عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-21, 09:13 PM   #143

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تجلس سمر على الكرسي الأمامي في السيارة بينما عمران يقودها في طريقهم إلى العودة حيث قريتهم، مسقط عائلتهم الأصلي، أما علي وندى فجلسا بالكرسي الخلفي؛ غائبان عما حولهما، وكأن الكون لا يوجد فيه سواهما، تعلقت سمر بهما لا إراديا بالمرآة الأمامية، ترى ابتسامة ندى الصافية، يد علي تحضن كفها المرتاحة على ساقه وكأنها مكانها منذ الأزل، تضع رأسها على كتفه، هل هذا سحر الحب أن لا تشعر بوجود من حولك فقط أنت ومن تحب!، همست سمر بتلك الكلمات في نفسها بينما تحاول أن تنتزع نفسها من تعلقها بهما بالمرآة دون جدوى ولا تدري بعيني عمران التي تغافله نفسه وتتعلق بها، يراها تائهة، شاردة لا تجد مرسى، يؤلمه ما يراه على ملامحها، لكن ليس بيده شيء لها، فعل ما استطاع، وافق على زواجه منها بالرغم من كل لحظة في قربها منها قتل عمد منها له دون أن تدري، جاءت له لاجئة، ولا تعلم بأن قلبه كم تمنى تلك اللحظة، لكن حبا، ليست مجرد ابنة عم تحتمي فيه من شتاتها!، ابتلع غصته بينما يعود بنظره للطريق.
تنهيدة طويلة منها جعلت قلب عمران يرتجف، يشعر بدقاته تقرع كالطبول، ابتسامة خفيفة تداعب شفتيه؛ يحك ذقنه يرمقها بطرف عينه ناسيا كل شيء ويتذكر فقط أنها زوجته وحلاله، أطبق على شفتيه بقوة يكاد يدميهما،يبتلع ريقه الجاف الذي بدا كالأشواك وهو يرتطم في واقعه الأليم فتقبض يديه على المقود بقوة هامسا في نفسه( أفق يا ابن الجبالي، لقد أتتك لاجئة، لم تأتي لك حبا، لن يفيدك سماع تنهيدتها إلا نار في روحك لا تنطفئ).
يراها ترخي رأسها على الكرسي، تتابع الطريق عبر النافذة فيهز رأسه بأسى بينما يسخر في نفسه على حاله الذي لم يتوقع أن يصل له (عريس مع إيقاف التنفيذ) قالها عمران صارخا بها في نفسه المتمردة عليه تتمنى أن يحتضن يديها المرتاحة على حجرها هامسا لها بعد قُبلة عميقة على جبينها «أنارت دنياي بكِ يا ابنة عمي» فيزفر طويلا يحاول أن يلقي بنيرانه وأفكاره التي تخادعه فتظهر على ملامحه المشتاقة لها.
يده امتدت تفتح لمذياع السيارة كي يقطع هذا الصمت الرهيب و الأفكار التي تكاد أن تقتله بينما يرى سمر هادئة لا تشعر بأحد.
انتبه للأغنية التي قام بتشغيلها ونيسه الدائم في كل عودة من بيت عمه، يترك علي يحدث ندى ويظل يسمعها وكانت أمنيته الوحيدة أن تسمعها معه سمر وكانت أمنية قيد الأحلام والآن وقد تحققت لكن حبيبته حاضرة الجسد غائبة الروح.
ابتلع ريقه بينما يضغط على مقود السيارة يرمقها بنظرة سريعة بينما يعود للطريق. كاد يغلق المذياع فتلك الكلمات التي تصدح لا تزيده سوى ألم لولا تلك التنهيدة العالية من بين شفتي سمر التي شقت طريقها لروحه، اعتدلت الأخيرة بجلستها ترتسم بسمة خفيفة على ثغرها قبل أن تمتد يدها لزر تعلية الصوت تدندن بخفوت مع النغمات:
_ انا العاشق لعينيك، برب العشق فارحمني،وخذ بي بين يديك،نبض القلب اسمعني،وضمد جرحي الدامي،مني إليك فأخذني،وشافي مر علقمك.
شعر عمران بخفقات قلبه تدندن مع كل نغمة من صوتها الذي يصله رائقا رغم الحزن الدفين يكاد يغلق المذياع ويضمها له هامسا لها في أذنها غنيها لي فقط.. احتضنيني بها ابنة عمي الغائبة عني!
فيرده صوتها الهامس بنغمات الأغنية من همساته لنفسه.
*أراني اذوب ياعمري،وليس سواك ينقذني!*
همس عمران بحرارة في نفسه يرد على دندنتها التي وكأنها غابت وهي تهمس بها مع الأغنية [ أراني أذوب يا عمري ولا أدري ما يجبرني، نيران فتشعلني،ودمع الذات يعرفني،وأنت أراك تأسرني،مني اليك تسرقني].
الطريق الترابي والذي لم يكن مساويا بطريقة واضحة وانتهاء الأغنية جعل سمر تعتدل في جلستها تضيق حاجبيها الكثيفين عائدة من عالمها الذي خطفها بينما خفقات قلبها قرعت كالطبول في صدرها، فها هي على مشارف أرض جديدة غابت عنها سنين طويلة! بينما عمران رمقها بطرف عينه يرى ردة فعلها بقلق.
تأملت الطريق الذي على أحد جانبي السيارة، بيوت ما بين متوسطة وعادية، وفيها بيوت يتضح عليها الترف، تمعنت مفكرة، هنا لا يوجد فواصل!، لا أحياء للأشخاص المترفين وأخرى تخص المعدمين أو المتوسطين، كلهم في خط واحد، التفتت على الجانب الأخر حيث يقود عمران السيارة فتلاقت عينيها المهتزة مع عينيه القلقة في لقاء سريع حيث انتزعت سمر نفسها منه بسرعة تتعجب من اشتعال وجنتيها وخجلها من النظر في عينيه! قبل أن تتلاقى عينيها مع الأراضي الزراعية الممتدة على طول الطريق، تحس بهدوء اجتاح روحها، وبأن هناك بسمة في قلبها، ولكنها لم تسمح لها بالصعود على شفتيها!.
تمعن فيها عمران بينما يهدأ من خطا السيارة يشعر بالخوف يجتاح جسده فهو على يقين بأن سمر لم تكن تحب زيارة المكان، اليوم جاءت لتصبح أحد ساكنيه!.
صوت أغاني وطبول عالية يأتي على بعد أمتار منهم، حيث الطريق الذي رصفه عمران أمام البيت، أضواء تنير الطريق على الجانبين.
ضيق عمران حاجبيه بتساؤل بينما علي أخيرا أحس بمن حوله فتساءل دون أن يترك كف ندى التي رفعت رأسها من على كتفه:
«يبدو أن زفاف أحدهم بالقرب من هنا».
ضحكة عالية من عمران جعلت سمر تلتفت له وتتعلق بجانب وجهه الأسمر بينما هو يقول بصوت رجولي رخيم:
«بل هذا مؤكد زفافنا نحن توأمي العزيز، فخالتي هنية وعمي مصطفى من الواضح أرادا الاحتفال بنا ».
عاد علي يسأل بينما السيارة تقترب من مكان بيتهم فتزداد صوت الأغاني والطبول:
«كنت تعرف يا عمران!؟»
أجاب عمران بينما يصف السيارة قرب بيتهم حيث لم يستطع أن يمر نظرا للأطفال والزحام أمام البيت فكأن القرية كلها خرجت في استقبالهم:
«لا ، لم أعرف، أنا فقط أخبرت عمي مصطفى بزواجنا حتى لا يحزن، تعلم خاطره غالي».
ترجل علي من السيارة، يدور نحو الباب الآخر بلهفة، فتح الباب بينما يمد يده لعروسه ليحتضن كفها يساعدها على النزول وبسمة صافية ترتسم على شفتيه تقابلها ندى ببسمة أكبر وملامح مرتاحة وسعيدة.
أما عمران فترجل من مكانه، يشعر بالتيه الذي يوازي تلك الجالسة بالأمام لا تدري هل تنتظره كما فعلت ندى مع علي، أم هي مختلفة وليست بعروس!، ابتلع ريقه يشعر بحديث عينيها التائهة يصل لقلبه يخبره ما تحس به فيتعجب من هذا التفاهم بين أعينهما، زفر بصوت عالي ينفض عنه توتره هو الأخر قبل أن يتوجه للباب الآخر حيث تجلس، فتح الباب وتنحنح يجلي صوته قبل أن يمد يده السمراء لها، تعلقت سمر بنظرها لكفه الممدودة لحظات بتوتر، قبل أن تمد يدها الباردة كالثلج لتحتضنها يده الدافئة، ترفع عيناها له بخوف فتتلاقى مع نظرة عينيه الأمنة.
شعر بيدها ترتعش في يده فخفق قلبه لها، انحنى بخفة قربها قبل أن تنزل من السيارة، قائلا بهمس دافئ دون ارادته:
«لا تقلقي، اهدئي ولا تتوتري، أهل البلد أرادوا الاحتفال بنا!».
كادت تنطق تخبره عن سعادة تغزوها وبأنها شعرت للحظة بأنها عروس ولكنها أثرتها في نفسها واكتفت ببسمة شاحبة بينما تراه يعتدل بوقفته، ينتظرها أن تنزل من السيارة.
وما إن ترجلت هي الأخرى حتى دوت أصوت الألعاب النارية بالجو، أجفلت لهذا، ولم تدري بأن يدها ضغطت بقوة على كف عمران، وكأنها تحتمي به، نظر لها الأخير بغموض بينما عيناها تعلقت بالألعاب النارية التي ترسم قلوبا بالجو، ويدها تحتضن يده، تحس بنفسها عروس حقيقية وليست مجرد لاجئة…
ابتسامة شقت محياها على شفتيها فوجدت طريقها لقلب عمران الواقف جانبها مشدوها بجمالها الخلاب وهي تبتسم متعلقة بيده يشعر بتلك الرجفة بكل خلايا جسده فيتنهد بحرارة وتتعلق عينيه بوجهها الذي اشتاق لرؤيته رائقا!.
بخطوات واسعة وبخفة رغم كبر السن كانا يقترب منهم مصطفى بجسده الخفيف وابتسامته الواسعة، وبجانبه زوجته التي كانت مكتنزة قليلا بقامتها القصيرة وعبائتها السمراء المطرز على صدرها ببعض الفصوص اللامعة وهكذا على معصمها، بينما تلف طرحة بذات اللون على وجهها الذي بدت واضحة عليه علامات الشيخوخة، لكن تلك الضحكة التي تملأ وجهها غطت على أي شيء سواها.
« هل تظن بأن زفافكما كان سيمر هكذا دون حفل يا أولاد الجبالي!»
قال مصطفى كلماته حينما وقف أمام عمران وأخيه بينما عروستيهما على الطرفين.
تبسم عمران بينما ينحني تاركا يد سمر بتمهل متمنيا لو لم يغادرها طوال حياته!، فتنبهت أنها هي من كانت متعلقة به وبشدة، ضمت يدها لها حينما شعرت بالبرودة تعود لها تراه يحتضن مصطفى يربت على ظهره، وبصوته الرخيم اجابه باحترام وود:
« اعذرني عمي، جاء الأمر مفاجأ »
اعتدل عمران يبعد خطوة بينما مصطفى رد عليه ببشاشة:
« عذرك الوحيد أنني أخيرا رأيتك عريس»
ابتسم عمران له يشعر بنبضات قلبه تخفق مع آخر كلمة قالها مصطفى، تلك الكلمة التي يخاف تصديقها أنه بالفعل عريس بينما يرى مصطفى يتوجه لعلي يضمه إلى صدره قائلا ببشاشة :
« فرحتي اليوم فرحتين..»
اعتدل بوقفته وهو يضيف بينما ينظر لهم بفرحة :
«كما تمنيت تماما، أن أراكما »
صوت زغرودة عالية جعلت الكل ينتبه لتلك السيدة البشوشة، اقترب منها عمران يضم وجهها بين كفيه مقبلا جبينها قبل أن يفعل علي المثل فيما قال عمران بحنو: «أمي وحبيبتي خالتي الغالية هنية، سلمتي لي»
وبين كل هذا كانت سمر تشاهد بغرابة فهي لا تعرف أحد منهما كانت كالغريبة بينما ندى رحبت واقتربت بنفسها تسلم حيث المعرفة السابقة لها معهما في المرات العديدة التي جاءت فيها مع عمها لزيارة عمران وعلي.
أعفت هنية سمر من حرجها تجذبها بود لصدرها كأنها تعرفها منذ سنين، تربت على ظهرها هامسة بالمباركة.
اعتدلت السيدة تنظر لهم تبارك وتردد ما شاء الله فرحا، وتثني على جمال سمر وبأن الصغيرة التي كانت تجري هنا يوما كبرت، تعود زغرودتها وتخبر ندى بأنها أجمل عروس بينما فرقة ترتدي ذات الزي وقفت على الجانبين تزف العرسان حيث حديقة البيتين والتي سيتم فيها مراسم الاحتفال كما أعد لها مصطفى وزوجته!.
تأملت سمر الحديقة الخاصة بالبيت أو بالأحرى البيتين، حيث يلتف سور خشبي يحيط بها بينما الأشجار على طول السور تصطف كأنها تحميه من الانهيار، لكنه بدا سور قوي ربما أخذ بعض القوة من صانعه!، تلك الأضواء التي ملئت الحديقة، تتعلق بالأشجار فتظن بأنها أقمارا نزلت تنير المكان، بتلات الزهور التي افترشت الأرض من باب الحديقة فتنقسم حتى تصل إلى باب البيتين وكأنها هي الأخرى سوف تزف العرسان فرحا واحتفالا ، صوت الزغاريد يعيدها للواقع فترى ندى تتمسك بيد علي وتهز كتفها مع الأنغام بخفة بينما علي تزداد بسمته التي يخص بها ندى، تعود بنظرها فتجدها تتعلق بعيني عمران الغامضة فتخفضهما عنه لتجدها تتعلق بيدها التي تأبطت ذراعه، تعيد التأكيد على نفسها لستِ بعروس، كل هذا الاحتفال فقط بندى وعلي، فحتى عمران لا يهتم بأمرك!، صوت هنية السيدة البشوش يعيدها لهم وهي تجذب عمران تراقصه وكأنها فتاة بالعشرين على تلك الطبول، فرحتها واضحة، كأنها أمه!.
وقفت تتأمل عمران الذي رأت بوجهه الخشن شيء لم تراه قبل، ابن عمها يخجل فيما يراقص السيدة بفرحة وكأنه عريس ونسى بأنه وطن لجئت له فقط!، بينما مصطفى يجذب علي ويراقصه وأصوات الطبول تقرع بقوة فتجد دقات قلبها تضاهيها.
جذبتها هنية قائلة بغبطة:
«اقتربي سمر، هذا عرسك»
لتجدها تراقصهم بألية بينما ندى ترقص معهم بصخب، فرحة والبسمة لا تغادرها، هيهات بين فرحة وقلق!؟
هدأت الموسيقى وعاد عمران قرب سمر وللغرابة وجدت القلق يخفت ويحل محله هدوء لا تدري مصدره.
موسيقى هادئة صاحبت صوت منظم الحفل والذي يطلب من العرسان برقصة على أنغامها! .
أجفلت سمر للطلب تنظر لعمران الذي كان هو الأخر حائرا فيما تحرك علي وندى يسبقانهما ، عاد صوت الرجل يخبر العريس بان يراقص زوجته فيتخضب وجه سمر بعفوية ولا تدري ماذا تفعل؟، شعرت بعيني عمران تتعلق بها، فسألته في صمت بعينيها الشاردتين؛ فتبسم يمد يده لها؛ كإجابة وافية على سؤالها وبرعشة واضحة كانت تمد كفها الباردة له لتجد دفئها مرة أخرى بين يديه.
ارتاحت يديها على صدره بينما هو لف يديه حول خصرها، يشعر بجسدها قربه، ابنة عمه حلم طفولته اليوم حلاله، لمسها حلال، الغرق بعينيها حلال، حبها حلال، (حلال) تلك الكلمة التي وكأنها لها مفعول السحر فترتسم على شفتيه بسمة فتتعلق بها سمر وهي شاردة في ملامحه لأول مرة، هكذا قريب منها، تراه بتمعن وكأنها تحفر ملامحه داخل عقلها، الذي أرشدها إليه!.
يتأملها عمران بلهفة المشتاق للماء بعد سنين عطش، يشعر ولأول مرة بدقات قلبها، يتساءل لما هي دقات صاخبة هكذا، أهي مثله، تناديه لعناقها، يهمس بداخله:
«كم تمنيتك واليوم أنتِ بقربي، لكن المسافات بيننا بعيدة كالأرض والسماء»
عيناها السوداوتان التي تشبهه تتعلق بعينينه فترمش برموشها الكثيفة تغض النظر عنه، يبتسم متأملا فستانها الأبيض بتطريزه الهادىء، ضيق من على الصدر وينزل منفوش بطبقاته المتتالية وتلك الزهرات البارزة عليه تحاول التنافس مع جمال ابنة عمه ولا تفلح ، أكمامه من الدانتيل أخفت قليلا ذراعيها عن أعين الناس فيما كانت فتحة صدره متدرجة مغطاة بالشيفون يعلوها سلسالها بينما طرحتها البيضاء الناصعة الناعمة الخالية من أي تطريز أو إضافة كانت حكاية أخرى ببساطتها وأناقتها تنهد يشعر بقلبه يخفق يتخيل كيف كان حاله إن لامس تلك الطرحة وازالها بيديه عنها، ابتلع ريقه بينما يرى شعرها الأسود يرتفع لأعلى وعليه تاج ناعم مثلها يليق عليها، زفر بحرارة يتمنى لو فك شعرها وتركه مرسلا كما يحبه وغاصت أنامله فيه، ويقترب بأنفه يتنشق عبقه، أحس بحرارة الجو رغم لطافته بينما يتعلق بشفتيها التي طلتهما بلون أحمر قاني، هذا اللون الذي طالما أثار حنقه، حين يراه عليها، ليس لأنه سىء بل لأن شفتيها المكتنزتين تصبح مثيرتين أكثر، مهلكة بطريقة تثير الذعر بقلبه الذي يناديه بأن يتذوقهما!، فيتنهد طويلا فتلفح أنفاسه الحارة وجهها المتخضب بالحمرة ويتساءل داخله بينما يراها عفويا تتعلق بعينيه فتغض النظر عنه:
« ابنة عمك تخجل وتشتعل وجنتيها من النظر في عينيك، أليس حلالا لو قبلت خديها!؟».
وعند تلك الفكرة صمتت الموسيقى لتتوقف حركتهما التي كانت متناغمة مع بعضها بطريقة فاجئتهما، تراجع عمران عنها بخفة يفيق من الحلم الذي تمنى لو يطول قليلا يزفر بحرارة بينما يحك ذقنه غير الحليقة بيده فيما يراها تتعلق بعلي وندى وبسمتها الرائقة التي قليلا ما يراها على شفتيها ترتسم.
يد علي تلتف حول ندى بتملك يحني رأسه قليلا لها يهمس بكلمات ما فتضحك ندى بخجل وتطرق وجهها، وتعود ترفع هي رأسها قليلا هامسة له فتعلو ضحكته.
تأملها عمران، يرى شرودها فيهما، يحس بألم يصيبه دون إرادته كم تمنى لو كانت ذات اللحظة تجمعهما يتهامسان ويتضحكان، وتخجل من نظرته لتفاصيلها وتهمس له بحبها ويهمس لها في أذنها فتتخضب وجنتيها لكن كل هذا حلم والأحلام دائما قيد مخيلتنا!.
يتبع 💜💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس