عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-09, 08:44 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

بلعت جين ريقها وشعرت بأنها لا يمكن أن تتجاهل السؤال ولا سيما أن نظرة السيد غريرسون الموجهة اليها لن تسمح لها بالتهرب , ولم تشك بأن الرجل الذي أمامها ينتظر من موظفته الجديدة أن تكون من أسرة متواضعة , فأجابت بصوت مرتبك وخافت:
" أبي يعمل في مصنع".
في الحقيقة جين لم تكن كاذبة تماما بأجابتها هذه , فقال لها مخففا عنها:
" يجب ألا يكون لديك شعور بالذنب ,هذا ليس عيبا , كل أنسان بحاجة الى العمل , والذي يهمني قبل كل شيء هو مقدرتك أنت , ماذا كنت تعملين قبل أن تأتي الى هنا؟".
ما تكاد جين تنجح بتجاوز موقف صعب , حتى يضعها أمام آخر , ولحسن الحظ أنه فهم بأن والدها عامل في مصنع ولم يشأ أن يجرحها أكثر من ذلك , ولكن ماذا يريد بعد ذلك؟" أجابت:
" كنت أعمل في مكتب".
وأضافت بسرعة:
"ولكنني لا أحب مثل هذا العمل , فأنا أعشق ركوب الخيل , وفي الوقت نفسه الأهتمام بالشؤون المنزلية لا يخيفني فأثناء مرض والدتي تحمّلت كل المسؤولية".
" وبما أنا شفيت الآن ترغبين بعمل شيء آخر أليس كذلك؟".
لانت لهجة الرجل وأنبسطت أسارير وجهه فقال:
" ولكن أيم تعلمت الفروسية؟".
كان يعلق أهمية خاصة على هذا السؤال , مما جعل جين تعتقد بأنها وقعت في الفخ هذه المرة لا محال , فكيف ستخبره عن مزارع السيد غرانت , وعن الصداقة العائلية معه؟
أجابت جين بنوع من النفاق:
" تعلمت ذلك لوحدي ,ولربما تود أن أجرب ذلك أمامك ".
" فيما يتعلق بهذه النقطة على الأقل , يبدو لي أنك واثقة من نفسك ولكنني أعتقد بأنك لا تعرفين شيئا عما يتعلق بأمور العمل في المزرعة".
" لا أؤكد ذلك ولكنني أستطيع التعود بسرعة".
أضافت جملتها الأخيرة هذه بشيء من الترفع , ولما لم تعجبه طريقتها هذه في الأجابة قال بلهجة كاسرة:
"كنت أفضل شخصا أكثر تجربة".
جين أخفضت عينيها لتخفي اليأس الذي بدا على وجهها , وتساءلت كيف يمكن أن يتبادر الى ذهنها بأنها أستطاعت أن تثير أهتمام الرجل ومع ذلك لم تفقد الأمل بعدما أظهرت نفسها أمامه بمظهر الفتاة اليائسة والتي هي بأمس الحاجة الى العمل , ولا تزال تتأمل بأن تثير شفقته عليها , وما أن رفعت عينيها حتى فوجئت بالنظرة الحادة التي وجّهها اليها السيد غريرسون وبلهجة تحمل شيئا من الوقاحة قال:
" قد تكونين فارسة جيدة , ولكنني أفضل أن أتأكد من ذلك بنفسي, لقد تعلمت الحذر من اللواتي سبقنك , أذن لنذهب ونرى , بينما هيلدا تحضر لك فنجانا من الشاي ستكونين بحاجة اليه بعد ذلك".
كان قلب جين يخفق بشدة وهي تتبع السيد غريرسون الى الخارج , وتمتمت بهذه الكلمات:
" أشكرك يا سيد غريرسون , وأعدك بأنني لن أخيب ظنك".
أجابها السيد غريرسون بدون أن يغير من سرعة خطواته وبدون أن يلتفت اليها:
" سأتأكد من ذلك حالا".
الطقس كان كئيبا , والسماء بغيومها الكثيفة تنذر بالمطر , نظرت جين الى ساعتها ورأت بأن الوقت تأخر والساعة تجاوزت السابعة , ولم تكن لاحظت مرور الوقت , كيف ستستطيع العودة الى المدينة فلا بد أن يكون الباص الأخير قد مر منذ زمن طويل , ولكن هذا الموضوع أصبح جانبيا بالنسبة الى الموضوع الذي هي مقدمة عليه الآن , وأسرعت الخطى لكي لا تتباعد المسافة بينها وبين السيد غريرسون , وبعد أن أجتازا عدة أبنية , وصلا الى صف طويل من البيوتالخشبية الخاصة بالجياد مطلية باللون الأبيض مما يدل على نظافة متكاملة.
دخل الى أحد الأصطبلات وعاد حاملا سرجا ولجاما , ثم قال لها وهو يقيسها بنظرة:
" أغلقي الباب خلفك".
كتمت غيظها أمام هذا الرجل الذي لا يترك مجالا لكي تفوته أي فرصة.
وهناك في البرية الممتدة خلف الأصطبلات رأت مهرة ذات مظهر متميز , بدأت تقفز وشعر عنقها يتطاير بالهواء , وأنتصبت أذناها بأتجاه الصوت , مما جعل جين تقف أمامها متأملة مسلوبة اللب , ولكن السيد غريرسون أخرجها من حالة التأمل هذه عندما نادى المهرة بصوت لطيف جعلها تقترب حالا وهي تهز رأسها بحركة تدل على الصداقة ,كانت تتمتع بجمال مدهش سيما عيناها الواسعتان وكأنهما هالتان ذهبيتان ,وبدأت تحك رأسها بكم صاحبها لتبحث عن قطعة السكر التي سيخرجها من جبه فيما بعد ويضعها في فمها , وتوجه الى جين قائلا:
" أنها مطيعة جدا وسترين ذلك, سنسرجها الآن ونرى ماذا يمكنك أن تفعلي".
المهرة لم تكن خائفة لا بل تعشق صاحبها , وكانت هذه هي المرة الأولى التي أبتسمت فيها جين منذ بداية هذا اللقاء , وشعرت بجو عائلي ,وبدأت تمسك بيدها عنق المهرة وهمست بأذنها كلمات لطيفة لتتقرب منها كما تعلمت من السيد غرانت , وفي اللحظة التي همّت بسؤال السيد غريرسون عن أسمها بادرها :
"أسمها جنيفر ".
صرخت جين بفرح :
" جنيفر كأسم زوجة الملك آرثر , أذن الدم الأرتيري تجري في عروقها بدون شك؟".
أجاب السيد غريرسون:
" هذا ممكن ولكن ليس لي الفضل في ذلك , فعندما أشتريتها كانت تبلغ سنة واحدة من العمر وكانت تسمى بهذا الأسم ".
وأثناء هذا الحديث كان قد أسرجها ومد اللجام الى جين , وخلال لحظات كانت جين قد أطلقت العنان للمهرة التي أنطلقت في البرية عدوا , وجين منتصبة فوقها بشكل لا يصدق , وبهدوء ناداها السيد غريرسون , لكن جين لم تعد تسمعه , أنها الآن في منتهى النشوة مستسلمة تماما للسعادة التي غمرتها , ألا وهي عودتها من جديد الى رياضتها المفضلة بعد أن أنقطعت عنها منذ مرض والدتها , وهذا ما آلمها كثيرا , وبعد لحظات نسيت نظرات السيد غريرسون المصوبة اليها , وكان الصوت المنبعث من حوافر جنيفر يرن في أذنيها كالموسيقى.
همست في أذن المهرة:
"أنك لجميلة حقا ".
هذا المديح الناعم جعل المهرة تتجاوب مع ما تريد جين .
الفارسة والفرس كانتا في الجانب الآخر من الحقل عندما ظهرت لهما الحواجز , فقفزت الأثنتان في الهواء بأنسجام متكامل لتجاوزها.
وبعد ذلك تقدمتا بخطواتهما عائدتين بأتجاه السيد الذي كان بأنتظارهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس