عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-21, 11:56 PM   #65

سعاد (أمواج أرجوانية)

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سعاد (أمواج أرجوانية)

? العضوٌ??? » 476570
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 3,605
?  نُقآطِيْ » سعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond reputeسعاد (أمواج أرجوانية) has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس
*أول الغيث.. قطرة!*
***
قطرة.. فقطرة.. فقطرة
يتساقط الندى فوق جمود قلبي
يتشقق، يتكسر، ويذوب
دفء.. فحرارة.. وشرارة!
وها أنا يا ألوان لوحتي؛
وها أنتِ يا لهيب ثورتي؛
ربما قد أوليت ظهري خوفًا
وربما قد وليت من عشقك هربًا
لكن مآلي إليكِ وملاذِك أنا
فيا ثلجي ويا ناري..
لا تحلمي بحرماني من شعلة ندى أذاب صقيع أوتاري!
***










دخلت رِهام إلى غرفتها بقصر والدها مبتسمة بانتشاء، السعادة تنضح بملامحها، والأمل يشرق بروحها أخيرًا؛
لا تُصدق الصور التي أخذت ترتسم بمُخيلتها..
ستتحرر من ثائر؛
وستعود إلى حبيبها الوحيد!
نهائيًا هذه المرة ولا تكرار لسقطة دفعت ثمنها سنوات مع آخر..
لا فِراق ولا ابتعاد؛
هو وهي فقط!
حتى أنها ستنجب أطفالًا كثيرين يشبهونه هو؛
أطفال يشاركونهما سعادة فُقِدَت لسنوات..
لكنها على الفور تسمَّرت مكانها وهي تتطلع إلى وجه أختها الغاضب في نُدرة أثارت دهشتها..
والمُشمئز أيضًا؛
والمصدوم بِشدة؛
هبطت من غيمة أحلامها الوردية ببطء، واقتربت منها والقلق حلَّ محل سعادتها مُتسائلة:
_ماذا بكِ رَغَد؟ هل أمي بخير؟
تأملتها رَغَد مليًا في صمت لِثوانِ، ثم هتفت بها بحنق مُفرِط:
_أتتسائلين عن أمك رِهام؟ هل تشعرين تجاهها بالقلق؟ هل تشعرين بأي اهتمام أو خوف من أجلها؟!
تمعَّنت بها بدهشة بعد أن انتشلتها أختها من فقاعة أفكارها السعيدة، وقالت باستنكار:
_بالطبع أنا قلِقة عليها، لماذا تتحدثين بهذه الطريقة؟
وقفت أمامها تتفحصها باهتمام؛
ولو يطالعهما آخر لأدرك أنهما بالفعل شقيقتان..
نفس الملامح البريئة التي تجبر أي كان على الوقوع في غرامها؛
نفس الشعر الأسود، ونفس العينان السوداوتان..
لكن..؛
إحداهما تفيض بحنان تلقائي غزير، بينما الأخرى تتشبث بأنانية لاذعة!
كتفت رَغَد ذراعيها وهي تسألها:
_ولماذا تركتها وخرجتي إذن؟ لماذا لم تظلي إلى جوارها؟
تهرَّبت رِهام بعينيها منها ثم ردَّت بتوتر وهي تدفع إحدى خصلات شعرها إلى الخلف:
_أنا.. أنا أعلم أنكِ لم تذهبي إلى العمل اليوم من أجلها، وقد كان لديّ أمرًا هامًا يجب أن....
قاطعتها بصرامة هاتفة:
_وما هو ذلك الأمر رِهام؟
نظرت لها رِهام باستغراب، ولم تلبث إلا أن تساءلت بحنق:
_لماذا تسألين كل هذه الأسئلة؟ ولماذا تنظرين إليّ بهذا الشكل؟ ولِمَ هذه الحدة بِلهجتك؟!
نفضت رَغَد ذراعيها صائحة بها بصوت مبحوح غضبًا:
_ربما لأنني أكاد أُجن، ذاهلة، أشعر تجاه أختي الكبرى بالامتعاض!
اتسعت عينا رِهام بذهول ثم هتفت بها باستنكار:
_رَغَد! كيف تتحدثين .....
لتصرخ رَغَد فجأة مُقاطِعة إياها:
_أنتِ خائِنة!
فغرت رِهام فاها وشحب وجهها، ارتفع صدرها وهبط وتلبَّسها توتر فاضح، تراجعت إلى الخلف بضعة خطوات، وبصوت خافت قالت:
_هل جُننتِ؟! ما الذي...
قاطعتها رَغَد وهي تقترب منها بصيحة أقوى:
_أنتِ خائنة رِهام! رميتِ ابنتك وخنتِ زوجك مع ذلك الحقير! أليس هو نفس الحقير الذي توسلتني منذ أكثر من عامين أن أُرسل له فرصة التحاق بالعمل بالشركة لأنه أحد أقرباء صديقتك؟ أليس هو نفسه من قابلته أنا بنفسي وأدخلته إلى الشركة بنفسي كي تقومي أنتِ بخيانة زوجك معه؟!
وبينما خرجت الكلمات الأخيرة صارخة بالفعل، هزَّت رِهام رأسها نفيًا بسرعة وهي ترد بنبرة مُدافِعة:
_لم أخنه رَغَد! أنا كنت أتحدث معه فقط!
عقدت رَغَد حاجبيها وهي تنظر لها بامتعاض مُتسائلة:
_ما هو مفهوم الخيانة بالنسبة إليكِ رِهام؟ ألا تعلمين أن لقاءك به وحدكما دون علم ثائر يُعد خيانة؟ أنا رأيتك بنفسي تمسكين بيده، تمسكين بيد رجل آخر!!
أسرعت رِهام تهتف:
_أنا سأتطلق من ثائر، لم أحبه يومًا، وهو أيضًا صار يكرهني منذ سنوات، وسأتزوج برمزي، رمزي هو الوحيد الذي أحببته، هو الوحيد الذي دقَّ له قلبي.
حدَّقت رَغَد بشقيقتها بذهول وهي تنظر لها وكأنها مجنونة، للحظات ظلت كلتاهما صامتتين، بينما الأولى تحاول استيعاب ما قالته أختها للتو، ثم فجأة أضاء الفَهم ملامِحها فسألتها بتوجس:
_هل تقصدين أن رمزي ذلك هو نفسه زميلك بالجامعة سابقًا؟
أومأت رهام برأسها إيجابًا بسُرعة قائلة بحماس:
_نعم، هو نفسه، لِذا إن فكرتِ بطريقة صحيحة ستكتشفين أنني خُنت رمزي مع ثائر وليس العكس!
ارتدت رَغَد إلى الخلف لتهتف بها:
_هل أنتِ مجنونة؟ هل فقدتِ عقلِك تمامًا؟ كيف تعقدين مقارنة مثل هذه؟ أفيقي رِهام! ثائر هو زوجك ووالد طفلتك، ثائر هو من يستحق إخلاصك، والآن تتصرفين بنذالة مع ذلك القذر، ألا يعلم أنكِ متزوجة؟
وأضافت ذاهلة تهز رأسها مرارًا محاوِلة ربط الخيوط ببعضها:
_أتعنين أنني عندما كنت أنصحك بإصلاح علاقتك مع زوجك كنتِ أنتِ تتحدثين عن الآخر؟!!
وتابعت بفهم:
_أتعنين أنكِ حينما كنتِ تخبريني عن الوحيد الذي أحببته ظننته أنا زوجك بينما كنتِ أنتِ تتحدثين عن الآخر؟!!
وقبل أن ترد رِهام أردفت رَغَد بدهشة:
_مهلًا! هو أيضًا خاطبًا لأخرى وزواجه سيتم قريبًا!
هزَّت رِهام رأسها نافية بسرعة قائلة بتصميم:
_لن يفعل، سينهي خطبته منها وسنتزوج، هو من حقي أنا بالأصل!
مسحت رَغَد وجهها المُحترِق بحرارة الغضب بكفيها، ثم تمتمت بلا تصديق:
_يا إلهي! هل أنتما بشر؟! ألا تخافان الله؟! ألا تتقانه؟! كيف تتعايشان مع خِسَتِكما وخيانتكما بهذه البساطة؟!
لتصيح بها رِهام فجأة:
_لا تلوميني رَغَد! أنا لستُ مثلك، لا أستطيع تحمل مراقبة من أحب في صمت لسنوات كما تفعلين!
وعلى الفور رَفَعت رَغَد سبابتها في وجه شقيقتها هادِرة بقوة:
_إياكِ رِهام! إياكِ أن تقارني حُبي البرىء بأنانيتك وطمعك!
ثم دارت حول نفسها بِحيرة لتعود ترمقها بدهشة، وأردفت بألم مُشوَّب بازدراء:
_لم يُجبِرك أحد على ترك ذلك الشخص، لم يُجبرك أحد على الزواج من ثائر، لم يُجبرك أحد على إهمال طفلتك، ولم يدفعك أي منا إلى الخيانة!
طأطأت رِهام رأسها أرضًا بِحَرج وقلة حيلة فتابعت رَغَد بمنتهى القسوة:
_لقد رأيتك بنفسي تنظرين له بغرام لم أركِ تُطالعين زوجك به يومًا، وحتى الآن لا أتخيل أن شقيقتي على هذه الصورة من الدناءة، يا لخيبة أملي فيكِ رِهام! يا لحسرتي عليكِ!
أنهت عبارتها والتقطت وشاحها لترتديه على عجالة، فتشبثت رِهام بذراعها مُتوسلة:
_أرجوكِ رَغَد تفهمي موقفي، الأمر ليس بإرادتي، أنا...
دفعتها رَغَد عنها بعنف هاتفة:
_أي موقف رِهام؟! أنتِ مُتزوجة، ولديكِ طفلة أيضًا، أنتِ خائنة ولا صيغة أخرى لهذا الأمر، لِذا توقفي أنتِ عن خلق مُبررات لا وجود لها وأفيقي لزوجك وابنتك وحياتك قبل أن تندمي.
واتجهت إلى الباب ثم التفتت إليها صائحة بوعيد:
_وذلك القذر سأذهب إليه الآن وأُمرِّغ وجهه بالتراب بنفسي!
وصفعت الباب خلفها فحدَّقت بها رِهام بقلق ثم ما لبثت أن التقطت هاتفة لترسل له رسالة نصية:
"رمزي، لقد رأتنا رَغَد وهددتني بأذيتك، احذر!"
فجاءها رده بعد قليل برسالة أخرى:
"لا تقلقي حبيبتي، لقد اتفقت مع أحدهم على العبث بآلات التصوير وبعد دقائق سيخرج أستاذ باسل إلى الاجتماع وسأحصل على الملف ولن أذهب إلى الشركة ثانية!"
**********
نفضت سُهيلة يديها من الأتربة بعدما أنهت ترتيب كُتب التدريبات الجديدة التي تسلمتها من الموزع للتو، ثم أخذت تتطلع إلى عملها بفخر بالرغم من بساطته، لكنها تُسلي وقتها هنا بدلًا من الجلوس بالمنزل واجترار الذكريات الأليمة.
زفرت وهي تبتسم مُتخيلة لو أن والدها قام بافتتاح محلًا لبيع للكعك عِوَضًا عن هذا المحل! لكانت مارست هوايتها المفضلة منذ الصغر ولكان الأمر أكثر إمتاعًا!
"أين هي يُسْر؟"
وصوته المفاجىء أثار التحفز بكامل جسدها لتغمض عينيها بتأثر محته سريعًا قبل أن تلتفت إليه على الفور راسِمة أشد ملامح القسوة على ملامحها الجميلة!
تطلعت إليه بهيئتة البسيطة التي لم تخل من الأناقة وهو يقف مُستنِدًا على باب المحل، واضِعًا يديه في جيبي بِنطاله، طال صمتها حتى تحدث هو ببرود:
_سألتِك أين هي يُسْر، أم أن العطب تخطى أحاسيسك إلى حواسك أيضًا؟!
"وها قد بدأ!"
تظاهرت بعدم الاكتراث وقالت له بخفوت مُنذر :
_إن تحدثت معي بهذه الطريقة ثانية سأصرخ وأجمع الناس و...
لكنه قاطعها وهو يعتدل بوقفته لِيتقدم إلى داخل المحل ملتحفًا بابتسامة صفراء لم تُؤثر بوسامته الخشنة:
_وماذا؟ هيا سُهيلة قومي باستفزازي وامنحيني سببًا كي أشفي غليلي بك!
أغمضت عينيها باحثة عن صبر ثم زفرت بغيظ وهي تفتحهما لتسأله بملل:
_ماذا تريد تميم؟!
اتسعت ابتسامته التي شابتها السُخرية وهو يهتف بها:
_تميم هكذا دون ألقاب؟!! أين احترامك لعمك يا فتاة؟ أنا أكبرك بسبع سنوات، ربما عندما أبلغ الأربعين يجب عليكِ مناداتي بــ"جِدي"!
عضت على شِفتها بغيظ وهي ترفع عينيها إلى الأعلى بنفاد صبر، ثم عادت لتنظر إليه ببرود متسائلة:
_هل جئت إلى هنا خصيصًا كي تتشاجر معي؟
فرفع هو أحد حاجبيه باستهجان مُعقِّبًا:
_وهل أنتِ على هذه الدرجة من الأهمية لديّ؟
وقبل أن ترد تقدم خطوتين قائلًا بسُخرية تمقُتها بِشدة:
_هل تعتقدين أنني أفكر بك؟ هل تعتقدين أنكِ تحتلين صحوتي وأحلامي؟ هل تعتقدين أنني أحترق من أجل ابتعادك أو قربك؟
حدَّقت به بجمود ودقات قلبها تتسارع رغمًا عنها، فتابع هو ضاحكًا بسخرية، وبصوت عالِ:
_هل تتخيلين أن اسمك الذي يُردده قلبي قبل لساني لايزال يؤثر بي؟ وهل تتخيلين أنني أموت شوقًا إليكِ كل يوم منذ عشرة سنوات وحتى هذه اللحظة؟!
ودَفَع الغضب السُخرية بعيدًا وهو يتطلع إليها بملامح قاتِمة أثارت خوفًا غريبًا بجسدِها وهو يُضيف والألم يقتر من كل حرف يتفوه به:
_هل تتصورين أن كونِك رفضتني مِرارًا وتِكرارًا أزعجني؟ هل تتصورين أن كونِك ذهبتِ لغيري بكل وقاحة وتبجح لتُصبحي زوجته هو بدلًا مني يقتلني؟
ثم هتف بكل قهر وغِل وعُنف:
_وهل تعتقدين أن معرفتي بأن ذلك القذر آذاكِ لشهور مُتتابعة ببلد آخر وأنا هنا لا أعلم عنكِ أي شيء يحرقني حيًا الآن؟!!
وألمه لَمَسَها أخيرًا؛
لَمَسَها بعد سنوات؛
بعدما جربت الذل والهوان على يدي من أسلمت له ثقتها، بمجرد أن نبَذت_بكل تصميم_ قلبًا توسل وِصالها؛
ليتابع صاحب القلب:
_إن كنتِ تعتقدين أنني لازلت على ذلك الصبر، وذلك التفهم، وذلك الترفق من أجلك وحدك فأنتِ مخطئة!
طالت نظراتهما والعِتاب يصرخ بعينيه بينما صاحت عيناها برفض مُصطنع، حتى قطع هو حبل اتصالهما قائلًا _بمنتهى الكذب_ هازًَّا رأسه:
_لا ! لن ألهث خلفك بعد الآن!
وللحظة مُحِيَت نظرات الرفض بمُقلَتيها لتظهر بهما بعضًا من..الخيبة!
إلا أنه أردف بقوة:
_بل ستصيرين زوجتي وإن اضطررت لكتم أنفاسِك في سبيل ذلك!
وعلى الفور عاد الحِقد إليها قائلة:
_أنت مخبول يا تميم! أتعرف هذا؟
ليهُز هو كتفيه مُتحدثًا ببساطة:
_أنا مخبول بسببك أعترف، لِذا يجب عليّ أن أتزوجك، علَّني أعتادك وأمَلِّك وأكرهك فأتخلص من تأثيرك غير المُبرر عليّ.
اتسعت عيناها في دهشة مُغتاظة ليبادلها النظر ببرود مانِعًا نفسه بقوة إرادة عن الهتاف بِلَومها، بِعتابها.. وبِحُبها!
"أنت هنا يا تميم؟!"
والسؤال انطلق من يُسْر التي وصلت إلى المحل للتو، نَقَلت نظراتها بينهما بتوجس تحاول استنتاج في أي مرحلة وصلت بالضبط، ثم تمتمت:
_لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف حالكما؟
وكانا في عالم آخر تمامًا فَلم يكلف أحدهما عناء الرد عليها فتابعت بلامبالاة وهي تنظر إليه:
_حسنًا! هل تحدثت مع رمزي اليوم؟
وبدون إزاحة النظر عن سُهيلة أجابها بهدوء:
_لا لم أتحدث معه، لماذا؟ هل أزعجك المُدلل؟
وقبل أن تُجيب عن سؤاله سحبت سُهيلة حقيبتها بِعُنف بالغ وهي تهتف:
_أنا سأنصرف!
وبمجرد أن تجاوزته هتف بالمثل بسُخريته المعهودة:
_احترسي أن يفتك بكِ أحد الكلاب المسعورة إذن!
لتحدق هي به على الفور وهَمَّت بالرد..
لكن..
نظرة الشوق بعينيه ألجمتها؛
نظرة العتاب بعينيه أخرستها؛
يدوران معًا بفلك الذكريات بذات اللحظة؛
لكن..
باللحظة التالية يرتطمان على أرض الواقع.. ليستقرا معًا في سقطة انتقام اندفعت هي إليها لكنهما دفعا ثمنها سويًا!
ازدردت لعابها وصَلَّبَت ملامحها مستدعية سخرية مماثلة لتقول أثناء انطلاقها إلى الخارج بكلمات حرصت على أن يسمعها جيدًا:
_الآن بالتحديد أرى أن الكلاب المسعورة أكثر لُطفًا من بعض البشر، طويلي القامة، فاقدي الرُشد أيضًا!
وبعدما اطمأن أنها عبرت طريق السيارات بسلام جزَّ على أسنانه بغضب متمتمًا بغيظ:
_سأكتم أنفاسها حقًا هذه البومة! سأفعل يومًا! فليمد الله بعمري حتى أحقق هذا الحُلم!
وعندما التفت إلى الخلف ليواجه يُسْر وجدها تُعقب مبتسمة باستمتاع:
_أتعلم أن أحدكما سيقتل الآخر ذات يوم ثم يقضي حياته بالسجن؟!
زم تميم شفتيه ثم هتف بكل غيظه وحنقه:
_عسى أن تقتلني هي فأرتاح منها ومن حبها إلى الأبد، لِتذق بعض القهر بين القاسيات أمثالها!
اتسعت عيناها بدهشة ثم تمتمت بإشفاق:
_وتسألني فيروز كيف لا أريد الحب، إن كان هذا هو فعلًا فليحفظني الله منه!
ثم أردفت بنبرة ماكرة:
_بمناسبة فيروز، لقد أخبرتني بالأمس بحقيقة وضعكما.
نظر إليها متسائلًا ثم عَلَّق باستهجان:
_وهل فوجئتِ؟
هزت كتفيها قائلة بهدوء:
_قليلًا، لم أكن أتخيل أن الأمر بأكمله ظاهري.
استند هو بجذعه على إحدى الخزائن واضِعًا رأسه بين كفيه قائلًا بيأس:
_لقد اضطررت إلى عرض هذه الخطبة عليها حتى يتركها ذلك الظالم عمها، لم أكن أستبعد أن يختطفها إلى بلده ليزوجها أحد ابنيه بالإرغام، أنتِ لا تدركين ما هو قادر على فعله.
ثم زفر قبل أن يتابع بحسرة:
_أنا ملعون يُسْر، شقيقتك أصابت قلبي بلعنتها فلا أستطيع التفكير بِسِواها، ولا أستطيع ظُلم غيرها معي.
ابتسمت مُعَلِّقَة بحنان:
_أنت نبيل كما عهدتك دائمًا تميم.
نظر إليها قائلًا بابتسامة عاتِبة:
_وأنتِ تتشبثين بالشجاعة كما عهدتك يُسْر.
لم ترد فاعتدل يواجهها مُرددًا بتشديد:
_لكن للأسف هذه المرة ستظلمين نفسك معه، رمزي شخصيته لا تناسبك إطلاقًا وقد أخبرتك قبلًا، اعطني الضوء الأخضر فأفتعل مشاجرة مع والدك ووالده معًا كما فعلت في بداية الخطبة، علهم يدركون جميعًا مقدار الظلم الواقع عليكِ.
هتفت يُسْر به بحزم قبل أن يكرر تحذيراته التي لا يتوقف عنها منذ عامين:
_أرجوك تميم لا أريد التحدث في هذا الأمر، لقد اتخذت قراري بالفعل.
ثم أردفت بابتسامة:
_وبما أنك تسببت في هرب سُهيلة من المحل أنت الآن مُضطر إلى الحلول مكاني، يجب عليّ الذهاب إلى الجريدة لأنهم يُريدون المناقشة معي حول دور أكبر، ادع لي.
ابتسم لها مُشجِعًا وقال بِفخر:
_ستصيرين مديرة القسم الأدبي يومًا، هيا اذهبي!
ابتسمت له بامتنان ثم رَفَعت كفها في تحية هاتفة:
_إلى اللقاء!
وأردفت بشقاوة:
_يا "عمي"!
لتنمحي ابتسامته ثم يرمقها بغيظ مُتمتِمًا:
_مستفزة مثل شقيقتك!
**********


سعاد (أمواج أرجوانية) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس