عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-21, 02:11 PM   #9

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 623
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
استأذنت من العم قاسم ..
بـ أني لن أزور مكتبي اليوم ..
لأرى منصور ، وماذا يريد مني ذلك المغرور ..
مررتُ للـ أرشيف ، حتى أرى ما إذا كان الملف موجودًا ..
حيثُ وضعته ..
يا لـ خيبتي ، أخذه متأكدة ، سيشمت بالتأكيد ..
رأيتُ ياسر ، ابتسمت بوجهه وألقيت عليه السلام ..
طلب مني التوجه لمكتب والدي ..
لم أطرق الباب ودخلت ..
كان ذلك البركان هائجًا ..
يتحدث عبر الهاتف بـ كل عصبيته ..
سمعته يقول " والله إن عصيتيني ما تشوفي خير "
قلت بهمس يصل لمسامعه : يا الله صباح خير ..
انتبهت لتلك الابتسامة الجانبية ..
أنهى مكالمته ليقول ببرود : من اللباقة تدقي الباب ..
جلست على الكرسي الجلدي ، وضعت قدمي اليسرى على اليمنى ..
وصلبت ظهري ..
رفعت حاجبي : والله مكتب أبوي ، تعبت أذكرك كل شوي .. اكتبها قدامك يا أخي
ضحك بـ استفزاز ، ليمد يده لي بـ ملفٍ أزرق .. ثقيل ..
تمنيتُ لو أنه ذلك الملف ..
سمعته يقول وقد لامست الجدية بنبرته : دينا هنا حسابات أبوك ، نبهني أمس ياسر إن في غلط في حسابات .. وهو شاكك فيها ، قلنا ندققها .. أبوك حرصني إذا صادفت شيء مثل هذا أكلمك ..
ابتسمت بـ فخر ، بما أن والدي قد أوصى بي ..
ذلك يعني أنه يثق بقدراتي ..
أخذت أدقق به ، لا أعلم كم مرّ من الوقت ..
ذاك المنصور فتح جهازه يكمل أعماله تاركًا لي أعمل بهدوء ..
لا أريد مدحه ولكن .. هو من الأشخاص الذين لم يتلصص النظر إليّ ..
تحمحمت ليقول دون أن يرفع رأسه : عطيني دقايق بس
كنت أتمنى أن أستطيع التمرد عليه ..
ولكنه قالها بأدب ..
رفع رأسه لي ليقول باحترام لا أعلم من أين أتى به : أيوه تفضلي
سألته : ممكن توريني فواتير ؟ بعطيك أرقام المعاملات
قال : طبعًا ايش هم ؟
أعطيته تلك اللستة التي شككت بأنها تضم مبلغًا ضخم لا يتناسب مع الاستثمار ..
قلت بعدها وأنا أمد له الملف : شايف .. هنا في حسابات غير وبالفواتير غير .. عشان كذا ، ممكن تكون اختلاسات .. مين المسؤول عن الحسابات والمالية ؟
همس : فارس
لم يصل لـ مسامعي ذلك الاسم الذي نطق به .. لأنطق : ألوو يا مخبول
التفت لي ، رمقني بنظرة استصغار ، لأقول : على العموم .. هذا يتلاعب ويأخذ نسبة منكم ومن المشاريع المستثمرة .. بكرة ممكن الشركات ترفع قضايا عليك ، وتصير مديون لهم ..
قلت له بتهديد : يا ويلك تلعب بحلالنا
قال لي بنظرة : وراي حساب وعقاب يا بنت سلطان ، عيني مليانة منيب ماكل حرام ولا بوكل ولدي حرام
قلت له وأنا متجاهلة : اوه عندك ولد ؟ الله يعينه على أبو مثلك ..
رمقني بسهامٍ قاتلة .. مُميتة ، خفت للحظة ..
أخذ مني الملف ليقول : مشكورة أخت دينا ، ضيعنا وقتك
قلت بترفع : عشان شغل أبوي موع شانك ..
وقفت لأغادر ، ولكن وصلتني نبرته المستهزئة : الا ما سألتك .. دققتي الملف اللي أخذتيه ذاك اليوم ؟
عضضت على شفتي السفلة .. ماذا أقول لك ! كانت خيبتي وأحد زلاتي وهفواتي ..
التفتُ له لأرد اعتباري : شفت إن ماله داعي ، وحيته بمكان يستحقه .. الأرشيف
منصور باستفزاز : ههههههههههههههههه ، والله من فضولك أنتِ وأختك نسيتيه بالأرشيف
أقتربت منه وأنا التي كنت قد وصلت الباب لأقول بهمس : راح أكشف كل شيء يا منصور وبتشوف ..
أراح جسده على ذلك الكرسي ليقول بابتسامة : كل شيء واضح بس أنتوا اللي مصرين أن وراي بلا ..
قلت وأنا أصغر عيني : الواحد ما يقدر يثق في أي أحد
قال بهمس وصلني : وأنتِ الصادقة
التفت له ، لم أفهم همسه ذلك ، ولكني خرجت ..
لا أريد إطالة الحديث معه ..
خرجت وإذا بأحدهم يقف مع ياسر ..
وسمعت منصور يأذن له بالدخول من بعدي ..
أ هو مدقق حسابات آخر ؟
لا يثق بي ذلك المتعجرف ؟
التفت لـ ياسر لأسأله : ياسر من هذا ؟
قال لي ياسر بـ احترام : هذا فارس يا طويلة العمر
سألت : ومن يصير فارس هذا ؟
أجاب : مدير المالية ..
أومأت بـ رأسي ، لأسأله قبل مغادرته : ياسر ، منصور شخص موثوق ؟
قال : العم ما كان يثق بـ أحد كثر منصور ، وما حطه بمكانه إلا لأنه واثق فيه ، ومنصور وايد ماخذ هم الشغل .. ووايد حريص عليه ، حتى إنه أحيانًا يتعب بس ما يقصر اتجاه مسؤوليته .. أذكر إنه تردد وايد لما قال له العم إنه يبيه يمسك الشغل ، رفض بس في النهاية استسلم لطلب العم ..
أيقنتُ وقتها بـ أنه صادق ..
عيني لم تنزل عن ذلك المكتب بعدما غادر ياسر ..
شياطيني تأمرني على الرجوع مرة أخرى ، أشعر وأن منصورًا بـ حاجه لي ..
منصور مثقل ومتعب .. وأنا من أستطيع حمل ذلك الثقل معه ..
يبدو بـ أن فارس هذا .. ليس بـ شخص سهل ..
يتلاعب من خلف منصور ، دانيـال مُكلف بعمل آخر ..
وإن كانت نوار تقصد غابرييل الوسيط ..
فمعنى هذا ، لا يوجد من يساند منصور ..
أعلم ، كنت قد ساعدتُ والدي ..
في حل بعض الأزمات ..
لدي خبرة بسيطة ..
فتحت الباب وأنا بوجهي منصور
كان عرقه ينبض ..
أعصابه قد تلفت ..
أرى بـ أنه شمّر أكمامه ..
يكاد يلكم فارس .. الذي كان يجلس بكل راحة ..
وابتسامة مستفزة على وجهه ..
قلت لـ منصور متجاهله فارس : ممكن تعطيني جهازك ؟
قال بقلة صبر : لو سمحتي …
قاطعته وبفرنسية قلت له : ثق بي ولو قليلًا ..
رمقني بنظرة .. كنت أعلم أنه يجيد الفرنسية ..
نوار اخبرتني ..
خمس دقائق فقد .. حتى جاء ياسر وبيده ورقة ..
مدّها لي ، أعطيتها لـ منصور : ممكن توقعها ؟
أخذها بغرابة : ايش هذه ؟
دققها ليفتح عينيه بدهشه : مو من جدّك أنتِ !
قلت له بهدوء : ممكن لو سمحت توقعها ؟
قال لي بفرنسية : نحن بحاجة له
قلت له : أنا موجودة لست بحاجة شخص لا تثق به بل أنتَ بحاجة من يُكاتفك في هذا الوقت الصعب
رمقني بكبر ، لا وقت للجدال .. ابتسمت لأطمئنه ..
وقعها ، كانت ورقة استقاله فارس ..
قد أكون متسرعة ولكن ، ليس لـ شخص آخر هنا المقدرة على التلاعب ..
ذلك واضح ، هو فقط من يستطيع ومنصور ..
سـ أكون بالقرب .. لأرى إن كان منصور يتلاعب ..
أو أنه " قد الثقة " .. كما أشار والدي
مددت تلك الورقة لـ ياسر : عطوا الأخ فارس مستحقاته
قال فارس بصدمة : خير ؟
قلت له بغرور : أنت مطرود .. وهذه ورقة استقالتك ، ولك مستحقاتك .. نحن ما ناكل حرام
خرج وهو يتوعد ..
ينخاف منك .. سمعتها من منصور
لأقول له : انتبه تراك تحت مراقبتي
أخذ ينظر لي ، همس بكلماتٍ لم تصل إليّ : والله ودي أعطيكم حقكم وأهج ..
رفعت له حاجبي : لو إنك تتكلم بوضوح يا أخ منصور
أخذ نفسًا عميقًا وأخرجه : اشرحي لي نواياك يا أخت دينا ، عشان ما أكون رجل طاولة في مكتب تحت مسؤوليتي ..
قلت له : مافي أي تغيير ، بكون المدير والمدقق المالي الجديد
قال بسخرية : وشغلك ؟
بكل راحة قلت : استقيل منه
قال وهو يضع كلتا يداه أمامه ويُريح رأسه عليهما : ومن قال لك بوظفك ؟
ضحكت لأستفزه : ترا أقدر آخذ التوكيل وأبلّه بـ ماي .. لا تشد حيلك أخ منصور
نظر لي مطولًا .. شعرت وكأنه يقول ( سويها )
قلت له : بـ أيش تثق أنت ؟ ايش السر اللي وراك ؟
قال بابتسامة : ارتاحي دينا ، قولي لـ ميساء تدلك على مكتبك .. هي سكرتيرتك الآن .
وقفت لأقول : مو محتاجة أحد يدلني ولا محتاجة سكرتيرة .. في ملفات بطلبها من ياسر وأتمنى إنك تسمح له يا أخ
خرجت قبل أن أسمع رده لي ، فقط سمعت خبط على تلك الطاولة ، علمت بـ أني استطعت رد اعتباري منه
مشيت في ذلك الممر .. هناك غرفة بـ اسمه ..
مديرًا تنفيذيًا .. فعلًا كان ذراع والدي ..
دخلت مكتبه بتلصص .. هُنا وليس الأرشيف يا دانة ..
علينا أن نبحث هُنا ..
خرجت مسرعة وأنا أتوجه لمكتب ذلك المدعو فارس ..
أزحت تلك اللوحة لأعطيها للتي قيِل بـ أن اسمها ميساء : المكتب ما عاد لفارس
لتقول مرتبكة : ليش ؟
لم أتجاوز ارتباكها ، ولكن قلت ببرود : لأنه انطرد
قالت بصدمة : اييييييش ؟
قلت لها : لو كثرتي اسأله ، بتصيري مثله يا أخت ميساء ..
قالت بسرعة : لا خلاص ..
دخلت للمكتب ، فتحت ذلك الشُباك لتهويه المكان ..
دخل ياسر بعد عشر دقائق .. وخلفه موظف آخر ..
وضعوا الملفات وعند خروجهم سمعت همسات تلك الفتاة ..
توجهت بقرب الباب لأسمعها تقول : (تبيني أطيع هالمغرورة ..)
( والله إنها صعبة يا فارس )
( ما أقدر فارس صدقني هذه يومين وتطردني )
( ما أدري من تكون بس أتوقع إنها بنت سلطان )
( طيب طيب بتحقق من كل شيء وأقولك )
( مستحيل تخليني ذراعها أقولك احتمال تسرحني واضح ما تثق )
( أنت عارف أول منصور مو ملحق شيء ولا يدقق بوضوح بس الحين الظاهر ذي وراه )
( طيب بشوف وش تسوي ، إذا ما طردتنا كلنا )
إذًا ما خمنته صحيح .. هيّا لنتحالف يا منصور ، هنا جماعة وليس فارس فقط
خرجت من مكتبي لأسأل ياسر : منصور فاضي ؟
أجاب ياسر : أي طال عمرك ..
لأول مرة ، طرقت ذلك الباب لأسمع صوته من الخلف : تفضل
دخلت ليرفع رأسه ويقول بسخرية : تعلمتي تدقي الباب !
ابتسمت بوجهه ولم أعلق ، جلست أمامه لأقول بجدية : خلي مذابحنا على جنب واسمعني ، في وضع أنتَ غافل عنه .. ولازم نتحالف عشان ما تغرق في الديون ، قصدي نغرق .. أو تغرق سفينتنا
قال : تكلمي بوضوح
اعتدلت بجلستي : ركز معاي ..
.
.
.
.
.
وجدتُ ضُحى بـ وجهي لـ تقول لي بـ أن المدير يطلبني شخصيًا ..
بـ خُطى واثقة مشيت لذلك المدير ..
طرقت الباب ودخلت ..
قال لي : تفضلي المهندسة نوار
جلست وأنا انتظره يتحدث ..
قال : جاي لك بعرضين ، الأول إنك تاخذي متدربين والثاني إنك تمسكي مشروع جاينا جديد ..
قلت بتردد : المتدربين ، كيف بدربهم يعني ؟ هذا شيء جديد علي ما عمري اشتغلت شيء كذا
قال : لاحظت بملفك ما عمرك مسكتي متدربين ، عشان كذا اقترحت عليك عشان يكون عندك شيء ممتاز بملفك .. والعرض الثاني لاحظت إنك تشرفين على مشاريع كبيرة وممتازة وكلها جاءت لك بتعليقات إيجابية
ابتسمت : عيل أفضّل إني أباشر في المشروع ، لأنه مجالي واشتغل فيه من سنين
مد لي الملف : طيب هذا ملف المشروع
أخذته لأتصفحه : طيب أستاذ راشد …
قاطعني ليقول : راشد بس يكفي ..
رفعت حاجباي لأعلى وأنا لم أرفع رأسي ، لأنه وبكل وقاحة يتأمل تقاسيم وجهي بـ أريحية وذلك لم يرحني ..
أشعر وكأني قد رأيته من قبل ، أقصد خارج المبنى هذا ..
رفعت رأسي للوح الخشبي الذي أمامه .. آممم إنه أخ جوان ..
نعم هي اسمها كـهذا ..
رفعت رأسي له لأقول باحراج : معليش أستاذ راشد ما ركزت وش كنت تقول ؟
نظر لي مطولًا .. ثم أعاد شرحه ، كنت أحاول منع عيني أن تعانق عينيه ، نظراته موترة جدًا
أفضل العمل مع هاني الذي يلاحقني في ممرات الشركة ، ولا الجلوس أمام المدعو راشد لمدة خمسِ ثوانِ ..
قلت له بعدما أنهى : فهمت المشروع
قال ليطيل الحديث : إذا احتجتي ..
قاطعته بحدة : شغلي أفهم له أستاذ ، اقدر أستأذن ؟
ليقول وهو يرفع حاجبيه : تفضلي
خرجت وأنا أشد الملف بيدي .. منصور لا شيء بجانبه ..
ذاك يستفزني بـ انعدام أسلوبه وهذا !
لا أريد السخرية ولكن لماذا والدة جوان تنهي ابنتها من الذهاب لمنازل صديقاتها ؟
ربما لأنها تعلم بوقاحة ابناءها مع " بنات الناس "
ولكن زياد مختلف ، لا يرفع عينيه أبدًا .. أبدًا ..
ابتسمت ابتسامه جانبية .. وأنا أتذكر زياد ..
كان يهدد جوان وإسراء دائمًا بـ أنه سيسعى لتفريقهم ..
لـ تأتي إسراء باكية ، وتهدأها أمي بأنه يمزح ولا ينوي ذلك ..
رن هاتفي بـ يدي .. دينا ! واتصالٌ جماعي !
رددت بسرعة .. كانت هي على الخط والأخت دانة
لأقول ساخرة : يوه دانة وينك عن الجامعة ؟
تحدثت ببرود : خلصت ورجعت للبيت
قلت لها : قومي كفخيني
لترد بخجل ، نعم لمست نبرتها : اعذريني بس أسلوبك مستفز
جاءنا صوت دينا : اسمعوا بقفل بسرعة
قلت : وش عندك
قالت : أنا بستقيل من عملي
دانة وأنا في ذات الوقت : جنيتي ؟
دينا : بسم الله اتفقتوا علي ؟ اسمعوا واحكموا ..
سردت لنا ما حصل معها صباح اليوم ..
لتقول دانة ساخرة : ما توقعت تتحالفي مع منصوروه
قالت مبررة : لازم ننقذ الشغل ، ومنها أقدر أنبش من وراه ..
قلت بعقلانية : دينا انتبهي لنفسك
قالت : لا تحاتيني ، لبوة بنت ذيب
لتقول دانة ساخرة : لو تسمعك معلمة أحياء رسبتك
دينا : الحمدلله مو مجالي ولا اختصاصي ، خلتشوفني معلمة رياضيات وتفخر فيني
ضحكنا أنا ودانة ..
لتقول دانة : خلصتي موضوعك ؟ بنام
قلت مسرعة : دانة لحالك بالبيت ؟
لتقول هي بهدوء : لا ، هنا مروة وإسراء جاية بالطريق ..
قلت لها : انتبهي لهن
قالت باختصار : حاضر
دينا مقاطعة : أخليكم أنا
قلت لدانة بحنية : أدري زعلانة عليّ يا دانة
لم تُجب .. أعلم ذلك .. لا تسطيع قوله ، لا تستطيع دانة البوح بمشاعر الزعل اتجاهنا ..
فدانة ذات مبدأ " ما في زعل بين الأخوات "
لا أعلم ما هو السبب ولكن أعرفها ، فدانة لا تكفُ عن تدليلي في مكالماتنا ..
ولا تكف عن استفزازي ..
قالت لتغلق : إذا ما في شيء بسكر عشاني تعبانة وبنام
ليس الوقت المناسب لجبر الخواطر ، لذلك قلت لها : انتبهي لنفسك وللبنات .. مع السلامة
اغلقت قبل اغلاقي ، ولم تنطق بكلمة ..
لست ضدها ، أنا ضد زواجها من وافي ..
كالجميع ولكن لا أستطيع فعل شيء أمام قرار جدّي ..
سيجبرها إن لم توافق ، أن تقول موافقة أمام الجميع وتحبس رفضها ..
أفضل من أن يجبرها أمامهم وتصبح حديثهم الشاغل ..
استطيع أن أجزم بأن وافي بمثل موقفها ..
ولكنه يجبر نفسه ، حتى لا يُجبر ..
وأريدها فعل ذات الشيء ..
رفعت هاتفي وأنا أتأمل صورة لوالداي ..
عودوا ، إن تحمل مسؤوليتي والأربع الأخريات صعبٌ جدًا ..
عُدتُ أدراجي ولكن ، لاحظت بـ أن راشد ذاك يقف على بُعدٍ بسيطٍ مني ..
هل كان يتنصت لمكالمتي مع أخوتيّ !
تافه أنت يا راشد ..
.
.
.
.
.
"
مبروك ..
"
كان محتوى ورقته المطوية .. ووردة صفراء يتيمه
كيف له أن يعرف بأني أحب الورد الأصفر !
كيف يعرف تفاصيل التفاصيل ؟
أنا متيقنة بـ أنه ليس سعود ..
لقد كنت مع نجوى اليوم ..
أخبرتها بوقاحة أخيها وأريتها رسائله ..
لتقول بخجل : آسفة دانة ، هو خطب بنت ومدري ليش في آخر لحظة رفض الارتباط بها و…
لأقاطعها : أعرف كل شيء حصل مع جوان ، وهي ربها يحبها نجّاها من سعود ..
قالت بتبرير : صدقيني يا دانة أخوي مو كذا ، بعد جوان كان وده يرتبط بوحده مثلها تناسبه فكريًا وطريتي على بالي ..
سكتت بعدها لتقول بتردد : تذكري يوم أنتظر معاك ؟
رفعت حاجبي لأقول : اييه !
أخذت شهيقًا ثم أخرجته بتوتر .. علمت بأن شيءٌ ما يحدث ..
قالت : كنت متفقه معاه يبقى عشان يشوفك ، وإذا اعجبتيه جينا
فتحتُ فمي وقتها ، ما هذه الوقاحة .. قلت بـ إنفعال : خير إن شاء الله ! هذا وأنتِ دكتورة كذا ! لو فرضًا أمي درت تخيلي وش راح يكون موقفها منك ؟ وأنتِ متفقه مع أخوك على كذا ؟
قالت بربكة تبرر نفسها : اسمعيني دانة، قصده شريف .. عجبتيه ، كان بيتقدم لك ، وفعلًا كلم جدك وقال له أنك مخطوبة لولد عمك
رفعت حاجبي : وصار يرسل لي وكأني مخونه به !
تعبت من تبرير أفعال أخاها لتقول : امسحيها بوجهي دانة وأنا اعتذر منك ، مدري كيف وصل لرقمك ومدري ليش أرسل كذا ، بس صدقيني ما راح يكررها
قلت لها باعتزاز : أكيد ما راح يقدر لأني حظرته ، وإن تجرأ بيجيه اللي ما يسره ..
نظرت لي مطولًا ، اغمضت عيني وقلت لها : بالإذن منك دكتورة
وليتها ظهري لتوقفني ، احتضنتني وهي تقول : مبروك عليك تخرجك ، سمعت الدكتور المسؤول عن بحثك يمدح فيه
ابتسمت برضا ..
عدت لواقعي وأنا اسمع طرقات على الباب ..
زفرت لأقول : تعالي مروة
دخلت وهي مبتسمة : الظاهر متعودة على درعمت إسراء
مددت ذراعي لها وأنا مبتسمة لتقترب وتجلس بين أحضاني .. سألتني : بعدك زعلانة ؟ عشان موضوع وافي !
همست لها وأنا أخبأ رأسي بين ثنايا شعرها ورائحة العود تفوح منه : ودي لو إن مافي وافي
ضحكت برقة : حرام عليك ، على الأقل عندنا ولد عم شريف
رفعت رأسي لأقول : من متى المخمور شريف
قالت بجدية : بس لما يكون صاحي مافي أزين منه ، ومحترم .. اكسبيه .. دانة تقدري تخليه يتعالج ترا
قلت لها بألم أخفيه : ترا يحب وحده هي بس تقدر تعالجه
قالت وهي ترمقني : عشان كذا رافضته ؟ عشان يحب وحده ؟ يعني راضيه إنه سكير ؟ يا الله يا دانة
رفعت حاجباي .. مبدأها صحيح ، لم التفت للقضية المهمة ، ولكني اهتممت بغيرتي ..
نعم أرفض وافي لأن بقلبه فتاة ، يحتسي الزقوم لينسى أنها ترفضه ..
ولم أركز على أنه يُنهي ألف قنينة في اليوم الواحد ..
شخصٌ أفنى عمره ..
انهى صحته ..
لم يبني لنفسه مستقبلًا ..
ضربتني بخفة : دانووووه
آلمني نقرها لأمسك يدها : عاد لو إنك مو مروة كان كسرتها لك
ضحكت : هههههههههههههههههههههه .. مدري أبربر سنة وسافهتني
قلت بهدوء : وش قلتي ؟
قالت بعقلانية : تقبليه دانة ولا تزعلي نفسك ، أكيد جدّي عنده سبب ومقنع .. عمره جدّي ما رمانا بالنار من لما صرنا مسؤوليته ، كله معانا وما عمره وقف ضدنا ، ولا تزعلي من نوار هي مو بإيدها شيء ، وصدقيني إذا جاء يوم بيجبرها جدي بتوافق .. فكري فيها نوار تبيك توافقي بنفسك وما تنجبري عشان لا يشمت فيك أحد ويقول انجبرت على وافي .. ما شفتي وجه زوجة عمك كيف اعتفس يوم يقول جدّي إن وافي جاي يشوفك .. وقال إنك موافقة عليه !
نظرت لها تلك ابنة الـ 16 عام ، والله تكبرني ب 10 أعوام لست أنا من أكبرها بتلك الأعوام
كان كلامها كـ بلسمً لامس قلبي ..
حسنًا سـ أفعل كما تقولون ، لأرى نهاية هذا الأمر ..
ولكنه يُحب أخرى وأنا لا أقبل بذلك ، لا استطيع الإرتباط بمن قلبه ليس معي ..
.
.
.
.
.
مكانٌ بارد .. باردٌ جدًا ..
لا أستطيع تمييز شيء ..
أبحث عنهم في غفوتي ..
أرى وجوهًا كثيرة ..
لا أعرف أحد منهم ولكن أشعر بأن هذا ماضَّ ..
أحدهم يقترب مني الآن .. كعادة كل يوم ..
لا أعلم ما الذي يفعله بي أو تفعله بي ..
لا أعلم هويّة من يلامس جسدي ..
ولكن يتم ذلك لنصف ساعة ، ثم أعود للسكون ..
أتمنى لو استطيع الصراخ .. أتمنى لو لا يختفي هذا الشخص ..
فـ أنا خائفة في هذا المكان ..
وحيدة لا أحد حولي ..
أشعر وكأنني قد أُدخلت لثلاجة ..
حولي الكثير من الأصوات المزعجة ..
وبعقلي الكثير من المشاهد ، لأشخاص أجهل هويتهم ..
أريد الخروج ..
أريد من ينقذ روحي ..
سـ أجن وأنا مدفونة في هذا الجسد ..
سـ أجن وأنا لا أستطيع أن أميز هويتي ..
سـ أجن وعيناي ترفض أن ترى النور ..
بحقكم أخرجوني من هنا ..
ساعدوني ..
ألا ترون دموعي ؟
لقد احرقت عيناي ألا ترونها في وجهي ..
سمعت ذلك الصوت الهادئ الخاشع ..
يردد كلمات ، لا أعلم ما هي ..
استطيع تمييز صوت تلك المرأة ..
هي أيضًا تأتي وتتحدث فوق رأسي ..
لا أعلم ما تقول ..
أحيانًا أُميز بعض الكلمات وأقول بـ أنها تتلوا الآيات ..
وأحيانًا أخرى لا أستطيع تمييز شيء ..
أنا أحاول جاهدة بتحريك يدي ..
لتنتبه لي .. لا جدوى
قدماي أيضًا لا تتحركان ..
جسدي ضعيف ، ضعيف جدًا ..
والأصوات التي في رأسي لا تتوقف ..
رباه أطلبك مساعدتي ..
رباهُ أنقذني من هذا المأزق ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس