عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-21, 01:05 AM   #137

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 59

"عندما لا يستطيع الشيطان أمرا ينتدب امرأة"
-مثل روسي-


كان الطقس شديد البروده والسماء صافية لا تُنذر بهطول أي أمطارٍ أو ثلوج ..
غربت الشمس ولم يتبقى سوى هذا اليوم قبل عودتهم غداً برفقة والدتهم الى ستراسبورغ ..
أرادت كايري أن تُنفذ آخر خُططها لهذه الزيارة حيثُ إستأجرت كوخاً في الغابة ليقضوا الليل فيه ..
كان متوسط الحجم بثلاث غُرف نومٍ ومطبخ أمريكي على صالةٍ واسعه تُدفئها نيران المدفئه التي تتوسطها ..
ومن الخارج مساحةٍ شاسعه تحدُها أسوار خشبيه تحسُباً لأي حيوان قد يجتاز أسوار منطقة الغابة هذه المُخصصه للسياحه ..
ترتدي ملابس ثقيلة ومع هذا وضعت على كتفيها بطانيةً وبدأت تمشي لوحدها في هذه المساحة الفارغة سارحة البال في كُل الأمور التي تشغل تفكيرها الفترة الماضيه ..
حيثُ بدأت بتلك الإشاعة وما حدث لها بالكُلية ونظرات زُملائها ومن ثُم الدكتور الذي يُدبر لها مكائد ليُضعف موقفها تماماً وبالأخير الفتاة وما أرسلته لها ، تُفكر حتى بحديث آندرو الذي يخصه ويخص علاقاتها وطريقة تدبرها للأمور ، تُفكر بالماضي والحاضر ..
الكثير من الأمور التي جعلت الدقائق تمر دون شعور ..
جائها صوت خالتها تقول: إيلي ..
توقفت إليان عن المشي ونظرت خلفها حيثُ تقدمت كايري ومشت بعدها بجوارها تقول: ماذا تفعلين بالخارج طوال هذه المُده ؟
صمتت إليان قليلاً قبل أن تُجيبها: أُفكر ، فقط أُفكر ..
كايري: بالإختبارات ؟
إليان: تقريباً ..
تنهدت كايري تقول: يبدو بأني فشلتُ في إزاحة توترك بشأنها ..
إبتسمت إليان تقول: هيّا لا تُحبطي ، لقد فعلتِ ماهو كافٍ ، أنا فقط أُفكر بأمور بسيطه ، لستُ مُتوتره بشأنها ..
إبتسمت كايري ولم تُعلق وبعد فترةِ صمت سألتها بهدوء: هل هُناك شجارٌ لا أعرف عنه ؟
عقدت إليان حاجبها لتقول كايري: بينكم وبين ريكس ..
نظرت إليان الى الأمام وهي كانت واثقه بأن خالتها ستُلاحظ الأمر دون شك ..
ولكن لم تتوقع أن تسأل عن هذا ..
أجابتها إليان بهدوء: كلا لا يوجد ، ريكس مشغول البال في الآونة الأخيره لذا دائماً ما يبقى وحيداً ..
كايري بهدوء: لستُ حمقاء يا إليان ..
إتجهت الى الكُوخ مُكمله بإبتسامه: لا تبقي طويلاً بالخارج فالبرد شديد ..
شعرت إليان بذنبٍ كبير إزاء كذبتها هذه ..
ولكن ماذا كان بوسعها القول ؟
أجل ؟
وإن سألتها عن السبب ؟
هي لا تُريد إخبار أحد عنه ، يكفي بأنه في لحضة ضُعف أخبرت إدريان وبسبب هذا تشاجرا !
لا تُريد أن تكون سبباً في شجار أحدٍ معه ..
كونه مُجرماً أو قاتلاً هو شيء مُرعب ويُخيفها حتى هذه اللحضه ولكن هذا لا يعني بأن تُخبر الجميع بشأنه ..
راضيةً بأن تحتمل هذه الحقيقة في قلبها ولكن لن يُرضيها أن يخافه الناس ويبتعدون عنه ..
عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت رين وهمست: لحضه ، حوارنا في غرفة التلفاز ؟ أضنني تماديتُ وأخبرتُها صحيح ؟
تنهدت وهي لا تتذكر بالضبط ..
وإن يكن !
ليس وكأنها ستظهر في حياتهم مُجدداً ..
تنهدت مُجدداً هامسه: ماذا بشأن الخالة كايري ؟ هل أعتذر لها ؟ وإن سألتني حينها عن سبب الشجار ماذا أقول ؟
فكرت قليلاً لتُقرر بألا تُخبرها ..
وبدلاً من أن تعتذر ستُثبت لها بأنه لا يوجد شجار أصلاً ..
تُحب خالتها وتعلم كم أن خالتها تُحبهم ، إن علمت بوجود شجار فستحزن لفترةٍ طويله ..
إنها لطيفه وذات قلبٍ هش ورقيق ..
لا تُريد لها الحُزن بتاتاً ..
إلتفتت وعادت بهدوء الى الكوخ ..
دخلت لتجد ريكس يجلس على أريكةٍ مُريحة بلون الكاكي يُطالع الهاتف وأمامه كوب قهوةٍ ساخن وبالمُقابل خالتها التي جلست بالقُرب من قطتها لتُطعمها ..
فقط هذان الإثنان ..
جلست على أريكةٍ أُخرى ماظرةً الى ريكس وهي تتسائل ما إن كان لا يزال يلعب تلك اللُعبة أو أن أمراً آخر يشغله ..
تتسائل فحسب وراضيةً بهذا التساؤل فهي حتماً لن تتصرف بطريقةٍ مُخجله كما فعل إدريان هذا الصباح ليُرضي فضوله ..
ما إن فكرت بهذا التفكير حتى خرج إدريان من غُرفةٍ بابها يقع خلف ريكس ..
تقدم وهو يرمي نظره خُلسةً الى هاتف ريكس ليُكشر بعدها دليل رؤيته للعبة ذاتها ..
نظرت إليان إليه وهو يجلس بعدها وهمست: واااه لا زال يتصرف كالأطفال ..
نظر إدريان إليها عندما أحس بهمسها يقول: ماذا قُلتِ عزيزتي ؟ "أُحسدُ لكوني أملك أخاً بهذه الوسامه" ؟ أضُنني سمِعتُك تقولينها !
إبتسم بعدها حيثُ كان يلبس قميصاً أبيضاً بدون سترةٍ ولا معطف وكأن الجو بالخارج مزحةٍ ليس إلا ..
تجاهلت إليان إبتسامته وثقته المُفرطة هذه ونظرت الى خالتها التي تقدمت وجلست بالقُرب من إدريان تقول: إيدي لما لا تُدفئ نفسك ؟
إبتسم ومد يده يحتضنها قائلاً: حُضن خالتي يكفيني عن ألف معطف ..
ضحكت له بينما جذب إنتباهه كون إليان تُغطي نفسها بباطنيةٍ صغيره ..
سألها: تشعُرين بالبرد ؟ هل أزيد نِيران المِدفئه ؟
هزت رأسها نفياً فنظر إليها قليلاً ثُم نظر الى الكوب الساخن لفتره ..
إبتسم ووقف آخذاً إياه من أمام ريكس وجلس بجوارها يُقدمه لها قائلاً: إذاً دفئي نفسك من الداخل ، هيّا عزيزتي ..
دُهشت وعندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها إدريان: هو في عالمٍ آخر صدقيني لا يعرف ما يحدث حوله وسنُعيد له الكوب فارغاً وعندما يكتشف ذلك سيضن نفسه قد شربه دون شعور ..
علق ريكس بهدوء: لستُ أحمقاً ..
فُجع إدريان لدرجة أن الكوب إهتز وعندما حاول السيطرة عليه سقط من يده أرضاً وتناثرت القهوة على الأرضية الخشبيه ..
تنهدت إليان هامسه: أحمق ..
بينما إنزعج إدريان ورفع رأسه الى ريكس يقول: لقد فاجأتني !!! لما الآن من بين طيلة اليومين تكون مُنتبهاً هكذا ؟ هذه نذاله !
لم يُعلق ريكس وعاد الى هاتفه بينما إدريان إنحنى بمنشفةٍ بيضاء يمسح الأرضية بعدما أحضرتها خالته وكادت ان تمسحها هي عنه ..
جلست عندما رفض ونظرت إليه لفتره قبل أن تنظر الى ريكس ، إنتبهت إليان لنظراتها فوقفت وإتجهت الى آلة القهوه تقول: إسبريسو ؟
رفع إدريان رأسه إليها يقول: كلا أُريد كورتادو إن وجدتِ ..
نظرت إليه تقول: لم أسألك ..
رفع ريكس عينيه إليها بعد إجابتها ليجدها تنظر إليه ، تحدث بعد ثوانٍ من الصمت: أجل ..
وقف إدريان ووضع المنشفة على طاولة المطبخ ينظر الى إليان بتعجبٍ من تصرفها ..
هُناك خطب دون أدنى شك !
تنهد وتقدم منها ينحني مُتكئاً على الدولاب الخشبي بقرب آلة الكبسولات: لما عزيزتي غاضبه مني ؟ لما ترفضين أن تُقدمي لي قهوةً وأنا الذي خاطرتُ بنفسي وسرقتُ قهوةً لأجلك ؟! هذا يُحطم قلبي ..
أجابته وهي تُحاول فتح العُلبة التي بالخلف لتُعبئه بالماء: ولما تلتجئ للسرقة من أجلي ؟ وأيضاً في الأيام الباردة أُفضل القهوة البارده كي أوازن درجة حرارة جسدي الداخليه مع الخارجيه ..
أبعد يدها وساعدها بفك العُلبة وبدأ يملؤه بالماء وهو يقول بملل: الهُراء بكون البارد يُدفئ أكثر من الساخن ! أرجوك لا تُعيديه على مسامعي ..
ركبه لها من جديد فبدأت بصُنع القهوة وهي تقول بلا مُبالاه: كما تُريد رُغم أنه لا ضير من التجرُبه ..
ضغطت الزر وبدأ الكوب يستقبل القهوة المُره وبقي الوضع صامتاً لفتره قبل أن يسألها بهدوء: هل من خطب يحدث معك ؟
رفعت عينيها إليه تقول: ماذا تقصد ؟
أشار بنظره الى القهوة فحملت الكوب حالما إنتهى وهي تقول: لم أفهم ما تقصد ..
ومن ثُم غادرت من أمامه ووضعت الكوب أمام ريكس وهي تتمنى أنه بهذا التصرف البسيط يرحل كُل الشك من قلب خالتها ..
في حين تقدم إدريان وجلس في مكانه يُراقب إليان وهو لم يتجرأ على سؤالها بشكلٍ مُباشر ..
فمُنذ ذلك اليوم الذي أخبرته بخصوص ريكس طلبت منه أن ينسى الأمر بتاتاً !
هو ليس أعمى ! يراها وهي دائماً ما تقوم بتجنبه ولكن لم يتدخل إحتراماً لرغبتها ..
والآن إجابتها على سؤاله بعدم الفهم دليل على أنها لا تزال ترفض التحدث في الأمر بتاتاً ..
ولكنه يُريد التدخل !!!
يُريد على الأقل فهم سبب تصرفاتها !
بالأمس تُقدم الشاي الساخن والآن القهوه !
هل بدأت تُسامحه أو ماذا ؟
إنتبهت إليان لنظراته المُتفحصه فتنهدت وتجاهلته وهي تسأل خالتها: أين أُمي ؟
أجابتها: خرجت لتُجري مُكالمةً مُهمه ..
هزت راسها وبعدها سحبت جهاز التحكم وبدأت تُقلب في القنوات التلفزيونية..
ما إن شاهد إدريان عروض أفلام بالتلفاز حتى إلتفت على خالته يقول: خالتي تفحصي وجهي ، ألا زال هُناك أثار تدلُ على شجاري مع أحدهم ؟
إبتسمت ووضعت يدها على خده تقول: بل أنت بالغ الوسامه ..
إدريان: أعلم وهذا لا شك فيه ، ولكن ركزي على الأثار ، هل تُلاحظين شيئاً ؟
بدا صوته مُحبطاً جعل الخالة تتردد فهي لا تُريد أن تقول له أجل وتزيد من إحباطه ..
إبتسمت ومسحت على خده تقول: أنتَ وسيم بأي مظهرٍ كُنت ..
تنهد إدريان وهمس: شُكراً لك على لُطفك خالتي ، وصلتني إجابتك الموجعه ..
بعدها تنهد مُجدداً بصوتٍ مسموع وهو يرجع بجسده الى الوراء مُسترخياً وينظر الى السقف مُعلقاً: دوري بالفيلم أصبح بخطر ، ماذا أفعل ؟
لم يصله أي تعليق سوى يد خالته التي ربتت على رجله وكأنها تطلب منه التماسك ..
إبتسم رُغماً عنه ولم يُعلق ..
بقي الجو هادئاً لفترةٍ قبل أن يُعيد إدريان رأسه الى الوضع الطبيعي وهو قد أصبح مُنزعجاً بما فيه الكفاية منه !!
من ريكس !
نظر إليه يقول بإنزعاج: ما خطبك بحق الله ؟!!
نظر الجميع إليه في حين شعرت إليان بالضيق فهاهو إدريان سيتشاجر معه ويُفسد مُحاولتها في أن توهم خالتها بأن كُل شيء على ما يُرام ..
لم يُعلق ريكس بل إكتفى ينظر إليه وكأنه يسأله ما خطبه فجأه يسأل مثل هذا السؤال بهذا الشكل ؟
أشار إدريان الى الكوب يقول: تتعنى إيلي لأجلك رُغم أنها تجلس ككرة صوف من شدة البرد ومع هذا تعنّت لك وصنعت كوب قهوةٍ لأجلك وها أنت تتركها تبرد دون أن ترتشف رشفةً واحده !
دخلت جينيفر في هذا الوقت على حديث إدريان وتقدمت بهدوء تنظر إليهم في حين علق ريكس نظراته في إدريان قليلاً قبل أن ينحني ويُنهي الكوب في رشفةٍ واحده ..
وعاد بعدها على إسترخائه ذاته يُطقطق بهاتفه ..
ضحك إدريان ضحكة قصيره ليهمس بعدها: سيُسبب لي الجنون !!
نظر الى ريكس مُستنكراً وهو يُكمل: من يشرب الاسبريسو برشفةٍ واحده هكذا ناهيك عن كونها أصبحت بارده ؟!! هل تُحاول التسبب لنفسك بالغثيان ؟
ريكس: لما أنتَ مُنزعج ؟
إدريان بإستنكار: أنا ؟!!!
اكمل بعدها: لستُ مُنزعجاً ولكني أكره من لا يُقدر تعب الآخرون !
ريكس: قدرتُ هذا وشربتُ القهوة حتى وهي بارده ، من المُفترض أن يتوقف إنزعاجك ..
إدريان: كلا لن يتوقف فأنت شربتها لتُسكتني وليس لأنك تُقدر هذا !
ريكس: سهوتُ عنها ليس إلا ، ولو أردتُ إسكاتك لتحدثتُ وأسكتُك فلما تتصرف وكأني قد أخاف منك ؟
إشتط إدريان من الغضب وقبل أن يتحدث قاطعه ريكس يقول: كُف عن إفتعال المُشكلات بسبب أمورٌ تافهه قديمه أنت المُخطئ فيها ..
وبعدها وقف وغادر الكوخ دون حتى أن يأخذ معه أي معطف ..
أشاح إدريان بنظره منزعجاً فلقد اصاب ريكس بكلامه ..
هو فقط منزعج منه منذ زمن لذا أي تصرف منه قد يُصيبه بالجنون ..
وقع نظره على إليان التي كانت ترمقه بنظرةِ عِتاب ..
أشاح بنظره عنها لتقول خالته له: لما فعلتَ هذا يا إيدي ؟ إنه أخاك الأكبر وكان من الواضح بأنه كان شارداً في هاتفه ولهذا نسي القهوه ..
علقت جينيفر تقول: لا عليك الأطفال لا يكبروا إلا عن طريق الشجار ..
نظرت كايري إليها تقول: ولكنهم لم يعودوا أطفالاً يا جيني !
وقف إدريان ودخل الى غُرفته مُغلقاً الباب على نفسه فتنهدت جينيفر وقالت: رأيتِ ؟ لا زالوا أطفالاً ، إن عاتبتِهم إنزعجوا وغادروا كما فعلا للتو ..
نظرت كايري الى الباب تقول: إيدي حساس هذه الأيام ، يغضب لأتفه الأسباب لما ؟
جينيفر: ضغوط عمله ، لا تقلقي لأجله ..
تنهدت إليان ومن ثُم وقفت وذهبت الى غرفته ..
دخلت الى الداخل حيثُ الغُرفة مُظلمه وصغيرة بعض الشيء بسريرين منفصلين وهو كان مُستلقي على أحدها يُغطي وجهه بساعده ..
تقدمت منه وجلست على طرف السرير تقول بهدوء: لا تفعلها لأجلي ..
أبعد ساعده عن وجهه بهدوء ونظر إليها يقول: ماذا تقصدين ؟
إليان: لا تُضايق ريكس بسبب ما أخبرتُك بشأنه ، طلبتُ منك أن تنسى فلما لا تفعل ؟
عاود وضع ساعده على وجهه وهمس: إنه ليس لأجلك ، دعيني لقد داهمني النوم وأُريد أخذ غفوةٍ قصيره ..
إليان: إذاً ما السبب ؟ لما أنت وريكس في شجارٍ دائم ؟
إدريان: مُشكلة قديمة ..
إليان: لا تكذب علي ..
إدريان: أُقسم لك ، إنها مُشكله قديمه ..
بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تسأله بهدوء: هل يُمكنني السؤال عن ماهيتها ؟
لم يُجبها بأي إجابه لا بالقبول ولا بالرفض ..
سألته: هل ... لأن والدي لطالما كان يُفضله عليك ؟
أجابها بعد فترة صمت: كلا .. دعيني أنام يا إليان ..
إليان: أخبرني ..
إدريان بهمس: دعيني أنام ..
إليان: لا تكن أنانياً ، أخبرتُك بكُل شيء يخُصني فلما لا تفعل أنتَ ذلك بالمُقابل ؟
إدريان: كاذبه ..
عقدت حاجبها من إتهامه المُفاجئ وقالت: ماذا ؟!
أبعد ساعده عن وجهه ونظر الى عينيها يقول: أنتِ في مُشكلةٍ بسبب حادثة الغش في كليتك ، لما لم تُخبريني ؟ ألا تثقين بقُدرتي في حل مشاكلك ؟
أشاحت بعينيها بعيداً تقول: إنها مُشكلتي ، أردتُ حلها بنفسي ..
عاودت النظر إليه وأكملت: أصبحتُ في العشرين ، لستُ تلك الطفلة التي لا تعرف كيف تتصرف ، ولستُ تلك المُراهقه التي تحتاج الى من يُرشدها ، دعني أعتني بأموري ، إنها رغبتي وليس لأني لا أثق بك ..
إبتسم لها ثُم قال: حسناً إن كانت رغبتك ، إذاً .. ماذا فعلتِ ؟
صمتت إليان لفتره قبل أن تقول: أحضرتُ مُحامياً ليُدافع عني ضد هذا الإتهام وأتهمتُ كُل المدرسة بمُحاولة توريطي ..
إدريان: كان عليك أن تكتفي بطُلاب صفك أو بمن تعرفين أنهم يُكنون لك مُشاعر سيئه ..
إليان: لا أُريد ، على جميع الألسن أن تخرس ، على الجميع في المُستقبل أن يُفكر ألف مرة قبل أن يُحاول أن يضرني بشيء ! لم أستثني أحد ، جميع الطلبة والطالبات وحتى العاملين والمُدرسين و ....
قاطعه بصدمه: ماذا ؟!!
تنهدت وهي تعرف ما سيقوله في حين قال هو: هل أنتِ جاده ؟!! حتى مُدرسيك يا إيلي ؟! أتُريدين أن تصنعي البغض في صدورهم تجاهك ؟ لن يُمكنك النجاح بتفوق هكذا !
إليان بهمس: لا يهمني ، سأبذل جُهدي و ...
قاطعها إدريان: لا تُحاولي أن تُناقضي نفسك ، واثق بأنك تعرفين بأن العلاقة الطيبة مع المُدرسين هي ما تجعل حياتك الدراسيه طبيعيه وسهله ! أجل أنتِ مُتفوقه ولكن ماذا لو كرهك أُستاذ ؟ أتعتقدين بأنه لا يُمكنه أن يضرك بشيء ؟ إنقاص درجاتٍ في المُشاركه أو إيجاد أتفه الأخطاء في إجابتك وتضخيم العلامة المخصومه ! ألا تعين ماذا يعني أن توجهي تُهمةً الى أُستاذ ؟ يعني بأنك تضعين في ملفه الوظيفي عبارة "مُشتبه به" ، حتى لو ظهرت برائته فلقد أفسدتي ملفه يا إليان ، وهذا أمر يستدعي الكُره والحقد !! هذا ليس بصالحك ..
نظرت إليه إليان لفتره قبل أن تهمس: نصحتني جيسيكا بخصوص الأمر ، حتى آندرو فعل ولكن ...
بدت مُتردده فقال: أنهي الأمر ما دُمتِ تستطيعين ، أعلم بأن أكثر ما يهمك ليس إيجاد الفاعل بل إخراس الألسن وإستعادة سُمعتك .. ولكن هذا تصرف مُبالغٌ فيه ..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول: حسناً ماذا لو قُلتُ لك بأني عرفتُ الفاعل ولكن لا دليل على ذلك سوى إعررافه لي ؟ ماذا لو قُلتُ أنه أحد الأساتذه ؟ دكتور كبير بالكُلية فكيف سأُثبتُ التُهمة عليه إن لم يقم المُحامي بعمله و....
قاطعها: إتهميه ، هذا سهل ! وجهي أصبع الإتهام له مُباشرةً وقولي مافي جُعبتك ، لن تتضرري إن لم يستطع المُحامي إيجاد دليل ..
إليان: ولكن الأمر قد ينقلب علي في الأخير ! هذا الدكتور قد أخذتُ علامةً ناقصةً في أحد إختباراته وقد إفتعلتُ ضجة لأجلها وكُل من في صفي شهد على ذلك ، إن إتهمتُه مُباشرةً فسيضنون بأنها طريقةً خبيثة مني لكي أنتقم منه ! وعدم وجود دليل سيُثبت لهم توقعاتهم ..
إدريان: إليان لا تُفكري بسلبيه ! إتهميه مُباشرةً والمُحامي حينها سيتفرغ له بالكامل ، لا توجد جريمة كامله ، سيجد المُحامي دليلاً صدقيني وأنتِ بالتأكيد لم تستعيني بمُحامي ضعيف صحيح ؟
هزت رأسها بالإيجاب فقال: حسناً ، هذه خطوتك القادمه ، تسحبين إتهامك تماماً وتوجهيه الى هذا الدكتور فحسب ولا تخافي من شيء ، لا من مكانته ولا من شعبيته حتى ، لأن كُل من سيُهاجمك حينها سيعتذر لك لاحقاً عندما تظهر الحقيقه .. فهمتي إيلي ؟
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول: حسناً ، سأُفكر جيداً ..
إبتسم لها وقال: جيد ، والآن هل يُمكنني النوم ؟
نظرت إليه قليلاً قبل أن تقول: هل يُمكنني إستشارتك بشيء ؟
إدريان: وهل تستأذنين ؟
إبتسمت قليلاً ثُم قالت: لدي صديقه ، وقعت في مُشكله وطلبت مُساعدتي ، ولكنها لا تُريد أن يتم التشهير بها ، وأيضاً إختفت تماماً ، لا أعلم كيف أُساعدها دون أن يُكتب إسمها فلا يوجد أي أحد يقبل بشكوى مجهول ! ولا وجود لها لكي أتحدث معها بخصوص الأمر وأُقنعها ، وموضوع أنها إلتجئت إليّ يُرهقني تماماً ..
تعجبت عندما إبتسم فقالت: أنا مُرهقه من هذه المُشكلة بالفعل فلا تبتسم !
ضحك ضحكةً قصيره يقول: آسف آسف ..
بعدها مد أصبعه وضرب به رأسها يقول: هُنا شيء أنتُن فقط يالنساء تمتلكنه ، شيء يُسمى بالمكر يا إيلي ، إستخدميه فليست كُل الأمور تُحل بالقانون ..
بعدها أغمض عينيه وهو يبتسم بهدوء ..
بقيت تنظر إليه بهدوء لفترة طويله ..
إغترت كثيراً بنفسها قائله بأنها ذكيه وكبيره وهي من تتخذ قراراتها بنفسها ويُمكنها حل مشاكلها دون مُساعده ..
الآن إستوعبت أن لا أحد يكبر بُسرعه وأن الإنسان بحاجةٍ الى المُساعده طوال حياته حتى مماته ..
وهو كعادته يُقدم لها المُساعده ..
يبدو وكأنه شخص مُستهتر لا يعرف كيف يحل مشاكله ولكن ... لم تستشيره يوماً في أمر إلا وقد وجد لها حلولاً رائعه لم تُفكر بها من قبل ..
إبتسمت بهدوء قبل أن تنحني وتطبع قُبلةً على جبينه وهمست: شُكراً ..
وغادرت الغُرفة بعدها ..

***
10:24 pm



تجلس فلور بتوتر تام تبلع ريقها بدل المرة ألف مره وهي تنظر الى عمها الذي يجلس أمامها على أريكةٍ مُنفصله ..
منذ جلوسها على الأريكة قبل دقائق والجو هادئ فلقد كان مُنشغلاً قبل حضورها بتصفح الجهاز اللوحي ومُنعقد الحاجبين ..
أنهو طعام عشائهم قبل نصف ساعه تقريباً لتتفاجئ بكونه يطلب منها أن تجلس معه ..
التوتر بداخلها يزداد وعينيها تُراقب وجهه وهي واثقه من كون الأمر مُتعلق بصفحتها الشخصية على ذلك الموقع ..
سُحقاً ، يبدو بأنه حان وقت توبيخه لها ..
ياليتها طلبت من أخاها آلبرت أن يتواجد معها ..
لا بأس ، مسألة وجوده في المنزل حتى وإن كان في غُرفته تُريحها جداً ..
قطعت حبل أفكارها عندما رأته يِغلق الجهاز ويضعه جانباً ..
أخذ كوب الشاي الأسود الساخن ونظر الى عينيها الخائفتين لفتره قبل أن يسأل: لما فعلتِ ذلك ؟
كما توقعت ، واااه هي خائفه للغايه ..
أجابته بتوتر بالغ: ماذا ؟ فعلتُ ماذا لا أفهم ؟
خافت عندما قطب حاجبيه بإنزعاج وأجابته فوراً: طيش ، كان طيشاً وأعتذر لهذا وقد قُمتُ بإغلاق صفحتي وحذفها ، لن تتكرر مُجدداً صدقني ..
آليكسندر: ولما ؟ أي نوعٍ من الطيش هذا الذي يجعلك تستعرضين بجسدك أمام الآخرين ببثٍ على موقعٍ سيء كهذا ؟ هل كُنتِ تبحثين عن الإهتمام وإثارة الإعجاب ؟
هزت رأسها نفياً وبالكاد حافظت على نبرة صوتها وهي تقول: كلا ، كان فـ فضولاً ، وبدا مُمتعاً ، كان تصرفاً خاطئاً مني أنا أعتذر لهذا ..
آليكسندر بهدوء فيه بعض الحده: ألم تُفكري بعائلتك وسُمعتها ؟ الساقطات هُن من يستعرض بأجسادهن في موقع كهذا يا فلور !
تجمعت الدموع في عينيها وهي بحق نادمه أشد الندم ..
أجابته: آسفه ، آسفه جداً ..
آليكسندر: وهل أسفك سيمحي ما حدث ؟
هزت رأسها نفياً وشفتاها ترتجفان فبقي ينظر إليها لفتره فلقد بدا ندمها صادقاً للغايه ..
صمت لفترةٍ قبل أن يقول: أصدقيني القول ، هل تُريدين أن تُصبحي مُغنية بالمُستقبل ؟
إتسعت عيناها بصدمه ورفعت رأسها تنظر إليه بعدم تصديق في حين أكمل وهو يرى صدمتها: ولهذا دائماً ما تُحاولين إستفزاز إدريان وشتم قدرته وشهرته وعمله ؟
تحجرت الكلمات في حلقها ولم تسطع الرد في حين أكمل: ولهذا غرفتك مليئة بالمجلات الفنيه بشتى أنواعها ..
صمت للحضه ثُم أكمل: لما لم تقولي هذا من قبل ؟ هل ضننتِ بأني قد أرفض هذا ؟ سمحته لإدريان فلما أرفضه عنك ؟
أشاحت نظرها بتوتر بالغ وهي تهمس: صوتي ليس رائعاً كصوته ... قد يسخر مني .... رُبما ترفضون الأمر وخاصةً أن الشهرة في هذا المجال تتبعها الكثير من الشائعات ، بدوتَ مُنزعجاً من الشائعات بخصوص إدريان لذا شعرتُ بأنك لا تُريد تكرار الأمر ..
رفع آليكسندر يده وأشار للخادمه أن تقترب عندما شاهدها مارةً بقربهم ..
ما إن وقفت أمامه حتى قال لها: رتبي عشاءاً لكين وخُذيه الى غُرفته ..
تعجبت وسألت: آخذ العشاء إليه ؟؟!
هز رأسه فتعجبت وغادرت فبالعادة عندما يرفض أحدهم تناول الطعام مع العائلة دون سبب يمنع آليكسندر أن يتناوله لوحده فيما بعد فكيف بأخذ الطعام الى غرفته !
في حين عاود آليكسندر النظر الى فلور وقال رداً على كلامها: "شعرتُ" ؟ لا يحق لك إطلاق الأحكام دون مُحاوله ..
صمت بعدها قليلاً قبل أن يقول: إجتهدي وأدخلي كليةً فنيه وطوري مهاراتك في الموسيقى وحينها ستتحسن عندك النوتات وسيُصبح صوتك جيداً ..
نظرت إليه بدهشه وبالكاد منعت نفسها من الإبتسام في حين أكمل: ولكن عليك أولاً أن تُنضفي ما أفسدته ! إمسحي جميع مقاطعك وجميع الروابط التي تؤدي الى صفحتك في المواقع الأُخرى ، جميع الفيديوهات المُخزنه والصور ، إن كُنتِ جادةً في رغبتك تعلُم الغناء !
قالت بسرعه وبسعاده: جاده ! أنا جادةٌ بالفعل وسأفعل كُل شيء ولن يبقى هُناك أي أثر على وجودي ..
تذكرت بعدها ما نُشر وشعرت ببعض الإحباء والضيق فقال بهدوء: سأهتم بذلك ، عديني فقط ألا تتكرر ..
فلور بعدم تصديق: أعدك أعدك يا عمي ، أعدك بعدم تكرارها أبداً الى الأبد ولآخر يومٍ في حياتي ..!
وبعدها إبتسمت بسعادةٍ بالغه وعقلها يُصور لها الكثير من الأحلام التي ترغب بتحقيقها في هذا المجال ..
لطالما شعرت بالغيرة من إدريان فلقد إمتلك كُل شيء !
الوجه والصوت والشهره ! إنها الأمور التي تحلم بها وتتمناها منذ طفولتها ..
هي سعيدةٌ الآن ..
سعيدةٌ بشكل لم تتخيله مُطلقاً !


صعدت الخادمة الى الأعلى وهي تحمل صحن العشاء ..
طرقت الباب لثلاث مرات وعندما لم يأتيها الرد فتحتهُ بهدوءٍ تقول: مرحباً ، أحضرتُ لك العشاء ..
جائها صوت كين الهامس يقول: لا أُريده ..
تقدمت الى الداخل ونظرت إليه حيثُ كان يستلقي على السرير ويُغطي وجهه بالمخده ..
إبتسمت له تقول: إنه طلب عمك ، أخبرني بأن أُحضر الطعام الى غُرفتك ، من النادر أن يُظهر لُطفه و..
قاطعها وهو يجلس قائلاً بحده: أخبرتُكم بأني لا أُريد تنـ....
توقف عن الحديث عندما رأى وجهها !
هي ذاتها التي تُحضر له الوجبات الخفيفة دائماً ..
العصير والكعك وقطع الشوكولا ..
شد على أسنانه وتملكه الغضب وهو يرمي المخدة خلفه قائماً إليها بشكلٍ أخافها جعلها تخطو خطوة الى الخلف قائله: آسفه سأُعيـ...
لم تكمل كلامها عندما هجم عليها ليُسقطها أرضاً ويسقط من يدها الصحن مُحدثاً الكثير من الجلبه ..
شد على ملابسها وهو يكاد يخنقها قائلاً بغضبٍ وحقدٍ تام: كُل شيء بدأ منكِ أنت ! حقيرة وغدة مثلهم تماماً !! لن أُسامحك ! أُقسم بأني لن أغفر لك هذا !!!
دخل آلبرت مُسرعاً بعد سماعه الصوت العالي القريب من غُرفته ليتفاجئ بكين يُهاجم الخادمة بوجهٍ أحمر من شدة الغضب ..
تقدم بسرعةٍ وحاول تخليصها من كين وهو يقول بحده: ماذا تفعل بالضبط ؟!!
كين وهو مُتشبثاً بها وعينيه مليئتين بالضيق والحقد: أتركني أقتُلها ! لن أُسامحها ، عليها أن تموت !!
بالكاد فك يديه من ملابسها وحينها صرخ على الخادمه: غادري !!
وقفت برعب من نظرات كين المُخيفه وعندما تقدمت لتُنظف ما سُكب صرخ آلبرت عليها بالذهاب وهو بالكاد يُمسك بكين الذي جُن لا محاله !
غادرت الغُرفة بسرعه وكين يصرخ فيها: لا تهربي !!! سُحقاً لك ..!!
نظر آلبرت إليه يقول: هل جُننت ؟! ما الذي تفعله بالضبط ؟!!
شد كين على أسنانه وعينيه الغاضبتين مصوبتان الى الباب حيث رحلت ..
بدأت حركته تهدأ وكف عن مُحاولته بالتملص من يدي آلبرت التي كانتا أقوى منه ..
أشاح بنظره عنه هامساً: أتركني ..
تركه آلبرت وحاول النظر الى وجهه يقول: مابك ؟ بالبداية ترفض النزول لتناول الطعام والآن تعتدي على الخادمه ! لما هذا يا كين ؟
وقف كين مُتجنباً النظر الى أخاه وهو يتجه الى سريره ويستلقي عليه كما كان مُسبقاً ويدفن وجهه بالمخدة هامساً: أُتركني ، أشعر بالتعب وأُريد النوم ..
وقف آلبرت بدوره وتقدم من السرير يقول: لم تُجبني على سؤالي ..
كين بهمسٍ شديد بالكاد يُسمع: أرجوك ، فقط أتركني الآن ..
وبعدها عض على شفتيه يُقاوم رغبته في البُكاء ..
ثوانٍ حتى سمع صوت خطوات أخيه تبتعد بهدوء وبداخله ود لو يطلب منه البقاء ..
ولكنه لا يستطيع ..
حتى طلباتٍ بسيطةٍ كهذه لا يستطيع طلبها ..
أُغلق الباب فبدأت هُنا دموعه بالهطول وجسده يرتجف وهو يُقاوم رغبته بالبُكاء ..
الحياة فجأه أصبحت سوداء في عينيه ..
والمُستقبل أصبح مُخيفاً ..
مُخيفاً بطريقةٍ لم يتخليها قط في حياته !
لا يرى سوى سواداً وحياةً مليئة بالألم والمُعاناة والذل الذي يكرهه أكثر من أي شيء آخر ..
إقشعر جسده حالما شعر بيد أخاه تربت على كتفه وبالكاد أوقف رجفة جسده وهو مصدوم من كونه لم يُغادر ..
لقد ضنه غادر ولكن يبدو بأنه ذهب فقط ليُغلق الباب ..
في حين لم يقل آلبرت شيئاً ..
فقط جلس بجواره وبدأ يربت على كتفه وهو بحق لا يعلم ماذا به هذا الآخر ..
ولكنه واثق من شيء واحد ، بأن كين لن يبكي قط إلا لأمر شديد القسوه ..
وهو مُتردد في سؤاله عن ماهيته !
فما حدث لفرانس وصدمته من تخطيط ريكس كان كافياً ليهزه من الداخل ..
يخاف من أن يكون ما لدى كين أكثر قسوة من هذا ..
لن يحتمل كُل هذه الصدمات في نفس الوقت ..
هو بشر ، ليس قوياً مهما حاول أن يبدو كذلك ..

همس بعد فترة صمتٍ كانت طويله: ماذا هُناك ياكين ؟
لم يُجبه كين بتاتاً ، هادئ من الخارج ويُغطي وجهه بالمخده ..
عاود آلبرت سؤاله يقول: ماذا بك ؟ أجبني ..
لم يُجبه مُجدداً فبقي آلبرت صامتاً لفتره قبل أن يقول: ماذا فعلت الخادمه ؟ هل تُريد مني طردها ؟
لم يُبدِ أي ردة فعل على سؤاله في حين همس آلبرت مُجدداً: حسناً ، لك هذا ، سأطردها ، ماذا أيضاً ؟ لا تُخبرني عما بك ، فقط أخبرني عما تُريده الآن ..
جاءه همس كين بعد فتره: أُريد السفر ، خُذني معك الى لندن ..
عقد آلبرت حاجبه من هذا الطلب الغريب ..
ومع هذا لم يسأله لما ، كين ليس ممن يقول ما لديه إن أرغمه أحدهم ..
رد عليه: لك هذا ، لدي بعض الأمور المُتعلقة هُنا ، يُمكنك في هذه الفترة إنهاء إختباراتك وبعدها سنُسافر الى لندن ..
إبتسم كين بهدوء وهمس بألم: سيكون الأوان قد فات ، إنسى الأمر ..
شعر آلبرت هُنا برغبةٍ عارمه لمعرفة مابه !
نبرته لم تكن نبرة كين التي إعتادها ، إنها نبرة شخصٍ مُحطم تماماً !!
ولكنه واثق بأنها مهما سأل فكين لن يُجيبه ، فللتو حاول سؤاله أكثر من مره ولم يتجاوب معه إلا عندما توقف عن إرغامه ..
أخذ نفساً عميقاً وقال: هل تُريد السفر الآن ؟ لا بأس لدي ..
كين: كلا انسى الأمر ، كانت هذه أنانية مني ..
آلبرت بإبتسامه هادئه: أولستَ أصغرنا ؟ لا بأس بأن تتصف بالأنانيه ..
عض كين على شفتيه يمنع نفسه من البكاء ..
هو حقاً يُحب آلبرت أكثر من أي شيء ..
لا يُريد له الأذى ، سيُجن لو مسه أحدهم بسوء !!
لم يُعلق ولم يرد ولم يقل أي شيء ..
في حين لم يعرف ماذا يفعل آلبرت ، كيف يمكنه جعله يتحدث ؟
هو حتى لا يُمكنه أن يتوقع مابه ! لقد كان طبيعياً للغايه !
هل تشاجر مع أصدقائه عندما ذهب إليهم ؟ هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكنه التفكير فيه فلقد كان طبيعياً تماماً قبل ذهابه ظُهر اليوم ..
ولكنه ليس ممن يتأثر من شجار ! هو ليس بفلور التي تبكي من أمور تافهه كهذا ؟
لقد كان مُختلفاً مُنذ الصغر ، لا يتضايق أو يحزن لأسباب عاديه او تافهه !
حتى أخاه فرانس لم يبكي عليه هكذا ، الأمر أكبر من مُجرد شجار أصدقاء ناهيك عن كونه لا يعلم ما شأن الخادمه كي يُهددها بالقتل ..
لا بأس .. سيتركه لهذا اليوم ..
رُبما إن أتاه غداً يكون على إستعداد ليتحدث ..
سأله لآخر مره: حسناً ، هل تُريد شيئاً ؟
جائه رده الهادئ يقول: لا تتركني ..
حاول آلبرت الإبتسامة وهو يقول: لن أتركك ، إن كُنتَ تشعر بالأرهاق فنم ، سأبقى بجوارك حتى تستغرق في النوم ..
ثُم مازحه مُحاولاً تغير مزاجه: هل أُغني لك تهويده ؟
لم يجد أي ردة فعلٍ منه فتنهد وهو ينظر الى أخاه بإنكسار ..
أخرج هاتفه وأرسل رسالةً قصيرة الى فلور كتب فيها ..
"حاولي أن تعرفي من السائق الى أين أخذ كين هذا اليوم ، إفعليها دون أن يشك عمي بشيء"
ثُم أغلق الهاتف وهو يُفكر بالخادمه ، عليه أن يُفكر بطريقة يُرغمها فيها على الحديث فلابُد من أنها تعلم شيئاً ..

***

10:44 pm



تقرأ جينيفر شكوى الخادمه وهي قاطبةً حاجبيها بإنزعاج ..
ذاك الشقي يُسبب الفوضى ! ألم يُهدده جان بما فيه الكفايه ؟
ما يُزعجها هو كون آلبرت قد شهد على ذلك ..
وهذا الآلبرت أكثر شخص مُزعج بالعائله ، عليها ألا تجعله يُحاول معرفة السبب ..
فهو إن نبش خلف شيء فلن يتركه حتى يعرف كُل شيء بخصوصه ..
سألتها: ماذا هُناك ؟
أطفئت هاتفها وإبتسمت لأبنتها تقول: لا شيء ، مُشكله صغيره في العمل ..
هزت إليان رأسها وسألتها: متى سنعود ؟
جينيفر: غداً صباحاً سنستقل القطار .. هل أزعجك إرغامي لك على الحضور ؟
هزت رأسها نفياً تقول: بالعكس ، لقد إستمتعت ..
إبتسمت لها جينيفر وربتت على شعرها فترددت إليان وهي تشعر بكُل هذا الحنان ..
أرادت سؤالها بخصوص إيدن ، لا تعلم هل سبب إخفائها له كونه نتيجة خيانه أم لأنها تُريد علاجه ..
أرادت سؤالها هل يُعاني إيدن الشلل النصفي أم أنه فقط يُعاني خطب في رجليه ..
فإن كان يُعاني الشلل فلا يُمكنه الشفاء منه ، تُريد أن تطلب منها أن تدعه يخرج الى العالم ويتعايش مع شلله بدلاً من أن يُحبس هكذا ..
على الأقل تأخذه الى دار رعاية ..
ولكنها لا تجرؤ على تقديم النصائح الحساسة هذه لوالدتها ..
كانت صارمةً تلك الليله عندما أخبرتهم بشأنه ورفضت رفضاً تاماً التحدث بالأمر بأي شكلٍ من الأشكال ..
سألتها جينيفر عندما رأت وجهها قد إنقلب فجأه: مابك ؟ هل تُعانين من ألم ؟
حاولت إليان الإبتسامة وهي تقول: كلا .. توتر الإمتحانات ..
وقفت وأكملت: سأتمشى بالخارج قليلاً كي أنسى الأمر ..
رفع إدريان عينيه عن التلفاز عندما رأى إليان تقف مُتجهة الى الخارج وقال: خُذي معطفي إن كان الجو بارداً بدلاً من البطانيه هذه ..
إليان: لا بأس أُحب أن أمشي بها ..
هز كتفه ولم يُعلق فخرجت وتنهدت بعُمق وهي تمشي وتُفكر بإيدن ..
تتسائل ، هل من المُمكن أن يتحسن وضعه أن عرف والدها آليكسندر بوجوده ؟ أم أن الأمور ستسوء كثيراً ..
يؤلم قبلها وجوده هُناك ، حتى الآن مُنزعجة من كون ريكس لم يفي بكلامه ولم يُبعده عن المكان للأبد ..
إبتسمت بسُخريه تقول: أيتُها الجبانه ، لا يُمكنك فعل أي شيء وتلومين الآخرين على عدم شجاعتهم !
توقفت عن المشي تدريجياً وهي ترى ريكس يقف مُتكئاً على شجرةً ويضع الهاتف على أُذنه يُحدث أحدهم ..
تشعر بأن المشهد مألوف ..
إنه ذاته الذي رأته قبل فترةٍ بعيده ..
يقف بساحة منزلهم يُحدث أحدهم ، يُحدث رجلاً كان من الذين يُعادونه في مجال عمله ويطلب لقائه ..
لم تكن مُطمئنةً آنذاك ، لقد حدثته مُسبقاً عن الرجل وطلبت أن يلتزم الحذر منه فهو يبدو خبيثاً في تعامله لذا شعرت بالقلق عندما طلب ريكس مُقابلته على إنفراد ولحقت به حتى تضمن سلامته ..
ولكن الصدمه أن ما حدث كان العكس ..
والرجل هو من تضرر وليس ريكس ..
مات ، وريكس أمامه يقف ببرود ..
لا يُمكنها نسيان مشاعر تلك الليله ..
صدمتها به كان كبيره ، كبيرةً أكثر مما يجب لدرجة أنها أُصيبت بحالة دهشة وذهول استمرت معها لأشهر كانت فيها تصرخ كُلما رأته ..
تبتعد عن طريقه ، لا تُريد رؤيته فكُلما رأته أُعيد مشهد تلك الليلة الى مُخيلتها ..
الوقت كان كفيلاً بأن تتخلص من خوفها منه تدريجياً ..
ولكنه لم يكن كفيلاً لأن يُعالج قلبها بشأنه ..
لا تعلم لما ... ولكن رجليها تحركتا وإقتربت منه وهو يقف في زاويةٍ لا يُمكنه فيها رؤيتها وهي تقترب ..
تقترب منه وهي تشعر بأنها ستسمع كلاماً صادماً ..
وتتكرر تلك الليلة مُجدداً ..
توقفت عندما سمعته يقول: لا يُهمني كيف تفعلها ! حتى لو لم يكن الأمر قانوني المُهم أُريد ذلك المبلغ ..
صمت لفتره يسمع للطرف الثاني ليرد بعدها: أجل لا عليك ، حتى لو تضررت الشركه المُهم أن تستقطع لي ذلك المبلغ بطريقة لا يُمكن تتبعها حتى لو تعرضت الشركة للتفتيش والتحقيق ، أُريد أن يبدو الأمر وكأن لا شيء قد أُخذ منها ، دبر لي ذلك ..
صمت بعدها وإليان تنظر إليه بهدوء وهي تُحاول ألا تُفكر بسلبيه ، ولكن كلامه يجعلها من الداخل تُصدق تُرهات فرانس التي قالها تلك الليله ..
تحدث ريكس مُجدداً يقول: كلا لا تودعها الى أي من حساباتي ، جد لي طريقة تُحفظ فيها النقود لسنتين على الأقل ..
سمع الى الطرف الثاني وأجابه: نعم هذا جيد ، هل يجب علي أن أضع معلومات الشخص الذي أُريد أن يستلمها بعد عامين ؟
تنهد ريكس وهو يستمع إليه ليقول: لا بأس ، حالياً لا يُمكنني ، سآتي بمعلوماته قريباً وأنت تصرف وأفعل ما طلبته منك في هذا الوقت حسناً ؟
أغلق الهاتف بعدما أجابه الطرف الثاني بإيجابيه ونظر الى شاشة هاتفه بهدوء لفتره قبل أن يلتفت ويتفاجئ بوجود إليان بوجهه ..
نظر الى عينيها المليئتين بالعِتاب فتجاوزها وهو يقول: التنصت عادةً سيئه ، فهي تُعطيك الجانب السيء فحسب ..
تحدثت تقول: أقنعني بأنك بريء مما تفعله ؟ اقتطاع مبلغ كبير بالشركة عن طريق الحيلة لا يختلف كثيراً عن غسيل الأموال فهي الوجه المُضاد له ! وهذه جريمه ..
لم يُجبها وإتجه الى المنزل فصرخت فيه: لا تتجاهلني !!
دخل من الباب وإختفى عن أنظارها فهو يكره ان يشرح لأحدٍ أسباب تصرفاته فكيف وهو يسأله بنبرة إتهامٍ واضحه ؟
عضت على شفتيها ..
الجرح في قلبها يجعلها تتردد في سؤاله ..
لديها أسئلةٌ كثيره وواثقة من إجابتها ولكنها تخشى تأكيد ذلك !
تصرفاته وأفعاله وحتى كلامه كُلها تؤكد هذا ولكنها تخشى مواجهته ..
تشعر بأنها طفوليةٌ بتصرفاتها ، لا تعلم لما كانت واثقه بأنه سيتوقف ويشرح لها !
هو ليس ممن يولون إهتماماً لأشخاصٍ يسألونه بنبرة الإتهام !
همست: إن تجاهلت فهذا فأنت تؤكد الأمر ليس إلا ..
سُحقاً ، منذ ذلك اليوم وهي تراه نادراً ، أن تراه فجأه في آخر يومين بشكلٍ دائم يجعلها تشعر بالكثير من الضغط ..
تجاهلت التفكير به وحاولت أن تُرتب أفكارها وهي تنقل نظرها بالأرجاء ..

***

11:23 pm



صوت رنين الهاتف المُتكرر أزعجه وأفسد عليه نومه ..
مهما مد يده وأغلق الخط يُعاود الرن من جديد ..
جلس وبالكاد يفتح عينيه ينظر الى الرقم ليُصدم من كونه رقم زوجته التي قامت بحظره حال هروبها برفقة مارك ..
أجابها بسرعه: ماذا هُناك ؟
بدت مُتوتره وهي تقول: فقط أجب على سؤالي دون أن تطرح أي سؤال ، هل مارك معك ؟
إتسعت عيناه من الصدمة فسؤالها هذا لا يعني سوى شيئاً واحداً !
أن مارك ليس بالمنزل ..
شد على أسنانه وقام من على سريره مُتجهاً الى دولاب ملابسه يقول بغضب: فقدتِه يا ميرفا !!
جائه صوتها المُتوتر تقول: لا شأن لك ! أجبني فحسب !
إنزعج من ردها وقال: هذا ليس وقت العناد ، متى آخر مره شاهدته ؟
ميرفا: حسناً هو ليس معك ، وداعاً ..
صرخ بحده: ميرفا !! أخبرتُك بأنه ليس وقت العناد ! أجيبيني كي لا يضيع الولد من أيدينا الى الأبد ..
شعرت بالخوف من جملته هذه فما كان منها سوى أن تقول: يوم البارحة عندما ذهبنا للنوم ، إستيقظتُ قُرب الظهيرة أُجهز الغداءوعندما أنهيته صعدتُ لأوقظه ولكن لم أجد له اي أثر ..
ريكارد: كلمته ؟
ميرفا: إني من حينها أستمر بالإتصال عليه ولكن لا مُجيب لا اعلم هل هو يتجاهل إتصالاتي أو أن خطبٌ ما يحدث معه ..
سحقاً !!
همس بإنزعاج: مُنذ الظهيرة وللتو تتصلين علي !!
ميرفا بغضب: لأني لم أرد منك التدخل في حياتنا ..
بدل ملابسه سريعاً وهو يسألها: هل تشاجرتُما كالعاده ؟ هل إحتمالية هروبه من المنزل أكبر من إحتمالية خطفه !
سكتت مُفكره قبل أن تقول: لم نتشاجر ولكن ....
وصمتت فإنزعج ريكارد يقول: ولكن ماذا ؟!!!
ميرفا: في الآونة الأخيره بدا يُصبح فضولياً بعض الشيء ويُكثر الأسئلة بعدما وقعت بين يديه صورة لتلك الآليس برفقة طفلة تحمل قلاده ، تتذكر تلك الصوره صحيح ؟
ريكارد: آليس ورين أجل أتذكرها ..
ميرفا: أخذ يسألني الكثير عنها ، عن المرأه ، عن الطفله ، عن القلادة ، إنه حتى إكتشف كون الطفلة هي الفتاة التي قابلها أكثر من مرة في السابق .. أخر مرةً وضعتُ حداً لأسئلته ولكن ... لا أعلم ، هل من المُمكن أنه ذهب ليجد أجوبة اسئلته بنفسه ؟!!
شد ريكارد على أسنانه هامساً: الفضول الفضول ! هذا ما يدفع المُراهقين الى الخطر ..
تحدث مُجدداً يقول: لا بأس ، سأبحث عنه ، إن إتصل بك أو جاء الى المنزل فأخبريني ..
وبعدها أغلق الهاتف وهو يُفكر في الأماكن التي من المُحتمل أنه زارها ..
هندم نفسه وخرج الى باب الخُروج يرتدي حذائه وما إن أنتهى ومد يده ليفتح الباب حتى رن الجرس بشكلٍ مُفاجئ ..
فتح الباب ليعقد حاجبيه من هذه الفتاة ذات الوجه الغاضب ..
دُهش عندما عرفها فقصة شعرها لخبطته قليلاً ..
دفعتُه الى الداخل وأغلقت الباب لتسند ظهرها عليه وترمقه بنظراتِ حِقدٍ بالغه ..
تنهد وقال: رين ، مُستعجل أنا الآن لذا ...
قاطعته تقول بهدوء: لما لم تلتزم بالخُطه ؟
ضاقت عيناه فأكملت: لما عندما نتفق على كُل شيء تتصرف من خلفي كما يحلو لك !
ريكارد: حسناً أنتِ غاضبه ، أتسائل لما لم يتسنى لك الغضب سوى الآن ، أجلي الموضوع أكثر فأنا ...
قاطعته مُجدداً: أنت وقح !
توقف عن مُحاولة إسكاتها وتأجيل الموضوع وقرر الإستماع إليها ليُنهي كُل شيء بسرعه ..
رين: كُنتَ الوحيد الذي وثقتُ به ولكنك خُنتني !
تقدمت وتجاوزته لتجلس على الأريكة المُنفرده وهي تسأله بعدم تصديق: فجأه رميتني وتخليت عني ! لقد أفقدتني ذاكرتي ! أنت يا ريكارد ؟!!!
تنهد وتقدم منها يجلس على أريكةٍ مُقابله يقول: لم أتصور أن يصل الأمر الى إفقادك لذاكرتك ، كان حدثاً عرضياً يا رين ، ماذا تُريديني أن أفعل حينها ؟ أكون بجوارك ! ماذا لو إنتبهت المُنظمة الى هذا الأمر ؟ سينقلب كُل شيء رأساً على عقب فأنا الوحيد الذي يعرف الكثير عنهم وبالمُقابل لا يعرفون عني أي شيء ..
رين بإنفعال: ولكن أن تتركني تماماً !!! بدون حتى أن تُخبرني عمن أكون ؟ ألا يُمكنك تصور الحالة النفسية التي مررتُ بها طوال الأسابيع الماضيه ! لقد كان الأمرُ مُرعباً !!
ريكارد: آسف ..
رين: وأسفك سيُمحي كُل شيء صحيح ؟
تنهد يقول: هيّا رين ، أنتِ تعلمين بأني لم أكن أملك خياراً آخر ، ولما فجأه الآن تحدثتِ عن الأمر ؟ لقد إلتزمتي الصمت عندما رأيتُك آخر مره ..
رين: لأني كذبتُ عليك ، لم أسترد ذاكرتي حينها ..
إتسعت عيناه من الصدمه في حين أخرجت الورقة من جيبها وفتحتها تقول: حسناً ما رأيُك بهذا ؟؟
عقد حاجبه فنزلت بنظرها الى الأسطر حتى توقفت عند سطرٍ مُحدد وقرأته بصوتٍ عالٍ: "كُنتُ أحد المعارضين لأمر إخفائك في منزل جينيفر ولكني لم أكن قوياً كفايه لأمنع ذلك لذا أعتذر منك أشد الإعتذار وسأحرص على أن أؤمن لك مكاناً آخراً بعيداً عن المشاكل" !!
نظرت الى ردة فعله لتقول: إن المُسن الذي كان يعرف والدي سابقاً ، قال بأنه عارض فكرة بقائي بمنزل جينيفر لأنه كان واثقاً من أنه ستحدث لي الكثير من المشاكل ! فلما أصريتَ على هذا ؟ هُناك سبب دون أدنى شك !!
ريكارد: رين ، كُل مافي الأمر أني لم أُرد أن تذهبي الى منزل لا نعرف فيه أحد ! أنا أعمل لدى جينيفر ، وهُناك إبنُ آليس ، ضننتُك ستُسعدين بهذا ..
رين بإستنكار: أُسعد بهذا ؟! أُريد الإختباء لفترة عن المُنظمه لهذا ألجأ الى منزل فيه إبن أكبر خائنة في تاريخ المنظمه ! اووه إنه مكان مثالي للتواري عن الأنظار ..
ريكارد: لقد كان المكان المثالي ، فلا أحد سيبحث عن هارب في أرضه ..
رين بإنزعاج: توقف عن تبرير تصرفاتك !
أغلقت الورقة بهدوء ونظرت الى الأرض لفتره قبل أن تهمس: كُنتُ مُخطئه بشأنك ..
رفعت عينيها إليه تقول: عرضتني للخطر ، لقد كان حادثاً قوياً ، عشر أيامٍ كامله كُنتُ فيها بغيبوبة تامه ، كان من المُمكن ألا أستيقظ منها ! وبعد هذا تركتني ولم تكن بجواري كما كُنتَ تقول دائماً منذ وفاة والدي ..
عضت على شفتها ووضعت رأسها بين يديها تنظر الى موقع أقدامها وهي تهمس: أخبرتني بأنك ستكون كالأب لي ، وستحميني فلما تخليت عني وجعلتني أشعر بالوحدة التامه ؟ أبي لم يكن ليفعلها ..
إرتجفت شفتيها وحاولت كبت رجفتها قدر المُستطاع وهي تهمس: فالأب لن يتخلى عن إبنته بتاتاً حتى لو عنى هذا أن يتعرض للخطر ..
أغمضت عينيها بهدوء وعقلها لا يزال مشوشاً ومليئاً بالأفكار الكثيرة التي لم تتمكن من ترتيبها بعد ..
ريكارد: فكري جيداً في موقفي وستجدين بأني فعلتُ الصواب ..
رين بهمس: عن طريق إفقادي لذاكرتي ؟ شكراً لك ..
هز رأسه يقول: هذا ليس الوقت المُناسب للسُخريه ، وليس الوقت المُناسب للبُكاء على اللبن المسكوب ..
إبتسمت بسُخريه ورفعت رأسها إليه تقول: إذاً تُريد أن أتجاز عن أخطائك بحقي ؟
ضاقت عينيها وشدت على أسنانها هامسه: لن أغفر لك ، وعدتني بحمايتي ، وحماية أُختي الصُغرى وماذا حدث بالأخير ؟ تركتني وتخليت عن نينا ! واجهتُ أقسى فترات حياتي بينما وقعت نينا بين أيديهم !
ريكارد: حسنا موضوع نينا خرج عن سيطرتي ، حرصتُ على إخفاء هويتها من المدرسة ولكنها من هربت فجأه ولم أستطع إيجادها بعد ذلك ..
رين: وهل قُلتُ لك كلامي كي تُسمعني تبريراً ؟
هزت رأسها نفياً تقول: إني حتى لم آتي إليك لأُعاتبك ! أتيتُ لأُخبرك بأني لن أحتاج إليك بعد الآن ، وأياً كان هدفك من إختيار منزل جينيفر من بين الجميع فلن تصل الى هذا الهدف ..
حاول ضبط أعصابه وهو يقول: رين كفي عن التصرف كالأطفال ..
رين: كُنتُ طفلةً آنذاك عندما تبعتُك بغباء ! فقدتُ والدي وكُنتَ الوحيد بجنبي ، عاطفتي غلبتني في تلك الأيام السيئه ..
إبتسمت بهدوء تُكمل: ريكارد ما الذي تُريده مني بالضبط ؟ عندما قررتُ الهرب برفقة أُختي أخبرتني بأن أفضل طريقةٍ هي إبعادُها عن الخطر حتى استطيع أن أضمن حياتي ، عندما أردتُ الإستعانة بقريبي الوحيد والذي حتماً لن يتخلى عني أخبرتني بأنه تصرفٌ خاطئ ، قُلت لي بأن لوكا يُحبك أكثر من أي شيء لدرجة أنه قد يرمي بنفسه الى النار من أجلك ، اخبرتني ألا أكون سبباً في موته كما حدث مع آريستا ، طلبتَ مني أن امضي في هذه الحرب لوحدي وستُساعدني في ذلك ، لما ؟ لما حاولتَ جاهداً أن لا أحتاج أحداً سِواك ؟
إبتسمت بسُخرية وأكملت: لدرجة أنك قطعت صورة لوكا من تلك الصورة الجماعيه حتى لا أتذكره وألتجئ إليه ..
نظر إليها بهدوءٍ تام دون أي تعليق فقالت: لن تُجيبني صحيح ؟
ريكارد: توقفي عن تضخيم الأمور يا رين ..
رين: لا أُضخمها ، أنا فقط أنظر إليها بطريقةٍ صحيحةٍ الآن ..
تنهد ريكارد يقول: يبدو بأنك مُتعبه لـ...
قاطعته تقول بهدوء: أخبرني بأنه يجب علي الحذر من أكثر شخص أثق به ، لابد من أنه كان يقصدك ..
ضاقت عينا ريكارد فوقفت رين ونظرت إليه تقول: لن تتحدث ؟ لن تُخبرني بهدفك الحقيقي ؟ لا بأس ، سأحرص على أن أجعلك كالمجنون يا ريكارد ..
تقدمت منه ووقفت أمامه تقول: برأيُك عندما أستعدتُ ذاكرتي الى أي مكانٍ ذهبتُ إليه أولاً ؟ أنت ؟ وهل أنتَ مُهم لي الى هذه الدرجه ؟!
إنحنت لتُقابل وجهه وهي تُكمل: ذهبتُ الى سرك الصغير ، الى طفل آليس الذي تحميه جيداً .. سأُدمرك عن طريق إخفائه عنك وأجعلك تدور في الشوارع كالمجنون باحثاً عنه ، سأُخبره بحقيقة والده الحقير وسأمنعك من أن تُكمل وصية آليس التي تعتز فيها كثيراً لدرجة أنك أفنيتَ عُمرك في تحقيقها ..
إتسعت عينا ريكارد بصدمه فإبتسمت تقول: أجل ، مارك ، ضننتَ بأني لم أعرف عنه ؟ ضننتَ بأن لا أحد في العالم يعرف عنه سواك ؟ أنتَ مُضحك ..
ومن ثُم إلتفتت مُغادره فلم يدع لنفسه فرصةً لإستيعاب كلامها فقد خرج مُسرعاً ليلحق بها ، إتجه الى الدرج عندما لم يجدها بينما كانت قد سلكت الطريق الآخر لتخرج من مخرج الطوارئ ..


End


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس