عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-21, 03:17 PM   #7

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
بعد نصف ساعة ، استقبلنا زوجي المستقبلي بابتسامة مستفزة كرهتها جدًا
ليسامح الله جدّي ، تجاهلته وأنا أمشي بجانب إبليس ..
همست : ردي السلام على نسيبنا
رمقتها بنظرة قد أستطيع القول بأنها احرقتها ..
لتضحك هي : احمدي ربك تشوفيه قدام عينك ، أنا أتوقع وافي طايح بوحدة من الشقق اللي خبرك
دينا : هههههههههههههه استغفر الله
ضربت كفيها ببعضهما لتقول : الله كريم يلا يلا ندخل
دخلت دانة تسبقني ، وأنا استوقفني صوت عبدالله ..
كنت سأتبع أختي ولكن نظرات تلك الـ بلقيس جعلتني أقف
لألتفت له وأرسم ابتسامه غبية على وجهي ..
لأهمس له بكل رقة : آمرني حبيبي ..
لكم أن تتخيلوا صدمة عبدالله عندما همست له بـ حبيبي ..
هل سألعب هكذا الآن !
نعم لأجرب هذه اللعبة لطالما كان هذا الزواج من أجل المال ..
ذاك الذي أحصل عليه نهاية كل شهر أتعب فيه وأنا أحبس أنفاسي..
ارتبك عبدالله من كلمتي ، أظن بأنه نسيّ ما أراد أن يقول ..
هه ! اتخالني ضعيفة يا هذا ؟
أنا دينا من قام وليد بخداعي وجرح مشاعري ، ولم تقصر والدته ..
خدشت بعض لجروح في قلب أنثى مثلي ..
أ تخالهم تركوا لك المجال لتلعب بي !
أظن بأن الإجابة ستكون لا
همست له برقة : عبوودي وش بغيت ؟
كنت أرى بأن بلقيس تزداد غيضًا .. كنت سـ أتجرأ لأقترب منه ..
ولكنني ولحسن حظي تذكرت بأنه مُجرد " خطيبي " ولم يعقد عقدنا بعد ...
آووه لأضع 10 خطوات بيننا كـ مسافة أمان ..
سألني بغرور : كيف حالك ؟
أجبته بنفس غروره : ماشي حالي
اقترب خطوتين لأبتعد أنا خطوتين ..
يجب علينا الحفاظ على المسافة ، التوازن مطلوب في كل الأحوال ..
كان يريد لمس يدي .. أ تخالني لبوة سهلة الترويض يا عبدالله ؟
أ تحسبني سأقول بأن لمسة يدك ستجعلني أرضخ لرغباتك ؟
أ تظن قلبي مغفلًا ؟ صدقني .. سـ ألعب بك قبل أن تلعب بي وتذكر ذلك جيدًا ..
عندما ألتزم الصمت وهو يتأمل عينايّ الجاحظتين ..
تقدمت بجرأة لأحرك يدي أمام وجهه
قلت له برقة وهذه المرة خرجت مني بعفوية : بدخل إذا ما تبي شيء
صحى من غفوته ليقول بإرتباك : لا خلاص ..
أعطيته ظهري وأنا ابتسم بغرور ..
يحق لي ذلك فقبل قليل استطعت ترويض ذئب بشري بنظراتي فقط ..
لم تجرب أفعالي يا من تظن بأني سهلة المنال ..
دخلت لأجلس بقرب أخواتي بعدما القيت التحية على الجميع ..
رفعت نظراتي للـ التوأم الغريب ولمياء ..
اهه الحمدلله تعلمت لمياء ارتداء ما يناسب الصيف ، وأخيرًا ..
ريوف ورفيف ، نظراتهم تخترق عظامي أقسم ..
لو سألتهم الآن عن ما إذا كانت عظام قفصي الصدري سليمة .. سيخبرنني عنها ..
ما شأني بـ عبدالله ! هو من أختارني .. وولي أمري أي جدّي أصدر الأحكام ..
صدقوني لو أن نوار لم تجبرنا على الإنصياع لجدّي ..
لكانت كلمة لا ، أسهل من اختبار الـ acca
ولكن كلمة لا لـ نوار صعبة جدًا ..
لم تترك لي المجال للرفض ..
لا أعلم ما هو الشيء الذي تخطط له نوار ..
أجبرتنا على القبول ، لأمر ما في عقلها ..
قالت بالحرف الواحد : " الموافقة لصالحنا " ..
كيف نستطيع البحث في أمر والدينا ودانيال ..
إن كانت كلٌ منا في منزل آخر !!
سمعت جدّي يقول لدانة : اليوم بيجي وافي ..
من أين سيأتي هذا المعتوه ؟
التفت لدانة التي ابتسمت لجدّي ..
همست لي : حليك مني وركزي لي على لُطف ..
بحثت عينايّ عن لُطف ..
كانت مُستاءة ..
هل ما تبادر إلى ذهني صحيح !
لُطف ووافي ! مستحييييل ..
ليس فارق العمر ولكن !
لا أعلم كيف أشرح ..
شخصية وافي كـ إنسان طبيعي لا تتوافق مع لُطف ..
فـ إن كان وافي شخصًا لا يتعاطى تلك السموم ..
سيكون مُناسبًا لـ دانة أكثر من تلك الـ لُطف ..
سـ نرى ما نهاية هذه المهزلة ..
.
.
.
.
.
ارتبكت عندما رن هاتفها ..
رمقتها بنظراتي ..
أشعر وكأنها تقول ليس بيدي ..
قمت بحظره وهو لا يتوقف ..
التقطت هاتفها لأقرأ ما كُتب ..
"
وكأنـك ملاكٌ أخطائه لا تُعد ..
جروحه لـ قلبي دواء ، وصدكِ عني نداء ..
لا كبرياء لـ قلبي ، قد سُحر بكِ حقًا ..
تغرّه كلماتك ، نظراتك .. وحتى تحركاتك ..
مُغفلٌ قلبي .. مفتونٌ بكِ
رغم ردعي له ، يتبعكِ
"
أرتجف قلبي ، كيف لـ دانة تحمل كل ذلك !
همست لها : هذا مجنون رسمي
شعرت برجفتها حينما نطقت : بنجن منه ، حظرته ألف مرة وما زال يرسل ..
قرأت كلماته مرة أخرى لـ أقول لها : لو نقول لـ نوار
حركت رأسها بـ لا لتقول : نوار بتلومني ، بتقول لي ليش ساكتة من سنتين
مُحقة .. ولكن عليها أن تجرب حظها ..
عليها أن تبرر سكوتها لـ سنتين ..
ولكن لا يجب أن تصمت أكثر ..
ماذا يقصد ؟ هل يلومها لأنها تقوم بـ حظره ؟
أم أن شيءٌ آخر يحصل يا دانة ولم تبوحي به ؟
التفتت لي ، قالت : لو قلت لنوار وش أبرر لها ؟
كنت سـ أجيبها .. قاطعنا دخول وافي ..
كانت عيناه ترا جدّي فقط ..
لطالما كانت عينا وافي هكذا طوال الـ 27 عام ..
لا ترا سوا جدّي .. القى التحية على الجميع ..
لف بنظرة لـ أختي التي تجلس بقربي ..
والتي من ربكتها أشاحت بنظرها عنه ..
ابتسم ، ولم استطع فهم تلك الابتسامة ..
لف وجهه للتي نطقت بغنج : أخبارك وافي ؟
التفت وافي لها وقال : بخير
ثم خرج .. ذكرت مُسبقًا بأن لـ وافي أخلاق ..
وافي وهو بدون مشروب مختلفًا تمامًا عن ذاك المخمور ..
لم يرفع عينيه قط لواحدةٍ منا ..
سمعتها تهمس لنوار : خلينا نرجع البيت
استجابت لها نوار بسرعة ..
خرجنا مسرعين دون تبرير خروجنا قبل تناول الغداء
حتى وأننا لم نكمل الساعة من وصولنا
ولكن بكاء دانة المُفاجئ .. جعلنا نخرج ..
ركضت مسرعة لغرفتها ، وصلنا صوت شهقاتها ..
مشيتُ خلفها .. وجدتها مستلقيه ..
صوت بكائها بل وشهقاتها يصل للذي في الأسفل ..
جلست بجانبها لأسأل : دانة وش فيك ؟
أشارت لهاتفها .. أخذته .. كانت الكلمات كـ الآتي :
"
تلك العينان الجميلتان ..
التائهتان الذابلتان ..
حائرتان تارة ، وتارةٌ أخرى غاضبتان ..
كم أشتاق تأملهما بـ اختلاسٍ تام..
أشتاق تلك اللحظة ، التي ألتقي فيها مع نظراتك ..
يُبكيني محتواها أحيانًا ..
لأخبرك : تربكني نظراتك ..
هناك رسالة تحملها ، ولكن وقعها على قلبي مميز ..
مثيرٌ أيضًا كـ حفلة عشاء لعاشقين ..
ألتقيا بعد عشرة أعوام من الانفصال ..
ليكتشفا بـ أنهما لا يستطيعان الابتعاد ..
"
رميت هاتفها جانبًا لأقول : مجنون
احتضنتني وهي ترتجف : والله ، والله يا إسراء ما أعرف من هذا والله
سمعت نوار من خلفي تقول : مين ؟
.
.
.
.
.
قد تكون نوار مسكتني بالجرم ولكن ..
ذلك أفضل لأخبرها ..
ولأقول لها بأني لا أملك مبررًا لإخفائي الأمر ..
ولمدة عامين كاملين..
كانت ستعاتبني .. ولكن دموعي كانت سلاحًا قويًا..
ليتحول عتاب نوار إلى حضنٍ دافئ ، احتاجه ..
همست لي : طنشيه مثل ما سويتي من قبل
الأمر سهل في السابق ولكن الآن !
بعدما حصل مع تلك الذئاب ، كل شيء يخيفني ..
يربكني ويوترني .. لم أتجاوز الأمر يا نوّار ..
لا أعلم كيف قلت لها : أنا خايفة نوار ، من كل شيء..
صمت لأكمل : حتى من وافي ، خايفة نوار خايفة ..
أحتضنتني بشدة ، لتهمس : أنا جنبك وكلنا معاك لا تخافي
تمسكت بها كـ طفلة وجدت والدتها ..
بعدما أضاعتها في إحدى المهرجانات ..
همست : لا تتركيني ..
غفيت ، غفيت والساعة تشير للـ 1:45 ظُهرًا ..
متمسكة بـ نوار ولم أفلت يديها قط ..
سمعت همس دينا التي تقول : طلبت لنا غداء من برا ووصل صحيها وتعالوا
رفعت رأسي من حضنها ، وأنا أشعر بـ صداع يرن برأسي ..
لا أعلم ما حصل ولكنني الآن ، أفرغ كل ما أكلته صباحًا ..
مع الأسف .. هذا حالي مع الصداع ..
سندتني نوار لخارج دورة المياه ( مكرمين ) ..
أجلستني على الصوفا الممدودة ..
ساعدتني على نزع جلابيتي لأرتدي بيجاما تصل لأسفل ساقي ..
رفعت شعري الغجري للأعلى ..
همست لي : خلينا ننزل نتغدى ، يلا
سرت معها ولكن صوت هاتفي أوقفني ..
صرخت بـ : خلاااااااااااااااص
ارتجفت بمكاني .. اتجهت نوار لهاتفي واعطتني إياه ..
فتحت رسالة ذلك المعتوه .. كانت ..
"
هذه الأخيرة يا دانة ..
أنا أحبك من طرف واحد صحيح بس أموت عليك من كل الجهات ..
مع السلامة ..
"
صرخت : الله لا يسلمك ..
كنت أرتجف وقمت بحظر رقمه الذي لا حصر له وحذفت تلك الرسائل ..
معتوه ، مختل ، غير متزن ..
.
.
.
.
.

الأحد، الثامنة والأربعون دقيقة..
اتصال من المدعو ياسر .. جعلني أترك أعمالي ..
توجهت لِـ مقر عمل والدي ..
قال في رسالته .. تواجدي ضروري هناك أمر ما ..
متعلق وللأسف بِـ دانيال وليس والدي ..
دخلت متوجهه لـ ياسر .. الذي لم أجده في مكتبه ..
تبعت الصوت الصادر من مكتب والدي ..
لـ أتفاجئ بـ ذلك الشاب الذي يصدر الأوامر لـ ياسر
وهو مستريحٌ على كرسي والدي ..
" عفوًا ؟ من تكون أنت ! "
رفع رأسه ببطء ذلك الـ واثق من نفسه بشدة ..
عندما وجهت له سؤالي ..
كان ينظر لي بتفحص ..
لم يعرني اهتمامًا بل سأل ياسر : وهذه من ؟
أجابه ياسر : نوار
ابتسم ابتاسمة جانبية لـ يقول : اها هذه نوار
اقتربت منه ذلك المستفز وأنا أخبط الطاولة
وقفت أمامه : ممكن يا معتوه تقول من أنت ؟ وش تسوي هنا !
أسند بجسده وبكل راحة على كرسي والدي ..
زفرّ ببرود لـ يقول : منصور ، منصور الـ …
لوهله شعرت بأن ذلك الاسم قد ذكر أمامي ..
لم يترك لي فرصة لأتذكر ..
قال لي المغفل الذي أمامي : تفضلي اجلسي في …
قاطعته بعنف : أكيد بجلس مكتب أبوي
سمعته يهمس : كلهن طينة
رفعت حاجبي لأقول : لو فيك خير تكلم بصوت عالي ، لا تهمس كأنك عجوز أكلوا عشاها ..
رفع عيناه بغضب .. أشكر هاتفه الذي رن في تلك اللحظة ..
متأكدة بأنه كان سيلتهمني ..
كنت استرق السمع له .. كان يقول كلمات كـ ( ما راح اتأخر بابا )
( قول لـ ليلي تعطيهم لك )
( حبيبي ألعب سوني العصر )
( بجي قبل يصير الليل حبيبي )
( لا تبكي أنت رجال )
( خلاص حبيبي أسمع الكلام وصير شاطر )
( طيب عيوني سكره الحين وأنا أكلمك لما أخلص شغلي )
( اسمع بابا أفطر زين وتغدى زين لا تعذب ليلي )
( شاطر حبيبي مع السلامة )
كانت كلماته تلك لطيفة وجميلة .. أستطيع تخمين بأن منصور هذا أب
لـ طفلٍ متعلقٍ به وبشدة ..
وهو أبٌ حنون مفعم مليئ بـ حبٍ كبير لذلك الطفل ..
أستطيع تشبيه حبه وكلماته اللطيفة بـ سلطان ..
رُبما كان أبي قدوته في أبوته لـ طفله المدلل ..
ولكن من هي ليلي ! زوجته ! أجنبية كـ روز !
لا يهم .. يجب أن أعلم الآن ماذا يفعل هذا
هنا في مكتب والدي ..
" ايووه نوار "
التفتت له.. رفعت حاجبي ..
لأخفي عنه وأقول لكم .. أعجبني نطقه لاسمي..
كان نطقه مُميزًا جدًا ..
لأعود متغطرسة للمدعو منصور
رفعت حاجبي لأقول : ليش مستحل مكتب أبوي ؟
التفت للوح الخشبي الذي يحمل اسم والدي ، رفعته
ثم نظرت لذاك الـ منصور الذي يرمقني : غرييب ..
ما غيرته وحطيت اسمك
ضحك باستفزاز : هههههههههههههههههههه .. وليش أغيره ؟
سكت ليتحدث بهدوء : مو مكتبي عشان اتحكم فيه ومو هذا حديثنا في شيء أهم
شعرت بجدية موضوعه ، لذا تركت حديثي ناقصًا ، سأكمله لاحقًا ..
تحدث عندما شعر بأني منصته : ليش مقدمين بلاغ على اختفاء دانيال ؟
رفعت حاجبي : لأنه موظف أبوي .. وصار له مختفي شهرين مدري ثلاثة
ابتسم ليقول : مو مختفي ، ممكن تشيلون البلاغ ؟
رفعت عينايّ الناعستين لتلتقي بعينيه الخضراوتين المربكتين : ممكن أعرف ليش ؟
عقد كفيه ببعضهما : لأن دانيال رايح بمهمة عمل آنسة نوار
وضعت ساقي اليمنى فوق اليسرى وأنا أرفع حاجبي باستفزاز : ممكن أفهم وش هالمهمة اللي تخلي دانيال غايب عن بيته لما يُقارب الثلاث شهور سيد منصور ؟
ابتسم ابتسامة جانبية ليقول : أكيد ، أبوك آمر إن نبني مدرسة في منطقة نائية في فرنسا .. اكتملت المواد والمعدات ، المفروض إني أروح أشرف على الشغل بنفسي بس الظروف منعتني وصار واجب عليّ أبقى هنا .. قلت له وهو راح ، وبحكم إن المنطقة ما فيها خدمات .. صعب يوصلوا له أهله ..
قلت له بصراحة : مدري ليش مو قادرة أصدقك
دفع ذاك الملف الأزرق الموضوع أمامه نحوي ليقول : كل شيء موجود هنا ، حتى المراسلات بيننا
أخذت الملف لأتصفحه جيدًا .. أ يظن بـ أنني سأقول له ( لا خلاص صدقتك ؟ )
أبدًا فـ أنا لا أثق بأحد بهذه السهولة ..
رميت الملف : ما راح أسحب البلاغ لين أسمع صوت دانيال .. أنتَ ما شفت ولا سمعت صياح زوجته عليه
نظر لي بنظرة ، استطيع تفسيرها .. وكأنه يقول يا لـ رقة قلبك ..
ارتبكتُ من نظرته لألف وجهي عنه ..
حمل هاتفه، لا أعلم ماذا يفعل ولكن وصلني صوت أحدهم ..
كان يقول مرحبًا بفرنسية متقنة
ليرد منصور بذات اللغة : مرحبًا غابرييل كيف حالك ؟
رد ذاك الـ غابرييل : بخيير ، ماذا عنك ؟
كانت نظراته معي وهو يقول مازحًا : أعمل والحمدلله
همست : ثقيل طينه
شعرت به يضحك بهمس .. وأكمل : هل عاد دانيال ؟
سمعت المدعو غابرييل يقول : لا ، سيعود بعد أسبوع .. هكذا هي الخطة ..
قال سبنهي الأعمال الأولية للمدرسة ثم يعود
قال له منصور : حسنًا .. ابلغني فور عودته ، سأغلق
رفع حاجبه لي ليقول : ها تطمنتي ؟
سألته : ليش تبيني أسحب البلاغ ؟
منصور بـ استفزاز أثار جنوني : أول شيء بيسووه الشرطة يروحون لـ مقر عمله ويعفسونه ، واحنا عندنا شغل خارجي ومهم ما نبي يضيع علينا بسبب بلاغكم السخيف
اقتربت منه كثيرًا .. كثيرًا لدرجة اختلطت أنفاسنا ..
اعتذر ولكنني غاضبة ..
وعندما أغضب لا أعي ما أفعل ..
أمسكت ياقته لأهمس : ما التافه غيرك يا حشرة
ابعدت يدي عنه وهممت بالخروج ..
لأني استوعبت فعلتي السيئة ..
خرجت مسرعة دون أن اهتم لما يحدث من خلفي ..
.
.
.
.
.
( منصـــــــــــــــور )

منذ اللحظة الأولى ..
وأنا أشعر بأن من سأواجهها هذه المرة مختلفة تمامًا عن سواها ..
مختلفة عن الشريرتين اللاتي أتين مسبقًا ..
جميعهن مُحنكات .. سليطات اللسان ..
لا يرضخن بسهولة ، ولا يثقن بأحد ..
هذه مُستفزة جدًا .. أكثر من تلك الـ دانة ..
عيناها مُربكة .. أكثر من دينا ..
واثقة وقوية .. لا يمنعها شيء من تحقيق ما تريد ..
كتمت أنفاسي عندما اقتربت ..
لم استطع منعها ، شُلت حركتي ..
يداها بالقرب .. لوهله شعرت بأنها ستخنقني ..
أحسست بخطر الموت يداهمني ..
لمن سأترك طفلي .. هل لوالدته المهمله ؟
ولكن كلماتها السامة جعلتني ابتسم ..
اربكتها ابتسامتي وغادرت مسرعه ..
بِـ ودي لو أعتذر للعم سُلطان ..
على ما يبدر مني لـ بناته ..
ولكنهن صعبات المراس ..
لا أستطيع شرح سرية عملنا يا عمّ ..
هن لا يقتنعن بما أقول ..
قال لي .. قبـــل خمس سنوات ..
طلبني بسرية تامة ..ارعبني ذلك ..
دخلت لمكتبه بعدما غادر الجميع .. كنت أنا مدير أعماله ، وظفني بعدما انهيت دراستي ..
جاءت وظيفتي بعدما طلب منه والدي ذلك .. أي توظففت عن طريق الـ " واسطة "
ولكننا أنا وهو .. نشعر براحة وانسجام معًا ..
فأنا أتعلم منه الكثير .. وهو يثق بي بشدة .
وذاك ما جعل الآخرين يأكلون بأنفسهم بسبب الغيرة ..
قال لي بهدوء : مالك بالطويلة يا منصور ، أنا بترك الشغل لفترة بسافر فب رحلة علاج .. ممكن تطول ، أبيك تمسك الشغل عني وتتصرف وكأني موجود .. سويت لك توكيل وأنا واثق فيك ما راح تأكل حق بناتي
ارتجف قلبي في ذلك الوقت : بس ياا عم لك بنات وخبري فيهن كبار
قال بضحكة : بناتي مالهن بشغلي ما يفهمن شيء فيه .. ها وش قلت ؟
كان قلبي يأكلني ولكن عقلي حثني على الموافقة ..
وقعنا الأوراق معًا ..
وأنا منذ خمس سنوات.. أخذت مكان العم سلطان ..
مُمسكٌ بحلال بناته الخمس .. اللاتي وكما قال لا يفقهن عمله
تنهدت .. ولكنهن يسألن ويبحثن يا عم ..
لا يفهمن في إدارة الأعمال ، ولا تلك المشاريع الكثيرة ..
ولا حتى في ميزانية الأعمال الخيرية ..
لا شيء ولكن .. يبحثن عن كل شيء تحت القش ..
دخل ياسر ليقاطع تفكيري ..
قال بفزع : منصور ، مثل ما قلت في تلاعب بالحسابات .. يحتاج تسوي إعادة جدولة وتشوف
مسحت على وجهي لأقول له بهدوء : كلم دينا والله يعين
لا أستطيع العبث معهن .. ولكنه أمرني ..
إن حدث أمر ما بـ حساباته المالية لا أستعين إلا بـ دينا
.
.
.
.
.
أمشي في ممرات تلك الجامعة، مودعة سنة أخرى من أيامها..
أنهيتُ اختباراتي اليوم ..
استنشقت بعض الهواء النقي ..
استمع لبعض النغزات من هنا وهناك ..
لا يسأمن ..
التفت لأرى جوان ..
إنها صديقتي وليست إحدى فتيات عائلتي ..
لا تنسوا قاعدة عائلتنا .. لا تدرس الفتيات بل يتزوجن في الـ ثامنة عشر
احتضنتها وبشدة ..
لتقول : وينك سروي ما نشوفك
مسحت على وجهي : معليش شايفة شكثر اختبارات ؟ وكلٍ لاهي بحياته
مسكت معصمي لأمشي معها ، همست لي : ما سمعتي ؟
عقدت حاجباي لأسأل : عن ايش ؟
التفتت هنا وهناك لتقول بحذر : عبدالعزيز الـ …
نعم .. نعم .. أعلم إنها أختي يا جوان ، سألتها : ايش فيه ؟
رفعت هاتفها لتريني : شوفي خبره ، والله وطلع متخبي هالبيدوفيليا تحت هيبته
سحبت الهاتف من يدها : ههههههههههههههههههههه ، عشان تعررفين ولا عاد تغرك الأشكال .. ترا الأفعال تتكلم
قالت بصدق وهي تضع يدها على خدّي : ايييييه عشان كذا احنا صديقات من 12 سنة
احتضنتها وبشدة .. نعم جوان صديقتي ومنذ 12 سنة ..
كان الجميع يسخر منها ويرمي عليها بكلماتٍ سيئة ..
لأنها صديقتي ، لا يهمني ما يقولونه ..
فذاك كان بسبب زوجات أعمامي ..
ابتعدنا عن بعضنا لتقول : عاد بشتاق لك
قلت لها بشقاوة : تعالي بيتنا كل 5 دقايق .. ترا حتى أخواتي يحبوك
رفعت حاجبيها للأعلى وهي مُمسكتًا بيدي : تعرفي قانون ماما .. مافي طلعة لبيوت الصديقات
ضحكت ، نعم أمها صارمة بعض الشيء – وكأن روز مختلفة - !
تهورت لأقول لها : وش رأيك نروح نتغدى في مطعم ؟
وقفت بحماس وهي تجّر يدي : فكرة مُش بطالة يلااا
ركضت خلفها وأنا أصرخ : لحظة لحظة جوان يا خبلة للحححححظة بقول لنوار
لم تعرني اهتمامًا فهي ما زالت تجرني خلفها نحو سيارتي ..
.
.
وصلنـا لمطعم .. كان من اختيار جوان ..
جميلة اطلالته ، جلسنا قبال بعضنا ولم تقصر المجنونة طلبت الكثير من الأصناف
قلت لها : حق قبيلة ؟
ضحكت لتقول : لا يا خبلة بناكل ونسولف.. بيخلص صدقيني
سألتها وأنا أتكتف : وش عندك ها ؟
أنزلت رأسها ، صديقتي لديها هم كبير ..
أعرفها جيدًا .. ما بها !
سألتها : جوان أيش فيك ؟
همست وهي تضع عينيها مقابل عيناي وهي تحبس دمعتها : تخيلي يا إسراء .. تذكرين سعود أخو الدكتورة نجوى صاحبة أمك ؟
أومأت رأسي بـ نعم ، كيف لي أن أنسى تفاهاتك وأنتِ مغرمةٌ به .. !
أكملت لتقول : جاء وخطبني
فتحت عيناي على وسعهما .. سعود هذا ولجمال صدفها ، صديق أخيها على ما أظن ، هي رأته مرة يأخذ نجوى من الجامعة في يومٍ كانت ترجع لمنزلها برفقتي .. وأظن بأننا كنا في بداية مرحلة الثانوي ، أُغرمت به وخُيّــل لها بأنه زوجها ..
قلت لها بفرحة : يا فرحتي فيك
زفرت لتقول بحزن : لا تفرحي
قُلت وأنا أراقب تلك الدمعة التي انسكبت من عينيها لتكوي قلبي : ليش ؟
شهقت .. وهي تغوص في داخلها ، تشرح لي بيداها عن قهر قلبها : ما أدري يا إسراء ايش اللي صار ؟ وكيف صار ؟ وليش كل هذا ! بس جات الدكتورة لأمي وقالت لها كنسلي هالزواج ما راح يتم .. ولما سألتها ماما ليش ؟ ايش صار ؟ قالت سعود غيّـر رأيه .. تخيلي يا إسراء ! كان المفروض نملك بكرة .. وكنت متحمسة أحكي لك وجهًا لوجه ما حبيت أحكيك بالجوال .. راح سعود فجأة
لم أتحدث عندما سكتت .. ألم أقل لك أعرف صديقتي ؟
نعم هناك شيءٍ لم تبح به بعد .. إنها تهيأ جملها لتسردها ..
بلعت غصتها لتكمل : طولت ماما معاها الكلام عشان تفهم منها .. وتلقط منها أكيد بتسهى وبتقول .. لأن حست إنها تعرف بس ما تبي تقول ، وفعلًا قالت ..
سكتت ثم أكملت بسخرية : تخيلي إسراء إنها عمتي ! عمتي من غيرتها وحسدها وقهرها إني بتزوج قبل بناتها اللي أكبر مني ، مدري وش سوت وخلته يصد عني ، وقلبه عافني .. ما أكتفت بكذا ، حتى علاقته مع راشد خربت مع إن راشد كان يقول لي لو قبلتيه أو رفضتيه ما راح تخرب بيننا ..
همستُ : ايش اللي صار بينهم ؟ يعني تذابحوا عشان الملكة تفركشت ؟
مسحت دمعاتها لتقول بهمس : لا إسراء ، سمعت راشد يقول له حصل خير ومن الكلام هذا .. بس شكل عمتي تبي تضمن إنه ما عاد يجي مرة ثانية .. مدري وش سوت بينهم ونحشته .. الله يتقم منها هي وبناتها
جلست بجانبها .. لأواسيها ..
ولكنها مسحت دمعاتها لـ تقول بهمس : وش أخبار حسام ؟
ارتبكت للحظة ثم سمعتها تقول : والله يوصل خبرك لـ أخواتك
نطقت بسرعة : لالالالالالالا الالالاالا والله لا شفيييييييييك
ضحكت تلك التي كانت تبكي بحرقة قلب قبل قليل ..
قالت : سمعت بعد إن أخواتك بيتزوجن من عيال أعمامك وعماتك !
أطلقت آه : والله الوضع صعب والأمر جاي من فوق
نظرت لي وهي تلتقط " سوشي " من الصحن الذي وضعه العامل أمامنا ...
قالت بعدما مضغت : جدك ؟
أومأت بـ رأسي ، لـ تكمل : أكيد جدك يعرف شيء !
قلت لها : عبدالله أوك مع إني ما أبلعه بس وافي ؟ مستكثره دانة عليه
قالت وهي تحرك حاجبيها : وافي الخقة ؟
قلت وأنا التقط سوشي من صحنها : السكير
ضحكت جوان لتقول : لا تحكمي عليه كذا
اعطيتها نظرة لتحرقها : واحد بايع صحته
قالت جوان : تقدر تخليه يتعالج
سألتها : صحيح .. أخوك يشتغل بشركة اتصالات ؟
التفتت لي : زياد قصدك ؟ أيوه
نعم .. وصلت لشيء : لو اعطيته رقم يقدر يطلع لي صاحبه ؟
رفعت حاجبها : رقم مين !
لأنني أثق في جوان قلت : واحد معذب دانة برسائله ، يختي رسائله تخوف
جوان : ههههههههه ، ما يخلصون هذول .. طيب أعطيني وارسله له الآن
أمليتها الرقم .. كان ذاك آخر رقم قام المعتوه بارسال رسائله منه ..
همست جوان برجفة وهي تقول : ماله داعي أنا أعرف الرقم هذا
التفت لها ، لتقول صديقتي بدمعة حرقت خدها : هذا رقم سعود
إذًا سعود المغرم المتيم بـ دانة ! وسعود الذي حطم قلب صديقتي جوان !
.
.
.
.
.
اليوم وبعد ما يُقارب الشهر .. عُدتُ لسيارتي ولقيادتها ..
أمسكت مقبض الباب وإذا بورقة مطوية تسقط منه ..
يا لبشاعة شعوري .. ألم يقل ذلك المختل عقليًا بأنها آخر رسائله ؟
ماذا الآن !
كنت سـ أرميها ولكن شعورٌ ما بداخلي منعني ..
فتحتها لأتأمل خطه الجميل الذي يأسرني ..
كلماته جميلة جدًا
"
عليكِ أن تعرفي جيدًا أنني حينما أحببتُكِ .. أحببتُكِ دون قرار ..
بعمقي و شعوري الحقيقي ..
لم أحبكِ يوماً لتأثير الأشياء من حولي أو لغرض ما أو ظرف ..
أحببتكِ أنتِ مثلما أنت و كيفما كنتي ..
أحببتكِ لذاتك بسوئكِ و غضبكِ ..
لـ عُقد أفكاركِ أكثر من أي شيء آخر ..
"
مُختلفة كلماته عن تلك التي يُرسلها ..
عِتابات .. ولوم ، وكأنني وبخته ألاف المرات بنظراتي ..
التفتُ حولي ولم أجد ما يثير شكوكي ..
دسستها في حقيبتي .. لأضعها في ذات الصندوق مع أخواتها ..
لا يلمني أحد .. لستُ أشجعه على فعلته ولكن .. أحب رقة شعوره ..
ولستُ بـ خائنة للمدعو وافي ، فـ أنا لم أصبح على عاتقه بعد ..
توجهت للـ منزل ترافقني كلمات مجهولي ..
كنت غاضبة من لومه لي قبل أيام ..
وطلبت المساعدة من نوار ..
ضحكت باستهزاء على تناقضي ..
وكأن ربي أراد مني الاستيقاظ من غفلتي ..
وجدت وافي يقف أمام بابنا ..
مرتديًا نظارته الشمسية ..
يتكئ على سيارته السبورت ..
وقفت بجانبه لأقول : أهلين وافي
ابتسم لي بجمود .. لا أستطيع فهم وافي ..
بل ولا استطيع فهم مشاعري اتجاهه ..
أنا لا أكره وافي ولن أكرهه أبدًا ذلك واضح لي جيدًا ..
ولكن لا أعلم .. سألته : في شيء ؟
أبعد تلك النظارة التي كانت تغطي عيناه الجميلتان ..
فقط لمعلوماتكم .. وافي يتميز بالـ وسامة ..
التي ذبلت قليلًا بسبب ذلك السم الذي يتعاطاه ..
قال : اسألي جدّي مو أنا .. هو داخل
سألته بغرابة : وليش واقف برا ؟
قال : ما أدخل لبيت كله بنات
لا تستطيع أبجديتي وصف وافي في هذه اللحظة ..
رفعت حاجبي وتجاهلته لأدخل وأرى أمر جدي ..


انتهـــــــــــــــــــــ ــــــــــى


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس