عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-21, 03:37 AM   #101

دعاء ابو الوفا
 
الصورة الرمزية دعاء ابو الوفا

? العضوٌ??? » 487701
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 320
?  نُقآطِيْ » دعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond reputeدعاء ابو الوفا has a reputation beyond repute
افتراضي




تبع روبي سيف وهو يتطلع حوله بعصبية صحيح ان المكان يبدو مهجوراً ليس هو ذاته الذي كان يعمل به ألا انه الأن في وضع اخطر من السابق اذا ما رأه احدهم , بينما سيف لا يزال يحملق في الورقة التي اخذها من الحارس تصف بشكل ما الطرق هنا , كانا يعبران من الشوارع الخلفية حيث جميع المحال مغلقة وتتكدس المخلفات علي جانبي الطريق الضيق وبرك المياه الصغيرة , وحين اصبحا في شارع اخر جذب سيف بعض الأضواء مبهرة وملونة تأتي من شارع محالة مغلقة كما هو الحال يحمل لافتة في مدخلة ( القط السعيد ) توقف وهو ينظر الي روبي يسأله : ما هذا المكان الغريب .
: لا ادري .. ليس مسموح لي بدخولة فقط من هم فوق سن معينة يسمح لهم بالدخول .. يسمح لنا بالعمل في الداخل لكن كون اخي هنا كما اخبرتك تم منعي من ذلك .
قال سيف وهو يحدق لوجهه : وهل طلب منك العمل هناك حين وصلت .
: نعم .. جاء رجل ليوزع الأعمال بيننا وكان علي اصرار ان مكاني هنا بلا شك .
: فهمت .
تابع السير وقال روبي بشغف : ماذا فهمت .. ماذا يجري في الداخل .
: سنتحدث بشأن هذا لاحقاً .
: لدينا كل الوقت الأن .
: انه مكان تجري فيه امور محرمة وخليعة .. فقط هكذا يمكنني قولها لك .
: منطقة الضوء الأحمر .
توقف سيف عن السير وهو يلتفت لينظر اليه بدهشة وقال روبي : لست طفلاً كما تعلم .
: لست كذلك بالتأكيد .
عاد للسير ثانية : يبدو ان شقيقك لا يزال يحمل شئ من الخوف عليك في النهاية ليجنبك العمل في مكان كهذا .


نعم يحب سماع الكثير من الأشياء التي تؤكد له ان اندي ليس هو ذاته الذي تحدث اليه حين وصل , اصبحا علي الطريق الأسفلتي بضوءه الأبيض وسكونة المريب , يسيران بمحاذاه الأسوار والمتاجر ينتظران اللحظة الحاسمة لظهور احدهم للقبض عليهم حتي بدأ يظهر تقاطع جديد امامهما وهنا سمعا صوت من بعيد لحافلة تقطع هذا الصمت المطبق , اختبأ الأثنان في لحظات يراقبان الحافلة التي تسير بتمهل ولم يتمكنا من معرفة من بداخلها كانت النوافذ ستائرها مسدلة وسأل سيف ثانية بخفوت : الي ايت تتوجه هذه الحافلة .
: لا اعرف .. هناك حظر تجول في هذا الوقت كما تري لا يغادر احد مكانة .. المباني جميعها مغلقة وكذلك المنازل .. انه قانون هنا .
: هناك امر مريب بشأن هذا المكان .. ليس كما خلت انه سيكون .. مشدد الحراسة ولن تتمكن من ان تخطو الي اي مكان .. حتي المبني الأداري الخاص بهم كان خالياً كذلك بل هناك مكاتب علي سطحها الكثير من الغبار .. هذا يعني ان لا احد يعمل هناك .
التفت اليه روبي : الأمر ليس كذلك في الصباح هناك بالفعل عمل وسكان وحياة صاخبة .
: لم انفي وجود حياة هنا لكن ثمة شئ ما غريب .
كاد سيف ان يذهب ليتبع الحافلة الي اين تتجه ونعم لأنها تسير بهذا البطئ كان بالأمكان تتبعها علي القدمين لكن روبي اوقفة بقوة : لا .. لسنا في الجهة الأخري الأن تذكر اين نحن .. علينا متابعة طريقنا .
: لدي رغبة عارمة لأعرف لما بين هذا السكون تسير تلك الحافلة بحرية .. من علي متنها واين تذهب .
: هذا ليس هدفنا الأن .. عد الي صوابك .. اعلم انك تجد الوضع سهل وانا كذلك اتسائل لما لم يظهر حارس واحد حتي الأن .. لكننا لن نبقي محظوظين اذا ما كشف امرنا .


كان اجمل ما في المكان هو الأضواء الرائعة فوق كل متجر ومنزل ومحطة وكل مكان , الأضاءه خافتة متناسقة مريحة للعينين كذلك الطرق المرصوفة بشكل انيق في كل شارع وكل زقاق حتي , يبدو المكان بحق مبهر ويتمني المرء ان يعيش به لولا انهم كاذبون , كان هناك منحدر طفيف بعده كانت المتاجر والأستراحات تأخذ مساحات مربعة بالمساحة ذاتها علي ابعاد متساوية وحولها الطريق النظيف اللامع الذي يتمشي فيه الناس لمشاهدة المعروضات وعلي الأرصفة بعض مزروعات الأزهار يحيط بها مصباح طويل لشموع ملونة , وجد روبي قطة اخذ يحاول كسب صداقتها وهو ينادي عليها حتي اختبأت منه في مكان ما , التفت الي سيف الذي يسير بصمت : تتمني لو انهم صادقون صحيح .. وتقول ليت كان بأمكاني ان اتجول هنا مع ابنتي واراها سعيدة بكل ذلك .
: لم لا .. ألا تستحق ذلك .. تلك الطفلة التي منذ وعيت لم تجد من حولها سوي القتل فحسب .
ظل روبي صامتاً لبعض الوقت ثم سأله فجأه : ماذا عن زوجتك .. لم يسمع احد شئ عنها ابداً .
لم يجيب سيف وحين نظر نحوه لم يجد التعابير علي وجهه تشجعه علي طرح سؤال اخر من هذا القبيل لذا قال : انت في طريقك لمساعدة ابنتك علي التجول هنا يوماً ما بأمان .. اثق انها حين تكبر ستقدر لك هذا وستفهم لما كنت متغيب عنها طوال الوقت .
: المرء لا يخسر كل شئ .. لا يزال لديها الكثيرين يهتمون لأمرها رغم كل شئ .. حتي انت .. انها تحبك كثيراً لم اراها تلعب بسعادة وتضحك بهذا الشكل مع شخص اخر .
: لا تقلق يا سيف سأهتم بها ليس عليك ان تقول اشياء مثل هذه لتطلب مني ذلك .
: انت ضعيف امام الأطراءات وتقول اشياء مزعجة لتخفي خجلك من الأمر .


ظلا صامتين بعدها حتي توقف سيف ينظر الي الورقة في يدة وقال مشيراً الي بيت من طابقين السلالم فيه مفرغة ويقبع في مكان مظلم ووحيد : هذا ضالتنا اخيراً .. هيا الصباح يدنو منا .
بعد كل هذا الأنبهار بجمال المدينة ليلاً كان المنزل الكئيب في انتظارهما بعيد في مكان مهجور مظلم لا يأتي سوي ضوء ضعيف لمصباح اصفر معلق علي الباب الأمامي لكل طابق والسلالم المعدنية المفرغة التي تساعدك اكثر علي انزلاق قدمك منها لتسقط وتدق عنقك ببساطة , كان بالفعل الهواء يمر من حولهما بشدة عكس اي مكان اخر ويسمعان صوت الحفيف المجهول في كل مكان في الطابق الثاني دفع سيف الباب الذي فتح بسهولة يصدر صرير رتيب واستقبلهم الظلام في الداخل , دخلا واغلق سيف الباب وتنفس الصعداء انهما في المكان الأمن اخيراً , اخذا وقت حتي تعتاد عينهما علي الظلام وجال سيف ببصرة في الأنحاء حوله هناك نافذتان مفتوحة تتطاير ستائرها بشراسة بفعل الهواء وتجعل اشياء في الداخل تتحرك يميناً ويساراً بأزعاج ويطوف الهواء في ارجاء المنزل يصدر صوت اشبه بالعاصفة ولم يفهم لما هناك مثل هذا الصوت القوي هنا , المنزل مزود بالكهرباء لكنهما يعجزان عن اضاءه اي سبيل للأنارة حتي لا يلفتا الأنتباه كذلك محاولة اشعال اي شمعة هي فكرة فاشلة مع كل هذا الهواء , تحرك روبي يحاول اغلاق النوافذ لكه عجز عن الأمر , جلس مكانة يستند الي الحائط واتخذ سيف الأجراء ذاته , يعلمان ان طريقهما ينتهي حتي هنا عليهما الأنتظار لوقت مجهول حتي يأتي احدهم ليخبرهما بالتحرك التالي , استمع روبي الي صوت غريب في الغرقة الداخلية فتح عينية ينصت بانتباه , نظر الي سيف الذي بادلة النظرة ذاتها قائلاً : ماذا بك .
نهض روبي ينظر جهة الداخل : هناك صوت ما .
: انها الرياح فحسب .
انصت ثانية وسمع الصوت وكذلك سيف هذه المرة , حين التفت روبي نحو سيف ووجدة ينهض بدورة ادرك ان ما سمعة حقيقي لذا تراجع بخطوات بطيئة يبتعد عن مجال الغرفة ويقترب من سيف قائلاً : لسنا وحدنا .. ثمة شئ في المكان .. كان الحارس محق البيت مهجور لأنه مسكون بشئ مجهول .
قال سيف بلهجة هادئة : لاتفقد صوابك ماذا تقول .


دعاء ابو الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس