[MooNy87]

الجزء الأول

المغرورة والكابتن

********


ما أن رآها حارس البوابة قادمة بسيارتها الفارهة تطلق النفير عاليا بصوت مزعج يكاد يصم الآذان حتى هرع ليفتح البوابة الحديدة على مصراعيها قبل أن تنطلق شياطين غضبها الأعمى وتنفجر فى وجهه كالقنبلة الموقوتة , أما هى قائدة السيارة فلم تنتظر حتى أن يمر ذلك السائر على قدميه بأمان من أمام سيارتها , ولولا انتباهه فى آخر لحظة ليقفز على جانب الطريق بمرونة عالية متفاديا الاصطدام بمقدمة سيارتها المعدنية , لكادت أن تدهسه دون أن يطرف لها جفن ودون حتى أن تلاحظ وجوده , فأكملت طريقها إلى الداخل بذات السرعة الرهيبة وإطارات سيارتها تحتك بالأسفلت فى صوت يقشعر له الأبدان , أما هو فأطلق سبابا بصوت يغلى من الغضب وهو محتقن الوجه أخذ يلوّح بذراعيه :
هاى , احذرى ايتها المجنونة .. هناك بشر يمشون على الأرض ,, لست وحدك بهذا العالم .
أسرع حارس الأمن للاطمئنان عليه فى صوت وجل وهو زائغ النظرات :
هل أنت بخير يا كابتن ؟
نفض الرجل عن ملابسه غبارا وهميا وهو يقلب شفتيه قائلا بازدراء :
ما زلت قطعة واحدة على الأقل .. إنها متهورة كليا ..
قلّب الحارس كفيه محوقلا وهو يتمتم :
حذار يا كابتن أن يسمعك أى من الأعضاء وأنت تنتقد الآنسة هايدى , فلسوف تقيم الدنيا ولن تقعدها ...
قاطعه الرجل بنفاد صبر وهو يستكمل طريقه دون أن يستمع لبقية حديثه :
كلام فارغ .. من هى الآنسة هايدى هذه ؟ حتى تعتقد أن لها الحق المطلق فى دهس الناس بسيارتها , بالتأكيد إنها واحدة من أبناء الأعضاء البالغى الثراء والذين يفسدون أبناءهم بالتدليل المفرط !
أخذ الحارس يتلفت يمنة ويسرة بعد ذهاب الرجل الغاضب وهو يبتهل إلى الله أن يمر هذا اليوم على خير , تبقى على موعد انتهاء نوبته بضعة ساعات .. وإن كان لا بد من المواجهة بين الآنسة هايدى والكابتن عمرو فليتم هذا بعيدا عنه .. وعاد إلى موقعه بجانب البوابة وهو يلعن حظه فكوب الشاى الذى لم يرتشف منه سوى رشفة واحدة قد صار باردا كالثلج .


**************

يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t483820-2.html