عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-21, 11:42 AM   #6

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حكاية ليلة واحدة
لقد وقعت القصة في ثلاثينات هذا القرن ..
كان (كمال باشا) يملك قصراً في تلك المنطقة وكان طيب القلب ، إلا أن زوجته التركية المتغطرسة كانت تختلف عنه كثيراً ، ولم يتهمها أحد يوماً بالرقة أو حسن معاملة الفلاحين .. لكنها لم تؤذ - على الأقل - أحدهم قط ..
وكان لهما إبن يدعى (شاكر) .. ، إبنهما الوحيد الذي يملك - بحكم الوراثة القريبة - كل هذه الضياع والأراضي والبشر ككل العاطلين بالوراثة كان مستهتراً فظاً ، وحين كنت تراه وهو يمتطى صهوة جواده مرتدياً قميصه الأبيض مفتوح الصدر تبرز منه خصلات شعره الأشقر ، وعضلاته تتشبث بلجام الجواد ، عيناه الزرقاوان الشريرتان تلتمعان في وجهه الوسيم .. كنت تظن أن هذا هو الشيطان ذاته قادماً ليملأ الأرض جوراً ..
وكان السوط في يده يتلوى كالأفعى باحثاً عن ظهور ليمزقها ..
أما (الحمزاوي) فهو أجير بسيط غلف كعباه بطبقة سميكة من ( القشف ) يضل فيها الثعبان طريقه بين الشروخ .. ، وفي عينيه اللتين أكل الرمد نورهما ترى نظرة قهر أزلية..
كان على النقيض من (شاكر) تماماً .. ولم يكن ثمة مجال لأية مقارنة أصلاً ..
لكننا سنفهم كل شيء بعد قليل ...
في ذلك اليوم كان أطفال (الحمزاوي) يلهون قرب القصر .. حين لمحوا (شا?ر) عائداً على صهوة جواده من سهرة حتى الفجر أمضاها عند المأمور ..
وفي براءة أطلق أحد الصغار دعابة على (شا?ر) ...
مجرد دعابة طفولية من التي يتجاهلها أي شخص متزن ..
لكن (شاكر) لم يكن متزناً ..
كان ثملاً تماماً كعادته في ساعات الصباح الأولى ..
لهذا لم ير الأمور كما ينبغي أن يراها ..
يقول الشهود أنهم رأوا النيران - كحقيقة لا مبالغة - تنبعث من عينيه ، واحمر وجهه .. وارتجف شاربه الأشقر الجميل ..
ثم إنه ركل بكعبه بطن الجواد ..
فانطلق هذا بين صفوف الأطفال يدوس هذا ويركل ذاك ، على حين استخدم (شاكر) سوطه ليزيد من جرعة الإيذاء مأساة قصيرة لا داعي لها أبداً ..
لكنها حين انتهت كانت هناك أربعة أجساد صغيرة محطمة تتلوی في الغبار ، وكان (شاكر) يلهث منهكاً فوق صهوة جواده ، وقد بدأ يدرك - للمرة الأولى - بشاعة هذا الذي فعله ..
وهرع الفلاحون ليروا ما حدث على صوت ولولة النسوة ، وكان من بينهم والد الأطفال .. (الحمزاوي) .. الذي احتاج لخمس دقائق ?ی بفهم ما حدث ..
وكان القاتل قد ترجل من على صهوة الفرس .. ووقف مشوش الفكر لا يدري ما يفعل وكيف يفعله .. ، إن الأمر لم يكن يحتاج منه سوى الفرار إلى صديقه المأمور الذي سيصلح كل خطأ .. لكنه - كما قلنا - كان عاجزاً عن التفكير ..
في تؤدة اقترب منه (الحمزاوي) وعيناه في عينيه ..
لم تكن هناك نظرة عتاب ولا لوم ولا غضب ولا شيء على الإطلاق .. فقط نظرة ثابتة لا تتزحزح ..
وفي رزانة قال :
- ما كان يجب أن تفعل ذلك يا سعادة البيه !!
حتى في موقف كهذا لم ينس أن يبجل سيده ! ، أما (شاكر) فكان يرتجف من الانفعال لكنه لم ينبس ببنت شفة ..
- ما كان يجب ذلك ..!!
إن الفأس في يده والقاتل أمامه ..
لقد كان ما حدث متوقعاً .. متوقعاً أكثر من اللازم ..
ولم يتدخل أحد لإنقاذ (شاكر) ..
وحتى هو لم يحاول إنقاذ نفسه ..
أما ما حدث بعد ذلك فلا داعي لذكره ..
مطاردة الأب المذعور المكلوم في الحقول .. ، وكلاب المأمور ورجال الشرطة .. والجياد الثائرة الغضبی كان مشهداً لا يوصف لما يمكن تسميته ( صيد الإنسان ) ..
ثم عادوا به مكبلاً بالحبال ووجهه متورم من جراء كعوب البنادق والركلات ، وتطوع كل من رجال الشرطة بإظهار حماسه لإرضاء المأمور بالمزيد من العنف ..
وحُوكم (الحمزاوي) .. واُعدم .. فلم تكن أمامه فرصة نجاة ..
وكانت هذه نهاية القصة ..
أم هل أقول بدايتها ..؟
بعد ذلك بأعوام بدأت القرية تثرثر ..
حكايات كثيرة عن شبح يجوب الحقول في الظلام ..
جثة (عبد الودود) المذعورة التي وجدوها ، وجثة (محمد الحمزاوي) التي ارتسمت على وجهها أعتی علامات الهلع ..
كل هذا نكر الناس بالحادث خاصة والأخير هو شقيق (الحمزاوي) ..
وبدأت الإشاعات تسری :
لقد كان (شاكر بك) يذكرهم بالشيطان أو - على أقل تقدير - بقوة شر كاسحة من دنيا ما وراء الطبيعة ..
لهذا قالوا إنه عاد في صورة شبح ?ی ينتقم من القرية ..
البعض قالوا إنه عاد في نفس صورته القديمة على صهوة جواده ليطارد الفلاحين البائسين بين الأحراش ..
والبعض قالوا إنه يتخذ صوراً أخرى خادعة .. كطفل ضل طريقه .. أو فتاة حسناء تطلب العون .. أو خفير ساهر ينتظر ..!
المهم أنهم أجمعوا على أنه يجذب الحمقی نحوه ..
عندئذٍ تكون نهايتهم ، وفي الصباح الباكر يجدون جثة مذعورة في حقل ما .. وهنا يسأل البعض :
- كيف تصف الضحية صورة الشبح بعد أن ماتت ؟!
اسألوا عن ذلك (أم فكري) ..
فهي - كما تزعم - أفلتت من ثلاث محاولات متلاحقة لقتلها من قبل الشبح ، وهي - بالمناسبة - أرملة (الحمزاوي) ..
ولقد رأت فتاة جميلة ، وشابا وسيماً ، وشيخاً طاعن السن ..
وكلهم طلبوا منها العون أو طلبت هي منهم العون ليلاً .. وعندئذ ..
كان ذلك الشخص - أو الشيء - ينتظر حتى تدنو منه ويبدأ في التحول إلى حقيقته المريعة ..
لكنها كانت تتوقع الشر دائماً وكانت أسرع انعكاساً في الفرار .. وأعلى صونا في الصراخ .. ولهذا ظلت حية حتى اليوم ..
دارت الأيام .. وجاءت الثورة والتأميم .. ورحلت الأسرة إلى ( أوروبا ) ، وبدأت في القرية قوانين جديدة وعلاقات طازجة وأسر أخرى لا تعرف شيئاً عن هذه القصة ..
لكن الرهبة ظلت حية في الأذهان ..
إن الشبح لم يرحل مع عائلته بل استوطن القرية .. ، وظل يمارس هوايته القاسية مع الأهالي والغرباء .. بل وخاصة الغرباء الذين ترميهم حماقتهم في طريقه ليلاً ..
ولا داعي للقول إن الخروج ليلاً صار نوعاً من ( التابو ) المحرم في هذه القرية يتوارثه الأبناء ولا يدرون سيبه ... فإن كان الخروج محتماً فليكن ذلك في جماعة ..
والدرس الأكثر أهمية هو : لا تثق في مسافر متعب .. أو امرأة تستغيث بك .. أو طفل ضال .. أو - وهذا العلم - خفير ساهر لم تره في القرية قط ..
حقاً إن حياة الأشباح لقاسية ..
.
_
حكاية ليلة واحدة
حلقة الرعب
العدد 10


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس