عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-21, 11:01 PM   #1003

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



مُهرولاً من الغرفة, يستند للحائط يتقيأ ما في جوفه, يتقيأ ويتقيأ شاعرًا بطعم العصارة المريرة بحلقه,
عيناه مشوشتان, وطنين أذنيه يكاد يُصيبه بالصمم,
يعود ليتقيأ فيشعر وكأن طعم دماء هذا الطفل بفمه, ليزيده غثيانًا,
تلك الضحكات تتردد بأذنيه وتتضخم بقوة بطريقة بطيئة,
تجعله يطرق رأسه بالحائط,
يود انتزاع ما رآه بالداخل من عقله,
لكنه لا يستطيع, يشهق ويشهق, لا يستطيع التنفس,
مع احمرار وجهه قابضًا على عنقه بكلتا يديه مفغور الفاه, لكن لا هواء يجده, ولا راحة بموت..
وأمامه تقف ميتشا تراقبه بهدوء شديد, عاقدة ذراعيها أمام صدرها؛
وكأن ما يحدث بالداخل تسلية مُعتادة عليها,
بجسد متهالك سقط على الأرض, يلهث بجنون, يرى بتشوش حذاءها بكعبيه العاليين,
وساقاها الطويلتين العاريتين حتى أعلى الركبتين بفستانها القرمزي المُلتصق بحنايا جسدها كجلدٍ ثانٍ,
يغمض عينيه يعتصرهما, يفتحهما مُكررًا الحركة مرارًا وتكرارًا,
حتى استمع إلى صوتها آت من بعيد:" تبدو مُريعًا صاهب.."
هل يمكنه الضحك الآن؟..
حقًا كلماتها تُثير ضحكه, لكنه يريد الصراخ باكيًا,
رغبة عنيفة في الضحك والبكاء بجنون, لكنه لا يستطيع الاتيان برد فعل,
هو أضعف من الحركة,
يشعر بجسده يتهاوى, حتى قدرته على الجلوس مُستندًا للحائط خلفه لا يقوى عليه,
يعود لتلك الهوة التي تجذبه, يسقط بجسده للجانب, شبه فاقدًا للوعي,
أجل هذا أفضل,
بات يُفضل السقوط في غياهب الظلمات,
يسقط ويسقط ولا نهاية,
وهل لعالم مثل هذا لنهاية؟..
إن كان له نهاية, فربما كان له خروج, وسبيل للنجاة..
طرقات كعبيها دوت برأسه كمطارق تضربه بعنف, وهي تقترب منه,
فيضم جسده المحموم بوضع الجنين, وهي تتفحصه,
وصوت رجل شبه مسموع يصله:" يبدو بحالةٍ رثة.."
عينا ميتشا هادئتين, تراقباه بسكون, مع قولها:" بداية الطريق.."

تصمت للحظات, قبل أن تُكمل بنبرة عملية كطبيب بارد الأعصاب:" إن أردت أسرع نتيجة, عليك بالصدمة العنيفة, والنتيجة اتجاهين لا ثالث لهما.. عدم القدرة على الاستمرار والهلاك.."
عيناها لا تبتعدان عن صهيب المُلقى أرضًا, مُردفة بنبرة عميقة واثقة:" أو التكيف, ومُحاكاة ما حولك.."

وهي تركت الخيار لصهيب؛ ليختار مصيره بنفسه,
تميل بجذعها إليه, تستمع لكلماته بهذيان:" أوليفيا.. أوليفيا.."


ومع ذكره لاسم أوليفيا تُظلم عيناها قليلاً,
تعتدل بجسدها منتصبة بظهر كوترٍ حاد,
قائلة بجمود:" ضعوه بالغرفة مع صغيرته أوليفيا.."
يهز الرجل رأسه, وهي تدلف للغرفة, وخلفها الرجل,

ثم يخرج ومعه آخر,
يجران جسد صهيب المتهالك حتى تلك الغرفة الكامنة بها أوليفيا, يُلقيان بجسده على الأرضية بعدم اهتمام,
وحين أبصرت أوليفيا هيئته, ارتسم الرعب على ملامحها,


تهرول إليه بجسد مرتجف, تجثو بجواره, تتمسك بجسده, مُحتضنة إياه بين ذراعيها النحيفين, تضمه إليها,
هاتفة بهلع:" صهيب.. صهيب ماذا بك؟.. ماذا فعلوا لك؟.."


وصله صوتها فجاهد لفتح عينيه بصعوبة, ينظر إليها برؤية ضبابية,
هامسًا:" أوليفيا.."


تنهمر دموعها لمرآه بهذا الشكل, تضمه إليها أكثر, تجيبه بشهقات بكاءها:" أنا هنا.. ماذا فعلوا بك؟.."


تتساقط دموعها على وجهه المحموم,
ينتفض ببردٍ ينخر عظامه,
يهذي بهلوسة:" جحيم.. شياطين الإنس.."


لا تفهم ما يقوله, لكن دموعها تزداد بحرقة على حالة, تعض شفتها السفلى الجافة بقوة,


وهو ينظر حوله بزيغٍ, قبل أن تتركز نظراته الغير متزنة عليها,


عيناه تواجهان عينيها الباكيتين, يضيقهما وكأنه يُحاول التركيز بأمر ما,
تختلط عليه الصور بعقله, تتبدل



فيراها تلك الفتاة التي كانت تُعذب نفسها بيديها,
دموعها المنسكبة على وجهه, تحرق بشرته,
فتزداد عقدة حاجبيه, ونظراته تعقيدًا, يرفع يده المهتزة بصعوبة يتلمس وجهها المُبلل بتفحص,


قبل أن تغيم نظراته, ويسكن جسده, تتباطأ أنفاسه وصدره يهدأ بعد أن كان مضطربًا,
لكن عيناه كانتا قصةً أخرى, عيناه أظلمتا بطريقة غريبة,
أرسلت رجفة بجسد أوليفيا, التي شعرت أن هناك خطب ما حدث معه..
ولا تدري أن ما رآه بتلك الغرفة كان الجحيم بعينه, حيث زبانية الإنس يُعذبون الأبرياء في جحيم الدنيا,
بهذه الغرفة دخلها صهيب, لكنه لم يخرج منها هو نفسه,
فهو قد فقد جزءً من روحه لن يسترده بعد اليوم,
جزء قد علم أن بهذا العالم لا مكان للبشر,
مرحبًا بك يا عزيزي على بوابة الجحيم,
حيث أنك لا تزال تحبو بهذا العالم, لم تصل حد قدرة الوقوف على قدميك وإن كان بترنح,
فما عليك سوى أن تحبو زاحفًا, حتى أقرب جدار ناري مُتهالك يمتص روحك المُحترقة..



هنا عالم شياطين الإنس, حيث سيتم انتزاع قلبك, وستأكله بنفسك؛ سواء كنت راضيًا, أو مُرغمًا..
**************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس