عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-21, 01:15 PM   #139

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,431
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 61


"لا دواء ضد الموت"
-مثل فرنسي-

ساعةٍ كامله مرت قبل أن تنزل جينيفر من جناحها بكامل زينتها كأي يومٍ عادي ..
وكأنه لم يحدث شجار قبل قليل بالأعلى وينكشف جُزء من شخصيتها السيئة أمام زوجها ..
نزلت بكامل زينتها وبثقةٍ مُفرطه وكأنها لم تفعل شيئاً شنيعاً بحق زوجها ..
بل بدا بأن ما بررته يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار ويتعادلان هُنا !
ما إن نزلت لآخر درجة حتى سألت الخادمة عن آليكسندر لتُخبره بأنه غادر قبل نصف ساعه ..
لم تهتم ، وتجاهلت التفكير بالكامل بمشاعره وكُل ما يهمها الآن هو معرفة من أخبره ..
ولم تستطع التفكير إلا بكين !
هو بالتأكيد من فعلها ، وهو بالتأكيد من أخبر عمه عن فلور أيضاً رُغم أنها لا تعرف كيف علم بالأمر ..
لا أحد يتجرأ أن يقف في وجهها سواه !
ما ردة فعله الغبية هذه ؟ أوليست الطاعه المُطلقه هي ما ستُخرجه حياً مما هو فيه ؟
أحمق غبي ..
طلبت من الخادمه أن تستدعي تلك الخادمة التي تعمل سراً تحت إمرتها ..
فهي الآن تُخطط لردٍ قوي تجاهه كي يخرس تماماً ويعض الأرض ندماً على كُل أفعاله ..
هي لم تكن أبداً تلك المرأة التي يكسرها أحدهم فكيف بطفلٍ مثله !
عقدت حاجبها عندما أجابتها الخادمه لتقول لها: ماذا ؟ ما الذي قُلته ؟
أجابتها الخادمه مُجدداً: قُلتُ بأن السيد آلبرت أنهى خدماتها بالأمس وغادرت طائرتها الى بلدها صباح اليوم ..
بقيت عينا جينيفر المُندهشة مُعلقةً فيها قبل أن تقول: وما شأنه ؟!! ولما فعل هذا ؟
هزت الخادمه كتفها دليل عدم معرفتها بينما جينيفر مصدومةٌ بالكامل من هذا الأمر ..
لحضاتٍ قبل أن تعقد حاجبيها هامسةً بداخلها: "لا تقولوا لي بأن كين فعل عكس م توقعت وإلتجأ الى أخيه ؟! هذا هو التفسير الوحيد ! رُغم تهوره إلا أني لم أتوقع أن يصل الى هذا الحد ! لقد جُن هذا الصبي تماماً"
سألتها بعدها: كين بالمنزل صحيح ؟
هزت الخادمه رأسها تقول: أجل عاد من الخارج قبل بضع دقائق ..
عاد من الخارج ؟!
إلتفتت ووجهها مليء بالغضب التام وصعدت مُجدداً الى الأعلى مُتجهةً إليه ..
فتحت باب غُرفته دون أن تطرقه ونظرت إليه حيثُ كان يجلس على الأريكة وهاتفه بين يديه ..
ما إن رآها حتى وضع الهاتف بجانبه ونظر إليها بهدوء دون أي كلمه ..
تقدمت منه تقول: كُنتَ في فيلتي قبل قليل صحيح ؟
انتهى الأمر لن يُمكنه الإنكار فالخادمة أخبرتها دون شك لذا لم ينكر الأمر ولم يُعلق بتاتاً ..
توقفت أمامه وقالت بهدوء: جان لم يكن واضحاً معك ؟ لما إذاً ذهبتَ الى آلبرت ؟
عقد كين حاجبه بإستنكار فأكملت جينيفر: في سبيل الهروب مما أنتَ فيه قُمتَ بجر الآخرين إليه ! كين أنتَ شخصٌ فضيع ..
وقف كين بطريقةٍ حاده يقول: ما شأن آلبرت ؟!! لما تُدخلينيه بالأمر بينما لم أُخبره بشيء ؟!
جينيفر: اها صحيح ، هو فقط إنزعج من خادمتي بدون سبب وقرر ترحيلها ..
دُهش كين من كلامها فهو لم يتوقع أن يفعلها آلبرت ويطردها حقاً ..
ثوانٍ قبل أن يرد عليها قائلاً: كلا لم أُخبره ، شاجرتُ الخادمه فقام بطردها دون أن أُخبره بالسبب ، لما هل تضنين آلبرت يحتاج الى سبب لكي يفعل شيئاً من أجلي ؟
إبتسمت تقول: تعتمد عليه حقاً ..
إنقلبت إبتسامتها الى حقد وهي تُكمل بهدوء: كين ، أنت لا تعرفني جيداً ! من يُحاول إيذائي أُمزقه إرباً هو وكُلٌ من له علاقةٌ به ..
بالكاد سيطر على خوفه منها ومن كلامها وهو يُجيبها: بلى أعرف ، لطالما كرهتي آليس وها أنتِ تؤذين إبنها الوحيد ، إمرأةً مجنونه ..
جينيفر: حسناً وهذا يعني بأن حركةً ساذجة منك ستؤذيك أنت والمُقربون منك ، ماذا ؟ ألم يقل لك جان هذا ؟ بأن من تطلب مُساعدته يُجرّ هو أيضاً الى هذا المصير ؟
كين بسرعه: أخبرتُك بأني لم أقل له شيئاً !!!
جينيفر: كيف أفعلُها ؟ في عصير البُرتقال الذي يُحبه كثيراً ؟ أو في طعامه ؟
إتسعت عيناه من الصدمه جراء إكمالها لكلامها وكأنها بالفعل جادةً بما تُريد فعله !!
كين بعدم تصديق: أنتِ لن تفعليها !
جينيفر: وهل تراني غبيه ؟ لطالما أعطيتُك فُرصاً كثيره يا كين لكي تتوقف عن التدخل في شؤوني ، لطالما هددتُك كثيراً ولا أمل فيك ، لن اصمت أكثر ..
كين بإندفاع: أُقسم بأني لم أقل لآلبرت شيئاً !! صدقيني في هذا !!
ضاقت عيناها وقالت: وإن صدقتُك هل هذا يمحي فعلتك بإخبار عمك عن الطفل ؟
كين: أنا من فعلها لذا لا شأن لأحد بذلك ..
جينيفر: إن كُنتَ إنتحارياً فعليّ تهديدك بأحدهم ..
صمتت للحضه قبل أن تبتسم وتقول: إختر من علي أن أُدمر من إخوتك ؟ آلبرت ، أم فلور ؟
إنحنت تهمس: ماذا عن فرانس لكي ينام الى الأبد ؟ أو إستيلا فهذا سيُريح عمك من عِنادها !
إتسعت عيناه من الصدمة ليقول بعدم تصديق: لن تفعليها ..
صرخ في وجهها مُكملاً: أُقسم بأنك لو فعلتها سأُخبر الجميع بهذا حتى أبنائك !!
مدت يدها ودفعتُه بقوة ليسقط الى الخلف على الأريكة وهي تقول بحده: سأقتُلك حينها يا كين !!! إلا أبنائي !
شد على أسنانه يهمس: إذاً لا تتمادي أكثر ، يكفيك أنا ..
نظرت إليه بهدوءٍ تام قبل أن تقول: أصبحتَ تُجيد التهديد ؟
أشاح بنظره عنها يُحاول السيطرة على أعصابه وعلى الرجفة التي إجتاحته من كلامها عن أخوته ..
عندما لم يُعلق قالت: لا تكن أنانياً ، أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ، وكُلما تماديت أكثر كُلما كانت العواقب أكثر سوءاً .. لا تجر غيرك الى أخطائك ولا تِحمل الآخرين ذنوبك ! تحملها بنفسك دون كلمةٍ واحده ..
رفع عينيه إليها لفتره قبل أن يسأل: لما تفعلين هذا ؟
تجاهلت سؤاله وهي تقول: رحلة ألمك ستكون أقصر إن عشت كالكلب المُطيع ..
إلتفتت وإتجهت الى خارج الغُرفة مُكمله: ما سيحدث الليله لا تُبدي له أي ردة فعل مُبالغه فهي نتيجة ما قُلتَه لعمك .. وإن فتحتَ فمك وقتها ستكون النتيجة أقسى ...
توقفت عند بابه لفتره تُفكر ثُم إلتفتت إليه تقول: أجل وجدتها ، إن تماديت مُجدداً ولو بكلمةٍ واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس ، فلم يعد مُفيداً لي وهو أيضاً يعرف الكثير عني أكثر مما تعرفه أنت لذا التخلص منه هو الخيار الأفضل ، كُن غبياً وتسبب بقتل أخيك لأجلي حسناً كين ؟
وأغلقت الباب خلفها حال خُروجها ..
شد على يديه يُحاول السيطرة على رجفة جسده وهو لا يعلم مالذي ستفعله جينيفر !
هل أخطأ عندما أخبر عمه عن إيدن ؟!!
ماذا ستفعل ؟ ما الذي ستفعله بالضبط ..!!!
رفع قدمه ودفع الطاولة التي أمامه بقوةٍ مُحدثةً بعض الضجيج لينحني بعدها واضعاً رأسه بين يديه هامساً: سُحقاً سُحقاً سُحقاً !!!
عض على شفتيه قبل أن يصرخ صرخةً أخرج فيها كُل الغضب والخوف والألم الذي بداخله ..
صرخةً عالية وصلت الى مسامعها وهي تنزل الدرج لترتسم إبتسامةً ساخره على شفتيها ..
هي حقيقةً لم تُفكر بأي شيء لتفعله ، قالتها لتضعه في دوامة الترقب وتعذيب الضمير ..
فعذاب إنتظار حدوث أمرٍ مُفجع أسوأ بكثير من حدوثه فعلاً ..
تُحب هذا ، تُحب أن تُدمر الآخرين نفسياً أكثر من أن تُدمرهم جسدياً ..
فهذه هوايتها ، وهذه الهواية فقط المجانين يمتلكونها ..

***

6:34 pm



توقفت السيارة السوداء أمام هذا المنزل ذو المساحة الواسعة للغايه ونزل السائق يفتح الباب الخلفي ..
خرج من السيارة رجل في مُنتصف العُمر ذو شعرٍ أشقر مُصفف الى الخلف وعينان ناعستين رماديتان مائلتان للزُرقه بملابس سوداء إيطاليه ..
إنه النوع المُفضل لديه رُغم كونه فرنسياً ولكن الخياطة المُتقنة في الملابس تُجذبه كثيراً ..
يتمتع بمظهرٍ أنيق ، وبملامح جذابةً للغايه ..
سبقه السائق للداخل ليفتح له الباب وما إن خطى الى الداخل حتى وقف الأغلبية من قوة حضوره رُغم أنهم لا يعرفون من يكون !
فـ "البروفيسور" القلة من الأعضاء فقط يعرفون وجهه !
ما إن تعرّف عليه أحدهم حتى أصابه توتر كامل وهو يتقدم قائلاً: أهلاً بالزعيم ! إنه شرف لنا تزور فرعنا الثانوي هُنا ، لو كُنّا نعرف بحضورك لأعددنا لك إستقبالاً يليق بك !
إتسعت عينا البقيه وتبادلوا النظرات بينما لم يُعلق البروفيسور على كلامه بل سأله مُباشرةً بهدوء: أين كارمن ؟
مد الرجل يده يقول: تفضل ، سآخذك الى الغُرفة الرئيسيه وأستدعيها لأجلك ..
أوصله الى إحدى الغُرف ، واسعه ومُطلة بنوافذها الكبيرة على الحديقة الخارجيه للمنزل ..
جلس بهدوء على أريكةٍ مُنفرده ينتظر كارمن وأمامه الخادمه تسأله عما يُريد شُربه ..
طلب منها أن تأتي لاحقاً فلا نية لديه بالشرب الآن لذا إنحنت بطاعه ثُم غادرت الغُرفه ليبقى وحده برفقة سائقه والذي بدا أشبه بالحارس الشخصي من كونه سائقاً ..
لاحظ عبر النوافذ العديد من رجال العصابه يتوزعون واقفين بالقُرب من النوافذ الكبيرة ليحرسوها من الخارج تحسباً لأي هجومٍ غادر ..
ثوانٍ لتدخل كارمن وما إن رأته حتى إبتسمت تقول: ماذا ؟ أي تشريف هذا أيُها البروفيسور ؟
تقدمت منه تُكمل: هل هي المرة الأُولى التي تُشرف هذا الفرع بحضورك ؟
إبتسم البروفيسور قائلاً: ما دُمتُ بستراسبورغ قررتُ زيارتك وخاصةً بعدما سمعت عما حدث ..
تنهدت وجلست وهي تُشير للخادمه التي دخلت بعدها لتذهب وتقدم لهم بعض الشراب ..
كارمن: إن كان عن إبنة فينسنت فرجاءاً توقف ، لقد تعبتُ منها ! لا أعلم كيف لا يظهرون الخونه في فرعي إلا عندما نُمسك بها !
البروفيسور: آليس كان لها الكثير من الموالين ، منعتُ التحدث عنها في المُنظمة خشية أن يتداولون قصتها ويقوم الموالين بأخذ صف كُل من كان معها ، أُراهن أن الخونة لم يُساعدوا إبنة فينسنت لأنها إبنته بل لأنها على معرفةٍ بآليس ، يبدو بأني أحتاج لسنواتٍ أكثر كي أمحي إسمها من المُنظمه ..
كارمن: في فرعي لا نتحدث عنها أصلاً ، رُبما القلة ممن كانوا متواجدين في عهدها يعرفون عنها أما البقية فلا ..
البروفيسور: على أية حال هذا ليس ما جئتُ لأجله بل لأجل باتريك ..
نظرت كارمن الى الخادمه وهي تُقدم الشراب وعلقت: أرجوك الحديث عنه يستفزني ..
البروفيسور: لدرجة أن تقتُليه هكذا ؟ أن يكون الخائن شخص له مكانته في المُنظمة هو أمرٌ حساس ! ولا يدل إلا على أن لديه صلة بعدو من الخارج ، كان عليك حبسه وإستجوابه ..
كارمن: باتريك شخص عنيد ، أعرف بأنه لن يتحدث ..
البروفيسور: هُناك عدة طُرق للإستجواب يا كارمن ، معرفة هو جاسوس لمن عليها أن تكون من أولوياتك ، حتى الآن لا يُمكنني إستيعاب فعلتك ..
كارمن وهي تأخذ كأس الشراب من الخادمه: لا عليك ، تابعي وأنا أكثر من يعرفه ، صدقني لم يكن ليتحدث وأيضاً من غيره يُعادينا ؟ أُراهن بأن ثيو هو من زرعه !
صمت البروفيسور لفترةٍ يُراقب الخادمه حتى خرجت بعد أن أعطته كأسه ، فما إن خرجت حتى نظر الى كارمن يقول بهدوءٍ تام: ولما لا يكون أنت ؟
بالكاد حاولت عدم إظهار صدمتها وهي تشرب من الكأس قائله: أنا ماذا ؟
البروفيسور بهدوء: تفهمين ما أعني ، الجاسوس يا كارمن ..
إبتسمت ووضعت الكأس على الطاولة تقول: لم أعتقد بأنك تُجيد إلقاء الدُعابات ..
البروفيسور ببرود تام: مُنذ متى بدأتي بخيانتي ؟
كارمن والإبتسامة ذاتها على شفتيها: مُنذ أن بدأت تشك بي ، توقف عن الشك ولن يكون هُناك خيانه ..
البروفيسور: باتريك كان في منزل آليس طوال الوقت ، متى تسنى له الوقت بتهريب رين ؟
كارمن: رُبما قام بإيقاف الزمن حتى يُمكنه قراءة الموقف وحله ..
البروفيسور: وكيف لبشري أن يوقف الزمن ؟
كارمن: كان يدي اليُمنى ، لن يصل الى هذه المكانة مالم يكن يملك من القُدرات الشيء الكثير ..
البروفيسور: الى متى ستستمرين بالسُخريه ؟
كارمن ببرود: حتى تتوقف عن إتهامي ، فهذه تُعتبر إهانةً في حقي ..
البروفيسور بهدوء: أنتِ من أهان نفسه عندما قرر سلك طريق الخونه ..
كارمن: أحترمُك جداً لذا لا تجعلني أضطر الى مُغادرة الغُرفة وتركك !
إبتسم البروفيسور بهدوء قبل أن يسأل: لما أصررتِ على فيكتور ليتخلص من الملف ؟
كارمن: الملف هذا كان كاللعنه ، لن أحتمل فكرة أن يُسرق مُجدداً ونعود الى دائرة القلق مُجدداً ..
البروفيسور: لما لم تقتُلي رين مُباشرةً عندما أمسكتم بها آخر مره فلقد طلبتُ أن تُقتل دون تردد ..
كارمن: أبدت بعض التعاون فقررتُ أن أُعطيها فُرصةً أخيره فالملف كما قُلتُ لك هو من يجعلنا نقلق ونقوم ببعض التنازُلات رُغماً عنا ..
البروفيسور: لما غيرا الحارسان الذان كانا يحرسان غرفة رين كلامهما ؟ ففي البداية قالوا بأن دارسي وحده من دخل لها وعندما قُتل باتريك إتهموه بأنه قد دخل أيضاً ؟
كارمن: أعتقد بأنه من الواضح كونه هددهم وعندما مات تخلصوا من التهديد وأجابوا بصراحه ..
البروفيسور: باتريك خرج من منزل آليس ببعض الأدلة كما قال أحد الأعضاء الذين رافقوه فلما عند موته إختفت ؟
كارمن: رُبما أخذها معه الى العالم الآخر ..
ضاقت عيناه وبدأ ينزعج من عودتها الى السُخريه ..
عندما رأت الإنزعاج على وجهه رفعت حاجبها وقالت: حسناً ، المقر تحت يدك ، فتش وإسأل وإفعل ما تُريد ولكن صدقني .... عندما لا تجد أي دليل على إتهامك لن أُسامحك حينها ..
وقفت وأكملت: عملتُ تحت يدك لسنواتٍ طويله ، أن أُقابل بالإتهام بدل الإمتنان هو إهانة لن يُمكنني تجاوزها ، اسفةً على قول هذا ولكني سأترُك المُنظمة بعد أن تكتشف كونك أخطأت بحقي ..
أكملت: إعذرني ..
وبعدها خرجت من الغرفة تاركةً البروفيسور في حيرةٍ من أمره ..
تركت الغرفة وهي تعلم بأن هذه نُقطة اللا عوده ، فرُبما جعلت شك البروفيسور يتزعزع بواسطة كلامها ولكن إن بدأ الشك في أحد فلن يتركه أبداً ..
لذا عليها أن ترسم طريق النهايه فوراً بطريقةٍ صحيحه قبل أن تنقلب كُل الأمور على رأسها ..

***
8:12 pm


دخل الى شقته بعد أن أمضى الكثير من الوقت خارجاً يتأكد من محتويات الملف المُرسل ..
لقد إكتشف كونها صحيحة بالكامل ، صحيح بأن أغلب المعلومات هي لفرع ستراسبورغ ولكن معلوماته عن فرع باريس القليله كُلها صحيحه ..
عن الموقع الرئيسي ، وعن موقع منزل البروفيسور وعن كاميرات المُراقبة حوله ..
عن المقاهى التي يعتاد أعضاء المُنظمة التجول فيها في أوقات فراغهم وعناوين منازل القليل من الأعضاء البارزين ..
كُل شيء كُتب كان حقيقياً ..
لقد جمع بالفعل معلوماتٍ ضخمه ..
جلس على الأريكة هامساً: ريكس لم يدخلها إلا للإنتقام !
أخذ نفساً عميقاً فلقد ضن سابقاً أنه دخل المنظمة ليخطو حذو والدته ولكن الأمر مُختلف ..
لم يُفكر بشأنه كثيراً وخاصةً بعد تلك الليلة التي رآه فيها يُساعد في نقل بضائع ممنوعةً لأحد التُجار ..
هو يعمل كفردٍ منهم تماماً ولكن هدفه الإنتقام ليس إلا ..
هدفه جمع كُل المعلومات عنهم ، أصبح لا يدري هل يُريد الإنتقام من المُنظمة كُلها أو من شخصٍ مُحدد ؟
أو ربما هناك ما يُريد الوصول إليه ، حقيقة مخفية عنه لهذا يجمع المعلومات للوصول إليها !
رُبما ، ولكن الأكيد هو أنه يمتلك هدفاً ويُجاهد للوصول إليه ..
همس لنفسه: هل أُجرب مُحادثته ؟
رفعت حاجبها بسُخريه قائله: وتستغله لتحقيق إنتقامك الخاص ؟
إتسعت عيناه من الصدمه ووقف بسرعة ينظر الى الخلف ليجد فتاةً تقف ببرود ناظرةً إليه ..
هذه رين ! متى وصلت الى باريس وكيف دخلت شقته ؟!!!
تقدمت منه وتجاوزته لتجلس على أريكةٍ مُقابله تقول: هل أنت هكذا عادةً ؟ تستغل الآخرين لأجل مصلحتك ؟
نظر إليها قليلاً قبل أن يجلس هو بدوره يقول: كيف دخلتي ؟
رين: مع النافذه ، ماذا برأيك ؟ شقةٌ بطابق مُرتفع بالتأكيد سأدخل عبر الباب ..
ثيو: وكيف حصلتي على المُفتاح ؟
رين: السرقة سهلة في هذا الزمان ..
تنهد ليقول بعدها بإبتسامه: مرحباً رين ، بالأمس فقط كُنتِ تصورين لي نفسك ، هذا يعني بأنك إستعدتي ذاكرتك بعدها وها أنتِ أمامي مُباشرة ! ألهذه الدرجة غاضبه ؟!
إنزعجت رين وهمست: وقح حقير !
ثيو: هيّا بالمُقابل أخرجتُك من هُناك ! المصلحة مُشتركه ..
رين: لا أُريد مصالح مُشتركه ! الإستغفال جريمة حقيره .. والكذب جريمة أخلاقيه ، والإستغلال جريمة قانونيه ، وأنت أجرمت بحقي بهذه الجرائم الثلاث ..
ثيو: هل تعلمتي مؤخراً هذه الكلمه ؟ قُلتها خمس مرات في مرةٍ واحده !
إبتسمت بسُخريه تقول: منذ متى وأنتَ تُجيد الإستفزاز ؟ أمثالك يلتجؤن للإستفزاز عندما يكونوا مُرتاحي البال ، قديماً كان الغضب والإنزعاج وحده من يُسيطر على ملامحك ، أما الآن ... إستغليتني تماماً وخرجتَ بفائدةٍ من هذا ، بالتأكيد ستكون مُتفرغاً للسُخريه ..
يستطيع أن يستشعر كمية الغضب في نبرتها ..
التعامل مع شابةً غاضبه وحانقة عليك لهو أمر بغاية الصعوبه ..
حاول تلطيف الجو وهو يقف متجهاً الى مطبخه المفتوح مُخرجاً كوبا قهوة أنيقين يقول: في هذا الجو البارد تُريدين القهوة المُرة أو الشوكولا الساخنه ؟
نظرت إليه تقول: إن كان هُناك قهوةً تُعادل مرارة أفعالك فأشرب منها رُبما تشعر حينها بفضاعة ما فعلت ..
إبتسم رُغماً عنه وبدأ بإعداد كوبين من قهوة الكابتشينو المُحلاه لعلها تُخفف من حدة تصرفاتها العِدائيه تجاهه ..
دقائق حتى تقدم ووضع كوب القهوة أمامها ، نظرت إليه ببرود وما إن لمع الخاتم الفضي بأصبعه في عينيها حتى ظهرت إبتسامة غريبه على شفتيها ..
إتجه الى الأريكة الأُخرى وجلس عليها يقول: حسناً ، ماذا أفعل لتُخففي غضبك هذا ؟
رفعت نظرها إليه تقول: أنتقم منك ، هذا فقط سيمحي غضبي تجاهك ..
إبتسم يقول: حقاً ؟ ماذا ستفعلين ؟
صمتت للحضه قبل أن تقول: مثلاً أُعطيهم خبر عن كونك تملك عائلةً صغيره بدولةٍ بعيده ، أُراهن بأن هذا الخبر سيُسعدهم للغاية وخاصةً أمثال دارسي الذي يعشق قتل الأبرياء ..
إختفت الإبتسامة من شفتيه قبل أن يقول بهدوء: رين نحنُ لسنا أطفالاً ، دعينا نتحدث بجديه ، أعلم أنك يستحيل أن تفعليها لذا ما الهدف من قولك لكلام لا يُناسب مبادئك ؟ فقط لتستفزيني ؟
أشاحت بنظرها عنه فهاهو يُزعجها مُجدداً ..
يستفزها وفي الوقت ذاته يكون مُحقاً في كلامه ..
لطالما سبب هذا الرجل لها الكثير من الزعزعه !
مهما هربت منه وإختبأت عنه ورُغم أنها مُتهمة من الشُرطة بسبب إشتباهها بقتلها لصديقتها إلا أنه لم يُلقي القبض عليها ولا لمره في كُل مرة يتقابلان !
كان فقط يُحاول سحب المعلومات منها ، عن والدها وصديقتها وعمن قتلهما وعن المُنظمة والكثير من الأمور ..
ومهما رفضت وطردته وصرخت في وجهه لم يتغير موقفه ..
كان رجلاً قوياً في نظرها ورغبت من داخلها أن تثق به ولكن بعد أن أخبرها ريكارد عن كونه يرغب بالإنتقام خافت منه ..
خافت من أن تضع ثقتها به ليتخلى عنها حالما تقع في مُشكلةً تُهدد حياته ويختار أول طريق للهروب حتى يتسنى له إكمال إنتقامه في يومٍ آخر ..
خشيت أن يستعملها فقط لا غير ، أخبرها ريكارد عن كونه تنازل كثيراً في سبيل حماية أخوته ، هذا الرجل كثيراً ما يتنازل عن هدفه إن هدد أحدهم حياة المُقربين منه ..
بالتأكيد كان ليتخلى عنها إن خيروه بينها وبين عائلته ..
وفقدانها لذاكرتها كان خير دليل ، هو حقاً مُستعد لفعل أي شيء لتحقيق إنتقامه حتى لو عنى ذلك إستغفال وإستغلال فتاةً فاقده لذاكرتها ..
إنها .... تكرهه للغايه ..
أخذت الكوب ورشفت منه القليل ، بقيت تتأمل سطح الكوب لفترةٍ قبل أن تقول: إذاً إسمح لي بإستغلالك ..
عقد حاجبه فرفعت نظرها الى عينيه تُكمل: تشعر بالذنب ؟ إذاً دعني أستغلك لنتعادل ..
إبتسم بهدوء يقول: عجيب ، ضننتُك ستقلبين المكان رأساً على عقب من شدة الغضب ..
رين: وماذا سأستفيد حينها ؟
ثيو: أخيراً أصبحتِ تُفكرين بعقلانيه ..
إنزعجت من سُخريته ووضعت الكوب على الطاولة تقول: هل هذا أسلوب شخص يُريد الإعتذار ؟!
إبتسم لها يقول: ومن قال بأني سأعتذر !
ضاقت عيناها تقول ببرود: تراجعتُ عن كلامي ، سأقلب المكان رأساً على عقب بالفعل ..
ضحك ضحكةً قصيره ثُم قال: حسناً ، ما رأيُك بالعمل معاً ؟ تُريدين الإنتقام منهم وجعلهم يدفعون ثمن مافعلوه لك وأنا أُريد إنهائهم عن بكرةِ أبيهم ، أوليس التعاون هو الحل الأفضل ؟
رين: الحل الأفضل بالنسبة لك ! أنا فقط أُريد قتل دارسي وتأمين حياةً مُسالمة لي ولأُختي ، لن أخوض في معركةٍ نسبة عودتي منها حيةً هي 0% !
ثيو: إذاً دارسي هو من أرتكب تلك الجرائم ؟
دُهشت من كونها زلت بلسانها فسابقاً لطالما حقق معها راغباً بمعرفة من يكون القاتل !
تكره عندما تزل هكذا دون وعي !!!
حاول ثيو تغير الموضوع قبل أن تغضب منه مُجدداً يقول: لطالما إستفزيتهم ، هم بالفعل يُريدونك الآن ميته لذا لا سبيل للهرب ، تدميرهم هو الخيار الأفضل ..
رين: سأجد طريقه للهروب ، لن أُعرض حياة المزيد ممن حولي الى الخطر !
ثيو: حتى عندما كُنتِ تختبئين في عدة أماكن طوال الشهر الماضي كانوا يصلون إليك في كُل مره ، عزيزتي ، الأمر مُستحيل فلهم صِلاتٍ كبيرة لا تُعد ولا تُحصى ..
عندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها مُكملاً: لاحظي الأمر من جهةٍ أُخرى ، أنا لن أستفيد شيء بالعمل معك ، رُبما الملف وبعض المعلومات ما جعلني أُحاول في السابق ولكن الآن أماك دليلاً يُدينهم وأملك جاسوساُ بينهم ، رين هذا عرض سخي مني ، إقبليه فلو رفضته ستواجهين المشاكل بالمُستقبل ..
ضاقت عيناها لفتره قبل أن تقول: ولو أخبرتُك أن نُقطة ضعف البروفيسور بين يدي ماذا ستفعل ؟
عقد حاجبه لتبتسم بهدوء قائله: أنا أضمن حياتي بهذا ، قطعاً لن يمسني سوء ، فحتى لو كان البروفيسور بعظمته فهو لن يصمد ولو لثانيه تجاه ما أملكه ، رُبما يصل به الأمر لبيع مُنظمته بالكامل وأنا جاده فيما أقوله ..
كلامها أثار فضوله للغايه وعقله حاول مراراً توقع أي شيء ولكن لم يخطر بباله نُقطة ضعف بالقوة التي وصفتها !
ما إن رأت عقدة حاجبيه حتى قالت بهدوء وثقةٍ تامه: لطالما وصفوني بكعب أخيل المُنظمه ، وأنا كذلك بالفعل ، فليس هذا وحسب ما أملكه بل حتى ما قاله لي والدي قبل وفاته ..
إختفت ملامح الثقة من وجهها حالما نطقت جملتها الأخيره وبدأت الحيرة والضياع تجتاح ملامحها ..
تعجب من إنقلابها هكذا وسألها: مابك ؟
رفعت عينيها إليه بضياع وحاولت فتح فمها لتُجيبه ولكنها لم تستطع ..
إنحنت تضع رأسها بين يديها ومنظر الدماء حول جُثة والدها تحجب عنها الرؤيه ..!!
مهما حاولت تذكر تلك اللحضة القصيره قبل وفاته وكلامه المهم ذاك لا يُمكنها !
إشتد الصُداع في رأسها وهي تراه يضع يديه على كتفيها بوجهٍ حاد قلق وفمه يتحرك بشكل سريع ولكن لا يُمكنها سماع ما يقوله !
تتشوش الصور لتُظهر وجهه تارةً وتارةً وهو مُضجع بالدماء ..
همست بين شفتيها: سًحقاً سُحقاً ..
"لا تُخبري هذا لأحد ، إياك يارين......"
فقط هذه الجُملة ، فقط هي ما تتردد مرات وتختفي بمراتٍ أُخرى ..
سرت رجفةٌ بكامل جسدها عندما شعرت بيدٍ دافئه على كتفها لتقف بدفاع تنظر الى ثيو الذي بدا قلقاً عليها ..
صدرها يعلو وينزل من تنفسها السريع المسموع ليسألها ثيو: مابك فجأه ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا شيء ، لا شيء ...
وأكملت في نفسها: "لما ؟!! لقد إستعدتُ ذاكرتي فلما لا أتذكر تلك اللحضه ؟!!"
تتذكر مشاعر تلك اللحضه ، وتتذكر كونها صُدمت للغايه وتتذكر كم كانت هذه معلومةٌ بغاية السريه ..
معلومة لا يعرفها أي أحد بالعالم سواها هي !!
فلما لا تتذكرها إذاً !!!
تعرف كم كانت معلومةٌ قويه قد تقلب الموازين فلما لا تتذكرها ؟!
لما ذاكرتها ترفض هذا !!
تقدمت وذهبت الى المطبخ ، أخذت كأس ماء وشربته وهي تُحاول ترتيب أفكارها ..
رُبما لأنها لم تستعد ذاكرتها مُبكراً لذا هُناك بعض الذكريات الضائعة ..
نعم ، لا بأس ستتذكرها مع الوقت ..
عليها ألا تقلق لأجل أمرٍ تافه كهذا ..
عادت مُجدداً وثيو ينظر إليها قائلاً: أصبحتِ تتصرفين وكأنه منزلك ..
جلست على أريكةٍ أُخرى بعد أن أخذت كوبها قائله: عليك أن تشكرني لكوني لم أرمى الكأس أرضاً بدلاً من وضعه على الطاوله ..
إبتسم بهدوء ليسأل بعدها: حسناً ، ماذا عن كلامك سابقاً ، هل يُمكنك تفسيره ؟
هزت رأسها نفياً تقول: كلا ، أنت مُحقق لذا أخشى بأن تفسيري يكشف لك كُل الأوراق وأنا أُريد الإحتفاظ بها لنفسي ..
ثيو: ألم نتفق على كوننا سنتعاون ؟ لا باس إذاً بكشف الأوراق !
عقدت حاجبها بإنزعاج تقول: لم أتفق معك على هذا !!
ثيو بإبتسامه واثقه: بلى فعلتِ ..
رين بحده: قُلتُ لا ألا تفهم ؟
ثيو: إذاً ، لما قطعتِ كُل هذه المسافة لتريني ؟ بالتأكيد ليس لأن تُخبريني بمدى غضبك من إستغلالي لك ..
صُدمت من جملته وأشاحت نظرها عنه فوراً فلقد كشف ما أخفته في صدرها منذ دخولها ..!
أجل ، لم تحضر سوى لشيء واحد ..
بالتأكيد مُشاجرته وإخباره عن كرهها لتصرفاته كانت أحد الأسباب الفرعيه ولكن السبب الرئيسي كان شيئاً مُختلفاً ..!
رُبما إبتعدت عنه في الماضي ولكن في الحاضر ساعدها حتى لو كان لأجل مصلحته !
أنقذها تلك الليلة هي وريكس من ذاك القاتل ولا يُمكنها نسيان كم كانت مُمتنة له آنذاك ..
وقبل فترةٍ قصيره أراها كم أنه بمقدرته مُساعدتها وإخراجها حتى لو كانت بوكرهم وبوجود إثنان من القاده !
هو شخص قوي ! لا تعلم عن قوته الجسديه ولكنه قوي بتصرفاته وبعقله وبارتباطاته !
التعاون معه هو الحل الأمثل ..
إن أرادت الهروب والإختفاء هي ونينا عن أنظار المُجرمين فهي بحاجةٍ لشخصٍ في مثل مكانته يُبرئها من تُهمتها ويمحو وجودها لأجل ألا يصل إليها أحد ..
أخذت نفساً عميقاً ثُم عاودت النظر إليه تقول: كلا لم آتي لأتفق معك ، أتيتُ لأُجبرك بالتكفير عن ذنبك عن طريق السماح لي بإستغلال نفوذك بالحكومه ..
ثيو: وبدون مُقابل ؟
قطبت حاجبيها تقول: إنه إستغلال وتكفير ذنب فكيف يكون بمُقابل!!
ثيو: حسناً ولكني لن أسمح لك إلا بوجود مُقابل ، لا يوجد قانون يمنعني من طلب هذا ..
شدت على أسنانها تقول: أنتَ تلعب بقذاره ..
إبتسم قبل أن يقول: رين كوني صريحه ، ألم تفعليها من قبل ؟ إستغلال الآخرين لأجل مصلحتك ؟!
حاولت إخفاء توترها من سؤاله ..
نعم ، لطالما فعلتها مراراً وتكراراً سواءاً كانت في فترة فقدان ذاكرتها أو قبلها ..
ثيو: كُلنا نفعل ذلك ، الكُل يغتنم الفرصة حال وجودها بين يديه ، القذر هو من يستغل الآخر دون أن يضمن له سلامته ، أنا لم أتركك سابقاً في المُنظمة وأخليت مسؤوليتي منك ! أخرجتُك يارين ، رُبما أستغليتُك ولكني حرصتُ على ألا تتأذي .. ما فعلتُه لم يكن تصرفاً قذراً ..
إسترخى في جلسته مُكملاً: رُبما لا تعرفين بهذا ولكني قابلتُ لوكا ، أخذتُ منه بضع معلومات وبالمُقابل توسطتُ له عند أحد رجال الشُرطة لكي يُحققوا له مطالبه ، أنا لستُ بالشناعة التي تتصوريها في عقلك ..
بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول: ولكن هذا لا يعني كوني أخطأتُ عندما كرهتُ إستغلالك لي !
ثيو: كلا يحق لك هذا ، ردات الفعل تختلف عادةً ولا ألومك ..
صمت قليلاً قبل أن يقول: دعينا نختصر الموضوع ، تُريدين أن يتم قتل دارسي لتنتقمي منه وبالمُقابل تُريدين أن تعيشي مع أُختك بسلام ، أستطيع أن أؤمن لك مكاناً آمناً وأُخفي وجودك تماماً ولكن لن ترضي أن تعيشي في خوف طوال حياتك ؟ لن يمكن لفتاةٍ صغيرة لنينا أن تشعر بالراحة في حياتها بل ستكون حياةً مليئة بالخوف والقلق وقطعاً لن تنشأ النشأة الصحيحه ، صدقيني ، هذا ليس خياراً جيداً ..
رين: لكني لا أقوى على مواجهة مُنظمةً بهذا الحجم ! إنه أمرٌ مُستحيل ، عشتُ بخوفٍ منهم طوال الوقت وكُلما تذكرت كون هُناك قتلة مُنتشرون يبحثون عني أستيقظ من نومي مُرتعبه !
ثيو: رأيتِ ؟ أنتِ تدعمين كلامي بردك هذا ، لن يمكنك مُطلقاً أن تنعمي بالراحة دون أن تُنهيهم تماماً ..
إبتسم وقال: ولما تُضخمينها هكذا ؟ أنتِ تُشاهدين أفلام الأكشن أكثر من أفلام التحقيق صحيح ؟ الأشرار يُهزمون دائماً ، في أفلام الأكشن تكون الهزيمة بحاجةٍ الى قوه ومهاره وعدد وفير من الحُلفاء وتكون هُناك عادةً الكثير من الضحايا ، ولكن بأفلام التحقيق لا تحتاج لهزيمة المُجرمين سوى للمعلومات وعقلك ، الأمرُ بغاية البساطه ..
لم تُعلق فقد فتح عقلها على نُقطةٍ لم تفقها من قبل ..
أكمل كلامه: تجميع المعلومات بشأنهم والدلائل وإيصالهم الى نُقطة النهايه ومن ثُم قلب كُل شيء على رؤسهم بشكلٍ مُتتالي ، إن كان لهم أيدٍ بالشُرطه فسنلتجئ للصحافة ولنشر معلوماتهم للعامة كي تُصبح قضيتهم يصعُب على أحدٍ التستر عليها ، إن أحكموا سيطرتهم على الصحافة فنحنُ بزمن التكنولوجيا حيث أن مواقع التواصل الإجتماعي هي ما تحكم العالم ، نشر مقاطع ومعلومات بحسابات مجهوله وإيصالها الى الترند العالمي يجعل من الصعب على أي أحد أن يغض البصر عنها ، الأمر بسيط يارين ، فقط نحتاج الى العقل والمعلومات وهذا لن يحدث إن عمل كُل واحد منا بمُفرده ..
مُجدداً لم تجد شيئاً لتقوله ..
أتت لتُشاجره وتُجبره على تنفيذ طلباتها ولكنه بالمُقابل أقنعها بموضوع لم تُتجرأ وتُفكر به أصلاً ..
ساد الصمت بينهما لفترة ، هو يشرب قهوته بهدوء ويُراقب وجهها الحائر في كلامه بينما هي تُقلب الأمر مراراً وتكراراً في رأسها ..
إنها مُجازفه ، وعلى الرُغم من كونها كذلك إلا أن إيجابياتها أكبر بكثير من سلبياتها ..
تُريد الموافقة ولكن هُناك ما يمنعها ، رُبما لأنها لا تزال حانقةً من تصرفه بشأنها لذا تكره كونها توافقه على كلامه ..
ورُبما لأن مُجازفتها هذه ستُعرض نينا للخطر وهذا يُخيفها ..
لقد فقدت صديقتها من قبل بسببهم عندما وقفت في وجههم ، تخاف أن تفقد أُختها الوحيدة أيضاً !
رفعت نظرها إليه تقول: هل يُمكنني التفكير ؟ أرغب بُمقابلة أحدٍ أولاً ..
ثيو بإبتسامه: لا بأس ، قابلي لوكا وشاوريه بالأمر ، وتأكدي من النظر لجميع الأمور من جميع مُنحنياتها ..
عقدت حاجبها وبالكاد أخفت إنزعاجها فهو مهما حاولت أن تُخفي أمراً يعرفه ..
وقفت تقول: أخبرتني أنك تملك جاسوس هُناك بينهم ، هل لي أن أعرف من يكون فرُبما على حسب مركزه أُقرر ؟
صمت قليلاً قبل أن يقول: لا يُمكنني قول هذا لك ، ولكن ... لنقل أنه في مركز موريس أو أعلى ..
دُهشت من كلامه وقالت بسرعه: هو إذاً بمركز عالٍ ويملك الكثير من الصلاحيات ! كيف فعلتَ هذا ؟!
إبتسم دون تعليق في حين أكملت: لحضه ، إن كُنتَ تملك جاسوساً بمثل هذا المركز فلما لم تُقضي على المُنظمة مُبكراً ؟
ثيو: تمتلكين فضولاً عالياً ، أسئلتُك سأُجيب عنها عندما تُوافقي على العمل معي ..
بقيت تنظر إليه لفتره ثُم إلتفتت وغادرت المنزل بدون أي تعليق ..

***
10:23 pm



مشي على طول الرصيف وبيده هاتفه التي فرغت بطاريته منذ عدة ساعات كما قال له الشُرطي بالمركز ..
كان الإنزعاج بادٍ على وجهه فلقد كان مُتلهفاً للغاية كي يُحادث رين ولكن عليه الآن الذهاب الى شقته وإعادة تعبئة البطارية قبل أن يتصل عليها ..
نظر حوله وبالفعل لم يشعر بأي شيء مُنذ خروجه من المركز ، يبدو بأن فكرة الخروج في يومٍ آخر شتتهم بالفعل ، حتى أنه حرص على الخروج مع إمرأةٍ مُسنه كانت قد حضرت لتُعطي حفيدها المُتهور طعاماً بما أنه سيبيت بالحجز ..
لقد شتتهم ، ويعرف بأن هذا لن يدوم طويلاً ..
وصل الى شقته وإبتسم وهو يرى دراجته النارية واقفةً هُناك ..
همس: أشكُرك على العناية بها ..
سحب الظرف المُخبأ بالخوذه وصعد الى الأعلى يفتحه وهو يقرأ الكلمات القليلة التي كتبتها:
"أنت مدين لي بسباق تحدّي بيننا على طول شوارع باريس"
دخل شقته التي كانت بسطح العمارة والإبتسامة على شفتيه وهو يهمس: على عائلتي أن تتوقف عن وصفي بالمتهور فهذه الفتاة أكثر تهوراً مني ..
كانت شقته رخيصة الثمن لم يستأجرها إلا لفترةٍ من الوقت ، كانت مفتوحة على بعضها بالكامل ، صالةً كبيرة فيها مقاعد وسرير للنوم ومطبخ صغير مُطل ، وقف بالقُرب من سريره حيث هُناك سلك الشاحن وشبك هاتفه فيه وعندما إلتفت صُدم من ظل شخص يجلس بهدوء على جانب الأريكة المُرتفع وينظر إليه ..
شد على أسنانه للحضه قبل أن يتقدم الى مفاتيح الكهرباء ويُشغل الإضاءه ليظهر في وجهه رجلاً يراه لأول مره ..
شعره أسود كالفحم ويربطه الى الخلف بإهمال وتلك الأقراط الفضيه تملأ أُذنه اليُسرى ، وجه قاتل لا محاله ..
لوكا بإبتسامه: عجباً ، لما لم يخطر ببالي كونكم تنتظروني هُنا ؟ كان هذا غباءاً مني ..
إبتسم هذا الشخص يقول: بعض التصرفات الغبيه تأخذ روح صاحبها يا عزيزي ..
لوكا: هل لي أن أعرف مع من أتخاطب ؟ أنتَ لا تنوي أن تجعلني أموت بفضولي صحيح ؟
ضحك ضحكةً قصيره يقول: تبحث عني كالمجنون ولا تعرف حتى شكلي ! عجيب ..
عقد لوكا حاجبه للحضه قبل أن تتسع عيناه بصدمه يقول: أنتَ هو الذي ....
أكمل له جملته قائلاً: أجل ، أنا هو الذي أخذ روح شقيقك الأكبر ..
إتسعت عينا لوكا على وِسعها من شدة الصدمة بينما لا تزال الإبتسامة على شفتي دارسي وهو يرى مقدار صدمته ..
يستمتع حقاً بمثل هذه المناظر ..
ثوانٍ حتى شد لوكا على أسنانه وتنامى بداخله غضب وألم شديد تجاه هذا القاتل !!
هذا هو من كان يُمشط فرنسا كُلها بحثاً عنه !!
هذا هو القاتل الذي ذهب الى طريق اللاعودة ليقتًله فقط !
هو حقاً لا يُريد شيئاً من الدنيا أكثر من أن يكونوا بنات أخيه بأمان وأن يختفي هذا الرجل من الوجود ..
سحب خنجراُ من تحت المخدة وفتحه وهو يقول بهدوء: جيد بأن ذاك الأصلع لبى طلبي وأحضرك أمامي ..
دارسي: لا تتفائل ، أتيتُ لأقتُل وليس لأُقتَل ..
تقدم لوكا منه يقول: هُناك من يحفر قبره بيده كما تعلم ..
دارسي: دائماً أمثالك لا يقرؤن الموقف جيداً ، الشخص الطبيعي كان ليتوسل لأُبقيه على قيد الحياة بدلاً من تسريع موته وإنهاء حياته بغباء ..
أمسك لوكا بالخنجر بطريقةٍ عكسيه وهاجمه فقفز دارسي من فوق الأريكة مُبتعداً لتشق خنجره سطح القُماش ..
دارسي: قتلي مُباشرةً ؟ لو كُنتُ مكانك لسألتُ على الأقل ماذا كانت كلمات شقيقك الأخيره ..
إتسعت عينا لوكا بغضب ولف على جهته ملوحاً بالخنجر فتفاداها دارسي مُجدداً ببراعةٍ مدروسه وهو يقول: أو على الأقل هل كانت لديه وصية أخيره أو لا ..
لوح لوكا بالخنجر مراراً وتكراراً وهو يقول: إخرس ..
كان سريعاً ماهراً بتلويحاته دليل إستخدامه المُحترف للسكاكين ولكنها مزقت اثاثه فقط بسبب مهارات دارسي العالية في التفادي ..
حتى آذته آخر تلوحيةٍ على طول ساعده الأيسر جعلته يتراجع قليلاً الى الخلف وهو يشد على أسنانه بإنزعاج ..
همس بعدها: لن ألعب معك بعد الآن ..
وأخرج مُسدسه مُطلقاً رصاصةً عبر كاتم الصوت المُثبت على فوهته وبالكاد تفادى لوكا الطلقة وهو يتدحرج الى الجهة الأُخرى ولكن دارسي لم يترك له فُرصة أطلق مُجدداً مرةً وأُخرى حتى أصابته الرصاصة الثالثة بعدما تفادى الثانية أيضاً بصعوبه ..
صرخ لوكا صرخةً قصيرة من الألم وهو يشد على جانب بطنه حيثُ إحتكت الرصاصة فيه قبل أن تستقر بالحائط ..
رفع عينيه الغاضبتين الى دارسي ليُبادله الآخر بنظراتٍ بارده يقول: خط حياتك المُتهوره يتوقف هُنا ..
وأطلق الرصاصة الرابعة دون أي تردد أو تأخير وقبل حتى أن يستوعب لوكا الموقف لتستقر في بطنه ويصرخ بسببها صرخةً عاليه وهو يتهاوى على الأرض ..
أعاد دارسي المُسدس لمكانه وهو ينظر الى لوكا الذي كان يُصارع الألم وتلك الدماء الحمراء تتدفق بشدةٍ من جسده ..
كان بإمكانه أن يُصوب على قلبه أو رأسه ليموت ميتةً سريعه ولكنه أصبح يحب رؤية الضحية وهي تُصارع الموت هكذا ..
إلتفت بطريقة حاده الى الخلف عندما سمع الباب يُفتح لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى رين تدخل الى الداخل حاملةً هاتفها بيدها ..
رين ؟!! هُنا والآن !!
بينما رين كانت تتبع العنوان لتقف أخيراً للحضاتٍ تنظر الى الموقف المُفجع الذي أمامها ..
شاب رمادي الشعر ساقطاً في بركة دمائه وأمامه ذاك القاتل أسود الشعر ..
المشهد يتكرر !!
يتكرر مُجدداً !!
سقط الهاتف من بين يديها وهي تهمس برجفه: لوكا ..
إتسعت عيناها على وِسعها وغطت أُذنها تُطلق صرخةٍ مدوية جعلت لوكا الذي كاد يفقد وعيه يفتح عيناه بالكاد وينظر بإتجاه الباب ، حاول فتح فمه ولكن لم يستطع ..
وفقد حواسه كلها بعدها ..
في حين تقدم دراسي فور صراخها وأغلق الباب خلفها بسُرعة ليُطبق على فمها فهذه الفتاة ستُسبب المشاكل إن سمعها أحد السُكان !!
حاولت التملص منه وعيناها تغوران بالدموع وهي ترى عمها الذي كان كالصديق المُقرب منها جثةً هامده أمامها ..
دارسي: ششش اخرسي اخرسي ..
طُرق الباب فجأه وأتى صوت إمرأةٍ من خلفه تقول: مرحباً ، هل من مُشكلةٍ هنا ؟
شد دارسي على أسنانه وحاول تغير صوته وهو يقول: لا بأس ، رأت إبنتي فأراً قبل قليل ..
المرأة من خلف الباب: اووه تكثر الفئران في الاسطح ، هل أستدعي لك البواب ؟
دارسي: كلا شُكراً لك وكوني حذره فهو يحوم حول الباب وقد يخرج من تحته في أي لحضة ..
هذه الجملة جعلتها تُخرج صوتاً دليل القرف وتبتعد فوراً من المكان ..
عضته بقوه فأبعد يده بسرعه من الألم لتصرخ بصوتٍ مُرتجف قائله: إنك تفعلها مُجدداً !!! لا تسرق عائلتي مني !! لا تسرق أحبابي مني !!
دفعها على الحائط عندما كادت تجري بإتجاه لوكا وثبتها عليه يقول لها: اسمعي !!
بصقت في وجهه وهي تبكي وحاولت دفعه وهي تصرخ في وجهه فشد على أسنانه بغضبٍ شديد وثبتها مُطبقاً يده على فمها يقول: لديك خياران ليس إلا ! هو يُصارع الموت ، يُمكنك إنقاذه وإستدعاء الإسعاف لأجله ولةن بشرط وإلا فسأجعلك ترينه وهو يُغادر العالم ببطئ ..
توقفت عن مُحاولة الهرب وهي تنظر إليه بصدمه فلقد ضنت بأنها فقدته للأبد ..
أبعدت يده عنها تقول بصوتٍ مُرتجف: لك ما تُريد لكن دعني أُنقذه أرجوك ..
دارسي: لن يحدث قبل أن تُجيبيني عن أسئلتي ..
حاولت التملص منه تقول بصوتٍ مرتجف وبنبرةٍ باكيه: ارجوك سأُجيبك ولكن دعني أنقذه ، أقسم لك بأني سأُجيبك ..
دارسي: سقطنا في هذا الفخ عدة مرات ، عمك يموت يا رين وحتى الآن كُل ما تُفكرين به هو خداعي ؟ هل حياته غير مُهمةٍ إلى هذه الدرجه ؟!
صرخت في وجهه: يكفي اخبرني ماذا تُريد بسرعه !!! قلها بسرعه ..
دارسي: سر آليس ، السر الذي يجعل اليروفيسور يُجاهد للوصول إليه ..
جسدها بالكامل يرجف وعينيها فقط خلف دارسي حيث عمها هُناك بدون حركة بوسط دماء تزداد بشكلٍ ملحوظ ..
لا مجال حتى للتفكير ..
أجابته تقول: يُريد إبنه ، ابنه من آليس التي هربت برفقته ..
وبعدها دفعته بسرعه لتذهب الى لوكا تاركةً دارسي في قمّة صدمته من كلمتها هذه ..
جسدها انتفض وهي ترى وجهه الذي يخلو من أي معالم الحياة وضعت أذنها على صدره وهي تشهق مراراً قائله: أرجوك لا تتركني ، لوكا لا تتركني أرجوك ..
لم تسمع شيئاً ، لم تسمع صوت نبضات قلبه فشعرت بأنها تكادُ تُجن وهي تصرخ فيه: لوكــا لا ترحل !!!!
وبشكلٍ يائس حاولت فعل ما فعلته مُسبقاً لصديقتها ، حاولت الضغط مراراً وتكراراً على صدره علّ قلبه يُعاود النبض مرةٍ أُخرى وهي تقول: إستيقظ ، إستيقظ لأجلي أرجوك ، إستيقظ يالوكا أرجــوك إستيقــظ ..!!!
صرخت بآخر جُملةٍ بشكلٍ يائس ليرتجف جسدها عندما لاحظته فجأه سعُل دماً وتوقفت حركته بعدها ..
تسارعت انفاسها وهي تضع إذنها مُجدداً على صدره لتسمع ذاك القلب ينبض بشكلٍ ضعيف ..
مدت يدها تلتقط هاتفه القرب منها وعندما كادت أن تضغط على رقم الإسعاف سحب دارسي الهاتف منها لتلتفت إليه بسرعه قائله: توقفف !!! أجبتُك فلما تفعل معي هذا !!!
دارسي: أخبريني عن مكانه وسأُعيد الهاتف ..
حاولت رين سحب الهاتف وهي تضربه قائله: لا أعلم لا أعلم أعطني إياه !!!
دارسي بحده: إنه يموت وكًل ما تُفكرين به هو الصمت !!!
شعرت بأنها ستُجن من أفعاله لتصرخ في وجهه: عنوان شقته بمُلاحظات هاتفي صدقني ..
حاولت سحب هاتف لوكا ولكن دارسي أحكم قبضته على الهاتف يقول: إياك والكذب ، لأني سأُرسل شخصاً يتبع سيارة الإسعاف وسيقتل عمك في المشفى إن إكتشفتُ كذبك علي ..
هزت رأسها نفياً وكأنها تقول بأنها لا تكذب ففعلاً أكثر ما يُهمها الآن ألا يموت فرداً آخر فإبتسم ومن ثُم رمى الهاتف لها فإلتقطته وإتصلت فوراً بالإسعاف بينما تقدم دارسي وأخذ هاتفها ، وجد العنوان بالفعل كما قالت فأرسلها على رقمه ورمى هاتفها قبل أن يُغادر المكان تاركهم خلفه فهاهو أخيراً حصل على مُراده ..
وإقتربت أهدافه من أن تتحقق ..

***

10:55 pm


دخل آلبرت الى الغُرفة دون أن يطرق الباب ليرفع حاجبه عندما رأى كين ينام بطريقةٍ خاطئة على الأريكه وأمامه الطاولة مقلوبه وقد كُسر ما عليها من زجاج ..
تقدم وجلس بالقُرب منه يقول: كين ؟
إستيقظ كين فوراً بفزع ليعقد آلبرت حاجبه يقول: مابك ؟ هل كان حُلماً سيئاً ؟
نظر كين إليه بضياع يُحاول إستيعاب الموقف ليتذكر تهديد جينيفر وينظر فوراً الى الساعة ليجدها قاربت الحادية عشر ليلاً ..
عاود النظر الى أخيه بقلق من سبب قدومه وهو يقول: ماذا حدث ؟ هل حدث شيء سيء لفرانس ؟ او لأي أحدٍ آخر ؟
رفع آلبرت حاجبه يقول: مُنذ متى وأنت مُتشائم هكذا ؟
بلع كين ريقه ورُغم إجابة آلبرت التي تدل على عدم حدوث شيء إلا أن القلق لا زال يأكله تماماً ..
سيحدث شيء سيء قريباً ، هو واثق ..
بقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم سأل: لما لم تنزل لتناول طعام العشاء ؟ قالت جينيفر بأنك رفضت الأمر ، أصبحتَ تتجنب وجباتك كثيراً ، أنظر الى جسدك كم أصبح هزيلاً ..
شد على أسنانه ولم يتحدث ..
هزيلاً ؟!!
أنه منذ الأمس بالكاد يُسيطر على الدوخة التي تأتيه ، انه بسبب السُكر لا ريب رُغم أنه لا يعرف كيف يكون هذا المرض وكيف هي أعراضه ..
سُحقاً لها ولجان ولُكل المُجرمين أمثالهم !!
آلبرت بهدوء: هل أنتَ مريض ؟
صُدم كين من سؤاله وقال بسرعه: كلا ، ولما أكون مريضاً ؟
آلبرت: إذاً لما ذهبت الى العيادات الخاصة ؟
دُهش كين منه ، هل تتبع الأماكن التي ذهب إليها ؟!!
كيف فكر بأمر السائق !!
كين: لا ، فقط ألم بالأسنان ..
تحدث ..
تحدث وأخبره بسرعه أيها الأحمق !!!
عقله يحثه على الكلام وإخبار أخاه بكُل شيء ولكن قلبه يرفض ذلك ..
فلقد رأى بعينيه مدى رُعب هذان الإثنان ، لا يُريد لأخاه أي ضرر ..
لقد تضرر هو وإنتهى الأمر فلما يجر شخصاً آخر أيضاً ؟
إذا .... هل يستسلم ؟
لا يُريد الإستسلام ولكن الهجوم لن يضره هو بل من حوله !!
شد على أسنانه وهو يتذكر جملتها عصر اليوم:
" لا تكن أنانياً ، أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ، وكُلما تماديت أكثر كُلما كانت العواقب أكثر سوءاً .. لا تجر غيرك الى أخطائك ولا تِحمل الآخرين ذنوبك ! تحملها بنفسك "
أجل .. عليه ألا يكون أنانياً ..
هو المُخطئ وهو من أصر على التدخل بشؤونها رُغم تحذيرات آلبرت المُتكرره له ..
لن يكون أنانياً ويُحمّل أخاه فوق طاقته ..
جالت في ذاكرته جُملة إلبرت له يوم الأمس:
" أولستَ أصغرنا ؟ لا بأس إذاً بأن تتصف بالأنانيه "
يشعر بضياع ، بضياعٍ شديد ..
بينما بقي آلبرت يُراقب وجهه لفترة قبل أن يقول: لما تُقدم على مِثل هذه التصرفات المجنونه ؟
صُدم كين ونظر الى أخاه وهو لا يعلم مالذي يقوله !
هل عرف ؟ ولكن لا سبيل لأن يعرف أصلاً ..!!
سأل بتردد: ماذا تقصد ؟
آلبرت: أخبرني ريكس بهذا !
عقد كين حاجبه يقول: ريكس ؟!! عن ماذا تتحدث ؟
آلبرت: قالت الخادمة انك رأيتها تُراقبكم ، كان عليك أن تعرف بأنها ستُخبر أحدهم بما حدث ..
أي خادمه ؟!!
هو لا يفهم ماذا يقصـ....
لحضه !!
تلك الخادمة كانت تُراقب ما حدث لتقوله لريكس وليس لجينيفر كما كان يتوقع !
أكمل آلبرت: تفاجئتُ من إتصال ريكس يًخبرني بشكلٍ مُختصر عن كونك أدخلت نفسك بمُشكلةٍ مع جينيفر ! لما تفعل هذا ؟ بماذا إستفزتك لتقلب الأمور كلها عليها ؟
بلع كين ريقه وما يُفكر به هو كم كان غبياً عندما توقع بان الخادمة ستُخبر جينيفر !
لو فكر قليلاً لأمكنه اليوم الكذب عليها عندما سألته بقوله بأنه لا يعرف عما تتحدث ولربما كانت الأمور بصالحه !!!
سُحقاً لغبائه !!!
آلبرت: تأكدتُ بأنك أرسلت الصور بالفعل لعمي عندما رأيتُه يتخلف عن طعام العشاء بدون سبب كعادته ، ووجه جينيفر اليوم لم يكن طبيعياً ، إنها مُشكلة تخصهما فلا شأن لك بها ، لما تُصر على إفتعال المشاكل معها هكذا !
كين بهدوء: إنها إمرأة خائنه ، تستحق أن يتم كشفها !
آلبرت: ولما أنت من يفعل هذا !! تلك إمرأة مجنونه فلما تتصادم معها ؟
لم يُجبه كين فبقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم قال بهدوء: أعلم بأنك لن تفعلها مالم تؤذك هي بالمُقابل ، لهذا كُنتَ بتلك الحالة بالأمس ، أخبرني ، ماذا فعلت بك ؟
لم يتحدث كين ..
إنه مُصر على الصمت كما كان يتوقع ..
تنهد وسأل: ألا تثق بي لهذه الدرجة ؟
أشاح كين بنظره بعيداً يقول: ليس بالأمر الجلل ، إنتهى الأمر عند هذا الحد لا تقلق لن أفعل أي تصرف أحمق بالمُستقبل ..
آلبرت: إن كان إنتهى فلما لا تواجهني وجهاً لوجه وتقولها ؟ لما تتحاشى النظر إلي ؟
صمت قليلاً ثُم قال: هل تم تهديدك ؟
لم يُجبه فحاول آلبرت السيطرة على غضبه يقول: أخبرني بماذا هددتك ؟
وأيضاً لم يُجبه ..
إنزعج آلبرت فلم يعد يُطيق الصبر ، أمسك فكه ولف وجهه لينظر الى عينيه قائلاً وهو يشد على كلماته: هل يُسعدك كونها المُنتصره ؟ هل ترضى بأن يكون أحد أبناء ريكسوفر تحت رحمة تهديدها ؟!
إرتجف كين من سؤاله الأخير وهو يقول: كـ كلا ..
آلبرت: إذاً تحدث ، لا تكن جباناً ، إن كُنتَ تُريد أن تُصبح مثل والدنا عندما تكبر فعليك أن تتصف بصفاته ، والجُبن حتماً لم تكن إحدى صفاته ..
أبعد كين نظره عنه فقال آلبرت بصوتِ حاد: كيــن !!
جفُل برُعب ونظر إليه مُجدداً والضيق الشديد يملأ صدره بالكامل ..
لا يُريد .... يُريد التحدث ولكنه لا يستطيع ..
خائف .. خائف وحائر ..
كرر آلبرت سؤاله بهدوء يقول: ماذا فعلت بك جينيفر لتكسرك هكذا ؟! بماذا هددتك لدرجة أن ترفض الحديث الى هذه الدرجه ..؟
بلع ريقه وعندما فتح فمه ظهر صوتها في عقله وهي تقول:
"إن تماديت مُجدداً ولو بكلمةٍ واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس"
بدلاً من الحديث وجد نفسه يهمس قائلاً: فرانس ....
عقد آلبرت حاجبه يقول: مابه فرانس ؟
كين بتوتر تام: ستقتُله ..
توسعت عينا آلبرت للحضه بينما ظهرت الرجفة في صوت كين وهو يقول: ستقتُله إن تحدثت ..
جُن جنون آلبرت من جملته هذه ومن صوته الخائف وهو يقولها !!
الأمر بحق يبدو أكبر مما يتخيل ..
أمسك آلبرت بكتفيه يقول: كين لا تقل هذا !! لن يُمكنها المساس به ، فقط أخبرني وأنا سأتكفل بكُل هذا !!
هز كين رأسه نفياً وهو يقول بصوته المرتجف: إنها مُرعبه يا آلبرت ، ستفعلها ، ستفعلُها صدقني ..
آلبرت بحده: أخبرتُـك ألا تكـون جبانـاً !!!
صرخ كين: أخي أرجوك لا تضغط عليّ أكثر !!!
عض آلبرت على شفتيه ولم يستطع أن يصرخ في وجهه مُجدداً ..
إحتضنه بهدوء يقول: آسف ، حسناً إهدأ ، لن أسألك مُجدداً ..
تشبث كين به ولم يقل شيئاً ..
سعيد لكون أخاه توقف عن الضغط عليه بينما في داخله رغبةً عارمه بأن يسأله أخاه أكثر وأكثر ..
ولكنها رغبةً ستؤلمه ليس إلا ..
أغمض آلبرت عينيه يُحاول تهدئة نفسه قبل أن يفتحها مُجدداً بنظرةٍ باردة تعلوها وهو يهمس بداخله: "الى درجة التهديد بالقتل ؟ جينيفر أثرتي الآن شخصيتي السيئة التي ترغب بتمزيقك الى أشلاء وصدقيني سيحدث هذا بوقتٍ أقرب مما تضُنين "

***

11:00 pm


لم ينتظر دارسي أكثر ..
العنوان اصبح بين يديه فلما ينتظر بينما قد تتصرف رين وتُخفيه عن أنظاره مُجدداً ؟
ما إن أخذ العنوان حتى إتجه الى الشقة مُباشرةً وهو حتى الآن لا يُمكنه التصديق بأن بالفِعل هُناك طفل للبروفيسور !
علاقتهما بدت أقوى من هذا ، وتنازل البروفيسور عن الكثير من الأمور لأجلها ..
كان من الواضح أنه عشقها الى حد الثماله ولكن أن يصل الأمر الى وجود طفل !
إبتسم بهدوء هامساً: البروفيسور العظيم الذي لا يستطيع أحد التفوق عليه يمتلك نُقطة ضعف كبيرة كهذه ؟
توقف أمام الشقة ورن جرسها ..
وفي الداخل كان يجلس على الأريكة شارد البال وما إن رن الجرس حتى تعجب ممكن قد يأتي بمثل هذا الوقت ..
لا يوجد سوى رين ، ولكن هل أتت بسرعه ؟
بدى له من كلامها بأنها ستتأخر ..
وقف وذهب الى الباب ليفتحه دون حتى أن ينظر عبر العين السحريه ليجد في وجهه دارسي ..
صُدم حال رؤيته في حين إختفت إبتسامة دارسي وهو ينظر الى هذا الشخص الذي يستحيل أن يكون إبن البروفيسور !!!
عقد حاجبه ليقول بعدم إستيعاب: المُحقق المُزعج !


End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس