عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-21, 06:38 PM   #1111

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس من فصل بكرة بإذن الله
..
ارتدت ملابسًا رياضية بعد الشروق مباشرة وغادرت المنزل قاصدة السير على الطريق الممهد المحاذي للسهل، هدهد وجنتيها السمراوين برد الصباح فأسبلت أهدابها قبل أن تلتفت وتغلق الباب وتشرع في المضي، المنطقة منعزلة تبيح لها الخصوصية التامة برفقة شجيرات يانعة على حواف الطريق، قطعت مسافة مناسبة ومن ثم شعرت بوجود صُحبة فأسرعت في سيرها دون التفات، وجدت نفسها قد نجحت في التهرب ممن تطفل عليها لبضعة دقائق قبل أن تشعر بخطواته تتسارع ويصلها، تسابقت معه حتى تخطه تمامًا فقد ملأها الضيق منه، أكملت طريقها بعيدًا عنه حتى وصلت قرب منزلها من الطريق المعاكس، اجتازت سياج يحاوط المنزل، ضربها النبض فجأة فتوقفت محلها، شعور من الماضي اجتاح تلك المضغة اللينة التي ما انفكت عن إيلامها، استدارت متراجعة للخلف في بطء وسارت مسافة عشرين مترًا يلاحق بصرها المدى من الأرض للسماء للزروع المترامية فوجدت الفراغ يغمر كل ذلك، ما من أحد حولها أبدًا، هبط عزمها وهدلت أكتافها تلعن مشاعر المراهقة التي التصقت بها وقد عانقت الثلاثين بالفعل، استدارت ثانية تعود للمنزل ينسدل ستار من عبرات شفافة فوقها مقلتيها، تنهد وأخبرت نفسها خفية أنا ستبكي نص ساعة فقط، بل ساعة لا غير، ستذرف عبراتها خلسة دون أن يدري أحد وتعود لجمودها ثانية، عليها بالهرولة إلى غرفتها قبل أن تفتر أجفانها عن العبرات ويُفتضح أمرها، قبل أن تصل المنزل بعشرة خطوات تخطاها..
تجمدت محلها يتناقص معدل ضربات قلبها وتأخذها بواقع يحتله حبيب الأمس، كان صامتا تتلهف عيناه على اختلاج وجهها، لم يهبط بصره لأبعد من عينيها ووجنتيها وأنفها، تلقائيًا راجعت في عقلها حال حجابها وثوبها الفضفاض، حمدت ربها أنها أحكمت الوشاح جيدًا وملابسها كلها ساترة، أخفضت طرفي كُميها تخفي أطراف أصابها وتتراجع للخلف، تبرر الدمع الذي أغشى حدقتيها بخفوت:
- الغبار يؤذي عيني..
أمعن في مقلتيها النظر قبل أن يعلق في تهذيب:
- أفهم.
هزت رأسها بلا معنى وقطعت خطوة تتخطاه فتبعها مسرعا يعترض طريقها مبررا:
- أردت فقط الاطمئنان عليكِ..
عقدت جبينها تشيح بوجهها في عبوس:
- أنا لا أعرفك..
قالتها وقطعت خطوة أخرى سريعة تخطاها بدوره فأجبرها على التوقف أمامه، وضع كفيه في جيبي سرواله يشد قامته المديدة ويعقب:
- أنا أيضًا لا أعرفك..
عادت بعينيها إليه مبهوتة في صمت قاتل، تنهد يبتسم بمرارة:
- ربما تقابلنا قبل ذلك ولا نتذكر..
هزت رأسها بحدة تخبره في حسم:
- كلا لم نتقابل..
أومأ متفهمًا:
- تقابلنا الآن للمرة الأولى..
أخرج كفه من جيبه يشير بها إلى صدره:
- أنا مدين..
صعدت حمرة طفيفة إلى وجنتيها وأطبقت شفتيها في قوة قبل أن تهرول صوب المنزل مغمغمة:
- لم يرُق لي اسمك..
نادها من خلفها بنبرة تترجى شريان الحياة أن يغمرها:
-عِطر..
أدرات له رأسها بلا فهم فحرك أحد أكتافه ومط شفتيه قبل أن يفسر:
- لا أعرف اسمك ورأيت أن عطر يليق بك..
افتر ثغرها عن أنفاس متهدجة وأعادت رأسها للأمام تسير ثانية، والعبرات الخائنة مثل القلب تسيل، قررت أن تسمح لها أن تاخذ حيزها الذي تلح عليها به، ستبكي يوم وليلة فقط وبعد ذلك ستكون بخير..




samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس