نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | 1- هاربة من والدها أتخذت جين لنفسها مكانا الى أحدى الطاولات في المطعم الصغير , التابع للفندق الذي قضت فيه ليلتها , وما أن شرعت بتناول طعام الأفطار , حتى وقع نظرها على هذا الأعلان في جريدة وجدتها مهملة على الطاولة . - نبحث عن شابة للعمل في مزرعة كبيرة , ملمة بأعمال الفروسية , وعلى من تود التقدم لهذه الوظيفة , ألا تخشى صعوبات العمل لأنه لا يتطلب مجهودات كبيرة ومعقدة. لم تعد جين تستطيع أن تبعد نظرها عن هذا الأعلان , الذي أنتصب أمامها كالقدر , والذي شكل لها مقدارا كبيرا من التحدي , وفي الوقت نفسه , الحلم الذي طالما تمنت تحقيقه, فقد تمنت العمل في مزرعة السيد جون غرانت , صاحب خيول السباق الشهير في أنكلترا , حيث كانت تمضي عطلاتها الصيفية وهي تتمرن على ركوب الخيل , ولم يمنعها بعد ذلك تحقيق هذا الحلم , سوى الصداقة التي تربط السيد غرانت بأهلها. وبهدوء أدارت قرص الهاتف حيث أتاها صوت أمرأة على الطرف الآخر: " ألو...هنا ( هاي لنتون) مكتب وكيل الأعمال". فوجئت جين بالصوت الخشن الرتيب ,واللهجة الحازمة فقالت: " صباح الخير". وشعرت فجأة بأن كل ما أعدته من كلام تبخّر من رأسها كالدخان , وعندما سمعت صوت المرأة يرد مرة أخرى: " ألو...". حاولت أن تستعيد طمأنينتها فأجابت: " عفوا سيدتي... أنه بخصوص الأعلان الذي نشر هذا الصباح , فهل أستطيع التحدث الى المسؤول ؟ أنا جين براون". لم يأت رد المرأة على الطرف الآخر سريعا , وكأنها كانت تتحدث الى شخص آخر بصوت خافت , ثم أجابت: " وكيل الأعمال ليس موجودا اليوم وكذلك السيدة تيت المسؤولة عن المنزل". هذا الرد أربك جين , وحاولت ألا تدع الفرصة تفوتها فسألت: " أذن من يستطيع مساعدتي في هذا الموضوع؟". وبشيء من التردد أجابت المرأة: " لا بد أن السيد غريرسون على علم بالموضوع , وأنه لمن الأفضل أن تحضري وتقدمي له نفسك". أضافت جين بسرعة: " ولكن أين يمكنني أن أقدم نفسي؟". أجابت المرأة: " آه صحيح , كدت أنسى ذلك , هل لديك قلم لأعطيك العنوان؟". كان عليها أن تأخذ القطار من نيوكاسل الى هايدون وبالتالي تنتظر الباص الذي سيقلها الى هاي لنتون , وبدت المسافة لجين وكأنها لا تنتهي ,في ذلك الطريق الصحراوي الوعر. كانت تتمنى ألا يكون السيد غريرسون رجلا عجوزا , لأنها خيرت عدوانية الرجال من هذا الجيل وما يضمرونه من عداء للشباب أمثالها , وتحملت بما فيه الكفاية من والدها الذي كان يظهر عكس ما يريد ,ثروته هي المثال الساطع على ذلك , ولا شك بأن كل الأثرياء الذين في مثل سنه يفكرون بالطريقة ذاتها. وأخيرا قالت جين محدثة نفسها: "ليكن ما يكون, أتخذت قراري وسأتابعه حتى النهاية". كانت تشعر وكأنها مدفوعة بقوة خفية , لم يعد بأستطاعتها أن تقاومها , وجدت الجريدة مفتوحة على الصفحة ذاتها ,صفحة الأعلانات , وبصورة آلية ألقت نظرة عليها وسرعان ما أنجذبت الى الأعلان : وظيفة وفي هذه المنطقة بالذات, وتتعلق بالفروسية؟ أنه حلمها الأبدي الذي أرادت تحقيقه فور أنتهائها من مرحلة الدراسة , وذلك بأنشاء ناد للفروسية , وقد عارض والدها هذا المشروع بشدة , وهو صاحب المصانع المتعددة , ودّعيا أنه لن يسمح لنفسه بتبذير أمواله في مشروع تنبأ بفشله سلفا , ولم تكن السنوات الثمانية عشرة تخوّلها تحدي أرادة والدها السيد أوستاش براون الذي لا يقبل المناقشة , ولم تكن السنوات التي مرت كفيلة بتعديل موقفه بل زادته عنادا وتصلبا. ولم يقبل لأبنته الطموحة أن تهدر طاقاتها في غير المصانع التي يملكها , ولم تتفجأ جين بذلك لأنها تعرف المستقبل الذي رسمه لها والدها , هو الذي كان يتمنى أن ينجب ذرية من الذكور ليكونوا عونا له في أدارة الأمبراطورية التي يملكها , وبالنتيجة لم يجد الى جانبه الا واحدا هو جورج , الذي يكبر جين بعشر سنوات ,والذي قام بكل ما في وسعه من تجارب في معامل أبيه وهذا ما كان ينتظره السيد بروان من ابنته , ورغم مرور ثلاث سنوات فأن جين لم تتخل عن مشروعها , ولكن كان عليها أن تثبت لوالدها بأنها ليست تلك الفتاة الطائشة , وقد تحقق لها ذلك بدورة السكرتارية , التي أثبتت فيها مقدرتها وتفوقها , مما خولها العمل كمساعدة لمديرها في العمل , ورغم أنها أستطاعت أن تبهر والدها بذلك ألا أنها في قرارة نفسها , ظلت تلك الفتاة التي تشعر باليأس , لأنها لم تتوصل الى تحقيق ذاتها في يوم من الأيام , بعمل يمت بصلة الى آمالها وطموحها. وبمقدار ما كانت جين تحاول أن تثبت شخصيتها, بمقدار ما كان يؤلمها وضعها المتناقض مع أمها وأخيها اللذين رضخا وبشكل أعتيادي , لطريقة الحياة التي فرضها والدها , كانت تشعر بأن هذه الحياة العائلية الرتيبة تشكل عبئا عليها ,ولكنها في الوقت نفسه تريد المحافظة على نوع من العلاقات الجيدة معهم. |