عرض مشاركة واحدة
قديم 25-09-09, 03:18 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ألتفتت الى المرآة بعد أن شعرت أنها بحاجة الى الأطمئنان عن مظهرها الأنثوي , فكت ضفائر شعرها فأنسدل كالشلال على كتفيها , وكأنها لأول مرة تكتشف شكلها عندما لاحظت ذلك الشبه الغريب بينها وبين عارضة أزياء فرنسية شاهدت صورها في أحدى المجلات.
وقالت في نفسها:
" بالتأكيد ورثت ذلك من أجدادي لأمي".
وأبتسمت وهي تتخيل والدها الذي وقع في حب أمها من النظرة الأولي أثناء الحرب العالمية الثانية وتزوجها فورا , وقد يكون القرار الوحيد الذي أقدم عليه في حياته بدون أن يكون العقل هو المسيطر ,ولكن للأسف جين لم تتعرف الى أجدادها الذين قتلوا أثناء الحرب ولم يتبق في فرنسا الا القليل من أبناء العموم , والغريب أيضا أن تنجذب أمها التي تتمتع بكامل الأنوثة والحيوية الى رجل مادي , بارد كأبيها , ومرة أخرى عادت الى التفكير بشارل ومدى تأثيره عليها.
مرت عطلة آخر الأسبوع سريعا , كان عليها أن تجد مكانا لوضع سيارتها التي لم تتحدث عنها أمام شارل , كما كان عليها أن تقوم ببعض المشتريات اللازمة , من السراويل والقمصان وبعض الكنزات من أجل الأعمال المنزلية .
وبخروجها من محطة القطار مساء الأحد , فوجئت بأن الباص الأخير قد غادر المحطة , فطلبت من الموظف سيارة أجرة تنقلها الى هاي لينتون , ابتسم الموظف من خلف مكتبه قائلا :
" آسف يا آنسة .... ففي القرى دائما نقص بتلبية الطلبات".
" أن السيد شارل لم يعلمني بذلك ".
وخرجت وهي تلعن في سرها وتتوعد , وعندما وصلت الى خارج المدينة كانت ترتجف تحت الريح الجليدية التي تأتيها من المرتفعات وتوقفت لحظة لتلف نفسها جيدا بواقي المطر الذي تلبسه.... لأن الغيوم السوداء المنسحبة بأتجاه الأفق لا تنذر بالخير.
من الأفضل أن أسرع قدر الأمكان أذا كنت لا أريد الوصول مبللة بالمياه , وشعرت بالحزن عندما رأت بأنها الكائن الأنساني الوحيد وسط هذا الجو الكئيب , وفكرت بأنها لو كانت وافقت أهلها الى كندا لما تعرضت الى مثل هذا الموقف.
وأرتعشت أثر سماعها محرك سيارة من خلفها مع ضربة زمور فألتفتت الى الوراء حيث وقفت السيارة قربها:
" هل أستطيع أن أساعدك في الوصول الى مكان ما؟".
كان صوت الشاب يحمل نبرة تستلطفها جين , كما كان كالنعمة التي حلّت عليها من السماء , أنها ضد الصعود في سيارة مع شخص مجهول في هذه الطريق الصحراوية ... ولكن ظرفها الحالي لم يدع لها مجالا للرد أجابت فورا:
" نعم وشكرا".
وأخذت مكانها الى جانب السائق الذي سألها:
" أذا هبة الى مكان بعيد في هذه المنطقة؟".
ورغم الظلام أستطاعت جين أن تميّز أبتسامة الشاب فأجابت:
" أنا ذاهبة الى هاي لينتون .... ولا أدري أذا كنت تعرفها؟".
" بالتأكيد أعرفها بشكل جيد!".
وألتفت اليها بتوتر لدرجة أن السيارات أنحرفت عن خط سيرها , وقال:
" شاءت الصدف أن أشتغل في هذا المكان كوكيل أعمال , وها أنا عائد من عطلة نهاية الأسبوع , ولربما أنت كذلك؟".
" لا ليس تماما".
بذلت جين ما في وسعها لكي تخفي الأضطراب الذي ولّده لديها تصرف هذا المجهول , وبالتأكيد فأن السيد غريرسون والسيدة ديك لم يخفيا عنها وجود وكيل الأعمال... ولكن أن تلتقي به هنا وفي هذه الظروف قالت:
" قابلت السيد غريرسون يوم الجمعة ... ووافق على فترة الأختبار".
" فهمت...".
وزاد في سرعة السيارة بشكل عصبي مظهرا عدم أرتياحه من الخبر وعندما نظرت اليه جين بأندهاش شاهدت المرارة المرسومة على شفتيه:
" كان عليّ أن أعرف أن شارل سيضع كل شيء تحت تصرفه أثناء غيابي".
قال جملته الأخيرة بلهجة خشنة , مما أزعج جين لأنها لا تريد أن تكون سبب نزاع بين الرجلين.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس