عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-21, 01:27 AM   #34

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 623
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
وردتني رسالة ..
جعلتني أتأخر من الذهاب لـ أخواتي ..
"
نوار أتمنى إنك بخير ، سمعت اليوم إنك تركتي شغلك
"
صاحب الرسالة ..! مجهول .. هذا رقمٌ غير مسجل ..
شعرتُ بحزنٍ عميق يسكنني ..
اكنت لدي مخططات كثيرة أريد تحقيقها عندما توظفت ..
أخبرتُ بها سُلطانًا فقط ..
كنتُ أريدُ أن أنجح ، أن أثبت نفسي .. أن أضع اسمي في رأس القائمة ..
رددتُ بهمس : حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسحتُ دمعتي ، لطالما جاهدتُ نفسي لـ أسبوعٍ كامل .. ومنعتها من ذرف الدموع ..
أرسلتُ لـ ضحى أسألها عن صاحب الرقم ..
لتخبرني بـ أنه العزيزُ سند .. ابتسمتُ ..
كان سند في ذلك الشهر ،ونعم الأخ ..
أذكر أنني أخبرته ذات يوم .. بأنه لو كان لي أخ ..
لـ تمنيتُ أن يصبح مثله ..
أجبته بـ " الحمدلله أنا بخير ، شكرًا على سؤالك .. سلم لي على زوجتك وحمودي "
لم يردني منهُ ردًا ، ليس مهمًا ذلك ..
ولكن وردتني من ضُحى .. التي تقول " من جد تعودنا عليك ، الله يأخذ هاني .. حرمنا منك ومن مديرنا .. حسبي الله عليه "
ضحكتُ بخفة على غضبها .. لأسألها " كيف المدير الجديد ؟ "
ضُحى " يجيب الهم ، الله يرحم أيام راشد .. بشوش وعسل ويتعاشر ، والله كنت آخذ أذن بدون ما أخاف إنه يهزأني .. حتى لما كان يرفض ، يرفض بلباقة ويعتذر لأنه يرفض .. هذا جلف ، ما أقدر أطلع آخذ أخواني ، اضطريت أجيب لهم سواق "
حبيبتي ضُحى ، مسؤولةٌ عن أخويها ، قلتُ لها " لو قلتي لي ، كان طرشت لهم سواق جدي "
قالت " يوووه نوار فشله مو حلوه ، عادي ترا "
قلتُ لها " هذا واحنا خوات تقولين فشلة ؟ ما علينا .. كيفه أبوك إن شاء الله أحسن ؟ "
أجابتني " الحمدلله ، رجع معاي البيت الحين ، إن شاء الله ما يرتفع عليه السكر مره ثانيه "
نوار " الله يحفظه لكم "
أغلقتُ محادثتها ، لأجد ردًا من سند ..
يخبرني بـ أن مشروعي عاد لهم .. تساءلت " ما خذاه راشد ؟ "
ليقول " راشد تنازل عنه ، أساسًا راشد ترك الشركة بكبرها ، هاني معتبره عدو له .. وأنتِ عارفة مكانه هاني عند المدير العام .. بس لا تحاتي .. ترا راشد جاي له عرض وظيفي في *** .. كان متردد يقبله قبل لأن مرتاح بمكانه .. بس بعد المهزلة اللي صارت . فضّل يقبله وراح ، الله يوفقه "
قلتُ بغضب : حسبي الله عليك يا هاني .. ضيعت على الرجال شغله بسبب تفاهتك
قلتُ لـ سند " الله يوفقه ، إن احتجت لمساعده يا سند ترا أنا موجودة "
قال لي " وأنا جبت رقمك من ضحى عشان هالموضوع ، اعذريني أكلمك بالوقت هذا بس مضطر ، عندي أسئلة كثيرة والأخ يبيه جاهز قبل 5 العصر "
ابتسمت لـ أقول " مو مشكلة ، قول لي كل تساءلاتك .. أتوقع عندي كل شيء بجهازي وش رأيك أطرش لك بالايميل وأسهل مهمتك ؟ وتحط لي أسئلتك واجاوبك ؟ "
شعرت بـ فرحته وهو مرسلٌ لي " والله يا نوار ما تقصرين ، مشكوره "
أكملتُ محادثتي مع سند ، أوضح له كل شيء .. ولساني مستمرٌ في الـ تحسب على هاني ..
سمعتُ صوت دانه تقول بـ زعل : اجلسي هنا مع جوالك وأنا رايحه طيب ..
التفت للساعه ، كانت تُشير لـ الثالثة ، قفزتُ من مكاني لأحتضنها ..
قلتُ بـ أسف : يووه دانة والله آسفة ، العتب على الـ حيوان هاني
سألت : وش مسوي ؟
شرحت لها كل شيء بـ اختصار
لـ تقول بـ حقد : الله ياخذه هو والمدير الجديد ذا ، صدق حيوانات مو بشر
ابتسمتُ لها وأنا أمشي معها للخارج : ما عليك منه ، انتبهي لنفسك ولـ وافي .. تحذري منه بعد ، وحاولي يا دانه تبعديه عن المحرمات
صمتت تلك ، أعلم هناك ما تخفيه ، ولكن تلك حياتها .. لا استطيع جبرها على قول شيء
أكملتُ : دانه ، ترا وافي حنيّن .. لا تطولين لسانك معاه واكسبيه
قالت وهي ترفع حاجبها : أنا اللي أطول لساني ؟
ضحكت بخفه : ههههههههههههه دوين ، أنا وأنتِ نعرف بعض
دانه : ههههههههههههههههههههههههه هه ، أوك بسكت .. بس والله هو لسانه أعوذ بالله منه
قلتُ لها : كلكم نفس بعض ، بس أنتِ كفي شرك عنه
قالت بضجر : اافففف زززييييييين
نوار : بطلع معك ترا
رفعت حاجبها لـ تقول : كذا ؟
التفتُ لـ ملابسي .. جينز أسود ، تيشيرت أديداس أبيض ، قلت بغرابة : وش فيني ؟
قالت بحدة : تستري على الأقل
نظرت لها ثم : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه يا لبى الغيورين ، طبعًا ما بطلع لزوجك كذا ..
ارتبكت قليلًا لتقول : مو قصدي يعني عشان وافي بس بتطلعين للحوش والبيوت المجاورة لنا
قلتُ لها : ههههههههههههههههههههههههه ه خلاص خلاص يا مجاورة والله مو طالعه قدام زوجك كذا ..
وضعت يدها خلف رقبتها بـ توتر ، ضحكتُ وأنا أقترب منها وأقبل خدها : على قلبي الغيور أنا
دانة بقهر : نواروووه
نوار : هههههههههههههههه ..
ارتديتُ عباءتي ، لأسألها : ليش غيرتي فستانك ؟
كانت ترتدي .. جينزًا رصاصي اللون ، تيشيرت أبيض .. وعباءتها عليها ، مفتوحه الأزرار ..
قالت : مدري وافي قال بدلي أريح لك ..
قلت : من جد أريح ، وبتسافرين بكعب ؟
قالت بخبث : لا أختي حبيبتي بتعطيني جوتيها الأبيض حق أديداس
قلتُ : هههههههههههههههه ، بدرج الجواتي خذيه يا العياره
قبّلت خدي : يا فديييييييت هالحلوو أنا
نوار : ههههههههههههههه يلا
خرجنا معًا .. إسراء ، دينا ومروة بجانب جدي ..
وافي يقف بعيدًا قليلًا ، يتحدثُ مع مروة ..
التفت لنا عندما خرجنا ، كانت عيناه تراقب دانه ، بصمت وابتسامه خفيفه ..
اقتربتُ منه لأول : هلا وافي شلونك ؟
ابتسم لي : الحمدلله ماشي الحال .. كيفك أنتِ والشغل ؟
ابتسمتُ ابتسامة باهته : أنا طيبة والشغل تركته
قال بـ أسى : افاا ليه ؟ أذكر كنتي مرتاحه
قلتُ باختصار : صارت لي مشكله وتركت ، أريح لي
قال : الله يعوضك خير ..
التفت لدانه ، ثم عاد لي بحماس ليقول : عاد تدرين .. ابوي بيفتح مكتبه اللي هنا .. يبي يشغله ، يقول محتاج مهندس معماري شاطر يجلس فيه ، وش رأيك ؟
ابتسمتُ بسعاده : من جدك !
ابتسم وافي لـ سعادتي : ايه والله ، كلميه .. عاد بيستانس قصوصي إنه ما راح يحاتي شيء .. وأنتِ لها
قلتُ له بامتنان : أكيد بكلمه ، ولا وش رأيك أنتَ يا جدي ؟
قال لي بابتسامه : تو تذكرين جدك ؟
نوار : ههههههههههههههههههههههه اعذرني
قال جدي : توكلي يبوك ، أنتِ يضيق صدرك بدون شغل ..
قال وافي : الله يوفقك .. التفت لتلك التي تقف بجانبي : يلا دانه ؟
تقدمت لتقف أماي ، احتضنتني مطولًا ، انتقتل لـ دينا .. إسراء ، ثم مروة .. قبلت رأس جدي ..
لتقول لي : الله يحفظكم ، كلموني كل يوم
ابتسمتُ لها : حاضر ..
ثم قلت بصوتٍ واضح لـ وافي : انتبه لـ دانتنا يا وافي
ليقول هو : بـ عيوني أفا عليك ..
التمستُ الصدق ، المحبة والوفاء ، في صوته ..
وقفتُ مكاني ، وأنا انظر لسيارتهم تبتعد من أمامي ..
شعرت لحظتها بـ أنني ودعتُ قطعةً من قلبي وليست أختي فقط ..
شعرتُ وقتها بـ أنني عرفتُ ما هي الأمومة ..
استوعب عقلي ، بأنني كنتُ أمًا لـ 4 فتيات منذ 4 أعوام ..
ابتسمتُ وأنا أمسح تلك الدمعة الهاوية على خدي ..
.
.
.
.
.
الرابعه والنصف ..
تحرك ذلك المركب الذي ينقلنا ، في البحر .. هل هكذا سيكون سفرنا يا وافي ؟
أخبرني بـ أننا سنكون في جزيرة .. لن يأخذني لـ خارج الحدود
سألته : ليش وافي ؟
أجابني : أدري بك ، تخافي من الطائرات من بعد اللي صار ..
الآن .. أضع رأسي على كتف وافي بتعب .. ننتظر انتقالنا للمقصورات ..
سألته : الرحلة كم تستغرق ؟
أجابني ببروده المعتاد : ثلاث ساعات ونصف لـ أربع ساعات
نظرتُ لـ ساعتي : نوصل ثمانيه المسا !
همس : تقريبًـا
قلتُ : حسافه ، كنت أتمنى أشوف الغروب من البحر وفي احدى الجزر ، أحس وناسة
سألني : ما قد رحتي لـ جزر مع عمي ؟
قلتُ له : لا ، أمي ما تحب الجزر ، وسلطان يحط رغباتنا عرض الحائط إذا روز قالت لا
وافي : هههههههههههههه ، يمديك تشوفي الغروب الأيام الجاية ، والشروق أحلى عشان كذا اخترت هالوقت نبحر فيه
رفعت رأسي لأقابله ، وأسأل : يعني جيت لهنا قبل ؟
وافي : لا ، بس رحت لجزيرة من قبل .. أنا وجراح ومشاري وأبوي
فرحت ، فرحتُ عندما أخبرني بـ أن رحلته كانت معهم ..
سمعته يقول لي : على فكرة ، يمديك تشوفين الغروب ، إذا ما نمتي .. من وسط البحر بعد ..
غمز لي وهو مبتسم : مو أحلى ؟
وترتني غمزته ، قلت بهدوء : آممممم بعد صح .. أكيد أحلى
كان سيتحدث ، ولكن أحد العاملين قاطعنا لـ يقول بلكنته الأجنبية : سيد وافي ، نعتذر على العطل ، مقصورتكم جاهزة ..
ليجيب وافي بـ انجليزية مُتقنه أدهشتني : لا بأس عزيزي ، لـ نذهب ..
التفت لي ليقول بهدوء دون أن ينتبه لدهشتني : يلا دانه
مشيتُ معه .. ماذا بعد لـ تدهشني يا وافي ؟ ماذا بعد !


كنتُ أقاوم نعاسي .. وافي مستلقي أمامي .. لم نتحدث .. أصبحت السادسة ..
الغروب على وشك البدأ .. التفتُ له .. قلت : وافي خلينا نطلع يلا ..
رفع نظره لي ، ابتسم لحماسي لـ يقول : طيب يلا قومي
قلتُ له بتحذير : يا ويلك لو غربت الشمس
قال بضحكة : لا وين بعده ، عندك 45 دقيقة يمكن ..
قلتُ له بطفولة : ترا يأذن 6:30 يا فالح
اقترب مني ، طبع قبله على خدي دون وعي منه ليقول بـ مزاح : أدري يا فالحه
تقدمني ، أنا ما زلتُ جامدة في مكاني .. عفوية وافي ، تجذبني بشدة
دعوت ربي بـ أن لا يغير وافي ، لأن قلبي بدأ بـ الميلآن ..
إن عاد وافي السابق .. سيسقط ذلك القلب على قاعٍ قاسٍ

كان غروبًا جميلًا بـ الفعل .. أجمل مما توقعت ..
قلت : سبحان الله
التفت لي ، لـ يقول : عاجبك ؟
التفت له بابتسامه : مرّه .. شكرًا
قال لي ببرود : ما سويت شيء ..
سألته بـ وضوح : وافي ليش أنت بارد كذا ؟
ابتسم دون أن يلتفت لي ، كانت عيناه تراقب أمواج البحر الهادئ ، أجاب : أنا كذا
دانه : يعني ؟
اقترب مني ، ليهمس بأذني : هذا أنا ، أنتوا كونتوا شخصيتي على كذا ..
ابتعد قليلًا ، لـ تلتقي عيني بعينه .. كانت نظرتي حائرة ، وهو ! ينظر لي ببرود ..
عاد وافي قبل الزواج ، حمدًا لله .. لم يرفرف قلبي بعيدًا ..

سمعتُ البحّار يعلن عن وصولنا ، هل كنتُ في حالة شرود كل ذلك الوقت !
تقدمني وافي وهو يمسك بيدي .. همس لي : تقدمي دانه
تقدمتُ ،، حتى أصبحتُ أمشي على نفس خُطاه ..
استقبلتنا احدى المركبات ، كان سائقها أجنبيًا ..
سأل وافي : هل هذه جميع حقائبكم ؟
ليجيبه وافي بهدوء : نعم
قال : لننطلق إذًا ، في أي اتجاه هي فلتكم ؟
قال له وافي : لا أعلم ، هناك حجز بـ اسم وافي الـ ... ..
ابتسم : حسنًا ، عرفتها ..
اطلق بـ أحد الاتجاهات ، كان هواء تلك الجزيرة منعشًا .. أنعش روحي ..
ولكن تلك الروح متعبه .. انتظر وصولنا لـ ابكي ..
أريدُ أن أفرغ طاقاتي ..
سمعته يتحدث : وش فيك ؟
التفتُ له ، أجبتُ بهدوء عميق : حاسه بتعب
قال : كلها خمس دقايق ..
متعبةٌ منك وليس من الطريق الطويل ..
متعبةٌ من عدم تقبلك لي ، رغم تجاهلي لكل شيء حدث ..
متعبةٌ من محاولاتي الفاشلة ، جميعها فاشلة وافي ..
متعبةٌ من رفض عقلي ، بــ أن أكمل ما خططتُ له معك ..
سمعته يشكر السائق ..
ترجلتُ دون انتظاري له بـ قول : يلا انزلي ..
لا أريدُ سماع الأوامر منه ..
دخلنا لـ تلك الفيلا ..
كنتُ سأفرح بها ، لو كان وافي شخصًا آخر ..
لو كان صاحبُ تلك الباقات مثلًا ..
هل كان سيأتي بي إلى هُنا ..
ويكون استقبالي بـ باقاتٍ جميلة ؟
جائني صوت وافي المُستغرب : ايش بك واقفة هناك ؟ ادخلي دانه
عُدتُ لـ واقعي المُر .. دخلت بخطوات هادئة ، ابلع غصتي ..
قال لي ببرود : الغرفة الرئيسية هناك ..
التفتُ لـ المكان الذي يشير له ..
قال لي : روحي ارتاحي ..
رفعت نظري له ، اعطاني ظهره .. دخل غرفة أخرى وأغلق بابه خلفه ..
في هذه اللحظة .. سمحتُ لـ دمعتي اليتيمة بالإنهمار ..
يستمر هو بـ رفضي ..
لم يطل مكوثي في رُدهة المكان ..
تحركتُ بـ اتجاه تلك الغرفة ..
غُرفة تليق بـ العرسان ..
لم أنسى وجوه المُسافرين ..
اغلبهم ، زوجٌ وزوجته ..
لم أرى عائلات ..
أي أم وأب وأطفالهم ..
زوج وزوجة فقط ..
متجانبين .. منسجمين ..
لم أشعر بـ ذلك الانسجمام معك وافي ..
وأنا عروسٌ جديدة ..
كانت دموعي مستمرة بالسقوط بينما عقلي يذكرني بـ برود وافي ..
كان عتابًا قاسيًا من ذلك العقل ، لـ قلبي المغفل ..
وضعتُ رأسي على الفراش ..
ولا أعلم ، في أي لحظةٍ غفيت ..
.
.
.
.
.
كنتُ قاسيًا .. أعلم ..
لم أستطع مرة أخرى مصارحتك .. لن أنسى حماسك ..
لن أنسى فرحتك .. لن أنسى شُكركِ لي ..
لا تعلمين كم كان قلبي يخفقُ بكل لحظة كنتِ تبتسمي بها ..
لا تعلمين كم ضاق وهو يرى تلك الدمعة المحبوسة ..
كنتُ أتمنى لو أستطيع احتضانك في تلك اللحظة ..
ولكن قلبي ضعيف .. ضعيفٌ جدًا اتجاهك دانه ..
لا أستيطع أن أنقل لك وباءً كـ هذا ..
رن هاتفي .. " لا تنسى علاجك "
ابتسمتُ بـ ألم .. فتحتُ تلك العلبات ..
أخذت جرعاتي ..
اتصلت ، التقطه بسرعة : أخذت علاجك ؟
قلتُ بسخرية : وعليكم السلام ، الحمدلله توني أوصل من 10 دقائق .. الحمدلله أخذته
قال : ههههههههههههههههههههههه الحمدلله ، عجبك المكان ؟
وافي : مبدئيًا ، شرح حلوو .. بكتشفه بكره ، إن ما عجب دانه يا ويلك
جراح : ههههههههههههههه يقولون إنه حق عرسان
قلت بسخرية : مرة
قال لي بجدية : وافي لا تضعف
قلتُ بصدق : ودي أذبح نفسي يخوي
قال لي معاتبًا : هذه ضريبة أفعالك ، لا تقول خف علي وغيره
قلتُ وأنا أقاوم حزني : ادفع الثمن غالي
قال لي بحدة : اسمع ، يا ويلك تسوي شيء تندم عليه بكره ..
صمتَ ثم قال بهدوء : قلت لها
همست : لا
جراح : وافي قول لها .. تقدر تساعدك هي
قلت بتردد وحزنٌ يتضح : لو طلبت الطلاق ؟ أنت الظاهر ما تدري إن جدي أجبرها
قال جراح : خلها ، بكيفها وافي .. لا تنسى ، بنظرها هي متزوجة وافي السكير ، أنت رافض إنها تعرف إنك تعالجت .. رافض إنها تعرف إنك دارس مثقف فاهم من أفضل طلاب بعثتك ، رافض تعرف إنك تشتغل ووظيفتك مرموقة ، ورافض تعرف إن فيك بلا .. وتبيها تبقى معك ؟ وافي أنت قدامها شخص هي ما تعرفه أبد .. شخص عكس كل شيء في بالها ..
لم أجبه بحرف .. سمعته يزفر بضيق : اسمع وافي ، أنت محتاج شخص غيري يعرف باللي فيك
قلتُ له بهمس : لا يكون بتروح
جراح : يا غبي ، قلت لك مو تاركك ، مو تاركك إلا وأنا أشوف كل تحاليلك سليمة .. بس أنتَ محتاج شخص غيري .. مو تبيها تفهم مشاعرك وتجيك ! ياخي خلك واضح عندها
قلتُ له بهدوء : تبيني أروح أقول لها أنا عندي وباء الكبد سي تعالي حبيني ! ولا أشفقي علي ! ولا تبيني اسمع منها أسطوانة تستاهل هذا اللي جاك بسبب شربك ؟ ولا عاد لو حلا لها الوضع ذكرتني بيومي الأغبر
جراح : ههههههههههههههههههههههههه هه .. ثم قال بقهر : مشكلتك عزيز نفس بزيادة
أجبته : والله ما أظن إني عشت حياة الرفاهية ، يحق لي أعز نفسي وأنا عايش بين هالناس ..
جراح : وينها عننك الآن ؟
قلت له ببراءة ، انتظر توبيخًا جديدًا : بغرفتها
جراح بدهشة : بعععععععععععععععد !
قلت له بذات البراءة : عاد هذا اللي صار ..
قال لي : يكون أحسن ..
وافي : أدري ..
.
.
.
.
كانت كلماته تلك تتكرر في ذهني .. هل تلك نظرته لي !
هل يظن بـ أنني سأسخر منه !
لما لا !
قد فعلتها مرة ..
لا ألومه إن فعلتها مرة أخرى ..
عدتُ لغرفتي ..
كنت سأسأله عن حقيبتي ..
تكررت كلماته في ذهني ..
"
ولا أشفقي علي ! ولا تبيني اسمع منها أسطوانة تستاهل هذا اللي جاك بسبب شربك ؟ ولا عاد لو حلا لها الوضع ذكرتني بيومي الأغبر
"
لا أعلم ماذا سبق ذلك .. ولكن رافقتني نوبة بكاء أخرى ..
لا أعلم لمَ أبكي الآن ..
قد يكون بسبب نظرته لي .. بـ أنني ساخرة ..
وقد تكون ، كبت أيامٍ مضت ..
أو .. هو طيف روز الذي زارني في منامي ..


انتهــى ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس