عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-21, 09:10 PM   #156

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الشركة
…..
«هل اعتدت البعد، ألم تشتاق لنا أحمد!؟»
همست بها نورا بينما تلمس مكتبه الذي يتوسط غرفته في الشركة.
لم تكن تنتوي أن تدخلها لكن الحنين الذي يملأ روحها قادها حيث باب غرفته، لتفتحها بتمهل وتغلقها خلفها غير منتبهة لنظرة السكرتيرة ولا صوتها المتسائل:
«باش مهندسة نورا، تريدين شيء؟!»
فقد كانت كالمغيبة يسحبها الحنين دون أن يكون لها مقدرة لمنعه، يقودها قلبها لا ساقيها!
سحبت نفسا عميق وزفرته بألم بينما تدير الكرسي الأسود الوثير الخاص به لتجلس عليه، تتأرجح به بهدوء..
استندت بمرفقيها على المكتب تتأمل صورته التي توجد في زاويته داخل إطار أنيق، بيد مرتعشة أخذت الإطار تقربه منها تلمس وجهه بأناملها المرتجفة وأغمضت عينيها تكبت وجعها ثم فتحتهما بتمهل تحدثه بخفوت كأنه سيسمع:
«أتعلم يا أحمد أظن أنك لن تفهم ما يدور في قلبي يوما!!، سوف أظل بالنسبة لك نورا أخت صديقك، الطفلة الصغيرة التي لم تكبر أبدا بالنسبة لك فلم تراها بعيني رجل!!»
همساتها المتألمة تشق قلبها، تشعر وكأن روحها تتناثر أمامها فتمسح دمعة خائنة بكف يدها، تأوهت بينما تضع الصورة مكانها قبل أن تقف بثقل وتدور حول المكتب كي تخرج ..
تجمدت قدماها بينما تراه يقف أمامها بوجهه الحبيب، لحيته المشذبة وشعره الطويل وطوله الفارع وحلته الرسمية الأنيقة…
اقترب منها مضيقا عيناه بتساؤل كأنه يقول لها دون كلمات{ما الذي أتى بك هنا؟!}
تلعثمت بينما تشير لمكتبه وتجيب على سؤاله الصامت:
«جئت أتأكد بأن المكتب يتم تنظيفه وترتيبه كما لو كنت موجود!»
جعد جبينه لا يصدق قولها ولم يكن بالفعل مقنع له بينما هي حاولت التملص وعدم الغرق في بحور عينيه التي تلقيها بأسئلة ليس لديها أجوبة لها، فكتفت يديها على صدرها قائلة بمرح:
«ظننتك ستسألني عن حالي، أو ربما سألتك أنا، وربما قلت أنت بأنك أشتقت لنا!؛ باش مهندس»
رفع أحمد حاجبه بينما يتخطاها ويدور حول مكتبه ليجلس مكانه ، التفتت له تضيق عينيها بينما هو وضع ساق على الأخرى قائلا بهدوء يلتف ببرود لم تعتده يوما منه:
«لم أغب كثيرا..»
اشتعلت وجنتيها بنيران الخجل والحرج التي ألقاها بها للتو، بينما شعور الخيبة يجتاحها ، تعض على شفتيها تشتم في نفسها على غبائها بينما عينيها دون ارادتها عاتبت عينيه الباردة والتي لم تستطع تفسير برودها فاستدرك بينما يستند على المكتب:
«عموما وأنا اشتقت لكم وللشركة »
ابتسامة شاحبة كانت ردها بينما تسحب نفسا عميقا ربما أخذت الطاقة السلبية التي عمت المكان ثم قالت برسمية:
«حمد لله على سلامتك باش مهندس»
وبخطوات ثابتة لا تنم على الانهيار داخلها كانت تخرج من الغرفة، أما هو فاستند على كرسيه يصفر بهدوء قبل أن يطلب قهوته الصباحية من السكرتيرة..
★★★
بخطوات مترددة خرجت سمر من غرفتها بعدما ارتدت ملابس خروج وكأنها ستذهب لمكان ما، سحبت نفسا عميقا وزفرت بينما تتوغل للصالة الهادئة وكأن لا أحد فيها، ضيفت حاجبيها في دهشة، تتساءل بنظراتها الملتفتة حولها، هل عمران لم يعد!! ولم تكد تنهي سؤال عينيها حتى أتاها صوته الرخيم وهو يلقي الصباح عليها مما جعلها تنتفض للحظة قبل أن تتطلع له وهو يخرج من باب مقابل لها تماما استنتجت بأنه مؤدي للمطبخ حيث الصينية التي يحملها بين يديه!
رمقها بطرف عينه بينما هي لم تنطق ببنت شفة وهي تتابعه يرص الأطباق على الطاولة بعناية شديدة وتنميق فيما يقول دون النظر لها:
"اليوم سأعد لكِ فطور بنفسي فقط لشيء واحد.."
اعتدل بجسده يلتفت لها بينما هي تضيق حاجبيها بتساؤل فقال مفسرا:
" لأنك لا تعلمين شيء هنا، لذا عليكِ التعلم سريعا كي نتبع مبدأ اخدم نفسك بنفسك"
مسدت عنقها بتوتر تناظره بحيرة لا تعلم ما على شفتيه هذا شبح ابتسامة أم أنه يحدثها كأنها غريبة بالفعل.
تأملها للحظان بينما يراها شاردة، يحس بعينها تتعلق به فيرخي أهدابه وصوت نشيجها وقت الفجر حين عاد من الصلاة يصدح في قلبه، كلماتها المناجية، وصوتها المخنوق لا زال عالق في روحه، لا يصدق بأن تلك سمر!!؛ كانت تترجى الراحة والغفران وعدم الخيبة بأمنيتها التي طلبتها!، ابتلع ريقه هامسا بنفسه، ما تلك الأمنية ابنة عمي كل يوم تعطيني لغز جديد ولم أحل الذي يسبقه!؟
فستانها الأبيض ملقى بإهمال على الأرض، كان كصفعة لقلبه ولا يعلم رغم هذا إلا أنه أحس تجاهها بالوجع لم تكن شفقة بل ألم يقاسمها فيه لحظة بلحظة ويتمنى لو لم يفعل لكن للقلب أحكام أخرى!.
صوتها انتزعه من شروده فيها بينما تقول بهدوء:
'سأحاول أن أتعلم سريعا"
رفع حاجبه يستعيد ثباته بينما يسحب كرسيا ويقول باقتضاب وهو يتعلق بنظره في الطعام:
" جيد.."
ارتشف من قهوته القليل بينما ترتسم على شفتيه ابتسامة واهنة فيما يتذكرها بين يديه حين حملها بين ذراعيه كي يضعها على سريره، كانت كالحلم الوردي الذي تمنى لحظتها أن يغرق به ولا يصحو.
مسدت رأسها بألم فيما تبتلع اللقمة بدون شهية، رمقها بطرف عينه قبل أن يستدير بوجهه له يراها تئن في هدوء فقال بخفوت:
" تشكين من شيء سمر!؟"
رفعت وجهها له ثم قالت بهدوء:
" لا شيء مجرد صداع"
عضت على شفتيها بقوة تعلم أنه من بكائها وتلك الليلة الغريبة، تزدرد ريقها والقلق ينتابها من أن يكون عمران هو من أغلق النافذة، توهجت وجنتيها بحمرة قانية جعلت بسمة خافتة تلوح على شفتيه دون أن تراها وكأنه يقرأ ما يدور في ذهنها فيما هي تفكر بمن وضعها على السرير!!؛ لكنها نفضت كل هذا فحتى لو كان هو ستدعي عدم المعرفة!؛ شدت ظهرها تعتدل في جلستها قبل أن تتابع تحت نظرته الغامضة:
" لم أعتد هذا الصخب ربما هذا السبب!"
تنهد بصوت عالي يومأ لها بتفهم قبل أن يقوم من مكانه يختفي للحظة في نفس المكان الذي أتى منه منذ لحظات، ثم عاد لها بينما هي تناظره في دهشة، جلس على الكرسي ثم مد يده له بحبة مهدئة ثم قال:
" خذي هذه سوف تزيل الصداع!"
ابتسمت له بشحوب فيما تأخذه منه وتشكره بخفوت بينما هو مد لها كوب الماء لتأخذه بتلقائية همس بألم في نفسه فيما يتأمل ملامحها المرهقة:
" قد لا أستطيع مسامحتك سمر لكني أعفيك من حمل دمائي بين يديكِ، ليتكِ تهوني ما تألمت لأجلك هكذا!!"
( انتهى الفصل)
(. الفصل طويل وأتمنى ان ينال إعجابكم، ولكن يسعدني ابداء رأيكن فالمشاهدة الصامتة حقا محبطة، لا أعلم ما سر عدم كتابة كومنت رغم المتابعة 💔💔.
تعليقاتكم تماما كماء يروي شغف الكاتب فلا تنسوني منه🌷دمتن بخير


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس