عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-21, 09:04 PM   #124

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

فيلا منصور.
تجلس على رأس طاولة الطعام، عيناها تتابع ابنيها بألم، جلال على يمينها يحدق في هاتفه بينما يتلاعب بالشوكة في طبق الطعام، شاردا بأمر ما لا تعلمه، على غير عادته؛ هادئ لا يشاغب أحد، لم يأكل من طعامه شيء، وجهه ما بين غاضب وحزين يتأرجح بينهما فيؤلم قلبها وهي لا تدري مابه!، التفتت لأخته على يسارها فوجدتها تحدق في طبقها، ساكنة ، هي اعتادت عليها وانتهى الأمر، حتى بعد علاجها النفسي ظل بعض من ألمها يرتسم على ملامحها وفي أفعالها، مهما دارت عنهما وجعها يظل يطل من خلف هذا القناع الذي تحاول ارتدائه فوق ملامحها.
استندت على قبضتي يديها المرتاحة على طاولة الطعام، تتأملهما، شاردة فيهما، مدت يدها لتأخذ كوب ماء، ارتشفت قليلا قبل أن تقول بصوتها الرخيم:
«هل سأتناول الطعام وحدي!؟»
رفع زوج من العيون لها نظرهما بدهشة إذ انتبها بأن أطباقهما لم ينقصها شيء، ابتلع جلال ريقه يناظر أمه بشرود رغم محاولته إثبات عكس ذلك ثم قال محاولا رسم معالم المزاح غامزا لها بينما يحرك الشوكة بالطبق:
«كيف تأكلين وحدك جيجي ونحن هنا!؟»
قوست حاجبيها وعادت تستند على قبضة يديها قبل أن تقول:
«هل ستأكل عقلي بكلمتين؟، أنت وأختك كأنكما بعالم غير العالم منذ وضع الفطور؟»
تدخلت نورا بينما تمد يدها تربت على كتف أمها التي ارتسمت على وجهها معالم الحزن:
«نعتذر أمي، وسنأكل معك»
هتفت ماجدة بصوت مخنوق وهي تتنقل بنظرها بينهما:
«أعلم بأنكما ستأكلان معي، أنا أريدكما هنا بعقلكما وروحكما، بينما أنتما غائبين الروح حاضرين الجسد...»
همت أن تقوم من مكانها لينتفض كلاهما يقفا جانبها، ينحنيا على كتفها، يحتضناها من الخلف، هاتفين بصوت واحد:
«اعتذار واجب لحظرتكم..»
رفعت حاجبها محاولة أن لا تضحك بينما جلال عاد لكرسيه هاتفا بنورا:
« ابنتك شاردة، خائفة أن أقسو عليها بأول يوم بعملها»
جلست نورا على كرسيها ، تستند عليه وربعت يديها على صدرها قبل أن تقول له بعناد:
« وبما كان أخي الغالي شارد؟»
شرد للحظة لمحتها نورا قبل أن يفتعل ضحكة ينقصها الرواق هاتفا بها وهو يهز بكتفيه مغيظا إياها:
«كنت شارد كيف أرهقك في العمل منذ أول يوم أختي العزيزة؟»
هتفت به بضحكة بينما تشوح بيديها:
«هل ظننت حقا بأنك مديري؟»
استند بظهره على الكرسي بينما يغمز لها قبل أن يقول:
«بالطبع أنا هكذا»
استندت بيديها على الطاولة وأحنت جسدها قليلا قبل أن تقول:
«لست كذلك جلال»
حاكاها في جلستها قبل أن يرد بعناد:
«بل أنا كذلك..»
تأملتهما ماجدة بحسرة وهي تتمنى لو كان هذا حقيقة كما اعتادت عليهما قبل سنة أما الآن فهما يفتعلان مناقرتهما لأجلها، قاطعت حديثهما قائلة وهي ترفع يديها بعلامة أن يكفا:
«حسنا، لنبدأ الإفطار كي تلحقا عملكما، لكن إياكما وهذا النقار هناك..»
رفع جلال حاجبه وقال بمكر بينما يتكأ بإحدى يديه على الطاولة ينظر تجاه أمه:
«ولا زالت نصائح سيدة المجتمع الراقية ماجدة رأفت حرم المرحوم ماهر منصور تتوالى على طفليها ذو السابعة والعشرون عاما والثالثة وعشرون عام»
ضيقت حاجبيها قبل تلكزه في كتفه بخفة قائلة:
«سوف تظلان أطفال بنظري طوال العمر»
وقفت نورا بينما تأخذ حقيبة كتفها من على المنضدة وتمسح شفتيها بالمنديل الورقي ثم قالت:
«هيا يا مديري المتسلط، سنتأخر منذ أول يوم»
نهض جلال يغمز لها قائلا:
«لا أريد التأخر فاليوم يومي، سوف أصبح مديرا عليك ويروق لي استغلال الأمر»
هزت ماجدة رأسها بقلة حيلة هاتفة بهما:
«بمناقرتكما تلك سوف تذهبان الظهر»
انحنى جلال مقبلا وجنتها قبل أن يقول:
«سنذهب الآن أمي»
بينما نورا قبلتها هي الأخرى قائلة بابتسامة:
«دعواتك لنا أمي»
قبل أن تعتدل بوقفتها ويضم جلال كتفيها تحت ذراعه فيما يقودها تجاه باب الفيلا الرئيسي قائلا برواق مصطنع:
«هيا مساعدتي المشاغبة»
أما ماجدة فتنهدت بصوت عالي تهمس بوجع:
« اشتقت لبسمتك نورا، وأدعو الله كل يوم أن أراها تعود لثغرك»
ثم التفتت تنظر لجلال الذي احتوى نورا تحت ذراعه هامسة:
« ما بك جلال لم أراك يوما هكذا، فيك شيء يؤرقني!؟»
★★★

بعد الظهر بعدة ساعات..
★*★*★
تحدق في فساتين الزفاف بشرود، صوت ندى التي تتحدث مع صاحبة المكان لا يصلها بينما تقول:
«مقاس الفستان أصبح مضبوط تماما، شكرا لكِ»
وتعود تحدث سمر:
«هل اخترتِ فستان يا سمر، عمران وعلي ينتظران بالمقهى!»
لم تأتيها إجابة بل تحركت سمر تجاه الفساتين بذات الشرود، تقف أمامها كتمثال من الشمع لا حياة فيه بينما صوت عمران الذي حاول لفه البرود يغزو مخيلتها حينما صعدت في الصباح كي تعطيه الجوال كما وعدته وقبل حتى أن تنطق أو تظهر الهاتف وجدته يقول بينما عيناه كانت باردة ؛جامدة!( هاتفك!!)
ابتلعت ريقها بألم ومدت يدها المرتعشة وأعطته له ليأخذه بذات الهدوء والبرود بينما يدسه في جيبه قائلا مشيحا بعينيه عنها وكأنها ندبة:
« عليكِ نسيان أنك كنت بيوم لديكِ هاتف»
واستدار بظهره يتركها تقف وسط السطح لينزل دونها!.
أخذت ندى فستان أعجبها ورفعته أمامها قائلة بابتسامة تحاول نزعها من شرودها ولف انتباهها كي تختار:
«ما رأيك بهذا، سيكون عليكِ رائع»
التفاتة بسيطة منها تجاه ندى ولم تنظر للفستان كانت ردا بأنها تسمعها ثم عادت لشرودها بالفساتين.
هزت ندى رأسها بيأس مما يحدث بينما صاحبة المكان تدخلت محاولة لفت انتباه العروس والتي كأنها مغصوبة على زواجها:
«هل أختار أنا لكِ فستان يا عروس»
هزت سمر رأسها نافية دون أن تلتفت لها بينما ندى هزت رأسها يائسة من وضع ابنة عمها قبل أن تتحرك خارج المتجر وتخرج من حقيبتها هاتفها تطلب رقم بعينه، وما هي إلا ثواني وأتاها الرد:
« نعم ندى»
أجابته بتردد بينما تضبط طرحتها البنية حول وجهها:
«هل لك أن تأتي لهنا عمران!؟»
ترك قهوته من يده على المنضدة مضيقا حاجبيه قبل أن يسألها:
«هناك شيء !؟»
ردت وهي تتابع ابنة عمها من أمام الباب الخارجي للمتجر:
«سمر بها خطب ما..»
انتفض عمران بلهفة بينما علي وقف قبالته بوجه متسائل ليسألها الأول بذات اللهفة التي لم يستطع مداراتها:
«ما بها سمر!؟»
أجابته مطمئنة:
«لا تخف عمران هى بخير»
تنهد بصوت عالي وصلها بينما هي أضافت فيما تتابع ابنة عمها من الخارج بعينين متألمتين:
«لكنها شاردة لا تتحدث مع أحد منذ دخلنا ولم تختر شيء، ربما تستطيع أن تهتم أنت بأمرها»
«حسنا، حسنا، لحظات وأكون عندك»
قالها عمران بسرعة قبل أن يغلق الهاتف ويخبر علي الذي كاد أن يستشيط غضبا كونه يقف قلقا ولا زال لا يعلم شيء «سأذهب لسمر أختار معها الفستان»
جلس علي براحة وأخذ فنجان قهوته قائلا بهدوء:
«قل هكذا يا رجل، جيد إذن ابعث لي زوجتي أشرب قهوتي معها حتى ستصبح القهوة محلاة بدلا من مللك هذا »
ضحك عمران بخفوت وتمتم قائلا بممازحة:
«حسنا علي باشا سنرسل لك سكر قهوتك».
ورغم الهدوء الذي رسمه عمران على ملامحه إلا أن كلمات ندى كانت كفيلة لأن تجعل دقات قلبه تخبط في صدره من القلق، فحتى لو وضع ألف حصن وحصن وتخفى بمشاعره بجدار ثلجي تظل هي سمر ويظل هو عمران، كانت خطواته سريعة ثابتة بينما يخطو الطريق الذي بين المتجر والمقهى، توقف بخطواته أمام ندى يخفي لهفته وقلقه خلف قناع هاديء مصطنع ثم سألها:
«هي بخير!؟»
التفتت ندى بنظرها إلى الداخل وعادت تنظر له قبل أن تهز رأسها بلا ثم قالت بصوت بدى متألم:
«منذ جئنا وهي شاردة كالتائهة وكأنها لا ترانا، غائبة عنا يا عمران»
زم شفتيه بينما يغوص بأنامله في خصلات شعره الكثيفة فيما كلمات ندى تثير الألم في صدره وهو الذي يحاول أن ينتزعها منه! قبل أن يقول بعد تنهيدة طويلة:
«اتركي الأمر لي واذهبي لعلي»
أومأت بإيجاب ودخلت تأخذ فستانها؛تاركة إياه مع سمر التي لم تشعر إلى الآن بدخوله المكان!!
وقف على بعد خطوات قليلة جدا منها؛ يضع يديه في جيبي بنطاله، يتأملها بوله لا يستطيع نكرانه بينه وبين نفسه وإن كذب هذا حينما تتلاقى عينيهما!،شعرها الأسود الطويل المموج مرسلا على ظهرها؛ يناديه ليستنشق عبقه وتغوص أنامله فيه، جسدها الطويل الممشوق والذي كان أحد الصفات المشتركة بينهما، صحيح ليست بطول قامته، لكنها ورثتها من أبيها ومنه، بنطالها الأبيض وبلوزتها الحمراء بحزام أبيض يتوسطها يليقان بها كثيرا، حذائها العالي يثير جنونه، هل عليه أن يخبرها بأن دقاته العالية تثير حنقه حينما تدندن به على الأرض فيخاف أن تلفت أنظار الرجال، وعلى ذكر آخر كلمة تقوس حاجبيه وضاق صدره بينما دقات قلبه تهدر تغرقه في بئر عميق مليء بألمه ، يحاول أن يسبح كي ينجو بنفسه لكن المسافة عالية؛ عالية لدرجة يصعب من خلالها الصعود للسطح بل كأن هناك قوى خفية تسحبه للقاع .
شعر أنه شرد فيها كثيرا فهز رأسه ينفض هذا كله عنه وعاد منتبها لها بينما يدها تلمس فساتين الزفاف بشرود، اقترب منها ليقف جانبها تماما يتأمل الفساتين معها بينما هي انتبهت لأحد اجتاز مساحتها الخاصة، قريبا جدا، كتفه يعلو كتفها بدون فواصل!، التفتت له غاضبة وكادت تنطق بحدة،فوجدته هو، عمران، زوجها!، التفت لها مضيقا عينيه كانت منذ لحظة تنظر له غاضبة وتبدلت إلى ملامح هادئة بأقل من الثانية، تنهد يستوعب وجوده المفاجىء قربها بينما هي شردت في وجهه دون بوح بلسانها، عمران أصبح زوجها، بلسانها طلبته للزواج، رجلا اعترف لها بأنها إمرأة لا تساوي شيء؛ لعوب؛ تنتقل من رجل إلى آخر!!، بائسة.
ابنة عمه انتهت وحبيبته التي أخذت مكانها عنوة انتهت وتبقى هي سمر!!؛ ومن تلك سمر؟!، أوليست هي ذاتها ابنة عمه، ترقرقت دمعة بعينيها لم تفارقها،تعلقت عيناه بعينيها و تمنى لو احتضنها وهمس قربها لا تبكي، لكن تبا لكل الأحداث التي مرت عليهما، التفتت عنه مرة أخرى، تنظر للفساتين بينما يدها تلمسهم ولا تراهم!!، يدها جاءت بعفوية على أحد تلك الفساتين وظلت لفترة لا تبارحه، فرفع عمران حاجبه بغير رضا، قبل أن ينحنى بجزعه قليلا قرب أذنها، هامسا بصوت رجولي رخيم:
«زوجتي، لا ترتدي فستان عاري كهذا، سمر».
كان يضغط على حروف اسمها بطريقة استفزتها كأنه يذكرها بشيء مشين، اتسعت عينيها للفستان الذي كانت تلمسه؛ تراه عاري الأكتاف، بفتحة صدر مثلثة، خصره من الشيفون!؛ تنبهت أن هذا الفستان يظهر أكثر مما يخفي تركت إياه قبل أن تنتزع نفسها من شرودها قائلة له بتحدي يناقض الإنهيار داخلها:
«وماذا إن أعجبني يا ابن عمي، كنت سآخذه وهناك ألف حيلة لتغيير هذا العري»
«ولم نفكر بحيل في حين لدينا أشياء جاهزة»
قالها عمران بغموض، تلاقت عيناهما حينما شمخت برأسها ترد عليه بغموض يحاكيه:
«لكن ربما هناك به ما يميزه فكان له الحق بمحاولة تغييره حتى يناسب الوضع الجديد!»
وتركته تتقدم لصاحبة المتجر قائلة بهدوء بينما تشير للواجهه الزجاجية للمحل:
«كان هنا فستان يوم أتيت مع ندى لتقيس فستانها»
ضيقت السيدة الأربعينية عينيها ، تتذكر الفستان لتقول:
«آه، تذكرته، حقيقة لم يكن سوى تلك القطعة ولم يأتي غيرها ولقد تم شراؤه يومها»
ارتسم العبوس على وجه سمر بينما تلتفت لتتلاقى عينيها بعيني عمران الذي يناظرها بغموض بينما أشار لفستان معلق وحيدا بزاوية المحل وقال:
«هذا جيد»
حاولت انتزاع بسمة على شفتيها لكنها لم تفلح قبل أن تقول:
«نعم جيد..».
بعد لحظات كانت تقف بغرفة التبديل ترى انعكاسها بالمرآة بالفستان الأبيض، تحاول أن تغتصب بسمة على شفتيها تتناسب مع الحدث!، نبضات قلبها تهدر بدهشة، هذه اللحظة التي تتمناها أي أنثى وتكون سعيدة بل تكاد أن تطير فرحا بينما هي لا تشعر بهذا لكنها أيضا ليست حزينة!.
وقفت تائهة ما بين خروجها بالفستان كما طلبت السيدة بالخارج لترى قياسه وما بين وجود عمران، تساءلت وهي تنظر لنفسها، هل أنتِ عروس!؟، يحق لكِ ارتداء ثوب زفاف!؟، بل هل يحق لكِ أن يأتي معك عمران ويختار ثوبك، الرجل الذي قمتي باستغلاله كما أخبرك!، ابتلعت ريقها قبل أن تربت على صدرها تحاول ضبط انفعالاتها والتي لم تكن شبيهة لعروس متوترة لارتدائها ثوب زفاف، بل كان شعورا بالنقص والقهر يمتزج بالرهبة، سحبت نفسا عميقا تنفض عنها كل هذا، تتمسك بجانبي الفستان قبل أن تتخذ قرارها بالخروج ، فتحت الباب بتمهل، ليحدث صوتا خفيفا ينبه عمران الجالس على كرسي جلدي أسود وبيده فنجان شاي قد تم تقديمه له ليشربه، رفع نظره لها بانتباه قبل أن يضع الفنجان و يقف من مكانه بينما عينيه لا تبارحان عينيها، ابتلع ريقه بصعوبة لا إراديا يشعر بالحرارة تسري في أوصاله، شعور رهيب يجتاح قلبه وهو يراها تقف أمامه بالفستان الأبيض في حين سمر أخفضت وجهها عنه وهي تراه يتقدم بتمهل تجاهها ولا يحيد بنظره عنها، وقف قبالتها تماما، شاردا فيها، غارقا بها، تبا تغرقه فينسى ما فعلت! ، يشعر بدقات قلبه تقرع كالطبول، فاتنة بفستان الزفاف تماما كما كان يتوقع، جمالها المنعش لروحه يحيي عشقه لها، همس شاردا فيها:
«جميلة..»
أجفلت سمر للكلمة فرفعت نظرها له بدهشة، ابن عمها قال جميلة أم أنها تتوهم!؛ صوته كان خافت لكنها متأكدة سمعته، ناظرته في دهشة ترى عينيه شاردة تحمل أعباء لم ترها بهما يوما، همست داخلها وهي متعلقة فيه منذ متى وكنتِ تعلمين ما تحمله عينيه!؟ ، صوت صاحبة المحل أخرجهما من دوامتهما قائلة:
«الفستان كأنه صمم لكِ يا عروس»
انتبه عمران لما حدث وإلى غرقه بها، اكفهرت ملامحه يصطدم بخذلانها، حك جانب وجهه متراجعا خطوة عائدا لأرض الواقع تاركا أحلامه البائسة وعشقها الذي قتل! بينما صوت السيدة عاد في حين تتقدم نحو سمر:
«لو كنت أعرف بأن العريس هو من سيخرجنا من حيرتنا منذ جئتِ لأخبرتكِ بأن تناديه»
احمرت وجنتي سمر بعفوية، تعض على شفتيها بينما عمران تنحنح بخفة يراها بخجلها الفطري الأنثوي قادرة على سلب لبه ولو بنى حوله ألف حصن، تقهقر داخله يهمس لنفسه وهو يغرق فيها:
«ويلك يا عمران، ألقيت بنفسك في نار وليس هناك سبيل لاطفائها، ماذا فعلت!؟»
زفر بصوت عالي يخرج تلك النيران من داخله يحاول أن ينتزع نفسه من هذا الموقف، يفرك جبينه الذي تعرق رغم لطافة الجو قبل أن يقول محاولا الهدوء: «سنأخذ هذا الفستان إن أعجبك سمر..»
أومأت الأخيرة بإيجاب بينما تنظر للفستان لا تعي بعيني عمران المعلقة بها يرى ألمها الجلي، وبسمتها الكسيرة، طأطأة رأسها التي لا تليق بابنة الجبالي، ابنة عمه وزوجته ، كاد يهدر بها ارفعي رأسك لا تنحني أبدا فالجبال لا ترخي رؤوسها لولا عقله الذي يقف حائلا يصحح المسار ويذكره بما فعلت كلما هم قلبه أن يرق لها!، التفت عنها تعود ملامحه إلى جمودها فيما يتوجه لصاحبة المحل كي يحاسبها قبل أن يقول لسمر التي وقفت بجمود:
«بدلي الفستان»
يتبع 💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس