الموضوع
:
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة *
عرض مشاركة واحدة
12-02-21, 12:08 AM
#
8118
عاشقةديرتها
كاتبة في قصص من وحي الاعضاء و قسم الروايات المنقولة
?
العضوٌ???
»
410560
?
التسِجيلٌ
»
Oct 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
1,460
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
?? ???
~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير .. مساء الخمــيس الونيس ...
الفصل اليوم قدمته بناء على طلب العضوات وعلى التحدي اللي جرى بينــا وفازت فيه العضـوة
عبر الزمن
حين حــزرت سبب الموت (***) بضعه بنهاية الفصل بعد ماتقرأون ...
اللي حزروا الشخصية كثير عشان كذا ماأقدر أحسب أحد لكن أقرأوا ردي بنهاية ...
الفصل اليوم الخميس يعني الفصل القادم بعد مايقارب العشرة أيام الأحد ...يعني حركات تجوني الأحد وين الفصل لاحبايبي ياللي دايم تسوونه أنتم أكبر من كذا حتى حطيت الموعد بنفس رد الفصل عشان مايمديكم تلفون وتدورن على أساس ماقرأتوه وصدقوني حركات الأستعجال على الفصل ماتفديكم وتزعلني ... من جد تزعلني ...
يالله اللحين تفضلوا الفصل وقراءة ممتعة وشكراً لكم على الأسبوع الحافل بالأثارة ...
43
*المستقبل*
جلست على الأرض لأنها لم تستطيع الصمود أكثر ...
فالدنيا تدور فيها لو أطالت الوقوف ...
وعقلها يعود ليكرر أحداث تلك الليلة بطريقة أشد بشاعة ...
هي تستطيع أن تشتم رائحة الأنفلونزا التي كانت مصابه بها ...تشعر بأن جسدها عاد ليشتعل مرة أخرى بالحرارة ...
عصراً كانت قد غادرت والدتها مع هيفاء للعمرة ...
وكانت رافضة بقائها لوحدها ولكنها أخبرتها أنها تواصلت مع أحمد وسيأتي ليقلها ...ولم تكن صادقة فهي تريد الأنفراد بنفسها ...مالذي ستفعله برفقة الآخريين ..
اليوم الثاني أستيقظت وقد أشتدت فيها أعراض المرض ..
كانت قد أتصلت باأحمد ليأتي ويأخذها للمستشفى فأخبرها بأن أجازته قد بدأت ولكنه سيأتي من أجلهااا ...
ولأنها لم تريد أن يضيع ليلة رمضانيه مهمة كهذة بالتنقل معها ..تراجعت وأخبرته أنه تواصلت مع شيخة وسترسل لها احد أبنائها وطبعاً لم تفعل لأنها لاتريد أن تعطل أحد عن التعبد هذه الليلة ...
بعد التراويح بقليل كانت قد أخذت جرعة الدواء المسكن حين سمعت رنين الجرس كانت تنزل السلم وتحاول فتح هاتفها الذي أنغلق بتلك اللحضة ... ولم تكد تخرج مع الباب الداخلي للمنزل حتى أنقطعت الكهرباء عن المنزل ...كانت تشعر بدوار حتى أنوار الشارع كان تتقافز بعينيها ...
طرقات من جديد على الباب سألت بتوجس :مين ؟؟؟
رد ثقيل لم تميزه لاتعلم بسبب صداعها أم هو كان غير فصيح بمفردة واحد فقط :أنا ؟؟؟
وفتحت الباب .. أنا !! ..ربما كانت تعني أحمد ..لافي ... أحد أبناء شيخة التي لم تتواصل معهم وربما أي شخص غريب ..متربص فيها ....
*الحاضـر*
ماأن وضعت رأسها على المخدة حتى أنفتح الباب ودخل ...
لم يأخذ الكثير من الوقت بأستعداده للنوم ..
وهو يستلقي قربها سألها :قريتي أذكار النوم ولامحتاجة مساعدة ...
فزة :الحكم والله أنك حليل وسوالفك توسع الصدر بس ماهو وقتك الليلة ...
الحكم :افا ليه وش جاتس مني ..
فزة بتردد :عندي علم بس أخاف أقوله وتقلب علي مثل هكى الليلة يوم قلت لك عن طلاق عمي عقاب لأمك ...
الحكم بعدم أرتياح :رجعنا لذا الموال ...خير وش عندتس وش شفتي من حلوم ...
فزة تكاد تتراجع ولكن تريد من تشاركه الهم حتى لو لم تثق بردة فعله :شفتنا بمجلس عزاء ...وماكان حلم ..شفته وأنا واعية ...
الحكم بحوقلة :لاحول ولاقوة إلا بالله ...أنا لله وأنا إليه لراجعون ...
صمتت لحضات قبل أن يسألها :أنتي تحرصين على أذكارك ...فزة اللي تشوفينه ماهو سهل ...
فزة :والله أني محافظة على أذكاري وأقولها الصباح مرتين والمساء مرتين ...هذا مو شيطان ...
الحكم بضيق وهو ينقلب على جانبه :لا والله إلا هذا الشيطان ...الله يكفينا شره ...أرقدي خليني أرتاح مع أن مابعد أخبارتس راحة ..
××اللي يبي وصلي عطيته حياتي و اللي يبي الفرقا سبقته عليها.××
****
تقلب بنومه ولكن لامجال لنعاس ليزور جفنه ... أنقلب على يمنيه ليحدق بسعد الذي أحضر فراشه ونام عنده ... وصوت شخيرة يملء المكان ...
سعد يعامله وكأنه السارق الذي جاء لسرقة أبنته ...
يجب أن يكون قد تحصن من المعاملة السيئة وأستباق تصرفاته بالظنون
ولكن حقاً لقد جرح بسبب الطريقه التي عامله بها ...
رغم أنه حاول وضعه بمكانة كضيف ولكن بختام الليلة عاد ليعامله
كشخص غير قابل للثقة ..
كان يعيد أحداث اليوم حتى ثقل جفنه وشعر بأنه على بعد خطوة واحدة من النوم ...
حين شعر بهزه قاسية لكتفه... فتح عينية وللحضة لم يستطيع فهم الموقف ...
أعتدل جالساً وهو يعيد النظر إليها من الأسفل حيث ضفيرتها التي تتحرك من خلف خصرها حتى وصل لوجهها وعينيها التي أرسلت له نظرات حانقة ...
كان مذهول بالموقف ..ولكنه ألتفت بعجل لسعد ثم عاد لينظر إليها غير مصدق ...
أبيها يخشى عليها منه ...وهي من تسلل إليه بكل جرأه لتجعله في موقف صعب ...
ياسمين بوقاحة :لاتخاف مايصحي حتى لو فجرنا عنده قنابل ...وختمت جملتها :ببووم ..بس مع كذا ماينفع نتكلم فوق راسه ...
وأشارة بسبابتها مستدعيته ليلحق بها ..
ألتقط ثوب نومه الذي تركه جواره على الأريكة وأرتداه على عجـــل ...
ولحق بها ليجدها تتكتف في صالة الطعام الصغيرة المقابلة للمجلس ...
توجه إليها وهو يلاحظ أنها ترتدي ملابس خروج ....وتحمل حقيبة صغيرة على ظهرها ... ومتزينة بالكثير من الأكسسوارت الملونة ...
قال بلهجة تحمل الكثير من الأنزعاج :على وين ان شاءالله ...
ياسمين تميل عنقها غير مصدقة ثم تهز راسها بيأس :مدرسة .. يصدف أن فيه كائنات حية مازالت تسعى خلف مستقبلها ..يدرسون وعندهم أختبارات ...
هجرس متحسساً من لهجتها ويديه بجيوب ثوبه :طيب وش تبغين فيني ..
ياسمين بعدم تصديق :أنا وش أبغى فيك ...أنت اللي وش تبغى !!!
وحين لم تجد أي رد منه سوى التحديق فيها كان تحرك يدها مستمية بشرح الوضع :هجرس أسلوب الحصـ ..عفواً الثعالب والمراوغة مايمشي عندي ... تدري أني ماأبغاك صح ...وأنت ماتبغاني.. أدري أن خوالي أجبروك يعني أكيد ماراح تضحي بحريتك والصحراء والأشياء المغرية وترتبط فيني ..وتضيع حياتك ...
هجرس بنظرة ملتهبة :غلطانه أنا اللي بغيتس هو مايبوني أخذتس ... وليه عشانتس خويتي(رفيقتي) الوحيدة ...
ياسمين بشهقة أستنكار :خاوتتك الجنانوه (رافقتك الجن )...متى صرت خويتك .. هجرس بلاهبل يسمعك أحد يصدق بينا شي ..
هجرس بأستمتاع بعد أن كان قلق من الموقف لكن ماذا كان يظن حسناً لن تستقبله بالأحضان أليس كذالك غير أنا في نهار رمضان لنتحارب قليلاً :خلاص صار بينا أشياء الشرع والدين وسجلات الحكومة تقول أن بينا شيء ...
ياسمين بحنق كانت تعتقد أنها ستستطيع خداعة :صدقني بندمك على تفكيرك في ...
هجرس بثقة :اللي ماتقوينه بيديتس واصليه برجليتس ...
ومد يده وربت بطريقة خشنه على شعرها والأشياء المنفرة التي تزينه فيها :وشيلي الخرابيط هذي من شعرتس بيقولون من عبدة الشيطان ...
ياسمين وهي تعيد ترتيب شعرها والحلقات التي تزين فيه أعلى ضفيرتها :لااه يامطوع بريدة ...ماسألتك ولاشاورتك ...
هجرس وهو يلف ليعود للمجلس :وعلى فكرة قميصتس شفاف بالشمس وشفت ملابستس الداخيلة وكل الخلق بتفرج فيها ...
ياسمين بقهر ترفع صوتها :حلاااااالهم ...
دخل للمجلس وأغلقه بطريقة مزعجة ...
ليستيقظ على أثرها سعد ويجلس ليحدق فيه لثانية ..
قبل أن يعود للنوم على جنبه الآخر ...
أما هي فتوجهت للداخل لتقابل يارا التي رفعت أصابعها العشر بوجهها :مالت عليكم يعععع ورعاان وش ذا الحوار الهابط !!!
ياسمين تلتقط عبائتها وترتديها :ايه لاتزودينها علي أنتي بعد ...
وبنبرة باكية : شفتي كيف يقهر ... ياررربي ...
الحقيررر ...
يارا :قلت لك تكلمي بالعقل بالعقل ...قولي ترى مافيه زواج اللحين أنا بدرس ...تكلمي بأشياء معقوله ... وش اللي خربطتيه ...
ياسمين التي رن هاتفها برقم السائق الذي سيقلها للمدرسة :يالله بااي واضح بجيب أبو العيد بالأختبار ..
حين صعدت للمركبة الصغيرة ألتفتت للباب الذي خرجت منه للتو وأغلقته خلفها لتراه يقف عليه وينظر إليها ...
ماأن جلست على المقعد حتى سألتها الفتاة جوارها :هذا أخوك ...!!!
ياسمين التي أعتقدت أن الفتاة تعرفها والسؤال عفوي :من أنتي ؟؟؟
الفتاة بأرتباك :لابس أسأل يعني مو لازم أعرفكم ...!!!
ياسمين التي فهمت للتو أن الفتاة تنظر له نظرة غير لائقة :أستغفرالله ترانا رمضان ...صوومي ..
أقنعت نفسها أن فتيات المدرسة بعضهن متخلف خصوصاً فترة الأختبارات وكأنت ستسأل حتى لو رأت والدهااا ...
فهن يصبن بلوثة عقلية فترة الأختبارات ...
××راعي الولع لو تنصحه بالفتاوي
المبتلي شور العرب مايـطـيـعه ××
*****
حاول مراوغة والده الذي يعلم جيداً أنه أرسل فياض ليسأل عن بتال ...
ولكن لم يستطيع الكذب عليه وهو ينظر إلى عينية فأخبره ماتوصلوا إليه ...
عقاب وهو يمسح على لحيته :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
سلطان :يبه هد بالك ان شاءالله خير ...
ولكن عقاب لم يرتخي بدأ أتصالاته ليتوصل للخبر اليقين فبتال لن يكذب وقد توصل سابقاً أنه قد طلب فعلاً لدخول للحرب ...وبالتأكيد الأجازة الموجود بملفه هي أجراء شكلي ...لأنه يعمل تحت يد قائد آخر ..
فهي أجرائات شكلية ..
ولكن ماأثار ريبته أن الكل أصبح يتراجع عن أقواله السابقة وينفي أن يكون لديه خبر بالأمر !!!!
حتى من أخبره سابقاً أنه قد طُلب فعلاً ...أخبره الآن أن الأمر ذاك قد تم أيقافه ولم يعملوا فيه !!!!
بعد أن تقفلت بوجهه كل السبل ...كتب رسالة ألكترونية عاجلة لمكتب وزير الدفاع بأسمه ورتبته السابقة ولكونه متقاعد من القطاع العسكري ... يطلب منه أن يتم النظر في أمر أبناه الغائب والذرائع التي أصبحت يحاط بها ...
بعد ذالك بأقل من 72 ساعة وصله أتصال خاص ...
عرف عن نفسه بأنه المسئول المباشر عن أبنه ...
قائد بتال :أبو بتال الله يحفظك وردنا أتصالكم بالقيادة العليا ..ولو تواصلت معنا مباشرة كان أفدناك بوضع بتال ...
عقاب بأستنكار :وأنا أبوك ماتركت باب إلا وطقيته وأخرتها يقولون لي ولدك بأجازة !!!!
قائد بتال :كل اللي يحصل عشان مانثير قلق عائلته ونزعزع ثباتها .. حتى نطمئن على الوضع ... بتال بساحة المعركة وتواصله معنا شبه مفقود ...أنا عارف مجرد هالكلمة بتثير أرتيابك ... لكن الواقع غير ذالك ...أحيان يحاصر العسكري ولايستطيع التواصل معنا إلا بعد فترة ...بسبب صعوبة الأتصالات بالمنطقة ...
عقاب الذي يعني جيداً هذا الأسلوب :من أخرتها ولدي حي ندعي له ولاميت نترحم عليه وين فقدتوه بالضبط ...!!!
زفرة على الطرف الآخر :بتال فقدناه لأنه تصرف من تلقاء نفسه خارج الخطة ..مصدرنا هناك بلغنا عن أختفائه وهذا آخر خبر وردنا عنه ... فقدناه لنا أسبوع ..
عقاب بصوت محتشرج :وش أحتمالية كونه أسير ...
على الطرف الآخر :لو أسير وصلنا خبره بسرعة كافية وساومونا عليه ...
حوقل عقاب من جهته وطلب منه أن يبلغوه بأي خبر يرده عن بتال وأنهى الأتصال ...
××ماعاد فيني صدر يستحمل أوجاع
ولا عاد فيني حيل اضحك واجامل ××
****
نزلت من الأعلى وأزعجها الهدوء الذي يعم المكان ... أصبحت الأجواء أكثر هدوء ولاتناسب طموحاتها لرمضان ..
لا أجتماعات ولاسهرات ولا أي فعاليات أخرى ... الجميع ينام مبكراً كأي شهر آخر ..
رنين الهاتف الداخلي أحيا الأمل بداخلها ... ربما ضيفة قادمة لزيارة والدتها ...
وسرعان ماحبطت معنوياتها وهي تسمع صوت فتحي على الطرف الآخر :خير فتحي وش فيه ..
فتحي :ايوه ياست ليلى ...عندي هنا صهركم الجديد ..الأستاذ أحمد ...اسيبه يدخل ..الشيخ عنده خبر !!!
ليلى بحماس شديد:أكييد خله يدخل ..عيب عليك ياعم فتحي كيف توقفة خله يدخل على قسم عمتي فهدة ...أوكي المجلس الداخلي عندهم ...خل أحد يركب معه ويدله على الطريق ...
ماأن أغلقت السماعة حتى ألتقطت هاتفها من جيب بنطلونها :اشوى مانمتي صاحية ..كاشخة ...حلو ...لأن الدكتور أحمد جايكم ...
آيه لاتصرخين بأذني ...أنا قلت لفتحي يدخله بيجيكم بالمجلس اللي بقسمكم ...ايه الله الله بالكشخة ..اكيد حبيبتي من غيرك كلهم برى ..
أنهت الأتصال:استغفرالله يارب أني كذبت برمضان بس والله ماينفع أصحي النايمين ...
من جهتها رمت الهاتف بحنق ...وألتفتت على ابنها الذي بكى حين وقفت بشكل مفاجيء وهو متمسك بطرف السرير ويريدها أن تحمـــله ..
أسماء بأحباط :اووه فوفو مو وقتك ..حملته مجبره ...
وراح تطرق على باب الحكم حين فتحت فزة الباب أخبرتها :الحكم فيه ..!!
فزة :لاوالله ياخيه راح لدوامه اللي ماينعرف له لاشكل ولالون ...
أسماء وهي تمد عليها فياض :أجل أمسكي هذا لين أجيك ...
وقفت على جناح والدتها مجبرة طرقت الباب بعجل وسرعان ماوصلها صوت والدتها الحاد تسأل من :يمه أنا يعني من بيكون ...
فهدة من خلف الباب :أدخلي بسرعة وصكي الباب وراتس ...
حين دخلت نظرت غير مصدقة لما تفعله والدتها التي قد فرشت الأرض بمفرش وصفت عليه أطقم مجوهراتها ... وتقوم بتنظيفها وتلميعها ..
أسماء بتردد :يمه بقولك شي ناظري فيني ..!!!
فهدة تبعد نظارتها لمنتصف أنفها :وش فيتس !!!
أسماء تفرك راحتيها بتوتر:مافيني شي بس فيه ضيف بالمجلس ورطتنا فيه ليلى وأبوي نايم وش رايك تقابلينه !!!
فهدة وهي تنزل القطعة التي تعمل عليها وتضعها بعناية مكانها :يالله حيه ..عملتي الحريم يسوون قهوة ..من هو ..من عيال عمي ..؟؟
أسماء تبلع ريقها :لاا أحمد ...
فهدة بعدم فهم وهي تلتقط عبائتها لترتديها :وش هو أحمده ..
أسماء بتوتر :يمه عادي افهمي ..
فهدة التي عادت لها لتلاحظ التوتر عليها وبعدم تصديق :بناخي جوزاء ...هذا اللي كان ناقصني ...روحي نادي واحد من الوراعين يقابله ...
أسماء بلهجة رجاء:يمممه تكفين لاتسوين فيني كذا ...
فهدة بعدم أستحسان :آه لاتموتين علينا بس ..يالله يالله ..الله يعيني حتى ضيوفهم أنا أستقبلهم أصلاً وش تسون من غيري ..
أسماء :يمة تكفين لاتسوين معه فصل بايخ ..
فهدة لم يعجبها أبداً أنقلاب حال أسماء من أجله:لاأبتسي أحسن وش كل هالأهتمام ...اخص ياسليل الملوك ...
وخري عن طريقي لاترفعين ضغطي زيادة ...
وسبقتها للأسفل ...
فعلاً لم تكن واثقة بوالدتهااا ...وتشعر أنها ستتصرف بطريقة غير مقبولة ...هي كل مايمهما أن لايفهم الطرف الآخر عن مشاكلهم العائلية ...
توجهت لغرفة نايف وحاكم ...
أسماء :نايف ..حاكم ..أنتم رياجيل البيت وجدكم نايم وش رايكم تروحون تستقبلون الضيف مع جده فهدة ...
نايف يرمي اليد بعدم تصديق :يافضحي فضحاة أمش كالعادة جدتي فهدة فضحتنا وطلعت عند الرياجيل ...
حاكم وقف دون تعليق ولحق فيه...
أسماء تمسك حاكم :لاسمعت جدة قالت شيء غريب تعال قله لي ...
هز راسه بتفهم ..ولحق بنايف ...
أوقفتهم عند الباب الأمامي :تعالوا المجلس الداخلي وين رايحين الله يهديكم ..
وأخيراً تنفست الصعداء وتوجهت للمطبخ لتأمر الخدم فوجدت أنهم قد بدأوا فعلاً بأعداد القهوة والضيافة ...
من جهته حين عاد لمنزله قبل المغرب بقليل وجد والده قد أعد كل شيء ...
المهــر ..الشبكة أبتاعتها والدته ..لقد زينوها لتقديم حتى وكل المطلوب منه حملها والتوجه فيها لصاحبتها ...
وبديهياً أخبره أنه تواصل مع عقاب وأعطاه خبر بحضوره ..
فحين أستوقفه الحارس شعر بالأرتياب ....
ولكن بعد المكالمة التي جرت بين الحارس وداخل المنزل أرتاح قليلاً ...
كان قد دخل للمنزل من قبل فلم يستغرب ...
ولكن حين وجد المكان فارغ شعر بعدم الراحة ...
ولو فكر لعشر سنوات قادمة لن يجد في تكهناته أن من سيخرج له أمراءة ...
فمن منزل عقاب المكتظ برجال ... أستقبلته أم زوجته ...
فهدة التي كانت قد وضعت بذهنها أنه ستجد هيئة معينة تفاجئت بالموجود ... هي قد رأت أبناء لافي لم ترى الأحفاد ولكن الأبناء قد رأتهم من قبل ...
وهذا ليس من أنتاجهم .. أصابتها بعض الشماتة على أبنتها الحمقاء ...
لو كانت أختارته من أجل الجمال والأختلاف...
ولكنه ليس بسيء ..ربما لأنها تخيلت شي معين رأته منفر ...
وقف ليستقبلها وصافحها لسلام ...
وهي مستمرة بالترحيب والتقريب ...
فهدة بلهجة أستياء وهي لم تنزع برقعها بالتأكيد :لاتقول ما عرفتني أنا فهدة أم بتال كل الصوارم يعرفوني ...
حسناً لقد بدأت القصف ...الصوارم ... أنا لست منهم ...
هذا ماتريد أيصاله ...
أحمد بأسلوب مجاملة ثقيل :ايه ماشاءالله ياعمة والنعم والله ...أعذري جهلنا ...بس مالنا أختلاط واجد بالصوارم ...
هذه المرة هي من تلقت القصف .. ليس لنا اختلاط بالصوارم ..
هل سحب نفسه منهم علناً ... آه يبدو أنه ليس كل الصنهات مفتونين باللقب ...
فهدة وهي تتلفت حولها :أمك وينها ماجت معك .. هذي الأصول ..
أحمد ببرود من طبعه :معليش ياعمة أعذرينا على القصور ومثلك يعذر .......
كانت حانقة فعلاً ماباله لايرتبك لايتوتر ... إلا يشعر بالأحراج الذي أحاول أيصاله له ...
دخل بهذة اللحضة الصبيان ..
ووقف ليسلم عليهم ...
وهي تعرف عليهم بفخر :هذا نايف ولد سلطان ...وهذا حاكم ولد بتال ...وتراهم عيال خاله بعد ...
هز راسه بتفهم :رياجيل ماشاءالله الله يحفظهم ..
فهدة :عمتكم سوت القهوة ... وأكملت مسهبة :حنا مانخلي قهوة ضيوفنا للخدم لاا ياأنا يابنتي نسويها ...وأنتم من يسوي قهوتكم ...
أحمد الذي فهم شخصيتها قال ببرود :ياأنا ياأبوي نسويها ...نحمس قهوتها ندقها ونطبخها على عين ضيوفنا ...
كانت تجلس على نار ...كيف وقعت بهذا !!!
لم تعد تفهم هل هو محق أو ساخــر ...
طرقات على الباب ووقف نايف ليسحب عربة القهوة ...
فهدة ترشده :حطها قدام ضيفنا خله يقدع وقهوه ..
شرب ثلاثة فناجين وكان يعي جيداً أنها من صنع الخدم ...أبتلعهااا بتصبر ...
ثم أخبرها وهو يشير على العلب المصفوفة ومغلفة بطريقة عرض جميلة :هذا المهر والشبكة ياعمة ...مابغينا نتأخر عليكم ...
وأنا اللحين أستأذن سلمي على عمي عقاب والعيال ...
فهدة التي ألتقطت عينها المعروض من البداية وأعجبها :ايه الله يخلف عليك وأنا عمتك ... والله يسلمك من كل شر وسلامك واصل ...
ماأن خرج حتى أخبرت حاكم :روح ناد عمتك تشيل قراشيعها ...
وألقت نظرة سريعة عليها :خذ لمعة بس أكيد أنها من الخيش بيش ...
وهي خارجة قابلت أسماء :فاصوو وأنا أمتس فاصو ماكل يلمع ذهب ...
أسماء بغرور:آه على أساس كنت أنتظرها ...
وأردفت بوقاحة :مثل ماكنت أنتظر شبكة حامد ...
فهدة التي أتقدت عيناها غيضاً :والله عاد كلاً يمد لحافه على قد رجوله ...
ولد أخوي كان ضعيف على قده ...بس هذا دكتور وأخذ بنت عقاب المفروض يرهي يده شوي ...
صمتت لأنها لاتريد مجادلة والدتها أكثر ...كانت تنادي الخادمة لتساعدها بحملها ...
حين دخلت ليلى من خلفها ولأنها أستمعت للجدال قبل دخولها قالت لتغيض فهدة :الله ياعيني ياقلبي على الجمال آه أناقة حاجة راقية ...كذا الدكتور ياعمة !!!
فهدة التي كانت تقف على الباب :أنتي وش تدورين ..
ليلى وهي تخرج هاتفها:وش أدور بعد بوثق اللحضة ...؟؟
أشوف وبدأت بعد الأوراق النقدية ...
نايف يقاطع عدها :مية ..!!
ليلى بشهقة أستنكار :لاوالله ماهو على كيفكم ماهو على أساس أبوي محدد مهورنا على سبعين ..أنا اعترض ..هذا ظلم ...
والله ماأتزوج إلا بميتين ..
فهدة بحنق من حماقتها :خبلة ثولااا فكوني عليهااا أنتي عنز ناقة يوم تحطين لعمرتس قيمة وسعر ....اسكتي بس العرب لاتسمعتس ...عقاب مايجوز بناته بالفلوس ...
ليلى بشعور المؤامرة :ايه اسطوانه مشروخة خلوني اتزوج إذا مافلستكم بطلباتي ...
غادرت فهدة لأنها تكبح نفسها عن ضرب الأثنتين وبجنــون ...
××في صمتنا هيبة و حشمة و مقدار
حنّـا عن هْـزال الأمـور انـتـرفّـع××
****
كان قد وضع رأسه للتو على وسادته ...
حين رن هاتفه بنغمة رسالة لقد تركه مفتوح من أجل غادة التي لم ترد بعد على وداعة الليلى لها ..
وحين فتح الرسالة معتقداً أنها منها ...
ندم لأنها كانت من فياض ومتصل الآن :ياولد حولي 10 وأردها لك بعد ثلاث شهور ...
سلطان الذي يعي جيداً أن زنقة فياض المالية بسبب خلافه مع والده ولو كانت علاقتهما جيدة لما طلبه :ماعندي فلوس ...
فياض يقرأ الرسالة ويتنهد يعلم أنه يتصرف معه هكذا ليجبره على العودة :طيب على الأقل سدد لي الفندق ...
سلطان :والفندق هذا كم أيجاره أكيد أنها فوق العشرة ...!!! ليه مارحت أي فندق لازم الفشخرة مد لحافك على قد رجلينك ..
فياض هز رأسه بضيق وأرسل:ايه ياأبو حاكم صدق أنك فقيدة ...
سلطان رد بحزم :أقول بس لاتكثرها .. أطلع من الفندق وإذا شفتك فالبيت سددت الفندق ...هذا آخر ماعندي سلام عليكم ...
فياض المستلقي يضرب هاتفه بصدغه :صادق يالبناخي ياجماعة كيف مافيكم حميا ...شكل الدنيا بتحدني على بيعتس يالكحيلة ...
بس وهبناتس ..والهبة ماتنــــــرد ..
××أن تجملت فيني مايضيع الجميل وأن ترديت .. ما يلحقك مني ردى !××
****
دخل متنكراً كعادته تلفت حوله ...أقترب منه شخص لاتعطيه أكثر من مراهق ولكن حين يقترب يتبين لك أنه يفوق هيئته بالكثير ...
الحكم :تواصلت معك من خلال الأنستا ...
المراهق صاحب الهيئة الغريبة :ياخي ماني متطمن لك ماكأنك مثقف زيادة على المكان ...
الحكم بضحكة مفاجئة :الله يعز شانك أنا وين والثقافة وين !!!
يحك ذقنه :بس ياولد متأكد أن لك بصنعة ترى خصمك ماهو بسيط ...
الحكم :أزهلها ماراح يخسر من راهن علي ..
يشير برأسه:تمام أجل قدام ..
ثواني ووجد نفسه بحلبة المصراعة المحاطة بقفص ...
كم رأوا بالصور المكان ...
حين دخل خصمه وجده مألوف بالنسبة له حين بدأ العراك بينهما تأكد من هو ...لقد كانت تفوح منه رائحتهم ...
ولم يكن لديه أي فرصة للفرار فقط حطت القوات الأمنية على المكان ...
الحكم وهو يزيل قناعة :لاتخاف وأنا أخوك السجن للرجالة ...
ولكن المنذر لم يكن يحمل نفس النظرة المسالمة ...بل كانت نظرته متهمة أنه تعمد الأيقاع به ....
المنذر بلهجة مزدرية :صدقوا يوم قالوا أخس قطاع لاتضمن حتى أخوك ولد أمك وأبوك منهم ...
الحكم بثقة من موقفه :لاتخاف يطلعك أبو سلطان ....خل أعترافك واحد غرروا فيني ...
ماأن خرجوا من المكان وأبتعد قليلاً عن زملائه حتى طلب رقمة :ألو ..هلا أبو هجرس كيف أمسيت ..طيب طيب بدون أنفعال ..ترى الربع مسكوا المنذر ألحقوه ...ِشكله بيعيد عندهم ...
أغلق الهاتف حين طاله الكثير من السب والشتم ...
طلب رقمها بعد ذالك :هلا فزة جهزي شنطتس وشنطتي حق أسبوع ولاتخلين أحد يشوفتس ... أبد تسللي ... لا بس سويت طعة وأخاف أرجع البيت ...لاتطولين نص ساعة وأنا قدام البيت وأنزلي ...
كان ينتظرها أمام المنزل حين رن هاتفه بأسم فياض فرفض المكالمة وأغلق هاتفه بالتأكيد وصله الخبر ...
××ماني بناقص عتاب أحباب ومحاسب حاسبت نفسي بنفسي لا تحاسبني أحيان اشوف الخطأ صحيح ومناسب وأحيان أشوف الصحيح وما يناسبني××
****
على الطرف الآخر كان غاضب وهو يرتدي ملابسه ليخرج باحثاً عن من يساعده في أمر المنذر ...
ولم يترك لفظة سب إلا وأطلقها على الحكم :هذا شاخ وتبطر ...أهب أثرهم صادقين يوم يحذرون منهم ...الله لايطيحني في يده ...
رن هاتفه للمرة المليون برقم سلطان :طيب طالع والله لو أني سوبر مان ...أسمع حولي العشرة آلاف أتعاب مراكضي وراكم بالدوائر الحكومية والأمنية ...
أغلق هاتفه ووضعه بجيبة :ايه كلكم ماتجون إلا تسذا لازم الواحد يقتنص الفرص جوز فزة ماهو أحسن مني ...ماباع أخوه إلا هو طامع بترقية ...ولاأجازة ..ولادراهم ...
ماأن صعد خلف المقود ووضع هاتفه في المكان المخصص له ...
حتى فتح قائمة الأسماء وبحث بينها :هاه ياحريم ..جوز أي وحده فيتسن بينفعني ... جوز أحلام أي بالله هو اللي عندهم ...
طلب الرقم ورحب بلهجة قوية حين انفتح الخط :ياهلا يالله أنك تحية ..وشلون الشيخ ...ماعليك طيب ... لك ولا لذيب ياأبو فادي ..
كفو كفو ... اخوي المنذر عندكم مسكوه بصالة ملاكمة وهالخرابيط يعني سالفة تافهة ماتسوى يعني خلو قضايا المخدرات والتفحيط والبلاوي الحمراء ...ايه صح أنتم أدرى بشغلكم المهم هاه لاينسجل عليه قضية لفقها ..
يمين شمال ...واي شي يطري على بالك ..ترفع التلفون وتأمر علي ...
كفو والله أني عارف من اللي بيده الحل والربط صدق ... الرياجيل تنعرف من مواريهااا .. ماتقصر ياأبو فادي نخدمك بالأفراح والمسرات ...
أنهى المكالمة مستبشراً :لا مجتهدة فهدة بالدعاء لك مايمديني طلعت من شارع الفندق وأنحلت سالفتك ...
طلب رقمه وأخبره مباشرة :خلاص حليت السالفة لاتنسى التحويل ...
سلطان الذي يجلس برفقة والده قبل موعد السحور :طيب يصير خير ..ماني متفرغ لك اللحين ...
وينهي المكالمة ..
عقاب بنظرة ضيقة :وش فيك ..
سلطان تعمد يذكر الأمر ربما انصلحت الأمور بينهما :ولا شي هذا فياض مفلس ويبي قروش ورجني بأتصالاته عشان تأخرت بتحويل له ...
صد عنه ولم يرد وأصبح ينصت لحكاية ليلى :أبوي ترى جاء رجال وأنتم نايمين وأنا قلت لفتحي يدخله ...
عقاب بتعجب :أي رجال ومن أستقبله ..
ليلى تتظاهر بالهدوء :هذا اللي من الصنهات اللي تزوج أسماء أتوقع استقبلته عمتي فهدة ..
سلطان بأنفعال :واللحين تعلمينا بعد ماأنفضحنا بالرجال ..
ليلى بفزع :وش أسوي لكم نايمين ..
عقاب بأستدراك :ايه عبدالله دق علي قبل العشاء قالي بيجيكم ورحبت فيه والله نساني الشيطان مير مره ماذكرته ...
ليلى تكمل وكأن الموضوع يهمهم :أي جاب المهر والشبكة ...
سلطان بعدم أستحسان :وش عندهم مستعجلين ...
عقاب بأستنكار من لهجته :وليه مايستعجلون خلاص جوزناهم البنت لو يبي يجي بكرها يأخذها وتراني متفق معهم على ذو القعدة للعرس ...
ليلى حين لاحظت تقبل والدها للحديث والنقاش :طيب أبوي ممكن أقولك شي ..
عقاب وهو يلقي نظره سريعة على ساعة يده :قولي ..
ليلى هي ترى أن تحديد رقم معين للمهر هو أساءة لها :ليه تحدد مهورنا ب سبعين بعدين أسماء يعطونها مهر مية ...
لاحظت نظرات سلطان المشتعلة ولكنها ركزت نظراتها على والدها ...
عقاب بمراعاة لخفة عقلها فهي لاينقصها المال ولكن تصر أن تضع لنفسها سعــر :وأنا أبوتس أنا أحدد بالمعقول بس هم عطوا اللي يقدرونه ..
سلطان الذي أزعجه وقاحتها بفتح هذا الموضوع أمامهم وكأنه تحدث صديقاتها :أنتي بنعطي عرض عليتس ثلاثين ألف وتكاليف العرس عليناا ...
ليلى وهي تقف لتغادر حتى لايطالها شيء بعد الجملة التي ستقولها :لو كنت بنتك حط عرضي علي ..
وفرت من المكان ...
عقاب بأبتسامة أستحسان :خلاص سكتتك مايحتاج أرد أنا ...
سلطان يبادله الأبتسامة :الحمدلله اللي فكنا منتس أخت ماأنتي بنت ...
عقاب بنبرة حزينه :بنية بتال ماهي بعيدة عنها ...
وكأنه تذكر للتو :خواتك وين ياحاكم ...
حاكم الذي كان مع نايف يحدقون بهاتف ويتبادلون اللعب عليه :نايمات ياجدي مايصومون هم ...
عقاب بيأس :مير مالهن شوفه لاليل ولانهار ...
سلطان بغيض :بكرة ياحاكم بعد التراويح هات خواتك معك ...
حاكم :ان شالله بس أمي يمكن تأخذها معهن للسوق ..ولابيت جدتي ...
حين أنبرى ليرد عليه ...هز عقاب يده لينهاه عن تصرفه ...
كبحها بنفسه أمام والده فقط ولكن لن يمرر هذا الموضـوع ...
بعد الفجر مباشرة أرسل لفهدة ...رسالة صوتية طالباً منها أن توصلها لزوجة أبنهااا ...حرفياً ..
فهدة متشفيه كان تعيد أرسال الرسالة الصوتيه وتحدث نفسها :تعبت أرقع وراتسن يابنات محمد ... أعقلي لاتلحقــين أختس يالمسكنية ...
((كلمتين مالهن ثلاثة بتروحين لبيت أهلتس ولا للأسواق وقلة الأدب ..مع السلامة ..بس بنات أخوي ماعاد يعتبن باب البيت .. ولو عاندتي روحي لأهلتس من غير رده ولوجاء جوزتس هو أول من بيطردتس مع الباب لو درى أن بناته مع جدهن بنفس البيت وتمر الأسابيع ماشافهن ...))
××تمضي الأيام .. وتبيّن خفاها و من كسب حب الأوادم فاز فيها النفوس الصافيه كـمّـل معاها و القلوب الطاهرة حافظ عليها××
****
كان يشعر بالدماء تغطي ظهره كما يغطيها العرق بأيام الصيف الشديدة ...
أما داخل فمة فيشعر بتخدر لسانه ولم يعد يستطيع تحريكة ...
هو لايعلم هل مازال موجود أم أقتلعوه حين أنبرى بسبابه لهم يوم أمس
أو قبل ليلتين لايتذكر ...
أقترب أحدهم حين سمع أنينه ...ليسقيه ماء ولكنه أنحنى برأسه للجهة الأخرى ...
قبض على فكه بقسوه وحاول أن يسقيه ولكنه بصق الماء مع الكثير من الدماء ..
قال الآخر متهكماً :أتركه الرجال صايم ... بتفطره بالغصب ...
ضحك شامتاً وتوقف عن مايفعل ...
فقد وعيه بتلك اللحضة كان رأسه يتطوح بين كتفيه ...
هو هالك لامحالة ...
يبدو أنهم قد فقدوا الأهتمام بالمساومة عليه ...
وبماأنهم لم يستطيعوا أستخراج معلومات منه ..
أصبح كرت محروق لاأهمية له بعيونهم ...
يجب أن ينقذ نفسه ... وإلاهلك دون أن يعلم عنه أحد ...
تذكر ماترك خلفه ...والديه ..أبنائه ..زوجته ...
عـــائلته ...وحبيبتــه ...
أشياء كثيرة تدفعه الآن ليوقظ نفسه ... يحتاج لكمية عالية من الأدرينالين ...
كمية كافيه لتبث النشاط من جديد بجسده ..
لو كان لديه القليل من الدراية والتركيز فالشمس القادمة من الخارج على وشك المغيب خلال دقائق ..وهم سينتظرون بعدها ساعة على الأقل...
وثم سيتركونه لمدة تقارب العشرين دقيقة ...عليه أن يخلص نفسه خلالها ...
ويقضي عليهم ..ينفذ المهمة التي جاء من أجلها بالأساس ويرحل ...
يرحل دون أن يقع في قبضة مجموعة أخرى ...أو يسقط في طريقة ويموت بسبب فقدة لدم وتردي حالته الصحية ...
أنها أحد المهمات المستحيلة ...
ولكن عليه أن يفعلها بأي طريقة ...
ولكن رأسه الذي عاد يثقل لينبأه كم وضع الخطط سهل ...
ولكن التنفيذ ..يبدو المستحيل بذاته...
ضغط على تفكيره ..هذة فرصتك الأخيرة ...النشاط الذي تمتلكه اليوم وهذة الساعة ..والرغبة بالفكاك ..لن تشعر بها غداً لأنك ميت ...
أو لفقدانك كل قوتك ووعيك ...
أخرج من هنا أكسر ذراعك أو أنزع أصابعك ...
وفك قيدك وفر من هنا ...
غابت الشمـس وأشتد الظلام ... بعد مايزيد عن ساعة من غياب الشمس خرجوا لتناول الأفطار ...
هذه اللحضة الحاسمة رفع نفسه بالأعتماد على عضلات صدره .... حتى أستطاع الوصول لذراعه ..وكان قد حسم تفكيره ..
سيقتلع أبهامه اليسار بأسنانه حتى يستطيع أخراج يده من قيدها ....
كان التخطيط غير التنفيذ فحتى أسنانك لن تطيعك على أيذاء جزء من جسدك ...
بعقله بتفكيره صرخ من قلبه :أقدرر عليها وأنا ولد هجــــرس ...
أجل أنا لست شخص عادي ..
جدي صائد الذئاب نحن قوم نستطيع أقتلاع رؤوس الأعداء بأيدينا العارية .. دون أن يرف لنا جفن ....
هذا بدمي لقد ورثته ..سأقطع ذراعي كاملة لأخلص نفسي من أسرها ...لن أموت أسير ذليل ..
لو مت سيكون برصاص العدو ليس من التعذيب والجوع والعطش ...
وكان له ماأراد ... تحركت دمائه الراكدة وتوقف الأحساس والشعور لايوجد سوى الرغبة بالخلاص ...أقتلع أبهامه لايعلم هل سقط أم بقى متعلق وسط الدماء التي أنبثقت والتي لو أستمرت بنزف ستقتله ....
ولكنه أخرج ذراعة اليسار ...وبأربعة أصابع وخامس متدلي ...
خلص يمينه ...
وحينها كان الأمر منتهي ...ألتقط غطاء رأس قد ألقاه أحدهم وضمد فيها يساره ..
أخذ جوله هادئه جداً بالمكان ألقى نظرة من النوافذ لم يكن هناك أحد ...!!!
حسناً سينفذ المهمة ..
توجه لغرفة أسلحتهم ...وألتقط البازوكــة سلاح قديم رديء ولكن ليس بيد شخص مثله ...
صعد السلالم حتى وصل سطح البناء ...
من هنا تنفذ المهمة ...
هناك أجتماعهم كل مساء نظر بالمكــبر ...أجل هناك سياراتهم ..
قياداتهم جميعاً متواجدة ...
لم يفكر أكثر فقد أصبحت دمائه تتساقط على الأرض ...سيكون هو ملقى بعد لحضات على الأرض... عليه على الأقل أن يترك وصمــته عليهم ...
أطلق الصاروخ وسرعان مادوى الأنفجار ألحقه بآخر ...
كان يرى أشتعال المكان ...
أنسحب حسب السرعة التي يعطيها جسمه
الذي بعد أن حقق غايته عاد للفتــور ...
وهو ينزل السلالم تلقاه أحدهم كان يشير بسلاحه فــــي وجهه ...
لم يكن يحمل أي سلاح فهجمه عليه بذراعة الخالية ....
كان الآخر مذعوره وهو يرى مافعله ...يبدو أن الأنفجار أرهبه ..
فكان وقوعة بيده أسهل من الوضع العادة خنقه حتى رأى الموت بعينيه فألقاه ...
ألتقط السلاح الذي كان معه ..
الأثنين الآخريين بدأوا أطلاق النار ...
ترك لهم المجال طويلاً حتى يفرغون مخازن أسلحتهم فحين توقفوا عن الأطلاق قفز بشكل مفاجيء من سلم لآخر ...بطريقة لم يتوقعوها وكان بمواجهة مباشرة معه ...
طلقتين أردتهما قتلا ...
لقد أخطأوا من البداية حين تركوا أسيرهم في المكان الذي يحـــمون منه قياداتهم ...
أغبى تصرف من المفترض على حارس أن يفعله ....
لاتثق بأسيرك حتى لو دفنته هذا ماكان عليهم تعلمه ..
لكن للأسف لقد ماتوا باللحضة التي تعلموا فيها الدرس
لن يكون قادريين على نقله للأجيال القادمة ...
ألتقط قارورة الماء وخرج وهو يشرب منها
كان يقاوم الدوار الذي يشعر به ...
ويجذبه للأرض ...صعد لسيارتهم وأنطلق بها ...
سيكون الجميع تحت تأثير الأنفجار سيتركون نقاطهم ويتوجهون إليه فلايوجد تنظيم قوي هناا ... الغالبيه يتصرفون على حسب أهوائهم ...
وتفجير كالذي أحدثه قوي ومرعب بقدر كافي ليفقدهم تعقلهم إذا كانوا يملكون بعضاً منه ...
بدأ يفقد وعيه تدريجياً صوت نزيف دمائه كان
كصوت قطرات الماء من صنوبر غير محكم أغلاقه ...
حتى قدمه أصبحت أثقل بتحكمها في البنزين فأصبحت سرعته أنتحارية ...
وكان هذا آخر مايعيه ...
لاحقاً بين صحوة وغياب رأى نفسه يرتفع لسماء ...
كان خفيف ..خفيف جداً ولايشعر بأي ألم ...
هكذا هي الروح ... حين تجد متسع ستخترق جدار جسدك وتهرب بعيداً ...
غير مثقله بأعباءهـ ...
نظر للأسفل فوجد الكثير من مايعرفهم ...
تجاوزهم جميعاً ...حتى سمعت صيحتها التي أفزعت قلبه ...
فأكتشف أن الروح تشعر ...وأنه مازال يحس ...
بحث عنها بين الموجوديين ولم تكن هناك ..
ئن بصوت مسموع يريد ذكر أسمها لكن خرجت حروف لامعنى لها ...فناداها بقلبه (عبير) ...
سمع صوت يوصيه :سبطر شد حيلك ياسبطر ... بطلعك من هنا بتطلع ...بس كان لازم نجي هناا ..عشان أنقذك ...
ولم يعد يشعر بشيء ...
شخص مثله لم يعد يعلم هل هو حي أو ميت حتى ...
ولكن واثق أنه لم يمت ...بالموت سيأتيه منكر ونكير ...
كلا ..حين يصل قبره سيزوره الملكين مع الأسئلة الأصعب والتي ستحدد مصيره ...
وإذا لم يدفن لو بات ليالي طويلة في صحراء خاوية ...أو ثلاجة مبردة!!!
بالتأكيد سيزوره منكر ونكير في أول ليلة من موته ولايشترط نثر التراب على جسده ..
ولأنه مازال يستطيع التفكير بهذة الأمور ...
إذاً هو مازال حـــي ..
يشعر بأنه بمكان شديد البرودة ...ورائحة المكان يعرف رائحة المكان ..
رائحة المعقمات ..رائحة المستشفيات ...ولكنه ليست رائحة وطني ...
حتى مشافيكي ياوطني لها رائحة أخرى ..
هو مازال بالأرض التي تحول فيها لخاطف أرواح وهادم لذات ...
هل مرت دقائق ساعات أيام أم حتى سنوات ...
لايعلم ..ولكنه أستيقظ على صوت خنفــر ..رفيقه بالمخبأ ..
كان فوق رأسه يرتدي كمامه ومعطف الأطباء ويطمأنه بأنه أجرى عليه عملية ناجحة ...
خنفر تباً لك .. كان علي أن أعرف ...
فقد وعيه من جديد وأستيقظ مرة أخرى ...بيوم آخربالتأكيد وشعــور أخف بالألم ..وأكثر أحساس بالحياة ...
وهناك من جديد خنفر .. وأصواتهم الملحة على الحديث معه وهو يخبرهم
أنه مخدر ولايستطيع الحديث معهم ...
وأنطلق جدال حاد بين الطرفين ..وهم يخبرونه أنه ربما نسى من يكون
وأنه مجرد عمــيل خائن ...
أجل هذا مايجب أن يعيه كل خائن ... فلاأحد يحبه وحتى من يستغله لايدين له بالمعــروف ...
خائن ..خائن ..هذا كان مايتكرر في عقله ...
لماذا !!! لقد أعتقدتك شيء كبير كبير جداً ولكن كنت محق حين لم أفضي لك بأسراري رغم هذا لم أئمن خيانتك ...
أستيقظ المرة الأخيرة على أصوات أطمئن لها قلـــــبه ...
...أنها أصوات الوطـــن ..
أصوات التهليل والتكبير بعـــودته ...
كان يدفع على عربة الأسعاف ... ومروحية تتوقف قربه ..
هل نزل منها حقاً لقد فقد الشعور منذ فترة طــويلة ...
ولم يعد يحس بشـــيء ...
أصوات تبارك له بما فعل وأخرى تشيد ببطـــولته ...
فكر أجل لقد حصدت العديد من الأرواح أعتقد أني أستحق وسام بطولة ...
××وقفت بطل دون الوطن درع وحزام
ضحى بروحه لين جاها وعدها
الشامخ اللي لصعيبات مقدام ..
مايحسـب حساب الجمــوع وعددهـــا ××
****
بعد أن أصبح واعي أستقبل أول فرد من عائلته طار للجنــوب لمقابلته ...
بدراية منه وأختيار ...
أنكب يسلم عليه ويتحمد له بالسلامه ...
وحين كان يجلس يبدو أن عينه سقطت على يده الخاوية من أبهامها ...
ولم يستطيع كبح دمـوعها ...
ألتقط الدفتر جواره وكتب له : ( الرياجيل طارت رقابها وأنقصت أطرافها كانك بتجلس تبكي علي عشان أصبع فارقني )
المنذر الذي حـاول أن يتماسك أخبره :بننزل الرياض يومين بعدين بنروح وجهتنا ...ماعلمت أحد لين أخذ رأيك ...
عاد يكتب :رأي واحد ماأبغى أحد يدري عنــي ...ماني محتاج شفقة أحد ...بقابلهم لرجعــت كامل ...
المنــذر :أبوي محتاج يطمئن عليك ...
بتال يعاود الكتابة :أبوي أكثر أنسان ماهو محتاج يشوفني بهالوضع ... أخترتك على أساس صلب ...الظاهر لو مختار الحسن نفعني أكثر ..
المنذر كبح الكثير من الكلام الذي كان عليه أن يقوله له ...فربما نفسية بتال متأثر بماجرى معه ...
هو مازال حتى الآن لايصدق أن الحادثة التي سمع الجميع فيها بمنتصف الشهر ... هو من أنجـــزها بنفسه ..!!!!
حسناً هو يستحق اليوم أن يعامل معاملة الأبطــال ..
ليس لأنه أنجز ماكان عليه فعله ...بل لأنه أنجز ماعليه وعاد ...
فلقد أرهقت هذه الأرض من استقبل جثامين أبطالها ...
خرج من عنده ليحادث سلطان ثم من بعدها فياض ...
فلم يستطيعوا التواصل معه إلا كتابياً ...
ولم يكونوا يفهمــوا طبيعة مصابة حتــى ...
المنذر وهو يفرك مؤخرة عنقة رداً على سؤال سلطان عن وضعه النفسي :والله ماأدري كيف أشرحلك الوضع ... أبوهجرس والله ماعرفته ...!!!
كل شي فيه متغير حتى عيونه ماهي عيون بتال ...
هز رأسه مجارياً لعبارات سلطان التفاؤليه وأنها صدمة الحرب ...
وستزول ...حسناً تفائل لاأحد يكره الفأل الجيد ولكن ليس من سمع كمن رأى ...
عاد يخبره :28 طيارتنا من الرياض ومايبغى يقابل أحد ... تكفى حققوا له رغباته ... لاتندمي أني علمتك التاريخ !!!
والله ياأبوهجرس هذي رغبته هو ..صدقني مافيه مجال لتفاهم معـه ...
كان الخلاص من سلطان سهل ولكن فياض المصر على المجيء إليهم لم يكن بهذة السهولة فكان مضطر ليخبره بتواريخ مغلوطة ...
وسيغلق هاتفه باللحضات الأخيرة ...
××ماجات بالسهّل ولا جات بالحظ مافيه ضحكةٍ .. ما دفعنا ثمنها .××
*****
شيء يطبق على صدرها هذا ماتشعره من أيام فكرت هل حان موعد ولادتها لاتعلم لما تشعر بتوجس وعدم أرتياح تبقى لها شهرين وربما ثالث فلايوجد تقدير صحيح لحملهاا ...
كانت تتناول الحلا وهي تخبر أختهاا :ماني والدة لين أصير برميل ..ايه ويجي هو منسخط من الكرف ويعافني ..
حسناء بأستنكار :هذا بدال ماتدعين له يرجع بالسلامة ...
سمعن صوت أميرة تقول مستنكرة :يعع وش هالمسخرة ..!!!
قرف قرف بنات حماكم هذا مايستحي مقرف أكره الرجال الخفيف ...
حسناء بأستنكار :وش فيتس أنتي بعد ...
أميرة بأنزعاج :برسل على القروب شوفوة وأنا بروح أقلب الكيكة يمديها بردت...
عبيرة ويدها على بطنها المنتفخة :فكينا من كيكتس ماأحد أكلهااا بس بتمغصنااا...
أميرة بتكشيرة :والله ماأخليك تذوقينها ... وغادرت المكان ...
وصلهن المقطع جميعاً ...
لتقول عبير التي وضح عليها التشنج والضيق حتى أن طفلها داخل رحمها بدأ يركل بقوة :حسبنا الله ونعم الوكيللل ..
حسناء بصدمة :أنتي وش فيتس ..
عبيربغضب لاتستطيح كبحه :أكرهه أكرهه ..أنغاض أموووت حرة يوم أسمعه يقصد فيهااا
حسناء التي تغضن وجهها وهي تعلم أنها ستعود لسيرتها السابقة :بس خلاص صكي فمتس ترجع أميرة اللحين وتفضحين نفستس عندها خلاص أنتي جرأتس ماعاد لها حدود ...
عبير بجنون لاحدود له :ليه أنتي ماتغارين بعد ... لو كنتي مكاااني .. ماأقدر أقاوم ..شعوري أنه لي ماهوو لهااا ...
حسناء وهي تشعر بالقشعريرة من الفكرة المقززة أن تفكر بآخر بوضعها هذا:يالوصخة ولدتس في بطنتس وهذا كلامتس ..
عبير بجنون لاتستطيع أيقافه:تدرين وش أفكر فيه ...لو مااات بتال...
صمتت للحضة لتنطق بما حل على حسناء وكأنها كلمة كفــر: فياض بيأخذنـــــي..
حسناء بقهر وجنون :عساتس تموتين قبله ياقليلة الحياء الله يأخذ روحتس دام هذي أخر علومتس ...والله ماأسامحتس على هالكلام لو سماحي هو اللي بيطلعتس من النار ويدخلتس الجنه ...
وخرجت وهي تركض بجنون حتى دفعت أميرة التي كانت قادمة بالكعكة وأسقطتهااا ...
أميرة المذهولة من تصرفات حسناء ...بلعت أعتراضاتها حين رأت الذي يقف بالزاوية المظلمة ويتقدم منها هذه اللحضة ...
ليجمع الكعكة ويضعها بصحن وهي ترتجف من خروجه المفاجيء ...
قبل أن تنحني لتساعده وهي ترتجف قربه ...
مساعد يرفع لها الصحن ويشير لها أن تذهب ...
هزت رأسها بموافقة قبل أن تفر للمطبخ وهي تفكر متى حضر هذا ...؟؟؟؟
تكرهه وتمقت صمته ..
وعينية ياإلهي كم تحمل الكثير من الغضب ...
لايستطيع شخص طبيعي الأتصال النظري معه طويلاً ..
لأن نظراته أشبه بأشعة ليزر عالية المستوى ....
بعد ساعة فقط سمع الجميع صرخة عبير التي هزت أركان المنزل قبل أن تجدها أخواتها ميته بحمام الغسيل بفعل الصعق الكهربائي ...
صراخ.. جنون ...ذهول... لطم ...
كل هذا وهم يلتفون حول عبير الشاخصة عينيهاا للأعلى ..
أميرة بصياح رعب :دقوا على الأسعاف يمة خليني ندق على الأسعاف يمكن ماماتت أكيد ماماتت ...
كانت بيد مرتجفة تطلب الأسعاااف ...
قبل أن يدخل أخيها مصلح الذي وصل على صياح الأطفال الذي دخلوا عليهم المجلس ليلفها بعبائتها ويركض فيها للسيارته ....
أعلنت وفاتها ماأن تم الكشف عليهااا ...
الأطباء كانوا يهزون رأسهم بأستنكار على طلبه شق بطنها وأخراج الطفل ...
هي ميته والطفل ميت لقد أجروا أشعة ليتأكدون لايوجد نبض للجنين ... سينام مع والدته بقبر واحــــد ...
هذا ماكان ينقله مصلح عبر الهاتف لأخوته وهو مصعوق من خبر الوفاة المفاجيء بصعق الكهربائي .....
قبل أن يعود ليدق بيد مرتجفة ويحذرهم وهو حتى اللحضة لايصدق أن الموت أنتزع أحدهم بكل هذه السرعة ساعتين فقط مابين حياتها وأعلان وفاتها بالمستشفى :لاتدخلون الحمام اللي طاحت فيه لين نجيب مختص ...خلوا مساعد يفصل الكهرباء عنه هو الفاهم بالكهرب ...
××ليتني عن موتت الغالي فديته ..ليت عمــري كمل أيام وزاده
ياإله الكــون أرحم من خذيته ..وأسكنه جنات وأنهار وأمهــاد ××
***
قبل ذالك بساعتيــن ...
بعد أن خرجت من عندها حسناء ...شعرت بخوف مريع يتسلل لقلبهاا ...لقد أسهبت هذه المرة بالبوح بأمور توافق أهوائها الشيطانية ...
لقد أذنبت بهذة الليلة الكريمة ...
ناجت ربها بوجع يارب لقد أرهق قلبي من هذه المشاعر فأنتزعها من صدري ...أو أنتزعني من هذه الحياة ...
وقفت وبنيتها أزالة طلاء أظافرها وأحياء بعض ليلها بالصلاة لعل الله يغفر لها عظيم ذنبها ...
حين دخل عليها مساعد الصامت ...
عبير بتوتر :هلا مساعد مادريت أنك هنا وشلونك ...
كانت عينية أقسى اليوم من العادة ..ألقى كيس على الأرض ..
فهمت أنه لملابس المتسخة ...
سألته بأستنكار :وش أسوي فيه ...
كور قبضتيه وفركها ببعضها ...أي أغسليها ..
تنهدت بيأس ..وهي تعود لتنظر لأظافرها ..
عبير :طيب أبشر حبيبي خلها شوي وأغسلها بروح أصلي اللحين ...
هز رأسه ببرود بعلامة النفي ...وأشار للأسفل أي حالاً ..
ألتقطت الكيس وسارت بأرهاق للحمام الغسيل ..
شعرت برائحة مريبة قبل أن تدخل :مساعد فيه ريحة كهرباء ...
تراجعت للخلف بعد أن أكتشف خلو الحمام من الخف المخصص له ...
وهي بلا حذاء لأنها تشعر بتورم بقدميها وأحبت السير على السيرامك البارد ...
حين ألتفتت كان خلفها ... سيحاصرها حتى اللحضة الأخيرة ..
لتضع له ملابسه بالغسالة وترتاح ...
ماأن أقتربت من الغسالة حتى أكتشفت أن أرضية الحمام مبللة ...
فتحت الغطاء بسرعة ...ووصلتها صعقة كهربائية ...كانت كافيه لتلقيها للوراء فتصطدم بالجدار خلفها وتقع على الأرض...
وقف فوق رأسها حتى تأكد أنها فارقت الحياة وخرج بهدوء وهو يغلق الباب من خلفه ...
××العمر قطعه زجاج أنكسرت ولاطال أمدها..والعرب في العيد بدموع اليتامى مستهينه..
والشوارع لفها ثوب الظلام اللي هجدها..والبيوت أطلال من عقب المحبه والسكينه××
****
بعد منتصف الليل كان ينام بجوار زوجته التي جائت لتقضي الأيام الأخيرة معه من رمضان في الرياض ...
حين رن هاتفه ...رغم أنه قد وضعه على خاصية عدم الأزعاج ..
تقلب قليلاً قبل أن يلتقطه وينظر للرقم والأسم غير مستوعب ...آه يبدو أنه لم يزلها من الأرقام المفضلة ...
كان يدرك هذه اللحضة أن غادة قد أستيقظت وتحدق أيضاً للشاشة ...
لكنه رد بقلق :هلا أم نايف عسى خير ...
ايه ..وش تقولين والله ماني فاهم شيء ... من ..لاحول ولاقوة إلا بالله ..لاحول ولاقوة إلا بالله ....أنا لله وأنا إليه لراجعــــون ...
وأنقطع الأتصال من جهتها ...
غادة التي كانت نائمة وأستيقظت على الأتصال
كانت حانقة قليلاً على المتصل
ولكن أصبحت قلقه من وضع سلطان سألته وهي تراه يقف ليتوجه لثيابه قبل أن يغير أتجاهه للحمام ..
سألته :سلطان وش فيك أفزعتنــي ..
وقف لينظر إليها وكأنه تذكر وجودها ليقول بأختصار وصوت يائس :مرة بتال أم حاكم عطتس عمــــرها ..
ودخل وأغلق باب الحمام من خلفه ...
لقد جلست بدون شعور .. هل حقاً ماتت ...
بكل هذه السهولة شخص مات ..
هل تم عبر الهاتف نقل خبر مــوت بكل هذه السلاسة ...
ياإلهي لقد تيتم مجمــوعة من الأطفال ...
ولكنها أقدار الله اللهم لاأعتــراض ..
شاهدته يخرج ليرتدي ملابسه وبدأ أكثر تماسك وتقبل لصدمة ...
أخبرته بهدوء :عظم الله أجرك ...
سلطان وهو يعدل من وضعه شماغه :جزاتس الله خير ...اللحين أنتي وش بتسوين بتجلسين لحالتس ..
وزفر بضيق :بحاول ماأتأخر .. فمان الله ..
فجراً كانت قد صلي عليها ودفنت ...
عقاب الذي كان قلق من أن يدفن أبنه ويعترف حين جاء أبنائه لينقلوا له الخبر ...
جزع من أن يكون عن بتال ...
وراحة خسيسة أستقرت بقلبه حين كان الخبر عن زوجته ....
يشعر بندم مرير وحفيده يتمسك بجانب عصائه بدموع لاتتوقف عن المسيل وبلاصـــــوت ...
همس لفياض للمرة الألف :أخوك ماجاء !!!
فياض الذي كان قد أخبر والده عن أمر بتال وأنه في الجنــوب وحي يرزق وأراه بعض الصور بعد صدمة خبر موت زوجته ..
عاد ليخبره :يبه أنا غلطان بالتواريخ ...اليوم وصلوا ألمانيا ...
بنحتري الأمور تهدأ وننقل له الخبر ...مايمديه يرجع ولالها سنع رجعته ...عنده عمليات لازم يسويها ...
حين رفع رأسه بعد أن كان منكب بالحديث لوالده ...حتى أصطادت عيناه نظرة قاسية من أحدهم ..عاد لينظر غير مصدق مابال هذا الشخص ...إلا يحمل مشاعر حقاً ...
أختك من تدفن هناا ...
رائحة الموت تغطي المكان هل لديك القدرة على النظر بإزدراء أو أنفة ...
وجد نفسه يقلب عينيه بالحاضرين من أخوتها الجميع متأثر حتى أن أصغرهم يبكي كطفل مذهول من فكرة الموت أو ربما أحبها كثيراً ...حتى هو نفسه يشعر بالحزن
على أطفال تيتمــوا وعلى أخ ترمل وفقد زوجته التي أحبها بالتأكيد ...
مجرد فكرة أن يفقد من يحب ويفصل مابينه وبينها حاجز من تراب مرعب جداً ...
إذاً لما هذا الشخص لايحمل نفس مشاعرنا أتجاه المـــــوت ...
××أثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها.. والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه جاورت عقب الحدايق حفرة ماقسى لحدها.. حفره ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه××
****
كانت تحطم كل شيء يقع تحت يدها لايستطيع أحد أيقافها ..
وهي تكرر لما دفنوها وهي مقتــــولة ...لما لم يحققوا بالأمر ....
أحد زوجات أخوانها أقترحت أن يحضروا طبيبة لتحقنها بأبره مهدئة لأنها تثير وجع والدتها بتصرفاتها هذه ....
أميرة بصرخة أستنكار :أنت اللي تحتاجون أبرة تشغل عقولكم ...أقولكم ذبحها ...ليه ماتفهمــون ...
منيرة بنظرة يائسة:ياأميرة أنتي ماتدرين وش تقولين أهدي وأنا أختس الموت حق ومكتوب على كل واحد ...
أميرة بصرخة أعتراض :هذا موت مدبر ماهو من الله ...هذا قتل قتل ماتفهــــــمون ...
صرخة عند الباب موبخة ..أصمتتها لتبكي بدون صوت ..
قبل أن تلتف وتصعد للأعلي ...
وتعود تكرر لجدران غرفتها :ذبحها قتلها والله هو اللي قتلها ...كانت عيونه تقول أنه بيسوي مصيبة ...
عبير وش دخلها بالغسالة ...عبير ماغسلت ملابس عيالها عشان تغسل ملابسه ...الله يأخذ روحة ...حسبي الله ونعم الوكيل ...
يارب أنت فوق تشوف وشاهد ..ظلموها يارب خذ حقها من الظالم ..
××في نهار الحزن همي أرتديته ..وأظلمت دنياي وأعلنت الحداد
أحتواني اليأس ماأدري أحتويته ..وأنطفء فيني الأمل والهـــم ساد ××
****
كانت تجلس بمجلس العزاء بعقل شارد هي تحمل نفس أفكار أميرة
كل مانطقت فيه أميرة تعلم أنها محقة فيه
وهي أول من جرمها ونعتها بالجنون ..
ماتت عبير .. أختها التي كانت أشبه بتوأمها من شدة ماترافقتا بحياتهما ... فقدها أشبه بشرب حمض حارق والصمت على وجعه ...
مايوقد النار في قلبها أنها تفكر بتحملها للجزء من المسئولية
كانت كأخت كبرى عليها أصلاح هذا الموقف
قبل أن يصل لهذة المرحلة ...
ربما لو تصرفت بطريقة أكثر عقلانية وتفهمتها قليلاً ونصحتها
بطرق أكثر ذكاء وواقعية لأستطاعت أنقاذها من هذا المصير ...
مرارة هذه الموقف لايشبها حتى شرب الحنظل...
القاتل ..والمقتول كلهم من دمها ..
مات شخص ولاتستطيع التفريط بالآخر ...
والفضيحة ...ياإلهي كيف ستأكلهم الناس أحياء
لو فقط شاع خبر أن الأخ قتل أخته المتزوجة ...
أي عاقل سيقتنع بأنها جريمة دون سبب ...
لاتستطيع المجازفة ...الصبر على كل هذا الوجع هو مصير هذه المأساة ..
هذه حادثة للنسيان وليس لتفتيش فيها ...
كم حذرتك من هذا المصير كنت أعلم من حولنا لن يفهموا بالمشاعر
أنتي خائنة بنظرهم ..أنتي قذرة لاتستحقين العيش ...
ليته فكرة للحضة بأبنائك قبل أن يحكم عليك ويطبق الحكم ....
لو تريث قليلاً وشعر كم من العمر سيعيشونه أيتام من بعدك ...
ليتك كنت تفهم بالمشاعر يامساعد ليت ...
ربما حينها لم تقتل أختك بصمــــت كما تعيش كل حياتك ...
××ياحسرتي ياوجـودي ياكسر قلبي وعودي
عليه لحضة وداعة الله لايسقي وداعه ××
****
كانت تتكلم حانقة معترضة غيرقادرة على تقبل القدر برضاء: كل من عشعشتهم حذرتها من التردد على بيت أهلها وهذي خاتمتها ..ياويلي لو رجع ولدي وش أقوله .. يلوف قلبي عليك .. ياحسرتي ضاعوا الورعان من عقب أمهم ...
أسماء بحزن على الموقف برمته وأسلوب والدتها يجعل الأمر أصعب :يمه هذا اللي تسوينه أسمه اعتراض على القدر ..
فزة بحزن:الله يرحمتس ياأم حاكم دايم الطيبين مايعمرون ..
مريم التي تجلس جوار ليلى همست لها:هذي أكبر منافقة بالدنيا ..
ليلى بحقد :لا حبيبتي قلبها أبيض تشوف كل الناس طيبين مو مثلك ..
وقفت فهدة حين رن هاتفها برقم السائق لتخبرهن :يالله أمشن الله يعيني عليكن ...
أسماء بلهجة تحذير :يمه تكفين الناس فيها اللي كافيها لاتروحين ترمي من هالكلام قدامهم ..
فهدة بحنق :أمشي وأنتي ساكته ...
لاحقاً بمجلس العزاء كانت تقلب عينيها بالمكان قبل أن تنحني على أسماء التي كانت قربها :صادقة عمتي فهدة والله العشة أحسن من بيتهم أكيد بتنصعق بكهرباء زين ماطاح السقف عليهم ...
أغلقت عينيها وصدت للجهة الأخرى لتلاحظ أشارة والدتها لها أن تقترب ...
وحين أقتربت أخبرتها أن الأمراءة جوارها أبنة خالها وعليها أن تسلم عليها ...
سلمت على المراءة وعادت لمقعدها وسمعت سؤال المراءة عن كونها مرتبطة أو لااا ...
ياءالله كيف أصبحت مجالس عزائنا !!!
هل هذا المكان المناسب لتعارف ...
ماأن جلست حتى أخبرتها مريم :واضحة الحرمة حاطه عينها عليك وأنتي وش عندك كاشفة كل الناس بنقاباتها ..ولا يعني شوفوني حلوة حتى بدون مكياج ...
عادةً لاتهتم بمثل هذه الثرثرات ولكن قطعت عهد على نفسها أن تلقن مريم درس لن تنساه ماأن يعودوا للمنــزل ...
***
زفرت بضيق لايفوتها مايحدث من حولها أصبحت مراعاة مشاعر أهل الميت ... خلق يفتقده الكثيرين في هذا العصر ...
لاحظت أن فارس يأتي إليها ويقف جوارها ويهمس لها :بابا ونايف ..
ثم يخرج ويعود ليتمتم بكلمات غير واضحة ...
خرجت خلفه هذه المرة لتجد نايف عند باب المجلس شهقة بأشتياق وهي تضم لصدرها :يمه وليدي ليه يانايف وأنا أمك ليه تسوي فيني كذا شهر كامل ماتجيني شهر ...
نايف بأحراج :يمه آسفه ..أبوي يبيتس بالمقلط ...
حدقت بالأثنين .. هل ستخرج له فعلاً هي تعي أن خروجها له ومقابلته يعني أنها تقبل الرجوع إليه ...
أعتصر قلبها بألم على هذيانها وهل مازلتي تفكرين ...
هل ستتخلين عن أبنائك ألم تتعلمي شيء من مصاب أختك ...
سارت حيث ينتظرها دون تفكير ...
دخل نايف للحضة وعاد ليخبرها :تعالي يمه مافيه أحد ...
كان يجلس يوليها الباب الذي دخلت منه ظهره ..حين دخلت ألتفت إليها مباشرة ...
ومد يدها مصافحاً قبل أن يسحبها ليطبع قبله على رأسها :عظم الله أجرتس ...ياأم نايف ...
ردت وعبرة كبيرة قد سدت حنجرتها فظهر صوتها متحشرجاً :أجرنا وأجرك ..
سحبها ليجلسها جواره وهو يضع يده على أكتافها :أصبري يا حسناء أنما
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب))..طريق وكلنا ماشينه ماسمعنا أحد تخلد فيهاا ...اليوم هي وبكرة واحد منااا ...
الأيمان بالقضاء والقدر خيره وشره ركن من أركان الأيمان ...
وبعد حديث طويل طلب منها :ناديلي عمتي بعزيهاا ...
حسناء بفتور :أمي تعبانه ماتقدر تحرك الحريم يسلمن عليها بغرفتها ...بسويلك طريق لأرسلت نايف تعال ..
فعلاً خلال دقائق ...كان يعزي المرأة العجــوز ...
التي كبرت عشرين سنه بأقل من شهر فهو قد زارها في أول رمضان ليبارك لها الشهر ...
بعد أن تحدث معها قليلاً ...أشتكت تخبره من بين دموعها :اللحين هالأيتام من بيتولاهم ... بيضيعون والله محد بيحرص عليهم مثل أمهم ...بس وش السوات هذا قدر رب العالمين ..أن بنشدك ياأبو هجرس ولاتسذب علي ..هي مرت أبوهم أجودية ولا بتضيمهم من بعد أمهم ...
حسنا تهدأها :يمه لاتشيلين هم أحد أمرضتي نفسك بالتفكير ...
سلطان يربت على يدها ليصمتها :ياعمة عيال بتال محدن بيضيمهم وأبوهم حي وراسه يشم الهواء ... ولا من عقب عينه ...
لو مايبقى له بالحياة إلا نص عم ماخلاهم ...
ولارضى عليهم بالضيم وهو عايش ...
ولاتخافين من الحريم ... اللي بتفكر تضرهم بيت أهلها يحتريهاا ...
وأصلاً محد موليهم لحرمة الأبو هنا عندتس وعند خالاتهم وهناك عند جداتهم وعماتهم ...
أم صالح بنشيج :طيب وأنا أمك وصاتي لك تقول لأبوحاكم إذا رده الله سالم معافى ... كانه يسمع شورنا ياأخذ خالتهم مافيه بعد الأم أحن من الخالة على عيال أختها ...
سلطان يغلق عينيه بتصبر ...
وحسناء تشير له بعيد عن أعين والدتها أن يخرج ...
فوقف مستأذناً أوصلته للقسم الرجال :سلطان تكفى أنسى اللي قالته أمي .. هي ماتدري وش تقـــول ..تكفى يكفينا ضحايا ...وخبال ...
خلاص اللي راح راح مانبي نظلم أحد جديد ...
سلطان يخبرها مهدأً :يوم يعود بتال إلا عمتي كد نست كل هالعلــوم ... يالله فمان الله لأحتجتم شيء كلموني ...
××غفلنا عن الدنيا ودارت بنا بـ سكات وضحكنا واثر الايام ماهيب ضحاكه !××
****
يجلسون في صالة والدتهم بعد أن رجعوا من العــزاء ..
حين دخلت أمراءة مسرعة لتصعد السلالم للحضات وكانت خلفها أخرى أشد سرعة ...
ليلى كانت الأخيرة وقد نزعت غطائها فبدت معروفة لهم :كفو أسماء أمسحي بوجها السيراميك وماجاك في وجهي ...
فزاع الذي وقف بجزع :من هذي حسبي الله عليتسن ...وصعد بسرعة حين أدرك أن الهاربة الأولى زوجته ...
فياض بحدة :أنتن وش فيتسن لاحياء ولاأحساس ماكنتسن راجعات من عزاء ...
ليلى بتشدق هي تقترب بهدوء لتجلس :إلا راجعين من عزاء ..سوينا الواجب ..وقبلها دعينا للميته ...بس مرتك وينها .؟؟؟ ماشفناها بالعزء ماتعرف الأصول ..
فياض وهو يعتدل بجلسته وبكل وقاحة :مرتي تقول ماتعرف تعزي ولاتدري وش تقول ...قلت أجلسي فالبيت أحسن لتس ..
ليلى بأستنكار :وأنت مصدقها ..من جد كيف تقدر تمشيها عليك ..
فياض :أسمعي خزامة مالتس شغل فيها روحي صفقي مريم ..دوسي في بطن مرت الحكم ... مرتي أنا لا خط أحمر ...
الحكم الذي يجلس بلا أهتمام بكل أحاديثهم :ايه مرت الحكم حيطة هبيطة في ذا البيت .. ياأخي دافع عن مرتك تغلط على حريم خلق الله ليه ..
فياض :اخص وصرنا نعرف ندافع !!! لافيه تحسن .. الحمدلله على السلامة ...سوت خير النحشة لمكة ...
ليلى :ايه على طاري مرتك أنت ألحق شكلها نشفت من الصياح ...
بكت عبير أكثر من أمها وخواتها ...
خرج وهي يدرك جيداً سبب بكائها وليس له علاقة بالمتــوفاة ..
حين أقترب من الغرفة كشر بوجهه حين وصله صوت هجرس المزعج ..فتح الباب بطريقة فجة ودخل قال بعد أن سلم :أنت حتى بغرفتي ألقاك ..
هجرس بأبتسامة صفراء :ريح قلبك مسافر ومخلي لك الرياض بكبرها ...
ووقف وهو يخبره :طلع أختي من الجحر اللي أنت حابسها فيه ...كل سلفاتها عندهن أجنحة وأختي بغرفة ...
أعطاه ظهره ونزع ثوبة وعلقه ..وذاك ألقى نظرة ساخرة وخرج وهو يغلق الباب من خلفه ...
أخبرها بعد أن رأى الحديث بعينيها :لو فكرتي تقولين بروح هناك ولا هناك أقولتس من اللحين لااا ...
فزة بتبرم :ايه أنا كل شيء لااا ...الحريم كلهن عايشات وأنا مدفونة بالحياة ...
يحرك فكة بملل :يعني هذا وحمتس اليوم !!!
فزة تنفجر بالبكاء بقهــر :وتشمت فيني بعد ياللي ماتخاف الله كل منك أصلاً ...ياليتني مت قبل لأعرفك وأبتلي فيك ..
الحكم وهو ينفض فراشه قبل أن يستلقي عليه :ماراح أرد عليتس لأنتس بحكم اللي مرفوع عنه القلم ...تصبحين على خير ..
وصحيني للسحور بكرة صيام بعد ...
من جهة فزاع الذي لحق بأسماء وزوجته ..
تنهد بأرتياح حين وجد أسماء عائدة دون أن تمسك بها فقد دخلت الغرفة وأغلقت على نفسها أخبرته بحقد :لو تدخل تحت الأرض بطلعها ..كان أحسن تخليني أخذ حقي منها اليوم لأن المرة الجاية بندمها على اللي قالته حتى لو قدام الناس ...
فزاع لم يرد ..لأنه لايريد الأشتباك مع أسماء صاحبة اللسان الحاد ..
طرق على الباب :مريم أفتحي أنا ...
فتحت باب الغرفة غير مصدقه أنها نجت :راحت أختك ...
فزاع بنرفزة :ايه راحت أنتي وش مسوية محد يسلم منتس ...
مريم بذعر فهي لم تتخيل أن أسماء ستلحق بها حقاً لتضربها كم تبدو ليلى بريئة أمامها :ماسويت شيء أختك مهبولة ماأدري وش صاير معها وبتحط حرتها فيني ...
فزاع :كذابة أسماء ماتخطي على أحد أكيد أنتس مخربتها معها ياأم لسانين ...
مريم :والله ماقلت شي بس هي حساسة من يوم تطلقت ...كل الحريم بهالبيت يكرهوني ..الوحيدة اللي كانت تسمعني جوزاء ...
يارب قرب جيتها خلاص راحت العدوة لو منها أرجع بفستان عرس ...
فزاع بذهول :حسبنا الله ونعم الوكيل أنتي ماتخافين الدنيا تدور علينااا ...يامسلمة خافي الله هذا موت موت ...
مريم بجزع من صياحة بوجهها:فزاع حبيبي لاتسوي مثلهم أنا وش قلت ..!!! والله كلام عادي ...
فزاع بيأس من أن تشعر بحجم الواقعة :أنا أروح أرقد أرحم لي ..الجلسة معتس صاير كلها ذنوب ..
مريم بذهول بعد أن أغلق الباب من خلفة :يمه وش فيه هذا ..أكيد عشاني بدون مكياج ولا لو كاشخة ماتجرأ يقول هالكلام بوجهي ...
جلست وفتحت التلفزيون ...أتصلت على والدتها لم ترد فأتصلت على أختها :الو هلا والله ايه رجعناا .. ورى ماجيتوا ..زين أبوي وافق .. المهم أقولك تخيلي ماجت أعوذ بالله عزاء هذا مافيه زعل وعدوات ... الناس كلها تهرج وين ضرتهاا فشلتنا ...
××اكثر الي يدورون العيوب هم اهل العيوب مدمن الحـاجه هو فقط الي يسعـى لها.××
****
أستيقظت على دخوله نظرت لساعة كان قبل الفجر بساعة ...
تظاهرت بالنوم لأنها فعلاً لاتستطيع التحكم بأعصابها بهذة اللحضة ...
وغداً ظهراً ستكون طائرتها من الأفضل أن لاتتواجه معه كثيراً ..بعد ماعرفته ..
تشعر أنها كانت بخدعة كبيرة ..لاتعلم كيف أنساقت خلف مشاعرها ..
حتى أصبحت بهذة السذاجة ..
كيف أنطلت عليها هذه الخدعة ...بالتأكيد لم يكن هناك أخرى طوال الفترة الماضيه لهذا كان لديه كل ذاك الوقت لمغازلتها
وأيهامها بمشاعر لايمتلكها هي كانت كالعجلة الأحتياطية ...
لم يكن لدية زوجة ..لقد أفترق عنها قبل أرتباطه فيها ...
لو لم تعرف والدتها على سبيل الصدفة وتسألها لتتأكد من الأمر
لبقت داخل هذه الخدعة طويلاً ...
لقد أسرفت بمشاعرها عليه جرحها هذه المرة مرير بطريقة تخشى معها حتى أن تشير إليه لأن مجرد الأشارة فقط ستؤلمها
فكيف لو لامست الجرح نفسه ...
وتتمت الرواية التي وصلتها اليوم أنه أعادها لعصمته ..
لم تفرح للحضة حتى ...لقد كان معرفتها بالموضوع متوازية ..طلقها... أعادها ...
كل شيء سيتغير ...وسترين التغير بعينيك ..
هو لم يزرك إلا مرة واحدة حين أتى ليتزوجك وبعدها أنتي من كنتي تأتين إليه ...الأنثى الراقية المراعية العملية ..
الغير تافهة ولاتتوقف عن توافه الأمور ...
سألها بصوت هامس :غادة !!!
لم ترد عليه فأعتقد أنها نائمة فخلد للنوم هو الآخر ...
حين شعرت من ثقل أنفاسه أنه دخل لعالم النوم ..
أنقلبت لتواجهه ..
أول التغيرات ..!!!
حين كان يأتي وهي تنام للجهة الأخرى كان يعدلها لتصبح بمواجهته غير مهتم حتى لو أستيقظت من الحركة !!!
بهذة اللحضة تتفهم الأشخاص الذي يقتلون أحبابهم من شدة الغيرة ..
لأنها بهذة اللحضة ..تريد أن تكتم أنفاسه بالمخدة التي تنام عليها ...
حتى لايحظي أحد غيرها فيه ...
عند هذه الفكرة قررت أن تغادر الفراش ..
خرجت لصالة الجناح التي كانت باردة جداً بفعل التكييف ...
ولايوجد لحاف آخر ..
حدقت بالشماعة قرب الباب والتي كانت تحتوي عبائته الرجالية ...
ألتقطتها وألتحفت فيها ونامت ..
كان عائد من صلاة الفجر حين وجدها مرتديه عبائتها وتستعد للخروج سألها غير مستوعب :يالله صباح الخير على وين العزم ..؟؟
غادة بهدوء :معليش حبيبي نسيت أخبرك أمس ..تعرف من جيت كان لازم أنزل السوق وماجتني الفرصة وطيارتي الظهر ..
سلطان ببرود وهو ينزع شماغة ويفتح أزرة ثوبه أستعداداً لنزعه :بلاها هالطيارة عيدي هنااا ...
غادة بنرفزة لم تستطيع كبحها :ليه عشان أعيد بين الأربع جدران وأنت مع حرمتك وورعانك ..
سلطان بصبر :طيب هدي وبلاها النرفزة الزايدة ...
غادة بتهكم :اعذرني هرموناتي ضاربه ..هذي خويتي تدق أكيد وصلت ...يالله عن أذنك ...
بعد خروجها هز رأسه بيأس ...كان يعلم أنها لن تكون على طبيعتها منذ رأها نائمة بالصالة ..
همس محدثاً نفسه :الله يستر من قلباتس ياغادة ...
زفر بضيق وهو يجلس مكانها .. هاهي غادة لاتبدو على طبيعتها وهجرس قد فر لجدته ..وكأن مجرد أعادته حسناء لعصمتــه
تسببت بكل هذة الكوارث وهم لم يعلموا بأمرها حتــى ...
××ما سألتك عن غيابك والظروف لأني أدري مالها عندك سبب ولا أبي أسأل وتعطيني حلوف خايف ذنوبك يزودها الكذب .××
إنتهـــــى
JoJo هي أكثر شخصية أصرت على عبيــــــر ...
عبر الزمن حزرت سبب الموت الكهرباء ضمن عدت تحزيرات بس هي الوحيدة اللي تطرقت له ..
عاشقةديرتها
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عاشقةديرتها
البحث عن كل مشاركات عاشقةديرتها