عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-21, 04:29 AM   #44

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 26 / أليكساندر ~ قراءة ممتــعة


لم يجبرنا إيمانويل على الرحيل من منزل بجدران وسقف فحسب ، بل جعلنا نرحل من ذكرياتنا ، من مكان شيده أبي بيديه واضعا فيه كل سنوات تعبه و كل حبه لنا

قطرات المطر الخفيفة عادت بي سنوات للوراء في طقس مشابه ، كانت أمي تغرس في أزهار اللافيندر التي أحضرها لها أبي كمفاجأة ، بينما كان يبني سياجا خشبيا صغيرا ليصنع لها حديقة في الباحة الامامية للمنزل

كنت أمرر فرشاة الطلاء على اللوحات الخشبية التي ثبتها أبي ، باللون الأبيض ، أورون ذو الخامسة كان يغمس يديه في دلو الطلاء الأزرق الذي إختاره ويضع أصابعه الصغيرة فوق الخشبة البيضاء ، ملوثا ملابسه ووجهه ، بينما كانت ماكنزي تجلس فوق كتفي أبي رافضة النزول تخبرني أن أطلي الخشبة التالية باللون البرتقالي الذي إختارته ، ثم جعلته يضعها أرضا لتعاند أرون وتغمس هي الاخرى يدها وتطبع بصمات أصابعها الصغيرة ، رأيت إبتسامة أبي المغرمة بعائلته الصغيرة ، حيث أجبرته ماكنزي على طبع بصمته أيضا ، وأرون نادى أمي لتفعل مثلهم

حينها نظر لي أبي قائلا ( سعادتنا لا تكتمل بدونك ياولدي ، إختر اللون الذي تريده وضع بصمتك بيننا )

فإخترت اللون الأبيض لاني أردت أن نعيش دائما في سلام مثل تلك اللحظة ، كنا عائلة سعيدة تقيم هنا ، أردنا أن تصبح واجهة منزلنا سعيدة أيضا

سرعان مابدأت زخات قوية من المطر تنزل من السماء ، سارعت لأساعده لحماية السياج بورق بلاستيكي شفاف كبير ، إبتسامته لم تتوقف وهو يهتف ( أدخلو إلى المنزل بسرعة ) ..حمل أرون على رأس عقب عمدا ليجعله يقهقه وهو يضع يده فوق رأس أمي محاولا أن يحمي شعرها من التبلل

وأنا حملت ماكنزي وركضنا إلى داخل المنزل ، المكان الذي بناه أبي لنا لكي يحمينا حتى من قطرات المطر ، المكان الذي أخرجنا منه اليوم إيمانويل الذي لم يشاركنا في تلك اللحظة السعيدة ولا في أي ذكرى أخرى جمعتنا معا لأنه كان يعزل نفسه عنا متذمرا من مستوانا البسيط ويلوم والدي لأنه فقير ولا يستطيع حتى توفير منزل فكان يقضي معظم وقته في معمل الأقمشة مع جيسيكا وأمها

هو لم يرى كيف حرصت أمي أن تعتني كل يوم بكل تلك الأزهار والورود والنباتات الجميلة ، وحافظت عليها طوال هاته السنوات ، لا يعرف أن تلك الحديقة الجميلة هدية من زوجها الراحل وبمجرد تواجدها فيها يخفف عنها إشتياقها له ، وكلما تفتحت بتلة فهي تبتسم بسرور وكأنها واحدة من أولادها ، ولا أنها كل شهر تقطف من أزهار اللافيندر وتضعها على قبر أبي

هو لم يرى كم كان أبي يحبنا و يتعب من أجلنا ، لم يكن غنيا لكنه يعمل أكثر من الأغنياء لكي لا يدعنا نشعر بالحرمان من شيئ ، لقد سخر نفسه لنا فقطْ ، لم يعرف حقا الرجل العظيم روبرت ستون .. الذي رغم هيبته أمام الناس فهو كان خفيف الظل يجعلنا نبتسم حتى في الظلمة
يشعرنا بأن كل شيئ على مايرام بينما كانت الحياة تعصف به من كل صوب

هو لم يرى أرون وماكنزي يكبران أمامه ، لم يسمع كيف نطقا أول كلمة لهما في المطبخ ، لم يرى كيف قاما بأول خطوة لهما في غرفة المعيشة حين سمعا صوت أبي عائدا من العمل ، لم يرى كيف كانا يضحكان في الأرجاء ويختبئان في كل زواياه ، لم يرهما حين يعودان يتسابقان ركضا من المدرسة ، حيث ترمي ماكنزي محفظتها بتمرد على أرون فتسقطه أمام المدخل لتدخل قبله، ثم يدخلان ليملأ صوت أرون غرفة المعيشة شاكيا لأمي سلوكها العدواني ، وهي تكتفي برفع كتفيها بإستفزاز بريئ وتسارع لتشطب في تلك اللوحة بالطبشور تحت إسمها معلنة فوزها مرة أخرى .. لم يكن يعرف بشأن هذا التحدي الذي وضعته أمي في فصل الشتاء لتجعلهما يعودان بسرعة إلى المنزل بعد المدرسة خوفا عليهما من الظلام والطريق الفارغة والكلاب الضالة ، لقد كانا في السابعة فقط وإيمانويل لم يكترث أبدا بإحضارهما

لم يرى كيف كانا يتفاخران أمام أصدقائهما بمنزلهما الجميل الذي يقع أسفل الجبل محاطا بمناظر طبيعية خلابة بينما كان هو يمقته ويتمنى إحتراقه

هو لم يعش تلك اللحظات معنا و لا يعرف إلى أي عمق جرحنا ، رغم إنعزاله عنا و تصرفاته الأنانية فأنا إعتبرته مثل أرون وماكنزي ، لم أجبره على شيئ ، حتى كنت أفرح لانه يعود كل مساء إلينا كنت أكتفى برؤيته بصحة جيدة وبجانبنا

تغافلت عن معاملته السيئة إتجاهنا وبالأخص نحو أمي ، و تجاوزت له كل المصائب التي أصابني بها ، لقد وثقت به لأنه إبن والدي في النهاية ، أنظرو إلى هذا القلب الطيب إلى ماأوصلني ..خيانته هذه لن أسامحه عليها أبدا

حدقت في السياج السعيد الذي مايزال يحتفظ بكل بصماتنا ، وخطوت خطوة كئيبة إلى الأمام حاملا أختي وكأنها ماتزال في الخامسة من عمرها

عدى أن هذه المرة ..إني أخذها إلى المجهول

أشعر بأن أمي قلقة أكثر شيئ على أرون حاليا ، لأنها تمسك بيده لتنبهه على الحفر والصخور أمامه ، لا يبدو أنه يرى أمامه من الصدمة

شعرت بحلقي يتورم من الغضب ، وأن الحرارة تسرق من جسدي ، كنت أسحب الهواء لرئتاي بصعوبة ، وعلى غفلة شعرت بأنامل ناعمة تمسح دمعة لم أحس بنزولها ، لمسة بسيطة جلبت راحة لروحي المتخبطة ، همست تاماني في أذني بتعاطف ( حبيبي.. منزل جدي فارغ ، يمكننا الذهاب هناك )

أخبرتها وأنا أغطي أذن أختي بدون أن تنتبه ( عمي أبلغ خدمات الإجتماعية لحماية الطفل لكي يأخذوا ماكنزي لمكان أفضل ، والأن بعدما إكتشفت أن إيمانويل إتفق مع اندرو فبالتأكيد سيخبره بماحدث ، إن بقينا في منزل جدك سيجدونناَ ..يبدو ان ليندا تعرفه جيداً لأنه مشهور في المنطقة وسيكون أول مكان تبحث علينا فيه ، يجب ان أخرجها من كوتسوولدز الليلة ، لم يبقى لدي حل سوى العودة إلى لندن )

عانقت ماكنزي بقوة في صدري حين وصلت للسيارة وأكدت لها رغم جهلها بالموضوع (لن اتخلى عليك ابدا ، سأحميك كمافعلت دائما)

وضعتها في المقعد الخلفي ففضلت تاماني الجلوس بجانبهاَ وفتحت لها ذراعيها لتحتضنها مثلي

( هيا أرون ) تسمر فوق الأرض وإحمرت عينيه بقوة ، قال وشفتيه ترتعشان ( هذا غير منطقي..يجب أن نعود إلى منزلنا أليكس ، أسمعتني إنه منزلــنا ، قل شيئا ، حياتنا وذكرياتنا هناكْ ، أثار أبي هناك ، قلبـي وروحي هناك )

عانقته قليلا ، مررت يدي على رأسه المحلوق فشعرت بجروح خشنة لم أنتبه لها حتى الأن

شعرت بقلبي يعتصر قهرا وسمحت للغضب بأن يبتلع أخر مشاعر أخوية كنت أكنها لإيمانويل ، همست ببطئ ( المنزل حيث نكون معا ، سأعتني بكم أينما كنا ،هيا يابطلي ) فتحت له الباب الأمامي فصعد مقهورا، إحمر وجهه و كذلك عينيه حمراء محتقنة بالدموع

أيقظت محرك السيارة فسمعت تاماني تقول من الخلف (ستكون الأمور بخير ياعزيزتي )

نظرت في المرآة الأمامية لأرى طيف إبتسامة أختي ( أتمنى )

بعد إحترقت وسط أفكاري باحثا عن حل قررت أن أكتب رسالة الى دوغلاس لأنه لم يبقى لي غيره ، وأخبرته بكل بإختصار شديد اننا طردنا من منزلنا ، لكي لا يسمعوني أقولها علنا وأزيدهم حزنا، فقال أنه سيجد لنا مكان نبقى فيه مؤقتا ، إستمرت بالقيادة طوال ساعتين دون توقف

وقبل ان أدخل إلى لندن إتصل بي وأعطاني العنوان فسألته محتارا ( أليس هذ عنوان منزل كورتيس ؟ ..)

قال بتردد (نعم )

( لا أستطيع القدوم لمنزل كورتيس ، قلت لك انني برفقة عائلتي ، جد لي مكانا أخر بسرعة) قطعت صوتي المتنرفز حين سمعت صوتا رزينا هادئا ( مرحبا أليكساندر ..هذا انا كورتيس وأنا ساكون مسرورا إن جئت واحضرت عائلتكَ )

شعرت بحياء كبير منه الأن فقلت بنبرة ودية ( أنا حقا اشكرك على ذلك لكني لاأريد ان أتعبك معي .. أنت إستقبلتني وإستقبلت دوغلاس )

فقال بإصرار( وسأستقبل عائلتك ، تذكر اني اعيش بمفردي وأعمل طوال اليوم ، فليظلوا في منزلي حتى إشعار أخر ..تعال وإلا أخذت على خاطري ، تعرف جيدا انني أعتبرك مثل إبن لي وعائلتك هم عائلتي ، بالإضافة يصعب إيجاد مكان مناسب في لندن بهذه السرعة ناهيك في الليل ، لا ترهقهم في البحث )

نظرت مجددا لإنعكاس وجه ماكنزي التعبان وللأمطار الغزيرة فإستسلمت (حسناً، انا في طريقي )

( من يكون كورتيس ؟ ) سألني أرون فتمتمت ( إنه صديق طيب جداً، ستكونون بأمان بمنزله)

نصف ساعة وصرت بجانب منزله ، لأني قدت مثل المجنون خوفا أن يتبعني أندرو ، ومعه الشرطة

( هل سنبقى هنا ؟ ) سألتني أمي بحزن فأومأت ( للوقت الراهن)

إستقبلنا كورتيس كأنه حقا يستقبل أفراد عائلته ورأيت كم كان دوغلاس سعيد لرؤيته أختي فتجاهلت ذلك لاني لا املك الان مساحة للمزيد من الغضب

هي الان تغط في نوم عميقْ بين ذراعي لأنها وجدت أخيرا الامان الذي حرمها إيمانويل منه

( أليكس خذها لغرفة إبني ) أرشدني كورتيس لتلك الغرفة التي يطغى عليها الطابع الذكوري

وضعتها بهدوء فوق السرير ومررت أصابعي حول أثار الخنق في عنقها لأهتاج غضبا ، وأغرق في ذنب فضيع ، قبلتها بلطف على جبينها ووضعت عليها اللحاف

نهضت من السرير لأجد كورتيس مازل يقف أمام الباب قائلا بأسف ( لقد اخبرني دوغلاس كل شيئ ، انا أسف جداً ، لكن أريدك ان تعرف أنني هنا وسأساعدك ..ويمكنك ان تعتبر هذا منزلك لكل الوقت الذي تحتاجه )

شعرت بحلقي يتورم مجددا ، والدموع تعتم رؤيتي ، كانت قبضتي مشدودة بغضب ممتزج بخذلان وقهر وذل

هذا ماحاولت أن أجنب عائلتي إياه منذ وفاة أبي ، أن لا يشعرو بالذل

بالإحتياج ، أو بالغربة ..كيف تجرأ أن يجعلنا ان نشعر بكل هذا في يوم واحد ، كيف وضعني في هذا الموقف حيث أنا عاجز أن أرفع عيني حتى خجلا من خيانته ، ظننته أخي وحتى لو وقف الجميع في وجهي هو سيقف بجانبي ، كيف جعلني الأن ألجأ للغريب ليفتح أبواب منزله لعائلتي بينما لديهم منزل فعلا ، لقد عاش أبي حياته متعففا فيما يخصنا وكذلك فعلت أنا ، لم أجرؤ قط أن أمد يدي لأحد طمعا ،ولا حتى إحتياجا من أجل عائلتي ، كنت أعمل لأجنبهم الذل ، كنت أحافظ على كرامتهم ولا أنتظر أي مساعدة ،حتى ولو كانت بنية طيبة مثل كورتيس، إمانويل أهانني وجعلني أنحني بعدما كنت شامخ الرأس

شعرت أنني سانهار ، سأسقط على ركبتي وأبكي وأصرخ بصوت عال حتى أنزف من أنفي ، كل شيئ يتخبط بداخلي لكني وقفت بثبات ، أخبرت نفسي أنني سأنهار يوما لكن ليس اليوم ، عائلتي ينظرون لي الأن كأخر أمل ، سأكون قويا اليوم

أخفضت وجهي للأرض خجلا من كرمه ( لا أعرف كيف أشكرك ) وبنفس الوقت شعرت كذليل رغم نواياه الطيبة

وضع يده على كتفي مبتسما بود ( أنت أعدت الحياة لمنزلي .. على الأقل سيكون هناك أشخاص لأتحدث معهم للأيام القادمة ..أنا الذي أشكرك ياأليكساندر )

وقفنا معا في الرواق فجائت امي لتقول بإمتنان ( أنا جد شاكرة لك لانك فتحت لنا أبواب منزلك ،لن ننسى لك معروفك )

أومأ كورتيس لها بإحترام ( تصرفي كأنك في منزلك ياسيدتي وبمناسبة حضوركم اليوم ، سأطهو ألذ الاكلات التي أعرفهاَ ، هناك طقم من أواني روسية الصنع ، هدية من إحدى تلاميذي بعدما اصبح شاف هناك ، كنت أنتظر لمة جميلة كهذه لأستعملهم ، وضعتهم في المطبخ )

فإبتسمت أمي في وقت ظننت أني لن ارى إبتسامتها مجدداً ( سأساعدك في المطبخْ)

إن الساعة الثامنة مساءا الان ، دخلت للصالة حيث كان يجلس دوغلاس وتاماني متجاهلان بعضهما ، رأيت أرون يجلس بمفرده منعزلا ..شارد في الارض فذهبت إليه ووضعت يدي على كتفه

رسمت إبتسامة على وجهي لأقول ( أيها البطل ..لا تقلق .. سيكون كل شيئ على مايرام )

حرك وجهه بعيون محمرة حتى ظننت أن دماء عروقه الصغيرة إنفجرت ( كيف إستطاع أن يفعل بنا ذلك ؟ بماكنزي ؟ .. بأمي المسكينة ؟ ) تبللت رموشه بالدموع ( لم يعد لدينا منزل ، لم يعد لدينا شيئ )

( أعرف..لكنني أعدك بأنني سأجد حلا ، نحن لن نبقى هكذا ..فلنعتبر بان هذه مرحلة سيئة في حياتنا وسوف تمر قريباً ..حسنا يابطل ؟) ربت على رأسه المحلوق وسألته ( ماذا حل بشعرك الجميل ؟)

طأطأ رأسه ببؤس ( تواجدي في المنزل كان يسبب إزعاجا لجيسيكا ، كانت تشدني منه بأظافرها الحادة طوال الوقت ، فحلقته في لحظة غضب ، لكنها لم تتوقف قط )

أخذت نفسا عميقا محاولا أن أسيطر على قبضتي ولا ألكم شيئا في منزل كورتيس
وسألته ( ولماذا تركت المدرسة ؟) ولاحظت ذهول دوغلاس لمايسمعه

( بدأت أعمل لأساعد أمي في المصاريف ، ايمانويل تركنا للجوع ، أسف لأنني لم أخبرك حتى الان ، لقد صدقنا كذبه و أردناك أن تحظى بفرصة لتكون سعيدا فأنت ضحيت كثيرا من أجلنا)

مسحت كل وجهي لكي لا أشعره أني أمسح دموعي ( سعادتي لا تكتمل بدونكم أرون )

تراجع قليلا ليخبرني بقلق ( اذا يجب أن تعرف هذا أيضا .. لقد حدثت عدة أمور جعلت ماكنزي تستسلم وتتوقف عن أخذ أدويتها ، جيسيكا كانت تسيئ معاملتها و حاولت حقا خنقها ..كانت غلطتي فأنا تركتها بمفردها و خرجت لاحضر الحطب وحين عدت بالكاد أبعدتها عنهاَ وامانويل وضع كل الذنب فيما يحصل له ولنا على مرضها )

( عظيــم جدا ..والان بما أنني صرت أعرف ) ضم دوغلاس قبضة يده بقوة وشدد على أسنانه
( سأقتلهما ، سوف أقتل الحقيرة السافلة ، سأمزق ذلك الوغد اللعين )

حذرته ( لن تفعل شيئاً ، لا أحد سيفعل شيئاً .. يجب أن أفكر بروية وبحذر لخطوتي التالية)

وبعد ساعتين بدأت رائحة شهية تأتي من المطبخ ففكرت أنه يوجد أفضل طباخين هناك واليوم قد تأكل حبيبتي ألذ طبخة في حياتها

هاهي مكتفية بالصمت طوال الوقت متعاطفة معي ، أعرف أن عقلها الأن على وشك الإحترق وهي تفكر كيف تساعدني ، وبمجرد أن نظرت إليها حتى إنتقلت لتجلس بجانبي قائلة ( أليكس .. ربما سيكون من الأفضل ان أذهب للبيتْ)

حضنت يدي فادركت كم إشتقت إليهاَ اليوم، كانت مثل الدفئ المنبعث من أول خيوط أشعة الشمس الدافئة على قلبي المهموم ( أسف .. لقد أهملتكِ ) أغمضت عينيها بإشتياق متبادل وإنحنت لتغمرني بعناق حنون هامسة ( يكفي أن أراك بجانبي )

طوقتها بذراعي فوضعت وجهها على صدري ، وراحت تداعب بأناملها على لحيتي

فهمست شاردا في عينيها الجميلتان ( إبقي معي ، أحتاجك ) شعرت بطوفان من المشاعر السلبية يغرقني عميقا في الظلام وهي منفذي الوحيد لأتنفس

وهكذا بقيت شاردا لوقت طويل ، كانت أفكاري مثل الأمواج المتلاطمة ، لا أعرف ماذا سأفعل تاليا لطالما وضعت كل الإحتمالات السيئة التي قد تحدث وكنت مستعدا لها ، لكن الإحتمال الوحيد الذي لم يخطر ولم يكن سيخطر على بالي قط أنه سيأتي يوم سأطرد من منزلي ..كان الأمر الوحيد الذي لم أقلق بشأنه ..على الاقل كان لدينا سقف يحمينا ، عوضا عن التفكير بخطوتي التالية أنا أفكر بهوس بخيانته لي ، بالطعنة التي أحرقت روحي ، لم أكن لأحزن هكذا لو كان عمي من فعلها ، لكن أن يكون أخي من لحمي ودمي !!

( العشاء جاهزْ ) نادانا كورتيس فنهض أرون مسرعا بعد أن أخبرني ( أنا أتضور جوعاً ) كيف له أن يتركهم للجوع ، والأن تركهم في العراء لولا كرم كورتيس

( هيا حبيبتي ..لابد وأنك جائعة أيضاً، إسبقيني وأنا سأوقظ أختي وأتي ) جعلتها تقف وأرسلتها بعد أن قبلتها للحظة على خدها الناعم

دخلت الغرفة حيث ماكنزي وجلست بجانبها ، هي نائمة بعمق في منتصف السرير ، تحب النوم دائما على بطنهاَ منذ كانت صغيرة ، وتخفي ألمها بقلبها ، مررت أصابعي على أثار الخنق مجددا غير قادر على تجاهل الامر ، أريد أن أحرق أصابع تلك البائسة ، الامر يفطر قلبي فهذه ليست مجرد اخت ..إنها إبنتي ، أشعر أنه تم خنقي بنفس الطريقة اليوم بعد كل الصفات البشعة التي وصفتها بها ليندا وكل كلامها الجارح هي وامانويل .. كلها تخنقني الان

حسنا ، عليا أن اهدأ ولا أفرط في التفكير فيما حدث اليوم ، يجب أن أصوب تفكيري نحو إيجاد الحل فقط

لطالما تقبلت ضربات الحياة كدروس ، وسأفعل نفس الأمر هذه المرة ، سيكون درسا أخر تلقنني إياه الحياة ، سيلتئم هذا الجرح مثل الجروح القديمة ، سأضعه مع بقية الندوب المنحوتة على قلبي و لن أنساه ماحييت

( تعال أليكس ..العشاء جاهز ) رايت دوغلاس يقف هناك قرب الباب وعيونه تتوجهان لها فقط

فتنهدت بسئم ( كم تثير إستفزازي الان وأنت تقف هناك بحجة كهذه لترى أختي )

هز رأسه ناكرا ( طبعا لا ) لكنه تقدم بحذر وهو يشير إليها بقلق ( سيضيق نفسها هكذا ! )

وإنحنى إليها لكي يقلبها على ظهرها لكن ماحدث هو أنها همست ( أليكس )

كانت تشعر بنعاس قوي لدرجة أنها ظنته أنا فعانقته من ذراعه ودفنت وجهها في صدره ، وهذا فاجئه كثيرا لدرجة أنه ظل جامدا مكانه وهمس بذعر ( أنا أسف.. )

كانت صورة أندرو في ذهني هذه اللحظة فأبعدتها عنه وركلته بقدمي ليتراجع ويعرف حدوده

لأنه صديقي الوفي فهو سايرني ( أخبرني أرون بأنها ترفض أن تأخذ دوائهاَ ولا تأكل شيئاً ، هل أن تفرض فتاة صغيرة رأيها عليك بهذه السهولة ؟ )

( الفكرة التي كونتها عنها في مخيلتك لا تشبه كليا الواقع )

تنحنح قليلا يخبرني بتردد ( ماأردت قوله .. بما أن المجنونة تجدني مخيفا ، لن يختلف الأمر مع ماكنزي ، دعني أجرب معهاَ )

هل نادى للتو حبيبتي بمجنونة ؟

حاول إقناعي قائلا ( أنا جاهز لإحتمال أن تكرهني ..لكن لابأس إن كانت ستأخذ دوائها وتتحسن ، ماعليك ان تفهمه هو أنني سأحميها مثلكَ ، أريد مصلحتها فقطْ )

أخفضت عيني إليها لأرى جسدها الهزيل الذي يخيفني فمرت صورة ليندا في رأسي وهي تقول عنها نصف ميتة ، تجمدت مكاني وعانقتها لصدري بقوة ( أنا يائس جدا بحيث أظنك محقا ، لم يعد ينفع الرجاء معها )

ومثلما كان الحال أيقظتها فرفضت أن تأتي وتتعشى معنا وأكملت النوم حتى الساعة العاشرة ليلا

( عزيزتي هاأنتِ ذا أخيرا ) جائت لي تسير بدواخ هامسة ( أريد الماء )

فأخذتها للمطبخ وجعلتها تجلس على مقعد طاولة القهوة الدائرية الصغيرة ، راحت تنظر للمكان كغريبة فقبلتها من أعلى رأسها ثم تراجعت بدون أن تحس عليا

( حسنا إذهب) أعطيت الإذن لدوغلاس ، وقفت خلف الباب اراقبها وبقيت بجانبي تاماني هامسة

( رغم كل شيئ ، دوغلاس مخيف وسيجعلها تأخذ دوائهاَ )

( لاتنخدعي بذلك الوجه الملائكي ، لطالما كان أبي يمزح معها قائلا أنها تملك شيطانة صغيرة بداخلها ، إن أختي ليست سهلة .. هذا الهدوء التي ترينه ليس لأنها عاقلة ، إنها فقط مكتئبة )

لم نرد ان نرغمها على الاكل ، دخل وحمل كأس الحليب الذي ملأه لها حتى الحافة ثم أخذ نفسا عميقا وإقترب منها ، سحب مقعد وجلس قريبا لها أكثر من أي وقت مضى و وضع كأس الحليب على الطاولة

فسمعتها تقول برتابة ( مرحبا ) وتابعت بغيظ ( دوغلاس )

إكتفى بهز رأسه فسألته وهي تنظر للكأس بعدائية لأنها فهمت كل شيئ ( هل تشرب الحليب قبل النوم ؟ ) ثم ضاقت عينيها لتشعره كأنه غريب أطوار

( لا.. أنتِ التي سوف تشربينه ) حدثها بجدية ، وظهرت عليه الخطورة ، بصراحة لم اظنه سيستطيع أن يكون هكذا معها ، لكن من الواضح انه يسعى لمصلحتها ولو عنى الامر ان يدوس على قلبه

( لا ، شكرا ) قالت بهدوء محاولة أن تكون لبقة ، وهي تفرقع أصابع يديها بقوة تحت الطاولة

( بلا ستفعلين .. إنه لذيذ جداً ) أمسك الكأس ووضعه أمامها ، فإرتفع حاجبيها بصرامة ( شكرا ..لا أريد )

( لا يهمني رأيكِ ..تفضلي وإشربيه كله ) شبك يديه فوق الطاولة وإنحنى للأمام وهو يرفع حاجبيه بصرامة مثلها ، ربما كانت هذه فكرة سيئة ، لقد دربت أختي لتمزق أشخاص مثل دوغلاس بدون تردد ، كانت لاتزال بقوتها الجسدية ..خشيت عليها من العالم الخارجي ، علمتها كيف تقاتل ، علمتها كيف تدافع على نفسها تحسبا ، دوغلاس يعتقد أن من تقابله ملاكا بريئا ، هو لا يعرف بعد

( أجبرني، أتحداك أتحـــداك ! ) نزعت نبرتها الودودة الان وإستبدلتها بنبرة التحدي

( أنتِ لست أهلا لتتحديني ) حقا يبدو كأنه سيحطم كل شيئ حوله ، وهي تبدو كأنها ستحطمه ، اردت ايقافه لكن عليها ان تشرب ذلك الحليب

قال بعصبية ( الحليب دافئ ..أشربيه قبل ان يبرد )

فضربت الطاولة بأصابعها ( أنـــت تزعجنــي ) ثم نادتني فتمالكت نفسي لكي لا أدخل

( كفي عن التذمر و أشربي الحليب اللعين الأن قبل أن أفقد أعصابي ) ضرب الطاولة حتى إهتزت فإنتفض جسدها من حركته ، مدت يدها نحو الكأس و صفعته بقوة على الأرض فتناثر لقطع ، ثم شدت قبضة يدها نادمة لأنها لم ترميه على وجهه

قال وهو يبتسم ( حطمي بقدر ماشئت لأنه سيكون هناك كأس واحدا أخر .. وبعدها ستتناولين دوائك طبعا ، كلما أسرعت في فعل ذلك سأدعك وشأنكَ )

فرغ لها كأس جديد ووضعه أمامها ( نستطيع أن نبقى هكذا طوال الليل ، نحدق ببعضنا )

تلك الفكرة أرعبتها لدرجة رفعت الكأس وشربته دفعة واحدة لأخر قطرة ، بسرعة تناولت الدواء ، قبل أن أدرك ركضت نحو نحو الحمام ..تقيأت كل شيئ

ساعدتها لتعود للسرير وهو ظل يقف بجانب الباب وكان أحدهم يعذب روحه الان

وهي ظلت تحملق فيه بإستياء تام ثم إختفت تحت اللحاف ( قل له أنه يذهب أو أقســم ..)

( أحضري كأس حليب أخر لهاَ ) قلت لتاماني فإستغربت قائلة ( أنت متاكد ؟ هي حرفيا أفرغت كل الأمر للتو )

أومأت فذهبتْ ، أما أختي فقد زحفت تحت اللحاف وعانقتني من خصري قائلة ( كفى ..أشعر بالغثيان )

( تفضل ) أمسكت بكأس الحليب وحاولت أن أنزع اللحاف عليها لكنها تمسكت به بقوة

( ماكنزي ..دوغلاس مايزال يقف هنا ، هل تريدينه أن يجلس مكاني الأن ؟ ) لم تصدقني فنزعت اللحاف وإستدارت للباب حيث رأته واقف هناك

اصبحت مرتبكة .. لم ترى سوى شاب لا تعرف عنه سوى انه صديقي وتظن أنه لديه مشكلة معهاَ

لكنني رأيت كيف نظر لها كأنها أغلى إنسانة في حياته

أكدت لها ( هو لا يمزح أبداً في هاته المواضيع )

دوغلاس فقد السيطرة على عاطفته فأظهر ضعفه مباشرة من خلال نظراته ..وتعابير وجهه

( من يكون هذا ليرغمني .. ) قالت مهددة فإبتسم هو ، فلم أعرف إن كان قد أعجب بتمردها او تضايق من صراحتهاَ ، تنهدت بعدها عابسة إتجاهي ( عساك تحاول إخافتي به ! )

( ربما أندرو لديه الحقْ فيماقاله ذلك اليوم في المطعم ) قال فجأة فشحب وجهها كلياَ وبدأت ترتجف حيث أكمل( أنتِ فتاة صعبة المراس ولا تظني أن لا أحد يستطيع أن يروضكِ .. أنا موجود )

لاأعرف لماذا أحضر سيرة أندرو لكنني صمت

( حليبكِ ) قال مرة واحدة فامسكت الكأس وشربته كله بدون نقاشْ ثم عادت لتختبئ تحت اللحاف

فنزعته لها للحظة وقبلتها على خدها الأيمن ثم على خدها الأيسر وقلت لها ( تصبحين على خير يا ملاكي)

لم أغلق الباب لكي يدخل ضوء الرواق إليها ..هي تخاف كثيرا من الظلام

اما دوغلاس فهو غادر المنزل بأكمله

( سيعود فهو لا يستطيع الإبتعاد عن حبيبة قلبه ) أخبرتني تاماني ثم امسكت يدي وأخذتني معهاَ أين تنام أختي قائلة ( هذا المكان غريب عليها ..فلنبقى معها الليلة )

نامت هي بجانبها فخرجت لأجلس في الشرفة الخارجية ، أدخن سيجارة خلف الاخرى باحثا عن حل ، حتى شعرت بتاماني تجلس بجانبي ، عانقت ذراعي ووضعت رأسها على كتفي ، حيث

جافاني النوم ، وهي قاومته لتبقى معي ،سحبت السيجارة من شفتاي وسط شرودي وسألتني

( كيف إلتقى والديكَ ؟ )

فإبتسمت ونظرت للأفق ( أخبرني أبي أنه كان عائدا من العمل ذات مساء فوجد امي تجلس على قارعة الطريق تبكي ، إعتقد أنها سقطت أو أحدهم أذاها ، سارع ليساعدها ، حين إطمئن أنها بخير سألها محتارا مالذي يبكيها ، فأخبرته أن إحدى الفتيات إقتلعت زهرة اللافيندر خاصتها ومزقتها كليا ، ثم أرته بقاياها التي ظلت تعانقها طوال الوقت لصدرها ، فإبتسم أبي تلك اللحظة ووقع في حب قلبها النقي الذي حزن لمجرد فراق زهرة ، أخبرني أنه أصبح كل يوم يرسل لها زهرة لافيندر حتى وقعت في حبه ، ثم وعدها بحديقة مليئة بالورود ، هكذا بدأت قصتهما ..)

شعرت بدفئ أنفاسها على عنقي ( أنت محظوظ لأن والدك أحسن إختيار أمكم ، لكن ماذا حل
بأجدادك؟ )

( جداي من والدي توفيا حين كان طفلا صغيرا ، ولقد سيطر عمي على المنزل لنفسه ، وإستولى على الحقول الزراعية والاموال ، نهب كل شيئ وكتبه على إسمه ، حين كبر أبي واصبح شابا وجد أن حقه سلب منه ، فإضطر ليعتمد على نفسه ، هو لم يحاسبه قط لكنه أجبر حين مرضت أختي أن يطلب فقط بثمن العملية ، جزء بسيط من حقه، حتى أنه لم يقل أعطني ..قال أعرني وسأردهم ، لكن عمي طرده وكأنه يشحذ عنده ، أما جداي من أمي فقصتهما مأساوية ، لقد كان والدها شرطيا ، توفي في عملية سطو قبل أن تولد بشهرين ، تاركا إياها في بطن أمها ، التي نالت نفس المصير ، توفت خلال الولادة فترعرت أمي في الميتم ، حتى إلتقت أبي الذي قدم لها منزلا سعيدا مليئا بالحب وأسرة جميلة وحديقة كما وعدها )

إحتقن صوتي بالغضب ( والان صار منزلنا السعيد وكرا للشياطين )

إستعدت سيجارتي وإنهلت عليها ثم على التي خلفها ،وهي بقيت تعانق ذراعي حتى أشرق ضوء الشمس وجاء يوم جديد

على التاسعة صباحا إتصلت بالسيد غرافل وأخبرته بإختصار عن هذه المشكلة فقال ببساطة أنني لا أستطيع فعل شيئ بذلك الخصوص ، وأني لا املك أي حل سوى توفير منزل لها والرعاية التامة

أخبرت تاماني التي كانت متفائلة ( قال أنه لا يوجد أي حل وأن الشرطة تبحث عنهاَ وربما أنا سأحضى بمشاكل مع القضاء إن إستمريت بإخفائها هكذا )

مع ذلك إستمرت بتفاؤلها ( لا تقلق ..حتما سنجد حلا ، لمالا تتصل بأندرو ربما ستقنعه بان يغير رأيه )

تنهدت بخيبة ( لقد فاجئني لأني ظننته مختلف عن عائلته لكنه مثلهم بالضبط )

قالت مبتسمة وهي تنظر بعيدا ( ربما ياأليكس ، هو ليس مثلهم ، أعني ..ربما نيته صافية إتجاه أختك وهو يحبهاَ حقا ، أتعرف ..أبي يفوق والدتي بأربعة عشر عاماً ، حين تزوجت كانت لا تزال صغيرة ، إنها ليست جريمة إن احبهاَ ، اختك ستبلغ الثامنة عشر قريبا و هي جميلة ومحبوبة ، هي تملك سحر مثلك يجعل الاخرين يحبونها بسهولة وبدون ان تبذل اي مجهود )

تمتمت بخيبة مستمرة ( ذلك لا يعني أن يفعل مافعله الان )

( اجل أنت محق ، رغم ذلك حاول .. إتصل به ..وحاول أن تقنعه على التراجع، هياا هيااا)

( حسنا ..سنرى ) إتصلت به فتفاجت به يصرخ بمجرد ان رد ( هل ظننت أنك ستهرب بهذه البساطة ؟ أليكساندر .. لقد خيبت ظني ، إعتبرتك مثل اخ لي هل هكذا تجازيني ؟)

ضبطت أعصابي بصعوبة ( إهدا اندرو ..لم اتصل لأتشاجر معكَ ) أنا الذي يفترض أن أصرخ وليس هو

قال بقلة صبر ( حسنا ... حسنا ..ماسبب إتصالك إذن ؟ هل غيرت رأيك ؟ )

( في الواقع أملت أن تكون أنت الذي غيرت رأيك )

إرتفع صوته ليصرخ عليا ( هذا سيئ لأني أصبحت أكثر إصرارا من قبل ، أليكساندر أنت تقتل اختك ..اعرف حالتها ، خمن ماذا ..هي في المرحلة الخطيرة من هذا المرض فإما أن توفر لها كلية جديدة او تدفنها عن قريب)

شعرت اطراف تموت ، صار جسدي ثقيلا على تاماني ، قلت بإرتحاف ( اندور انت رجل طيب وساعدتني كثيراً، هلا فكرت لثانية ..لا أستطيع فعل ذلكَ ، أنت تطلب المستحيل ، حتى أختي لا تريدك)

فهددني وكأن التي يتحدث عنها ملكه فعلا ( أنت تستطيع إقناعها بأي شيئ أليكساندر فمن تحاول خداعه هنا ؟ على كل حال ،لقد يئست منك وأبلغت الشرطة ، يستحسن أن تسلم أختك أينما كنت أفضل من أن يزج بك في السجن أنت وعائلتك ..في النهاية ماكنزي ستصبح لي ولاتقلق ..سأعتني بها أفضل منك)

أغلق الخط بوجهي ، غريب كيف تظن أنك تعرف شخصا حق المعرفة وفي لحظة واحدة فقط يسقط رداء الخروف وينكشف الذئب على حقيقته فتشعر بصفعة الحقيقة المؤلمة ، وتعرف أنك تستحقها على الثقة الزائدة والقلب الطيب ، تاماني كانت محقة بشأني ، انا طيب جدا لدرجة أرى الجميع طيبون من حولي

( كنتِ تقولين .... ؟ ) ضغطت على اسناني بغضب فعانقتني بقوة لتعيد التوازن لجسدي ( أنا أسفة ليتني كنت أملك المال لأساعدك ، ..والدتي حين عاقبتني ألغت كل بطاقاتي الإنتمائية)

( لهذا بالضبط لم أخبركِ عنها ، لأنني لا أريد المال منك .. لابأس حبيبتي ..لن أستسلم ، لن يأخذو أختي ولو عنى الأمر أن أعطيها لقطاع الطرق..)

( آآآآه .. ) وقفت وفمها مفتوح على شكل دائرة ( صحيح صحيح صحيح صحيح صحيح )

( هل أنتِ بخير ؟ ) بدأت تقفز كأنها توصلت لشيئ ما ، ثم هدأت لكنها واصلت التحدث بحماس مفرط ( صحيح ..بمناسبة ذكر قطاع الطرق خطرت لي فكرة )

وضعت السيجارة جانبا وأومأت ( أنا أستمع )

أخبرتني وهي بالكاد تلتقط أنفاسها ( ماكنزي ليس لديهاَ أي حل سوى الزواج باندرو ، وإن حدث هذا فهي ستعاني من عائلته كثيراً وهذا مايزعجنا ..هاؤلاء هم المشكلة ، والشرطة ستأخذ ماكنزي منكم بدون أدنى شك )

( ميمي! محال أن يحدث ذلك حتى في أجمل سيناريوهاتكِ ) ربعت ذراعيا ففهمت نفسها وإختصرت الثرثرة

بدأت تقفز مجددا بحماس ( كنت أقول ..إن كان أندرو يستطيع أن ياخذ ماكنزي .. فدوغلاس كذلك يستطيع ، وهذا الاخير صديقك وسينفذ كل ماتراه أنت صائبا .. سيهتم باختك ومن الناحية الإيجابية ..هو يملك والدين طيبان ومنزل ، إنه قاطع الطريق المثالي ، ألست عبقرية ؟ )

وقفت مدهوشا من كلامها فقلت بحدة ( تريدين أن أزوج أختي الصغيرة لدوغلاس ؟ )

اومات عدة مرات بإبتسامة عريضة ( ويستحسن ان تفعل ذلك غداً ...شرطة لندن سريعة جداً )

قلت بحزم ( مالذي تقولينه تاماني ؟ أنا أريد حلا لمشكلة .. وليس حل مشكلة بمشكلة أخرى )

طوقت خصري بذراعها وزرعت عينيها الواسعتان بعيني بإقناع ( هذا هو الحل الوحيد الذي تملكه حاليا ..إما أندرو وعائلته أو صديقك الوفي دوغلاس ، أنا أعرف ماذا أقول أليكس ، سيكون صعبا عليك ويتطلب شجاعة كبيرة ، كن شجاعا من أجل مصلحة ماكنزي )

أفلتتني بعدها وهي تنظر لساعتها ( أنا أعرف ماذا أقول ياحبيبي ، هذا هو الحل الوحيد ، وأنت لن تفكر به قط ، لهذا فكرت بالنيابة عنكَ عليا أن أذهب فوالدتي رغم هوسها بجيريمي فهي رفضت السماح لي أن أقضي وقتا طويلا مع نيكول ، لكنها تتوقع حضورك غدا صباحا وليس اليوم ..إبق مع عائلتك)

هزيت رأسي ببطئ محاولا إستيعاب الحل العجيب الذي أتت به ، قبلتني بقوة وركضت نحو سيارتها ، وذهبت رغما عنها مدعية أنها ستكون بخير بدوني

إن أختي لا تعرف بعد يجب ان تعرف كل شيئ يجري لكي لا تتفاجأ لاحقاً ، ظننتها ستكون نائمة لكنها كانت مستلقية في وسط السرير

( عزيزتي ) صعدت للسرير وجلست بجانبها ( لماذا تبقين وحدك في الغرفة طوال الوقت ؟ )

همست ( هكذا ) رأيت أثار الدموع الجافة على وجنتيها فعانقتها لصدري

( ماكنزي ، هناك شيئ يجب أن أخبرك به ، شيئ يتعلق بك )

( أخبرني ) ربعت ذراعيها لصدرها ..وهي تتنفس بصعوبة

قلت بحنق ( تعلمين أن عمك يريد أن يأخذك )

صمتت ولم تعلق فاكلمت ( وهذا ليس كل شيئ لأن أندرو .. أندرو يريد أن ..أن يتزوجكِ)

( أندرو يحبني ) قالت بدون أي تعابير في وجهها ( أندرو يعتقد أنه يحبني ، لقد اخبرني بذلك عدة مرات في العيادة)

ضغطت على ذراعها بقوة بدون إدراكي ( لماذا ليس لدي علم بذلك ؟ )

إنكمش وجهها ألما ( لأنك ستغضبْ ) فخففت من قبضتي

أغمضت عينها بصمت وإبتعدت عني متأوهة ( عزيزتي مالخطب ؟ )

غمغت وهي تدير ظهرها للجانب الأخر ( لاشيئ ..مرهقة قليلا فحسب )

تفحصت حراراتها فلم تكن مرتفعة جداً ( أنتِ مرهقة لأنك لا تأكلين شيئاً، أنت صائمة عن الاكل فمن أين سيستمد جسدك القوة ؟ )

أخفت وجهها بيدها لتقول بإنتحاب ( أنت تعرف أنني لا أفعل هذ عمداً ..أنا لا أشعر بالرغبة في الاكل ، وأنا أسفة لأنني مريضةْ )

لقد حطمت قلبي فعانقتها بقوة ( أنا لست ألومك لانك مريضة ! لا داعي لتعتذري إطلاقا )

لا أصدق كيف جعلها إمانويل تشعر بالذنب لمرضها ، ذنب لا محل له من الصحة ،لتقول وكأنها إرتكبت إثما ( بلا ..يفترض أن أكل وأتناول دوائي وأذهب للجلسات العلاجية ، أعرف كل ذلكَ .. لكنني لا أستطيع ..لم اعد أستطيع ، إن روحــي تعبت وتريد أن ترتـاح بسلام )

( إياك أن تقولي ذلك مجددا ، أنت سوف تعيشين ، لكن الأن عليك أن تتناولي ادويتك .. ماكنزي ، عليك أن تأكلي شيئا لتصبحي قوية قليلا )

إنتحبت بإرهاق أنهكها ( أنا لا أستطيع )

تركتها على راحتها ، لكني بقيت بجانبها حتى نامت ، طوال اليوم رحت أفكر في خطة تاماني

كانت غير منطقية ، لكن في نفس الوقت منطقية جداً ، أنا فقط أعشق عقلها المبدع المجنون

كان قلبي يميل للموافقة عليه ، إحتجت لرأي حكيم فطرحت الحل على كورتيس وأمي ، وكلاهما وجداه غير منطقيا ، لكنه بشكل ما منطقي جداً ، مدح كورتيس أخلاق دوغلاس ، وأمي بدت لأول مرة مرتاحة بشان ماكنزي ، دوغلاس ترعرع في منزلي ، هي تعامله كواحد منا وتعرف جيدا أنه سيحمي ماكنزي ، لكنها لا تعرف أنه مثل الغبي وقع في حبها ولهذا قطع نفسه عن الزيارة

هذا هو الامر الوحيد الذي يمنعني من الموافقة الكلية ..بقيت أفكر من تلك الناحية

إن كنت أنا شجاعا كفاية لأزوجه ماكنزي، فهل سيكون بنفس الشجاعة لكي يعاملها مثل أخته

إنقضى اليوم بسرعة فوجدت نفسي مجبرا على القبول ، سوف أثق بتاماني وأجازف بهذا الحل

بدأت أمشي في الرواق ..أفكر في أخر اللحظات

ربما أنا مخطئ ، ربما أنا متسرع

ربما ..هناك حل أخر

ربما أعيد التفكير

ماذا كان أبي ليفعل ؟

صادفني كورتيس في هذه الحالة فقال مشجعها ( مالذي تنتظره ؟ الانسة فيفر أعطتك حل مثل المعجزة ..ولو كنت مكانك لفعلت ماقالته بالضبط ) نصحني وهو يعطيني كأس ماء فأمسكته وشربته دفعة واحدة

إن الطقس بارد لكنني أشعر بالحر الشديد والجفاف ، وبشكل ما هو لاحظ

( أخشى أنني أدمر حياة أختي ) أخبرته عن مخاوفي

فوضع يده فوق كتفي وضغط بتوكيد ورضا( على العكس ، أنت تنقذهاَ )

دخلت للصالة حيث الجميع متواجدون ، جلست بجانب ماكنزي التي أيقظتها أمي رغما عنها ، تبدو مرهقة إلى أقصى الحدود لكن على الأقل هي لا تتألم

( ماهو الامر المهم الذي جمعتنا بخصوصه أخي ؟ ) سألتني بعيون مغمضة فدخلت في دوامة أخرى للتفكير

هل أنا أفعل الامر الصواب ؟

(أليكس هل أنتَ بخير ؟ ) سألني أرون فأومات برأسي ، لقد أخبرته أيضا لكي لا يصدم

( كما نعرف جميعا الشرطة تبحث عن ماكنزي ..وتبحث عني ايضاً لانني أخفيهاً وقد لا يكون هناك حل اخر سوى ... سوى )

( تريد أن تزوجني ! ) إستنتجت بنفسها فقلت بتردد ( أجل )

هرب النعاس من عينيها لترمقني بإستنكار ( تريد أن تزوجني بأندرو ؟ بعد أن وعدتني بأن لا تتخلى عني ؟ )

( أريدكِ أن تتزوجي ) قبل ان اكمل كلامي قاطعتني برفض قاطع ( هراااء ،أحترمك أكثر من أي أحد في العالم ، لكني أسمعك تقول هراااءا ياأخي الكبير ) حرصت بكل تأكيد أن تضيف أنني الكبير لتحملني المسؤولية وتشعرني بالخطأ

( لا أريد الإرتباطْ ) ذهبت ووقفت بعيدا عنا بفردها ،ربعت ذراعيها لصدرها بتحدي، تفعل هذا حين تغضب ، كأنها تطلب من خصمها أن يحضر كل مايستطيع للطاولة إن كان يجرؤ ، لأنها قوية بدون أن تحتاج حتى لحماية أمها ،حملقت بي بتعابير غاضبة شرسة والأمر الوحيد الذي يمنعها من رمي تلك المزهريات عليا هو أنها تحبني وتضعني في مقام والدها وتعرف في قرارة نفسها أني مستحيل أن أؤذيها ، هذا جعل الشجاعة تندفع بداخلي لأصبح واثقا من قراري

طوال اليوم كنت قلقا حول الشخص الخطأ ، إنه دوغلاس من يجب أن أقلق عليه منها

( أختي العزيزة ، أنا لا أريد سوى مصلحتكِ ، أتمنى لو كنت املك حلا أخراً لكي أبقيك بجانبي .. أمي قولي شيئاً )

نطقت أمي محاولة ( مايقوله أخوك أليكساندر منطقي ..يجب ان تتزوجي)

راحت تلكم الجدار وتررد بنفس الوقت ( لا أستطيع رؤية المنطق في هذا أمي ..أنا بالسابعة عشر ..أنتم ترتكبون جريمة بحقي ، هذا لن يحدث أبدا فلا تحاولو إقناعي .. )

ومثلما كانت هي تنكر مايحدث ..دوغلاس لم يستطع رفع عينه من الأرض وربما هو ينكر الامر اكثر منها ..لأنه يظن أنها ستتزوج أندرو

( ماكنزي أنت صغيرة جدا لتقرري ماهو الأفضل لكِ، ومن الضروري أن تتزوجي وأنا إخترت الشخص الذي ستتزوجينه ..... دوغلاس )

رفع وجهه لي بصدمة ثم نظر إليها حين قالت وهي تضرب تلكم الطاولة بخشونة ( دوغلااس ؟؟ .. قبل قليل كان أندرو )

(لم أقل قط أندرو ، ستتزوجين دوغلاس)

( لماذا عليا الزواج أساسا ؟ ) تقف بصعوبة وتتحدث بعناد حادة فعلمت أن الامر لن يكون سهلاً، أتمنى لو كانت تاماني هنا لساعدتني بإقناعها

( لأنني أثق به ، وأعلم أنه سيفعل أي شيئ ليحميكِ ..أي شيئ )

إحتجت بسخرية (بهذا الصدد أندرو سيفعل ذلك أيضاً )

تجعد جبيني بإستياء كبير ( أحاول إبعادك عن أندرو الذي غالبا يمر بمجرد نزوة عابرة )

إحتجت مجددا بسخرية لاذعة ( أنت لا تعرف مشاعر دوغلاس أيضاً ..أمس فقط كان يكرهني )

( لا تهم المشاعر مادمت ستكونين بخير، وهو موافق ..صحيح دوغلاس ؟)

أخيرا سيطر على صدمته وقام ..عدل من سترته وإقترب منها قائلا بدون أي مقدمات

( تزوجيني ماكنزي ) ظلت تحملق فيه مثل الصماء الخرساء فتابع كلامه ( سأحميك وأعتني بكِ، أعدكِ إن وافقت فلن ادع أحد يؤذيكِ .. ستكونين بأمان معي )

وعلى غفلة هي رفعت قدمها ورفسته على ركبته بحدة جعلته ينحني من الالم ( أفضل أن أدفن حية ، وسط ألف ثعبان على أن أتزوجك ، إياك أن تعيد هذا الكلام مجددا ..هل اتفق الجميع ان يفقدو صوابهم او ماذا ..)

نظرت لا إراديا لي وصرخت ( لا يمكنك أن تجبرني على الزواج ياأخي ..لأنه امر مصيري ، إنه مختلف جدا عن إجباري على الأكل.. )

وحين كان الصمت جوابي أشارت إلى دوغلاس وقالت بتهديد ( ليس هناك أي طريقة ستجعلني أتزوج هذا )

إنتقلت لتهدده شخصيا ( سأجعل حياتك جحيما حيا .. انت لا تعرفني ..انت لا تعرف الجحيم الذي تورط نفسك به .. أحذرك ..انا لا أحبك حتى )

إستفزته بسهولة حيث قال بغيظ ( ولا تحبين أندرو أيضاَ، لا يوجد هناك فرق )

( أندرو يحبني .. يوجد فرق ) هي تحدثه بعصبية الان وهو يكره أن يحدثه أحد بعصبية فتدخلت وقلت لها ( المشاعر لا تهم ياعزيزتي ، مايهم أنك ستكونين بخير )

لم تيأس بعد حيث أمسكت يده بقوة قامت بلوي اصابعه ( أحذرك .. لا تغامر بحياتك يارجل .. لا تتزوجني ، هذه جريمة بحقي ..سأقاضيكم جميعا )

تركها تلوي أصابعه بقوة للخلف وردد بهدوء ( عليك أن تفهمي خطورة الوضع الأن ياماكنزي )

ثار غضبها الذي أفرغته صراخا عليه ( لا أريد فهم أي شيئ، أنا لا أريدكَ فهل ستجبرني ؟ ..أخبر اخي الان أنك لست موافقا على هذا الزواج الغير منطقي )

فصرخ بصرامة في وجهها العابس ( لن أفعل )

اشتعلت إستياءا لكنها أخفضت نبرتها نحوي ( أفضل الموت على الزواج من رجل العصابات هذا )

إبتعد لا إراديا عنها وجلس على طرف الاريكة ، أخذتها للغرفة حيث اصبحنا بمفردنا

( إجلسي ..إهدئي ..تعلمين بأنني أحبك ؟)

قلبت وجهها بسخرية للجهة الأخرى ( أجل ..تحبني كثيرا لدرجة ستزوجني لصديقك الذي لا اعرف عنه شيئ )

( ماكنزي.. يكفي أنني أعرفه وأثق به ، لاداعي لتعرفيه أنتِ ..)

إحتجت وكانني أبالغ ( كيف تقول هذا ؟ أنا لا أفهم كيف تستطيع أن تزوجني له بهذه البساطة ؟ ماذا أندور وماذا دوغلاس ؟ عصور إخضاع الفتيات قد ولت ياأخي الكبير ! ..لم يكن لدي حبيب من قبل فكيف بزوج ؟ )

ربت على شعرها الخفيف ( ربما أخبرتك بطريقة أخافتكِ ، لكنك لم تسمعي بقية حديثي ، أنت لست مجبرة على أن تكوني زوجة حقيقية له ، سيكون زواجكما على الورق فقط ريثما تبلغين الثامنة عشر ، وحينها سأستعيدكِ ياعزيزتي ، هذا هو الفرق بينهما ، دوغلاس سيعيدكِ لي وأندرو لن يفعل )

هدأت قليلا وسألتني ( إذن هذا الزواج سيكون مؤقت ؟ )

( طبعا ياعزيزتي ، ريثما تنتهي هذه المشكلة، إلى ذلك الحين ستظلين برفقة دوغلاس ..ثقي به هو سيهتم بك ..إنه الحل الوحيد )

سألتني لتتأكد ( و أنت ستعيدني حالما تصلح الامور ؟)

( أعدكِ .. والان عديني أن توافقي وأن تفعلي كل مايراه مناسباً ، ستفعلين مايقوله لك كما تفعلين معي ..حسنا ؟ أنت فتاة عقلانية ياماكنزي وتعرفين أنني محق ، يجب أن تساعديني في هذه الاوقات الصعبة ، أنا مضطر حقا وإلا ماكنت تجرأت )

لمعت عينيها لأول مرة بحزن واضح ، رأيت نظرة الإستسلام وهي تهمس( حسنا ) أفلتت يدي فادركت أن يداي اللتان كانت ترتجفان ، أخفضت عينيها للأرض ووقفت لتبتعد عني ، هذه المرة لم تخفي عني إنكسارها

توجهت له بإستياء وهي تشيح النظر إليه ( حسنا أنا موافقة ، بالمقابل عليك أن تنفذ وعدك )

لم يفهم فخرج للشرفة وأنا لحقته ، سألني وهو يهز رأسه حائرا ( بماذا وعدتها نيابة عني ؟ )

( ماذا كنت تظن دوغلاس ؟ أنني حقا سأزوجك أختي بدون شروط ؟ )

إلتزم الصمت فشرحت له ( أختي قاصر .. ماتزال طفلة ) النظرة على وجهه أخبرني كم تضايق ، لن ألوم فأنا أضعه في أصعب تحدي في حياته

أومأ متفهما فتابعت بجدية ( هذا الزواج سيكون لفترة مؤقتة ، وإلى حين ذلك الوقت ..أنت ستعاملها كأختك .. حتى تبلغ الثامنة عشر ثم سوف أستعيدها )

ضغط بقوة على الدرابزين وأجبر شفتيه على إبتسامة باردة ( طبعا انت محق ، الى ذلك الحين سأعاملها مثل أختي، ثم هي ستقرر )

( لن أناقشك في ذلك ، أختي خط احمر ، دوغلاس انا سأعطيك أعز ماتركه لي أبي )

( سأخفيها بداخل عيني ) وعدني .



اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
رد مع اقتباس