عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-21, 01:24 AM   #32

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء التـــــــاســع ..






بعد نومٍ تجاوز الـ اثنا عشر ساعة ، استيقظت ..
هالت عليّ كلماتي تلك ..
لم يكن قلبي يقوى على جرح تلك الـ دانه ، ولكن .. كنتُ مجبورًا ..
هيأ عقلي حواراتٍ كثيرة ، لـ اخبرها عن مرضي ..
عن حياتي ، عن كل شيء ..
كنتُ على استعدادٍ تام ، لـ أبدأ معها حياة ..
مبنية على التفاهم ..
أعرفها جيدًا .. أعرف تلك التي ينبض لها قلبي ..
سـ تتقبل .. سـ ترضى .. سـ تساعدني ..
ولكن قلبي كان يخشى تلك النظرة ، الشفقة ..
سحبتُ شهيقًا طويلًا .. لـ أزفره بهم ..
أبعدتُ جسدي عن سريري ..
توضأتُ لـ أقضي فرضي ..
ترددتُ في الخروج من قوقعتي ..
سـ تلتقي عيني بـ عينيها الجميلة ..
عينيها التي أحب ..
ابتسمت / عائلة عمي سُلطان ..
تمتاز بـ تلك العينين الجميلتين ..
خرجت ، الهدوء ! كان سيد المكان ..
لا أثر لـ تلك الـ دانة ..
ولكنني سمعتُ صوت التلفاز ..
يبدو أنها غادرت المكان ..
توجهتُ لـ المطبخ ..
تقفُ هُناك ، بالقرب من الثلاجة ..
تقف وكأنها في حيره ..
شعرها القصير ، مسدولٌ بـ اهمال
سألتها : متى قصيتي شعرك ؟
قفزت في مكانها ، التفتت لي بـ نظرة بريئة ..
قالت بـ فهاوة : هاا
اقتربتُ منها ، بـ خبثٍ همست : متى قصيتي شعرك ؟ خبري فيه طويل
قالت بـ برود : قبل كم يوم
قلتُ بـ صدق : حسافة ، كان حلو طوله
ابتسمت لي بـ استفزاز : عيل الحمدلله قصيته ، عشان لا يعجبك شيء وأتوهق ..
نطق قلبي " كل شيء فيك يعجبني " ولكن لساني لم ينطق بـ حرف ..
بل ارسلت عيني نظرات باردة لها ..
توجهتُ لـ مكينة القهوة ..
قالت : كيف يستخدموها ذي بعد ؟
التفتُ لها بـ ابتسامه ، كانت تقف خلفي بـ ميلان ..
ترفع حاجبيها ، عينيها للآلة ، وجهها جميل ..
قلتُ : ما تعرفين لها
قالت بغرور : مو جوّي ..
ضحكتُ بـ خفة .. أعددتُ لها ولي ، قهوة .. بـ كل احتراف ..
لـ أذكر : عملتُ مُسبقًا في احدى الكافيهات ، لدي خبره
قالت : ابي سكر
قلتُ لها : قهوة ذي
دانة : أصلًا ما أحبها ، مرّة .. عشان كذا أغرقها سكر
ابتسمت لها : القهوة تنشرب مرّة ، غير كذا مو قهوة
رفعت حاجبها ، يدها بجانب خصرها ..
ضحكتُ بخفة لأعطيها ظهري مغادرًا : عاد هذه وجهه نظري ..
سمعتها تقول : كلمني مشاري يقول يدق عليك وما ترد .. كلمه
ضربت جبهتي بخفة ، كيف نسيتُ مشاري ! سـ يغادر اليوم ..
قلتُ : افففف كيف نسيته ..
سألتني بـ فضول : وش نسيت ؟
أجبتها : مشاري عنده دورة بيسافر اليوم ، إن شاء الله الحق عليه ..
لم انتظر منها ردًا ، في غضون 10 دقائق .. جهزت ..
قلتُ لها بـ لهجة سريعة : دانة معليش ساعة بالكثير وراجع ..
خرجتُ مسرعًا .. كان ذلك الحديث ، مُمتعًا لي .. أحببته ..
خلّد عقلي تلك اللحظة .. حركاتها .. ابتساماتها .. طريقة حديثها ..
قال قلبي لي ذات يوم ، بـ أنني سأحبها أكثر ..
ذاك القسم ، يتضح يوميًا ..
القسم المجهول ، هل سـ تبادلني الشعور !
.
.
.
.
.
" رويشد ! "

التفتُ له .. كان زياد ، أجبته : نعم !
جلس بجانبي : وش فيك ! مو على بعضك
قلتُ بـ " تنهيدة " : مضايقني موضوع النقل ، بكره ببدأ أول يوم ، حاس إنه يوم صعب .. بمكاني القديم تأقلمت بسرعة لأن الأغلب جديد وأعمارنا متقاربة ، المقر الثاني مدري ، مو مرتاح له
ابتسم لي زياد .. لـ يقول : هونها وتهون ، مثل ما تأقلمت هناك بسرعة .. تتأقلم في الجديد بنفس الطريقة ..
قلتُ بـ همس : ما ظنيت ، بس ربك كريم
قال زياد بـ انزعاج : عاد رشود .. هونها ، مو لايق عليك تكشر وتتضايق والله .. ما تعودت عليك
ابتسمتُ له ، نعم .. لم تروني يومًا هكذا ، كنتُ أداري ضيقي .. حزني وانكساري .. كنتُ دائمًا أبرز عكس مشاعري .. حتى لا يؤثر ذلك سلبًا عليكم .. ولكنّه الآن ثقيلًا على قلبي ..
سمعتهُ يقول : ترا سلوم على وصول .. ناسي الظاهر
رفعتُ حاجباي ، لـ تظهر خطوط جبيني : تصدق ناسيه .. من بيجيبه !
قال بـ هُزء : أنت
راشد : هههههههههههههه ، زيووود .. من بيجيب سالم ؟
ابتسم : قال بيجي لحاله ، حلف ما نتعنى له .. أظن إنه صاحبه
قلتُ براحة : وأخيرًا خلص هالفرخ
زياد : هههههههههههههه ، للحين ما أقدر أصدق إن سلوم صار عمره 24 وتخرج من الجامعة ووظيفته تنتنظره
ابتسمتُ له ، لأكمل معه : المشكلة بطوله
زياد : هههههههههههههههه لا تسمعك أمي
اتسعت ابتسامتي : معليش عندي حصانه ، البلا لو سمعتك أنت
قال لي وهو يضع يده على فمه: خلاص بسكت ..
لم يطل صمته .. عندما رآني أعود لـ سرحاني مجددًا ..
همس لي : رشود ، لا يكون رجعت تفكر بـ اللي ما تتسمى لجين !
التفتُ له بـ دهشه .. لجين ! من تكون ! اووه ، تذكرت ..
ذلك الماضي .. سمعتُ زياد يقول بـ غيض واستهزاء : الظاهر إنك حنيت للماضي
لـ أقول أنا بضحكة ألم : هههههههههه لا والله نسيتها ، وما تذكرتها إلا الحين ..
قال لي بشك : أكيد !
قلتُ بـ هدوء .. تراكمت عليّ ذكرياتي : أكيدين بعد ..
عاد لـ يصمت هو ، لـ أغوص أنا في بحر تلك الذكريات ..
لجين ..!
ذلك الاسم العائد من الماضي ..
من تذوقت الغدر والخيانه من كأسها ..
الخداع ، النصب .. تلاعبت تلك بـ مشاعري .. علنًـا ..
كان تحديًا تافهًا .. بينها وبين صديقتيها ..
لـ توقع بـ " الثقيل " .. بين شباكها ..
ابتسمتُ بـ سخرية .. كنتُ قد أخبرتُ والدتي ، بـ أنني أريد الارتباط بها ..
يا لـ سذاجة مشاعري ..
آمنتُ بعدها .. بـ أن الحب مجرد خدعة ..
دقاتُ قلبٍ مضطربة فقط .. تصيبُ قليلي العقل ..
عندما يرون شخصًا جميلًا .. كـ الادرينالين ..
لم يستطع قلبي .. فتح أبوابه لـ أحد بعدها ..
خمس سنوات كبيرة .. مضى على ذلك خمس سنوات ..
نسيتها تمامًا .. مع كل تلك المسؤوليات ..
أما عن جروحي ! داوتها نظرة واحدة فقط ..
نظرة حنونة ، بريئة .. جميلة .. لـ شهر واحد فقط ..
من تلك الـ مُسماه بـ نوّار ..
كسرت قواعدي ..
أعادت ذلك الـ ادرينالين لـ حياتي ..
أصبحت نوّارًا لـ مشاعري ..
أطلقتُ زفيرًا مضطربًا ..
لـ أشعر بـ جسدٍ يصغرني ، يرتمي علي ..
ابتسمتُ بـ فرحة لـ أقول : سلوووم
سالم : هههههههههههههه يا عين أبوي ، دهر ننادي عليك .. الظاهر في أغلى مني
ضحكت وأنا ابعثر شعره : ولا أحد يسوا ظفرك
قال بـ خبث : حتى لو جوانوه ؟
احتضنته ثم قبلتُ رأسه : هههههههههههههههههه لا عاد لا تقرب من جوان .. عند طاري جوان كلكم ولا شيء
قال يصطنع الحزن : لنا الله يا زياد سمعت
كان زياد يتفحصني جيدًا .. قال بابتسامه : سمعت سمعت ، جوان مو مشكله مننا وفينا .. بنتنا ، لو تجي بنت الناس اللي خبري خبرك
أطلق ذلك تصفيره لـ يقول : علينا العوض ..
ضحكنا معًا .. توجهنا لـ والدتي ، نظرات القلق من زياد ترافقني ..
سمعته يهمس لي : اللي فيك يا أخوي ، أكبر من المقر الجديد ، ويتعدى لجين ..

أجل .. أجل يا زياد ..
الذي فيّ .. نوّارًا اصطدم بـ عُتمة قلبي ..
.
.
.
.
.
صُراخ .. فَوضى .. بُكاء ..
أصوات متفاوتة ، بـ لهجاتٍ مختلفة ..
أطفال ، نساء .. رجال .. بـ أعمار مختلفة ..
أحدهم .. تلتف يده حولي ..
همسات ، أسمعها بقربي ..
تنطق بـ اسمي .. تردد : سُلطان .. هيلب مي ..
ثم بـ لغة مختلفة ، ثم نطقت بـ عربية : سُلطان لا تترك يدي ..
ثم صرخة قوية ، أعادتني لـ وعي ..
كنتُ اتنفس بـ سرعة ، وأنا أفتح عيني .. التي التقت بـ ليديا ..
سألتني بـ قلق : ما بك سُلطان ، هل أنتً بخير ؟
قلتٌ لها بـ وهن : روز
لم تستطع أن تفهم تلك الـ ثلاثة أحرف ، التي تعني لي الكثير ..
اقتربت مني ، تساءلت وهي تتفحصني جيدًا : سُلطان ! هل هناك خطبًا ما
قلتُ لها بتعب ، وصوت واضح : أريدُ زوجتي، أين هي ! زوجتي كانت معي في ذلك الحادث ..
رأيتها ، تبتسم بـ فرحه .. لـ تقول لي : هل عادت لك ذاكرتك ؟ هل تتذكر كل شيء ؟ يا إلهي .. أجبني !
ابتسمتُ لها بـ ألم .. لـ أقول : لا .. ولكني أتذكر توسلاتها ، بـ ألا أتركها ، أين هي أخبريني ؟
قالت لي بـ حزن : لا نعلم ، أقسم لك بـ أني لا أعرف شيئًا .. جميع المرضى الذين هنا لا يتوافقون مع وصفك لـ زوجتك .. أعدك بـ أني سـ أساعدك
سألتها بـ عجز : كيف !
قالت لي بـ أمل : سـ أقوم بـ ارسال مواصفاتها لـ جميع المستشفيات ، وإن توافق الوصف مع احدى المرضى ، سيخبرونني
قلتُ لها بـ ضعف : ماذا إن كانت قد تعالجت ورحلت ؟ أم كانت مثلي .. لا تتذكر كل شيء، بل أسوء .. لا تتذكر من تكون هي !
توقفت عن الكلام لـ أقول بـ خوف : أو قد تكون قد توفت !
اقتربت مني ، لـ تقول : أبعد احتمال الوفاة ، جميع من توفي .. تعرفنا على هوياتهم ، لا توجد امرأة بـ اسم روزالينا بينهم ، رحلتكم .. كان هناك 30 امرأة ، مع الأسف .. توفيت 20 منهن ، بقي 10 .. وهن مفقودات ، هنا 5 منهن فقط ..
قاطعتها : روز ليست من بين الـ 25
أبعدت عينيها عني .. رفعتُ نظري لـ السقف .. هُناك مخطط يا ليديا ، أعلم .. قد تعرفون مكان روز ..
من ذاك الذي يساعده أخيك .. سمعتُ حديثكم الليلة الماضية ..
أبعدته عني .. غضبتِ منه ، يفعل ذلك من أجل زوجته .. لا تستطيعين لومه ..
حتى أنا ، لا ألومه .. ولكن .. من ذا الذي يريد معلوماتي كلها !
التفتُ لـ ليديا لـ أقول لها : هل حقًا ستساعديني ؟
قالت لي بـ ابتسامه وهي تفحصني : أعدك بذلك ..
قلتُ لها : احضري هاتفًا ..
أخرجت هاتفها من جيبها .. لـ أقول لها : اتصلي لـ ابنتي ، اخبريها بـ أنني بخير ، وأني قادم ..
فتحت عينيها بدهشة : سُلطان ، لماذا تخبرها بـ أنك قادم ؟ أنت تعلم .. علاجك يستغرق شهرًا آخر ..
قلت : أندريس قال شيئًا آخر
قالت لي بـ غضب : أندريس مجرد ممرض هنا ، أنا طبيبتك .. لتنسى أندريس ، شهر فقط ..
أخذتُ نفسًا عميقًا .. لـ أقول بـ هدوء : اخبري ابنتي بـ أنني بخير ..
قالت : ماذا إن سألتني أكثر ! ماذا إن سألت عن والدتها ؟
سُلطان : سأخبرك بكافة التفاصيل .. اتصلي بها
سألتني : هل الآن ؟
التفتُ لها : في الرابعة ..
د. ليديا : حسنًا ، هل تتذكر رقمها ؟
ابتسمت : لم أنسهُ قط ..
.
.
.
.
.
رن هاتفي .. كنتُ في سرحانٍ عميق .. أفكر في كلمات جراح ليلة أمس ..
نظراته لـ وافي ، كلمات وافي .. كل ما حدث البارحة ..
نقيضٌ كبير .. يحمله وافي في قلبه ..
ركضتُ لـ ذلك الهاتف ، قبل أن يُغلق ..
بل وأغلق .. كان اتصالًا غريبًا ..
رن مرة أخرى ، أجبتُ بِـ سرعة ..
خرجت " ألو " هامسه مني ..
لم تأتني أي كلمة من الطرف الآخر ..
قلتُ مرة أخرى " ألو " ..
لا صوت ..
بضجر وحِدة : ألووووووووووووووووووووووو ..
اعتدلت وقفتي .. ارتفع حاجبي .. توسعت عيناي ..
قلتُ بـ رجفة : ماما !
بلعتُ ريقي ، لأردد مرة أخرى بنفسٍ سريع ، ونبرة توتر : ماما ! أنتِ ! ماما !
سمعتُ وافي ينادي بـ اسمي ، لم يكن يهمني ذلك ..
بل ذلك الصوت ، تلك النبرة ..
اقترب وافي ، امسك يدي لـ يسأل بقلق : ايش فيك ؟
لم أعره اهتمامًا ، لأسأل ذلك الصوت : ردي أنتِ ماما ! أنتِ روز !
قُطع ذلك الاتصال ، ابعدتُ هاتفي ، التفتُ لـ وافي ..
بـ عين دامعه ، وبراءة اكتست ملامحي : والله صوت أمي
تلك النظرة ، نظرة انكسار .. اكتست وجه وافي ..
تمسك بي جيدًا ، كانت قدمي قد جمدت في مكانها ..
همس لي وافي : تعالي اجلسي هنا ..
كنت أرفض الحركة ، وأردد : والله يا وافي كانت ماما ..
قال لي : اجلسي ، وفهميني .. اجلسي
اجلسني ، كنتُ ارتجف .. لا أنسى نبرتها ..
لا أنسى تلك الـ " دانــا " التي تنطقها ..
نطقت بها ، التفتُ له : أقسم بالله إنها هي
قال بهدوء : عطيني تلفونك
مددتُ يدي ، اعطيته ..
قال لي : هذا رقم دولي
همست له : طيب !
لم تكن هناك اجابه ، لا يعلم وافي أيضًا ..
قال لي : رقمك دولي ؟
أجبته : ايوا
أعاد الاتصال ، لـ يقول : خارج نطاق الشبكة
سألته بـ انكسار : يعني !
جلس بجانبي وافي ، التقت عينه بعيني ..
عينٌ مكسورة وأخرى تجبر ذلك لانكسار ..
قال لي بحنان : يمكن بمكان ما فيه تغطية
قلتُ له ، وكأنني أريده أن يطمئنني : يعني هي ! يعني هي مو ميته ! هي هي ماما هذه
وضع يده على يدي ، لـ يقول : أنتِ حطي احتمال دانه ، إن شاء الله هي ..
بكيت .. وضعت رأسي على كتفه ، لـ ابكي ..
مسح على شعري ذلك الـ وافي ، لـ يقول لي : لا تسوي بنفسك كذا دانه
تمسكتُ به : أنا أبي أمي وافي
لم تكن لدى وافي كلمات لـ يواسيني بها .. هو أيضًا يريد والدته ..
والدته التي على قيد الحياة ، وبجانبه أيضًا ..
لم يعبر ولم ينطق وافي ، جلس بجانبي فقط ..
يمسح على شعري ، يهدئني ، ينطق لسان ذلك الـ وافي
بـ : دانه خلاص ، تكفين لا تعذبي نفسك كذا ..
كنتُ فقط ، أشد على قميصه .. لـ يشد هو على خصري ..
هكذا ، قضيتُ أول يوم بعد زواجي ..
.
.
.
.
.
اتصالٌ كسر قلب .. وآخر يصنعُ فرحة ..
كانت تجلس مروة ، أعلى الطاولة .. بجانبها إسراء ..
يحتضن جرّة " نوتيلا " ، احداهن تُدخل تلك الملعقة بعدما تُخرج الأخرى ملعقتها ..
المكان مليء بـ أحاديثهن المتنوعة ..
لم يكن رأسي يستوعب ما يقلن .. يدخلن في موضوع لـ يخرجن من آخر ..
وأنا أطهو عشاءهن ..
قلت بـ سخرية : الله يرحم أيام دانه ، كان يعز عليها إني أشتغل لـ حالي ..
لم يصلني رد منهن ، متمردات .. التفتُ لهن بغيظ ..
كنّ يتصفحن شيئًا في هاتف إسراء ..
صرخت بـ غيظ : وجججععععع
قالت لي إسراء بـ سخرية : بسم الله على قلبك نواريستا
وضعت يدي على خصري لـ أقول : وش وش !
إسراء : ههههههههههههههههه معليش طلعت معي كذا
قلت وأنا أُصغر نظرتي : سماح هالمرة
إسراء : ...
قاطعتها رنة هاتفي ، التقطه ، دون أن انظر لـ المتصل .. كُنتُ أحرك خليط الخضار ذاك
قالتُ بـ مرحي المعتاد : هلا ..
تجمدتُ مكاني ،، صوتٌ جديد .. لا يجيدُ العربية ..
إحداهن تتساءل ما إذا كنتُ أنا نوار ..
قلتُ لها بـ لكنتي البريطانيه : نعم إنها أنا ، من تكونين وماذا تريدين !
التفتن المتمردات لـ يسمعنني بـ انصات ..
سألتها بـ دهشه : ماذا تقولين أنت ؟ هل أنت صادقة !
لـ تقول إسراء بـ " لقافة " : وشش فييييك ؟
التفتُ لها : تقول بابا !
لتقفز مروة من على تلك الطاولة : ايش فيييي
إسراء بسرعة : حطيه سبيكر حطيه سبيكر
انصتُ لـ إسراء ، لألتفت للهاتف وأسأل : أعيدي ما قلته ؟
لـ تجيب تلك بـ صوتٍ بعيد بعض الشيء : كنتُ أقول بـ أنني ليديا ، أنا طبيبة في مشفى *** في ماليزيا ، والدك هُنا ، وهو بخير الآن .. طلب مني أن أطمئنك فقط ..
قالت إسراء بـ سرعة : ماذا عن والدتي ؟
قالت تلك : هي ما زالت تتلقى العلاج ، ما زالت غائبة عن الوعي ..
لـ أسأل أنا : ذاك يعني بـ أن الاثنان متواجدان في ماليزيا ؟
لـ تقول : نعم
سألتها : لماذا لم تصلنا الأخبار من قبل ؟ هل استيقظ والدي الآن ؟
قالت : لا ، بل منذ شهر .. ولكنه فاقدًا لـ ذاكرته ، يتذكر القليل .. اليوم فقط تذكر هذا الرقم .. وقال لي بـ أنه يريدك أن تطمئني
كنت سأتحدث ، ولكن سمعنا صوت دينا : هل والدي يتذكر رووز ؟
صمتت ، لـ تقول : نعم .. يجب أن أغلق الآن ..
أغلقته بسرعة ، لـ تقول دينا : كذابة
التفت لها : دينوه ؟ لحظة ، ايش في وجهك كذا عسى ما شر
مسحت على وجهها لـ تقول : توني أصحى من نومي ، وين ريوم
قلت : يووووه راحت منذ مبطي
سمعنا صرخة مروة ، التي قالت بفرحة : أنتوا مستوعبييييييييين ! ماما وبابا عايشين
ابتسمت لفرحتها ، لتقول إسراء : ييييييسسسسسسسس
ضحكنا بـ فرحة .. لـ أقول : الحمدلله
همست دينا : الحمدلله الحمدلله بس أحسها تكذب ، ليش ما كلمنا بابا !
قلت : أنا أحسها صادقة والله ، بس في جزء أمي لا لأنها توترت شوي
مروة بـ رجاء : بلييييز خلونا نصدقها
ضحكت وأنا أحتضنها : نصدقها عشانك ..
لـ تقترب إسراء ودينا ، أصبح حُضنًا كبيرًا جدًا ..
قالت بعدها إسراء : الظاهر ماكو عشا ..
لـ أقفز أنا : احترقت الخضار يا ربييييي ، بتقصووا هالمرة انتوا ..
مروة : أنا مستعدة أقص يلاا ..
نوار : ههههههههههههه قدامي ..
.
.
.
.
.
لم أكن أقصد إخافتكِ صغيرتي ..
لم أكن أقصد ارهاق قلبك اللطيف ذاك ..
أعتذر منكِ ، ولكن اسعدني ..
اسعدني صوت ذاك ، صاحبُ القلب المُحب .. بقربك ..
رأيتُكِ في منامي ، رأيتكِ منزعجة ، ضاقت بكِ الأرض الواسعة ..
اردتُ ان يطمئن قلبي ..
حبيبتي أعتذرُ منكِ ..
لم يكن قلبي يريدُ أن نعيش ما عشناه في تلك اللحظة ..
قلبي اطمئن ولكن قلبك ! أعلم بـ أن قلبك قلقٌ الآن ..
سمعتُ تلك الطبيبة تسألني : هل أنتِ جاهزة ؟
قلتُ : نعم .. همستُ بيني وبين نفسي ، لا يسمعني سوا ربي ورب العباد ..
همستُ بِـ : اللهم احفظ لي بنااتي واحفظني لهن ، اللهم أعدني وأعد والدهن لهن ..
خرجتُ معها ، على سريري .. تجرني لـ تلك الغرفة التي دخلتها آلاف المرات ..
يا إلهي ، لا أريد الخروج من هنا وبي ضر ..
أتذكر خوفها عندما أخبرتني ، عقلي الآن لا يستوعب ما يقال لي ..
قالت فقط بـ أنها عملية دقيقة ، في رأسي ..
هناك احتمال لـ فقدان ..
إما الذاكرة وإما النظر ..
يا الله ، لا تحرمني شيئًا ..
لا أريد نسيان أطفال ..
ولا أريد أن أُحرمَ النظر لـ وجوههن الجميلة ..
إلهي ، لا تحرمني من نِعمك ..
توكلت على الله ، ثم بدأت افقد وعي ..
ترافقني همسات دانه بـ : ماما ..
ثم بدأت تحاصرني الكثير من الذكريات ..
يوم ميلاد مروة ..
إسراء بجانبي .. لا يعجبها شيء ..
لم تكن تلك الصغيرة راغبة بـ مروة ..
لأنها بنظرها أخذت كل الـ " الاهتمام " منها ..
نوار ، دينا ودانة .. كُنّ مسرورات ..
ارتدين فساتينهن ، ويقفن بـ حماس لـ يُغنين لـ أختهن ..
لم يكن سُلطان يحب حفلات الميلاد ..
لـ ذلك .. كنا نحتفل بهن لـ وحدنا ..
عائلتنا الصغيرة المتماسكة فقط ..
تذكرتُ أيضًا .. ولادتي الصعبة لـ دانه ..
كنتُ متعبه .. متعبه جدًا ..
أتذكر كلمات سُلطان .. أنتِ قوية .. تستطيعين انجابها ..
ابنتنا هذه ستصبح عنيدة ، قوية .. مشاغبة ..
جاهدي من أجلها .. جاهدي لـ تشدي أذنها ..
أذكر بـ أنها كانت ولادة صعبة ولكنني كنت أضحك بسبب كلماتك ..
والكثير والكثير من الذكريات ، هالت عليّ ..
وأنا غائبة عن الوعي ..
بين يدي تلك الطبيبة وتحت رحمة خالقي ..
.
.
.
.
.
كنتُ أقود سيارتي ، أمامي وليد بـ دراجته ..
التقطُ هاتفي ، فتحتُ ذلك البرنامج .. التقطُ فيديو لـ وليد وارسلته لـ دينا ..
وضعتُه جانبًا وأكملتُ قيادتي ..
كل شيء حدث فجأة ، أحدهم صدم وليد .. سقط من الدراجة ، هوّت دراجته باتجاهي ..
حاولت تفاديها ، ولكنها صدمتني ، لـ تدور سيارتي بي .. فقدتُ قدرتي على السيطرة عليها ..
صدمتني شاحنة وعلقت بينها وبين الحديد ..
كنتُ استنجد ، صرخت بـ : ماما ..
رددتها كثيرًا ..
فتحتُ عيناي بـ فزع ..
التفتُ له ، كان قلقًـا .. سألني بحنان : دانه حبيبتي وش فيك ؟ قومي
نظرتُ له ، عقلي لم يلتقط تلك الكلمة .. ( حبيبتي ) ..
بدأ عقلي يستوعب ، كنت أحلم .. كان ذلك الحادث الأليم ، شريطُ حلمي ..
الآن أنا على أرض الواقع ، نائمة على ذات الكنبة التي بكيتُ عليها في حضن وافي ..
أنا الآن بين ذراعيه .. ابتعدتُ قليلًا .. بخجل كبير ..
رفعتُ رأسي له ، كان يراقبني .. بتفحص ..
سألني : كيفك ألحين ؟
رفعت شعري ، لم ارفع عيني .. لأهمس : بخير
ابتعد هو ، ليقف .. أوقفته : وافي بروح عند أخواتي تكفى
التفت لي ، ليرفع حاجبيه : طيب بسس
قاطعته : بس وش ؟ بليز وافي
ابتسم : الساعة 3 تطلعين منهم !
رفعتُ حاجبي : ليش ؟
قال ببرود : بنسافر
قلتُ بفزع : مابي أسافر مكان
ابتسم : ما تبين تسافرين لـ مكان .. معاي ؟
شدد على تلك الـ " معاي " .. لأبرر له : لا بس مابي الطائرات خلاص
فهمني ، ابتسم لـ يقول : ما بنسافر بـ طائرة
رفعت حاجباي لـ يقول : ما علينا جهزي أغراضك واجهزي أنتِ .. بوصلك لهم وبجيك على 3 طيب !
همستُ بخفوت : طيب ..
خرج هو ، وأنا أجهز حقيبتي .. أحداث ليلة أمس ، لم تخرج من عقلي ..
بكائي المتواصل بين أحضانه ، وهو يهدئني ..
يردد تلك المعوذات ، آية الكرسي والفاتحة .. ويس ..
ردد بعض الأدعية أيضًا ..
كان يهمس بكل ذلك في أذني ..
كنت اسمع كل شيء حتى غفيت ..
ردد شيئًا أيضًا .. عندما كنت بين الغفوة والصحوة ..
ولكن عقلي لا يتذكر شيء من تلك الكلمات..
أصبحت الساعة 10:45 ..
التفت لـ نفسي .. أرتدي فستانًا زهريًا .. مُخصرًا ..
أخذت عباءتي لأرتديها ..
دُقّ بابي ف ذات اللحظة .. همستُ بـ : يلا البس عباتي
لم يسمع هو لـ يفتح الباب : ايش !
التفتُ له .. كان يأكلني بنظراته ، اخفضتُ نظري ..
ابتسم وقال : شنطتك جاهزة ؟
همست : ايوا
قال : هاتيها
مددتها له .. قال : وش ماخذه أنتِ ؟
سألتُ بـ براءة : ليش ؟
رفع حاجبه : ثقيلة
ضحكتُ بخفة : كل شيء ممكن احتاجه
مشى لـ يقول برفعة حاجب ونبرة ساخرة : مُمكن .. ثم أكمل بنبرته العادية : يلا يلا لا نتأخر ببس
قلتُ بضحكة : طيب ..
(ملاحظة : المكان اللي بيروحوه ، من صنع خيالي تمامًا -.- )


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس