عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-21, 11:02 PM   #42

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

.~.


الدخان من مقدمة السيارة الخارجة عن السيطرة غطى على ما حدث والتف الناس حول الحادث، الجميع رأى الصغيرة التي كانت تقف في المكان الخاطئ كما رأوا من ركض يصرخ باسمها.

ركض ساري ولم يتوقف عن مناداة إلياس حتى دار حول السارتين فوجد الناس متجمهرة بجانبهما الموالي للطريق، دفع يدخل بينهم فوجد الياس منكبٌ على بطنه بعيدا عن السيارة بخطوة واحد، وتحته جسد الصغيرة شروق اقترب يجذب الياس من كتفه.

استند إلياس بمرفقيه وهو يحتضن رأسها اليه ينادي بخفوت والصدمة لم تتركه فلم يتحرك حتى سنتمتر واحد

" شروق ...شروق"

" أنتَ ثقيل"

أنَّت بألم فزعة هي الأخرى،
ابتعد يعتدل في جلوسه ويتفحصها هنا وهناك، بينما آخر اتصل بالاسعاف و آخر بالشرطة أما آخرون فهم يحمدون الله على مرور الأمر بسلامة.
خرج صاحب السيارة يترنح وهو يبرر أن الفرامل توقفت عن الاستجابة.
وصمدته لم تغادره وحتى وهو رأى الفتاة حية وبعيدا عن إصابة قاتلة.
ولكنه لم يحسب حساب للكمة التي أتته من ساري وصوته الصارخ لم يُفهم منه شيء بين الجمهور الذي تدخل بصراخ ّأيضا يفك الرجل من بين يديه.
من بين كل تلك الأصوات المرتفعة كان إلياس يتفحص شروق بقلق

" يا الله"

تمتم عندما وجده جرحا يعتبر غائرا في ركبتيها حتى أن البنطال تمزق والدامء سالت للخارج
استقامة يحملها ويهدئها فتشبثت به بعينين مفتوحتين على وسعهما من الفزع وحتى الآن لا تفهم ما يجري،

" ساري..!!"

نادى إلياس بصوت مرتفع عدة مرات حتى ترك ساري الشجار مع الآخر وأتى فباشره الياس قائلا

" خذنا للمستشفى"

~.~.~.~.

" إن شقيقتكَ شُجاعة"

قال الطبيب وهو يحقنها بإبرة مهدئة بعد ان ضمدت الممرضة جراح ركبتيها

"إلياس إن الشرطة في الخارج تنظرك"

قال ساري وهو يدلف للغرفة فنظرت شروق نحو إلياس بخوف، فابتسم مطمئنا وربت على رأسها ينهض ليخرج

" عليك ان تنظف جرحك أيضا"

" سوف أرى الشرطة أولا..ساري ابقى مع شروق حتى أعود"

رد على قول الممرضة وخرج.

انكمشت شروق فوق السرير بغير رد على أي سؤال طُرح لها سواء من الطبيب أو ساري يطمئنان عليها..

.~.

"لدينا بعض اجراءات التعويض ونريد منك الحضور مع الفتاة"
قاطع إلياس الشرطي على الاسترسال في كلامه

" لا أريد أي تعويض سيدي، فشقيقتي بخير وكل ما أريده هو أخذها للبيت لترتاح، أنا أسامح السيد على تحطيمه لسيارتي، أما الباقي فلا دخل لي به من فضلك اعفني من كل شيء يتعلق بهذا"

رد الشرطي يحاول اقناعه

" ألا ترى أنك برفض أخذك للتعويض ستصلح سيارتك من جيبك، القانون معك أنت"

"لا، لا أريد كما اخبرتك، لا أريد أي شيء سوى مغادرة المشفى لأخذ شقيقتي للبيت "

رد إلياس وصافحهما عائدا للغرفة.

عندما دخل وجد شروق منكمشة فنادى عليها وعندما رفعت رأسها نزلت من على السرير وانطلقت نحوه تغرس نفسها فيه بخوف تُـتَمتم عن رغبتها في العودة للبيت.
عارضت الممرضة على ركضها بهذه الطريقة فقد تتأزم اصابتها اذا لم تعتني بنفسها
شكر إلياس الممرضة وحمل شروق في حضنه وغادر مع ساري.

.~.

" شكرا لك لإيصالنا"

شكر إلياس ساري يحمل شروق ودخل للمبنى فتكلمت شروق وهي تتمسك فيه ويبدو أنها ستنام قريبا بسبب المهدئ

" أين سيارتك؟؟"

خطف نظرة لها وعاد ينظر للدرجات صاعدا

" عند التصليح"

" وأين نظارتي؟"

ابتسم على قولها فهي لم تبالي بأي شيء غير النظارات ورد وهو يضع المفتاح في مكانه في الباب بينما يسندها لتقف بصعوبة بعد ان وضعها

" انها هنا في حقيبتي * وأشار الى ظهره ثم أكمل* لقد جلبها ساري"

في الداخل بعد أن تركها جالسة فوق الأريكة تعاين ركبتيها المضمدتين عندما خرج بملابس لها من الغرفة وجدها تتفحص البنطال بعين حسرة.
فقال وهو يعطيها الملابس

" سوف نشتري غيره مجددا.. البسي هذه الملابس ولا ترتدي بنطال حتى تشفى ركبتيكِ.. حسنا؟ "

أومأت تأخذ الملابس واستقامت بصعوبة وذهبت للحمام.
أما هو فاستدار ذاهبا للمطبخ ليعد شيء خفيفا للعشاء قبل الاستحمام والمباشرة في العمل على الدروس التي سيقدمها غدا.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

أنَّت بألم وهي تتقلب بجبينها النديْ حتى استفاقت تشهق بألم وتقبض على ملاءة السرير ثم صرخت بخفوت تمنع الصراخ بأعلى صوتها من الألم الذي تشعر به في بطنها، كانت تظن آلام الدورة الشهرية لا يحتمل ولكن ما يحث لها الآن لا يمكن قياسه أبدا.
استقامت وأنزلت لرجليها للأرض بصعوبة

" يا ربي..."

ناحت بخفوت وأشعلت الضوء الجانبي للسرير فتململ النائم بجانبها ثم استفاق بوجل وهو يرى ملامحها تضج ألما فقفز للجانب الآخر ووصل أمامها يتمتم بلا لم تفهمه أخذ يدها يسألها بقلق فدفعته حتى سقط على عقبه تصرخ عليها بتركها

" ابتعد عني..!!"

استقام ناظرا لها بصدمة وسرعان ما نسي فعلتها وهي تصرخ بقوة وتمسك بطنها ولحظات وهو متجمد في مكانه ودخل اخوه وزوجته ووالداه وجميعهم علامات الهلع على وجوههم المستيقظة من النوم.

" ما الذي يحدث يا حمزة؟؟"

سألت أمه

" ماذا فعلتِ حتى عاد يضربكِ مجددا؟"

سألت حماتها بقلق وهي تتقدم منهما ولكن الاجابة جاءت على شكل همهمات غير مفهومة من ابنها حمزة، وصرخة ألم من سلمى وعقبها تماما أصبحت بركة دماء تحتها وهي تنحني للأسفل على الأرض فأصبح رأسها موضه سجود فانحنى حمزة يمسك كتفيها بارتجاف رافعا رأسه الى والده وأخيه باستنجاد

" بسرعة الفتاة في حالة اجهاض"

صرخت والدة حمزة وهي تعدل من وضعية سلمى

لطمت الكنة الأخرى وجهها قائلة بفزع

" وهل هي حامل؟؟"

ومع سؤال الأخير هرع الجميع والكل خائف أن يكون الأمر صحيح وكم يدركون أنهم يثقلون بمطالبهم عليها، فيا مصيبتاه لو كانوا السبب.

.~.~.~.~.

داخل المستشفى الصغير في القرية وقف حمزة بجانب الجدار يقبض يديه ينتظر خروج أحد من الغرفة ليطمئنه على سلمى فقد مضت ساعة منذ دخولهم، ثم هرولة للممرضة التي خرجت أخيرا وقالت تبدل عينيها بين أربعتهم

" من هو زوجها؟؟"

رفع حمزة يده عندما لم يستطع اخراج حرف واحد

" زوجتك تعرضت للجهاض وحالتها ليست بخير حاليا.. ستخرج الطبيبة بعد قليل وستفهمون منها أكثر"

أكملت كلامها بعملية وغادرت تاركة خلفها حمزة في شك كبير أنها فعلت ذلك عن عمد.
ولكن كيف يستطيع لومها وكل الظروف معها.

" الغبية ألم تكن تعرف أنها حامل؟؟"

سمع صوت أمه الحانقة وهي تضع يدها على فمها قلقة من الذي حدث،
أغمض عينيه هو أيضا علم قبل ساعات فقط عن طريقها وهي توبخ نفسها في المرآة ولم يلحق ليصدق حتى وانتهى الأمر، كان يخطط لشيء خارج عن المألوف ليفعله من أجلها، لم يضع خطة ظاهرة ولكنه كان يحاول فعل شي يسعدها، شيء يجعلها تغير نظراتها نحوه شيء يجعلها تصدق أنه تغير من أجلها، ولكنه يدرك الآن أن ذلك حدث بعد فوات الأوان.

.~.~.~.~.

" كنت أعلم أنكم تتعبونها.. لقد حدث بسببكم، ولكن ليكن في علمكم أن هذا سيكون المرة الأخيرة التي سأصمت فيها"

نظرت سلمى بصدمة لأمها ونطقت وهي تحاول النهوض من الاستلقاء بصعوبة بوجه أصفر و شفتيها متشققتين،

" أمي!!! هل هذا هو ما تقولينه لقد حدث هذا بسببهم لأنهم كانوا يجعلونني أخدمهم جميعا بلا استثناء، أنا كالبهيمة من الصباح للمساء عمل فوق عمل.. فوق عمل حتى حدث هذا... وتقولين ستكون آخر مرة؟؟"

وانقطع كلامها وهي تنكمش من الألم.
نظرت أمها سهام للذين يتواجدون في الغرفة من سلفها ناصر الى عائلة زوج سلمى ثم عادت تنظر لابنتها تقول ببسمة صغيرة ناقصة

" يا حبيبتي كانت غلطة من الجميع لو كنا نعلم بحملك لما عملتِ و أنا واثقـ"

" أريد الطلاق "

شهقت النساء بينما وقف والد حمزة يصرخ

" لا يوجد طلاق، هل أنت أول امرأة أو آخر امرأة تتعرض للاجهاض؟"

لم يرف لها جفن وهي تنظر في عينيه ثم نطقت بقلب متحجر

" بل قل انك تعلم، أنني بطلاقي من ابنك لن يجد من تقبل به بعيوبه"

نظر لأمها التي صفعت كتفها بقوة فردت عليها

" أجل اضربيني أنا، زيدي على ذلك هيا.. لما توقفتِ"

" أصمتي"

نهرتها أمها بقوة وهي تقرصها

" ربما عليك أن تراعي أنني خرجت من الموت قبل ساعات"

قالت سلمى مجددا تنظر لأمها ثم نظرت للجميع بكره بلا استثناء حتى توقفت على من دخل الغرفة الآن يحمل في يده كيس ما، ابتسمت بسخرية قائلة

" ها قد جاء الزوج العتيد، تعال. تعال لأنهم يقررون عنك من جديد ان كنت ستُطلق أم لا.. ولكن اعلم أني أريد الطلاق "

لم يحدث أي فرق على ملامح حمزة وهو يتقدم حتى وضع الكيس بجانبها على الطاولة ثم نظر لها جيدا وانحنى نحوها يهمس في أذنها بحروفه الغير متناصقة

" أسأل الله أن يجيرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيرا منها"

ابتعد عنها يغصب نفسه على الابتسامة بينما نظرت له هي بريبة،
منذ متى وحمزة هادئ و بل يردد الأحاديث الدينية!
التفت الجميع على صوت أخو حمزة وهو يقول مازحا

" دعونا نتركهما معا هيا لنخرج"

كانت والدتها آخر من خرج وأغلقت خلفها الباب.
كل هذ الوقت وسلمى تنظر لحمزة بتدقيق ثم نطقت

" أعلم أنكَ تعلم أني كنتُ أعلم أنني حامل"

جذب الكرسي حيث كانت تجلس حماته وجلس فوقه ثم أخذ يدها بين يديه رغم مقاوتها الضعيفة ثم قال بهمس ويا العجب هذه المرة كانت كلمات مثالية بالنسبة لحالته

" منذ متى؟؟"

لم تبالي بتلاصق الحروف علمت أنه يسأل منذ متى وهي حامل

" ثلاثة أسابيع وأيام"

لم تدري كيف أجابته ولكنها شعرت أنه يستحق ذلك بما أنه أيضا خسر ابنه،
أومأ يبتلع شيء يحرق حلقه ثم قرب يدها ليلثمها وقال بهمس يطالع عينيها حيث هي نصف مستلقية

" أعطني فرصة، وسيتغير كل شيء"

حاولت جذب يدها فأمسكها يعيد قوله بعينين تضجان ألما ووضع يده على بطنها ورغم لطفها انكمشت هي بألم وهمس هو بحروفه المبعثرة

" أعلم أن هذا ذنبي، لقد آلمتكِ كثيرا.. لقد أفرغت فيك كل شيء آلمني، كل نقص شعرت به كل حياتي.. ولكني... إني الآن أطلب منك فرصة أخيرة وان استنزفتُها ولم أنجح سأحل زواجنا"

أبعدت عينين منقومتين عنه وهي ترد ببرود

" سبق واستنزفتِ كل الفرص حمزة، أنا أطلب الطلاق"

شدد على يدها مرددا

" فرصة أخيرة سلمى.. فرصة أخيرة"

عادت تنظر له برأي يتأرجح، توبخ نفسها على النسبة القليلة التي تقول لها اقبلي وهي التي كانت عازمة على الطلاق بكل الوسائل.
وان كان حمزة يرجو ردا منها فقد خاب، فهي صامت على الكلام حتى غادر الغرفة.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

في تمام الساعة السابعة صباحا رن هاتف سليمة فردت بعينين مغمضتين حتى أن زوجها هو الذي أيقظها صمتت لحظة تسمع الطرف الآخر ثم قفزت جالسة

" ماذا؟؟"

نظر لها زوجها أيضا بقلق من شيء قد حدث في القرية ثم قالت له بصوت ذاهب بعد أن أغلقت الخط

" سلمى أجهضت"

" هل تريدين الذهاب؟؟"

" أكيد "

ردت وقفزت خارج السرير لتغيير ثيابها.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

" شروق استيقظي"

نادى إلياس من المطبخ وعندما لم تستجب له وضع صحن العجة وخرج وجدها عادت للنوم، اقترب من الأريكة يهزها بتذمر

" شروق استيقظي، سأذهب للعمل علينا التحدث"

جذبت الغطاء فوق رأسها تتذمر حولي شيء ما، جذب هو الغطاء مجددا بعصبية

" استيقظي شرووووق "

صرخ باسمها فنفضت الغطاء جالسة تصرخ أيضا في وجهه

" ماذا؟! ماذا؟! ماذا؟!"

صفع جانب رأسها يرد

" استيقظي ولا تصرخي في وجهي"

دلكت رأسها تنظر نحوه بعصبية وهي ترد

" أنتَ من بدأتَ بالصراخ"

تخصر يقاوم ضرب رأسها مجددا ويتحكم في رغبته في الضحك على الموقف بأكمله

" أنتِ من لم تريد الاستيقاظ في البداية"

صمتت وهي تنظر له بتمعن

" ما الذي ترتديه؟؟! "

نظر لنفسه ثم نظر لها رافعا حاجبه

" ما الذي تعنيه هذه النظرات؟"

ردت شروق بتعجب

" ترتدي مئزر طبخ"

أكمل رفع الحاجب الآخر قائلا

" وهل في هذا شيء معيب؟؟"

هزت كتفيه بتعجب ولا زالت تنظر نحوه مستغربة

" هذه أول مرة أرى رجلا يرتديه"

استدار عائدا للمطبخ وهو يقول بأمر

" رتبي الأريكة واغتسلي وتعالي لتناول الفطور ولنتحدث"

.~.

تناولت شريحة العجة المقطعة ثم شربت من كأس عصير البرتقال بتلذذ ونظرت له باعجاب

" أنت تعد طعاما لذيذا"

لم يصغي لثناءها وهو يتناول فطوره بسرعة ثم قال والجدية كست صوته

" اسمعيني شروق* نظرت له بتركيز بسبب صوته فأكمل* سأذهب للعمل وبسبب الإجازتين المتتاليتين اللذين أخذتهما لن أستطيع العودة منتصف النهار فلدي الكثيرمن الأوراق المتراكمة في المدرسة، لذا ستبقين وحدك حتى أعود في المساء"

أومأت بفهم وعادت تشرب العصير بتلذذ، فأكمل وهو يعطيها بنديل ويشير الى فمها الملطخ

" امسحي فمكِ، في العادة لا يزورني أحد، ولكن للاحتياط لا تفتحي الباب لأي أحد يدقه، مهما دُقَّ الباب لا تفتحي.. مهما دُقَّ حسنا..؟"

" حسنا"

ردت وهي تبتلع البيض تفرق نظرها بينه وبين طبقها

" يوجد طعام أشتريته جاهزا، أنت فقد قومي بتسخينه ان شعرتِ بالجوع.. حسنا؟"

ردت وهي تومئ

" متى تعود في المساء؟"

" الخامسة ...حسنا سأذهب الآن كما أوصيتكِ.. وأيضا لا ترتدي البنطال ابقي في التنورة حتى تشفى ركبتاكِ"

أومأتْ مجددا بطاعة تأكيَده عليها وهي تراقبه
ينزع المئزر بسرعة وعلَّقه في مكانه وراء الباب وحمل حقيبته وغادر مهرولا.
أكملت تناول فطورها براحة بال ثم جمعت الأواني ووضعتهم بكسل وسط المغسلة وعادت تتسطح فوق الأريكة أمام التلفاز.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

حمل عبد الله الهاتف عبث به قليلا ثم وضعه على أذنه وانتظر.. وانتظر ولا رد جاء من الجهة الأخرى.
تأفف ووضع الهاتف بجيبه ثم نظر لعثمان بجانبه قائلا

" جرب الاتصال به أنتَ"

استجاب عثمان لوالده رغم عدم رغبته، ولكنه أيضا لم يرد عليه فنفى برأسه ناظرا لوالده.
تأفف عبد الله مجددا ثم نظر لبهو من حيث دخلت ابنته تمشي وكأنها شبح، فستانها طويل يلامس الأرض فوق المعتاد حتى جمع الأتربة في حوافه، عينيها شاردتان الخِمار فوق رأسها موضوع باهمال تنهد بحزن عليها يدفنه داخله فلا يظهره عليه ثم نادى عليها بصوت جهوري

" رانية..!!"

أجفلت المعني ثم رمشت وكأنها تعود للواقع ثم تقدمت منه وهي تقول شيئا لم يفهمه حتى وصلته فبادرها بتوبيخ
" اذهبي وغيري هذه الملابس المتربة، لا أقول لك لا تحزني على خطيبكِ ولكن لا تكوني بهاته الحالة"

" عُديْ كان زوجي يا أبي كانت قد بقية فقط أيام على زفافنا"

قالت بصوت ظهر عليه صمتها الطويل فقد بدى متحشرج وكأن مخارج الصوت التصقت على بعضها.
رد على قولها الساهي يأمر

" افعلي ما قلت و لا تتجولي هنا وهناك هكذا"

"حاضر أبي"

ردت بنفس الصوت الأول وغادرت.
شيعها بنظراته وكذلك فعل عثمان حتى نطق الأخير

" بدأت أقلق عليها من حالها"

رد عبد الله وهو يستريح للخلف
" ما ان تمضي أيام حتى تشفى هي فقط حزينة"

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

هدر صوته شاقا الجدران على ضعيفة الحيلة أمامه

" استغليتم سفري وزوجتم الفتاة دون مشورتي ؟؟"

ردت سهام بتأني رغم خوفها من سِلفها

" يا أبا سليمان، كان القرار لأعمامها وجدِّها، ولأنها الوحيدة من بقية بلا خاطب"

ضرب الحائط خلفه وعاد اليها بعينين تشتعلان غضبا

" ألم يخبركِ زوجكِ أنني تواعدت أنا وإياه عند ولادتها أنها لإبني سليمان؟؟"

نفت برأسها تقسم أنه لم يقل شيء، تقدم منها خطوات تراجعتها هي وهو يقول

" ألم تستطيعي رفع الهاتف والاتصال بي؟ ألم تقولي لنفسكِ لربما هو يريدها لابنه ما دام زوجك رحمه الله لم يخبركِ"

رفعت يدا مرتعشة تجفف عرقها والخوف تشكل على ملامحها وهي ترد

" الأمر لم يكن بيدي، اسأل أي أحد، لا دخل لي في أي شيء"

" لماذا تصرخ على أمي يا عمي؟؟ أليس ابنك كبيرا كفاية ليتخذ زوجة كبيرة تدير شؤونه بدل طفلة لا زالت تلهو بالدمى؟؟"

" سليمة هشششش "

أسكتتها أمها ولكن الآخيرة لم تنظر نحوها وهي تجاورها في الوقوف تكتف يديها ناظرة نحو عمها بتحد تكمل

" ابنكَ لديه العديد من الفرص للزواج، فلا داعي للتحسر على طفلة صغيرة لا تستطيع حتى تمشيط شعرها وحدها"

كز عمها على أسنانه وقال يتحكم في نفسه حتى لا يصفعها على ردها الوقح ووقفتها الأوقح

" إلزمي حدكِ أو عودي لبيت زوجكِ"

ثم غادر مباشرة وترك الأخرى تتفتت غضبا ثم نظرت للذي سار بجانبها للخارج صامتا، ركضت تجذبه من ذراعه نحوها فظهر الشبه الكبير بينهما خاصة في العينين البنيتين الفاتحتين، ووجه دائري يثير اعجاب العين، شعر أسود قصير عكس خاصتها الطويل المغطى بالخِمار

" سليم، ألا يمكنكَ قول شيء؟ ألا تستطيع...."

" أتركيني سليمة لا وقت لمثالياتكِ وتمردكِ، إكفيني من كل شيء"

جاءها رده الباهت، بصوته الباهت ككل حياته، فتركته يائسة تماما، فكيف يقاتلون وهم منذ وعوا على الحياة طُمِروا تحت الأعراف والقوانين حتى لم يصبح لهم رأي في أي شيء، ومَنْ مثلها يقاتل سيُنفى خارجا، ويطلق عليه لقب العاق المتمرد.
عادت بأنظارها لأمها فلم تجد لها أثرا، تنفست بعمق وخطت للغرفة حيث ترقد أختها الوسطى سلمى بألمها والتي أيضا خلفها ألف قصة ابتدأت بما يشبه قصة شروق، لو قلنا أقل ظُلما قليلا.

.~.~.~.~.

" سأنزل فورا للمدينة وأعيدها، سأجبره على تطليقها وأعيدها فهي ملكي، لقد سُمِّيتْ على ذِمَّتي منذ خرجت من بطن أمها"

صوته القاصف أرعد مفاصل أمه رغم كونها هي من تكَوَّن في رحمها لتسعة أشهر وواجب عليه خفض صوته أمامها، ولكنه لم يكن بالأخلاق الحميدة اللازمة ليدرك ذلك.
بينما والده يشعل الفتيل ببطء وتأنِّي قائلا

" اهدأ حاليا سليمان أختها سلمى قد أجهضت وخرجت من المستشفى وهي الآن في منزل أمها، وهو أكيد سيجلبها لتراها.. عندها سوف نتحرك"

عاد سليمان يجلس وكأن الكرسي تحته من جمر، فالهدوء لم يأتي على قدميه وهو يهزهما كما قبضتيه وهو يقبضهما، يتوعد سرا و جهرا لمن تزوج خطيبته شروق.

.~.~.~.~.

فتحت سليمة باب المنزل بعد أن طُرق فوجدته حمزة، لم تكلمه كما لم يفعل وتنحت جانبا حتى دخل ثم تكلم يسألها عن غرفة سلمى بحروفه المتقطعة، فأشارت أن يتبعها تكضم سبة لتلقيها في وجهه.
هي لم تكن يوما موافقة على زواج سلمى في سن صغيرة ولم توافق عليه هو أصلا، فقد كبُر على اسم متلعثم القرية، وعندما أراد أهله تزويجه وقع الاختيار على الكثير من الفتيات ولكن واحدة فقط وافق أهلها على تزويجها إياه، ومن غيْرُها الصبية اليتيمة سلمى ابنة عبد السلام، يسارعون بتحصين بناته بالزواج خوفا من الفضيحة، ولم يخافوا من الله من ظلمهم وجورهم في براءة يغتصبون أحلامها ويقتلون كل آمالها في الحياة.
تركته يدلف للغرفة وعادت للمطبخ بقلب مهموم مليئ بالأسى وقلة الحيلة.

.~.

تقدم حمزة بخطى ثقيلة وهو يرى منها الرفض لرؤيته ففور أن رأته أدارت رأسها للناحية الأخرى من مضجعها.
جلس قربها على السرير ثم مد يده يخرج شيئا ما ووضعه بجانبها، لم تلتفت في البداية ولكن فضولها في الأخير غلبها فنظرت للشيء فوجدته حذاء من القماش لطفل صغير... بل صغير جدا.
رفعت له عينين غاضبتين تسأل بصوت عالي على قدر قوتها الواهنة

" ما هذا؟؟ هل جئتَ تشمتُ بي؟"

نفى بهدوء وهو يغمض عينيه وينزل برأسه قرب بطنها حتى وضع جبينه هناك يهمس بحروفه المبعثرة

" بل كنت أتخيل أن أدخل وأجده بجانبكِ بينما أنتِ تغطين في النوم، أقبله هو بهدوء حتى لا أزعجه ثم أقبلكِ أنت بلا حذر حتى تستفيقي وتعطيني توبيخا على عدم تركك تنامين مادام الصغير نائما، ثم أخبركِ.. أنا.. أنني اشتقت إليكِ فتضحيكن بسعادة رغم عصبيتكِ"

صمت يرفع رأسه فوجدت عينيه دامعتان ولم تصدق ولم ترِدِ التصديق، عن تغيره وهو يرفع يده يمسح على رأسها المربوط بمحرمة سوداء كأنها في حداد وأكمل

" الكثير تخيلته، تخيلت العديد من الأشياء وكلها كانت مرتبطة بكِ، فعرفتُ كما عرفتُ دوما ولم أكن مدركْ رغم ذلك أنني أريد أي شيء، كما لا أريد أي شيء، المهم أم تكوني أنتِ موجودة معي"

بوحُهُ المبعثر والمتلعثم أصاب قلبها المريض فزاده مرضا وحِدَّة، فرفعت الحذاء ورمته على طول ذراعها والتفت للجهة الأخرى تعطيه بظهرها، لم يردَّ على حركتها واستقام يعدل الغطاء على ظهرها وكتفيها ثم انحنى يطبع قبلة بريئة على جانب جبينها وغادر الغرفة ولم ينسى حمل الحذاء الصغير معه.

.~.


انتهى الفصل الرابع

.~.
.~.~.
.~.~.~.

السلام عليكم
كنت أريد كتابة المزيد بما أنني استطعت أخيرا بعد عدة محاولات رغم أن الأحداث متسلسلة في عقلي، ولكن الوقت تأخر
أعدكم باذن الله رغم أني أكره قطع الوعود.. أنني سأنزل فصل طويل في الأحد القادم، وسيكون مليئ بالأحداث الكبيرة.
شكرا لصبركم.

*شكرا رينا حبُّوبتي.. راكي تعرفي روحك شكون أنتِ *


.~.~.~.~.~.~.~.~.






أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس