عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-21, 11:02 PM   #1004

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


وصل الجميع إلى المزرعة التي تبعُد ساعتين عن البلدة على الطريق الصحراوي, لم يكد جواد يُوقف السيارة عند البوابة التي فُتحت بطريقة جزئية,



حتى فُتح الباب الخلفي للسيارة, وقفزت كل من أمنية وأسماء بصيحتين مبتهجتين, يركضان للداخل وتختفيان عن الأنظار,

تحت نظرات أنيسة الحانقة, والتي هبطت تلحق بهما,


فيما حدقت ليليان من نافذة السيارة حولها بانبهار شديد مفغورة الفاه, فهي لم تكن تتخيل أن تكون المزرعة بهذا الشكل..

لا هي ليست مزرعة, هي مدينة مستقلة بجد ذاتها,

فهي منذ أن خطت السيارة لداخل البوابة, وجدت عالم لم تكن تظن أنها قد تراه,


هل قالوا لها أنها مزرعة على الطريق الصحراوي!..

ليست كذلك..



فهذه الجنة الخضراء مترامية الأطراف أبهرتها بطريقة تجعلها عاجزة عن النطق,


أشجار فاكهة متنوعة, ونخيل يحد المكان من جميع الجهات, على مرمى البصر ويمتد,


تتوغل السيارة أكثر تتجول بعينيها المكان,

فتجد بعض المنازل ذات الطابق الواحد,

ومباني غريبة الشكل, ببعضها يوجد مداخن عالية يخرج منها أبخرة دخانية,


تتحرك وتتحرك فتجد ما يُبهرها أكثر, حد شهقة منفعلة بعينيها اللامعتين,


وجواد يقود السيارة يرمقها بطرف عينه مبتسمًا ابتسامة ملتوية بتسلية من مظهرها المشدوه,

خاصة حين التفتت تنظر إليه تسأله بذهول:" ما هذا؟.. ما هذا المكان؟.."


ازدادت ابتسامته عُمقًا, مع لمحة فخر لمعت بعينيه,

يجيبها بمرح:" مزرعتنا السعيدة كما تُسميها أسماء.."


تتحول ابتسامته لضحكة, مُوضحًا:" كانت تلعبها على حاسوبها كثيرًا, وتقول أنها تُشبهها.."


لم يخف ذهولها المنبهر, وهي تُشير حولها, مع قولها:" إنها مزرعة حقيقية.. بل مدينة.. ما هذه المباني؟.."


أبطأ كثيرًا من سرعة سيارته رباعية الدفع, ينظر حوله بسعادة, كمن ينظر لحصاد سنوات تعب وشقاء آتى بثماره,



يرد عليها بهدوء:" ما ترينه أمامكِ كان مجرد قطعة صحراوية منذ أكثر من خمسين عامًا..

اشتراها جدي, وقام ببنائها قطعةً, قطعة, وشاركه فيها البعض بالعمل مقابل المسكن, وبعدها تابعت أنا معه.."


غامت عيناه بحنين, وهو يرمق مكان معين, مبتسمًا, يتابع:" كان يُعاقبني بإحضاري إلى هنا أنا ومعاذ, ولم يكن يعلم أنه ليس عقابًا.. لقد عمل أبي لعامين بهذا المكان قبل......"


صمت مطبقًا شفتيه وقد تنهد بقوة, لا يود الحديث عن ذلك الأمر, فهو ووالده ووالدته,

أتيا لهذه المزرعة حين استقر بعيدًا عن عائلة مكادي, قبل أن يعود إليهم مُجددًا,


لم تنتبه ليليان لتغير ملامحه قليلاً, فقد اتسعت عيناها بشدة, تقفز بمكانها بصيحة ذهول,


وهي تلمح من خلال النافذة اسطبل للخيول,

فتبدو كطفلة متحمسة تقفز بمكانها وهي جالسة,


صارخة بسعادة:" خيول.. المزرعة بها خيول؟.. أوقف السيارة في الحال.."

لم يكد يوقفها,


حتى فتحت الباب قافزة تركض اتجاه الاسطبل, وهو أوقف المُحرك, وهبط خلفها, يراقبها تتجول بنظرة لامعة يبدو الانفعال على جسدها,


وجواد يتلمس رأس حِصان بحركة مُداعبة, فيُصدر حمحمة بسيطة, كترحيب؛

جعلت ضحكة رقيقة تنطلق منها,

قائلة بابتهاج:" أنا أعشق الخيل.."


عادت تنظر للخيل المتواجد بالمكان, لم يكن الكثير,

فقط ثلاثة بهجة للنظر,

وراقبها جواد متعجبًا مما تفعله,

شيء جديد عرفه عنها, تُحب الخيول..

فيرتفع ذقنه بزهو,

قائلاً بغرور:" جميعها عربية أصيلة.."


فيرى توهج وجهها, وهي تنظر إليه بشفتين مفغورتين قليلاً, عيناها ترمقانه بإعجاب شديد,


ثم تضحك متحركة بجسدها بحماس زادها فتنة بعينيه,


تدور بالمكان, فيجذب ذراعها قبل أن تتوغل أكثر,

قائلاً:" علينا الذهاب للمنزل.."

تململت بصوت متذمر لا تريد الرحيل, فيسحبها معه, وعيناها لا تُفارقان الخيول,

فيهادنها كطفلة صغيرة:" عودي فيما بعد.."


فتتحرك معه, تركب السيارة مُجددًا ينطلقا للمنزل القريب من الاسطبل ببضع أمتار,


أوقف السيارة, فوجدا ثلاث فتيات يخرجن من منزل باللون الأبيض مكون من طابقين, مُحاط بحديقة كبيرة,


يرحبن بحفاوة بجواد, يلقين عليها نظرة فضولية,

وجواد يرد تحيتهن وهو يُخرج الحقائب من السيارة,


يدلف بالبعض منها للمنزل, وفتاتين يجران البقية,

وخلفهم دلفت ليليان, تنظر للمنزل الأشبه بفيلا صغيرة, ببهو كبير,


بآخره بعض الغرف, ترفع رأسها للأعلى فتجد الطابق الأول, لا يظهر بوضوح من الدرج ذو الدرابزين البني,

لكنها التفتت حين سمعت ضوضاء خلفها, فوجدتهن أنيسة ترحب بها الثلاث فتيات بسعادة,


وخلفها أمنية وأسماء اللتين دلفتا بتبرم, وكأنهما قد عادا من مكان لم يريدا التحرك منه,

تدفعهما أنيسة بقولها الصارم:" إلى الغرفة يا حمقاء أنتِ وهي.."


نظرا إليها بعبوس, ثم تحركتا كل منهما تأخذ حقيبتها, تصعد بها للأعلى,


فيما أنيسة تشيعهما بنظرة حانقة, قائلة لجواد:" ذكرني ألا أحضرهما إلى هنا مُجددًا حتى يتعقلا.. لقد كادا يجعلا صباح تفقد صوابها ولم يتعدى وصولهما نصف ساعة.."

ضحك يهز رأسه بيأس, يسألها بمرح:" هل قاما بسرقة إحدى قططتها الصغار مُجددًا؟.."

عقدت حاجبيها تهز رأسها بعدم رضا, متنهدة بقوة, مع إشاحتها بيدها بلا مبالاة,
قائلة:" سأصعد لأرى ماذا يفعلان!.."

حمل جواد الحقائب الباقية الخاصة به وبليليان, وصعد للأعلى, ومعه ليليان,

يدلفان لغرفتهما,

فتجدها تُشابه غرفته بالبلدة لا تختلف كثيرًا, سوى بلون الأثاث البني الداكن وكأنه قد تم تأثيثه حديثًا,


تركها يدلف للحمام ينعش نفسه بغسل وجهه بالماء, ثم خرج, دون أن يجفف الماء عنه,

يخبرها بإيجاز:" سأذهب لأرى بعض الأشياء بالمزرعة, غرف أنيسة والفتيات بالجانب الآخر من الطابق, ستتعرفين على المنزل بسهولة.."


رحل سريعًا تحت أنظارها المشدوهة, لكنها لم تعلق,

ودلفت للحمام, تُنعش نفسها بدورها بعد أن نزعت حجابها, تبدل ملابسها,


تخرج من الغرفة, تبحث بالطابق عن غرفة أمنية وأسماء,

حتى وجدتها, ودلفت لتجدهما يجلسان كل منهما على فراش,


اختارت الخاص بأمنية تجلس بجوارها, تخبرها بما رأته,

فتهتف أمنية بإثارة:" لم تري شيئًا بعد.. سنُريكِ كل شيء, خاصةً قطط صباح.."


ضحكت ليليان بمرح, تسترخي بجسد نصف مستلقي على الفراش, تهز رأسها موافقة,



تراقب أسماء تُخرج ملابسها كي تضعها بالخزانة, فتُقابلها كتبها التي أحضرتها قسرًا, تُخرج أحدهم,


ناظرة له بغل, قبل أن ترفع يدها بنية إلقاءه,


فتُحذرها أمنية بتسلية:" افعليها وستقتلكِ عمتي.."


زفرت بقوة ساخطة, قبل أن تُلقي الكتاب على شقيقتها, فيُصيب كتفها, متأوهة,


قائلة بحنق:" تبًا للدراسة.. تبًا لقاسم أمين.. معًا لقتل مناهضي تعليم المرأة.. إنه قهر وتعذيب.."


فتتعالى ضحكات أمنية وليليان, من هتاف أسماء الثوري,

قبل أن تتنهد مكملة بأسى:" متى تنتهي الثانوية العامة كي أرتاح!.."

*************

يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس