أعجبتني..... 🌹
💚💙💛 من ألأدب والتواضع. 💛💙💚
بعد وفاة السيده فاطمة بنت محمد عليه الصلاة والسلام ،
تزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -
بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ( من بني حنيفة )
فولدت له ولداً سمّاه ( محمداً ) ، فهو ( محمد بن علي بن أبي طالب )
غير أنَّ الناسَ أرادوا التفريقَ بينه وبين ذرية فاطمة - رضي الله عنها -
فسموه ( محمد بن الحنفية )
واشتُهر بها أبداً - رضي الله عنه - ، ولم يكن يكبُرُه أخواه الحسن والحسين - عليهما السلام -
بأكثر من عشرة أعوام .
ونشأ محمدُ بن الحنفية نشأةَ أبيه فروسيةً وبطولةً وشدةً وشكيمةً ،
فكان أبوه يُقحِمه في الشدائد والمعارك
فقال له بعضهم يوماً
لِمَ يُقحمك أبوك في مواطن لا يُقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟
فكان جوابه عجباً من الفصاحة الهاشمية ، قال :
ل
أن أخَوَيَّ هما عينا أبي وأنا يده ، فهو يقي عينيه بيديه
فتأمل كيف تجاوز حظ نفسه ، وكيف فضّل أخويه ، وكيف التمس العذر لأبيه ،
وكيف لم يسقط في فخ النميمة ، وتأمل عبارته وإيجازها وإعجازها
ووقع بينه وبين أخيه الحسن خلافٌ ، فكتب إليه
( أما بعد ، فإنّ اللهَ تعالى فضّلك عليّ ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ،
وأمي امرأة من بني حنيفة ، وجدك لأمك رسول الله ، وصفوة خلقه ، وجدي لأمي جعفر بن قيس ،
فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالحني حتى يكون لك الفضل علي في كل شيء )
فلما بلغ كتابُه أخاه الحسنَ - رضي الله عنه - بادر إلى بيته وصالحه
سبحان الله ، ذرية بعضها من بعض ، وعجبٌ في التربية ،
فقد كان فَطِناً إلى درجة أن جعل الفضلَ كلَّه لأخيه ،
ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه حتى لا يكون له الفضلُ عليه ،
وأعطاه فرصةً لذلك ، ونبّههُ على فضل السبق ، وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر ،
بل كان أدباً مع ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلَّم -
فليتنا نأخذ قبساً من هذا الطهر والتربية النبوية
رضي الله عنه وعن إخوته وكل الآل الأطهار والصحابة الأبرار ، ما تعاقب الليل والنهار
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
.