عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-21, 11:23 PM   #529

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

كان أردال يتفحص ردات فعل طارق بتدقيق و تركيز و كانه يحاول ان يكتشف داخله ... يريد ان يعريه ليفهم هل حقاً تغير ام انه يتصنع هذا ؟!

حرك طارق راسه بتعجب من نظرات أردال نحوه يتساءل بمكره المعتاد

( ما .... ماذا هناك .... لماذا تنظر لي بهذا الشكل ؟! )

تقدم أردال واضعاً كفيه داخل جيب بنطاله يتحرك حول هيئة طارق و هو يردد دون ان يراوغ

( أحاول ان استكشفك طارق .... أحاول ان أفهم الى اى مدى تغيرت ؟! )

صدحت ضحكة طارق من جديد ليبتعد حتى يجلس على سطح المكتب الخاص بأردال كما أعتاد ان يفعل و كفه تلتقط أحد الأقلام ليتلاعب بها

( حقاً أنك لم تتغير يا أردال .... أكاد ان اجزم ان لو مر مئة عام لن يستطيع ان يغيرك شئ .... سوف تظل غامض و هادئ كالمحيط ..... لن يستطيع احد ان يجعلك تفقد سيطرتك !! )

حرك أردال راسه بسخرية يتقدم ليجلس خلف مكتبه يطالع طارق بضياع بعض الشئ و هو يردد

( لا يا صديقي .... لقد تغيرت .... لقد اصبحت افقد هذا الهدوء الذى كنت اتغنى به من قبل ! )

ضيق طارق جفونه بتركيز يتساءل و داخله يشعر حقاً بهذا التغير منذ هذا الاتصال لكنه الان اصبح اكيد من هذا

( و ما سر هذا التغير هل استطيع ان أعرف )

رفع أردال نظراته نحو طارق يميل بابتسامة ماكرة نحوه تحمل معاني كثيرة قبل ان يتساءل هو هذه المرة

( لماذا عدت الأن طارق ؟! )

رفع طارق حاجبيه بتعجب ليحرك راسه بعدم تصديق في حين تحدث بغرور و هو يقف لينفض غبار وهمي من على قميصه

( لقد عدت حينما طلبت أنت هذا يا صديقي )

شقت ابتسامة حزينه شفتي أردال جعلت بعض من مرح طارق يختفي قبل ان يردد أردال بالم حقيقى صدمه هو قبل ان يصدم طارق

( ليتك لم تذهب من الأساس يا طارق )

عقد طارق حاجبيه بضياع حقيقي .... و هو لا يستطيع ان يصدق ان من أمامه الأن هو أردال ليتساءل بعدما عاد ليجلس أمامه على سطح المكتب من جديد

( ما الذي يحدث معك أردال .... ماذا هناك ؟!! )

ارجع أردال ظهره للخلف ليكتف ذراعيه و هو يقول بايحاء و نظراته تشير الى باب المكتب عند تلك النقطة التى كانت تقف بها ميرال تحديداً

( ليس قبل ان تقول لي أنت طارق ما هذا الذى حدث هنا قبل قليل ؟!! )

***

( هل أنتِ اكيدة سيدة نارفين من هذا القرار ؟! ...... ان الأمر لن يكون بتلك السهولة .... ان نكسب دعوه طلاق أمام شخص مثل السيد أردال لن يكون أمر هين أبداً !!! )

سيطرت نارفين على أرتجاف شفتيها بصعوبة .... هذا السقيع الذى اثلج روحها قبل ان تردد بخفوت

( أجل أنا واثقة تماماً ..... ان الأمر سوف ينتهي قبل ان نصل الى المحكمة أعدك بذلك .... شخص مثل أردال لن يقبل ابداً بشئ كهذا مطلقاً على سمعته .... سوف يرضخ للطلاق بشكل ودي حينها أنا اكيدة ! )

أغلقت نارفين مقلتيها تحبس هذا السائل الساخن الذى شعرت به يكتاح مقلتيها و هى تستمع الى نبرات المحامي تعود لتصدح من جديد

( حسناً سيدة نارفين سوف ابدأ بالاجراءات منذ الأن )

اومات نارفين براسها برتابة عجيبة قبل ان تتحدث بخفوت متالم

( أنا سوف اذهب لاتحدث معه غداً للمرة الاخيرة .... لهذا انتظر منى اتصال ربما استطعت ان انهي الأمر معه بهدوء ! )

نهضت نارفين تجر قدمها .... تجر جسدها المنهك كانهاك روحها المتالمة .... يجب ان تفعل هذا ..... يجب ان تنفصل عنه باسرع وقت ممكن .... انه لم يتحمل .... سوف يلفظها من حياته نهائيا حينما يسمع عن الأمر ..... سوف يكرها كما تريد ..... تباً لما يحدث

تباً لكِ نارفين لقد كنت تفعلي كل شئ من قبل ليشعر بك .... ليحترمك فقط .... لقد كنت تتمني نظرة واحدة فقط منه و الأن ؟!!

الأن ماذا .... أنتِ تفعلي كل شئ حتى يكرهك ..... ماذا هل كلام قدير اكد لكِ بشاعة ما كنتِ تفعليه الأن ..... هل جعلك تستيقظي من جديد .... لا تنكري نارفين لقد اوشكتِ على الضعف لقد كد ان تلقي بنفسك بين احضانه .... لكنك خفت .... تذكرت ان هذا سوف يجعل الحرب تشتعل بالاتجاه الخاطئ ..... ماذا بعد .... ها أنتِ تسيرين بطريق النهاية لكل شئ بينكم !!

***

مال فم طارق بسخرية يرفع حاجبيه و هو يتحدث بايحاء

( مجدداً يا أردال .... تتهرب من جديد .... أنت كنت تفعل هذا بكل مرة و ينتهي بي الحال دون ان أعرف منك شئ !! )

ابتسم أردال يحرك راسه قبل ان يقول بصدق

( لا يا طارق هذه المرة لن أفعل فانا أريد ان اتحدث حقاً لم اعد استطيع ان احمل الأمر داخلي أكثر من هذا ! )

صمت أردال قبل ان يعود ليعتدل بجلسته من جديد يكمل حديثه بثقة

( لكن لن أفعل قبل ان تعترف لي ... لماذا فعلت هذا منذ قليل .... أنت لم تنسى ميرال حتى الأن اليس كذلك ؟! )

حركة طارق رأسه بقلة حيلة ساخرة قبل ان يكتف هو ذراعيه هذه المرة متحدثاً بعدم تصديق

( لا أصدقك أردال هل أنت جاد حقاً .... هل تعتقد اننى بهذه الحماقة .... سوف اظل بائس بعد كل تلك السنوات .... لقد ذهبت لاتخلص من تلك المشاعر .... لقد كنت أكره نفسي بكل مرة و انا اصطدم بواقع انني اكن مشاعر لمرأة متزوجة .... امرأة تحب صديقى الوحيد كالمجانين .... الا ترى انها لاتزال تتبعك بشكل بائس حتى الأن ؟! )

صدحت ضحكة أردال بطريقة صدمت طارق بحق ..... فقد أصبح جسد أردال يرتد من شدة الضحكة بشكل كارثي لم يستطيع ان يسيطر عليه لعدة لحظات حتى تمالك نفسه حينما تابع امتقاع وجه طارق من أمامه ليسيطر على ردت فعله تلك و هو يردد بنبرات متقطعة من اثر الضحك

( أنت لست أحمق ..... امرأة متزوجة و لازالت تحبني اليس كذلك ؟! )

صمت أردال يمسح على ملامحه حتى يتمالك نفسه قبل ان يعود ليردد بهدوء صادم نحو طارق

( أجل طارق من الممكن ان تكون بائس بعد كل هذه السنوات ..... فها أنا لازلت أحب نارفين بعدما تركتني بعد رحيلك بيوم واحد فقط ..... يمكنك ان تكون بائس الى الأن فميرال لم تعد امرأة متزوجة لقد تطلقت من آسر بعد رحيلك بيوم واحد ايضاً ..... يمكنك ان تكون بائس الى الأن يا صديقي لأنها لم تعد تحبني كالمجانين كما قلت .... فان كنت تريد ان ترى الجنون كان يجب عليك ان تراها و هى تبحث عنك بتلك السنوات التى مضت !! )

تابع أردال تجمد ملامح طارق من أمامه .... صمته المزهول لعدة لحظات !!

حاول طارق ان يستوعب بها كلمات أردال هذا الكم الصادم من الحقائق لكنه أراد ان يهرب من كل هذا الجنون الذى قاله له فقط تساءل على أولى كلمات أردال و التى تخص نارفين

( رحيل نارفين .... أنت ماذا تقول أردال ؟! )

حرك أردال رأسه بعجز يردد و هو يحك أسفل ذقنه بعصبيه

( حقاً طارق الأن هذا الذى لفت أنتباهك من كل الذي قلته ؟؟!! )

حرك طارق رأسه بالإيجاب و كلماته تخرج ببعض الانفعال نحو أردال

( أجل أردال لأن هذا هو الشئ الوحيد الذى يهمني من حديثك أنت يا صديقي .... السبب الذى عدت من أجله ! )

نهض أردال يواجه قامة طارق و سيطرته تنسل منه يعض الشئ حينما تساءل بايحاء ساخر

( هل حقاً لا يوجد سبب آخر لرجوعك يا طارق ؟! )

نظر طارق نحو أردال يبث له صدق كلامه و هو يردد بهدوء

( لو كان هناك سبب آخر لكنت عدت من قبل أردال .... ربما لست وحدك من تغير يا صديقي!!!! )

التفت أردال يعتصر رأسه يشعر بصداع عجيب داهمه بتلك اللحظة لا يعلم لماذا شعر بكل هذا السوء ..... لا بل يعلم .... انه يحمل هم ميرال

( ماذا فعلت حتى رحلت ؟! )

التفت أردال من جديد بشكل مصدوم نحو طارق الذى اطلق على قلبه مباشرةً بهذا التساءل الوقح ليجيبه طارق بحركة حاجبيه و كانه يقول له ماذا .... هل اخطات الأن ؟!!

ابتلع أردال ريقه ليرد عليه بعدها بوقاحة أكبر

( فعلت ذات الشئ الذى فعلته معك ميرال و جعلك ترحل طارق ..... خذلتها من جديد !!! )

تجمدت ملامح طارق لبعض اللحظات لكنه شعر من طريقة أردال المنفلته ان صديقة ليس ذات الشخص الذى تركه لقد اصبح اكثر غضب حتى هذا التماسك الذى كان يتسلح به من اصبح لا يملكه الأن

تنهد طارق بعصبيه ليتماسك من جديد يسال سؤاله هذه المرة بهدوء و عقل

( هل بحثت عنها ؟! .... اين هى الأن .... هل تعرف مكانها ؟! ..... ماذا حدث أنت لم تقف مكتوف الايدي اليس كذلك ؟! ..... فانت استطعت ان تجدني حينما أردت !! )

حرك أردال راسه بسخرية بينما وضع كفيه داخل جيب بنطاله يخفي هذا الارتجاف الذى حل بهم للحظات يتحدث بقهر أخذ يتزايد مع كل كلمة

( بالطبع يا صديقي لقد فعلت .... بحثت عنها لكن دون جدوى ..... لم استطيع ان اعثر عليها مهما فعلت ..... و اجل أعلم أين هى الأن .... لا ربما استطيع ان أخمن هذا .... من الممكن ان تكون بشركة الشاذلي .... او ربما بمكتب آسر تحديداً .... فهى عادت لتنفصل عني حتى تعود له !! )

نهض طارق يردد باستياء و كانه لا يصدق هذا الهراء الذي تحدث به أردال أمامه

( أردال ما الذى تهذي به .... هل فقدت عقلك ؟! )

ارتفعت ضحكة أردال من جديد لكن تلك المرة كانت بشكل خشن متالم جعلت صدر طارق يكاد ان يفجر من شدة الانفعال على ما يراه ليتبعها أردال بتلك الكلمات التى تحمل ذات السخرية

( انه أقرب للهذي اليس كذلك ؟! )

***

يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء