عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-21, 03:16 PM   #6

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 623
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثـــــــاني ..

قررت نوّار بأن تخفي ما علمناه مؤخرًا ..
أي خبر وفاة والدنـا ..
وأصبح إهتمامنــا فقد في زواجي ودينا من وافي وعبدالله ..
يا لسخرية القدر بينما أتلذذ من وصول تلك الرسائل من المجهول ..
وأقلق من الأخويّـن اللذان حاولا سلبي ذاتي ..
رقد هم وافي على صدري ..
لم أبح بمشاعري اتجاه زوجي المستقبلي ولكنني استلطفه قليلًا ..
ولكن الآن ولأن جدّي سيرغمني الارتباطُ به ..
تحولت مشاعري ولا أعلم ما سيحدث لي ..
المُضحك المُبكي في الأمر هو أننا استسلمنا وبسهولة لجدّي رغم معرفة الجميع بأننـا متمردات ..
ولكن تلك نوّار هي من أمرت بحدوث ذلك .. لأنها تريد منا الإنشغال بخبر الفاجعة ..
مجهـولي ! إنه يعلم بزواجي .. وما زال يرسل لي كلماته تلك .. قمت بحظره ترليون مره ..
أصبحت كلماته لا تعنيني .. هو لم يتجرأ ليكشف عن هويته بل لم يتجرأ بأن يقف أمام زواجي الخرافي ..
لففتُ شعري بسرعة عندما سمعت صراخ دينا .. يا ويلي ستذبحني .. ركضت لها بسرعة ..
لتهمس لي بحذر : تبين نوار تحس علينا ؟ استعجلي ..
مشيت بحذر نحوها لكي لا تشعر نوار بخروجنا ..
خرجنا بسرعة متوجهات لمكتب والدي .. ن
عم ذلك المكتب الذي تم هجره لمدة 3 سنوات ..
في غضون النصف ساعة وصلنا لمقرّه .. كان بسيطًا وفخمًا ..
الجميع هناك كان يرحب بنا وهم على وجوههم أكبر علامات الاستفهام عن وجودنا ..
فنحن هجرنا مكتب والدي كما فعل هو ولم نتجرأ بالقدوم يومًا ..
دخلنا مكتبه وإذا بأحدهم يجلس على كرسي والدي ويدير أعماله ..
تخصرت دينا لتقول : خيير الأخو ؟ شتسوي ؟
رفع عيناه عن ملفه ليرمقنا ببرود .. اقسم بأن نظراته اخترقتنا ..
دينا لم تتأثر ولكن قلبي ارتعب لدرجة أنني تمسكت بدينا بشدة وهمست لها : بيذبحنـــا
ضغطت دينا على كفي لتقول وهي تضغط على أسنانها : اسكتي
تقدمت تلك الدينا المُرعبة ..
سارت نحوه ويفصلهم فقط طاولة خشبية كبيرة ..
بغضب قالت : شتسوي بمكتب أبوي ؟
نزع نظارته الطبية ببرود .. ركّز عيناه الخضراوتان لدينا ليقول لها ببرود : توكم تذكرون مكتب أبوكم ؟
قالت له دينا ببرود يشابه بروده وهي تخبط الطاولة بيدها .. وتحِد من نظراتها : اييه تونا عندك مانع يا أخ ؟
قال صاحب العينان الخضراوتان : لو سمحتي يا أخت عندي اجتماع بعد شوي ممكن تطلعين أنتِ وأختك ؟ خلوني أخلص شغلي
لأتقدم أنا وأقول بحدتي : وإن ما طلعنا شبتسوي حضرتك ؟ سألناك سؤال سهل وجاوبه .. شتسوي هنا في مكتب أبوي ؟
وقف بغضب ليعلى صوته واختبئ أنا خلف دينا الصامدة : اوهوووووو وبعدين معاكم أنتِ وهي ؟
دينا تكتفت وكأن نبرته لم تؤثر بها .. اردفت ببرود : والله محنا طالعين لين تغرد حضرتك
بسخافة قال : ماني طير عشان أغرد
يوووووووووه يا ثقل دمك .. نطقتها وأنا أضع كفي على جبهتي
قال وهو يتكئ بيديه الاثنتين على الطاولة .. ويضغط على أسنانه : انتظروني ساعة ونصف وأجي وأبرر لكم .. بس أطلعن الأن
نظرت لدينا .. غمزت لي لأفهم بأنه علينا العناد والجلوس على الكنب الجلدي الموضوع أمام الطاولة الخشبية تلك ..
سمعنا تنهيدة طويلة يُخرجها .. ضحكنا معًا وبصمت وأخذنا نراقب تحركاته ..
.
.
.
.
.
تُعجبني تلك الدانة عندما تتحد معي ..
أعلم بأن الخوف يسكنها بعدما عاشت تلك الأحداث السيئة ولكنها شجاعة ..
تحاول جاهده بأن تتعايش مع وضعها .. وأما أنا .. ووليد !
لم يعد يهمني بعد خيانته وعندما واجهته قال بأنه يحبني وأنه سيكون كما أريد بعد ارتباطنا ..
أوجعت قلبه كما أوجعني وقلت له بأني سأرتبط بعبدالله وأنه بات لا يعني لي شيء ..
وهكذا انتهى حديثنا الذي شهدته والدته وأخواتي الأربع ..
لم أحادثه على إنفراد حتى لا أكون ضحية لنوار ..
أما هذا الوسيم الجالس أمامنا .. أقسم بأنه لو بوده ذبحنا ..
سمعت من خلفي صوت يقول : أستاذ منصور .. الوفد وصل
إذًا .. اسمه منصور هذا المختل المغرور ..
نهض بطوله الذي افزعني .. طويل أكثر من اللازم .. أظن بأن طوله شريط متري..
خرج وهو يرمقنـا بنظراتٍ سامة .. سمعته يقول بتعجرف : أتمنى أرجع والمكتب يكون على حاله
ماذا يقصد هذا المعتوه ؟ ولكن دانة أعجبتني حينما قالت : والله مكتب أبونا نعفسه على كيفنا ما للغرب كلمة
قبلتُ رأسها أمام ذلك المُختل ليخرج وهو غاضب ..
التفتت لي إبليس لتقول : يلا !
هيا إذًا يا متمردة .. أشعر بعودتك .. لنبحث جيدًا ..
لنبحث عن أيّ دليل يجعلنا نصل لوالدينا أو حتى دانيال ..
ما حدث أنه خلال أسبوع علمنا باختفاء دانيال أيضًا ..
دانيال هو المسؤول عن كل قطعة مال لوالدتي في فرنسا ..
وظفه والدي هناك حتى يُسهل له عملية الإدارة ..
شعرنـا بالسوء الذي يحاوطنــا علمًا بأن خبر وفاة أبـــي وصل لنا نحن فقط ..
ولم يصل لمسامع جدّي .. فذاك يعني بأنها لعبة نصبها لنا أحدهم ..
وقد يكون أحدهم هو منصور .. لما لا !
بحثنا في كل الدروج عن أي شيء له ارتباط .. وكانت النتيجة بأننا لم نجد شيء كما هو الحال عندما بحثنا في مكتب والدي في المنزل ..
جلست دانة بتعب لتقول : نروح للأرشيف ؟
جلست جنبها لأقول : فكرة بس بالأول ننتظر الأخ منصور
مسحت دانة على أنفها :ههههههههههههههههههههههه يقهر هالبطران
رفعت يداي لصدري : سايكو من الآخر
جاءنا صوته ليقول : أيوه دينا ودانة وش عندكم !
لا يُخفى بأنني ارتعبت كيف عرفنا ؟ هو أيضًا كدانة قرأ سؤالي ليقول : السكرتير خبرني بأسمائكم
قالت دانة تختصر الموضوع : جاوبنـا على أول سؤال سألناك يا فطين
كدت انفجر من الضحك بسبب نبرة السخرية التي خرجت من تلك الدانة ..
قال هو بقلة صبر : منصور الـ ...
اعتدلت دانة في جلستها : تشرفنا بس اسمك ما يفيدنا في شيء ولا يهمنا
التفت لدانة حتى يقول : أنتِ ما عندك أسلوب ؟
قلت لأغيضه أكثر : تكفى اختصر تخلص أنت واحنا
دانة ببرود : ملفات السنوات الثلاث السابقة وينها ؟
لعبنا أنا ودانة لعبة سيئة جدًا مع الشخص الخطأ .. فكان أكثر برودًا منا وأكثر استفزازًا ..
حيث قابل أسألتنا بسكوتٍ باردٍ مُميت .. وجلس على كرسي مكتب أبي ليكمل أعماله كما يقول ..
وقفت دانة لتخبط على الطاولة بقوة وتقول بغضب : ما تجاوب
بغضب مشابه لغضبها أجابها : منيب أصغر عيالك
ضغطت على معصمها لأقول بهدوء : من أنت ؟
ابتسم ببرود ليقول : موظف عند أبوك .. قبل سفرته سوا لي توكيل وخلاني مدير كل قطعة مال هنا ومدير أعمالكم أنتم الخمسة
فتحت عينيها دانة ليتضح لون عينيها العسلي المائل لدرجة البني : واو .. وتبيني أصدقك ؟
أخرج ملفًا من أمامه وفتحه لنا ليرينا الاثباتات .. وبنبرة مستفزة وباردة : عساكم أقتنعتوا ؟
نقلنا نظراتنا بيننا .. وكأن دانة لم تقتنع لتقول : لا مو مقتنعة والله انك تقدر تزورها
ضحك ضحكة رنانة ذلك المنصور .. لتنظر له دانة بنظرة مستفزة جعلته يغضب .. عندما نخرج سأقبل رأسها ألف مرة لأنها تستطيع استفزازه ..
تنهد هو ليقول : مافي شيء مزور هنا
مددتُ يدي : هات الأوراق .. بنشيكها
أعطاني الملف بكل برود وهو يستريح على كرسي والدي ..
مددتُ يدي لالتقطه ولكنه أمسك به ليقول : وش يثبت لي إنك بنت العم سلطان
وضعت دانة يدها كل الطاولة لتقترب قليلًا منه وتقول ببرود استفزه : أنت تافه ؟ خبري إنك جاوبت على سؤالك بنفسك مُسبًا .. راجع نفسك ..
أخذت منه الملف بالقوة وخرجت .. لأنظر أنا لمنصور وأقول له بنبرة مستفزه: سامحها .. أختنـا عصبية شوي .. خرجت وأنا أضحك والمُدهش هو أنني سمعته يقهقه هو أيضًا ..
أمسكت دانة لأهمس لها : الأرشيف ..
ضربت جبهتها بلطف لتقول : اووووه صحيح .. نساني هالتافهه
ضحكت وأنا احتضن يدها لنذهب سويًا هناك وأنا كُلّي آمال أن نجد شيئًا ..
.
.
.
.
.
أبحثُ عنهن وكأني أبحث عن إبرة في قش .. أين غابتا هاتان الاثنتان ؟
الله وحده يعلم بأن السوء يرافقني عندما تختفي هاتين ..
قد اسميت دانة وإسراء بـ يأجوج ومأجوج .. ولكن دينا ودانة أكثر سوءًا من ذلك ..
قد يصبحن هن شيءٌ أسوء من ذلك .. أعجز عن فهم كيف استطاعت والدتي التحكم بهن جيدًا ..
دخلت وأنا انظر لعمتي أسماء التي تجلس بكل هدوء في صالة منزلنا .. أعلم أن هدوءها هذا بركانًا خامدًا .. لا أعلم ما الذي أغضبها لهذا الحد .. كنت سأخبرها بأني لم أجد دينا ودانة وأسمح لها بالسخرية مني ..
ولكن هل لإسراء أن ترضى ؟ بالطبع كلا ..
جاءت لتقول : دينا ودانة ما بعد رجعوا ؟ يا الله محتاجة الأغراض ..
لتسأل عمتي : وينهم في ؟
أجابت إسراء : كانوا طالعين ياخذوا لهم بعض الأشياء وطلبت منهم أغراض من الصيدلية ..
مُحتالةٌ أنتِ يا إسراء ولكني أشكرك لإنقاذي في هذه اللحظة ..
دخلن ثنائي المشاكل وبأيدهن الكثير والكثير من الأكياس ..
لتهمس تلك المدللة بتعب أقسم بأنها تمثله : آآآهههه تعبنا نوير كل هذا تبييه
لترمي دينا نفسها بالقرب : آخر مرة أروح أنا .. المرة الجاية أنتِ وإسراء
قفزت إسراء لتأخذ كيس الصيدلية .. أصبحت متأكدة بأن الثلاثي هذا قد تعاونّ لفعل مصيبة ..
ثم أختفت إسراء بعدما همست لها دانة بتهديد : حرمتينا من أهم شيء يا كلبة
قالت إسراء : احمدي ربك ما خليت عمتي تشمت في نوار ولا كنت برسم خريطة في وجهك ..
ضحكت بخفة لتلتفت لعمتي : آمرينا عميمة ؟
أخذت عمتي تمسح على رأسها لتقول معاتبة : ليش ما قلتوا لنا عن اللي حصل ؟
صمت .. صمتنا جميعًا وقلوبنا تنبض برعب .. كنت أتأمل وجوه أخواتي .. هل هذا يعني بأن والدّاي قد فارقا الحياة فعلًا ؟
سمعت دينا تسأل بصوت راجف : وش تقصدين عمتي ؟
قالت وهي لم ترفع عينيها عن دانة وهي تمسح بحنان على شعرها : اللي حصل مع دانة في بيت عيال الـ …
زفرّت براحة .. إذًا تقصد ذاك الشيء الذي تبغضه دانة والذي لا تريد منا ذكره ..
قالت دانة بهدوء : أنا طلبت منهم عميمة ، أنتِ كيف عرفتي ؟
أجابت عمتي بعدما زفرت بعمق : لهم صلة بزوجي .. وطلبوا منه إنك تتنارلي
رفعت حاجبي وأنا أُضيّـق عيني : المقابل عمتي ؟
ابتسمت عمتي بسخرية لتقول : يتزوج عبدالعزيز دانة ..
وقفت دانة بسرعة وهي ترتعش : يخسي ما بقى إلا هو .. أتزوج وافي السكران ولا واحد بيدوفيليا ..
أمسكت عمتي بيد دانة : اهدي يا دانة
فكّت دانة يدها منها بغضب لتقول : ما أبغى .. أنا طالعة لغرفتي ..
.
.
.
.
.
لم أنسى بعد .. لم أنسى لمسات عبدالعزيز لجسدي وبشهوة كبيرة ..
كان يمرر يداه الكبيرتان على جسدي النحيل ذاك ..
كنتُ أشعر ببرودة يداه على خصري ..
قد تعدا عبائتي وذاك التيشيرت الذي يُزين جسدي ليصل مباشرةً لجلدي ..
ويريدني التنازل ليتزوجني ! لماذا يتزوج بي وتربطني به علاقة مقدسة !
فـ أنا أنثى طاهرة .. أطهر منه بمراحل كبيرة ..
ما أن نطقت عمتي بذلك حتى أرتجفت كـ ريشة بينهم ..
هل كانت عمتي لترضى أن ترتبط احدى بناتها بشخصٍ كـ عبدالعزيز !
التفت لصورة أمي الموضوعة على طاولة بقرب سريري ..
ابتسامتها طمأنينة لي .. آآهه يا أمي تسكن قلبي ..
بودي أن أخرج كل تلك الآهات بين ثنايا صدرك أمي ..
رميت نفسي على سريري لأبكي ولكن معتوهةً تُدعى إسراء لم تسمح لي ..
حيث قفزت على سريري لتقول : ايييييييش صار ؟
ضربتها بقوة : ليش تتصلي بوقت صعب ؟ تدري كنا بندخل الأرشيف ؟
توجعت ولكنها لم تهتم لتقول لي : وش أسوي عمتي جات ونواري قلبي تدوركم وقمت اتصل بك لأنها كانت بتقول لعمتي ما أدري وينهم .. فكذبت كذبة مو كذبة
ضحكت بشدة من تعبيرها : وش تصير ذي كذبة مو كذبة ؟
إسراء اعتدلت لتقول : ما عليك .. قولي لي وش حصلتوا وش صار ؟
تذكرت ذاك المنصور لأضحك : لقينا واحد سايكو ماسك الشغل بدال بابا .. والصراحة شاكه فيه وما لحقنا ندخل الأرشيف .. أما مكتب بابا فاضي ما فيه شيء .. ودينا عندها ملف أخذناه من الأخ منصور بنشيكه
سألت إسراء ببطئ : who is Mansoor ?
قلت وأنا أمسح على وجهي بتعب : السايكوو
وضعت رأسها على كتفي وإحدى يداها على فخذي لتقول : تتوقعي نوصل لشيء ؟
احتضنتها لأقول : أتمنى .. أتمنى نوصل لشيء .. وين مروش ؟
ابعد جسدها عني لتلتفت لي وتتأملني : في غرفتها .. صاحب الرسائل ما قلتي لي عنه ترا
ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه .. أطلقتها وأنا لا أعلم لما أطلقتها ولكن يبدو أن إسراء لم تنسى تلك الرسالة الـ " فضيحة " .. رفعت يدي لشعري بتوتر وأنا أسرحه ، قلت لها بهدوء : ما في شيء أقوله أساسًا ما أعرفه وطنشته
قالت بسخرية : ليش تطنشيه ؟ عشان وافي !
ضحكت مرة أخرى لأقول : تدرين إنه يدري بزواجي اللي مدري متى بيكون وراضي ؟ يقول إن ما عنده مشكلة وما أحاتي
فتحت عينيها وفمها بقدر استطاعتها لأضع احدى يداي على فمها والآخرى على عينيها ..
لتقول هي : هذا السايكو مو منصور .. لا يكون أنتِ يا بختي راضية بعد ؟
ضربتها بقوة : وش شايفتني بايعه نفسي ؟ طبعًا لا .. من الأساس ما كنت أرد عليه .. تبيني الآن أرد ؟
وقفت وهي تنظر إليّ بنظرات تفحص : آييي عبالي بعد .. طمنتيني ، يلا بروح أذاكر أنا وأنتِ بعد انتبهي لدروسك ..
ودعتها وأنا أهمس بـ الله يوفقك ..
ما أن خرجت ورميت نفسي على السرير لأستريح وأفكر مليًا ..
لربما فاتنا شيءٌ من الأحداث ..
اختفاء والداي ودانيال والآن وجود منصور .. كل شيء يدل على أن لمنصور يد كبيرة في ما يحدث .. جلوسه بكل ثقة على مقعد والدي والعمل يسري وكأن سُلطانًا يديره ..
لم أستطع إكمال تفكيري لأن النعاس غلبني ..
.
.
.
.
.
من يكون منصور هذا ليثق به والدي ؟
أو أن والدي لم يثق به هو يدعي ذلك ..
الملف ! أين هو الملف !
ضربت جبهتي بقوة .. في الأرشيف ..
وضعته جانبًا لأبحث جيدًا .. اتصلت إسراء وخرجنا مسرعتين ..
آآآآههههه ستذبحني دانة ولكن بعدما أذبح أنا إسراء ..
ولكن لأذبح نفسي أنا لأن إسراء انقذتنا ..
رن هاتفي برسالة .. التقطته فـ بلقيس والتوأمتان المتيمات بـ عبدالله ..
لا يكفن عن إرسال الشتائم لي .. وكأنني مغرمة بـ عبدالله ..
لينتظر هذا المعتوه الذي سأقلب حياته لجحيم ..
ولكن ليس مهمًا الآن ..
كيف آخذ ذلك الملف مجددًا ؟
لو كنت قد فهمت منصورًا قليلًا ..
فهو سيجد الملف هناك ولن أستطيع أخذه مجددًا بسهولة ..
سوف يُمطرني المختل ببعض كلمات الساخرة ..
التفت لمكتبي الصغير .. قد جلبت لعض الملفات من العمل لأعمل عليها ..
اشغلت نفسي بها .. لأبعد تفكيري عن الملف وأيضًا لأشغل نفسي عن نوار ..
فـ دانة أنقذت نفسها بالنوم أما أنا ..
ستأتي نوار لمحاسبتي ولم نتفق أنا وإبليس على ما سنكذبه ..
آآآه أمسكت بي روز الصغيرة ..
إنها تقف الآن بجانب الباب وترمقني بنظرة شريرة ..
إحدى يداها بجانب خصرها والأخرى مُمسكةً بذيل الحصان الذي برأسها
ابتسمت لها بفمٍ مليئ .. لترمي إحدى الوسائد على وجهي ..
تجلس على كرسيّ الخشبي : التقرير يا أخت دينا .. وكذبة الجمعية والصيدلية بس تمشي على عمتي أسماء ..
رفعت عيناي لها وأنا أمثل البراءة ..
أقتربت مني بشراسة لتقرص عَضُدي .. آلمني ذلك لأشد يدي وأمسح مكان قرصتها..
لأقول : نوّار يعور آآآييي ..
ضربتني لتقول : قليل فيك انطقي
تجاهلتها لأسألها : تعرفين شخص اسمه منصور الـ …. ؟
نظرت لي بحذر لتقول بعد تفكير : لا والله أول مرة اسمع باسمه .. من يطلع هذا أخت دينا ؟
رفعت اكتافي لأعلى ثم اهبطتها : ما أدري
نظرت لي بتفحص وهي تقول : وليش تسألي عنه ؟ من وين لاقطه اسمه ؟
أكملت بذات البراءة لأقول : خلاص انسي ..
أستطيع أن أسرد كل شيء لنوار ولكن ، دانة حذرتني من ذلك ..
قالت بأنها ستمنعنا من إكمال كل ما قد خططنا له ..
سألتها بفضول : نوار ، ايش صار على شغل بابا اللي هنا ؟
التفتت لي لتجيبني : ياسر يقول الشغل ماشي
عقدتُ حاجباي .. ياسر يقول لها ؟ منذ متى وهي على اتصال بذلك السكرتير الثرثار ؟
قالت لتجيب على سؤالي الذي سألته في ذهني وقد طُبع على جبيني : ياسر نهاية كل شهر يطرشش لي تقرير بالشغل اللي يمشي .. وبابا كان يثق فيه عشان كذا ما أناقشه
عقدت حاجباي لأسأل : ومن متى ؟
رفعت حاجبيها : من أول ما سافر بابا
تخصرت لأسألها : ونحن ليش ما عندنا علم بالشيء هذا ؟
خبطت رأسي بخفة لتقول : ما أظن إنه شيء مهم تعرفيه ، أو إن حياتك تتوقف إذا ما صار لك علم به
قلت لأستفزها : يووه هذا ورثي لازم أعرف
خبطت رأسي مرة أخرى ولكن بقوة هذه المرة آلمتني قليلًا ..
بررت نفسي قبل أن تذبحني هذه النوّار : والله أمزحح ، بتخليني أفقد ذاكرتي
.
.
.
.
.
استيقضت عصرًا على صوت هاتفي المزعج ..
التقطته دون أن انظر لاسم المتصل .. لأهمس بـ آلوو
جائني صوت لم أميزه ليقول : سووري مروة الظاهر أزعجتك
ابعدتُ ذلك الهاتف من أذني لأنظر للاسم الذي ينور هاتفي " لُطف " ..
يا لـ لُطف هذه لم ولن تفك ياقتي ..
اعدته إلى أُذني لأقول بلباقة : معلييش لُطف توني أصحى ..
سمعتها تقول بهدوء : أعذريني ما كنت أدري إنك نايمة
لم أقل شيء.. علاقتي معها سطحية جدًا ولا أعلم ما قد يمكنني قوله ..
أريدها تنهي هذه المكالمة وتفضح لي السر من وراءها بسرعة ..
أريد فقط إكمال نومتي التي قطعتها من أجل أن أجيبها على اتصالها الغبي ..
توقف عقلي عن العمل عندما سمعتها تقول : بجيك عشان نذاكر المادة اللي حق بكره سوا .. عجزت أفهمها طيب ؟
بـ غباء الدنيا كلها أجبت : تمام حياك الله ..
ودعتي وأغلقت ، بعدها بدأ عقلي باستيعاب غباءه..
لأقفز من سريري مسرعه للمنقذ الداهية إسراء ..
دخلت غرفتها وأنا لم أطرق الباب ..
وطرف بُلوزتي قد سقط عن كتفي ، وشعري يبدو وكأنني خرجت من حرب طاحنه..
لوحت إسراء بيدها وهي تضع أوراقها على طاولة مكتبها : هيي هييي هيييي ويييييين ؟
قلت لها بصوتٍ منتحب : دبريني تكفييييييييييييين ؟
لاحظت قلقها عندما أمسكت معصمي بلطف : عسى ما شر يا قلبي أنتِ !
وضعت رأسي على كتفها بشكل مأساوي : بتجي لُطف وأنا والله ما أبلعها، ومن غبائي لما سألتني قلت لها حياك الله ..
ضربت رأسي بكتفها وأنا أردد : اففففففف
أطلقت إسراء ضحكة قصيرة ثم قالت : طفشيها
قلت وأنا أخفض رأسي وبنبرة قصيرة : يا ريت أقدر
سألتني : أنتِ معطيتها وجه بزيادة ؟
قلت لها وأنا أبتعد عنها لأجلس على سريرها الدائري ذو الشرشف الأبيض : لا والله يا ريت ، طل شوي مطفشتها وأصرفها بس هي غثيثة تلزق نفسها
قالت إسراء بغرور : شكلها تبي تبيين نفسها للناس بِك .. مو أمك دكتورة بالجامعة وأنتِ من الأوائل على الدفعه
قلت بملل : من الأوائل مو الأولى يا حظي ، حتى مو الثانية بعد .. يا الله هه صرت الثالثة
إسراء: هههههههههههههههههههههه ، اللي هو
قلت بقلة حيلة : إسراء دبريني تكفيييييييين
قالت وهي تعود لأوراقها : صدقيني ما راح أفيدك عقلي رايح فيها ، اسألي أم الخطط والدوابير .. وأظن إنها للحين ما صحت .. فززيها من نومها
هممت للخروج .. عندما وصلت عند الباب ..
رميتها بإحدى المخاد مُربعة الشكل لتقف تلك المخدة مباشرةً على قمة رأسها ..
ركضت مسرعة لأسمعها تصرخ بـ حماااااااااارة ..
ارتاح قلبي يا أختي فأنتِ لم تفيديني عندما استنجدت بك ..
توجهت لدانة والتي ولله الحمد كانت مُمسكةً بمصحفها تتلوى وردها بعد أدائها لصلاتها ..
أغلقته وهي مبتسمة عندما رأتني أقف بجانب بابها .. وعلى وجهي كُتب " النجدة "
أشارت إليّ بأن اقترب .. جلست على تلك الصوفا التي وضعتها مُقابل نافذتها الكبيرة ..
وأنا أتأمل حديقة منزلنا الجميلة ، جلست بجانبي وبكل هدوء أخذت تمسح على شعري القصير ..
أحب هدوء دانة ورزانتها .. تشبه والدتي بذلك ..
قد أكون أصغر بكثير عندما فقدتها ولكن أتذكر هذا
قالت لي بهدوئها الجميل : محتاجة شيء ؟
هززت رأسي لأقول بطفولة : مساعدة انسانية
دانة : ههههههههههههههههههههههه من عيوني وش فيه ؟
احتضنت كفيها وأغلقت عيناي لأنطلق : تكفييييين بتجي لُطف وأنا ما أبي وتقول بتذاكر معاي وأنا ما ودي وما عرفت أقول لها لا و …
اختفى صوتي لأن دانة وضعت كفها الذي سحبته من بين يداي على فمي ..
سمعتها تقول :اااااششششششش راديو أنتِ
قلت ببطء وأنا ابعد يدها : دبريني
قالت وهي تطوي قدمها بحذر : عادي اجلسي معاها وادرسوا
حركت رأسي بـ لا .. لتسألني : ليش ؟
رفعت كتفي : ما أبلعها مدري ما أرتاح لها
وضعت رأسي على صدرها لتضع ذقنها على رأسي : جربيها .. مدري أنا استلطف لُطف ، أحس لها من اسمها نصيب .. اجلسوا بالصالة تحت ، الطاولة اللي هناك وأنا بجيك أجلس معاكم.. وما راح أسمح لها تطاول عليك بكلمة ، حلوة ذي تتطاول علينا في بيتنا
اطئن قلبي من كلماتها : متأكدة بتجي تجلسي تحت ؟
وقفت وهي مبتسمة .. أخذت جهازها والقليل من الأوراق : هذاني بنزل من ألحين
قفزت بسعادة لأقبل خدها : أوكككييي .. أنا ببدل وانزل وعاد استقبليها
ضحكت وهي تقرص خدي : من عيوني يا عيوني أنتِ..
.
.
.
.
.
شرقت في قهوتي التي كنت أحتسيها .. عبدالله المغرور هنا ؟
ماذا يفعل ! أووه ومعه لُطف أيضًا .. هه ما به زوجي المستقبلي وحماتي الصغيرة !
لأعرفكم على أفراد بيت عمتي الكُبرى .. اسمها وفاء ، لا أعلم كم تبلغ من العمر وذلك ليس مهمًا ..
تُلقب بـ أم عبدالله ، زوجي المستقبلي أكبر أبنائها حيث يبلغ 29 ربيعًا ..
نعم ويا لتعاسة حظي يُناسبني بعمره الاسطوري ..
تليه مزنة التي وأظن أنا أنها بعمري .. وبعدها سارة أذكر بأنها تبلغ 23 ربيعًا ..
المُضحك بأنهن متزوجات ولديهن أطفال ..
أصغرهن لُطف وهي ابنة الـ 16 ربيعًا وبعد عاميين ستتزوج ..
دخلت لُطف لمنزلنا .. استقبلتها أنا برحابة صدر فهكذا علمتنا أمي ..
قالت لي بـ لُطف يشابهها كما أظن : عبدالله يسلم عليك ..
ابتسمت بوجهها بسخرية : الله يسلمه ، وأنا أردد في قلبي ( الله لا يسلم فيه ضلع )
سألتني : وين مروة ؟
لتجيب دانة من بعيد : بتنزل بعد شوي حياك هنا
سارت لُطف باتجاه دانة ، وأنا أكملت مراقبة زوجي المستقبلي وهو يذهب ..
عيناه المسكينتان لم تفارق مراقبة غرفتي بالأعلى .. ههههههههههه ..
لا يعلم أني ويا لسعادتي بقربه، يفصلنا بابين فقط ..
اتجهت لهن وأنا أقول لـ لُطف بسخرية : غريبة عمتي سمحت لك تجينا ؟
دانة المعتوهه كتمت ضحكتها لأنها فهمت سخريتي ولكن لُطف المسكينة كما أظن لم تفهم..
بررت لتقول : قلت لها بجي أذاكر مع مروة وما مانعت ، وعبدالله وقف معي ..
ابتسمت لي وهي تقول : كل شيء عشانك يسويه
التفت لدانة التي فهمت حديث عيني ، أخفضت رأسها لتكتم ضحكتها ..
لم يعجبني استغفال لُطف بحديث سيئ يشبه أحاديث زوجات أعمامي ..
سألت لُطف بجدية : يعني أنتِ مستانسة لخطبة أخوك ؟
التفتت لي لتقول وأنا ألمس الصدق في ملامحها : طبعًا .. وش زينك أحسن من غيرك ، كافة خيرك وشرك ولسانك عن الناس .. وعازة نفسك ورازتها .. أحسن من بلقيس اللي ترزز نفسها وشوي وتطيح بحضنه .. سكتت ثم أكملت : مع إني داريه إنك ما تبيه وجدّي أجبرك
رفعت حاجبي : وأخوك يدري إن جدّي مجبرني على كلامك ؟
التفتت لي لتقول : يعني جدّي ما أجبرك ؟
قالت دانة بهدوء وهي تضع القلم بفمها : جاوبي سؤالها بجواب مو سؤال
قالت لُطف : يمه أنتوا عصابة ؟
أشارت لها دانة بكفها : مكونة من 5 أشخاص ديري بالك مننا ..
ثم اخفضت رأسها لتكمل أبحاثها وأنا سندت ظهري على الكرسي لأضحك ..
وقفت بعدها لأقول : قهوة ولا عصير ؟
التفتت لي لتقول : عصير
مشيت وأنا اسمعها تسأل دانة : أنتِ ليش دائمًا كذا ؟
ضحكت بششدة في داخلي .. أتعلمون لماذا ؟
لأن لُطف أصبحت فريسة سهلة المنال لتلك اللبوة الشرسة التي كانت تجلس بهدوء في مكانها ..
.
.
.
.
.
كنت أستطيع اتهام هذه الطفلة بجملة واحدة ألجمها بها ولكن ..
علمتنا روز ذات يوم بأن نحترم الضيف الذي يدخل لمنزلنا .. فاخترت السكوت ..
ولكنها مُستفزة حيث قالت مرة أخرى : يوووه حسافة على عمرك عاد بيضيع مع وافي .. على الأقل اختك بتتزوج واحد راعي شهادات .. وأنت صفا لك السكير
رفعت رأسي ، نظرت لها بلا مبالاة ..
لا أعلم لما شممت رائحة الغيرة عندما نطقت ..
أَ هذه مغرمة بـ وافي ؟ وتقوم بنفث سمومها عليّ ؟
لمحت نظرة القهر والاستفزاز بعينها عندما نظرت لها بتلك النظرة ..
أكملت ما بدأته وأنا أمرر نظراتي من قمة رأسها لأسفل قدميها .. ثم عدت لأبحاثي ..
ما قالته صحيح ، سـ يضيع عمري مع وافي ذاك المخمور ..
لا يوجد لدي ما يمكنني فعله سوا كلمة لا عندما يسألني ذلك الشيخ في عقد قرآني..
الذي سيعقد بعد شهرين .. أم ثلاثة لا أعلم ..
فجدي أجلّ عقدنا لأن ولحسن حظي ، وافي مفقود ..
لا أعلم بأي أرض سقط هو وقنينةُ مشروبة تلك ..
سمعتها تلك الصغيرة المتعجرفة تسألني : أنتِ راضية بـ وافي ؟
لأجرب حظي .. وأرى إن كانت تحليلاتي صحيحة أم لا : وأنتِ وش دخلك راضية أو لا ؟
يهمك الموضوع للدرجة هذه ؟ لا يكون وافي سألك تسأليني ؟ أو وافي يهمك يعني وتبيين تأمنين على حياته ؟
احمّر وجهها .. والتزمت الصمت إلى أن دخلت مروة ..
قالت بسرعة قبل أن تلقي مروة السلام : خلينا نروح لغرفتك
قالت مروة : أهلين لُطف ، عاد أنا جهزت هنا عشان ندرس
قالت بتمثيل تلك الحية المزعجة : ما راح نزعج أختك ؟
مروة وهي ترمي بجسدها على الكرسي : لا عادي ما تدرس هي .. تجهز أبحاثها
قالت لتغيضني : اللي بعمرها …
قاطعتها صغيرتي الجميلة : لو إنك تلومين خالك بدال تسمعيها كلمتين .. يلا نبدأ ! مابي أضيع وقت..
تخالوني كتمت ضحكتي ؟ والذي خلقني لا .. ضحكت بتشفي ..
لم نكن نرغب في اهانتها في منزلنا ، ولكنها جاءت لتنفث سمومها في منزلنا ..
اعتقدت ولوهله بأن لها من اسمها نصيب .. ولكنها لا ..
فقط لطيفة مع دينا واستطيع أن أجزم بأنها تمثل ذلك ..
.
.
.
.
.
الجمعة .. التاسعة صباحًا ..

صحيتُ على صوت هاتفي .. إنه جدّي يطلبني وأخواتي بأن نكون في منزله على الغداء ..
إنه يقيم غداءً عائليًا ، المُضحك بأنه يجمع عائلة متفككة تحت سقفٍ واحد ..
اسرعتُ في التوجه للمطبخ ، لأصنع فطورًا للأربع اللاتي ما زلن نائمات في أسرتهن الدافئة ..
خرجت من مخبأي أي غُرفتي ، لأرى مروة الصغيرة تخرج من غرفتها أيضًا ..
ابتسمت في وجهها ومشينا معًا ، لتهمس لي بصوتها العذب : صباح الخير نويّر
قبّلت جبينها برقة : صباح النور والسرور
سألتني مروة : ايش فيك ؟ الظاهر متضايقة من شيء
مددت يدي لتستقر على كتفيها : جدّي يقول تعالوا تغدوا عندي ، تقدرين تتخيلي ردة فعل دينا ودانة ؟
ضحكت تلك المشاكسة ، نعم الأمر مضحك جدًا لأنهن يقاومن حتى الموت .. إسراء تستسلم بسرعة ولكن هاتيين اللبوتين يرفضن إلى آخر رمق ..
دخلنا للمطبخ سويًا .. طلبت منها بعض الأشياء ..
كـ احضار الحليب ، ترتيب الصحون بعد تنظيف تلك الطاولة ..
احضار الزيتون وتصفيف الأجبان ..
بعض نصف ساعة أصبحت طاولتنا جاهزة ..
لأبدأ بسماع إزعاجهن هابطات ..
وكأن رائحة الـ " شكشوكة " أيقظتهن ..
جلسنا على تلك الطاولة الدائرية المكونة من خمس مقاعد ..
هذه الطاولة رافقتنا في سنواتنا الثلاث الأخيرة ..
فقد هجرنا الطاولة المكونة من 7 كراسٍ ..
قلت بتردد : ترا جدّي متصل ويقول غداكم عندنا
تبادلن مثلث برموده النظرات .. ياااه ، صعبٌ عليّ مجادلتهن
قلت مقاطعة دينا الشرسة : بدون معارضة تكفون خلينا نروح وأوعدكم بس تصير 5 رجعنا
رفعت دانة حاجبيها واصبعها لتقول : 4:55 واحنا بالسيارة !
ضحكت لأقول : على أمرك
انزلت عينيها لتقول بهدوء : خلاص طيب
رفعت إسراء حاجبيها لتقول لها بسخرية: أوووووه ما أصدق دانوه تنصاع على طول ! من وين أشرقت اليوم
ضحكت دانة لتقول بتعب : مالي خلق أقاوم خلاص تعبت ..
سألتها : متى يخلص الفصل ؟
قالت دون أن ترفع رأسها لي : يوم الإثنين
انتبهت لدينا تلكزها ، أي أن هناك شيء ..
رفعت دانة عينيها بحذر حتى تومأ برأسها لدينا بـ نعم ..
يا إلهي ما الذي يحدث من وراء ظهري ..
آهٌ يا أمي فلترجعي ، بناتك أهدرن عمري الـ عشريني ..
.
.
.
.
.
"
ويشتاق قلبي لك بطريقة ترعبني جدًا ..
وكأنه ينتزعني مني ويأبى التخلي عنك ..
وكأنه لا كرامة له .. وكأنه لم يجرح منكِ قط ..
أقسم لك : لم يعش قلبي صراعًا بينه وبين ذاته من قبل ..
"
كانت هذه كلمات مجهولي لي هذه المرة ..
أوضح لي بأني جرحته ذات برهه !
من يكون هو ! لا أذكر بأني تحدثتُ يومًا لغريب ..
إن حديثي مع الذكور قليلًا جدًا ولا يُعد ..
توجهت لدرج تسريحتي .. بدأت بتلطيخ وجهي ببعض المستحضرات ..
لا أحب التبرج ولكن أحب تزيين وجهي ، يُغيـر ذلك من نفسيتي ..
كنت أضع أحمر شفاهي وأنا أعد الذكور الذين قمت بالتعامل معهم ..
لا أذكر أحد ..
جميع من تعاملت معهم كانت إما خدمات يقدمونها لي أو أقوم أنا بتقديمها لهم ..
هل يكون منصور !
هو من الوحيد الذي أسأت إليه !
أبعدت تلك الأفكار من عقلي وأنا أرتدي جلابيتي ..
بُنية اللون مُطرزة باللون الفضي ..
أحب ارتداء الجلابيات الواسعة في بيت جدّي ..
حتى لا يرمقني ذاك الرعد بنظراته السيئة ..
المضحك في موضوع رعد .. دائمًا عمتي مها..
تلومنا بسبب نظرات زوجها المريض ..
سمعت صوت دينا يستعجلني ..
سحبت عباءتي وحجابي لأخرج لهم ..
سمعت كلمات الإعجاب من مروة التي كانت ترتدي فستانًا ورديًا يليق بملامح الباربي ..
مشيت بجانبها ننزل للأسفل حتى لا تأتي نوار لتشد شعورنا ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس