الموضوع: عند الشروق
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-21, 09:20 PM   #24

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع...

قالتْ قطعةُ الجليدِ وقد مسَّها أولُ أشعةِ الشمسِ في مستهلِ الربيع:
‏- أنا أُحِبُّ، وأذوبُ، وليسَ لي أنْ أُحِبَّ وأنْ أوجدَ معاً. إذنْ لا بدَّ من الاختيارِ، بين أمرين: وجود مرحبا دون حبٍّ وهذا هو الشتاءُ القارسُ، أو حبّ دون وجودٍ، وذلك هو الموتُ في مطلعِ الربيع"
‏-
‏عدنان الصائغ

كانت تتقلب بوجع وتحاول ان تكتم أنينها المتألم ; فشريكتها في الغرفه لم ترتاح طوال النهار وهي تحاول أن تجمع طعام يكفي كلاهما، عملت مع ألجارات، ساربت لأجل الماء وذهبت لجمع الحطب، وعادت للمنزل جهزت الطعام، ونامت دون أن تأكل شيئاً وغداً ينتضرها يوم صعب، ولا أعلم متى ستصل الأغاثات لنا، اللهم لك الحمد لم ننتظر يوماً شيئاً من احد، والان نعيش على الصدقات ، تقلبت كثيراً ولكن الألم لم يخف ولم يعد بإمكانها تحمله تشعر ان امعائها تتقطع صرخت بوجع لم تسطيع تحمله، انحنت على جانبها وسمعت صوت رحيق وبكائها وهي تسالها مابها؟
حاولت أن تبين انها افضل وهي تأن
:- انا بخير حبيبتي معدتي تؤلمني فقط
حضنتها رحيق وصوت بكائها يخترق سكون الليل ولكن صرخاتها وبكائها لم تجد لها صدى وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها وتنظر لوالدتها برعب وهي تشعر بثقلها عليها، وصوتها وحركتها حتى أنفاسها تختفي بدأت تنادي بهمس امي.... امي اجيبي ارجوكِ
كانت دموعها تسقي وجنتها وعيناها تحدق بوالدتها برعب ولم تجد اي صدى لندائها.........

صرخت زينب برعب وهي تجلس على سريرها يدها على صدرها وأنفاسها ثقيله تخترق ضلام الغرفه وهمساتها تخرج دون وعي منها،،.. أمي..... أمي.. رحيق
دخلت شعاع الغرفه أشعلت الضوء بسرعه وجلست بجانبها وهي تمسح وجهها من دموع نزلت لا تعلم سببها
:- مابكِ زينب بسم الله عليكِ
نظرت لها زينب بغير وعي وهي تهمس بضعف
:- أمي.. رحيق أشارت الى جهة صدرها وهي تهمس بغير وعي
:- قلبي يؤلمني امي تناديني رحيق تبكي
حضنتها شعاع بقوه وهي تمسح على رأسها وتتمتم ببعض الآيات الى ان استكانت زينب بحضنها وهداءت أنفاسها، نظرت لها فكانت تحدق في الفراغ دون حركه، و دموعها تنزل ببطء تشعر انها تفطر قلبها همست بحنان
:- ماذا حدث زينب هل رأيتي كابوس؟
:- لا
انعقد حاجب شعاع بعد إجابة زينب الهامسه كأنها غير واعيه لها
تابعت زينب بأرتجاف
:- لم يكن كابوس انا سمعت صرخات رحيق كانت تبكي وأمي أيضاً تبكي لا أعلم ما يحدث لكنني خائفه
ربتت شعاع على رأسها وهي تهمس لها انها اضغاث احلام فقط
سندتها للفراش ورفعت الغطاء عليها وهي تتمتم :- استغفري ونامي لا تفكري كثيراً
هزت راسها بالخفيف وهي تغمض عيناها، وصوت رحيق يضج باذانها
:- لما اتيتي لقد تأخرتي كثيراً لم يبقى شيء

... ..... ....

تحرك بأنزعاج من نومه الغير مريح فتح عينيه ببطء وهو يتعرف على المكان، انه منزله القديم البارد جداً وكئيب أيضاً،
لقد وصلت طائرته امس لأرض
الوطن طلب منه صديقه
جابر أن يذهب معه ولكنه رفض، وعاد لمنزله جلس على أول كنبه وصل لها وكان يتأمل المكان بكآبه ويفكر في كل حياته، يجب أن يتزوج ويملا بيته وحياته من الخواء الذي يعيش به، شعر ان أنفاسه تضيق به لا يعلم ما السبب وبقي على حاله، ألى مقربة الفجر نام في مكانه، تنهد بضيق وهو يمسح وجهه بيديه استغفر الله ونهض باتجاه غرفته، البيت كله مغطى بالغبار يحتاج لتنضيف وجهد كبير ادخل أغراضه، وفتح احد الحقائب اخرج عدة
الاستحمام ومنشفته وذهب بأتجاه الحمام لا سخان يعمل
ولا كهرباء في المنزل
امامه الكثير ليفعله أنهى استحمامه سريعاً وارتدى
ثيابه وغادر المنزل، اتصل بعائله يعرفها منذ زمن تهتم بشؤون
المنزل سيذهب لزيارتهم
ويطلب منهم تجهيز المنزل بكل ما يلزم الى أن يعود من رحلته
مع راشد فهو سيلحق به اليوم ..........

:- لا أعلم من أخبرك انني زوجتك اخرج اشتري مستلزمات منزلك يا أحمق

كان زيد يفتش في أغراض المطبخ ومنشغل تماماً بما يفعل
فقال ببرود
:- كف عن التذمر اقسم لو
انك زوجتي لرميتك أمام أول
سياره نصادفها في الشارع

برطم جابر ببعض كلمات غير مفهومه عندما لفت نظره بعض الفتيات يحدثن أحد عمال المحل الذي قصده زيد لأخذ أغراض تنقص منزله المهجور، كانت أصوات ضحكهن تصله بوضوع فقال وهو يغادر بأتجاههن
:- ربما التسوق ليس سيء جداً عندما تنتهي اتصل بي

كانت زينب تتافف وهي واقفه مع شلة شعاع لا أعلم كيف لفتاه مثل شعاع ان تصادق شلة من........ استغفرت وهي تهمس لأحداهن أين ذهبت شعاع لما لم تعد بعد؟
اجابتها انها لم تخبرها متى ستعود
انفتحت عيناها على اتساعهن وهي تحدق في وجه زوجها وأبن عمها القادم نحوهن وقعت عيناها في عينيه لم تزح نظرها عنه فهي لازالت تحت تأثير صدمة وجوده،
اما هو فقد فهم نظرتها
بشكل أخر ابتسم بخبث وهو
يقف قريباً منهن، وقال بهزل
:- ربما تحتجن للمساعده؟
لست عامل لكنني أعلم كل
ما تحتاجه الفتيات
غمز لأحداهن وابتسامته تتسع اكثر،
ضحكن الفتيات بصوت عالي ونظر جابر الى زينب،
المحدقه فيه بذهول وصدمه
أولاً من وجوده ثانياً من
اسلوبه؟!!
اقترب منها قليلاً وهو يقول بجاذبيه هل تحتاجين للمساعده؟
خرجت زينب من ذهولها وهي تقبض على اصابعها بقوه، كم
تود تحطيم وجهه المنحرف
وأزالة ابتسامته الكريهه
همست لنفسها بتشجيع
انتي لم تكوني يوماً ضعيفه
، دعيه يعرف من تكونين
كانت بينهم خطوتين فقط
عندما تقدمتهن زينب
وامسكت بيده واقتربت بنعومه
قبلت خده
وهي تهمس،
:- الحمدلله على سلامتك
يازوجي العزيز!!
.........
تأفف بضجر فهو يقف هنا منذ نصف ساعه في أنتظاره ولم يظهر بعد، نظر لساعته بملل نصف ساعه فقط أن لم يأتي سيذهب بمفرده فالطريق طويل أمامه ليصل إلى موقع تخييم المنظمه،
اخرج هاتفه من جيبه عند سماعه
أشعار وصول رساله، كانت من جابر وفيها
"سأتأخر قليلاً اذهب وأنا
سألحق بك هناك"
حدق لثواني في كلمات الرساله
قبل أن يضع نظارته الشمسيه
ويغادر المكان نظره على الطريق
امامه وهناك شعور حارق بقلبه
لم يشعر بمثيل له إلى قبل خمس
سنوات، مرر يده في شعره عدة مرات ووضع يده أمام فمه وعيناه تحدق في الطريق كنظرات صقر حاده،
وهو يحادث نفسه ماذا بعد
يازيد ما الذي ينتظرك........

"" "" "" "" "" "" "" "" ""

:- لقد تعبت يارجل متى نعود
إلى ألديار
ضحك راشد بخفه وهو يقول
:- لازال أمامك ايام عليك
ان تصبر اكثر
تنهد زميله في المنظمه بضيق
:- صدقاً هذه المره اتمنى ان
أعود ولا أكمل الدوره معكم
نظر له راشد بأمعان واقترب
منه وهو يقول بحذر
:- ماذا هناك تميم!!
اشاح تميم بوجهه وتنهد فهو
يعلم أصرار راشد لن يدعه
الى ان يعلم ما به،
تمتم بفتور
:- ألفتاه التي كنت أريدها
زفافها اليوم
كان راشد يحدق فيه بأمعان
لثواني قبل أن ينفجر ضاحكاً
لكمه تميم بضيق
:- ما يضحكك يا احمق؟!
حاول راشد تمالك نفسه وهو
يقول
:- ضننت ان هنالك خطب ماء
امراءه يا تميم تضيق بك وتشغل
بالك هكذا؟!
وعاد للضحك قذفه تميم بدفتر
لتسجيل العائلات التي حصلت
على نصيبها من المساعدات
وغادر يبرطم بضيق
:- سحقاً لك ولي الذي أتيت أحادثك يا معقد سجل باقي
العائلات سيتم التوزيع بعد
الصلاه تماماً
اكمل راشد ضحكه عندما سمع
كلمات تميم الاخيره وهو يقول
:- اتمنى ان تجد فتاه تأخذ
عقلك وقلبك ولا يكون لك فيها
نصيب وتبقى للأبد ملتاع القلب
يا متحجر

"" "" "" "" "" "" "" "" "
وقفت شعاع ذاهله ولونها يشحب تماماً، هي تعرف جابر جيداً لكن جرائة زينب صدمتها
تعلم أنه لازال في طور الصدمه
خيم صمت ثقيل على
المكان، دعت بداخلها ان يتمالك
جابر نفسه ولا يتهور أمام الفتيات، اقتربت وهي تقول
بهدوء
:- الحمدلله على سلامتك جابر
نظر لها وكأنه لا يفهم ما تقول
وكأنهُ لايراها أعاد نظره لزينب
وأشار لأمامه وهو
يتمتم بغرابه
:- سيارتي هناك هيا زينب
سأخذك للمنزل في طريقي
تقدمته بسكون
خيم الصمت على أجواء السياره
لم يتحدث جابر ولم تقطع
الصمت المهيب زينب
وقف امام بوابة المنزل، فترجلت
منها سريعاً ودخلت المنزل
قاصده الدرج المؤدي إلى
الدور الأعلى وكل مناها ان تدخل غرفتها، وتختبى
هناك للأبد لكن امنيتها
تحطمت وهي تشعر بيد جابر تمسك بيدها ويسحبها خلفه
بأتجاه المجلس الذي تجتمع
فيه العائله عاده، دخلا معاً وتحولت الانظار باتجاههم
وعلامات الاستفهام في وجه
كل واحد منهم
حاوط الصمت لثواني وزينب
لم ترفع نظرها بأحدهم
قطع الصمت عمها وهو يقول
بأستغراب وتجهم
:- ما الذي يحدث هنا يا جابر

:- اعتقد ان هذا السؤال توجهه
لابنة أخيك
تحولت الانظار لزينب التي تمسكت بصمتها ولم ترفع نظرها
باحدهم ابداً
اكمل جابر وعيناه في عيني والده
:- ليغادر الجميع اريد ان احادث
والدي بمفرده
كانت علامات عدم الرضا على وجوه الجميع، بالأخص والدته
التي برطمت بضيق
:- لا يوجد غريب بيننا تخرجنا
وتدع الغرباء؟!
لوكانت النظرات تقتل لوقعت
صريعه من نظرة زينب لها
رفعت راسها بكبرياء وقالت بصوت مبحوح ساخر
:- لا يبقى الإنسان في حاجة
الغير كثيراً
فالله يرحم عباده
أعدك يازوجة عمي لن يطول
مكوث الغرباء في منزلك طويلاً

تحدث والد جابر بصرامه وغضب
:- اخرجي يا امراءه قبل أن اغضب عليك وتصبحي انتي
الغريبه هنا لا
احد غيرك فهذا المنزل لزينب
َوإقسم ان وجدت والدتها واختها
ان نتركه لهم، ونغادر نحن
ارادت الأم ان تعترض والضيق باداً على وجهها
لكن صرخة جابر جعلت الصمت
يخيم في المكان
وهو يقول بصوت مشدود
:- اخرجي أمي ارجوكِ
خرجت الأم بغير رضا ونظر
الاب إلى جابر وزينب يريد
ان يفهم ما يحدث الصمت طال لثواني
قبل أن يشير جابر باصبعه
إلى زينب وهو يحادث والده
:- اتعلم من أين جئت بها كانت
في السوق معا شلة..........
دعها تبرر لما خرجت معهن
صرخت زينب بغضب وأعتراض
:- انا لم أكن معهن
كانت صرخة جابر اقواء وهو يقول
:- هل اكذب عيناي وانا جلبتك
من هناك
كانت زينب سترد لكنها صمتت
بذهول وهي تنضر لعمها
:- انا اخبرتك ان لا دخل لك بها!
اعترض جابر بضيق
:- أبي انها ابنة عمي كيف لا دخل لي بها
كانت تشعر بضجيج يضخ بسمعها لا تعلم ما يقولون، انا لي عائله مسئوله عن اخوتي وأمي سيعودون أبي سينفك اسره، ولن ابقى عاله على احد، كانت الأفكار تعصف بها عندما شعرت بوجع قوي، كأن شعرها تقطع ولم يكن الا جابر من امسك بشعرها من خلف حجابها، امسك بشعرها وهو يهزها بقوه
وصرخ في وجهها
:- لماذا ذهبتي الى هناك
أنزلت زينب يده بقوه وهي تصرخ بالكلمات كأنها تبصقها
:- عكس ماذهبت انت لأجله
ايها النذل
اشتدت اصابعه اكثر على شعرها
وانطبعت يده بكف قوي على وجهها ، جرح شفتها وشعرت بدوار قوي يهزها
وسمعت صرخة عمها
:-جااابر
هل تمد يدك عليها في حظوري
يا معدوم ألرجوله
سمعت همهمات وصراخ وجدال كبير لكن لم تعي شيء مما يحدث،
كل ما في فكرها الوجع الكبير الذي تشعر به والم راسها الكبير، ضهر امام عيناها والدها الذي رباها بكل حب،
لم يرفع صوته في وجهها يوماً لم يأذيها احد طوال حياتها،
كانت مدللة ابيها وامها حتى اختها رحيق،
من المذنب في ما وصلت له حياتهم متفرقين والدها في السجن امها واخوتها لا تعلم أين هم وما حالهم، وهي؟؟! تنهان وتنضرب دون ذنب يذكر هو المذنب
لا هي هو الخائن لا هي،
هو عديم الأخلاق من يستحق الضرب لا هي، نزلت دمعه من عينها ترثي حالها وهي على وضعها
نظرها للارض ولا تعلم ما يحدث
حولها تشعر بذبذبه في عقلها تعبت وخارت قواها نفسياً وجسدياً تريد أن ترتاح،
سترتاح الان اغمضت
عيناها وأنهارت للارض بقوه........

أمسكت يده بقوة وهي تشد عليها، لقد خرجت من
المنزل لتأخذ من الصدقات
التي يوزعونها في قريتها كل
فترة، ماهر لا يعلم إني خرجت
أن عاد قبلي، سيذبحني
لا محالة يا إلهي ساعدني دورنا
، لا زال متأخر هل أعود للمنزل،
وربما يأتي ماهر ويستلمها
عني! لكن ربما لا يأتي عادل
لم يأكل شيء منذ الصباح،
فلم تجد ما تطبخه له
وماهر لم يعد للمنزل منذ أيام
وهو يعلم إني لا أملك ما اشتري
به طعامنا، سمعت اسم المرأه
التي قبله فتهلل وجهها،
يارب الفرج يا الله، تقدمت في السرب قليلاً، ونظرت لعادل،
المحدق في الشباب الذي،
يوزعون الحصص، إنهم نفسهم
من يأتون كل مرة إلا صاحب
الملابس السوداء، لم تعرفه من قبل، وحتى عادل لم يزح نظره
عنه منذ وصولهم نادو
بإسم زوجها ماهر عبد الخالق،
تقدمت بسرعه تشعر أن جسدها
كله يرتجف من الخوف،
قدمو لها كيس كبير فيه من
الحبوب والعدس وجبن
وحليب سألها راشد بلطف
وهو مستغرب صغر حجمها،
لما جعلوها هيا تأتي هنا،
لن تستطيع حمل الكيس
تحدث بلطف
:- لن تستطيعي حمله هل أدع
احد الشباب ياخذه لكِ للمنزل
ارتجفت بقوة وهي تتمتم بصوت
بالكاد وصل له
:- لا لا داعي لذالك استطيع
حمله بمفردي
كانت تحاول سحب الكيس
بعيداً عنهم وراشد مبهوت ولم ينطق بحرف واحد إنها هي
لا يمكن أن اخطىء في صوتها
، اقتربت منها امرأة من
السرب وهي توصي احداهن
على مكانها، وسمعها وهي تقول لها بشفقة
:- أنهار أين زوجك لم يأتي
هو لاخذهن
لم يسمع إجابتها لا يعلم من
الضجيج حوله أم من انخفاض
صوتها، وربما لان عقله توقف
عند كلمة واحدة "زوجك" هي
متزوجه.........

شكرتها أنهار بصدق وهي تحاول
مسح دموعها وإيقاف تدفق المزيد غادرت جارتها من
عندها ولم تقبل بعرض أنهار
أن تشرب شيء عندها،
هي تعرف السبب زوجها سيء
السمعة لو إنه وجدها في المنزل
لطردها واسمعها من اسوأ
الكلام تنهدت بضيق بسبب
أخلاقه السيئة وسمعته القذرة
لا أحد يزورها ولا يساعدهم
بشيء نظرت لعادل الذي
يفتش في الأغراض بسعادة
طبخت شيء خفيف لهم
وجهزت كاسين من الحليب
تعلم إنه جائع جداً، لكنه لا
يشتكي مهما كان حاله
سمت بالله وهي ترفع الخبز
والعدس لفمها لكن يدها وقفت
وهي تحدق برعب بالذي
دخل من الباب وضعت الاكل
من يدها، وكذالك فعل عادل
دخل ماهر إلى الصالة
الصغيرة وعيناه تحدق في
الأغراض الموضوعه ارضاً
في أكياس حافظة
لفت نظره لأنهار وهو يقول
بجمود ضاهري
:- هل استلمتي أنتي الأغراض؟!
تراجعت أنهار قليلاً وهي
تسحب عادل تخبئه خلفها
وقالت بارتجاف
:- أجل اقسم لك غطيت وجهي
وعدت سريعاً، ل.. لل.قد
نفذ كل ما نملك في البيت
ولم نجد شيء يؤكل وا....
صرخت بوجع وهي تغطي
وجهها عندما قذف قداحته
الخاصة وجرحت خدها بقوة
وهو يصرخ بها امسك بشعرها
وقذفها للارض وعاد رفعها
وكلامه ليس مفهوم لها
من صراخ عادل وتداخل
كلمات ماهر من الغضب
اقترب عادل يحاول سحبه
من قدمه فقذفه بعيداً
بركلة قوية، جعلت صرخته تعلا
وكذلك بكاء أنهار وعويلها
زحفت باتجاة عادل
ولكن المتحجر لم يكتفي
بعد بدأ بركلها بقوة
صرخت وهي تحاول أن تحمي وجهها من ركلاته
ونظرها معلق في عادل
المرتجف في الزاوية برعب
كانت دموعه تؤلم قلبها اكثر
من ركلات زوجها الكريه......

"" "" "" "" "" "" "
أمسكت بكتفها وقالت بتعاطف
:- رفقً بنفسكِ يا أبنتي والدتك
ستكون بخير
رفعت وجهها من بين
يديها عيناها محمرة من كثرة بكائها شفتاها مبيضه من الرعب الذي عاشته قبل ساعات
قالت برجفه
:- خائفة يا خاله أن حدث شيء
لأمي اقسم ان اجن لا محاله
حضنتها وهي تقراء لها
بعض الأحاديث وأن تصبر
وتحتسب والله لن ينساها
رفعت رحيق نظرها للسماء
وهي تقول بهمس لم يصل
لغيرها" حان الوقت يا زينب
لا ضعف وإختباء بعد اليوم
ساعود قريباً أعدك اتمنى
أنك نفذتي كل ما قلته لكِ
كلنا سنجتمع قريباً جداً
لن اراقب أمي وهي تموت
واختبى كالجبناء، مسحت
عيناها بقوة وهي تهمس
:- خاله متى يتم توزيع
الاغاثات لنا؟!
فكرت قليلاً قبل أن تجيبها
بحيره
:- ربماء منذ العاشره صباحاً
لكن لما؟ هل ينقصك شيء
خذي مني إلا أن تشفى والدتك
نهضت رحيق وهي تنفض
ملابسها الباهتة والمهترئه
:- شكراً لكِ ياخاله لا حاجة
لشيء ابقي بجانب والدتي
الا ان أعود ارجوكِ
سحبت نقابها المعلق جانباً
وركضت وهي ترتديه وتردد
بقلبها
ساعدني يارب وكن معي.......

"" "" "" "" ""
كان يراقب احد زملاء راشد
يقف بعيداً بجانبه فتاة
يبدو أنها تريد مساعدة أكثر
اشاح بوجهه عنهم ولكنه
عاد بنظره لها بصدمة
كان يحدق بها بإمعان كيف
إنها عيناها،
علقت في ذاكرته صور نظراتها
له بذاك اليوم
المشئوم في حياته
لكن ماذا ستفعل هنا!!
اقترب قليلاً منهم يحاول أن
يسمع حديثهم دون أن يلفت
انتباههم له
اقتربت الفتاة من الشاب
وسمع كلماتها وهي تقول
انا ابنة صلاح الحربي لما
لا تستوعب كل ما أريده منك
ان توصلني بأحد أفراد
عائلة عمي
لم يسمع رده عليها
ولم يعي شيءمن حوله
الصدمة والذهول باديه على
وجهه وهو يقترب منهم ببطء
وصل خلفها تماماً وعيناه لم
تنزاح عنها، التفتت بصدمة
عندما شعرت بوجوده
انفتحت عيناها على اتساعهم
وهي تهمس بصوت بالكاد وصله
"" انت ""
لم يتحدث اي منهم وكل
واحد غارق في ذهوله حدق
حوله لا أحد يراها غيره رفع يده
بلحضه خاطفه دون تفكير منه
وسحب نقابها بخفه وهو
يتفحص ملامحها لقد عرفها
رغم لثامها الذي رئاها به
لن يخطى نظرتها
ولا عيناها ابداً وصوتها!!!
انه هو
تسارعت أنفاسه وهو يحدق في عيناها المحمرة من حبس الدموع، ونظرات الكره تخترق قلبه كيف أتت هنا؟!
كيف وصلت لهذه الحالة؟ !
أين جابر عنها!؟
أخذت نقابها من يده بقوة وتحركت يدها بسرعه
وهي تنطبع على خده،
التفتت مغادرة وهو عالق
في ذهوله
وصوتها يرن بأذنه
:- لازال بيننا الكثير يازيد
أعدك ان تندم لأنك لم تدعي
ان لا نلتقي مجدداً
"" "" "". "" "" ""


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس