عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-21, 04:22 AM   #17

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كان موقف (أدهم) عسيرا حقا هذه المرة ..
كان يغوص فى بركة من الرمال الناعمة ، تجتذبه يد الموت إلى قرارها فى عنف ، ودون هوادة ، وزميله (خالد) على قيد أمتار منه ، فاقد الوعى ، و(أندريه) ورجاله يقتربون من موقعه حثيثا ، ويستعدون لنيله ، إذا ما وقعت عيونهم عليه ..
والأدهى أنه لا يملك سلاحا ..
لا يملك أية أسلحة على الإطلاق ..
ولكن (أدهم صبرى) لم يكن أبدا بالرجل الذى يستسلم للموت ، أيا كانت الصعوبات التى تحيط به ..
لقد أخذ عقله ، على الرغم من دقة وخطورة موقفه ، يعمل فى روية وهدوء ، ويراجع كل المعلومات المختزنة لديه عن الرمال المتحركة ..
كان يعلم أن المياه إذا ما اختلطت بالأتربة ، فإنها تمتزج بها على هيئة طين وطمى ، أما إذا ما اختلطت بالرمال ، فهى لا تمتزج بها أبدا ، نظرا لأن الرمال لا تذوب فى الماء ، وإنما يقتصر إختلاطهما على صنع نسيج متجانس ، تسبح داخله الرمال ، متباعدة الذرات ، على تلك الهيئة المعروفة باسم (الرمال المتحركة) ..
إذن فهى نوع من المياه الثقيلة ..
وبرقت فجأة معلومة قديمة فى ذهن (أدهم) ، كان قد طالعها منذ سنوات ، ثم استكانت فى ركن من أركان ذاكرته ، فغمغم :
ـ نعم .. إنها على أية صورة ، نوع من المياه
وفى هدوء ، ثنى ظهره إلى الخلف ، واستلقى على الرمال الناعمة ، وفرد ذراعيه عن آخرهما ، كما لو أنه يسبح على ظهره ، داخل مسبح فاخر أنيق ..
نعم .. كانت تلك وسيلة ناجحة للغاية ، لمقاومة الغوص فى الرمال المتحركة ..
أن يسبح المرء على ظهره فوقها
ولكن إلى متى ؟ ..
إن السباحة على الظهر تقى (أدهم) شر الغوص فى أعماق الرمال ، ولكنها لا تؤمن له التوجه نحو منطقة آمنة ..
لا بد من وسيلة أخرى ..
ثم لمح (أدهم) بغتة جذع الشجرة القديم ، الذى جذبه لخوض تلك المنطقة فى البداية ..
كان هذا هو القشة التى يتعلق بها كل غريق ..
وفى حذر وبطء شديدين ، راح (أدهم) يحل حزامه من حول وسطه ، وهو يعلم أن أية حركة عنيفة ستخل من توازنه ، وتجعله يغوص كالحجر فى الرمال المتحركة ..
ومن بعيد بدا صوت (أندريه) ورجاله ، وهم يقتربون ..
كان موقفا مزدوجا عنيفا ، كفيلا بتحطيم أشد القلوب بأسا وشجاعة ..
ولكن (أدهم) لم يهتز ..
ظل هادئا على نحو مثير ، حتى نزع حزامه ، وأمسط طرفه الجلدى ، وألقى الطرف الآخر ، الذى يحوى حلية الربط ، نحو جذع الشجرة القديم ، فى مهارة وإحكام منقطعى النظير ..
وتعلقت حلية الربط بأحد نتوءات الجذع ..
وراح (أدهم) يجذب نفسه إلى الجذع فى حذر وبطء ..
ووقع أقدام (أندريه) وجنوده يرتفع ..
وبلغ (أدهم) الجذع ، الذى يسبح وسط بركة الرمال الناعمة ، وجذب نفسه إليه ، وانتزع جسده من بركة الرمال ، وصعد فوق الجذع الضخم ، وراح ينفض الرمال عن جسده فى سرعة ..
وفجأة ، توقفت يده ، حينما سمع صوت (أندريه) الشامت ، يقول فى ظفر :
ـ دع عنك هذه المهمة يا مستر (أدهم) .. سيسعد رجالى أن ينفضوا الرمال عن ثيابك ، قبل دفن جثتك
وكان هناك أربعة عشر مدفعا رشاشا ، مصوبة كلها إلى جسد (أدهم) ..
.
.
----------------------------------------------------
( أسوار الجحيم ـ 75


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس