عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-21, 04:36 PM   #1

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي رواية كيف أخفي أنك بت تسكنني والعين مبدية والقلب معترف * مكتملة *





الرواية غير حصرية





الجزء الأول ..

يوم الخميس .. 3:30 مساءً

بكل هدوء فتحت الباب ، تمشي على أطرافها حتى لا تُحدث صوتًا يجعل أختها تشعر بوجودها ، تسللت بنجاح لغرفتها وأقفلت الباب جيدًا ..
رفعت تلك الورقة المطوية أمام عينيها وهي تقرأها بقلق ، لا تعلم من ذا الذي يضع هذه الأوراق في مقبض سيارتها ولكن الأمر يُقلقها ، تتوتر كثيرًا .. تعلم بأنه إذا تمالإمساك بها من قِبل أختها الكُبرى ، لن تستطيع رؤية أشعة الشمس بعد ذلك اليوم ..
القت بجسدها المُتعب على السرير ، أرهقتها الجامعة اليوم .. ضحكت بسخرية وألم .. تبلغ من العُمر ٢٥ عامًا ، الذين بعمرها قد تخرجوا ولكن هي ! أخرجت زفيرًا منصدرها بعدما حبسته وهي تردد ( الحمدلله على كل حال ) ..
فتحت تلك الورقة المطوية لتقرأ ما فيها .. لا تنكر بأن صاحب الأوراق لديه خطٌ جميلٌ جدًا ، وكلماته رقيقة تصل لقلبها ولكن هي لا تعلم من يكون ويرعبها ذلك ..
شهقت وهي تسمع شجارات أختيها اللاتي يصغرنها عمرًا ، ابتسمت .. تعودوا على هذه الشجارات فهن الآن يتشاجرن على تنورة أو جينز أو بلوزة قامت إحداهنباستعارتها من الأخرى دون استأذان ..
خرجت لتصرخ : كفايه خلاااص أنتِ وهي
تخصرت الصُغرى : كلمي هذه
التفتت لها لتسأل : إسراء ايش صاير ؟
زفرت المدعوة إسراء : يعني ما تعرفي مروة ؟ تسوي من الحبة قبة ، كلها عشان كيس إندومي
حركت رأسها يُمنةً ثم يُسرى : خلاص مروة اشتري لك كارتون مو كيس ، تكفون برتاح بسكم عاد
مدت مروة شفتيها ، لم يعجبها كلامي .. مروة مُدللة والداي ، ذهبت ناحيتها ، احتضنتها ثم تركت أثرًا من أحمر شفاهي على خدوها
مسحته بملل : دااااااانة روجاتك تخرب بشرتي
قرصتُ خدها بخفه : هذا جزاي
ضحكت مروة وهي تقترب مني لتطبع أثرًا هي الأخرى على خدي ، ابعدتها مازحة : يع
تمسكت بي وهي تدفعني لداخل غرفتي : انقلعي نامي
ضحكت وأنا أحاول لف جسمي لها ولكن مروة أقوى من جسدي النحيل هذذا : مرمر ويت لحظة وين نوار ودينا ؟
رفعت إسراء الصامته عينيها لتقول بحزن : كل وحده بدارها
فهمت من نبرتها الحزينة حالهن : الله يعين
جلست مروة على إحدى الكنبات في صالتنا الدائرية في الطابق العلوي التي تحاوطها غُرفنا الـ خمس وجناح والداي .
رفعت رأسها لتقول بنبرة حزينة : مافي أخبار عن ماما وبابا ؟
كيف أنطقها تلك الكلمة التي تحوي حرفين ! كيف أخبر صغيرتنا هذه أنه منذ إختفاءهما قبل٣ سنوات ونحن لا نعلم في أي أرضٍ هوت بهم تلك الطائرة ، مسحت علىظهرها وأنا أُتمتم : الله كريم ، إن شاء الله نعرف عنهم قريب .
اقتربت إسراء لتضع رأسها على كتفي ، تمتمت بفرنسية مُتقنه : اذهبي وتحدثي مع نوار ، لقد رأت ابنة عمنا اليوم ..
آآآهه .. إنني متعبة جدًا ، جدًا .. لا يستطيع عقلي تحمل هذا بل وقلبي أيضًا .. التقت عينانا أنا وإسراء ، تمتمت هي بفرنسية حتى لا تستطيع مروة فهم ما نتحدث به ، فـفرنسية مروة ركيكة جدًا ، ستعلمون قريبًا كيف لنا ذلك ..
.
.
.
.
نواري !
همست بها وأنا أقف عند عتبة بابها ، كانت قد ولّت الباب ظهرها .. نوّار أختنا الكبرى ذات الـ ٢٩ ربيعًا ، نعم أختنا لم تتزوج لهذا اليوم وهي شديدة الجمال ، عيناهاناعستان بلونها البنيُّ الفاتح .. عيناها تكفي لتشد أي كائن حيّ يمر بجانبها ولكن أختي وقدوتنـا .. لم تفعل ذلك قط ، ولكن قصتها كالآتي .. أتى شاب يعمل معها بنفسقطاعها لخطبتها من عمي الموقر وذلك لأن أبي ليس بالجوار ، قام عمي بتزويجه من ابنته التي لاقت نوار اليوم .. الجديرُ بالذكر كان الشاب المدعو بـ هَاني ، قد اعترفلنوار بحبه الشديد لها وهي بدورها طلبت منه أن يطرق الباب حتى تستطيع هي مُبادلته ذلك الحب العفيف بما يليق بها ، ولكن ما حصل أرهقها وجرح قلبها ..
اقتربت منها وجلست على طرف السرير وأنا أضع يدي على كتفها : النوري
التفتت لي وهي مُبتسمة : عيوني
مسحتُ على شعرها برقة ، ابعدته عن وجهها لاستطيع التمتع بالنظر إلى عينيها الفاتنتين ، أنا أختها ويحق لي تأملها : ايش فيك ؟
أطلقت آه صغيرة من قلبها ، وأعلم أنها لا شيء أمام ما تشعر به لتقول : اليوم مروة سألتني عن أمي وأبوي
أومأت برأسي لأقول : سألتني بعد
الصقت كفيها ببعضهما البعض لتكمل وهي تبعد عينيها عني: دينا ...
قاطعتها وأنا أدير وجهها لتواجهني بعينيها : ايش قالت لك الحرباء ؟
ضحكت أختي الجميلة للفظي ذاك ، قد اسميناها أنا وإسراء بالحرباء، ابعدت شعرها الحريري الذي سقط على وجهها .. كانت دمعه متعلقة برمشها وكأنها انسكبت منقلبي ، منعتها من جرح خديّ نوار الناعمين .. لتخدش اصبعي أما وجنتيها الوردية ؟ فلا .. همست لها : نوّاري
احتضنتني ، سحبت جسدي الصغير النحيل لناحيتها وتمسكت بي .. كنت اسمع شهقاتها بقرب أذني ، فبكاء نوار صامت .. وضعت يدي بمنتصف ظهرها .. سمعتهاتهمس لي : تقول إن أنا السبب في إن هاني طلقها وأخذ بنتها منها بعد ما سماها باسمي .
أتعلمون ؟ أمي قد هذبتنا ذات يوم وأعطتنا قائمة ممنوعات ، إحدى هذه الممنوعات ( الشماتة ) ولأننا في تربيتنا تلقينا عقاب الضرب ذات مرة بسبب الشماتة ، لن اشمتأمامكم في الحرباء ولكن .. هي أخذت ما تستحق فبعد ١١ شهرًا بالتمام جلبها هاني لبيت والدها لأنه لم يستطع تحملها ، وبعدما وضعت ابنتها طلقها ، وعندما أتمت نوارالصغيرة نصف سنة أخذها والدها لتعيش معه ، لا أخفيكم بأن فعلته أوجعتني في تلك الصغيرة التي حرمت من والدتها ولكن لا سأن لي بهم.. دق هاني بابنا ذات يومطالبًا نوار مرة أخرى ولكن عزيزتنـا نوار ولحسن تربية والدتي لها رفضت أن تكون جرحًا في قلب الحرباء ..
مسحت على ظهرها مرارًا وأنا أقول : ما عليك منها الآن ترمي سواد وجهها عليك هي اللي جابته لنفسها ، الواضح إن الرجال لاعت كبده منها ومن سخافتها وطلقها ومنحقه ياخذ منها بنته ، لو تربت على ايدها بيستحي بعد ٢٠ سنة إن ينذكر اسمه وراء اسمها من فعايل أمها
ضربتني تلك العزيزة بخفه على ظهري ، ألم أقل لكم بإن الشماتة من الممنوعات ! نعم ، نوار أخذت دور أمي الآن بعد غيابها .. ولكن شقاوتي كانت أكبر ، فمددت لسانيلها : ترا ضربتك ما تعور
رفعت يدها وهي تقول بتهديد : ترا قرصتي تعور !
فززت هاربة ، نعم فقرصتها تلك تترك ندوبًا : لاااااا أروح عند دينا أبرك
ضحكت جملتي نوار وكان هذا هدفي الأول عندما دخلت غرفتها ، لأتركها مع بقايا الآهات التي في قلبها .. لتتخلص منها بسهولة مع نفسها ، فنوار لا تستطيع المكوث هنالفترة طويلة عليها الإعتناء بعشاءنا وجلستنا بعد المغرب ..
.
.
.
.
غرفة مُظلمة ، باردة، لا حِس فيها ، صوت نفسها فقط .. لا وأيضًا عبدالرحمن السديس يتلوا سورة يوسف .. حبيبة القلب دينا ، كلما زارها الضيق نامت على صوت إحدىالقراء وهو يتلوا ما تيسر من هذه السورة التي تشرح صدورنا جميعًا
اقتربت منها لأرى دموعها خطت شوارعًا كثيرة على وجنتيها السمرا المُحمرة .. وضعت يدي لأمسح دمعتها .. أعلم إنها شعرت بوجودي الآن
همست لي : دانة ، وليد صحى
شهقت بحزن ودموعي لم تستأذنني بالهطول ، همست لها : متى ؟
أنهى السديس الآيات ، اوقفت صوته .. وهمست بحزن : اليوم ، كلمتني رغد
أومأت برأسي ، لا أعلم ماذا أقول لها ولكن لأشرح لكم مأساة دينا والسبب لا يختلف عن نوار ، فهو ذاك العم المتغطرس.. جاء وليد لوالدي قبل اختفاءه ، طلب منه دينازوجة .. وافق والدي بعدما علم من والدتي بأن دينا لم ترفض ، كيف لها ترفض وليد ! حُب طفولتها .. جارنا منذ زمنٍ بعيد ' ولكن ما حصل لوليد كان مأساويًا ، قام عميبدهسه قبل عقد قرانهم بيوم .. دهسه وهو يمتطي دراجته النارية ، دهسه بقلب بارد ، دهسه ليسقط هاويًا ويرتطم رأسه بالشارع ، نام لسنواتٍ طوال ، ٥ سنوات رُبما ! عندما علم والداه قاما بإلغاء الزواج ، أبعدى أختي رقيقة القلب عمن سكن قلبها الرقيق .. لم تستطع قط زيارته ، والداه يرافقانه ٢٤ ساعه ، لو ازدات ساعه في اليوملرافقاه فيها .. فقط رغد من استطاعت أن تطمأن قلب دينا ..
احتضنتها ، وضعت رأسها على صدري ويداي ترتفعان وتهبطان على ظهرها : خلاص انسيه دينا ، الحمدلله إنه صحى ورجع لأهله والله يعوض قلبك ويرزقك شخصيخليك ما تذكرين حرف الواو من اسم وليد
أطلقت آآه ، لم استطع منع دموعي مع الـ آآهه التي خرجت منها .. قلت لأجعلها تشتت تفكيرها : دينوه اسمعي
همست بـ همممم .. تحثني بها أن أكمل حديثي ، همست لها : عيد ميلاد نوار قريب
قطبت حاجبيها لتقول بسخرية : كم بيصير عمرها ؟ سبعين !
ضربتها بقوة ، لا أرضى بأن يسخر أحد من عزيزة قلبي نوار : أنتِ السبعين أما نواري ٢٩
مسحت دينا على كتفها وهي تضحك : حشششششى المرأة الحديدية مو دانه
مددت يدي لأبعثر شعري باعتزاز : عشان لا تغلطين مره ثانية على أخواتي
حملت جسدها واعتدلت لتجلس قبالي على السرير : لاااااه ووشهو البارتي ؟
اعتدلت أنا وبكل حماس : ثيم باريسي وش رأيك
ضربت كفها بكفي : تممممم
طبعت قُبلة على خدها وأنا أقفز من سريرها : اوووررااااايييييتتت نتفق بالليل
كانت سوف تُتَمتم بـ تم ولكن مروة داهمتنا وهي تقول بسرعة : جدتي تحت الحقوا بسرعه
ركضت دينا بسرعه أما أنا جلست على سريرها ، لا أستطيع فقد أُرهقت ..
لأخبركم القليل عن عائلة والدي المعتوهه قبل أن أصل للأسفل ..
عمي يفعل كل ذلك ، يريدنا أن نتزوج من أبناءه الفشلة طمعًا بإرث والدتي الذي ورثته من والدها واستثمره لها والدي لنحظى به نحن الـ ٥ ، فأبي ليس له ابنٌ بين بناتهالخمس ..
عائلته لديها قاعدتان إحداهما أكثر تخلفًا ورجعية من الأخرى
الأولى ؛ ابنةُ العم لابن عمها .. والثانية ؛ الفتاة عندما تبلغ الثامنة عشر عليها بالزواج ، لا يوحد لدينا فتاة جامعية ..
ماذا فعل سُلطان بن ناصر ؟ عُذرًا نسيت أن أخبركم بأن صاحب الاسم المذكور ، هو أعظم رجلٍ قابلته على الإطلاق ، هو والدي ومعلمي وصديقي الأفضل ..
لنعود ، قام والدي بكسر هذه القواعد ، فلقد تزوج أمي الغريبة بل والأجنبية فرنسية الأصل .. المُتعلمة والحاصلة على شهادة دكتوراه في الفلسفة والآداب وعلوم أخرىتفقهها والدتي .. وكلٌ منا التحق بالجامعة ..
فـ نوّار تخرجت بشهادة ماجستير في الهندسة المدنية وتعمل في إحدى الشركات العالمية وهذا ما يثير جنون عمي وأبناءه
دينا حاصلة على شهادة بكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية وتعمل في إحدى البنوك والتحقت بإحدى الكورسات لتحصل على شهادة الماجستير علمًا بأن دينا تكبرنيبعامٍ واحد
أنا هههههههههههههه ويا لسخرية القدر ما زلت اتخبط في الجامعه لأحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الأرض والبيئة ولكن سأشرح لكم لاحقًا سبب تخبطيوستعذروني بل وتبكون على ما حصل لي
إسراء تصغرني بخمسة أعوام أيّ عُمرها ٢٠ ربيعًا ، هذه المتمردة تدرس الفنون التشكيلية لتصبح رسامة ، سترسم لوحة كالموناليزا لجدتي وابنها وحفيدتها الحرباءهههههههههههههه
صغيرتنا المُدللة مروة ، ابنة الـ ١٦ عامًا ما زالت تدون ذكرياتها في مدرسة الثانوي .. ولكن تلك المدللة تطمح لأن تصبح دكتورة ، ونسعى جميعًا للتمرد على عمنا لنحققحلمها ..
كُلنا نجيد التحدث بالفرنسية بطلاقة عدا مروة ، لا أعلم لماذا ولكن أظن أن الفرنسية أصبحت من الممنوعات في الآونة الأخيرة ولم تلحق مروة تعلمها من والدتي التي كانتتخصص أوقاتًا لتزودنا بمعلومات في الفلسفة والاتكيت وتدريسنا الفرنسية، ولكن لا تقلقوا سأقوم بتدريسها حتى تستطيع أن تفضفض بلغة لا يفهمها أحد في منزل جدي..
.
.
.
.
نزلت لأسمع جدتي تلقي خطابًا على أخوتي ، وتصفعني صفعة كلامية لتجعلني اشهق بقوة ، شعرت أن حنجرتي جُرحت من شهقتي .. اتعي ما تقول ؟ تريدني أنا أنأتزوج من حفيدها المعتوه المدعو بـ وافي ! هزُلت
قلت بتمرد كبير : آخر عمري أتزوج وافي ، هذا حتى شهادة ثانوي ما عنده
قالت عمتي أسماء بهدوء ، كم أحب هذه العمة : وهي الصادقة يمه وش تبي فيه ؟ وفوق كل هذا سكير ، يضيع البنت معاه
غضبت جدتي ، أستطيع التخمين بأنها جلبت عمتي أسماء لتقف بصفها ولكنها خذلتها ، قالت بتغطرس يشبه تغطرس ابنها : حاصل لها بنت الفرنسية يتزوجها وليدي ،وبعدين هذا هو سُلطان تزوج أمها وهو ما يدري ...
لم تستطع أكمال جملتها لأن ٥ أصوات متفرقة الجمتها عندما قالت : حدك عن أمي/ماما/أمنا ..
اختلفنا في نطقها نعم ولكننا اجتمعنا في الدفاع ، اتعلمون بكيت وقتها عندما نظرت لأخوتي، شعرت بالفخر والاعتزاز .. شعرت وكأنني أمي وددت باحتضانهن في تلكاللحظة ، شعرت وكأنني أريد أن أتفوه بشيء ، لحظة ولكني تفوهت بكل فرح وغرور : عزوتي والله فديتكن فخورة للموت
أطلقن دينا وإسراء ضحكاتهن ومروة المدللة احفظت رأسها لتخفي ابتسامتها ، مروة دائمًا تخفي رهبتها من التعبير هكذا فجدتي ترهبها ولا ألومها أبدًا فوالدة والدي تشبهزوجة أب سندريلا .. أما نوار فتكتفت وهي ترفع حاجبيها وعيناها الناعستين لم تبتعد عن جدتي ، نسيت ذكر ابتسامتها الساخرة ..
إن نوار أكثرنا تمردًا ولكنها مُجبرة في بعض المواقف التظاهر بعكس ذلك حتى لا تجعلنا نحن الأخريات نُقلل أدبنا ولكن .. لا تفوتوا كلمة لكن ..
لأشرح لكم ، أبي خبأ في كلٍ منا سُلطان متمرد صغير ، لذلك أقول لكن .. لا تستطيع نوار بتصرفاتها الحسنة أن تكبح رغبتنا في التمرد ، فذلك السُلطان الصغير دائمًايحثنا على تحقيق رغباتنا طالما ليست حرامًا ..
إن التواقح على جدتي من الممنوعات وإن كانت الفاتنة روز هُنا لكان عقابنا حرمانًا من حضنها وحضن والدي ..
أوه لم أذكر لكم روز ! حسنًا لا بأس ..
تلك الـ روز هي ذاتها التي أسرت سلطان بعينيها الناعستين ، التي شبهتها نوار فيها .. التي جعلت سُلطان يكسر الحواجز كلها من أجلها .. صاحبة العينين العسليتينالتي ورثتها دينا ، وشعرها الكستنائي الذي ورثته أنا وجسدُ عارضة فرنسية ورثته إسراء .. لا تقلقوا فمروة أخذت طول أمي وحياءها المُبالغ .. نعم فعندما يناديها سُلطانهابحبيبتي .. تحمرُ خجلًا تلك الروز ..
أما سُلطاننا .. فقد ورثنا منه أيضًا لا تقلقوا ، جميع صفاته الجيدة والسيئة غرسها فينا ، السيئة ! نعم فالتمرد عادة والدي المُفضلة وتوارثناها فيما بيننا بل وطورناهابشكل سيئ أيضًا ، لا أفتخر لا تقلقوا فأنا بعد تمردي ، انفرد بنفسي لأوبخها وأبكي على فعلي ، لا تنسوا ف روز لديها قائمة ممنوعات ولكل ممنوع عقاب .. فكما علمناسُلطان على التمرد ، علمتنا روز على الانضباط
لكن أين هي روز وأين سُلطان ! لا أحد منا يعلم ولكن ما نعلمه ، نحن بحاجتهما للتخلص من الكابوس المدعو بجدتي وعمي '
.
.
.
.
.
الرابعة والنصف يوم الجمعة ..

تقف لتسرح شعرها بكل ملل وعقلها شارد في مكان بعييد جدًا .. سمعت صوت يستفزها من خلفها : يا الغزال الشارد
لفت وجهها الذي لم يكن يحمل في طياته أيُّ تعبير ، اقتربت منها لتقول بمزح : يوه تخوفين كذا سروي شفيك
نطقت إسراء : تدرين مروة ! ما ودي نروح لعزومة جدي ، بس الله يسامح دانة لو قالت لنوار ما نبي كان ما رحنا
ضحكت مروة وهي تتخطى إسراء لتفتح درج تسريحتها وتستخرج مجوهراتها لتختار منها : هههههههههههههه والله عاد ما فرقت معي ، عادي تعودنا على الكلام الليينقال لو ما تبين تروحين بسبب الكلام
جلست إسراء على سريرها وهي تراقب تنسيق مروة وذوقها الرفيع في اختيار ما يناسب فستانها الكحلي الخالي من أي نقوش : تدرين عاد ؟ ما يوصلني الكلام كلش بسيجرح نوار مرّة ، خصوصًا هالحرباء وأمها ، وعاد عمي وعياله يوووووه
أعلم ، دانة لم توضح ذلك .. عمّي المتغطرس ليس ذاته والد الحرباء ، لدينا من الأعمام ٤ ، والثرثارة دانة لم توضح ذلك .. اثنان فقط يتمنون محونا من الدنيا لأخذ مااستثمره والدنا ، توقفوا لا تعتقدوا بأن الآخرين مختلفين ! لا بل هم متخلفين أيضًا ، الآخرين .. أو دعوني لا استبق الأحداث ولكن لتعلموا .. نحن نعيش وسط عائلة متفككة، الكُل فيها يسعى وراء أطماعه ..
دارت مروة أمامي على نفسها وهي تقول بدلع : حلوه ؟
حبيبتي مروة ، أنتِ جميلة بكل أحوالك ، هكذا رددتها بفرنسية متقنة لأغيض مروة .. أتعلمون ؟ أحب مروة عندما تعقد حاجبيها وتمد شفتاها للأمام ، أي أحب إغضابها ،تزداد جمالًا وفتنة .. لا عليكم ، نحن مُغرمات بجمال بعضنا يحق لنا فوالدتنا روز ..
لم تستطع مروة توبيخي لأن زلزالًا أحدثه صوت نوار جعلنا نركض للأسفل ونحن نحتضن عباءاتنا ..
كانت تقف متخصرة وهي تقول : سنة لين تنزلن ؟
لم اتجرأ بالتفوهه بكلمة حتى المدللة مروة التي كانت تحتمي بي وتقف خلفي مباشرةً ، ولكن المتمردة دانة تحدثت ببرود وهي تتمايل بمشيتها : يوه نوار خلينا على راحتنا ،مو كفايه رايحين مجبورين ؟
اتعلمون لما شهقت نوار ؟ ليس لما قالته هذه المجنونة ولكن بسبب ما ترتديه ، رسميًا المعتوهه دانه ارتدت فستانًا لا نرتديه الا في حفلات الزفاف ..
كتمنا ضحكتنا على حركاتها الاستفزازية ولكن دينا أطلقت قهقهات قوية وهي تقول : يا بنت تعوذي من ابليس وارجعي البسي شيء سنع
لم تهتم دانه لما قالته دينا ولكن زلزال نوار امسك بها من معصمها .. لا لا يا نوار ، اسرعت ناحيتها وابعدت يدها ، لطالما نست نوار ما حدث بذلك المعصم ..
نظرات العتاب توجهت من دانه المتألمة لنوار مع القليل من الدمعات المتساقطه من عينيها بسبب الألم ..
دانة بدلي لبسك تكفين، تلك همساتي لدانه التي احنت رأسها وصعدت لتبدل الفستان وترتدي جلابية بطابع مغربي ، اتدرون ! جسدها النحيل وخصرها المليئ .. دائمًايليق بالجلابيات المغربية ، لطالما ارتدتها بثقة .
اقتربت منها نوار لتحتضنها وتهمس لها بصوت وصل مسامعنا : سوري ، تألمك ؟
هزّت المجنونة رأسها بلا واحتضنتها .. أتعلمون ؟ نحن تربينا هكذا ، في ذات الدقيقة نُصبح أعداء ثم تعود أخوتنا
ركبنا جميعًا سيارة دانة المجنونة ، بجانبها نوار وبالخلف أنا ثم مروة وبالنهاية دينا ، التي كانت تتحكم بالـ dj في السيارة ..

وصلنا لبيت جدي الذي كاان يقيم احتفالًا بحفيده القادم من استراليا بشهادة الماجستير ، ضحكت دانه بسخرية لتقول : والله اخواتي جابن هالشهادات ما أشوف احتفلوابهن
قالت نوار بابتسامه : يكفينا احتفال وفخر سُلطان ، وبلا مشاكل يا دانة
سقطت عينها بعيني ، غمزت لها وفهمت هي مقصدي .. ضحكنا ثم هبطنا .. صدقوني لم أغمز لأقول لها لنفعل ولكن غمزت لأقول لها لا تجعليهم يشمتون بوالدتنا ..
لأعطيكم معلومة ! أنا ودانة نتحرك معًا ، أعلم أنها متهورة وتتصرف بجنون وتفعل الكثير من الأشياء الخاطئة وأعلم ذلك ولكني لا أتركها ، نحن معًا في السراء والضراء ،ولن أتركها تخطئ بمفردها ، والعكس صحح ..
.
.
.
.
استقبلتنا عمتي أسماء ، أخذتنا بالأحضان واحدة تلو الأخرى وهي ترحب بنا ، تتبادر في أذهانكم بأنها الوحيدة من تحبنا ؟ لا هناك شخص آخر
هتف بكل حب : يا هلا ببنات سلطان يا هلا بالغاليات ارحبن أبوي
تسابقنا من تصل أولًا لأحضان جدي ، ذاك ناصر الذي أحبنا كحب والدنا لنا بل قد يكون أكثر ، أكثر بقليل ولكن لا يُغرينا حب أحد فسلطان هو حبيبنا الأبدي
كان حضنه كافيًا لجميعنا ..
سمعنا سُخرية أحدهم التفتنا ، أتعلمون ؟ كان ابن عمتي أسماء .. شعرت بأحدهم يلكز معصمي .. همست لها : أنتِ حمارة
ضحكت بخفة وهي تقول لي : حسسسسك يا بنت ترا ما بتكملي دراستك
ضحكت بسخرية : يوووه ما تدرين ما همتني الدراسه أهم شيء اتزوج حسامي
ضربتني بخفة : وعععع يا ويلك إن ما قلت لنوار ودانة ما أكون مروة
شعرت برهبة حقيقية : لا لا تكفين تعرفيني أمزح وحسام المتخلف آخر همي
نعم .. المدعو حسام ، في عامي الـ ١٨ أرسل لي يهنئني ويتمنى لي التوفيق وصرّح لي بمشاعره ، لم أهتم في ذلك الوقت ولم أعطيه ردًا بل حظرته أتعلمون لماذا ؟ لأنه منالممنوعات ، نعم ؛ الحديث مع أبناء أعمامنا عبر الواتس أب أو أي موقع تواصل اجتماعي كان من الممنوعات .. وعندما تساءلنا قالت روز بفرنسيتها الساخرة ( إن أشقاءأبيكم يبحثون عن زلاتكم ، فلا تسمحوا لهم بأن يجدوا ) ، وكل الممنوعات تنفذ بدون نقاش ، لذلك قمت بحظره .. لا أخفي عنكم بأن اعترافه بالحب قد جعلني انجرفبمشاعري ولكن من لديه أخت فضيحة كمروة لا يستطيع وقد أكون ممتنة لها ..
ضربتني دينا بخفة وهي تقول بحدة : أشوفك سرحتي
بررت برهبه : لالا لا تفكري كذا والله أنا هنا بس كنت أفكر في
انتظرتني أكمل ، رفعت حاجبها .. زادت رهبتي ، دينا لديها عينان حادتان كوالدتي .. ألم تذكر دانه بأن عيناها ناعستان ؟ نعم ناعستان وحادتان ، تربك الناظر لها .. وتأسره
أكملت وهي ترفع حاجبها أكثر : في ! يا ويلك لو قلتي هالخمّة حسام
لم أستطع الإنكار ، وقعت في مصيدة دينا .. أنزلت عيناي مستسلمة للتوبيخ ولكن أتعلمون ؟ دينا حنونة جدًا لا تستطيع توبيخي ، احتضنتني لتهمس : ما يناسبك ياإسراء ولا تنجرفي ، هذه مشاعر تافهه بس عشان قال يحبك لو جلستي معاه بتنصدمي من سطحيته
همست بخجل : ولا يهمك ..
لم أخجل من مشاعري ، سأوضح لما خجلت ! لأنني ارهقت أخواتي في نصحي مرارًا لنفس الموضوع ، إن حسام يسعى خلفي منذ زمن وهن من يقمن بردعه دون علم أمي، عند إختفاءها تجرأ ليصل إليّ وهو لا يعلم بأن جدارًا قويًا اسمه الأخوات يحميني من السقوط في حفرته ..
كنا جالسات متجاورات بجانب جدي الذي يستمع لنوار بكل انصات ، سمعنا أحدهم يتحمحم .. وصلني همس دانه وهي تقول : وع
اتظنون انه وافي ؟ خاطئون ، إن دانة لا تكره وافي ، مُطلقًا بل تحبه محبه أخويه .. مازن ذاك السكير ، لديه أخلاق جميلة أفضل من المُتحمحم هذا ، لا يُصدق صحيح ! بلصدقوا .. وافي من غير مشروب ، غير وافي المخمور
دخل الشخص الذي اتفقنا جميعًا بأنه أكثر مخلوقات الله كُرهًا على وجه الأرض ، إنه رعد .. زوج عمتنا الصُغرى ..
سمعت دينا تقول ساخرة : وصل المغازلجي رعد
لتضحك مروة ودانة وأنا بخفوت بينما نوار تربكنا بنظراتها الصارمة .. أووه إن نوار روز صغيرة على وجه الأرض ' لسنا بحاجتك يا روز التقليد .. نُريد روز الأصلية ، لاإنني أمزح فـ نوار عزيزتنا لا غِنى عنها ..
.
.
.
.
تقدم رعد لجدي وهو يلقي التحية بلسانه وعيناه ترافقنا ، وترافق أجسادنا .. أتذكرون قبل خروجنا ؟ فستان دانه ؟ هههههههههههههه خُيّـل لي بأنها ترتديه الآن ويراها هذاالمعتوه ! واللهِ من شدة غيرتي على أختى لكنت مزقته ، حمدًا لله أنها ارتدته لتلعب بأعصاب نوار ، انتبهت لنظرات الجميلة نوار .. كانت تقول لننسحب .. وقفنا ومشيناواحدة تلو الأخرى ، متوجهين للصالة الداخلية يرافقنا تعليق جدي الجميل الذي لطالما أحببته ( بطّات سُلطان ) وكان يلقب أمي بـ أم البطات وذلك بسبب مشينا الدائم خلفبعضنا بالترتيب ..
أتعلمون أن فعلتنا هذه أغضبت رعد ؟ نعم ، كيف يستطيع الآن ( يقز ) أجسادنا الفرنسية ! إن رعد قذر جدًا .. قد قالها ذات مرة لدينا وبكل شفافية ( ودي أشوف ايش فيتحت هالجلابية ، أكيد خاشّه جمال الدنيا ) ، لا أنسى كيف مزّقت دينا تلك الجلابية التي أحببتها أنا ، ولم تكتفي بالجلابية بل وبملابسها الداخلية التي كانت ترتديها .. لاأنسى كيف وصفت شعورها بكلمة ( حسيت إني رخيصة ) ، لا عليك يا رقيقة .. هذه عائلة متخلفة ننتمي نحن وبكل أسف إليها ..
.
.
.
.
وصل نجم الحفل بعد ساعتين من الانتظار ، اعتذر على تأخره .. لا أنا ولا أحد أخواتي أهتم لأعتذاره ولا لذلك الاحتفال التافهه ولكن لأوضح لكم ، والدته أي عمتي الكُبرىهي من قامت بإعداد هذا الحفل لابنها في بيت جدي ، وذلك حتى تجعلنا ننقهر بأن جدي يحتفل بأبنائهم ولم يحتفل بأختاي .. وكأن عقولنا صغيره ، يجب أن تسمع نوارعندما قالت أن ذاك لا يهمنا يكفينا احتفال سُلطاننا بنا .. لا عليكم ، نحن لسنا بقليلات أصل كما نعتتنا عمتنا عندما لم نسلمها هدية لابنها ، وقفت نوار بكل احتراموتوجهت لـ عبدالله ، ابن عمتنا الموقرة ، أعطته كيسًا من مونت بلانك ، جعلت الجميع يندهش
قال عبدالله بكل احترام : أفتحها ؟ لا يكون تمقلبيني وحاطه فيه كيس مروة مال الإندومي ؟
ضحكنا ، لا يوجد من لا يعلم بحب مروة للإندومي ، حمدًا لله لم تجعله أمي من الممنوعات
قالت نوار بنبرة جهلت تفسيرها ولكنها تعتز بنفسها هذا ما شعرت به : هههههههههههههه افتحها عشان تتأكد
أخرج العلبة ليجد ساعه فخمة تليق ببنات سُلطان ، لن أقول عبدالله لأني لا استلطفه كما تفعل أخواتي ، أشعر بأنه متكبر .. سأقول تليق بنا أي هذا مستوانا في إهداءالهدايا ، عفوًا يحق لي الغرور فوالدتي روز الفرنسية ..
.
.
لنأخذ لفة على بنات عائلتنا .. كانت عينان تنظران لنوار بحقد ، ليست الحرباء يا جميلاتي بل تلك المُتيمة بعبدالله المغرور .. إنها بلقيس أخت الحرباء ، أراهن أن عبدالله لنيتزوجها لأنه لا يرى أنها تليق به .. ويرى أن دينا تليق له أكثر لأنها ( متعلمة ) بل يطمع بوظيفتها ومالها ، لأن دينا ( تقبض ) راتبًا ومصروفًا وبلقيس تلعق كفها ..
انتظروا ، أنا أرى اثنتان يتهامسن وعيناهما لا تبتعد عن الجميلة ، اتريدونني أن أكسر فكيكما ؟ ريوف ورفيف ، التوأم المعتوه ابنتا عمنا الثالث .. هههههههههههههههه ،المُضحك المُبكي أن كلتاهما تطمعان في عبدالله ..
سمعتهم ذات مرة يتناقشن .. لأسرد لكم ..
عندما كانا والداي هنا ( يا رب ترجعهم قريب ) ذهبنا ذات عطلة شتاء إلى مزرعة جدي ، والمغرور كان هُناك أيضًا .. سقطت المجنونة دانة بقرب البئر الموجود في المزرعة ،التوت قدمها وساعدها عبدالله على المشي حتى وصلت لأحضان والدتي التي وبختها قبل أن تعالجها ، هههههههههههههه نعم إنها روز العصبية الحنونة .. لأكمل ، سمعتهمسات التوأم وهن يغتبن دانة المجنونة
ريوف حاقده : عبالها بتصرفها بتغويه
رفيف بغيرة : ما عليك ما بيشوفها هذه أصلًا عمتي ما بتزوجه بنت الفرنسية
هنا ازداد غضبي ، ما بالهم يتسصغرون بها ؟ وأنا التي أتفاخر في المدرسة بقولي أن والدتي فرنسيه الأصل !
قلت لهن بغرور : استريحي أنتِ وهي بنت الفرنسية على قولك ما تتنزل تتزوج عبدالله ولد عمتكم ، اشبعوا فيه
ومشيت عنهن ، فرحت عندما عبست وجوههن ، نعم الا أمي وأخواتي .. لم أذهب بعيدًا وقفت بالقرب للتنصت ، أعلم أنه سلوك خاطئ وللعلم هو من الممنوعات ولكن رغبتيفي الضحك شديدة ، فقد استطعت أن أعلم بسر خطير ، التوأم مُغرم بشخص واحد..
سمعت ريوف تقول : ايش رأيك نخطط عليه واللي يجيها تاخذه ؟ أنا أو أنتِ ما تفرق أهم شيء مو دانة ولا بلقيس
رفيف بغيره وحب تملك : لا نخطط يكون لي لا دانة ولا بلقيس ولا أنتِ ، لي أنا .. رفيف وبس
ضحكت بسخرية وبصوت تعمدت أن يصل لمسامعهن ، لو علمت أمي لعاقبتني لأن الضحك بصوت عالٍ من الممنوعات أيضًا ، فبالنسبة لها الأنثى ضحكتها لا تكون كذلك ،ولكن لا عليكم .. كانت ضحكة استفزاز ..
.
.
.
.
انتبهت لدانة التي ترمقني وابتسامة سخرية تعتلي وجهها ، علمت بأن الداهية تفكر فيما أفكر وضحكنا معًا بصوتٍ خافت شاركتنا دينا أما مروة فقالت من بين أسنانها : بتذبحنا نوار اسكتن
حاولنا كتم ضحكتنا ، همست دانة لتقول : اللهم لا شماته اللهم لا شماته يا رب لا تبلاني
قاطعتها دينا بسرعه : اخلصي قولي بيأذن الفجر وأنتِ تقولي المقدمة
ضحكت دانة : هذه وش مهلقه بلبسها
التفتُ أنا كالمجنونة : من ؟ وين !
خبطتني دينا بخفة : يا خبلة اهجدي
مسحت دانه على أنفها : الساعه ١٠
التفتنا واحده تلو الأخرى لنرى لمياء ابنة عمنا أخت التوأم الغريب ، ترتدي ريشًا ملونًا في وسط أيام الصيف
همست مروة ببراءة : تماشي الموضة بس في الصيف ؟
ضحكنا جميعًا ، حتى نوار شاركتنا الضحك
قالت مروة : اخخخخ بس لو ماما موجودة كان حرمتكم العشا الليلة
صمتنا بسرعة ، أتدركون أن جملتها أوجعتنا ، لا علينا بل عليها .. مروة بحاجة لها ولكن ليس بوسعنا شيء .. نحن ننتظر كل يوم أمام التلفاز خبرًا عن تلك الطائرة المشؤومةالتي حملت روحين نحن قطع منهم وهوت بهم في مكانٍ مجهول .. دائمًا ما كانت تردد ( أنا حاسة إنهم عايشين ) تأملنا بذلك الشعور والإحساس ولكن ! لا خبر ..
.
.
.
.
.
رنّ ذاك الهاتف المزعج برسالة من رقم مجهول ، توتر قلبي .. هذا المجهول إن لم يترك لي ورقة مطوية على باب السيارة ، يترك لي رسالة واتس أب .. حظرته ألف مره ويأتيبأرقام متعدده ، عينان ترافقني من مكانٍ ما هنا أعلم ولكن لا أدري أين تلك العينان ولمن ! إن قلبي يؤلمني لا أستطيع تحمل هذا ولا أستطيع إخبار أخواتي سيذبحنني .. هذا المعتوه لم تفارقني رسائله منذ سنتين ، آآه وكلامه معسول أيضًا يستدرجني ويستدرج مشاعري الغبية .. لطالما وبخت إسراء من الانجراف بمشاعرها نحو حسامالمتعجرف ولكنني لم أقوى على منع مشاعري نحو شخص مجهول ، وكأنما نسيت تربية سلطان لي ! إنني بحاجة إلى صفعة توقضني .. لم أقرأ ذلك النص وقمت بمسحهعلى الفور ، سعيدة جدًا على ما فعلت فذكرى سُلطان شجعتني .. إنها فكرة سديدة ! لكي أمزق أوراقه المطوية على باب سيارتي عليّ تذكر وجه والدي فقط وسأقوى علىمشاعري .. ابتسمت لنفسي وأنا احتضن قلادتي التي ألبسني اياها والدي بيداه الحنونة ولم تفارق عنقي مذ تلك اللحظة .



روابط الفصول

الفصل 1 .. بالاعلى والاسفل
الفصل 2, 3 .. بالأسفل

الفصل 4, 5, 6 نفس الصفحة
الفصل 7, 8 نفس الصفحة
الفصل 9, 10 نفس الصفحة
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23 الأخير






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-08-21 الساعة 04:57 PM
غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس