علي»
تنهد بصوت عالي وهو يقرب وجهه منها قبل أن يقول بصوت أبح«كيف أفعل وأنا منذ الفجر لم أنم شوقا، أنتظرك كي تأتي لتناديني، زوجتي الحبيبة؟»
حاولت التملص من بين يديه دون أن تفلح فزفرت تلفح وجهه بأنفاسها الخجول بينما تتعلق بوجهه الذي لم تستطع إظهار غضبها له، ثم قالت بينما تضع راحتي يدها على صدره كي تبعده هامسة باستحياء «لست زوجتك بعد»
غمز لها يشعر بنبضات قلبه تكاد تخرج من بين ضلوعه قبل أن يجيبها «ومن قال بأنكِ لستِ زوجتي ندى قلبي، أمام الله والقانون أنتِ حلالي»
قالت بترجي«علي..»أجابها بمكر«عيون علي،اطلبي عمره ولا تطلبي أن تبعدي لحظة»
رفعت راحة يدها على شفتيه كي يصمت وقالت معاتبة«لا تقل ذلك علي، سلم الله عمرك»
قُبلته الدافئة على باطن يدها المرتاحة على شفتيه أجفلتها فسحبتها جانبها تقبض عليها كأنها تحتفظ بها؛ تشعر بوجنتيها تشتعلان ، بينما هو قال بوله متعلقا بملامحها « وسلمك الله لي ياروح علي» ثم تنهد بعمق قبل أن تلفحها أنفاسه الدافئة وتابع «يا حظك يا علي، رزقك الله بزوجة تعشقك»
همست وهي تطرق وجهها عنه «اتركني أنزل ياعلي، عمي...»
«عمك لا يبعث سواك، لأنه يعلم بأنكِ الوحيدة التي لها حق الإقتراب هنا»قالها علي وهو يقترب أكثر منها،عيناه تعانقها،كم تمنى لو تذوق تلك الشفتين، وتساءل داخله؛ كيف هو مذاقهما؟، قُبلة واحدة تبرد نار شوقه قليلا،ازدرد ريقه وهو يتأملها بشغف وعينيه لا تغادر شفتيها،اقترب أكثر منها، أغمضت عينيها بقوة ؛ تحس بقربه المهلك لها؛ والذي قد يجعلها ترخي حصونها، ارتجفت خجلا، هامسة بتوتر«لا تفعل هذا ياعلي»
ازدرد ريقه بينما يرفع يده يحدد شفتيها بإصبعه، يشعر برجفتهما فيزداد شوقا، تلك الحرارة التي تسري في أوصاله تجذبه لكي يبردها بطعم شفتيها!، صوتها المتحشرج يعيده من غرقه به حينما أعادت كلماتها بهمس مترجي «لا تفعل؛ كلها أيام ونصبح في بيتنا..» تراجع بوجهه عنها يحاول كبح جماح عاطفته المشتعلة، لكن تبا لذاك الشوق؛ الذي لا يرحمه، يداه لا زالت تطوقها بإحكام، أنفاسه تلهب وجهها بنار شوق، أنفاسها تعلو وتهبط بينما تفتح عينيها بتمهل لتتلاقى مع عينين كالليل تنعم فيهما براحة، بينما هو تمنى لو غرق في عسل عينيها.
صوت نحنة خشنة أخرجتهما مما هما فيه ،فك علي طوقه عنها بحركة سريعة بينما هي لم تلتفت على الصوت الذي تعرفه جيدا، وبخطوات أسرع مما جاءت بها كانت تخرج من السطح.
حك علي خلف رأسه بينما حاجبيه يرتفعان بخجل،قبل أن يقول «منذ متى وأنت هنا؟»
هز عمران كتفيه ووضع يديه في جيبي بنطاله الجينز الأسود في حين ذلك يتقدم بتمهل تجاهه ليقف أمامه مباشرة ثم قال في هدوء، بينما عيناه تتأملان ملامح أخيه الذي يجاهد أن تعود لثباتها«منذ ثواني معدودة يا أخي،لكن...»
تنبهت حواس علي وهو يرفع وجهه لأخيه والذي رغم أنه توأمه إلا أنه يزيد عنه طول بينما عمران تابع«علي، مكالمة هاتفية واحدة من عمي تكفي لأن ننزل، أو حتى دون شيء لأننا نعلم بأنه وقت الفطار»
صمت لحظة بينما علي ينتظره كي يكمل فأضاف قائلا «لكن عمك يرسل ندى لعلمه بسعادتها إثر ذلك، فلا تدعه يندم»
قال علي مدافعا وقد تقوس حاجبيه وتغضنت ملامحه القمحية «ندى، زوجتي يا عمران»
رد عمران بابتسامة هادئة«وهل انكر أحد ذلك؟، لكن لا زالت ببيتها، فتحكم قليلا بمشاعرك، فإن أفلتت لن تستطيع دفع جماحها، كلها أيام وتصبح ندى في بيتك؛ حينها يغلق عليكما باب وقلبك مرتاح البال»
أطرق علي بوجهه قليلا بينما عمران أخذه تحت ذراعه وتحركا تجاه الباب ثم قال يزيل خجله«يا علي هي زوجتك وحقك ،لكن فقط للأمان، والأمانة»
رفع علي وجهه بتساؤل فرفع عمران حاجبيه قبل أن يرد على تساؤله الذي لم يغادر شفتيه «أخي هي زوجتك ولا يوجد حرام بتقربك منها بل هو حلال ، لكنها لا زالت في بيت عمك، وعاطفة الرجل وشوقه قد يغلباه؛ وقتها مع شوقها لك قد يتخطى الأمر مجرد قُبلة، فأرجوك تريث أخي».
خجل رجولي يليق بوجه علي ارتسم على ملامحه، يطرق برأسه متفهم حديث أخيه، ليربت الأخير على ظهره وهما يهبطان السلم قائلا بمرح يحاول أن يدير الموضوع« مؤكد طبق الفول بانتظارنا، أسرع يارجل»
★★★★
تقف سمر صامتة في وسط المطبخ بينما عينيها تحدقان في الاشيء، وكأنها لا زالت في غيبوبتها، بينما ندى كانت شاردة بصباحها الحلو، بقرب علي الذي يعطيها من حنانه ويبعثر مشاعرها، رفعت راحة يدها التي لامستها شفتيه، تنظر لها بوله وعشق واضح ،تأوهت بخفوت تقرب يدها من شفتيها وتقبلها، هامسة بخفوت«أحبك يا علي، شوقي لك يزداد كل لحظة».
لكن صوت نحنة عمران تصدح في عقلها مما جعلها تضع يديها على خديها المشتعلين ، هامسة بخجل «أين أذهب أنا الآن؟، يا إلهي، عمران ماذا سيقول عني؟» هزت رأسها بهدوء قائلة بهمس «زوجك يا غبية وعمران ليس بعقل صغير اهدئي»، ثم سحبت نفسا عميقا تعيد ثباتها، نافضة عنها ما يجول بخاطرها، عاد انتباهها إلى طعام الفطور الذي تجهزه، همهمت راضية وتحدثت بحماس بينما تتذوق من الطبق أمامها «وها هو طبق الفول بالزيت الحار الذي سيأكل علي يديه ورائه قد جهز»صمتت لحظة؛ مضيقة عينيها، تنظر إلى سمر التي كتفت يديها على صدرها وكأنها جاءت للإشراف !فهتفت بها«جهزي السلطة يا سمر» ثم أشارت برأسها لطبق الفول بيدها وأضافت«سأضع هذا الجميل على الطاولة، وأعود لأخذ السلطة»
بخطى هادئة جدا، اقتربت سمر من الحوض، تأخذ الطماطم من الطبق كي تغسلها،قبضت على حبة الطماطم بيدها وكأنها أمسكت حرامي، غارقة بأفكارها، تائهة بمشاعر داخلها، لا تعلم ماهيتها، كأنها لا زالت أمام أحمد يوبخها، وهي تتملص من إجابات حتمية سيأتي يومها، قطرات حمراء تتساقط من بين راحة يدها، تنظر لها ولا تراها.
انتزعها من غيبوبتها صوت رجولي خشن«الطماطم تترجى الرحمة ابنة عمي»
أجفلت سمر وانتفضت بوقفتها، تلتفت إلى الواقف مستندا على باب المطبخ، ينظر لها بتسلية،ربما!، هي لم تفهم نظرته فهو دائما بارع بإخفاء ما يعتمل داخله،ربما حتى لم تفهمه يوم، أيمزح معها، أم يكرهها!؟، عادت تنظر ليدها التي كانت لا زالت قابضة على حبة الطماطم،فاقترب عمران بخطى متمهلة للثلاجة وفتحها ليأخذ زجاجة ماء وأشار إلى يدها قائلا قبل أن يخرج من باب المطبخ«ارحمي المسكينة،كفى»
نظرت إلى حبة الطماطم بيدها وهمست بخفوت وهي ترفع عينيها تنظر لظهره «مسكينة؟!» قبل أن تلقي بحبة الطماطم في الحوض بمائها الأحمر الذي رأته كدماء؛ جعلت جسدها تسري فيه قشعريرة غريبة،كما فعلت تماما بقلبها الذي يتألم كأن هذه دماء خدوشه التي لا يراها أحد سواها!.
حول منضدة الطعام كانت ندى تتحرك بخفة، ترتب الأطباق وتضعها برواق بينما تحاول أن لا تلتقي عينيها مع عمران خجلا منه ولكنه كان شاردا يجلس مطرق الوجه لا يلتفت لأحد، في حين ذلك وجهها كان يشتعل بحمرة لذيذة كلما شعرت بعلي ينظر لها، تلوح على شفتيها بسمة تحاول منعها بينما الأخير يتابعها بوله يتمنى لو تذوق طعم بسمتها تلك!، أخفض عينيه عنها، يهمس داخله، «فلتت مشاعرك يا علي!!، يارب متى يمر الوقت!؟»، تنهد بصوت عالي وصل لندى التي كانت لا تزال واقفة فرفعت وجهها المتورد له تلقيه بشوق أكثر، ازدرد ريقه قبل أن يسحب الكرسي جانبه ويقول لها «تعالي ندى اجلسي هنا، لقد جهزتي كل شيء؛ هيا لتأكلي»
خفضت ندى وجهها، بينما تتحرك ناحيته ،تجلس حيث أخبرها فضحك عمها وهو يخرج من غرفته يسير تجاه المنضدة؛ يلقي الصباح عليهم قبل أن يسحب الكرسي الموجود على رأس طاولة الطعام التي توجد بأحد أركان بهو البيت، وقال برواق قبل أن يقعد «عليك أن لا تتخلى عن تدليلك لابنتي أبدا علي، حتى بعد الزواج»
نظر لها علي بود واضح وقال بينما يلتفت إلى عمه«ندى في العين عمي، فلتتدلل كما يحلو لها»، هز صلاح رأسه برضا ثم نطق بالتسمية قبل أن يمد يده يأخذ قطعة خبز يتناول بها من طبق الفول الذي نال استحسانه فقال برواق« طبق فول يشرح القلب من يد ندى بيتنا».
بينما سمر جاءت بخطوات ثقيلة، تغتصب بسمة على شفتيها ثم سحبت الكرسي على يمين أبيها والمقابل لكرسي عمران الذي وكأنه تكفل بمراقبتها وتفحصها! ، أما هي فشردت بينما تتلاعب بيدها بمفرش الطاولة ولم تأكل شيء، على رجلها يتوسد هاتفها، أما يدها الأخرى تمسك قطعة خبز لم تقربها لفمها،صوت أبيها انتشلها من شرودها قائلا«سمر، كلي يا ابنتي،لم هذا الشرود!؟هناك شيء يضايقك،أم لا زلت متعبة؟»
هزت سمر رأسها نافية وحشرت لقمة الخبز كلها بفمها دون تركيز، فغصت في حلقها، انتفض أبيها يعطيها ماء، شربت تبتلع ما دسته بحلقها، تسعل بشدة بعدما ابتلعتها بينما يد أبيها الحنون تربت على كتفها، رفعت يدها تمسد عنقها الطويل تتبادل النظرات مع ثلاثة أزواج من العيون تنظر لها بقلق بينما تهمس داخلها« تزهق روحك بقطعة خبز، أفضل من تلك النار الدائرة بروحك».
قال أبيها بحنو بينما يتأملها بقلق«أنتِ بخير الآن سمر؟»
ابتسمت له قائلة«بخير أبي لا تقلق، كنت جائعة ولم أع وأنا أكل»
أومأ أبيها بتفهم ثم قال يناكفها بما يليق بوقاره« لن نأخذ الطعام من أمامك!، كلي بهدوء فأنا بحاجتك»
كلماته كان تحمل حنو وعتاب وقلق يلقيها بكل تلك المشاعر التي تحس وكأنها لا تستحقها، تبسمت له بصدق فيما تقول «لا تقلق أبي، دوما أنا بخير طالما تمد يد العون لي».
تنهد صلاح قبل أن يقول«سلمك الله لي يا قلب أبيك»، في خلال ذلك عاد كلا منهم لاكمال طعامه بينما هي حاولت نفض كل حروب أفكارها التي تتعارك داخلها وتابعت الأكل وكأن شيء لم يحدث، بينما عينا عمران تتابعها في صمت، يتمنى لو علم ما حدث لها وما يجعلها هكذا منذ البارحة.
صوت رسالة من أحد التطبيقات صدح من هاتفها، رفعت الهاتف أمام عينيها وارتسمت على ملامحها بسمة واضحة ،لم تفت ندى التي كانت هي الأخرى منتبهة لها ،ولم تفت عمران الذي تعجب تبدل حالها،رمقها بنظرة متساءلة ،فلقد تغيرت بطريقة مدهشة،أطرق برأسه ثم عاد ينظر للجميع، يرى كلا منهم مشغول بالطعام إلا هو وندى انشغلا بها!.
اتسعت بسمة سمر أكثر وهي تقرأ الرسالة [لقد وصلت لأرض الوطن، قريبا جدا نلتقي].
وقفت سمر بابتسامة رائقة واستأذنت بصوت سريع يحمل من السعادة الكثير فيما تقبض على هاتفها بفرحة عارمة وتركتهم بخطى سريعة، أطرقت ندى برأسها وقد علمت ماهية باعث الرسالة، بينما عمران عاد لطعامه حيث تكهن بأن سر تلك البسمة خطيبها، ربما كانت غاضبة ليلة البارحة وصالحها!. همس داخله وهو يرتشف بعض الماء«أسعدك الله ابنة عمي!»
يتبع ..💜💜


على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t479878-6.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-01-21 الساعة 11:11 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس