عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-21, 11:22 PM   #528

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال على أجمل متابعين ❤❤

الفصل السابع و العشرون


مر العديد من الوقت على نارفين و هى تجلس بغرفة مكتب قدير تتابع تحركه من حولها .... تتابعه لحظات و تشرد بما حدث للحظات آخر و عقلها لا يستوعب شئ !!

لا تستوعب هل ما راته حقاً حقيقة أم لا !

قطع قدير شرودها أخيراً و هو يردف بفحيح حاد بعدما قام بالجلوس خلف مكتبه

( يجب ان اعترف .... لم أكن اتوقع كل هذا منكِ !! )

التفت نارفين لتنظر نحوه تتساءل بعدم فهم

( عفواً ... ما الذى تعنيه بكلامك هذا ؟! )

شبك قدير كفيه على سطح المكتب من أمامه بينما اردف يجيب تساؤلها هذا

( لقد اخترتِ ابشع انواع الانتقام ! )

شعرت نارفين بصدرها يضيق عليها بشكل جلب الالم لخفقات قلبها خاصتاً حينما استمعت لكلمات قدير الذى أكمل بها حديثه

( لكن الذى لا استطيع ان استوعبه لماذا أردال جزء من هذا الانتقام ؟! ..... فهو الوحيد الذي وقف أمامنا جميعاً من أجل حمايتك ؟! )

شعرت بنصل حاد ينحر صدرها اثر هذا الشعور بالالم الذى طغى على شعور الخوف من ان يكون قدير اكتشف أمرها و أمر انتقامها ... كلماته عن أردال .... الشخص الوحيد الذى يتسبب بضعفها ... انه محق حقاً فأردال لم يكن الشخص الوحيد الذى وقف معها و حماها أمامهم فقط .... لا بل هو الشخص الوحيد الذى وقف معها بتلك الحياة دون ان يكون له مصلحة !!

سحبت نارفين أنفاسها بهدوء تحاول ان تتحكم بهذا الالم الذى جعل خفقان قلبها تضيق لتتحدث بثبات اجادته و هى تتساءل بمكر حتى تكتشف عن اى انتقام يتحدث هو و هل تم كشف أمرها ام لا

( حقاً و لاي سبب تحديداً سوف اريد ان انتقم سيد قدير ؟!! )

مال فم قدير بابتسامة بشعة تحمل من الشراسة الكثير ...... ابتسامة جعلتها تنفر .... جعلتها تعود لذلك اليوم قبل سنوات حينما كانت مقيدة ترتجف أمامه .... تتذكر و تتذكر كم الالم و القهر الذى جعلوها تعيشه

صدحت نبرات قدير و داخله يزيد انبهار بهذا التغير الذى يتلمسه منها و هو يواجه هذا التحدي المطل من نظراتها نحوه

( انظري لنفسك جيداً نارفين كيف لكِ ان تكوني ناكرة للجميل بهذا الشكل لمن علمك الحديث بكل تلك الثقة ؟! )

شعرت نارفين بارتجاف تلبس روحها و هى تعى جيداً ان قدير يقصد بحديثه هذا أردال و ليس أحد سواه ... انه محق حقاً انه هو من علمها هذا .... تلك القوة التى تشعر بها الأن هو سببها هو من علمها كيف تواجه .... هو من علمها انها الوحيدة التى تستطيع ان تجعل الجميع يحترمونها رغماً عنهم

مالت شفتيها بابتسامة مدروسه جعلت قدير يعقد حاجبيه بتعجب أكبر من حالها الذى تغير بذلك الشكل .... لكنه تعجب أكثر حينما تحدثت بنبرات ثابته قوية و هى تميل بوجهها نحوه

( أنا لست ناكرة للجميل كما تقول سيد قدير .... ما فعله أردال معي لم يفعله أحد بحياتي باكملها حتى أمي لم تفعله .... لكنه فقط لا يستطيع ان يقتنع الى الأن اننى أريد العودة لآسر ..... و حتى يقتنع بهذا سوف احرص الا يحدث سوء تفاهم بينهم بسببي ! )

لن تنكر ان تلك الضحكة التى صدحت من قدير قد اقشعر له جسدها بعنف مهما حاولت ان تخفي هى ذلك لكن ما قضى عليها بحق هى كلماته الذى اطلقها دون رحمة نحوها بكل برود ليجمد روحها بها

( سوء التفاهم هذا حدث بينهم منذ سنوات ..... الا تُدركي هذا ؟!! .... حدث حينما وقع أردال بحبك !!! )

رمشت عدة مرات تحاول ان تستجمع قواها التى خارت و اذنيها تلتقط تلك الجملة الغير متوقعة .... تلك الجملة التى لا تريد ان تصدق حقيقتها .... تلك الحقيقة التى واجهتها اليوم للعديد من المرات !!!

رفعت نارفين نظراتها بضياع نحو قدير حينما عاد هو ليردد بقهر استشعرته منه للمرة الاولى بحياتها

( ما رايته أمامك اليوم .... هذا الغضب و الكرة الذى كان يتطاير من نظراتهم نحو بعضهم البعض ... انه اشبه بالوباء ..... الوباء الذي حينما يتفشى بجسم الانسان يقتل !! ..... أنا الوحيد الذي يستطيع ان يفهم هذا )

تجمد جسد نارفين تماماً حتى شعرت بانفاسها تنحصر داخل رئتيها .... ان اللعبة تنقلب عليها .... انها كانت فقط تريد ان تبعده عنها .... ان تجعله يعود ليكرها .... ان يتخلى عن حمايتها ..... لكن لماذا يحدث هذا معها الأن ؟!!!! ..... انها لن تقوى على الاستمرار بذلك الشكل !

لم يمهلها قدير المزيد من الوقت ليعود للحديث من جديد بعدما نهض ليتقدم من مقعدها

( أمامك العديد من الطرق للانتقام يا فتاة .... و سوف اكون أكثر من مُرحب باى منهم ..... لكن نهاية هذا الطريق الذي تسيرين به هو الندم حتماً ..... فأنا لست أحمق و ادرك جيداً ان مشاعرك ملك الأردال وحده ..... لهذا أريد ان اقول لكِ انه سوف يكون أول من يتاذى ان استمريت بطريقك هذا ؟! )

شعرت نارفين بدلو ماء مثلج يهطل فوق رأسها لتتجمد حروفها و هى تتابع جسد قدير يغادر الغرفة باكملها دون ان تستيطع ان تلفظ حرف واحد فقط !!

فقط كانت تائهة بكلماته التى اخذت تتردد داخل عقلها خاصة تلك الجملة تحديداً

“ لهذا أريد ان اقول لكِ انه سوف يكون أول من يتاذى ان استمريت بطريقك هذا ؟! “

أجفلت نارفين بعنف حينما شعرت بانامل تتلمس كفها لتستيقظ على حقيقة ان تلك الانامل لم تكن سوى لآسر الذى وجدته يجلس على الطاولة الصغيرة أمام مقعدها المواجه لمكتب قدير و هو يردد بقلق يتابع تعابير وجهها الممتقع بهلع !!

( نارفين .... نارفين ما الذي حدث معك .... ماذا قال لكِ والدي ؟! )

تابع آسر كف نارفين التى انسحبت من بين قبضته بهدوء قبل ان تقف بثبات زائف تردد بنبرات حملت بعض من ضياعها

( أنا سوف أغادر آسر )

نهض آسر على الفور يردد بهذا الغضب الذى شعر به يقتل داخله و شعوره بالخوف يتصاعد

( لا نارفين أنا لن اتركك تذهبي بهذا الشكل .... ماذا قال لكِ والدي .... أنا لن اسمح له ان يبعدك عني بعد الأن .... يجب ان تعلمي هذا نارفين .... أنا سوف احميك من اى شخص سوف يحاول ان يؤذيك .... أنا بجانبك من الأن !! )

شعرت نارفين بالسخرية بداخلها و هى تستمع الى تلك الكلمات .... تردد داخلها بتساءل لماذا لم يفعل آسر هذا من قبل .... لماذا لم يمتلك تلك الشجاعة من قبل ليقف أمام الجميع من أجلها ؟!!

هزت نارفين رأسها بنفوز على هذا التساءل الأحمق ..... لا لو كان فعل لم تكن لتجتمع معه .... لم تكن تتعرف على أكثر رجل رجوله و جاذبية بتلك الحياة !!

سحبت أنفاسها قبل ان تردد متصنعه السيطرة على نفسها

( لم يحدث شئ آسر .... أنا لم أعد نارفين تلك التى كانت تخشى تهديدات ابيك لا تقلك .... لكن ما حدث اليوم ... )

قاطع آسر حديثها بحده و حقد شمل ملامح وجهه

( ما حدث اليوم أعدك انه لن يحدث مجدداً نارفين .... أنا سوف اضع حد لهذا الموضوع ... يجب على أردال ان يقف عند حدوده ..... ان يعلم انه يجب الا يقترب منك مجدداً !! )

ابتلعت نارفين ريقها و قلق عجيب بدا يدب داخل صدرها قلق يجعلها تُدرك ان هذا الطريق حقاً سوف يؤذيه لهذا تحدثت بهدوء جاهدت كثيراً لتتصنعه

( أنظر لي يا آسر .... أنا كنت صريحة معك منذ البداية .... أنا احمل الكثير من الامتنان لأردال .... لهذا ارجوك ده هذا الموضوع لي .... أنا سوف انهي كل شئ معه .... تذكر انه الوحيد الذي ساعدنا بذلك الوقت ... لا يجب ان نكون ناكرين الجميل بذلك الشكل ! )

صمت آسر دون ان يستطيع ان يتحدث لبعض الوقت أمام تلك الكلمات التى ذكرته بهذا الماضى .... لكن ذات الحقد عاد ليرتسم على ملامحه من جديد و هو يردد بحقارة

( حسناً نارفين .... لكن يجب ان تعلمي جيداً انتى سوف اتدخل عند اللزوم ! )

كادت ان تضحك بسخرية ... تلك السخرية التى تلبستها من كلماته لها .... كلماته التى لا تليق به .... بل لا تتماشى مع هذا الماضى المغزي خاصته كما قال له أردال

***

توقفت كلمات ميرال حينما اصطدمت بجسد أردال الذى توقف بشكل مفاجئ أمامها حينما فتح باب غرفة مكتبه لتتنحى من خلفه حتى تتابع سبب توقفه بهذا الشكل و هى تصدر صوت متالم تردد بتساءل انحشر باحبالها الصوتيه

( أردال ما هذا ؟! .... لماذا ...... )

صمتت ليتجمد جسدها كحال أردال و عينيها تقع على أخر شخص كانت تتوقع رؤيته بتلك اللحظة .... تقع على هذا الشخص الذى ظلت تبحث عنه لسنوات !

صمت لم يدم كثيراً مع شفتيها التى أخذت ترسم حروف اسمه بتلعثم جلب الحياة من جديد الي روحها !

ظلت ميرال تقف مكانها بزهول .... لا تستطيع ان تصدق حقاً .... هل يعقل ؟! .... انها لا تحلم اليس كذلك ؟! ... ان ما تراه أمامها الأن حقيقة وليس خيال

أرتد رأسها للخلف و هى تستمع الى نبرات أردال تؤكد لها ان ما تراه الأن ليس وهم .... ليس حلم بل انه حقيقة حينما أردف اسمه بتساءل متعجب

( طارق ؟!!! )

تطلع كل من أردال و ميرال الى ابتسامة طارق التى اشرقت على فمه و هو يقترب نحو أردال يردد بطريقته المعهودة

( ماذا يا صديقي .... ما هذا البرود ... الن تقول لي الحمدلله على سلامتك ؟! )

ابتلع أردال ريقه لا يصدق حقاً ان ما يراه أمامه الأن هو طارق حقاً .... عدة لحظات مرت عليه قبل ان يجد نفسه يسارع ليعانق طارق و شفتيه تردد بحماسه حقيقية

( تباً لك طارق ..... لقد افتقدت جنونك هذا حقاً ايها الأحمق ! )

صدحت ضحكة طارق بصوت مرتفع جعل طبول قلب ميرال تقرع بعنف و هو يبادل أردال العناق بذات الشوق و الحماسة

( و أنا أيضاً ايها المجنون لقد اشتقت لصمتك و غموضك الذى كان يفقدني صوابي ! )

رمشت جفون ميرال بشكل مفاجئ لتجفل على تلك العبرات التى كادت ان تسقط دون ان تشعر هي .... مما جعلها تسحب انفاسها بارتجاف و هى تميل براسها للخلف كى تسيطر على تلك العبرات المفاجئة التى داهمتها !!

لحظات و لحظات مرت لتشعر بالارتجاف يتزايد بشكل مضاعف و نبضات قلبها تتراقص بهلع حينما وجدته يلتفت نحوها بعدما ابتعد عن أردال يحدثها و ذات الابتسامة تعود لترتسم على فمه !

( ميرال كيف حالك ؟! )

شعرت باعصار صادم يصدم خفقاتها ليجعلها تتباطئ برتابة و هى تتلمس بنبراته هذا الهدوء المفرط ...... تتابع بنظراته لا مبالاة قتلتها !!

لتبتلع ريقها تحاول ان تسيطر على هذا الالم الذى شعرت به ينحر حلقها الجاف .... تحاول ان تعثر على صوتها الخائن الذى انحصر باحبالها الصوتيه ..... أخذت تجاهد للعديد من اللحظات حتى خرجت نبراتها ضعيفه متقطعة و كانها تلفظ انفاسها الاخيرة

( أنا .... بخير ..... بخير ..... الحمد الله على سلامتك ...... طارق )

خرجت حروف اسمه ببطء .... ببطء متالم و كانها تموت مع كل حرف الف مرة .... هذا البطء الذى اخذ هو يحرك به راسه نحوها لا يعلم انه يجعل خفقاتها تتباطئ بذات الوتيرة

التفتت ميرال نحو أردال تردد برأس منكسر نحو الاسفل .... منكسر كروحها التى ادركت ان كل شئ انتهى حقاً !!

( سوف أغادر لاترككم معاً .... من المؤكد ان هناك الكثير تريدون التحدث به )

غادرت ميرال لتغلق باب المكتب من خلفها تتكئ عليه أمام عيون تلك السكرتيرة الفضولية و حركة أنفاسها تدل انها تكاد ان تفقد وعيها غائبة تماماً عن تساءل تلك الفتاة عن حالها ..... شارده و شفتيها تتحرك بخفوت تردد تلك الكلمات علها تصدق و تستيقظ من هذا الوهم

( لقد تخلى عنك منذ زمن ميرال ..... لقد ذهب !! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء