عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-21, 05:14 PM   #952

بشرى علاوي

? العضوٌ??? » 486912
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » بشرى علاوي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
هي حتى لم تتخيل أية عافية كهذه، هي لم تدخل في رأسها ، هي كانت محتجزة في بؤسها على مايك، وفي كرهها و احتقارها الذاتي حول قضاء ليلة مع غريب، لدرجة أنها لم تنتقل أبعد الى عالم السبب و التأثير.
جلست في شقتها في الصمت وشعرت كحيوان صغير في شرك.
ماذا ؟ ستفعل؟ للحظة قصيرة أخذت بعين الاعتبار الاجهاض، لكن سرعان مادخلت الفكرة في رأسها حتى طردتها بمزيد من السرعة.
كانت ناتاشا مطلية بعمق بالشعور الأخلاقي، هي ستفضل أن تفشل نفسها بدلاً من قتل كائن حي آخر، خاصة اذا كان طفلاً، طفلها هي قد لا تريده، لكنه كان حقيقة، هو كان حياً، هي طردت أية فكرة لانها حياته.
سيكون لديها طفل ، هي لن تكون قادرة على اخفاء حملها عاجلاً أو آجلاً عائلتها ستكشف ، والعالم كله سيكتشف، لقد قبل أن الحب و السعال لا يمكن اخفاءهما، ذلك ينطبق حتى على الطفل.
أمضت الليل كله جالسة هناك، تفكر وتفكر، وتنظر الى المستقبل المظلم بدون شعاع ضوء فيه، ضائعة في اليأس الذي جعل الأمر أسوأ بمعرفة أنها الوحيدة التي عليها أن تلام ، لاعذر لديها ، ولا طريقة لتخفيف حالتها.
في الصباح عيناها كانتا مجوفتين ووجهها شاحب، بائع الحليب قد تأخر، هي سمعت صوت زجاجاته في الشارع عبر الطريق كان راديو جيرانها يذيع موسيقى صاخبة، شخص ما في مكان كان يصرخ على شخص آخر.
وضعت ناتاشا يديها على أذنيها، الحاجة للنوم و الكرب العقلي جعلاها في تلك اللحظة على حافة التفكير بالسير الى النهر و القفز في مياهه الداكنة الباردة، لكن حتى ذلك هي حرمت منه، كان عقلها مقفلاً عبر ذلك الطريق للهرب، نظرت الى قمم أسطح لندن وتعجبت كيف ستجتاز الشهر القليلة التالية.
طرقة على الباب جعلتها تقفز ، ترددت و الطرقة جاءت من جديد أعلى ، ذهبت ناتاشا لتفتح الباب وشعرت بصدمة الالم عندما نظرت الى مايك.
هوكان شاحباً مثلها و الظلال تحت عينيه.قال وبتردد قلق في صوته:
- هاللو.قمر الليل
ناتاشا سدت الباب وقالت له بإعياء:
- لاحديث بيننا، يامايك.
- يجب أن أتحدث اليك.
- ليس هناك مايقال.
حتى لو انه جاء ليقول لها أنه اختارها هي، وليست والدته ، فليست هناك طريق للعودة الآن، هي أغلقت الجميع في الخارج بنفسها بحماقتها تلك الليلة.
قال مع ابتسامة :
- ياحبيبتي .
وانهمرت الدموع من عينيها، كان داخل الشقة و أمسكها بسرعة ، وضعت ناتاشا رأسها على كتفه وحاولت ايقاف البكاء، يده فركت رأسها كأنها كانت كلبة عصبية وهو همس اسمها على شعرها:
- لا ، لاتبك هكذا، أنا آسف ناتاشا، ياحبيبتي ، لا تبك!.
اختنقت بالدموع ومررت يداً فوق وجهها، ونظرت اليه، وأبعدته بحزم:
- لا فائدة، مايك.
قال:
- ألا يمكننا أن ننجح؟ أنا أحبك، ربما لو أعطينا الموضوع مزيداً من الوقت ؟ أنت تعرفين والدتي، لو أنك حاولت...
كانت ناتاشا تجمع شجاعتها لتخبره، لكن الكلمات في رأسها وهي لم تستطيع اخراجها، هي وقفت بصلابة ، يداها متشابكتان وقالت:
- أنا حامل.
كان هناك صمت طويل مذهل ، همس مايك وتحول وجهه الى ظل غريب من الشحوب:
- ماذا تقولين؟
- في اليوم الذي فسخنا فيه خطوبتنا أنا ذهبت الى حفلة وانتهت في فراش مع شخص ما وأنا حامل .
هي تلت الوقائع المريرة مع غياب الانفعال الذي توالد طوال الساعات التي كانت تحاول فيها التفكير بطريقة لإعلام عائلتها.
كان مايك يحدق اليها، وفمه مفتوح، اللون الأحمر القائم ملأ وجهه.
انفجر بخشونة:
- من كان؟ من هو؟
- أنا لا أستطيع أن أخبرك بذلك.
هي لا تريد أن تورط لي فاريل، هو لم يكن مسؤولاً ، لاشك أنه تخيلها مستعدة لمثل هذا الاحتمال ، رجال هذه الأيام يبدون أن يفكرون بأن المرأة تكون مسؤولة عن مثل هذه الاحتياطات ، الأمر كان مريحاً لهم ، انه يتركهم أحراراً لتمتيع أنفسهم
تقدم مايك بسرعة و أمسك كتفيها وهزها بعنف، وجهه بربري في غضب :
- من هو؟ من هو؟ أخبريني ، عليك اللعنة!.
شعرت بدوار ، رأسها يدور عندما هو مرجحها جيئة وذهاباً كأنها لعبة:
- أنا لا أستطيع ، أنا لا أريد.
قال بمرارة:
- أنا لا أريد أن أعرف ، كيف يمكنك ؟ يا إلهي ، كيف يمكنك؟
قالت مرتعشة:
- أنا آسفة ، أنا لست أدري، اوه ، لا تنظر لي هكذا.
أبعدها مايك عنه بإيماءة غضب واحتقار:
- عندما أضع يدي عليه سأحطم وجهه الجميل لمدى حياته...
ركضت خلفه عندما ذهب ثائراً باتجاه الباب:
- يامايك، لا، لا تتكلم مع نيغل، لا تخبره يامايك، أرجوك.
أبعدها من طريقه، أغلق الباب، وقفت ناتاشا تحدق اليه، هو سيذهب الى نيغل و بتهمه، والآن لم يعد ممكناً بأن تخفي أي شيء ، هي ستعطي أشعاراً ، هي لا تستطيع البقاء في المكتب الآن ، ارتجفت ، وتخيلت وجه نيغل عندما يصل مايك مع اتهاماته الغاضبة ، وتخيلت التعابير الساحرة المتسلية ، والاسئلة ، والحاجبين المرتفعين ، نيغل لن يكون مصدوماً أو خائفاً ، هو فقط سيكون مبتهجاً .
الفضيحة دائماً تسحره، ناتاشا لا تريد أن تجد نفسها عرضة لعيون فضولية متهمة في كل مرة تدخل فيها الى المكتب.
خياراتها كانت محدودة بوصة بعد بوصة، هي لا تجرؤ على الذهاب الى البيت لأن ذلك سيسبب احراجاً لعائلتها ، هي لا تستطيع أن تواجههم .
إن عليها أن تجد شقة جديدة ، ووظيفة جديدة ، وطريقة لتمكين نفسها من ولادة الطفل والاحتيفاظ بالطفل مع نفسها بدون مساعدة، وهي ليس لديها فكرة كيف يمكنها القيام يذلك.
جلست وتذكرت الليلة التي حدث فيها كل شيء، وشعورها بالحرية ، هي سقطت من السماء وهبطت كتلة من العظام المحطمة.
شعرت بأنها حرة واثقة، قوية، كان شعوراً ساحراً، هي قامرت بالليلة التي التقت فيها لي فاريل وهي فقدت أكثر مما ادركت ، هي لم تكن تدري كيف ستتحمل نتيجة مغامرتها الشرسة، لكنها جلست في شقتها بوجه شاحب و أخبرت نفسها بأنها نوعاً ما ، ستقوم بذلك فقط، ستجتاز هذا الحاجز المرتفع الخطير نوعاً ما أو تتحطم في هذه المحاولة
رفضت ناتاشا أن تجلس هناك طول النهار تفكر ، ارتدت الجينز وقميصاً أزرق وخرجت لتتمش على طول النهر.
كان التايمز يجري على مضض ، السطح تلفحه الريح الى موجات بيضاء صغيرة متكسرة، والزوراق الراسية تتمايل جيئة وذهاباً، والاشجار تنحنى الى الوراء والامام وتصدر صريراً جعلها تنظر إلى أعلى عابسة، عندما تذكرت صوت صرير باب الكوخ يفتح ولي فاريل يقول مع ابتسامة :
- بالطبع هو مليء بالاشباح.
هو سيكون دائماً الآن بالنسبة اليها.
عندما عادت الى شقتها كان وجهها متوهجاً صحياً بتورد الريح، وشعرها معقد و منفوش ، وهي كانت تشعر بمزيد من التفاؤل، لقد كان مستحيلاً.
بالطبع، لأن لا شيء قد تغير خلال الوقائع بقيت هي ذاتها ، فقط مزاجها قد تغير.
صعدت السلالم و التقت جارتها الممرضة الايرلندية التي قالت ببشاشة:
- هاللو، كيف حالك؟ يوم عظيم ، أليس كذلك؟ وأنا في اجازة، الحمد لله.
ابتسمت ناتاشا:
- هل كنت مشغولة؟
- مشغولة؟ هل أنت تمزحين؟ لقد كنا مشغولين لدرجة أنني قلما تمكنت من تذكر اسمي احياناً.
قالت ناتاشا:
- تمتعي بيومك اذن، انه يوم جميل للمشي؟
قالت الممرضة بتعبير مخيف:
- مشي؟ لست أنا ، أنا أقوم بالمشي الذي أحتاجه حول الاجنحة ، لا أنا سأراقب التلفزيزن بعد ظهر اليوم وقدماي الى فوق.
شخص ماكان يصعد السلالم ، وناتاشا مازالت تبتسم بتسلية ، نظرت حولها ، قلبها توقف ، ثم بدأ يجري بألم ، عندما تعرفت على لي فاريل.
نظرت الممرضة اليه باختصار، ثم دار رأسها مرتين وفتحت فمها لشكله الجميل.
استدارت ناتاشا بعيداً وبعصبية أدخلت مفتاحها في قفلها، فتحت الباب وتسللت داخل الشقة عندما وقف لي فاريل خلفها.
دخل قبل أن تستطيع ناتاشا أن توقفه والفتاة الاخرى واقفة في الخارج، تحدق بذهول، وهي لا تستطيع أن تخلق مشكلة ، كان عليها أن تدخله و تغلق الباب.قمر الليل
عيناها الزراقاوان ارتفعتا الى وجهه بقلق، وجف فمها فجأة من الخوف، نظر اليها بوحشية وزمجر:
- لقد كان عندي زائر.
- زائر؟
عقلها لم يكن يعمل، تلعثمت بالسؤال عندما حدقت الى ملامحه القاتمة العابسة.
- لا تلعبي دور البرئية معي، ذلك لن ينطلي علي.
ناتاشا شاردة وضعت يداً على شعرها ومهدته فوق كتفيها:
- ماالذي تتحدث عنه؟ ماذا تفعل هنا؟ أنا لا أريد...
انفجر بخشونة:
- ماتريدينه هو مسألة تأمل ، أنا سأقول.
وهي حدقت اليه في ارتباك تام:
- ماذا؟
- أنا أعتقد انني تجاوزت مرحلة أن أكون محاطاً بزوج من العيون الزرقاء الواسعة ، لقد ظهر لك لتوه- أنك لن تكوني ذكية كما تعتقدين.
كان لدى ناتاشا شعور أنها اغفلت شيئاً مافي هذا الحديث.قال وهو يراقبها:
-لقد كان عندي زائر، هو قال ان اسمه بورتر.
انفجرت ناتاشا وشحبت وذعرت :
- اوه.
نزل عليها الادراك، كيف اكتشف مايك ذلك؟ نيغل ، هي فكرت، نيغل أخبره بالطبع، لماذا لم يخطر ببالها انه سيفعل؟ هي كانت مشغولة قلقة حول ردة فعل نيغل لنبأ انها كانت حامل لدرجة أنها تخيلت بأنه سيخبر مايك على الفور عن لي فاريل.
التوى فم لي فاريل ،ثم قال:
- أنا أرى اننا بدأنا نتحدث نفس اللغة.
خداها بدأتا تحترقان عندما عاد لونها في طوفان ساخن، هو عرف عن لطفل ، هي لا تستطيع أن تلتقي عينيه، هي كانت مرتبكة وهي لا تستطيع ان تغوص في الأرض.
استدارت وسارت عبر الغرفة للهرب من التحديق اللاذع لتلك العينين الرماديتين الباردتين وهو لحق بها:
- أنا، كنت نائماً في السرير، أنا كنت قد عدت لتوي من الولايات المتحدة وذهبت الى السرير لأنني كنت أعاني من خضة الطائرة النفاثة، أنا لم أسمع جرس الباب ، أول شيء أدركته عندماعرفت أن شخصاً مايحاول أن يلبط الامامي.
جفلت ، أوه يامايك، كيف يمكنك ذلك؟ هي فكرت ببؤس، ثم أكمل الحديث:
- عندما نزلت اخيراً وفتحت الباب جاء شخص ما كالثور الهائج، كنت متعباً، لكن قبل أن تتح لي الفرصة لأدرك مايحدث هو صرعني أرضاً على ظهري.
جميل جدا جدا وتوفيق


بشرى علاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس