عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-21, 11:25 PM   #530

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

كانت تسير ببطء ينافي خفقات قلبها المتالم .... ينافي هذا التسارع المميت بانفاسها .... هل يعقل ان ما تشعر به ينافي تماماً للطبيعة البشرية .... كيف تشعر بقلبها يكاد ان يتوقف و هى تكاد تشهق من شدة تسارع أنفاسها الأن !!

رفعت ميرال اناملها تزيح تلك العبرة التى انزلقت بالم على وجنتها ... ما الذي سوف تفعله الأن

لقد فقدت السبب الوحيد الذى كانت تعيش من أجله بتلك الحياة ..... لماذا عاد .... لماذا عاد

لقد كانت سوف تتحمل .... أجل لقد ادركت انها خسرته بهذا الاتصال لكن ان تراه أمامها بهذا الشكل ... ان تشاهد هذا الفراغ المطل من نظراته نحوها ..... لا لا لن تستطيع ان تفعل مطلقاً !!

أجفلت ميرال على صوت رنين هاتفها لتجد رقم غريب يضئ من أمامها شعرت بالقليل من الحماس يدب داخل عروقها كما جعلها تسارع لتجيب لكن كل هذا الحماس تسرب حينما استمعت لنبرات نارفين تاتيها من الجهة الآخرى و هى تتساءل ببؤس

( ميرال أين أنتِ الأن )

***

( أجل سيد برهان لقد اخبرتك بكل شئ قالته لي )

حرك برهان رأسه يرضى تسلل الى جميع ملامحه ليتحدث بعدها بنبرات حملت معها هدوء يحمل معه غموض آخر

( أنا أريد أوراق تلك الدعوة تكون غداً على مكتب أردال .... يكفي ان ترسل له توقيعها على تلك الأوراق .... نحن لسنا بحاجة الى أكثر من هذا ! )

اتى برهان تلعثم المحامي و هو يردد ببعض التوجس

( الا يجب ان ننتظر سيد برهان ... لقد اخبرتني السيدة نارفين ... )

قاطع برهان هذا الحديث بحده جعلت الطرف الآخر يصمت و هو يردد بفحيح مرعب

( هل فقدت عقلك ؟! ..... نفذ ما اقوله لك هل فهمت !! )

( حسناً .... حسناً سيد برهان سوف أفعل .... ستكون تلك الأوراق على مكتبه صباح الغد )

***

الحياة

انها احياناً تكون اسوء من كل توقعاتنا !!
تجعلنا نتساءل دائماً كيف ..... كيف يمكن ان يحدث معنا كل هذا حقاً ؟!

تلك الاسئلة التى تجعل المرء يكاد ان يفقد عقله .... تجعله مزهول من تلك المفاجات


دلف أردال داخل مكتبه ليلقى بهاتفه على سطح المكتب بعدما ياس من عدم رد ميرال على الهاتف

ليجلس و هو يمسح على ملامح وجهه بغضب .... غضب لا يقل ولا يهدء منذ أمس

عقد أردال حاجبيه و عينيه تقع على هذا الظرف القابع على المكتب من أمامه ليمسك به يفتحه ليخرج تلك الأوراق من داخله

لحظات فقط مرت و عينيه تجول على تلك الأوراق و ما تحمله من كلمات

ليغمض عينيه بالم يحاول ان يمنع تلك الجمل من التسرب الى عقله ... اى جنون هذا الذى يعايشه ... اى أشياء تلك التى تحدث له ؟!

أراح أردال ظهره للخلف بينما كان يشعر بحريق غائر يشتغل داخل جسده ... مهما حاول ان يفرض سيطرته و قواه أمام تلك النيران التى لا تهدأ .... يصارع افكاره و جنونه .... لا يعلم ما الذى أصبح يحدث معه ... اى فقدان سيطرة أصبح يعانى .... زفر انفاسه و حركة جسده تُجبر ذلك المقعد المسكين على الدوران

دوران ينافس هذا الصراع الهائج الذى يحدث داخل عقله ... هل كل ما شعره و هى بين ذراعيه كذب !! ... هل تلك المشاعر التى كادت ان تحرقهم معاً كذب ! ... مستحيل

ان ما عايشه و هو يستشعر جسدها بين ذراعيه ... انفاسها التى كانت تضرب صدره من عنف تسارعها ... تجاوبها ... كل شئ .... مستحيل ان يكون كذب !!

ابتلع أردال تلك الغصة الذى شعر بها تؤلم حلقه ... بل تؤلم كيانه و كل رجولته و عيناه تعود لتقرأ تلك الورقة من جديد بعد ان عاد ليحلها من تجعيدها مجدداً .... يحاول ان يؤكد لنفسه انه لا يتوهم .... ان كل شئ كان حقيقة و واقع يحدث من حوله بالفعل .... يحاول ان يستوعب حقاً انها فعلت ذلك ... انها تريد الطلاق منه بالفعل !!

لقد رفعت دعوة بذلك و ها هو يقرأ هذا .... لا و يا للعجب انه لا يزال لا يصدق ..... عادت قبضته لتسحق هذه الورقة من جديد .... و داخله يسقط بفراغ مرعب ..... لكن و كان القدر يعانده لا يرحمه ليجد سبب ذلك الفراغ و هذا الالم العجيب الذى يكاد يقتله يتجسد أمامه .... يسمع نبراتها القلقة و هى تتساءل بعد ان خطت اقدامها داخل مكتبه

( أردال ... أنت بخير .. هل حدث شئ ؟! )

تسمرت نارفين و هى تشاهد ردت فعله الضاحكة بعدم اتزان .... كفه التى ارتفعت لتمسح على ملامحه و جسده يرتج من الاهتزاز اثر ضحكه .... بينما كانت نظراته التى أخذت تواجهها بها انواع عجيبة من التساؤلات التى لم تفهم مغزاها جعلتها تقترب و شعور عجيب بالالم يدب بأوصالها و هى تكرر تساءلها بارتجاف

( أردال أنت )

لم تستطيع نارفين ان تنهى كلماتها لتجد كفه تلقى أحد الأوراق المجعدة بعنف عند اقدامها .... ليسقط قلبها معها و عقلها يحلل ..... لكن بالرغم من كل ما يحدث حاولت ان تنفى حدثها و هى تنحنى بهدوء مهزوز لتلتقط الورقة تحت انظاره الغامضة بحدة .... زفرت نارفين و هى تفك تلك التشابكات بارتجاف لتكتشف ان ما كانت تخشى منه ... لكن كيف وصلت تلك الأوراق اليه ؟؟!!

مستحيل ..... كيف حدث هذا ؟!

ازدرت ريقها و ارتجاف كفها يتزايد مع خفقاتها المرعوبة .... لماذا يصر القدر على عنادها بذلك الشكل ... لماذا يصر على جعلها تدعس على قلبها قبل ان تواجهه فى كل مرة .... اى حروف سوف تستطيع صياغتها امامه ... اى قوة تستطيع ان تحميها امام كيانها الذى يضعف أمامه فى كل مرة

نهاية الفصل السابع و العشرون ❤❤

يارب تكون الأحداث عند حسن ظنكم

باذن الله انا بحاول اظبط موضوع النشر مرتين فى الاسبوع و اول ما اكون جاهزة هبدأ انشر مرتين فى الأسبوع 😍


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء